الحكم المطلق في القرن العشرين: عباس محمود العقاد
()
About this ebook
Related to الحكم المطلق في القرن العشرين
Related ebooks
الحكم المطلق في القرن العشرين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالديمقراطية في الإسلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأفيون الشعوب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلا شيوعية ولا استعمار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفتنة الكبرى 2: (عثمان) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوثائق البيت الأبيض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفلاسفة الحكم في العصر الحديث Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعضلات المدنية الحديثة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشيوعية والإنسانية في شريعة الإسلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإيمان والمعرفة والفلسفة: محمد حسين هيكل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفتنة الكبرى (الجزء الأول): (الجزء الأول) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإيمان والمعرفة والفلسفة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعلم والحياة: علي مصطفى مشرفة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة الديمقراطية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsذو النورين عثمان بن عفان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالديمقراطية السياسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعلم والحياة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب الإنسان الخارق: تاريخ مختصر للمستقبل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهتلر في الميزان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتعريف بشكسبير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsذو النورين عثمان بن عفان: عثمان بن عفان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشوارعيزم 3 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعثمان بن عفان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحقيقة تيمورلنك العظيم- الجزء الأول Rating: 4 out of 5 stars4/5روح السياسة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلى عتبات الحضارة بحث في السنن وعوامل التخلق والانهيار: رسائل في فلسفة الحضارة, #1 Rating: 5 out of 5 stars5/5الأرستقراطية: مشاهدات أدبية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsروح الاجتماع Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for الحكم المطلق في القرن العشرين
0 ratings0 reviews
Book preview
الحكم المطلق في القرن العشرين - عباس العقاد محمود
عباس محمود العقاد
الحكم المطلق في القرن العشرين
تاريخ الإصدار : القاهرة 2022م
غلاف : مارينا بولس
تدقيق لغوي وتنسيق داخلي : فريق ايجي بوك
جميع حقوق النشر محفوظة، ولا يحق لأي شخص أو مؤسسة أو جهة إعادة إصدار هذا الكتاب، أو جزء منه، أو نقله بأي شكل من الأشكال، أو وسيلة من وسائل نقل المعلومات، ولا يجوز تداوله إلكترونيًا نسخًا أو تسجيلًا أو تخزينًا، دون إذن خطي من الدار
دار ايجي بوك للنشر والتوزيع
العنوان : ايجيبوك، 30 عمارات العبور- صلاح سالم- القاهرة
http://www.richardelhaj.media/
جميع الآراء الواردة في هذا الكتاب تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار النشر
UUID: eb97f216-46ab-45c0-bb5a-fde3e1e937f4
This ebook was created with StreetLib Write
https://writeapp.io
Table of contents
هل فشلت الديمقراطية؟
لم تفشل الديمقراطية
تمثيل الشعب
بلاد الدكتاتورية
خاتمة
Notes
الحكم المطلق في القرن العشرين
تأليف
عباس محمود العقاد
هل فشلت الديمقراطية؟
كان الاستبداد المطلق مقدسًا في زعم رجال الدين الذين كانوا يستعينون به على حفظ مكانتهم، وقضاء مآربهم، وكان هو يستعين بهم على تقرير نفوذه، وشمول سلطانه على الضمائر والأجسام،وكان لحق الحكم مصدر إلهي يتلقاه الحاكم المستبد من السماء،فلا يسُأل عنه، ولا يكون للشعب إلا أن يطيعه كما يطيع خالقه، ويؤمن بحكمته التي تخفى عليه كما يؤمن بأسرار حكمة القدر؛ فالحكومة رسالة سماوية معصومة على هذه الأرض الخاطئة، والشك في الحكومة كالشك في العقيدة، كلاهما كُفر يعاقَب عليه بالحرمان السرمدي من رحمة ﷲ .
كان هذا هو مصدر الحكومة المستبدة إلى ما قبل القرن الثامن عشر، وكان الإيمانٍّ به عاما شائعًا لا يشَك فيه إلا أفراد معدودون من أحرار الفكر، يخفون آراءهم كما يخُفي المجرم جريمته، والآثم وصمة عاره، فلما انتقل سلطان الحكم من الملوك المستبدين إلى مشيئة الشعوب انتقلت القداسة معه إلى المصدر الجديد، وأصبح حق الحكم مقدسًا —مرة أخرى — من طريق الشعب لا من طريق الصوامع والكهان، وتغَير النظام القديم ولم يتَغير قالبه الذي صنعته العادات المتأصلة والمصالح المتشعبة والعقائد الموروثة، وربما بدأت هذه القداسة الشعبية على سبيل المجاز في التعبير، يلجأ إليه دعاة النظام الحديث للمقابلة بين أساس الحكومة الغابرة وأساس الحكومة الحاضرة، ثم أضيفت إلى هذا المجاز حماسة الفكرة الناشئة، وروح الأمل في المستقبل، والنقمة على الماضي، فأصبحت القداسة الحديثة عقيدة في الضمير يشوبها من الإبهام كل ما يشوب العقائد التي تستعصي على متناوَل العقول .
أصبحت الديمقراطية عقيدة مقدسة في العرف الشائع، فجاءها الخطر من هذه الناحية في عصر الشك والسخرية من جميع » المقدسات « ، وسَمِع الشاكون والساخرون بهذه » المقدسة « الجديدة، فعلموا أن هناك شيئاً طريفًا يظُهرون فيه براعة التنفيذ،وقدرة التصغير والتقييد، فأسرعوا إليه في جد ووقار، وأعنتوا أنفسهم كثيراً ليقولوا : إن الديمقراطية شيء لم يهبط على الأرض من السماء، وإن القداسة هنا مجازٌ لا حقيقة له في العلم والاستقراء. فكان الجاحدون لقداسة الديمقراطية والمؤمنون بتلك القداسة المنزهة عن الشوائب بمنزلة واحدة من الفهم والسداد؛ لأن قداسة الديمقراطية لم تكن مسألة علمية يبحثها الناقدون الممحصون على هذا الاعتبار من جانب القبول أو من جانب الإنكار،فالذين يضعونها هذا الوضع ينظرون إليها من أضيق حدودها التي يعرفها المجازيون والجهلاء، ولا ينظرون إليها من أوسع الحدود التي يحيط بها مَن يعرف حقيقتها،ويقيسها بمقياسها الصحيح، وإذا كان المتكلم الذي يقول : إن الماء العذب شهد حلوالمذاق مخطئاً في صيغة التعبير العلمي، فأشد منه إمعاناً في الخطأ والغفلة عن الحقيقة مَن يحمل الماء العذب إلى المعمل الكيمي؛ ليثبت أن الماء ماء، وليس بشهد حلو المذاق كما يقولون في لغة المجاز .
في أواخر القرن التاسع عشر ظهرت » السيكولوجية « أو علم النفس، وتفرعت فروعه، وكثرالاشتغال بتطبيقه على الأفراد والشعوب، ولعل أغرب ما استغربه الناس من قضايا هذا العلم وصفه لأطوار الجماعات والأساليب التي يجَري عليها في تكوين عقائدها، وتوجيه أهوائها، وتسيير حركاتها، وإثارة خواطرها، فقد جاء هذا الوصف بعد شيوع الديمقراطية في العالم الحديث بأكثر من جيلين، فلاح لمعظم الناس كأنه غريب، وكأنه مخالف للمقررفي الأذهان، أو لِما يجب أن يتقرر في الأذهان، ولو أنه جاء قبل ذلك بمائتي سنة، أو لو أنه تقَدم في عصر الإصلاح مثلًا لَما وقع من الأفكار موقع الغرابة في شيء، ولا أحاط به ذلك السحر الذي يحيط بكل هجمة مخالفة للمألوف، ثم لجأت الديمقراطية حتمًا في سياقها الطبيعي دون أن يخيَّل إلى أحد أن حقائق علم النفس تعُارِض الحكم الديمقراطي أوتعارض حكم الشعوب؛ لأن الديمقراطية كانت نتيجة لازمة لفساد حكم الاستبداد، ولم تكن نتيجة لجهل الناس بالسيكولوجية وخطئهم في تفسير حركات الجماعات، فلو عَلمَّ الناس في القرن الرابع عشر أو الخامس عشر أن حركات الشعوب غير مقدسة،ولا منزهةعن عيوب الطبيعة البشرية، لَما كان ذلك مانعًا لوقوع تلك الحركات في أوانها، ولا واقياً للأنظمة العتيقة من التداعي والسقوط، ولكن » السيكولوجية « ظهرت بعد الديمقراطية،فنشأت غرابتها من ثمَ، وكان استغراب الناس إياها وهمًا متولدًا من الوهم القديم الذي تطرق إليهم من تقديس الشعب بعد تقديس العواهل المستبدين، فلولا الخرافة الداثرة؛خرافة المستبدين الإلهيين، لَما وُجدت خرافة الشعوب الإلهية، ولا اتُّخذت أطوار الجماعات