مِثلُ خبير

By أيمن بن عبد القادر كمال

أخذ "ساعـد" يتكلم عن الأمجاد وصناعتها وأطوارها، أراد أن يزرع في "واعد" يقيناً لا يجب أن ينساه، وهو الإقرار بأن البدء بأي رحلة يكون عادة صعباً، فالمرء يفكر كثيراً في الراحة وينشدها دوماً، فإذا استسلم للراحة بقي مكانه ولم يرحل، ورحلة التغيير عبارة عن رحلة ينتقل فيها المرء من مكان إلى مكان أعلى رتبة وأرفع قدراً، لذا فإن البدء بها تكتنفه نفس الصعوبة. يدرك "ساعد" أن هذا اليقين مهم لاجتثاث جذر الخمول من روض العزيمة، وقد نجح في إقناع "واعد" به، لكن "واعداً" – وهو صاحب الخبرة البسيطة في الحياة – يحتاج إلى التفريق بين المعاني. لقد كان "واعد" حريصاً على أن يتلقى الفهم الصحيح، لذلك كان كثير الأسئلة، كثير الحرص... (مقتطف من الرواية التي - رُبَّما - ستغير حياتك)

• Language: العربية
• Publisher: Austin Macauley Publishers
• Release date: Jun 30, 2022
• ISBN: 9789948817550

Book preview

مِثلُ خبير

أيمن بن عبد القادر كمال

Austin Macauley Publishers

مِثلُ خبير

الإهداء

حقوق النشر©

توطئة

فِرارٌ إلى المَشارف

مُلْهَمُون.. مُلْهِمُون

المفاتيحُ الأربعة

عبارات وضَّاءة

وهل كالعِلْمِ حُجَّة؟

مَرايا الذَّات

بوصلةُ المعراج

لوحة الوصول

أعتابُ الغايات

البداية

الإهداء

نهدي هذا العمل إلى ينابيع الهِمَّة

وغِرَاس العزيمة، ومجاذِيف الترقِّي إلى العلياء..

إلى الشباب الواعد.

حقوق النشر©

أيمن بن عبد القادر كمال 2022

يمتلك أيمن بن عبد القادر كمال الحق كمؤلف لهذا العمل، وفقًا للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

جميع الحقوق محفوظ

لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948817543 (غلاف ورقي)

الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948817550 (كتاب إلكتروني)

رقم الطلب:MC-10-01-0678203

التصنيف العمري:E

تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقًا لنظام التصنيف العمري الصادر عن المجلس الوطني للإعلام.

الطبعة الأولى 2022

أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

مدينة الشارقة للنشر

صندوق بريد [519201]

الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

www.austinmacauley.ae

202 95 655 971+

توطئة

إن ميلاد رواية مِثْلُ خَبِير لم يكن صدفة، بل مرّ بمخاض كما الوليد، لكن مخاضها امتد لزمن طويل، ذلك أن فكرة الرواية أصلاً تجسيد لِهَمٍّ صاحَبَ تقديمنا لخدمة توجيه طلاب كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وتأهيلهم لسوق العمل. أدركنا مبكراً أن معظم شبابنا يسير بلا هدف، وبلا خطة، تتجاذب معظمَهم أخيلةُ الآخرين وتسحبهم خيولهم، لا إلى ضياء، بل إلى مجاهيل تتراكض فيها الحسرات، وتتزاحم فيها أسراب الندم.

قلنا: لا بد من انتشالهم من عناء التخبُّط، فبادرنا بنشر ثقافة الاستقلال بالقرار، كان طموحنا أن تكون قرارات الطالب – في بناء وظيفة أحلامه، وتحديد تخصص دراسته – معافاة من التبعية لآراء الآخرين، ومستقلة بعنفوانه، وقراراته هذه يجب أن تعكس نظرته للمستقبل وأن تَستثمِر قدراته ومهاراته. دون عزل لخبرات أهل الخبرة ولا نَفْيٍ للمخلصين في آرائهم.

واستخدمنا أساليب عدة، وأدوات متعددة، كان آخرها إقامة معرض قِمَّتي هِمَّتي، الذي نزعم أنه ساهم بجدارة في رفع مستوى الوعي لدى زائريه من الشباب حول أهمية التخطيط الشخصي. ولأن المعرض مؤقت فقد ارتأى فريق العمل أن يخلّدوا محتواه لتعميم الفائدة، فكانت الفكرة في نقل المحتوى إلى كتاب، ثم ارتأينا أن نتفرَّد في الطرح بجعل الكتاب رواية بدلاً من السَّرد المتّبع في كتب تطوير الذات المألوفة.

ومن هنا.. ولدت رواية مِثْلُ خَبِير.

هي ساعة العصاري، كما يسميها أهل تلك المدينة الحالمة؛ أفياء، وهي الساعة التي يخرج فيها ساعـد، كغيره من سكان أفياء، حيث تعودوا منذ صغرهم على استغلال اعتدال الجو ساعة العصاري في المشي على شاطئ البحر إلى ما قبل المغرب، حيث يتجمعون قبل الغروب بقليل ليتسامروا إلى أن يسمعوا مؤذن الحي يصدح بالأذان، ثم يقفرون راجعين لبيوتهم بعـد أداء الصلاة.

ساعِـد هو الابن الثالث لخمسة إخوة، كلهم ذكور، وترتيبه هذا جعله ينجو من دلال الأصغرَين وقيود الأكبرَين، فلا هو الابن الأكبر الذي تُعقَدُ آمال الأسرة كلها عليه، فيتصرف بموجب قوانين ملزمة ويحذر من الانزلاق في أي خطأ حتى ولو كان طفولياً. وفي ذات الوقت نجا من تدليل الأبوين المفرط له إذ إنه ليس الابن الأصغر الذي عادة ما يستحوذ على اهتمام أبويه أكثر من بقية إخوته، فتجده يتكلم فيُسمَع، ويطلب فيُطاع، فإن أخطأ فهو ما يزال فتى وإن غيَّرت لحيته معالم وجنتيه. هو إذن من الأواسط الذين لا نالوا شرف التقييد ولا ترف الدلال، يعتمد هؤلاء عادة على مواهبهم في الدفاع عن حقوقهم، كما أنهم مستقلون في تكوين مداركهم وبناء رؤاهم.

يبدو أن ابتعاد ساعـد عن نقطتي الأضواء جعله يتحرك بسهولة لبناء شخصيته وإلزام ذاته بسقف – للنجاح – صَنَعَه هو بيده مستثمراً كبواته وأخطاءه ومعطيات زمانه ومكانه، فالزمان مستقر، لا حروب ولا نزاعات ولا مواسم هجرة، أما المكان فلا مكان كـ أفياء، إذ هي المدينة التي جمعت الشواهق بالشواطئ في منظر ودٍّ لا مثيل له.

هذا هو ساعِد الذي سيتكرر اسمه كثيراً بين دفتي هذه الرواية التي بدأت باستحضار ساعة العصاري، وقد انقضت وأقفل ساعـد راجعاً إلى بيته، ليعبُر الجسر الذي يربط ساحل المدينة بسفح جبلها حيث تمرُّ من تحته قناة بحرية، اعتاد المارة أن يقفوا عليها كل يوم ليشاهدوا منظر الأسماك والشُعَب المرجانية ترسم صورة رائعة لإبداع الخالق. حينما بلغ منتصف الجسر شاهد من بعيد أربعة شبان لم يسبق له أن شاهدهم، أحدهم يلبس سروالاً يتجاوز ركبتيه نزولاً، وبه حبال من جهات متعـددة، مَتْناه عاريان، وعلى صدره صورة جيفارا، أما ملابس الثلاثة الآخرين فمتشابهة، بنطال طويل ومُتُونٌ مُغَطّاة. كانوا يعبُرون الجسر وهم يتمازحون فيما بينهم، أصواتهم أثارت قلق الجسر ومَن عليه ومَن دونه، أحدهم كانت نظرته ذات خجل، كان معهم لكنه يهرب منهم إلى طرف الجسر حيناً، وحيناً يتخلَّف عنهم بخطوتين أو أكثر. في لحظة بدا لِسَاعـد أنهم يتحدثون عنه، خفضوا أصواتهم قليلاً عندما أشار أحدهم بعينه نحوه كأنه يحذرهم منه أو يذكرهم به، وجدها ساعـد فرصة لإلقاء التحية عليهم:

ساعـد: السلام عليكم، أسعـد الله مساءكم.

المجموعة: أهلاً ومرحباً، حيَّاك الله.

لاحظ