ديوان سعد الدين بن عربي
()
About this ebook
في ديوان سعد الدين بن عربي، يلاحظ القارئ دون أدنى عناء أن الشاعر كان مقراً بفضل والده الشيخ محي الدين بن عربي، مقتنعاً بصحة عقيدته الصوفية، وهو ما يفصح عنه بجلاء المعجم الصوفي في مقطعات وقصائد كثيرة في ديوانه الذي بين أيدينا، وفي الإحالة على بعض العادات التعبدية الصوفية ممثلة في السماع والرقص، على وجه الخصوص، هذا فضلاً عن المقطعات التي صاغها على مثال الشعر الصوفي، ورثاؤه لشارح مصنف الشهير (الإشارات الإلهية).
Related to ديوان سعد الدين بن عربي
Related ebooks
1 مراتع الغزلان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ بيهق/تعريب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصيد الخاطر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsابن رشد الفيلسوف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمعرفة والتاريخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالكاشف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبهاء زهير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفتوح البلدان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمختصر التحرير شرح الكوكب المنير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوشاح في فوائد النكاح Rating: 5 out of 5 stars5/5جامع المسانيد لابن الجوزي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجامع العلوم والحكم ت ماهر الفحل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح الإلمام بأحاديث الأحكام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالزهر الأنيق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمختصر العلو للعلي العظيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح أبي داود للعيني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsانتقاض الاعتراض في الرد على العيني في شرح البخاري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمنحة الباري بشرح صحيح البخاري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمنجد في اللغة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالنقد والنقاد المعاصرون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإصلاح المنطق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاللمع في أسباب ورود الحديث Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأصول في النحو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمختصر صحيح مسلم للمنذري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفسير سفيان الثوري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلسان العرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for ديوان سعد الدين بن عربي
0 ratings0 reviews
Book preview
ديوان سعد الدين بن عربي - سعد الدين محمد بن محمد بن العربي
الشّيخ الفقيه الإمام العالم الفاضل
سعد الدّين محمّد بن محمّد بن العربي
المتوفّى سنة 656 هـ .
تغمّده اللّه تعالى برحمته الواسعة
بمنّه وكرمه
حقّقه، وقدّم له، وصنع فهارسه
د. فرج الحوار
تأليف
سعد الدّين محمّد بن محمّد بن العربي
تحقيق
د. فرج الحوار
مدير النشر عماد العزّالي
التصميم ناصر بن ناصر
الترقيم الدولي للكتاب 978-9938-23-047-5
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى
1442 هـ / 2021 م
العنوان: 5 شارع شطرانة 2073 برج الوزير أريانة - الجمهورية التونسية
الهاتف: 58563568 +216
الموقع الإلكتروني: www.tunisian-books.com
البـريد الإلكتروني: medi.publishers@gnet.tn
إهداء
إلى حفيدي محمّد فارس الّذي أبى إلاّ أن يشاركني، بزقزقاته الفصيحة ونقراته الرّشيقة على لوحة الكتابة، إخراج هذا السّفر الطّريف من العدم إلى الوجود.
د. فرج الحوار
مقدّمة التّحقيق
1 - ترجمة الشّاعر
اختلفت المصادر¹، الّتي ترجمت للشّاعر، في آسمه، إذ اقتصر أغلبها على اسمه الثّلاثي²، أي محمّد بن محمّد بن عليّ، متبوعا بكنية والده «الشّيخ الأكبر والكبريت الأحمر، وابن أفلاطون، محيي الدّين»³، وباسم الشّهرة «ابن العربيّ». وأخلّت «شذرات الذّهب»⁴ باسم جدّه عليّ، فيما اكتفى مصنّـف «مسالـك الأبصـار»⁵ بالكنيـة واسـم الشّهـرة والنّسبـة الجغرافيّـة («ابن عربي، سعد الدّين الدّمشقيّ»)، واكتفى صاحب «نفح الطّيب»⁶، الّذي لم يفرد الشّاعر بترجمة خاصّة، فساق ترجمته ضمن ترجمة والده، بكنية الابن، مسبوقة بكنية الأب. وقد آستعيض في بعض المصادر⁷ عن النّسبة الجغرافيّة بالنّسبة الأسريّة، أي الطّائيّ الحاتميّ⁸. وأضاف إليها أبو محمّد الدّمياطيّ نسبته الإقليميّة «المغربيّ»، وتوسّع في اسم الشّاعر، فأثبته في «معجم شيوخه» كالتّالي: «محمّد بن محمّد بن علي بن محمّد بن أحمد»⁹. وهو الوحيد الّذي نصّ على أنّ الشّاعر، كوالده الشّيخ محيي الدّين، يكنّيان بـ«أبي عبد اللّه»¹⁰. واختتـم نسبـه بقولـه: «المعـروف بابـن العربـي، والمنعـوت بالسّعد»¹¹.
وقد آختلف أيضا في اسم الشّهرة، فأثبت بألف ولام التّعريف في أغلب مصادر ترجمة الشّاعر، وعاريا منهما في بعض المصادر الأخرى¹². وجاء في أغلب المصادر¹³ أنّ «الأديب الشّاعر»¹⁴ سعد الدّين «ولد بملطيّة»¹⁵ في رمضان سنة ثمان عشرة وستّمائة» (618 هـ.)، وانفرد الدّمياطيّ بالقول إنّه «دمشقيّ المولد»¹⁶. ولا اختلاف في مكان موته ومدفنه، إذ أكّدت أغلب مصادر ترجمته أنّه توفّي «بدمشق [...]، ودفن عند قبر أبيه بسفح قاسيون، في تربة بني الزّكي»¹⁷.
أمّا تاريخ وفاته، فقد آختلف فيه، إذ جاء في «نفح الطّيب»، و«الوافي بالوفيات»، و«معجم شيوخ الدّمياطي»، و«الذّيل على الرّوضتين»¹⁸، و«شذرات الذّهب» أنّه توفّي سنة 656 هـ¹⁹، «سنة دخل هولاكو بغداد وقتل الخليفة المستعصم»²⁰، عن سنّ تناهز ثمان وثلاثين سنة، فيما أكّد مصنّفو «عقود الجمان»، و«فوات الوفيات»، و«هديّة العارفين»²¹، أنّه توفّي سنة 686 هـ، عن عمر يناهز ثمان وستّين سنة. ورغم أنّ صاحب «البداية والنّهاية»²² استأنس في ترجمة الشّاعر بأبي شامة المقدسي، صاحب «الذّيل على الرّوضتين»، إلاّ أنّه خالفه في تحديد سنة وفاته، وأدرجه في وفيات سنة 657 هـ.
ونحن نرجّح أنّ الشّاعر توفّي سنة 656 هـ، كما نصّت على ذلك أغلب مصادر ترجمته، وكما ورد في التّرجمة الّتي أثبتت في النّسخة الأمّ، الّتي كان عليها تعويلنا في تحقيق هذا الكتاب، وهي المرموز إليها بالحرف (ش)، وقد نقلنا هذه التّرجمة كاملة في الفقرة الّتي خصّصناها لوصف هذه النّسخة. والسّبب الثّاني الّذي يحملنا على ترجيح هذا التّاريخ أنّ الاختلاف في تقدير سنة وفاة بعض المصنّفين القدامى يدور عادة حول تواريخ متقاربة، تقدّر بالسّنـوات، ولكنّهـا نـادرا ما تبلـغ العقـد، أو تتجاوزه إلى ثلاثة عقود كاملة كما هو الحال بالنّسبة لشاعرنا. وممّا زادنا اطمئنانا إلى هذا التّرجيح أنّ التّرجمة، المثبتة في نسخة مكتبة شستربيتي رقم 3866، جاء فيها أنّ الشّاعر «عاش في الدّنيا أربعين سنة»²³، لا أكثر.
1.1 - مسيرته العلميّة
لم تذكر مصادر ترجمة الشّاعر شيئا يذكر عن مسيرته العلميّة، إذ اختزل ابن العماد الحنبليّ هذه الأخيرة في قوله²⁴: «سمع الحديث، ودرّس، وناب بدمشق». وأشير أيضا في «فوات الوفيات»²⁵، و«عيون التّواريخ»²⁶، و«الوافي بالوفيات»²⁷ إلى سماعه وتدريسه، وفصّل صاحب «عقود الجمان» القول في إنابته، فقال: «استنابه القاضي محيي الدّين بن الزّكيّ في التّدريس»²⁸. وانفرد الدّمياطي بالنّصّ على مذهب الشّاعر، فذكـر أنّـه «شافعـيّ»، ونعته بـ «الفقيه الأديب»²⁹.
واقتصر، في بقيّة مصادر ترجمته، على نعته بـ «الأديب الشّاعر»³⁰ مرّة، وبـ «الأديب الفاضل»³¹ مرّة أخرى، فيما أكّد صاحب «الذّيل على الرّوضتين»³² أنّه «كان من الفضلاء العقلاء»، وقال ابن كثير، محدّثا عنه³³: «وذكر ما يدلّ على فضيلته، وأدب، وشعر فيه قوّة». أمّا فيما يتعلّق بشاعريّة نجل الشّيخ الأكبر، فقد قال أغلب من ترجموا له أنّه «كان شاعرا مجيدا»³⁴، وأضاف صاحب «عقود الجمان»³⁵: «وظريفا»، في إشارة إلى ما اختصّ به من وصف حسان الغلمان وحرفهم وصنائعهم، وهو ما أفصح عنه ابن شاكر الكتبيّ والصّلاح الصّفديّ بقولهما³⁶: «أجاد المقاطيع الّتي نظمها في الغلمان وأوصافهم».
ويرى د. محسن جمال الدّين أنّ انصراف الشّاعر «إلى تصوير جانب من عواطفه الشّخصيّة، واتّصالاته الذّاتيّة مع النّاس، فهو كثير الاتّصال مع الصّغير والكبير، والغنيّ والفقير، والخاصّة والعامّة، على اختلاف الأجناس، والملل، والنّحل والطّوائف»، هو ما يفسّر قلّة الدّراسات الّتي اعتنت بأدبه قديما، لا سيّما أنّه، تماما كوالده، «نشا وعاش وعاصر أحداثا هامّة جساما، لم يساهم فيها مساهمة فعليّة في عمله الأدبيّ»³⁷. أمّا في ما يتعلّق بالدّراسات المعاصرة، فيذكر د. محسن جمال الدّين أنّ سعد الدّين بن عربي كان محلّ عناية عدد من الباحثين المعاصرين، خصّ بالذّكر منهم د. صلاح الدّين المنجّد، ود. أحمد بدوي، ود. عزّة حسين، والأستاذ فؤاد السّيّد. واختتم عرضه هذا بالإشارة إلى أنّ انطباعهم عن الشّاعر «يتراوح بين الإيجاب والسّلب، وبين التّقريظ والانتقاد، ولكنّهم أجمعوا على شاعريّته»³⁸.
وقد سكتت المصادر القديمة عن علاقة الشّاعر بوالده، فيما يتعلّق خاصّة بتحصيله العلميّ. والجدير بالذّكر أنّ صاحب «البداية والنّهاية» تعرّض بطريقة غير مباشرة إلى هذه المسألة، فقد ورد في إحدى مخطوطات كتابه، الّتي أحال عليها محقّقوه في الهوامش، أنّه كان يعتبر أنّ «فضيلة» الابن وديانته واستقامته لا تتحقّق إلاّ في حالة ما تأكّد أنّه «لم يكن من أتباع أبيه»³⁹، في إشارة واضحة إلى الجدل الكبير الّذي أثارته أفكار محيي الدّين بن عربي وعقائده الصّوفيّة، الّتي أفصح عنها في مصنّفاته، ومن أشهرها: «الفتوحات المكّيّة»، و«فصوص الحكم»، وديوانه الموسوم بـ «ترجمان الأشواق». وقد كان من نتائج هذا السّجال أن قدّس الرّجل من بعض معاصريه وتلامذته، واعتبر رائد «الطّريقة الأكبريّة الصّوفيّة» الأوّل، ورأس مدرسة فيها، وسفّهه البعض الآخر، ورموه بالزّيغ والزّندقة، وألّفوا في التّدليل على ضلاله مؤلّفات كثيرة.
والحقيقة أنّ النّاظر في ديوان سعد الدّين بن عربي، والمتفحّص لمعانيه، لا بدّ أن يلاحظ بدون أدنى عناء أنّ الشّاعر كان مقرّا بفضل والده، مقتنعا بصحّة عقيدته الصّوفيّة، وهو ما يفصح عنه بجلاء المعجم الصّوفي المنبثّ في مقطّعات وقصائد كثيرة من هذا الدّيوان، وفي الإحالة على بعض العادات التّعبّديّة الصّوفيّة، ممثّلة في السّماع والرّقص⁴⁰ على وجه الخصوص، هذا فضلا عن المقطّعات الّتي صاغها على مثال الشّعر الصّوفيّ⁴¹، ورثاؤه لشارح مصنّف والده الشّهير «الإشارات الإلهيّة»⁴². ولهذا السّبب، فنحن لا نوافق د. محسن جمال الدّين⁴³ في ما ذهب إليه من أنّ سعد الدّين بن عربي «كان من المقرّر أن يكون صوفيّا مثل والده [...]، نظرا لتقليد أغلب الأبناء لسنّة آبائهم، ورغبة الآباء في أن يخلف⁴⁴ أبناؤهم طريقتهم في مسلك الحياة، وأنماط العيش، غير أنّه اتّجه اتّجاها أدبيّا شعريّا، بعيدا عن التّصوّف، وخالف سنّة والده، واختلف عنه طريقة ومنهجا»، ونرى بالعكس من ذلك أنّ هذا الاختلاف لم يكن بمثل هذا العمق.
2 - مؤلّفاته
2.1 - ديوان
شعره
أشارت جلّ المصادر، الّتي ترجمت لسعد الدّين بن عربي، أنّ له «ديوان شعر مشهور»⁴⁵، وتضمّن بعضها مقتطفات منه، ركّز فيها غالبا على المقطّعات الّتي نظمها في الغلمان، وفي حالات نادرة على أبيات