Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

تهذيب اللغة
تهذيب اللغة
تهذيب اللغة
Ebook719 pages3 hours

تهذيب اللغة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

تهذيب اللغة من أهم المعاجم العربية وأكثرها دقة وتهذيبًا، جمع فيه أبو منصور الأزهري شتات اللغة بعد أن رحل وقابل وشافَهَ كثيرًا من العرب الموثوق بعربيتهم من أجل جمع المادة اللغوية، وقد أثنى على معجم تهذيب اللغة غير واحد من العلماء من أمثال: ابن منظور صاحب لسان العرب وصديق بن حسن القنوجي البخاري في كتابه أبجد العلوم. ويعد معجم تهذيب اللغة من أهم الوثائق في تأريخ التأليف اللغوي وتأريخ المدارس اللغوية الأولى.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 4, 1901
ISBN9786412847235
تهذيب اللغة

Read more from الأزهري

Related to تهذيب اللغة

Related ebooks

Reviews for تهذيب اللغة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    تهذيب اللغة - الأزهري

    الغلاف

    تهذيب اللغة

    الجزء 9

    الأزهري

    370

    تهذيب اللغة من أهم المعاجم العربية وأكثرها دقة وتهذيبًا، جمع فيه أبو منصور الأزهري شتات اللغة بعد أن رحل وقابل وشافَهَ كثيرًا من العرب الموثوق بعربيتهم من أجل جمع المادة اللغوية، وقد أثنى على معجم تهذيب اللغة غير واحد من العلماء من أمثال: ابن منظور صاحب لسان العرب وصديق بن حسن القنوجي البخاري في كتابه أبجد العلوم. ويعد معجم تهذيب اللغة من أهم الوثائق في تأريخ التأليف اللغوي وتأريخ المدارس اللغوية الأولى.

    غطل

    أبو العباس عن إبن الأعرابي: الغوطالة، الروضة .قال الليث: الغيطل والغيطلة: شجر ملتف أو عشب ملتفأبو عبيد: الغيطل: الشجر الكثير الملتف، وأنشد :

    فَظَلَّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ ........ كما يستديرُ الحِمارُ النَّعِرْ

    أبو عبيد وغيره: الغيطلة: البقرة الوحشية، قال زهير:

    كما إستغاثَ بِسىِّ فزُّ غَيْطَلةٍ ........ خافَ العيون فلم يُنظر به الحَشَكُ

    وقال الليث: الغيطلة: جلبة القوم وأصواتهم، تقول: سمعت غيطلتهم وغيطلاتهم .قال: والغيطلة والغيطلة: إزدحام الناس، والغيطلة: إلتباس الظلام وتراكمه .وأنشد:

    وقد كسانا ليلهُ غَيَاطِلا

    أبو عبيد: المُغطئل الراكب بعضه بعضاً .وقال غيره: أتانا فلان في غيطلةٍ: أي في زحمة من الناس، وقال الراعي:

    بِغيْطَلةٍ إذا إلتَفَّت علينا ........ نَشَدْناها المواعِد والدُّيونا

    أراد مُزدحم الظعائن يوم الظعن .ثعلب عن سلمة عن الفراء قال: الغَيْطلة: الجماعة من الناس، والغيْطلة: الأكل والشرب والفرح بالأمن، والغيطلةُ المال المُطغى، والغيطلة: الأجَمَة، والغيطلة: البقرة .^

    غلط

    أبو عبيد: غَلِطَ الرجل في كلامه وغلبت في حستبه غلطاً وغلتاً .وقال الليث الغلطُ: كل شيء يعيا الإنسان عن جهة صوابه من غير تعمد، والأغلوطة: ما يغلط فيه من المسائل وجمعها أغلوطات وأغاليط .ل غ ط 'لغط'قال الليث: اللغيط: أصوات مبهمة لا تفهم، يقال: سمعت لغط القوم .إبن السكيت قال الكسائي: سمعت لغطاً ولغطاً، وقد لغط القوم يلغطون لغطاً وألغطوا إلغاطاً بمعنى واحد، وأنشد :

    ومنهلٍ وردته إلتقاطاً

    لم ألقَ إذ وردتهُ فُراطا

    إلا الحمامَ الوُرقَ والغطَاطَا

    فهُنَّ يُلْغِطْن به إلغَاطَا

    وقال وؤبة:

    باكرتهُ قبل الغطاطِ اللَّغطِ ........ وقبل جُونيِّ القطَا المُخَطَّطِ

    وقال الليث: لغاط: إسم جبل .^

    طلغ

    أهمله الليث ، وأخبرني أبو طاهر بن الفضل عن محمد عيسى بن جبلة عن شمر قال : قال الكلابي : يقال فلان يطلغ المهنة ، قال : والطلغان أن أن يعني فيعمل على الكلال .وقال أبو عدنان : قال العتيفي : إذا عجر الرجل . قلنا : هو يطلغ المهنة ، والطلغان : أن يعيى الرجل . ثم يعمل على الإعياء ، وهو التغلب .^

    نغط

    أهمله الليث .وروى أبو العباس عن إبن الأعرابي أنه قال : النغط الطوال من الناس .^

    غطف

    قال الليث : غطفان حي من قيس عيلان .وروى الرواة في حديث أم معبد الخزاعية ووصفها النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : في أشفاره عطف بالعين غير معجمة .وقال إبن قتيبة سألت الرياشي عنه فقال : لا أعرف العطف وأحسبه الغطف بالغين ، وبه سمي الرجل غطيفاً وغطفان وهو أن تطول الأشفار ثم تتغطف .وقال شمر : الأوطف والأغطف بمعنى واحد ، وهو الطويل هدب الأشفار ، والإعطاف والإغداف واحد .^

    غبط

    أبو عبيد عن الأحمر: غبطت الشاة أغبطها غبطاً: إذا جستها لتنظر أسمينة هي أم مهزولة، وأنشدنا :

    إنَّ وأتْيِى إبن غلاَّقٍ لِيَقْرِيَني ........ كغابِطِ الكلبِ ببغي الطِّرْقَ في الذَّنَبِ

    قال أبو عبيدة: وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: هل يضر الغبط، قال: لا إلا كما يضر العضاة الخبط ففسر الغبط بالحسد .وأخبرني المنذري عن الحراني عن إبن السكيت أنه قال: غبطت الرجل أغبطه: إذا إشتهيت أن يكون لك ما له وأن يدوم له ما هو فيه .قال: وحسدت الرجل أحسده إذا إشتهيت أن يكون ماله لك وأن يزول عنه ما هو فيه، قلت: وقد فرق بين الغبط والحسد، والذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن الغبط لا يضر كما يضر الحسد، وأن ضر الغبط المغبوط قدر ضر خبط الشجر لأن الورق إذا خبط إستخلف، والغبط وإن كان فيه طرف من الحسد فهو دونه فهو دونه في الإثم، وأصل الحسد القشر، وأصل الغبط الجس، باليد، والشجر إذا قشر عنها لحاؤها يبست وإذا خبط ورقها تيبس وعاد الورق .وقال شمر قال أبو عدنان سألت أبا زيد الحنظلي عن تفسير قوله: أيضر الغبط، فقال نعم كما يضر العضاهً الخبط، فقال الغبط: أن يغبط الإنسان وضرره إباه أن تصيبه نفس. فقال الأباني: ما أحسن ما إستخرجها تصيبه العين فتعير حاله كما تغير العضاه إذا تحات ورقها، قلت: الغبط ربما جلب إصابة عين بالمغبوط فقام مقام النجأة المحذورة وهي الإصابة بالعين، والعرب تكنى عن الحسد بالغبط .وأخبرني المنزني عن ثعلب عن إبن الأعرابي في قوله: أيضر الغبط، فقال نعم كما يضر الخبط، قال الغبط: الحسد، قلت: وقد فرق الله جل وعز بين الغبط والحسد بما أنزله في كتابه لمن تدره وأعتبره فقال: (ولا تَتَمَنّوا ما فضل الله به بَعْضُكمْ عَلى بعْض) الآية. إلى قوله (وأسْأَلوا الله من فَضلِهِ) ففي هذه الآية بيان أنه لا يجوز للرجل أن يتمنى إذا رأى على أخيه المسلم نعمة أنعم الله بها عليه أن تزوى عنه ويؤتاها، وجائز له أن يتمنى من فضل اله مثلها بلا ثمن لزيها عنه، فالغبط أن يرى المغبوط في حالة حسنة فيتمنى لنفسه مثل تلك الحالة الحسنة، من غير أن يتمنى والها عنه، وإذا سأل الله مثلها فقد إنتهى إلى ما أمره الله به ورضيه له، وأما الحسد فهو أن يبغيه الغوائل على ما أوتي من النعمة والغبطة ويجتهد في إزالتها عنه بغياً وظلماً .ومنه قوله جل وعز: (أمْ يحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى ما آتاهُم الله مِن فضله) .وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا حسد إلا في إثنتين، رجل آتاه الله قرآناً، فهو يتلوه آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار، فإن أبا العباس سئل عن قوله: لا حسد إلا في إثنتين، فقال: معناه، لا حسد فيما يضر، إلا في هاتين الخصلتين وهو كما قال إنشاء الله .وقد مضى تفسير الحسد مشبعاً في بابه، ويقال: اللهم غبطاً لا هبطاً، ومعناه إنا نسألك نعمة تغبط بها، وألاَّ تهبطنا من الحالة الحسنة إلى حالة سيئة، ويقال معناه: اللهم إرتفاعاً لا إتضاعاً وزيادة من فضلك لا حوراً ونقصاً .الليث: ناقة غبوط، وهي التي لا يعرف طرقها حتى تغبط أي تجس باليد .قال والغبطة: حسن الحال، يقال: هو مغتبط: أي غبطة، وجائز أن تقول: هو مغتبط بفتح الباء، وقد إغتبط فهو مغتبط وأغتبط فهو مغتبط، كل ذلك جائز والإغتباط: شكر الله على ما أفضل وأعطى، وحمده على ما تطول به وآتى، وسرور العبد بما آتاه الله من فضله إغتباطٌ .الحراني عن إبن السكيت: أغبطت الرحل على ظهر الدابة إغباطاً إذا الزمته إياه .وأنشد لحُميد بن الأرقط:

    وأنتَسَفَ الجَالبَ من أندابهِ ........ إغباطُنَا الميسَ عَلَى أصلابه

    وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: 'أنه أغبطت عليه الحُمى' .قال أبو عبيد، قال الأصمعي: إذا لم تفارق الحمى المحموم أياماً قيل: أغبطت عليه وأردمت وأغمطت، بالميم أيضاً، قلت: فالإغتباط يكون واقعاً ولازماً كما ترى، ويقال: أغبط فلان الركوب إذا لزمه .وأنشد إبن السكيت:

    حتى ترى البَجْباجَةً الضيَّاطَا ........ يَمْسَحُ لما حالفَ الإغباطاً

    بالحرفِ من ساعدهِ المُخَاطَا

    وقال إبن شميل: سير مغبط ومغمط: أي دائم، قال والمغبطة: الأرض خرج أصول بقلها متدانية .وحكى عن الطائفي أنه قال: الغبوط: القبصات التي إذا حصد البر وضع قبضة قبضة والواحد غبط .وقال أبو خيرة: أغبط علينا المطر: وهو ثبوته لا يقلع، بعضه على إثر بعض، وسير مغبط: دائم لا يستريح، وقد أغبطوا على ركابهم في السير وهو ألا يضعوا الرحال عنها ليلاً ولا نهاراً .أبو عبيد عن الأصمعي قال الغبيط: المركب الذي مثل أكف البخاتي .قلت: ويقبب بشجار ويكون للحرائر دون الإماء .الليث: فرس مغبط الكائبة: إذا كان مرتفع المنسج، شبه بصنعة الغبيط وهو رحل قتبه وأحناؤه واحد، وأنشد:

    مُغْبَطَ الحاركِ مَحْبوكَ الكفلْ

    ^

    بطغ

    الحراني عن إبن السكيت، وأبو عبيد عن أبي عمرو: بطغ الخاريءُ بعذرته يبطغوقال رؤبة :

    ويروى لم يبدغ ، أي لم يتلطخ بالعذرة .

    أبو العباس عن إبن الأعرابي: أزقن زيد عمراً إذا أعانه على حمله لينهض به، ومثله أبدطغه وأبدغه وعدَّله وكوَّنه وأسمعه وأناه ونوَّاه وحوَّله، كله بمعنى أعانه .^

    غطم

    قال الليث: بحر غطم غطامط: إذا تلاطمت أمواجه، والغطمطة: التطام الأمواج، وجمعه غطامط، وعدد غطيم: كثير .قال رؤبة :

    وَسَطَّ من حنظلَةَ الأًُسطُمّا ........ والعددَ الغُطَامِطَ الغِطْيمَّا

    قال: والغطمطيط: الصوت: وأنشد:

    بطيءٌ ضِفِمٌّ إذا ما مشى ........ سمعتَ لأعفْاجِهِ غَطَمَيطضا

    أبو عبيد عن الأصمعي: الغطم: الواسع الخُلق .وقال أبو عبيد: الهزج والتغطمط: الصوت .وقال شمر: بحر غطم، وبحر طم، وبحر طام، كثير الماء، وغطامطه: كثرة أصوات أمواجه إذا تلاطمت وذلك أنت تسمع نغمة شبه غط ونغمة شبه مط ولم يبلغ أن يكون بيناً فصيحاً كذلك غير أنه أشبه منه بغيره، فلو ضاعفت واحداً من النغمتين. قلت غطغط أو قلت: مطمط، ولم يكن في ذلك دليل على حكاية الصوتين، فلما ألفت بينهما فقلت غطمط إستوعب المعنى فصار بوزن المضاعف قمَّ وحسُن .وقال رؤبة:

    سالتْ تواحيها إلى الأوساطِ ........ سيلاً كَسَيلِ الزَّبدِ الغَطْماطِ

    وأنشد الفراء:

    عَنَطْنطٌ تعدو به عضنَطْنَطهْ ........ للماءِ فَوْقَ مَتْنَتَيْهِ غَطْمَطَهْ

    وقال إبن شعيل: غُطامط البحر لجه حين يزخر، وهو معظمه .^

    طغم

    قال الليث: الطغام: أوغاد الناس، تقول: هذا طغامة من الطغام، والواحد والجميع سواء، وأنشد :

    وكنت إذا هممتُ بِفعلِ أمرٍ ........ يخالفُني الطغامة للطغام

    ويقال: بل هو أراد الطير والسباع قلت: وسمعت العرب تقول للرجل الأحمق النذل: طغامة ودغامة، والجميع الطغام ؛وفيه طغومة وطغومية: أي حمق ودناءة .^

    مغط

    قال الليث : المغط : مدك الشيء اللبن نحو المصران .يقال : مغطته فأمغطوا نمغط .وقال أبو عبيدة فرس متغمط ، والأنثى متغمطة ، والتغمط : أن يمد ضيعيه 'حتى لا يجد مزيداً من جريه ويحتشى رجليه في بطنه' حتى لا يجد مزيداً للإلحاق ثم يكون ذلك منه في غير إختلاط يسبح بيديه ويضرح برجليه في إجتماع .وقال مرة : التمغط : أن يمد قوائمه ويتمطى في جريه .وقال أبو زيد : أمغط النهار إمغاطاً : إذا إمتد ، ومغط الرجل القوس مغطاً إذا مدها بالوتر .وقال إبن شميل : شد ما مغط في قوسه : إذا أغرق في نزع الوتر ومده ليبعد السهم ، ووصف على رضى الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم .فقال : لم يكن بالطويل الممغط ، ولا بالقصير المتردد : لم يكن بالطويل البائن ، الطول ، ولكنه كان ربعة بين الرجلين . وقال أبو عبيد ، قال الأصمعي : الممغط ، والممهك الطويل .^

    غمط

    قال الليث : غمط النعمة والعافية إذا لم يشكرها .وقال أبو عبيد : الغمط للناس : الإحتقار لهم والإزدراء بهم : وما أشبه ذلك .يقال : غمط الناس وغمصهم .وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه ألحق لمالك بن مرارة : الكبر أن تسفه الحق وتغمط الناس' ومعناه إحتقار الناس والإزراء بهم .وقال أبو عبيد : يقال : أغمطت عليه الحمى وأغبطت إذا دامت ، وأغمطت السماء وأعبطت إذا دام مطرها .وقال الليث : الغمط كالغمج ، قلت والغمج : جرع الماء ، وهو بغامط الماء ويغامجه .وقال الراجز غَمْجَ غماليج غملَّطات .ويروى عملَّجاتٍ ، ومعناهما واحداً ، وفي النوادر : إغتمطت فلاناً بالكلام وأغتططته إذا علوته وقهرته ، قلت ، ويكون معناه إحتقرته .^

    غدر

    قال الليث: تقول: غدر يغدر غدراً إذا نقض العهد ونحوه، ورجل غدر وغدار وامرأة غدار وغدارة، ولا تقول العرب: هذا رجل غُدر لأن الغُدر في حد المعرفة عندهم .وقال أبو العباس المبرد، فعل إذا كان نعتاً نحو سُكع وكُتع وحُطم فإنه ينصرف .قال الله تعالى :( أهلكتُ مالاً لُبَداً) .قال: فأما ما كان منه لم يقع إلا معرفة، نحو، عمر وقثم ولكع، فإنه غير منصرف في المعرفة، لأنه معدول في المعرفة، عن عامر وقاثم في حال التسمية، فلذلك لم ينصرف. قال أبو منصور، فأما غدر، فإنه نعت مثل حُطم وهو ينصرف .وأخبرني الإيادي عن شمرٍ: رجل غدر، أي غادر ورجل نصر: ناصر ورجل لكع أي لئيم نونها خلاف ما قال الليث، وهو الصواب، إنما يترك صرف باب فُعَل: إذا كان إسماً معرفة مثل عمر وزُفرَ لأن فيها العلتين الصرف والمعرفة، وليلةٌ مُغدِرة: شديدة الظلمة، ويقال أيضاً ليلة غدرة: بينة الغدر: إذا كانت شديدة الظلمة، روى ذلك كله أبو عبيد عن أبي عمرو .وفي الحديث: 'من صلى العشاء في جماعة في الليلة المغدرة فقد أوجب' والليلة المغدرة: الشديدة الظلمة التي تغدر الناس في بيوتهم وكنهم أي تتركهم .ويقال: أعانني فلان فاغدر ذلك له في نفسي مودة: أي أبقى، وقيل: إنها سميت مغدرة لتركها مَن يخرج فيها في الغدر وهي الجِرفة :أبو عبيد عن أبي زيد: رجل ثبت الغدر: إذا كان ثبتاً في قتال أو كلام، اللحياني عن الكسائي، يقال ما أثبت غدر فلان: أي ما بقى من عقله .قال وقال الأصمعي: الغدر: الجحرة والجِرفة في الأرض فيقال: ما أثبت حجته وأقل زلقه وعثاره .وقال إبن بزرج: إنه لثبت الغدر: إذا ناطق الرجال ونازعهم كان قوياً، والغدر: جرفة الأرض وجراثيمها، وفي النهر غدر: وهو أن ينضب الماء ويبقى الوحل، والغدراء، الظلمة يقال خرجنا في الغدراء .وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال. 'يا ليتني غودرت مع أصحاب نُحصِ الجبل' .قال أبو عبيدة: يا ليتني إستشهدت معهم .وقال الله جل وعز (لا يُغادر صغيرةً ولا كبيرةً) أي لا يترك، وقد غادر وأغدر بمعنى واحد وقال الفقعسي :

    هل لَكِ والعَارِضُ مِنكِ غَائِض ........ في هَجِمِةٍ يُغْدِرُ منها القابِضُ

    وقال الليث: الغدير مستنقع ماء المطر صغيراً أو كبيراً أنه لا يبقى إلى القيظ إلا ما يتخذه الناس من عدٍّ أو وجذ أو وقط أو صهريج أو حائر .قلت: العد: الماء الدائم الذي لا إنقطاع له، ولا يسمى الماء المجموع في غدير أو صهريج أو صنع عدًُّا لأن العد ما دام ماؤها مثل ماء العين والركية .أبو عبيد عن الأصمعي: الغدائر: الذوائب، واحدتها غديرة .وقال الليث: كل عقيصة غديرة .وأنشد:

    غدائرُه مستشرزاتٌ إلى العُلى

    وأخبرني المنذري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء قال: الغديرة والرغيدة واحد، وقد إغتدر القوم إذا جعلوا الدقيق في إناء وصبوا عليه اللبن ثم رضفوه بالرضاف .وقال إبن السكيت يقال: على فلان غدرٌ من الصدقة: أي بقايا منها، وألقت الشاة غدورها، وهي أقداء وبقايا تبقى في الرحم تُلقيها بعد الولادة .قلت: واحدة الغدر غدرة، وتُجمع غدراً وغدرات .وروى بيت الأعشى:

    لها غدرات واللواحق تلحق

    هكذا أنشدنيه أبو الفضل، وذكر أن أبا الهيثم أنشده غدرات .وقاال المؤرج: يقال: غدر الرجل يغدر غدراً إذا شرب من ماء الغدير، قلت القياس غدر الرجل يغدر غدراً بهذا المعنى لا غدر، ومثله كرع إذا شرب الكرع .وقال اللحياني: ناقة غدرة غبرة غمرة إذا كانت تخلف عن الإبل في السوق، وبفلان من مرض وغابر: أي بقية. ثعلب عن إبن الأعرابي: المغدرة، البئر تُحفر في آخر الزرع لتسقى مذانبه .وقال أبو زيد الغدر والجرل والنقل: كل هذا الحجارة مع الشجر .^

    دغر

    روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للنساء 'لا تعذبنَ أولادَكُنَّ بالدَّغْر'قال أبو عبيد : قال أبو عبيدة : الدغر غمز الحلق ، وذلك أن الصبي تأخذه العذرة وهو وجع يهيج في الحلق من الدم فإذا دفعت المرأة ذلك الموضع بإصبعها قيل دغرت تدغر دغراً وعدرته عدراً ، فهو معدور .وفي حديث عليٍّ رحمه الله : لا قطع في الدغرة ، وهي الخلسة .قال أبو عبيد : وهي عندي من الدفع أيضاً ، وهي عندي من الدفع أيضاً ، وإنما هو توثب المتخلس ودفعه نفسه على المتاع ليخلتلسه ، قال ويقال في مثل : دغراً لاصقاً ، يقول : أدغروا عليهم ولا تُصافوهم .وقرأت بخط أبي الهيثم لأبي سعيد الضرير أنه قال : الدغر سوء الغذاء للولد ، وأن ترضعه أمه فلا ترويه فيبقى مستجيعاً يعترض كل من لقى فيأكل ويمص ويلقى على الشاة فيرضعها وهو عذاب للصبي .وقال الليث : الدغر : الإقتحام من غير تثبتٍ .يقول : أدغروا عليهم في الحملة . قال : ولغة للأزد في لُعبه لصبيانهم دغرى لا صفَّى ، أي أدغروا ولا تصافوا .قال : وتقول في خلقه دغر كأنه إستلآم .وقال أبو سعيد فيما يرد على أبي عبيد : الدغر في الفضيل ألا ترويه أمه فيدغر في ضرع غيرها .فال عليه السلام للنساء : 'لا تُغدِّينَ أولادكنَّ بالدغر ولكن أروينهم لئلا يدغروا في كل ساعة ويستجيعوا ، وإنما أمر بغرواء الصبيان من اللبن ، لقت والقول ما قال أبو عبيد .وفي الحديث ما دل على صحة قوله : ألا تراه قال لهن : عليكن بالقسط البحري فإن فيه شفاء .ثعلب عن إبن الأعرابي قال : المدغرة الحرب العضوض التي شعارها دغرى ، ويقال دغراً .^

    ردغ

    قال الليث : الردغة وحل كثير ، ومكان ردغ ، وأتدغ الرجل : إذا وقع في الرداغ قلت وهذا صحيح .وقال أبو زيد : هي الردغة ، وقد جاء ردغة ، قال : وفي مثل من المعاياة ، قالوا ضأنٍ بذى تُنَاقَة تقطع ردغة الماء بعنق وإرخاء بسكون دال الردغة في هذه وحدها ، ولا يسكنونها في غيرها .أبو عبيد عن أبي عمرو : المرادغ ما بين العنق إلى الترقوة ، واحدتها : مردغة .وقال إبن شميل : إذا سمن البعير كانت له مرادغ في بطنه وعلى فروع كتفيه ، وذلك أن الشحم يتراكب عليها كالأرنب الجثوم وإذا لم تكن سمينة فلا مردغة هناك ، يقال إن ناقتك ذات مرادغ ، وجملك ذو مرادغ .وروى أبو العباس عن إبن الأعرابي قال : المرردغة : اللحمة التي بين وابلة الكتف وجناجن الصدر قال : والمردغة الروضة البهية .وفي حديث شداد إبن أوس أنه تخلف عن الجمعة وقال : منعنا هذا الرداغ .^

    غرد

    قال الليث: كل صائت طرب الصوت غرد وأنشد :

    غَرِدٌ يَحُكُّ ذِرَاعَه بذراعِهِ

    والفعل: غردَ يغردُ تغريداً .أبو عبيد عن الأصمعي: التغريد الصوت والغردة والمغرود من الكمأة، هكذا رواه بفتح الميم .وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال :الغرد والمغرود بضم الميم: الكمأة وهو مفعول نادر وأنشد:

    او كُنْتُمو صُوفاً لكُنْتُمْ قَرَدَا ........ أوْ كُنْتُمو لَحْماً لَكُنْتُمْ غَرَدَا

    أبو عبيد عن أبي عمرو: الغراد: الكمأة واحدتها غرادة .ويقال: هي الغراد واحدتها غردة .وقال إبن السكيت: قال الفراء ليس في الكلام مفعول بضم الميم إلا مغرود لضرب من الكمأة ومغفور، واحد المغافير، وهو شيء بفضحة المرفط حلو كالناطف، ويقال: مُعثور ومُنخور ومُعلوق لواحد المعاليق .^

    رغد

    قال الليث : عيش رغد : رغيد رفيه ، وتقول : قوم رغد ونساء رغد ، وتقول : أرغادَّ المريض إذا عرفت فيه ضعضعة من غير هزال ، والمرغاد : المتغير اللون غضباً .وقال النصر : أرغاد الرجل ارغيداداً فهو مرغاد وهو الذي بدأ به الوجع فأنت ترى فيه خمصاً ويُبساً وفترة .أبو عبيد عن أبي زيد : المرغاد مثل الملهاج ، يقال : رأيت أمر بنى فلان مرغادًّا .أبو عبيد عن أبي عمرو : الرغيدة اللبن الحليب يغلى ثم يذر عليه الدقيق حتى يختلط فيلعقه الغلام لعقاً .^

    دغل

    قال غبن شميل: الداغل الذي يبغي أصحابه الشر يدغل لهم الشر أي يبغيهم الشر ويحسبونه يريد لهم الخير .وقال الليث: الدغل دخل في الأمر مفسد .وفي الحديث: إتخذوا كتاب اله دغلاً: أي أدغلوا في التفسير، وتقول: أدغلتُ في هذا الأمر أي أدخلت فيه ما يخالفه، وكل موضع يخاف فيه الإغتيال فهو دغل .وأنشد الليث :

    سَايَرْته سَاعةً ما بي مَخَلفته ........ إلاَّ التَّلَفُتَ حولي هل أرى دَغَلا

    وإذا دخل الرجل مدخلاً مريباً قيل: دغل فيه، مثل دخول القانص المكان الخفي يختل الصيد .وقال رؤبة يذكر قانصاً:

    أوْطَنَ في الشَّجْرَاء بَيتاً داغِلاً

    وقال أبو عبيد: لدَّغل من الشجر: الكثير الملتف .والدغاوِل، الغوائل، وأنشد لصخر الهذلي، غيره لأبي صخر:

    إنّ اللئيم ولو تخلق عائد ........ بملاذة من غِشّه ودَوَاغل

    قلت وفي مثله يكمن اللصوص وقطاع الطريق ومن يريد إغتيال السابلة والخروج إليهم من حيث لا يحتسبونه .وقال أبو عبيد: الدغل ما إستترت به .قال الكميت:

    لا عَيْنُ نَارِكَ عن سارٍ مغمَّضة ........ ولا مَحَلَّتكَ الطَّأْطَاء الدَّغَلُ

    شم عن إبن شميل: أدغال الأرض :رقتها وبطونها والوطاء منها، وستر الشجر: دغل، والقف المرتفع، والأكمة: دغل، والوادي دغل، والغائط الوطيء دغل والجبال: أدغال .وقال الراجز:

    عن عتَبِ الأرْضِ وعن أدْغَالِهَا

    ^

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1