Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

نظرة إجمالية في حياة المتنبي
نظرة إجمالية في حياة المتنبي
نظرة إجمالية في حياة المتنبي
Ebook53 pages26 minutes

نظرة إجمالية في حياة المتنبي

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كان زمان المتنبي زمان التغلب بالقوة، فكل من ساعدته الظروف وكانت لديه قوة كافية، استطاع أن يتغلب على البلد الذي هو فيه، فيكون فيه مالك الأمر والنهي. وكذلك كان في كل بلد أمير، وفي كل قطر ملك، بل ملوك ولما كان المتنبي فد فطر على جانب عظيم من الذكاء والفطنة، وأوتي من طلاق اللسان، وفصاحة البيان، وحرارة الجنان، ما لم يؤته غيره من أهل الوسط الذي هو فيه، تولد فيه الطموح إلى الرئاسة، وإلى مناصب منذ نعومة أظفاره، وصار يحتقر الأمراء والملوك في نفسه. ويرى نفسه أحق منهم بما هم فيه والدليل على ذلك، ما جاء في شعره الذي قاله في حياته، فأنك إذا طالعته بتدبير، وجدت فيه ما يدل على ما ذكرنا بكل صراحة.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateSep 26, 1903
ISBN9786781432735
نظرة إجمالية في حياة المتنبي

Read more from معروف الرصافي

Related to نظرة إجمالية في حياة المتنبي

Related ebooks

Reviews for نظرة إجمالية في حياة المتنبي

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    نظرة إجمالية في حياة المتنبي - معروف الرصافي

    منشأ المتنبي

    كل الرواة متفقون على أن المتنبي ولد في الكوفة، ولكنه قدم الشام في صباه، وبها نشأ وتأدب .وهنا ترد هذه الأسئلة: -ما سبب ذهاب المتنبي إلى الشام ؟ومع من ذهب وهو صبي ؟ومن الذي كفله هناك حتى استطاع أن يتعلم ويتأدب في صباه ؟وكم كان له من العمر لما فارق الكوفة ؟.إن هذه الأسئلة غامضة جداً، إذ لم نجد، فيما قرأناه من تراجم المتنبي ومن شعره، شيئاً يكون جواب لهذه الأسئلة أو لبعضها. وقد روى له صاحب (الصبح المُنْي) بيتين كتب بهما وهو في الحبس إلى والدي الذي اعتقله بحمص وهما :

    بيدي أيها الأمير الأريب ........ لاشيء ، إلا أني غريب

    أولأم لها إذا ذكرتني ........ دم قلب بدمع عين يذوب

    فهذان البيتان يدلان على أنه غريب، وأنه بعيد عن أمه .وفي ديوان المتنبي قصيدة كتب بها إلى الوالي أيضاً، وهو في الاعتقال، وقد جاء في هذه القصيدة ما يدل على أنه كان عند اعتقاله دون البلوغ، إذ قال يخاطب الوالي:

    تعجلَ في وجوب الحدود ........ وحّدي قُبيلَ وجوبِ الحدود

    يقول، تعجل على أيجاد الحدّ، وأنا لم يجب علي السجود، لأني لم أزل من الصبيان .فإذا كان عند اعتقاله دون البلوغ، فكم كان عمره يوم قدم الشامة من الكوفة، فهل كان أبن السبع أو أقل أو أكثر ؟. وذلك كله يستبعد معه سفره إلى الشام وحده .وأما كانت حياة المتنبي في صباه هي الأساس الذي تقوم عليه، وتعترف به حياته من بعد، وجب قبل كل شيء معرفتنا، لعلل بها كثيراً من أحواله في حياته الأخرى. واكننا، ويا، للأسف، نرى حياته الأولى مظلمة في وجوهنا، لا نهتدي منها إلى ما نريد .لاشك أن أسرة المتنبي لن تكن من أولي الغناء والثروة، وإنما كانت متوسطة الحال، أو دون المتوسطة إذا نظرنا بالصحة إلى ما رووا من أن أباه كان سقاء في الكوفة. ولو أن المتنبي كان نابتاً في البيت من بيوت الثروة والغنى، لأمكن أن نقول إنه عند سفره إلى الشام أخذ معه من المال ما يكفيه، أو أن المال كان يرسل إليه من الكوفة وهو في الشام. ولكن، لا هذا ولاذاك، لأنه من بيت غير ذي ثروة .على أنا نراه في أيام صباه وهو في الشام يمدح الناس ويأخذ نتهم الجوائز، فقد مدح محمد بن عبيد الله العلوي المشطب بقصيدته التي يقول في مطالعها:

    أهلا ًبدارِ سباك أغيدهُا ........ أبعد ما بان عنك خُردَهُا

    وقال، وهو في المكتب

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1