Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

Down the Valley Near the River ARB: Asfal Al-Wadi Qurb An-Nahr
Down the Valley Near the River ARB: Asfal Al-Wadi Qurb An-Nahr
Down the Valley Near the River ARB: Asfal Al-Wadi Qurb An-Nahr
Ebook186 pages56 minutes

Down the Valley Near the River ARB: Asfal Al-Wadi Qurb An-Nahr

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

Sufyan left school at a young age and since then, nature has been his teacher. He grew up among the sheep in the pasture after his father's death. 

Sufyan soon comes upon a group of letters of unknown origin signed A.S., but he doesn’t know what to make of them since he cannot read.

Who sent the letters? And what is so compelling about them to the simple shepherd boy? Will they change his fate?

A story full of suspense, surprise, and loveable characters. 
Languageالعربية
Release dateMar 21, 2022
ISBN9789927155468
Down the Valley Near the River ARB: Asfal Al-Wadi Qurb An-Nahr

Read more from Zeyara Shaikha Al

Related to Down the Valley Near the River ARB

Related ebooks

Related categories

Reviews for Down the Valley Near the River ARB

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    Down the Valley Near the River ARB - Zeyara Shaikha Al

    الفصل الأول: أَنا سُفْيانُ

    إنّه وقتُ النَّومِ، يفتحُ زعيمُ الخِرافِ فَمَه على اتِّساعِه مُتثائبًا من شِدَّةِ النُّعاسِ، ويبدو كأنَّه ينوي الْتِهامي. أعرِفُ حينَها أنَّ السماءَ تُعلِنُ احتفالَها المسائيَّ، فترتدي ملابسَها السوداءَ، وتنشرُ عُيونَها التي تلمعُ في كلِّ مكانٍ، لتبدأَ في المراقبة.

    ينسحبُ زعيمُ الخِرافِ أولًا فهو غَيْرُ مُعتادٍ على السَّهَرِ. يتَّجهُ نحوَ الشَّجرةِ الكبيرةِ يضرِبُ الأرضَ تحتَها، وعندما تَرْمشُ النجومُ تتبعُه جميعُ الخِرافِ. لا تنعَسُ جُفوني بسهولةٍ، وأظلُّ ساهرًا وحدي أعدُّ المرَّاتِ التي ترمِشُ فيها النجومُ وتبرقُ؛ في بعضِ الأحيانِ لا أستطيعُ إكمالَ العدِّ، فأتوقَّفُ عندَ العددِ خمسةٍ وأربعينَ... إنَّه عددُ خِرافي تمامًا، كما علَّمني صديقي عادِلٌ.

    أعرفُ عادِلًا مُنْذُ كُنَّا أطفالًا، نلعبُ تحتَ ظلِّ الشجرةِ الكبيرةِ. دَرَسْنا معًا حتَّى الصفِّ الرابعِ؛ فتابعَ صديقي مِشوارَ التعليمِ أما أنا فلا! كانَ والدي يعاني من مرضٍ في القلبِ، وقدَّرَ له الطبيبُ العيشَ سنةً واحدةً. صارَ يخافُ من غيابي عنه، فأبعدَني عن المدرسةِ، وأبقاني إلى جانبِه أرعى الخرافَ معَه، وكانتْ عيناهُ تتْبعانني إِنْ غِبتُ عن نَظَرِه قليلًا، ويقلقُ عليَّ أينما جُلْتُ.

    والدي رجلٌ مسنٌّ، أمضى سنواتِ زواجِه الأولِ بانتظارِ أن يُرْزَقَ بالأطفالِ، لكنَّ أمنيَّتَه لم تتحقَّقْ إلا بعدَ زواجِه الثالثِ من والدتي؛ فَرُزِقَ بي وهوَ في عمرِ الستِّين. كانَ رجلًا قويًّا؛ أقوى من والدِ عادِلٍ، رغمَ أنَّ أبي كان يكبرُهُ بثلاثينَ عامًا، وكان يمتهنُ الرَّعْيَ مُنْذُ أنْ كانَ فتى صغيرًا.

    رَحَلَ والدي قبلَ أن أتجاوَزَ سِنَّ الثَّالثةَ عشرَةَ. ما زِلْتُ أذكُرُ ملامِحَهُ جيِّدًا، وأستَرْجعُ تفاصيلَ قِصَصِه التي كانَ يَسْرِدُها عَلَيَّ، مع أنَّه مرَّ على رحيلِه سبعُ سنواتٍ. أشعرُ وكأنَّه ما زالَ معي هنا تحتَ شجرةِ الْكَرْزِ التي أحبَّها، وعلَّمني كيف أَسقيها وأُشَذِّبُ العُشْبَ تَحْتَها.

    كان يمدِّدُ رِجْلَيْهِ النحيلتَيْنِ، ويسندُ كَتِفَه على جذعِها، يناديني ليضمَّني بِقوةٍ، هامسًا في أُذُني: «أنتَ أجمَلُ ما حدَثَ لي في حياتي»، ثم يُخرِجُ من جيبِهِ عُلبَةً صغيرةً رائِحَتُها فَوَّاحةٌ بداخِلِها طِيبٌ، ويضعُ دُهنةً صغيرَةً منها خلفَ أذُني مُرَدِّدًا: «أغلى الطِّيبِ لأغلى البَشَرِ»، فتفوحُ تلكَ الرائحةُ منِّي كُلَّما هَبَّتْ نسماتُ هواءٍ، وتنتشرُ على امتدادِ المرعى. كُنْتُ أُلقي برأسي على فَخِذِهِ، وأُرخي جَسَدي، فتُدَغْدِغُ لِحْيَتُهُ البيضاءُ وَجْهي، فتُثيرُ فيَّ الضَّحِكَ. لا أنسى تنهيداتِ أبي قبلَ أن يبدأَ في سردِ ذكرياتِهِ، وكان يتفوَّهُ بكلماتٍ غريبةٍ لا أفهمُها أحيانًا، يصفُها بالحِكَمِ والعِبَرِ، اكتسبَها عبرَ سنواتِ حياتِهِ الطويلةِ. كان يقولُ دائمًا إنَّ الإنسانَ كُلَّما تجاوَزَ بهِ العمرُ يُصبِحُ أكثرَ حكمة.

    يحلُّ الصَّباحُ، وتبدأُ الشَّمْسُ بإزعاجي، مُعلنةً أنَّ موعدَ استيقاظي واستيقاظِ خِرافي قد حانَ. يَسيرُ القطيعُ في خَطٍّ مستقيمٍ باتجاهِ الحشائشِ الصغيرةِ، وأَجِدُ صعوبةً في النهوضِ، فرائحةُ العُشْبِ المبلَّلِ بالندى تُصيبُني بالخمولِ والاسترخاءِ، وحفيفُ أشجارِ الكَرْزِ يُطرِبُني كأغاني والدي التي كان يُغنِّيها لي قبلَ النومِ. لا يقوى أحدٌ على إيقاظي سوى ذلكَ الدِّيكِ، وكأنَّه يُصِرُّ على الانتقامِ مني لأنني أخفيتُهُ ذاتَ يومٍ في إحدى زوايا المزرعةِ، فيبرَحُ بي مُؤَنِّبًا، ويَشْتَدُّ صياحُهُ حتى يوقِظَني.

    أُحِبُّ المرعى وانتشارَ خضرَتِهِ وكثرةَ أشجارِهِ وتناثُرَ الخرافِ في كلِّ أرجائِهِ. عِشتُ طفولتي هنا، ووُلِدْتُ في منزلٍ صغيرٍ يقعُ أعلى منحدرِ المرعى قربَ الوادي الكبيرِ. اعتدتُ التجوالَ صباحًا بينَ الدَّكاكينِ الصغيرةِ التي تقعُ عندَ حدودِ المرعى، وتَأْسِرُني رائحةُ الخبزِ التي تتسرَّبُ إلى أنْفي، فأتبعُها وأقفُ في الصفِّ أطالعُ حركةَ الفرنِ، فأتذكَّرُ والدي كيفَ كان يتناوَلُ ذلكَ الخُبْزَ الطازجَ حافًّا، ويتلَذَّذُ بتغميسِهِ في كوبِ الشَّاي، اعتاد أن يُبقي لي قِطعةَ خُبْزٍ أتناولُها عندما أجوعُ ليلًا، وكانَ يقولُ لي إنَّ هذا المخبزَ هو الوحيدُ الذي يُعدُّ الخبزَ كما كانَتْ تُعِدُّهُ والدتي تمامًا.

    الفصل الثاني: حُفْرَةُ الرَّسائلِ

    لا أملِكُ سوى الخِرافِ التي وَرِثْتُها عنْ أبي، وهي تعرفُ مهامَّها اليوميَّةَ؛ لذا لا تحتاجُ إلَيَّ دائمًا، حتى إنَّها تستقبلُ ساعيَ البريدِ حينَ يَحضُرُ كي يُسلِّمَني الرَّسائلَ التي يَجزِمُ بأنَّها باسْمي! الأمرُ الذي يُضحِكُني في كلِّ مرَّةٍ؛ فمَنِ الَّذي يُراسِلُني؟

    لا أعرِفُ أحدًا سوى أبي الذي رحلَ ولن يعودَ، وعادَلٍ الذي أراهُ كلَّ يومٍ، ولذا لن يحتاجَ إلى التعبيرِ عن أشواقِهِ لي من خلالِ الرَّسائلِ. أما جاري المُزارِعُ جابِرٌ، فيَسْتَطيعُ إخباري بما يريدُ وقْتَما يشاءُ؛ فمَنْزِلُهُ قُرْبَ مَنْزِلي، ويهتمُّ بمزرعةِ أبي الصغيرةِ التي نجني من بيعِ ثمارِها ما يكفينا من المال. يَتَوارَدُ إلى ذِهْني في بعضِ الأحيانِ أنَّ المُرسِلَ قد يكونُ بائعَ المثلَّجاتِ؛ فأنا مَدينٌ له ببضعةِ دراهمَ، أو رُبَّما كانَ مالكَ الدّيكِ الذي أخفَيْتُهُ يَومَيْنِ حتى أستطيعَ النومَ مُرتاحًا.

    أحاولُ إقناعَ ساعي البريدِ بِأَنَّ المرسلَ يُخطِئُ في كتابةِ الاسمِ، وبأنني لستُ المقصودَ، لكنه لا يبالي ولا يُلبِّي طلبي بأن يَقْرَأَ لي الرَّسائِلَ، ويردِّدُ دومًا: «غيرُ مسموحٍ لي بقراءةِ الرَّسائِلِ».

    أمتعِضُ مكرِّرًا أنَّ الرسالةَ ليسَتْ لي، وأنَّ الأمرَ مجردُ تشابهٍ في الأسماءِ، يردُّ بلا اكتراثٍ دومًا، ويقولُ: «لا تُعطِّلْ عملي، وتسلَّمِ الرسالةَ حالًا».

    أتسلَّمُ الرِّسالةَ حتَّى لا يَغْضَبَ، فقامتُهُ الطويلةُ وجسَدُهُ العريضُ يُخيفاني، ولكن مَن يتولى قراءةَ تلكَ الرسائلِ والاستمتاعَ بطعمِها؟ خِرافي بالتأكيدِ.

    تتناولُ الخِرافُ كلَّ شيءٍ تراهُ أمامَها بشراهةٍ عاليةٍ، ولو كُنتُ طعامًا لالتهَمَتْني أنا أيضًا كما تلتَهِمُ جواربي. خلالَ الأشهرِ الماضيةِ، صَرَفْتُ أغلبَ مدخولي على شراءِ الجواربِ، فأنا أشعرُ بالبردِ حتى مع نَسماتِ الهواء الليليَّةِ التي تُدغْدِغُ قَدَمي، لم يتبقَّ معي سوى مبلغٍ يكفيني لشراءِ الخبزِ والقليلِ من الحلوياتِ التي لا أستغني عنها، رغمَ الألمِ الذي كانتْ تُسبِّبُه لي حين تستقرُّ داخل

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1