Down the Valley Near the River ARB: Asfal Al-Wadi Qurb An-Nahr
By Zeyara Shaikha Al and Fakhro Abdulla
()
About this ebook
Sufyan soon comes upon a group of letters of unknown origin signed A.S., but he doesn’t know what to make of them since he cannot read.
Who sent the letters? And what is so compelling about them to the simple shepherd boy? Will they change his fate?
A story full of suspense, surprise, and loveable characters.
Read more from Zeyara Shaikha Al
The Farmer who Saved the Village Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحليمة والدجاجة حكيمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to Down the Valley Near the River ARB
Related ebooks
رحلة ابن فطومة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsومازال في قلمي حبر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنا أبي: مجموعة قصصية Rating: 5 out of 5 stars5/5قصص روسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيوفوريا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمنزل التعويذة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحضرة المحترم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشرطي الثالث Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحكايات حارس الكتب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلذكراك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsBroken Wings أجنحة متكسرة: Short Stories Collections, #1 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعبرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبريد لم يصل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإلى أن يجمعنا القدر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلعنة نوبار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلعبة الخيول الخشبية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعندما يُعشق الزيتون Rating: 5 out of 5 stars5/5الديناصور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعندما تشيخ الذئاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص مصرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسجين وقصص أخرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsابن الخليج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsماجدولين: مصطفى لطفي المنفلوطي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرحلة نحو النور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلبيروت الورق الأصفر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفتى الووشو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوراء الأكمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعبرات: مصطفى لطفي المنفلوطي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsامرأة ملونة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for Down the Valley Near the River ARB
0 ratings0 reviews
Book preview
Down the Valley Near the River ARB - Zeyara Shaikha Al
الفصل الأول: أَنا سُفْيانُ
إنّه وقتُ النَّومِ، يفتحُ زعيمُ الخِرافِ فَمَه على اتِّساعِه مُتثائبًا من شِدَّةِ النُّعاسِ، ويبدو كأنَّه ينوي الْتِهامي. أعرِفُ حينَها أنَّ السماءَ تُعلِنُ احتفالَها المسائيَّ، فترتدي ملابسَها السوداءَ، وتنشرُ عُيونَها التي تلمعُ في كلِّ مكانٍ، لتبدأَ في المراقبة.
ينسحبُ زعيمُ الخِرافِ أولًا فهو غَيْرُ مُعتادٍ على السَّهَرِ. يتَّجهُ نحوَ الشَّجرةِ الكبيرةِ يضرِبُ الأرضَ تحتَها، وعندما تَرْمشُ النجومُ تتبعُه جميعُ الخِرافِ. لا تنعَسُ جُفوني بسهولةٍ، وأظلُّ ساهرًا وحدي أعدُّ المرَّاتِ التي ترمِشُ فيها النجومُ وتبرقُ؛ في بعضِ الأحيانِ لا أستطيعُ إكمالَ العدِّ، فأتوقَّفُ عندَ العددِ خمسةٍ وأربعينَ... إنَّه عددُ خِرافي تمامًا، كما علَّمني صديقي عادِلٌ.
أعرفُ عادِلًا مُنْذُ كُنَّا أطفالًا، نلعبُ تحتَ ظلِّ الشجرةِ الكبيرةِ. دَرَسْنا معًا حتَّى الصفِّ الرابعِ؛ فتابعَ صديقي مِشوارَ التعليمِ أما أنا فلا! كانَ والدي يعاني من مرضٍ في القلبِ، وقدَّرَ له الطبيبُ العيشَ سنةً واحدةً. صارَ يخافُ من غيابي عنه، فأبعدَني عن المدرسةِ، وأبقاني إلى جانبِه أرعى الخرافَ معَه، وكانتْ عيناهُ تتْبعانني إِنْ غِبتُ عن نَظَرِه قليلًا، ويقلقُ عليَّ أينما جُلْتُ.
والدي رجلٌ مسنٌّ، أمضى سنواتِ زواجِه الأولِ بانتظارِ أن يُرْزَقَ بالأطفالِ، لكنَّ أمنيَّتَه لم تتحقَّقْ إلا بعدَ زواجِه الثالثِ من والدتي؛ فَرُزِقَ بي وهوَ في عمرِ الستِّين. كانَ رجلًا قويًّا؛ أقوى من والدِ عادِلٍ، رغمَ أنَّ أبي كان يكبرُهُ بثلاثينَ عامًا، وكان يمتهنُ الرَّعْيَ مُنْذُ أنْ كانَ فتى صغيرًا.
رَحَلَ والدي قبلَ أن أتجاوَزَ سِنَّ الثَّالثةَ عشرَةَ. ما زِلْتُ أذكُرُ ملامِحَهُ جيِّدًا، وأستَرْجعُ تفاصيلَ قِصَصِه التي كانَ يَسْرِدُها عَلَيَّ، مع أنَّه مرَّ على رحيلِه سبعُ سنواتٍ. أشعرُ وكأنَّه ما زالَ معي هنا تحتَ شجرةِ الْكَرْزِ التي أحبَّها، وعلَّمني كيف أَسقيها وأُشَذِّبُ العُشْبَ تَحْتَها.
كان يمدِّدُ رِجْلَيْهِ النحيلتَيْنِ، ويسندُ كَتِفَه على جذعِها، يناديني ليضمَّني بِقوةٍ، هامسًا في أُذُني: «أنتَ أجمَلُ ما حدَثَ لي في حياتي»، ثم يُخرِجُ من جيبِهِ عُلبَةً صغيرةً رائِحَتُها فَوَّاحةٌ بداخِلِها طِيبٌ، ويضعُ دُهنةً صغيرَةً منها خلفَ أذُني مُرَدِّدًا: «أغلى الطِّيبِ لأغلى البَشَرِ»، فتفوحُ تلكَ الرائحةُ منِّي كُلَّما هَبَّتْ نسماتُ هواءٍ، وتنتشرُ على امتدادِ المرعى. كُنْتُ أُلقي برأسي على فَخِذِهِ، وأُرخي جَسَدي، فتُدَغْدِغُ لِحْيَتُهُ البيضاءُ وَجْهي، فتُثيرُ فيَّ الضَّحِكَ. لا أنسى تنهيداتِ أبي قبلَ أن يبدأَ في سردِ ذكرياتِهِ، وكان يتفوَّهُ بكلماتٍ غريبةٍ لا أفهمُها أحيانًا، يصفُها بالحِكَمِ والعِبَرِ، اكتسبَها عبرَ سنواتِ حياتِهِ الطويلةِ. كان يقولُ دائمًا إنَّ الإنسانَ كُلَّما تجاوَزَ بهِ العمرُ يُصبِحُ أكثرَ حكمة.
يحلُّ الصَّباحُ، وتبدأُ الشَّمْسُ بإزعاجي، مُعلنةً أنَّ موعدَ استيقاظي واستيقاظِ خِرافي قد حانَ. يَسيرُ القطيعُ في خَطٍّ مستقيمٍ باتجاهِ الحشائشِ الصغيرةِ، وأَجِدُ صعوبةً في النهوضِ، فرائحةُ العُشْبِ المبلَّلِ بالندى تُصيبُني بالخمولِ والاسترخاءِ، وحفيفُ أشجارِ الكَرْزِ يُطرِبُني كأغاني والدي التي كان يُغنِّيها لي قبلَ النومِ. لا يقوى أحدٌ على إيقاظي سوى ذلكَ الدِّيكِ، وكأنَّه يُصِرُّ على الانتقامِ مني لأنني أخفيتُهُ ذاتَ يومٍ في إحدى زوايا المزرعةِ، فيبرَحُ بي مُؤَنِّبًا، ويَشْتَدُّ صياحُهُ حتى يوقِظَني.
أُحِبُّ المرعى وانتشارَ خضرَتِهِ وكثرةَ أشجارِهِ وتناثُرَ الخرافِ في كلِّ أرجائِهِ. عِشتُ طفولتي هنا، ووُلِدْتُ في منزلٍ صغيرٍ يقعُ أعلى منحدرِ المرعى قربَ الوادي الكبيرِ. اعتدتُ التجوالَ صباحًا بينَ الدَّكاكينِ الصغيرةِ التي تقعُ عندَ حدودِ المرعى، وتَأْسِرُني رائحةُ الخبزِ التي تتسرَّبُ إلى أنْفي، فأتبعُها وأقفُ في الصفِّ أطالعُ حركةَ الفرنِ، فأتذكَّرُ والدي كيفَ كان يتناوَلُ ذلكَ الخُبْزَ الطازجَ حافًّا، ويتلَذَّذُ بتغميسِهِ في كوبِ الشَّاي، اعتاد أن يُبقي لي قِطعةَ خُبْزٍ أتناولُها عندما أجوعُ ليلًا، وكانَ يقولُ لي إنَّ هذا المخبزَ هو الوحيدُ الذي يُعدُّ الخبزَ كما كانَتْ تُعِدُّهُ والدتي تمامًا.
الفصل الثاني: حُفْرَةُ الرَّسائلِ
لا أملِكُ سوى الخِرافِ التي وَرِثْتُها عنْ أبي، وهي تعرفُ مهامَّها اليوميَّةَ؛ لذا لا تحتاجُ إلَيَّ دائمًا، حتى إنَّها تستقبلُ ساعيَ البريدِ حينَ يَحضُرُ كي يُسلِّمَني الرَّسائلَ التي يَجزِمُ بأنَّها باسْمي! الأمرُ الذي يُضحِكُني في كلِّ مرَّةٍ؛ فمَنِ الَّذي يُراسِلُني؟
لا أعرِفُ أحدًا سوى أبي الذي رحلَ ولن يعودَ، وعادَلٍ الذي أراهُ كلَّ يومٍ، ولذا لن يحتاجَ إلى التعبيرِ عن أشواقِهِ لي من خلالِ الرَّسائلِ. أما جاري المُزارِعُ جابِرٌ، فيَسْتَطيعُ إخباري بما يريدُ وقْتَما يشاءُ؛ فمَنْزِلُهُ قُرْبَ مَنْزِلي، ويهتمُّ بمزرعةِ أبي الصغيرةِ التي نجني من بيعِ ثمارِها ما يكفينا من المال. يَتَوارَدُ إلى ذِهْني في بعضِ الأحيانِ أنَّ المُرسِلَ قد يكونُ بائعَ المثلَّجاتِ؛ فأنا مَدينٌ له ببضعةِ دراهمَ، أو رُبَّما كانَ مالكَ الدّيكِ الذي أخفَيْتُهُ يَومَيْنِ حتى أستطيعَ النومَ مُرتاحًا.
أحاولُ إقناعَ ساعي البريدِ بِأَنَّ المرسلَ يُخطِئُ في كتابةِ الاسمِ، وبأنني لستُ المقصودَ، لكنه لا يبالي ولا يُلبِّي طلبي بأن يَقْرَأَ لي الرَّسائِلَ، ويردِّدُ دومًا: «غيرُ مسموحٍ لي بقراءةِ الرَّسائِلِ».
أمتعِضُ مكرِّرًا أنَّ الرسالةَ ليسَتْ لي، وأنَّ الأمرَ مجردُ تشابهٍ في الأسماءِ، يردُّ بلا اكتراثٍ دومًا، ويقولُ: «لا تُعطِّلْ عملي، وتسلَّمِ الرسالةَ حالًا».
أتسلَّمُ الرِّسالةَ حتَّى لا يَغْضَبَ، فقامتُهُ الطويلةُ وجسَدُهُ العريضُ يُخيفاني، ولكن مَن يتولى قراءةَ تلكَ الرسائلِ والاستمتاعَ بطعمِها؟ خِرافي بالتأكيدِ.
تتناولُ الخِرافُ كلَّ شيءٍ تراهُ أمامَها بشراهةٍ عاليةٍ، ولو كُنتُ طعامًا لالتهَمَتْني أنا أيضًا كما تلتَهِمُ جواربي. خلالَ الأشهرِ الماضيةِ، صَرَفْتُ أغلبَ مدخولي على شراءِ الجواربِ، فأنا أشعرُ بالبردِ حتى مع نَسماتِ الهواء الليليَّةِ التي تُدغْدِغُ قَدَمي، لم يتبقَّ معي سوى مبلغٍ يكفيني لشراءِ الخبزِ والقليلِ من الحلوياتِ التي لا أستغني عنها، رغمَ الألمِ الذي كانتْ تُسبِّبُه لي حين تستقرُّ داخل