غرام عبير الاثير

By روايات عبير

تمكّنت "لاسي" من الاتصّال ببرنامجها الحواري المفضّل بعد عدّة محاولات فاشلة ليباغتها صاحب الصوت الجميل"ماكس جارفس" بالحديث. كانت لاسي تحاول الاتّصال لتعبّر عن رأيها في موضوع الحلقة فقالت له:_إذا كنت تريد أن تعرف ماذا حدث للزوجة الجميلة التي تعمل بإخلاص في منزلها وهي تنتظر حبيبها الذي يعمل باجتهاد خارج المنزل فتستقبله بأحضانها بعد عناء يوم شاق فابحث عن صديقته الصغيرة. الصديقة التي لا تعلم أنّه متزوج وتتمنى أن تصبح زوجته ثم تكتشف بعد فوات الأوان أنَّ النقود التي ينفقها عليها في نزهاته معها ماهي إلا النقود التي من الواجب أن ينفقها على أسرته لذلك فهو يجبر زوجته على الخروج من المنزل للعمل لتساعده بما تستطيع في الإنفاق على الأسرة. بصوت متردد قال لها : وأنت حالياً الزوجة أم الصديقة ؟ خرق سؤاله قلبها وخشيت أن تبوح بأكثر من ذلك وأنهت المكالمة فهي لا تزال غاضبة من بيري الذي لم يخبرها أنه كان متزوجاً وله أطفال الا بعد أن وقعت في حبه . لحسن أو سوء الحظ انتقل "ماكس" إلى جوار منزلها، كانت فيه مواصفات فتى أحلامها إلّا أنّه ينقصه شيءٌ واحد..كانت هي تريد زوجًا وكان هو ينظر إلى النساء على أنَّهن فناجين قهوة يشربها ويتلذَّذ بها ثم يتركها.. فلماذا لم يهجرها ؟!

• Language: العربية
• Publisher: Rufoof
• Release date: Jan 1, 2017
• ISBN: 9786387670173

Book preview

الملخص

هي تريد زوجا ولحسن حظها انتقل إلى منزلها رجل بدت فيه مواصفات فتى احلامها الا انه ينقصه شيء واحد

- هو عازف عن الزواج، ينظر إلى النساء على انهن فناجين قهوة يشربها ويتلذذ بها ثم يتركها، قابلها وعشقها الا انه رآها لا تقاوم رغبتها في مواعدة أي

رجل تنجذب اليه! فلماذا لم يهجرها؟ ؟

الفصل الأول

أعزائي المستمعين، اهلا بكم، نشكركم على الاستماع إلى برنامج (حديث من القلب) معكم على الهواء ماكس جارفس ادعوكم للاسترخاء قليلا وترك

العنان لمشاعركم وافكاركم عن الحب والرومانسية والعلاقة الاسطورية بين الرجل والمرأة، فقد قرأت في صحيفة الصباح مقالة اوحت لي بفكرة ظللت افكر

فيها طوال اليوم، تقول المقالة انه وفقا لآخر إحصاء وجد ان ستة وسبعين في المائة من النساء المتزوجات يعملن في وظائف بنظام نصف الوقت أو كل

الوقت وتؤكد المقالة ان هذه النسبة تنطبق على كل انحاء الدولة.

لا اعرف شعوركم تجاه ذلك اعزائي الرجال لكني شعرت بالحزن حين قرات هذا الرقم، فقد يبدو العالم قاسيا وكئيبا أمام المراة، الكائن الرقيق المحبوب

والمرغوب، فما رأيكن في زوجة قابعة في المنزل تنظف عش الحب وتطبخ وجبات شهية لاسرتها وترعى الابناء في الوقت الذي يعمل فيه الزوج خارج البيت ليتكفل بهم، وعندما يعود للمنزل بعد عناء يوم شاق تستقبله هذه الزوجة بحضن دافئ وقبلة مثيرة.

وقفت لاسي وست وهي تتنفس بغضب في شقة اختها وزوج اختها عندما سافرت فاليري وزوجها براد إلى الشرق الاقصى وافقت لاسي على السكن في شقتهما.

قررت ان تتصل بالاذاعة لتخبر ماكس جارفس برأيها. كان ماكس ذكيا لكنه جاء من الساحل الغربي منذ شهرين فقط ولم يكن من اهل (يوته) لذلك لم يدرك خلفيات اغلب الموضوعات التي تتعلق بالعلاقات الاجتماعية في البلدة وكانت آراؤه غالبا تثير الغضب ذلك أنها لم تعد مألوفة في هذه البلدة.

كرهت لاسي ان تعترف ان لديه صفة جذابة هي صوته العذب، وكانت ميالة إلى الذهاب إلى محطة الاذاعة لتراه وتعرف هل شكله جذاب كصوته.

كان لـ لاسي نظرية عن الاصوات، فهي تجدها أهم من الوجوه، وهي تحب وتكره بناء على قوة الصوت، وكان صوت ماكس بالتأكيد ضمن قائمة أحب

الاصوات لديها مع صوت بفاروتي وتيموثي دالتون. وكان المئات من مستمعي برنامجه شغوفين بصوته الآخاذ الذي لا يدرون سر جاذبيته. لم تعجب لاسي بآرائه فهو جاهل بتاريخ مشكلة مدرسة المدينة والخلافات التي ثارت بشأنها، ولا بموضوع النائب العام الذي ترك وظيفته من أجل عمل عائده المالي كبير من أجل ان يشتري اصوات الناخبين. وبينما هي تفكر في نظرياتها التقليدية عن الزواج وثورة الغضب تبدو في عينيها الخضراوين جلست امام الباب الخلفي للشقة ووجدت (جورج) القرد اللطيف الجنوب اميركي المدرب الذي اهدته لها صديقتها عالمة النفس (لورين) أحاط ساقيها بذراعيه بمجرد دخولها وبعاطفة امومية ربتت على رأسه وقالت له: انا أيضا اشتقت اليك، هيا نأكل فأنا جوعانة جدا.

صنعت سلطة وقلت شريحتين من لحم الضأن وادارت الراديو في المطبخ واتصلت بمحطة الاذاعة، بعد ان حاولت عشر مرات الاتصال بماكس ولكن الخط كان مشغولا دائما بسبب مكالمات متابعي البرنامج من الرجال، واخيرا تمكنت من الاتصال به بعد ان تبقى ثلاث دقائق فقط على انتهاء بث البرنامج، وشكت انها نجحت في الاتصال به وجلس جورج في ركن من المطبخ يتناول طعامه الذي اعدته له، وجلست هي تتناول وجبتها التي وضعتها على منضدة المطبخ ولا تزال سماعة التلفون على اذنها. واخيرا سمعت نقرة ثم سمعت صوتا يقول: اهلا لورين، انا ماكس جارفس لاسي اعطت الاسم المزيف لورين للمخرج، فقد كانت تحرص دائما على اخفاء اسمها الحقيقي لتحافظ على خصوصيتها عندما تتكلم في البرنامج. اخذت نفسا عميقا قبل ان تجيب:

- نعم مستر جارفس انا اعرفك

- لا اعرف صوتك يا لورين اكيد هذه أول مرة تحدثينني فيها؟

تضايقت لاسي بشدة من ملاحظته وقالت: - كيف عرفت؟

- لان صوتك أجش لا ينسى، وانا متأكد أنك أول مرة تتصلين بي اليس كذلك؟

- معك حق، ولكنني تحدثت عشرات المرات في برامج أخرى هذا العام.

- نحن سعداء الحظ بهذه المكالمة فمالك المحطة يسعد بالمشتركين الجدد في الحديث في البرنامج، ولكن لسوء الحظ لم يتبق لدينا الا القليل من الوقت

- لا تقلق فلن آخذ وقتا طويلا، إذا كنت تريد ان تعرف ماذا حدث للزوجة الجميلة التي تعمل بإخلاص في منزلها وهي تنتظر حبيبها الذي يعمل باجتهاد خارج المنزل فتستقبله بأحضانها بعد عناء يوم شاق. فابحث عن صديقته الصغيرة.

الصديقة التي لا تعلم أنه متزوج وتتمنى أن تصبح زوجته ثم تكتشف بعد فوات الأوان ان النقود التي ينفقها عليها في نزهاته معها ماهي الا النقود التي من

الواجب أن ينفقها على اسرته لذلك فهو يجبر زوجته على الخروج من المنزل للعمل لتساعده بما تستطيع في الانفاق على الأسرة.

بصوت متردد قال لها: وأنت حاليا الزوجة أم الصديقة؟ خرق سؤاله قلبها، وخشيت أن تبوح بأكثر من ذلك وانهت المكالمة. فهي لا تزال غاضبة من بيري

الذي لم يخبرها أنه كان متزوجا وله أطفال الا بعد أن وقعت في حبه.

((سيداتي سادتي، فقدنا الاتصال بلورين لا شك أنها تعرضت لقصة حب فاشلة فقدت فيها ثقتها بحبيبها، وهي تقدم تفسيرا لخروج عدد كبير من الزوجات

للعمل خارج المنزل.

نحن نتعاطف معك يا لورين، ولو تستطيعين الاتصال بنا مرة أخرى لنكمل نقاشنا فاتصلي غدا في الثالثة ظهرا. معكم ماكس جارفس في (برنامجك

الحواري) طاب مساؤكم، غلى الدم في عروقها ونهضت واغلقت الراديو وكان جورج في غرفة المعيشة يشاهد التليفزيون، وأخذت تنظف المطبخ وهي

غاضبة من كلام ماكس ثم أخذت تعد احتياجاتها استعدادا للعمل في حسابات عميل افتتح فرعا لمؤسسته القانونية في ايداهو وبحلول الساعة العاشرة

وجدت جورج نائما امام التلفاز وصعب عليها ان توقظه ليذهب إلى قفصه في المطبخ فتركته نائما وذهبت لتأخذ حماما، يبدو ان صوت المياه الجارية

ايقظه لانه بعد دقائق معدودة ظهر فجأة في الحمام وصعد على حافة البانيو.

- جورج؟ ظننتك نائما، افتقدتني؟

أخذ جورج يهز برأسه مما لا يعني شيئا محددا

- هل اخبرتك أننا سنرحل إلى ((ايداهو فولس)) بعد غد؟ فقط انا وانت والسماء الواسعة سننام طوال الرحلة ونفعل ما نريد طبعا يجب أن تعلم أن لدي

عملا انجزه فلا نقدر أن نظل كسالى طوال الوقت.

وأخذت تتأمل فيه وهو يجز على اسنانه الصفراء. علمته لاسي أن يكون متعاونا، فكانت لديه القدرة أن يؤدي مهاما مختلفة وصعبة على الإنسان أن

يتحملها. اخذ جورج ينط على أطراف البانيو ويداعب المياه بيده، فقالت لاسي: اتريد اللعب؟ عليك أن تنتظر. ولا تنظر إلى بهذه العيون البنية

الحزينة فأنا أود الاسترخاء قليلا، ثم يأتي دورك. خرج جورج من الحمام وعاد بكرته الحمراء ورماها في الماء فقالت بحدة: هذه شقاوة سخيفة ولن

اعطيها لك حتى صباح الغد، لكنها ضحكت حين رأته يغطي عينيه في رد فعل مبالغ فيه فقد كان خفيف الظل ومطيعا ولم يحاول استعادة الكرة.

- أنت لست متعبا كما تخيلت، لا أرى لماذا لم تحتملك لورين؟ الحمد لله أننا ألفنا بعضنا البعض دون مشكلة، فقد احببت وجودك معي رغم حرصك

على مصلحتك اولا... حتى لو اراد أحد آخر شراءك فأنت غالي الثمن جدا. وخرجت من البانيو ولفت نفسها بمنشفة وقالت له: أنت تفتقد لورين اليس

كذلك؟ لكنك تحب العيش معي اهذا صحيح؟ نظر جورج للماء ثم نظر لها فقالت: أعرف ما تريد.خذ دورك الآن، قفز جورج إلى البانيو وآخذ يلعب

بالكرة وهو يقفز في الماء فأحدث رذاذا هائلا.

- احذر يا جورج فأنت تبللني مرة أخرى، اهدأ ولا تقفز في الماء... اهذه أول مرة؟ ؟انت تعلم حدود اللعب. لكنه لم يهدأ فغضبت وقالت: لا فائدة...

هيا انتهى وقت اللعب، هيا ننام حتى الظهر ثم نقوم بالتنظيف لأن رئيس براد سيطير من دنفر إلى سولت ليك في طريقه إلى طوكيو في وقت ما بعد ظهر

الغد، ويجب ان تبقى في المخزن يا جورج بعيدا عن الانظار، سأحضر لك مخدتك وبطانيتك وبعد ان ينام سأحضر لأراك.

وبينما كانت تقوم بإفراغ الماء من البانيو سمعت صوت جلبة قادمة من حمام الجيران. نظر جورج إلى الحائط ثم اليها فقد سمع هذه الضوضاء أيضا

فهمست: اوه