Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الاخت البديلة
الاخت البديلة
الاخت البديلة
Ebook234 pages1 hour

الاخت البديلة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

اهتزت الأرض الخشبية وكذلك الألواح التي تغطي السقف والمصنوعة من الخشب هي أيضاً ،اهتزت جميعاً عندما اندلعت موسيقى الروك الصاخبة تدغدغ أحاسيس "آن" التي أخذت ترقص على أنغامها. كان شعرها الكستنائي الطويل يتمايل مع قفزاتها في أشعة شمس العصر التي كانت تتدفق من النوافذ العريضة الواقعة في ناحية واحدة من تلك الغرفة المستطيلة لتستقر بجانب مجموعة الصناديق الكرتونية التي تحتوي على أمتعتها. تجمدت "آن" فجأة في مكانها إثر توقف مفاجئ لتلك الموسيقى استدارت وقد تسارعت خفقات قلبها لتواجه رجلاً قد أقفل المسجل الذي كانت تلك الألحان الصاخبة تندفع منه. كان طويل القامة كبير الجسم ،عريض الكتفيين، يرتدي قميصاً مقفولاً ذا لون أزرق باهت وبنطلون جينز وكانت ملامحه تنبئ بالسخط البالغ وقد قطب حاجبيه الأسودين فوق عينيه القاتمتين.. كان غاضبًا من الإزعاج الذي سببته آن في يومها الأول. كان هذا اللقاء العاصف هو اللقاء الأول بين آن وجارها "هانتر لويس" الذي تبينت فيما بعد أنّه سيكون أستاذها في الجامعة. ندمت آن على سماحها ل هانتر بالدُّخول إلى بيتها وقلبها خصوصًا بعدَّما شكَّ في امرها واكتشف السرَّ الذي تُخفيه...
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2017
ISBN9786395976052
الاخت البديلة

Related to الاخت البديلة

Related ebooks

Reviews for الاخت البديلة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الاخت البديلة - سوزان نابيير

    الملخص

    كان قرارا جريئا، ولكن الأسرة بالنسبة إلى آن كانت تأتي اولا، لقد كانت اختها في أمس الحاجة إلى الانفراد بنفسها فترة من الزمن كما ان آن ستيسر لها الدراسة الجامعية، اما ما لم يخطر لها ببال، فهو انه كان عليها ان تسكن بجوار البروفيسور هانتر لويس الأستاذ في الجامعة والذي سرعان ما دخله الشك في امرها.

    وكان المفروض الا تسمح أن لهانتر بالدخول إلى شقتها. أو إلى قلبها، وذلك لكي لا يكتشف الطفل الذي كان معها.

    المخلص الداخلي

    فأجابت مهددة: لا تستفزني

    هيا. لق كنت دوما حرة في تكوين آرائك المهينة لي، فلماذا تمتنعين الآن؟

    إنك ذكي، قوي، مستقل تماما، بالغ الثقة بالنفس إلى حد الغطرسة كانت هذا الخصال التي عددتها، بصراحة، هي التي تضايقها.

    فلوى هانتر شفتيه هازلا وهو يقول لقد نسيت صفة أخرى، وهي الوسامة

    الفصل الأول

    اهتزت الأرض الخشبية، وكذلك الألواح التي تغطي السقف والمصنوعة من الخشب هي أيضا، إهتزت جميعا عندما اندلعت موسيقى الروك الصاخبة تدغدغ احاسيس آن التي اخذت ترقص على انغامها، وكان شعرها الكستنائي الطويل، يتمايل مع قفزاتها في اشعة شمس العصر التي كانت تتدفق من النوافذ العريضة الواقعة في ناحية واحدة من تلك الغرفة المستطيلة، لتستقر بجانب مجموعة الصناديق الكرتونية التي تحتوي على امتعتها، تجمدت فجأة في مكانها إثر توقف مفاجئ لتلك الموسيقى.

    استدارت آن وقد تسارعت خفقات قلبها، لتواجه رجلا قد اقفل المسجل الذي كانت تلك الألحان الصاخبة تندفع منه.

    كان طويل القامة كبير الجسم، عريض الكتفيين، يرتدي قميصا مقفولا ذا لون ازرق باهت وبنطلون جينز، وكانت ملامحه تنبئ بالسخط البالغ، وقد قطب حاجبيه الأسودين فوق عينيه القاتمتين.

    سألته لاهثة بلهجة امتزج فيها الخوف بالتعب:

    - لماذا فعلت ذلك؟

    كان الباب المفتوح خلفها يشهد على غبائها، ذلك ان سائق الشاحنة الذي نقل صناديقها إلى غرفتها، قد خرج منذ نصف ساعة، وكانت تعلم ان المخزن أسفل أصبح خاليا بعد الرابعة والنصف، وبالتالي لم يكن هناك أحد ليسرع إلى نجدتها إذا هي استغاثت هواجسها وهي تتذكر كل تلك التحذيرات التي كانت تستخف بها عن المدن الكبيرة.

    حتى انها نسيت اهم قواعد الحذر، ألا وهي اقفال الباب، فأجابها مزمجرا:

    - اتعنين لماذا اقفلت تلك الضوضاء المزعجة؟ ان السبب واضح، لقد اخذت اطرق بابك لمدة خمس دقائق، ولكن عبثا.

    مشت نحوه عدة خطوات ما لبثت بعد ان توقفت يائسة، وهي ترى الفرق بين حجميهما، فقد كانت تحب ان تفترض ان طولها البالغ نحو المائة وستين سنتمترا، هو طول معتدل بالنسبة إلى امرأة، ولكنها ما ان اقتربت منه، حتى شعرت بضآلتها، قالت تجيبه بحزم:

    - إن تلك الضوضاء المزعجة كما تسميها هي أروع موسيقى الروك في.

    فقاطعها وهو يضع قبضتيه على وركيه:

    - لا يهمني نوعها، ولكنني لا احب قرع الموسيقى في حنجرتي.

    فقاطعته بدورها:

    - تعني في أذنيك.

    اكتشفت وهو يحدق فيها بغضب ان عينيه ليستا قاتمتين فقط وإنما بسواد الفحم تماثلان بذلك لون شعره الكثيف الذي يصل طوله إلى ياقة قميصه، كان يبدو رجلا في منتصف الثلاثينيات من العمر، قد حنكته الحياة تجاربها التي أسبغت عليه خشونة، وابتسمت ما جعل وجهه يزداد تجهما وهو يسألها:

    - ماذا قلت؟

    اجابت:

    - اعني انك خلطت في التعبير إذ قلت إن الموسيقى تقرع في حنجرتك، بدلا من ان تقول في أذنيك، فأنت لا تسمع من خلال فمك.

    سأل ساخرا:

    - ولكن لماذا تشعرني موسيقاك الكريهة هذه بالغثيان؟

    وأضاف بفراغ صبر:

    - انني لم آت إلى هنا لكي اتلقى محاضرة في اللغة.

    قاطعته قائلة:

    - إنني آسفة إذا كنت ستستمر في تهجماتك هذه، ولكنني سأطلب منك الخروج.

    فهي لم تكن تطيق ان يصرخ أحد بوجهها، خصوصا إذا فعل هذا رجل متغطرس.

    قال مزمجرا:

    - إنني لا انوي البقاء.

    قاطعته:

    - فلماذا جئت إذن؟

    أجاب:

    - لأقول لك ان تقفلي المصيبة هذه.

    فقالت وقد ابتدأ غضبها يتصاعد:

    - ألا يمكنك الافصاح عما تريده دون صراخ؟

    أجاب بحدة:

    - صراخ من عندك، إن ذلك المغني الذي تستمعين اليه، كان صراخه أسوأ كثيرا.

    فأحمر وجهها وهي تقول:

    - حسنا، ان الموسيقى تجعله مختلفا.

    فقال:

    - آه، فهمت، فأنت لا يهمك الصراخ مادام ذلك على أنغام الموسيقى.

    ابتدأت تشعر بالضيق وهي ترى هذا الرجل الثقيل قد بدأ يتفوق عليها معنويا، ويكفي ما كانت تشعر به من عصبية وهي تترك مدينتها الريفية الصغيرة إلى مثل هذه المدينة الواسعة، والحياة الجديدة التي ستشرع فيها، خاصة إذا كانت مشحونة بالأسرار غير البريئة، ولم تكن بحاجة إلى ما يضعف من ثقتها ويكفي ما كان من كاتلين، لقد خوفتها اختها الكبرى من ان يكتشفوا ما حدث، وفي نفس الوقت، طمأنتها إلى ان الفرصة في ذلك غاية في الضالة ما دامت آن محتفظة بهدوء اعصابها، ولكن الكلام اسهل من الفعل.

    سألته:

    - هل لك ان تذكر ما الذي تفعله عندي هنا؟

    أجاب:

    - اظنني ذكرت ذلك.

    فقالت:

    - اتعني بالنسبة إلى الضوضاء؟

    وفجأة تذكرت انها رأت رجلا، عند قدومها في المخزن فقالت:

    - آه، هل انت تعمل في المخزن؟ ظننت ان الجميع يخرجون في الساعة الرابعة، ولكنني لا اظن ان الصوت يصل إلى.

    فقاطعها يقول:

    - انا لست من عمال المخزن، وإنما انا ساكن في شقة بجانبك، وصدقيني ان الضوضاء تخترق الجدار بشكل رهيب.

    ففتحت فاها ذاهلة وقالت:

    - في الشقة بجانبي؟ هذا غير ممكن، لم يذكر لي أحد ان شخصا يسكن هنا.

    قال ساخرا:

    - ربما افترضوا اننا لن يرى احدنا الآخر، إذ لم يخطر ببالهم انك قد تحبين الاستماع إلى الموسيقى طوال ساعات الليل والنهار.

    اطبقت شفتيها تمنعهما من النطق بكلمات تماثل كلماته فظاظة، لقد كان شعارها (عش ودع غيرك يعيش) وهذا يعني انه قد وجب عليها الآن ان تراعي كونهما جارين. فقالت بلطف:

    - ليس في كل الساعات، وحيث انني وصلت لتويّ، فقد اردت الاحتفال بذلك، وهذا كل ما في الأمر.

    قال بخشونة:

    - إذن فاحتفلي بهدوء في المستقبل، فإن الجدران هنا في غاية الرقة.

    فقالت:

    - يمكنك إذن، ان تسد أذنيك بشكل ما، أو تستعمل جهازا كاتما للأصوات، لأنني ارقص دائما لللاحتفاظ بلياقة جسمي.

    فحدق بنظرات غاضبة، في القميص الأبيض المقفول الفضفاض الذي ترتديه فوق سروال قرمزي يصل لمنتصف ساقيها، وقد ظهر عليه عند الركبة، رقعة مرفوعة، ثم سألها:

    - ولماذا لياقة الجسم؟

    اجابت بحدة:

    - لكي استطيع مجابهة المستبدين امثالك، والآن، وقد اديت واجب الترحيب كجار، هل لك في ان تغلق الباب خلفك. وفي المرة القادمة لا تدخل إلى هنا دون دعوة.

    قال:

    - لن تكون هناك مرة قادمة، مادام يهمك عدم وجود أحد سواك في المبنى، هل فهمت؟

    فهمت تماما، فقد كان يلمح إلى انها قد تحاول مضايقته بأن توليه اهتماما غير مرغوب فيها من جانبه. وذلك بعد ان شد انتباهها اليه بهذا الشكل.

    اجابته:

    - إنني لن اضايقك ما دمت لا تضايقني، ولمعلوماتك الخاصة يا سيد.

    فقال يقدم نفسه:

    - اسمي هانتر لويس يا آنسة تريمين.

    سألته:

    - وكيف عرفت اسمي؟

    أجاب:

    - انك الحائزة على منحة ماركام.

    ساءها ان يسبقها في تبيان ذلك بنفسها، ذلك ان المنحة التي نالتها لم تحظ بأي دعاية ماعدا إعلان ذلك في مجلة ادبية، وكان الهدف منذ لك افساح المجال لها للعمل، ككل كاتب آخر، في جو من الحرية وعدم التعرض للضغوط، هل كانت معرفته بذلك من قبيل الصدفة، أم انه على اتصال بشكل ما بالمؤسسة؟ وغاص قلبها لهذه الفكرة، فقد كانت الهبة التي منحتها اياها المؤسسة، هي استخدام هذه الشقة الواقعة فوق سطح مبنى المخزن، وقد قال لها ممثل الشركة، وهو يريها إياها، انها ستكون في أتم راحة حيث لن يضايقها أي ساكن ربما يدس أنفه في شؤون حياتها وعملها، وهذا الكلام ترك في نفسها انطباعا بأنها ستكون الوحيدة في هذا المبنى المجاور لمباني جامعة اوكلاند.

    وكان هذا عاملا حاسما في قبولها الالتزام بشروط العقد.لقد ارادت كاتلين ان تجعل لها راتبا شهريا متواضعا، ولكنها رفضت بعناد قبول أي شيء سوى النفقات المباشرة والتي كانت سجلتها بكل دقة احتياطا فيما لو تعرضت لأي اسئلة رسمية بعد ذلك، وبالنسبة اليها شخصيا، فقد كانت تنفق من مدخراتها الغالية التي جمعتها من ارباحها في في في أثناء السنوات التي كانت تبيع فيها البيض والعسل والخضروات عند بوابة مزرعة اسرتها.

    قالت بحذر:

    - وهل تسكن هنا بمنحة انت أيضا؟

    أجاب بحدة وكأنها وجهت اليه إهانة:

    - كلا، ابدا، ويدهشني انها صارت تمنح لأي كان، هذه الأيام.

    وعاد يتأمل ساخرا، ملابسها الزاهية بشكل غير متناسب، ثم قال:

    - ما الذي حدث لمفهوم كفاح ومعاناة الفنان في سبيل فنه؟ ولو ان كل كاتب أو كاتبة جهز بكل وسائل الراحة منذ الطفولة المبدعة، لأصبح عندنا اجيال من الكتاب الذين ينتجون اعمالا تحوي من العمق قدر ما يحتويه دليل الهاتف.

    وصفق الباب خلفه قبل ان تفيق آن من الذهول الذي انتابها إزاء هذا الهجوم الجارح، ولكنها ما لبثت ان قفزت نحو الباب تفتحه في الوقت الذي كان يتوارى فيه وراء باب في نهاية الممرّ، والذي يقود إلى شقة صغيرة على السطح، وكانت قد لاحظت هذا الباب من قبل، ولكنها ظنته من مظهره المحطم، وحجمه الضيق انه ربما كان شيئا مثل مخزن لوكيل البناية.

    صرخت خلفه باشمئزاز وقد غاظها انها لم تستطع ان يعني بكلمة بليغة تجعله يسرع في طريقه، وإن يكن هذا لا يعني انه كان بحاجة للاسراع، إذ كان واضحا انه لم يستطع الابتعاد عنها بالسرعة الكافية.

    وعادت تعاين بيتها الجديد، وإذا بها تفاجأ بصوت تصفيق بطئ.

    فاندفعت نحو الصناديق تباعد بينها، وهي تهتف، تبا لي، ثم تمد يديها ترفع طفلا سمينا خاطبته مذعورة لسهوها عنه:

    - يا حبيبي يا إيفان، ما الذي جعلك تزحف هكذا؟ هل اخافك ذلك الرجل الكريه؟

    رفع إيفان وجهه اليها، فساورها الذعر لحظة، وهي ترى وجهه العابس بحاجبيه القاتمين وعينيه السوداوين، اشبه ما يكون بهانتر لويس، حتى ان شعر إيفان كان فاحم السواد هو أيضا.

    ولكن آن اخذت تطمئن نفسها بأن ذلك لا يمكن ان يكون، فقد ظنها هي نفسها كاتلين تريمين وهذا يعني انه لم يقابل اختها الرائعة قط، هذا إلى ان كاتلين كانت قد اخبرتها بأن والد إيفان هو روسي، وربما كان لهانتر لويس طباع الفوارق الاختلاف، ولكن لهجته كانت نيوزيلندية تماما.

    وجعلها الضيق الذي احست به، بمجرد التفكير في إمكانية ان يكون ذلك الرجل الفظ الضخم أبا لإبن اختها هذا، جعلها تحتضنه بشدة جعلته يصرخ احتجاجا.

    فقالت

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1