Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

تجربتي لحياة أفضل
تجربتي لحياة أفضل
تجربتي لحياة أفضل
Ebook279 pages1 hour

تجربتي لحياة أفضل

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب مهم يعرض إضاءات مهّمة تساعد الجيل الجديد على النجاح والتميز في المشاركة الإيجابية على الصعيد الشخصي والمهني والمجتمعي. كما يلقي الضوء على المحاذير الواجب تجنبها من الإنسان الناجح، ويعينه عن التصالح مع الذات في رحلة الحياة وكيفية تحقيق السعادة المنشودة.

Languageالعربية
Publishertevoi
Release dateMar 15, 2023
تجربتي لحياة أفضل

Related to تجربتي لحياة أفضل

Related ebooks

Reviews for تجربتي لحياة أفضل

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    تجربتي لحياة أفضل - زياد ريس

    تَجْربتِي لحَياةٍ أفْضلَ

    زياد ريّس

    مكتبة الأسرة العربية

    جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

    الطبعة الثانية

    2023

    شكر وعرفان

    من فوائد هذا الكتاب أنه أعطاني فرصة لكي أعبّر عمَّا بنفسي من شكرٍ وامتنانٍ لكلّ الأحبَّة والأهل الذين كان لهم تأثير على حياتي، والحقيقة هم كثيرون، وليس من السَّهل حَصْرهم، ولكنْ سوف أقف معكم في بعض المحطَّات المُهمَّة:

    ١- الشُّكر للأسرة الصَّغيرة؛ وأوّلهم زوجتي التي شاركتني في القسم الأكبر من مسيرة حياتي الأسرية والعملية؛ حيث كانت معي في موطن الضَّعف والتَّحدّيات الكبيرة، وشاركتني الِمحَن والصُّعوبات، كما شاركتني مواطن النَّجاح والحصاد، وكانت العامل المُصوّب لي في كثيرٍ من الأحيان والملجأ الأوّل الذي أضع كلّ الضُّغوطات التي كنت أعيشها عندها.

    كما أود أن أشكر أولادي الذين هم مصدر رئيسي في إضفاء صفة السَّعادة عليَّ وأودّ أن أشكر أهلي جميعًا ابتداءً من والدي ووالدتي وبيت جدي وأخي وإخوتي جميعًا.

    ٢- الشُّكر للأسرة الكبيرة؛ وتشمل كلّ أصدقائي ومُحفِّزي وأحبتي في العمل المجتمعي والخدمي. وكذلك كلّ رؤسائي وزملائي في العمل الذين عشتُ معهم أهمّ السَّنوات في عمري، وكانوا سندًا لي دومًا، وأخص منهم رئيس مجلس الإدارة ونائبه.

    ٣- الشُّكر للمملكة العربيَّة السعوديَّة التي احتضنتني في مقتبل العمر، وتولَّت رعايتي الجامعيَّة.

    ٤-الشُّكر لمن عمل معي لتحرير وتدقيق الكتاب، ولمن أسدَى لي كلّ التَّصويب والتَّعديل والنُّصح ليكون في إخراجه ومظهره الأخير.

    وأخيرًا أتمنَّى أن يُعطي هذا الكتاب قيمةً إضافيَّة لكلّ قارئ..

    ولكم منّي كلّ الحبّ والودّ والاحترام.

    زياد غسان ريس

    المقدمة

    من تلك المدينة السَّاحليَّة الصَّغيرة على حوض البحر المتوسط (اللاذقية) لا يزال صوت الموج الخفيف في أُذني في ذلك اليوم الصيفي من عام ١٩٧٠م عندما كنت في الثامنة من عمري في بيت جدي القديم المُطلّ على المينا القديمة، وفي ليلة قمريَّة حيث يتسلل ضوء القمر إلى الغرفة مشرعة النوافذ بانتظار الصباح لكي يبدأ نهار جديد، لأذهب مع والدتي وأخي إلى أحد المُنتَجعات البحريَّة المهمَّة في البلدة لنقضي النهار بطوله بين اللّعب والسّباحة والطعام اللذيذ، وهكذا إلى أن ينتهي الصيف، ونحن لا نعرف من همّ الدنيا شيئًا، بينما كان والدي السُّوريّ الأصل ووالدتي الألمانية في معترك كبير بينهما؛ حيث كلّ طرف يسعى لكي نكون في كَنفه بعد أن انتهى الأمر بهما إلى الفراق؛ إذ أصرَّ كلٌّ منهما أن يعيش في موطنه، وضِمن البيئة الحاضنة التي ترعرع فيها رافضًا كلّ منهما الانتقال مع الطَّرف الآخر.

    واستقر الحال بالانفصال، ولنكن نحن تحت رعاية بيت جدّي وجدتي وعمتي، ونجتمع مع والدتي فقط بتلك الأيام الصيفيَّة المعدودة إلى أن جاءنا خبر الحادث الأليم بسقوط الطائرة التي تُقلّ والدتي التي فقدتها وأنا بعمر العاشرة.

    وهكذا استمرت الحياة، وترعرعت في بيت العائلة الكبير؛ حيث كان مركزًا محوريًّا لكل أفراد العائلة المتنوعة الطباع والأطياف إلى أن أتممت المرحلة الثانوية، وبعدها سافرتُ باحثًا عن بلد أكمل فيه الدراسة الجامعيَّة؛ حيث كنت حريصًا على دراسة الهندسة.

    واستقر بي الحال بأن قُبِلْت في منحة دراسية بإحدى جامعات المملكة العربيَّة السعوديَّة لأبدأ مرحلة جديدة من العمر وبين خليط من الطلبة ذات الأعراق والجنسيات والطباع المُتعدّدة أشكالاً وألوانًا. لتكون لي درسًا جديدة في التعامل مع الآخرين ضمن السكن الجامعي الحاضن للجميع. وهكذا قضيت سنوات الجامعة أدرس في الشتاء، وأذهب لبيت جدتي بألمانيا في الصيف إلى أن انتهت أيام الجامعة، وتخرجت من كلية الهندسة عام ١٩٨٦م.

    وكانت النقلة الثالثة من حياتي حيث باشرت الحياة المهنية في إحدى شركات المقاولات الكبرى، وكانت أول مهمة لي هي العمل في إعادة ترميم وتجديد أول مسجد بُنِيَ بالإسلام (مسجد قباء بالمدينة المنورة)، وبراتب وحلم بسيط بأن أجمع عشرة آلاف ريال أستطيع من خلالها تأسيس منزل الزوجية لغرض الزواج بعد أن تعرَّفت على زوجتي مع أول رحلة صيفية بعد التخرج وكان في يوم الجمعة، وعقدت قراني عليها يوم الثلاثاء من نفس الأسبوع؛ حيث كنت متعطشًا إلى حياة فيها الحبّ والحنان والودّ والجمال بعد سنوات طويلة في مجتمع جامعي ذكوري منعزل.

    وبدأت بمسيرة جديدة في التدرج الوظيفي من مهندس موقع عادي إلى مدير مشاريع، وكان ذلك خلال سبع سنوات من العمل الهندسي، إلى أن صدر قرار من إدارة الشركة بترك العمل الهندسي، وترقيتي إلى إدارة شركة في القطاع التجاري والخدمي البحت عام ١٩٩٣م، وفي نشاط آخر مختلف تمامًا وهو قطاع الإعاشة والأغذية؛ حيث تدرجتُ خلال سنوات قليلة إلى أن أصبحت المدير التنفيذي لشركة قابضة، قمت من خلالها بتأسيس مجموعة من المصانع الإنتاجية وشركات تجارية في خمس دول متعددة، ومن خلال معطيات مختلفة من كلّ النواحي؛ حيث عملتُ ضمن تحديات وتوازنات كبيرة، منها ما هو خارجي من ضغوطات الشركات المنافسة، ومعرفة طبيعة العمل في كل بلدٍ، ومنها ما هو داخلي باختلاف توجهات الشركاء أو التَّحدِّيات التمويليَّة.

    ومع ذلك كانت مسيرة هذه الشَّركات خليطًا بين نجاحٍ مُمَيَّز وإخفاقات مُؤلِمَة وصَعْبة وضعتني أمام تحدِّيات كبيرة ومسؤوليَّة عالية تستدعي العمل بروح المُثَابَرة والتَّحدِّي والصَّبْر، وصقلتْ في نفسي مفاهيم مهمَّة حول أساسيَّات النَّجاح على الصَّعيد المهنيّ والشَّخصيّ والأُسريّ، كما خلقتْ لديَّ روابط وإسقاطات كثيرة بين القِيَم ومفاهيم ونواميس النَّجاح وبين النَّتائج والمُخْرَجَات من هذه التَّجارب المُتعدِّدة، والتي كانت محور نقاش وحوارات مستمرَّة بيني وبين أصدقائي، وفي بيتي الصَّغير مع زوجتي وأولادي الذين تعلَّموا الكثير من هذه المفاهيم والخبرات التي عِشْتُها، وحقَّقُوا نجاحات أصبحتُ فخورًا بها مع مرور السنين، بل تحوَّل بعضها إلى محاضرات وندوات عامَّة أمام مجموعات من الشَّباب والمُهتمِّين.

    وقد شعرت أخيرًا بأهميَّة تدوين هذا كلّه في كتاب تعمّ به الفائدة لأكبر عددٍ، لكل المهتمّين بمعرفة قواعد وقوانين النجاح، وكذلك لمعرفة والحذر من عوامل الفشل.

    وقد أحببت أن ألقي الضوء كذلك على تفسيرات من وحي الواقع والتجربة لعوامل النجاح والإخفاق، كما وددت أن ألفت انتباه القارئ بكتابي هذا حول ضرورة إعادة النظر في طريقة التفكير في قراءة الحدث والنتائج.

    من جهة أخرى؛ لقد خَلُصت التجربة إلى إعادة آليَّة التفكير في التعامل الشخصي الذاتيّ لمعرفة مُسبّبات السعادة وعوامل استدامتها على المدى البعيد؛ بحيث تكون واضحة للقارئ قبل فوات الأوان. كما أحببت أن أتطرق إلى العمل الإنسانيّ المجتمعيّ في خدمة الآخرين وأهمّيّته وانعكاساته على سعادة الإنسان؛ حيث ارتدادات العطاء، ونشر العلم والوعي وجبر الخواطر، وهي عوامل رئيسية في استدامة السعادة، وكذلك هي عامل مهم في بناء نهضة حضارية بالعمل الجماعي، وتكريس حقيقي لمفهوم إعمار الأرض.

    أودّ أنْ ألفت الانتباه إلى أنَّ هذا الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات كتبتها على مدى سنوات؛ حيث تم جمعها وتبويبها في سبعة أبواب؛ ابتداءً من الباب الأول الذي هو خلاصة المفاهيم التي على الإنسان النَّاجح الأخذ بها لتقوده إلى التَّميُّز، ويعكس الباب الثاني تجارب حقيقيَّة مررتُ بها تظهر عوامل النَّجاح الحقيقيَّة ومسبّباتها، أما الباب الثَّالث فيشتمل على تقاطعات الخبرة العمليَّة التي عشتها و لامستها في حياتي على مرّ السنوات الطويلة. أما الباب الرابع فهو يُفسّر ويتحدَّث عن السُّنن والمُسلَّمات التي تُفسّر بعض ظواهر المخرجات التي نمرّ بها، والتي نراها من حولنا، ومِن ثَمَّ ننتقل إلى الباب الخامس الذي يُسقط جميع ما ورد في السياق على الطريقة الإيجابية التي يجب أن يتحلَّى بها الإنسان بتعاطيه مع المجتمع والمحيط الذي هو فيه ليكون عنصرًا إيجابيًّا وفعالًا، ولديه الحسّ والمسؤوليَّة المجتمعيَّة، ومِن ثَمَّ يليه الباب السادس؛ حيث أُلقي الضوء على بعض المحاذير التي يمكن أن تُعيق الإنسان في مسيرة النَّجاح والحضور الإيجابي اجتماعيًّا وشخصيًّا إلى أن يحط الكتاب الترحال في الباب السابع الذي تحدثت فيه عن السَّعادة ومُقوّماتها وأهمِّيَّة الحفاظ عليها إلى آخر رحلة الحياة.

    زيَاد رَيّس

    الباب الأول

    مفاهيم وقواعد للتَّميُّز

    الإحسان أم العدل؟

    تعلمُت منذ سنوات قليلة أنَّه من الضروريّ للإنسان أنْ يتحلَّى بصفة الإحسان، وأجد أنَّ مَن يعمل بالشَّأن العام أو من تقتضي طبيعة عمله الاختلاط بالناس بشتَّى ألوانهم لا يكفيه العمل مع الآخرين بالعَدْل أو بالمِثْل. وإنَّما عليه أن يأخذ جانب الإحسان والسَّماحة؛ لأنه ليس من الحكمة ولا حتَّى في ميزان الرِّبح والخسارة أنْ تُعامِل النَّاس كمَا يُعاملونك أو يُبادرونك في بعض الأحيان بالأذية أو الإساءَة؛ لأن كثيرًا منهم جاهلٌ بالحقيقة، ونظرًا لعدم معرفته بها ليس أكثر يكون سلوكه سلبيًّا.

    في الوقت نفسه عندما أقول: العَدْلُ لا يكفي؛ أتوجَّس من أن تَحْمل هذه الكلمة مُخالفةً شرعيةً؛ إلَّا أنَّه لفَت انتباهي مُؤخَّرًا أحد الأصدقاء من ذوي العِلْم الشَّرعيّ بأنَّ هناك آيات عدَّة في القرآن الكريم تحثّ على السَّير قُدُمًا بهذا السِّياق؛ بل إنَّ هناك تفسيرات في بعض المواقف يتوجب علينا فيها الأخذ بالإحسان؛ حتى نُعرِض عن أذية الآخرين.

    من هنا أودّ أن ألفت انتباه العاملين بالشَّأن العام، وخصوصًا الذين يَرْجُون وَجْه الله تعالى بعملهم، أنَّ الإحسان في معاملة الآخرين واجبٌ عليهم، وليس اختيارًا لهم، وأنَّ الإحسان إلى النَّاس سببٌ لكسب قلوب الناس وللفوز بأجور عظيمة عند الله تعالى.

    أنا أجد أنه قد يكون ذلك السلوك جزءًا مُهمًّا من الصِّفات التي يتحلَّى بها هؤلاء دون غيرهم؛ ليكونوا مُؤثِّرين فعلاً في المحيط الذي يعملون به. كما أنَّ سلوك سبيل الإحسان إلى الآخرين مطلبٌ لعموم النَّاس،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1