Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

هيمنة الخلود
هيمنة الخلود
هيمنة الخلود
Ebook227 pages1 hour

هيمنة الخلود

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

بين الحياة والموت سيمفونيةٌ بنغمةِ الشقاء، لكي نتقنها علينا أن نكون خالدين

نتحدث عن قوة الإنسان وعظمته في إنجازاته التي تصل به (أو لعله هو من يصل بها) إلى آفاق واقعية تناطح الخيال، لكن هذه القوة تقف ضعيفة واهنة أمام الموت.. يحتاج الإنسان إلى خليفة كي يستكمل مسيرته، خليفة عليه أن يبدأ من نقطة الصفر حتى يزاحف بقوته قوة سلفه، يمسك طرف الخيط، وينطلق يستكمل طريق من سبقه.. وتمر الأيام، ليستعمر الوهنُ عقلَ الخليفةِ وجسدَه، فيسقط منادياً أنه يحتاج بدوره إلى آخر يخلفه.

وتدور رحى الدنيا في سجال مستمر بين الوقوف وبين السقوط، بين البقاء وبين الفناء، بين الحياة وبين الموت.. لكن الخالدين ليسوا بحاجة إلى خوض أيٍّ من هذه المعارك الطاحنة، إنهم يملكون القوة المطلقة، إنهم يسيطرون على المعرفة ذاتها، إنهم يهيمنون على الحياة، وكذلك على الموت.

الرَّوامحُ فريقٌ علمي، يتقاتل برماح العلم، وسط الجليد، مع هيمنةِ خلودٍ مصابةٍ بمسٍّ من جنون.. إن هذا الثلاثية (الهيمنة، والخلود، والجنون) هي التي تصل بالأحداث إلى ذروتها.

حملها الآن
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2015
ISBN9786864647384
هيمنة الخلود

Related to هيمنة الخلود

Related ebooks

Related categories

Reviews for هيمنة الخلود

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    هيمنة الخلود - محمد قرط الجزمي

    الروامح

    مع مرور الزمن وتعاقب العقود والجيال، تزداد الاكتشافات وتكثر الاختراعات ويتطور العلم وينتشر...

    ومع هذا التطور الحاصل، یصبح بإمكان الكثیرین تخطي ذلك الحاجز الفاصل بین العلم كتطور وتحضـُّرٍ یسعى إلى الرقي والتقدم الإنساني، وبینه كمرض نفسي ٍ مجنون یسعى إلى نشر الفساد والمبادئ الهدَّامة.

    تدور أحداث هذه السلسلة على أرض المستقبل، وبالتحدید في النصف الثاني من القرن الحادي والعشرین، حیث مدینة (آفاق) العجیبة، الكامنة تحت أعماق بحر الخلیج العربي، بتكاتفٍ من مجلس التعاون لدول الخلیج العربي..

    هذه المدینة تضم مركزاً علمیَّا متطوراً، فیه مجموعة فریدة من العلماء والخبراء الجهابذة، المتخصصین في مجالات مختلفة من العلوم، إلى جانب مجموعة فریدة من الأفراد المخلصین، الذین یبذلون أرواحهم ذاتها في سبیل الرقي بالعلم، وبلوغ الهدف الجلیل من هذه الوحدة الخلیجیة العلمیة الفریدة من نوعها.

    ومن بین أولئك الأفراد المخلصین، نجد فریقاً علميَّا متمیزاً، یقوده رجل أمن نبيهٍ، ذو عبقریة فذَّة، هو (هاشم خطار)..

    الفریق یستخدم العلم رمحاً یحارب به الشر والجهل والجنون، ویقاتل به أعتى الأعداء..

    إنه فریق (الروامح).

    المؤلف

    1 - روح في جسدين

    ارتفعت درجة الحرارة كثيراً في معظم دول الخليج العربي، رغم أن الموسم كان شتاءً، واحتمى الجمیع تحت الظلال، سواءً في منازلهم أو في أعمالهم، أو الأسواق والشوارع، ومن كان یمشي تحت أشعة الشمس مرغماً لحاجة، كان یحتمي بالملابس المكیّفة، التي تعتمد على الطاقة الشمسیة في تكییف أجسادهم..

    لم تكن الطبیعة على طبیعتها!

    أما سطح بحر الخليج العربي فقد كان هادئاً ساكناً، لا تكاد أمواجه ترتفع إلاَّ قليلاً.. وتحت أعماق بحر الخليج، استقرت مدينة (آفاق)، لا يشعر أفرادها بأحوال الشمس ولا بحراراتها..

    يعتمدون في معرفة ليلهم ونهارهم على توقيت الساعة، ومن تألق القبَّة الزجاجية نهاراً، وإظلامها ليلاً مع إضاءات نقطية متفرقة تمثَّل النجوم بجمالها الصناعي، والقمر بأطواره الشهرية، خالقة بذلك جواً شبيها باليل والنهار، في المدينة العجيبة.

    بدأ النهار، واستهلَّت الحركة في مدینة (آفاق)، السیارات من جانب، والمشاة من جانب آخر، والمعامل والمحلات التي بدأت تفتح أبوابها تستقبل زبائنها من القاطنین في المدینة..

    كانت مدينة كأي مدينة عادية في العالم، لولا أنها ذات سماء مختلفة، مزدانةٍ بحركات الأسماك والحيوانات البحرية التي تُظهرها الإضاءة الخارجية للمدينة، مبددة بها حيزاً ليس بسيطاً من المنطقة المظلمة من قاع البحر.

    وفي وسط المدينة البحرية العجيبة، وقف مبنى مركز (آفاق) العلمي، تعمُّه الحركة والنشاط والهمة، كل فرد فیه ینفذ مهمة أو یؤدي عملاً.

    كانت الدكتورة (عنادل)، عالمة الفیزیاء، في غرفة معملها، منعكفة في التعامل مع جهاز ما.. وكان الملازم (هاشم خطّار) أمام باب غرفة المعمل، متردداً هل یستأذن بالدخول أم ینصرف..

    وبعد أن حسم أمره واستأذن، وسمحت له الدكتورة (عنادل) بالدخول؛ دخل المعمل وألقى التحیة مبتسماً..

    بوجه عابس ردت (عنادل) التحیة، دون أن ترفع رأسها عن الجهاز لتنظر إليه.

    لقد توقع منها ردة الفعل هذه على كل حال!

    هل ما زلت غاضبة مني؟

    لم تجبه..

    تعلمین أنه لم یكن بمقدوري فعل شيء

    تابعت فحص جهازها الذي بین یدیها في صمت..

    لقد حاولت.. قمت بكل ما كان بمقدوري أن أقوم به.. لم یكن بیدي أن أفعل أكثر مما فعلت

    انتقلت إلى جهاز آخر، أخذت منه صفیحة إلكترونیة، ثم عادت تعبث بجهازها الأول من جدید..

    أنت كنت بجانبي، وشهدت كل ما حدث.. ما الذي كان یتوجب عليَّ فعله ولم أفعله؟

    رشَّت بخَّاخاً على الصفيحة الإلكترونية، ثم شرعت تحاول تثبيتها على جهازها بأصابع سريعة ماهرة دقيقة..

    نعم، أعترف.. كانت الدكتورة (إنعام) مسؤولیتي كقائد للفریق.. كلكم كنتم مسؤولیتي.. ولكن ماذا كان بیدي أن أفعل ولم أفعل؟ لا يكلِفَ الله نفساً إلاَّ وسعها.. لقد فعلت ما بوسعي بالفعل ولم یكن هناك المزید.. أنا لم أتقاعس عن واجبي أبداً.. علیك أن تفهمي هذا.. علیك أن تتفهمي الوضع

    لم یبد أنها ستجیبه بحرف واحد، فقد كانت مشغولة، أو متشاغلة، بالجهاز الذي بین یدیها؛ لذلك شعر بالیأس، وهمَّ بمغادرة المعمل، عندما...

    كانت أختي..

    توقف ینظر إلیها، فوجدها قد عادت للصمت..

    بدت وكأنها ستكتفي بهذا القول المقتضب، لكنها لم تلبث أن تابعت، بصوت متهدِجَ، یُخفي نحیباً خافتاً:

    - "لا أدري إن كانت كلمة ‹أخت› مناسبة لأصف بها علاقتي بـ (إنعام)، أم أنني يجب أن أستخدم كلمة أخرى تكون أقوى منها.. لكن ما أنا متأكدة منه أنني و (إنعام) كنا أكثر من مجرد صديقتين.. كنا أختين.. كنا روحاً واحدة في جسدين.. أنت لن تفهم هذا التعبير، ربما لأنك لم تجربه، ولكن حينما أقول روحاً في جسدين، فأنا أعني الكلمة تماماً.. نعم، أنا وهي نختلف كثيراً في صفاتنا وسلوكنا، فهي رقيقة هادئة مسالمة كملاك، وأنا سليطة اللسان، هجومية مع القريب والغريب.. لكن هناك شيئاً مشتركاً بين قلبينا وروحينا، لم نفهمه أبداً.. ماتفكر به يخطر على بالي، ومايمر بي كطيف يزورها هي كذلك..أحلامنا تتشابه كثيراً، وكوابيسنا تتماثل.. لستُ أبالغ في شيء، بل هي الحقيقة بلا مجاز.. كنا معاً منذ مولدنا، واستمرت حياتنا معاً حتى آخر لحظة كنا فيها مع بعضنا البعض في مهمتنا السابقة في (رأس تنورة).. لا أعرف كيف يمكنني الآن وصف مشاعري آنذاك، غير أن الحالة لم تكن هينة بحال من الأحوال..

    كانت أمام عينيَّ تطير في تلك الكرة الزجاجية الملعونة.. تبتعد.. تنزوي.. تغيب.. لم أكن قادرة على الاحتمال"

    ثم التفتت نحوه على نحو مفاجئ، وصرخت في عصبیة:

    - "كان علیك أن تتصرف.. إنهم یأخذون قلبي، وأنت واقف لا تحرّك ساكناً؟.. أي نوع من القادة أنت؟.. أي رجولة هذه التي تَسِمُ نفسك بها، وأنت تقف بلیداً أمام فتاة تؤخذ منها روحها؟..

    ُكان علیك أن تتصرف.. هل تسألني كیف تتصرف؟ ما قیمتك كقائد إذن؟ ما قیمتك كرجل؟.. لا تسلني، بل تصرف وكفى.. كان علیك أن تجد حلاً، أن تنقذ (إنعام)، أن تكون على قدر المسؤولیة التي أُلقیت على كاهلك"

    قال (هاشم) بصوت خافت:

    - أنا بشر، وللبشر حدود.. لا تطلبي مني أن أقف حاجزاً أمام القدر.. زني الأمر بمیزان العقل والإیمان، لا بمیزان المشاعر والعواطف.. زنیها بإنسانیتك، لا بأنوثتك

    هتفت:

    - لم أطلب منك أن تقف حاجزاً أمام القدر، بل أرفض منك أن تقف عاجزا ً

    كان (هاشم) یدرك أنه لا یمكن لأحد أن یجاري (عنادل) في لسانها، فهي تملك دائماً ردوداً على كل ما یقال لها..

    حاول كثیراً إقناعها، لكن ردودها كانت أقوى من محاولاته..

    خرج من معملها، وقرر أن الزمن كفیل بإقناعها بعكس ما ترى وتشعر.

    في ساحة المیدان التدریبیة، كان (جعفر) یتمرَّن.. بیده الیسرى یمسك مسدساً لیزریاً، ویصوَبه ناحیة أهداف طائرة سریعة.. كان یصیب منها بعض الأهداف، وتفلت منه الأخرى..

    هتف في حنق:

    - سحقاً! أهداف لعينة، ومسدس لعين، ويد ألعن لا تجيد التصویب

    ابتسم (هاشم) وهو یقترب منه ویقول:

    - حاول ألا َّ تلعن الأشیاء من حولك كثیراً، فالمؤمن لیس لعَّاناً

    هتف (جعفر) دون أن یخفت حنقه:

    - ألا َّ ترى الید اللعینة كیف تسيء استخدام المسدس اللعین في إصابة الأهداف اللعینة.. أنَّى لي ألا َّ ألعنها؟

    هز (هاشم) رأسه یائساً في هذا الشخص العصبي على الدوام..

    أخرج من جیبه سواكاً، وبدأ یستاك به ویقول:

    - هل ما زالت جروحك تعیقك عن إصابة الأهداف؟

    أجابه (جعفر) قائلاً:

    - لیست الجروح.. نعم، أنا لم أشف من إصاباتي كلها بعد، ولكن ما یعیقني عن إصابة الأهداف أنني أحاول تدریب یسراي على التصویب.. في مهمتنا السابقة شعرت بالعجز والضعف بعد إصابة كتفي الیمنى.. لم أكن أجید استخدام المسدس بیسراي وأحاول أن أتقن بها إصابة الأهداف.. يجب أن أكون مستعداً في كل الأحوال، فمن یدري ما الذي سأواجه مستقبلاً؟!

    ازدادت ابتسامة (هاشم) وهو یقول:

    - تعجبني روحك الطموحة في التطویر وإصرارك على النجاح المستمر.. هذا یجعلني أتمسك بك أكثر لتكون ضمن فریق (الروامح)

    قال (جعفر) في حسم:

    - لكنني أرفض

    أوما (هاشم) برأسه، وقال:

    - نعم، لقد أخبرني مدير المركز برفضك.. لكنني لست أفهم سبب رفضك.. لقد كنا فریقاً متمیزاً في مهمتنا السابقة.. ألم نشكل ثنائیاً رائعاً أنت وأنا؟

    أشاح (جعفر) بیده وهو یقول:

    - كلا كلا، لا یمكنني الانضمام إلى فریقك

    سأله (هاشم):

    - وما السبب؟

    أجابه (جعفر) في حدَّة:

    - فریقك متزعزع یا رجل.. إنه یضم في صفوفه نساء.. من العار أن أعمل في مهامي مع النساء.. كانت مهمتي السابقة وصمة عار في تاریخي، ولن أكررها

    قال (هاشم) في ضیق:

    - "أنت تضخم الأمر یا (جعفر)، النساء بشر مثلنا، والتعامل معهن هو تعامل مع إنسان قبل أن یكون تعاملاً مع جنس آخر..

    حاول أن تفرق في العمل بین زملائك كونهم رجالاً أو نساء، واعتمد أن ترى فیهم أنهم بشر فقط"

    هتف:

    - مستحیل.. المرأة امرأة مهما كان منصبها وعملها، والرجل رجل.. لا تطلب مني أن أرى امرأة وأن أعتبرها رجلاً.. هل یمكنني أن أعامل أمي على أنها أبي؟ هل أعامل أختي على أنها أخي؟ الاحترام والتقدیر لن یلغیا هذا الفاصل بین الجنسین أبداً، مهما كانت فلسفتك هذه

    قال (هاشم)، محاولاً أن یضرب وتراً حساساً في نفسیة (جعفر):

    - أنت جبان.. أعترف.. حجتك واهية، ولست أفهم منها إلاّ أنك جبان تخشى أن تواجه الموت من جدید كما حدث في مهمتنا السابقة.. أنت ترید أن تبقى في (آفاق) هنا دون أن تُكلَّف بمهام میدانیة، وبذلك تضمن سلامتك، ألیس كذلك؟

    وقد نجح بالفعل في إثارة (جعفر)، الذي هتف في صرامة:

    - هل لاحظت أنك تهینني یا هذا؟.. أرید أن أذكرك أولاً أنك لست أعلى مني رتبة، فكلانا هنا رجل أمني برتبة ملازم، وما تم وضعك موضع القیادة في مهمتنا السابقة إلاَّ لارتفاع معدلك الدراسي في الكلیة العلمیة عن معدلي.. وهذا لا یعطیك الحق أبداً في إهانتي ونعتي بالجبن.. أنا فقط لدي أسس وقواعد لا أتخلَّى عنها بسهولة

    صمت

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1