Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان
السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان
السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان
Ebook562 pages5 hours

السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يبحث الكتاب في مجمل أبواب السيرة من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وولادته ورضاعته وأخلاقه وبعثته وهجرته وغزواته ووفاته وغيرها الكثير من أبواب السيرة النبوية المطهرة ، وفي أخبار الخلفاء من بداية العهد الراشدي إلى نهاية العباسيين حيث يترجم للخلفاء ترجمة موسعة ويذكر بداية خلافة كل منهم وأعماله وآثاره في أيام خلافته وعماله في البلاد والولايات الإسلامية ثم يذكر تاريخ وفاته ومدفنه وقد توسع في الخلفاء الراشدين، ويعتبر هذا الكتاب وثيقة هامة جدا حيث أنه من تصنيف رجل حافظ كبير ( ابن حبان البستي ) يتمحص الأخبار ويتحرى في نقلها
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateDec 19, 1900
ISBN9786426563497
السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان

Read more from ابن حبان

Related to السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان

Related ebooks

Related categories

Reviews for السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان - ابن حبان

    الغلاف

    السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان

    الجزء 2

    بن حبان

    354

    يبحث الكتاب في مجمل أبواب السيرة من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وولادته ورضاعته وأخلاقه وبعثته وهجرته وغزواته ووفاته وغيرها الكثير من أبواب السيرة النبوية المطهرة ، وفي أخبار الخلفاء من بداية العهد الراشدي إلى نهاية العباسيين حيث يترجم للخلفاء ترجمة موسعة ويذكر بداية خلافة كل منهم وأعماله وآثاره في أيام خلافته وعماله في البلاد والولايات الإسلامية ثم يذكر تاريخ وفاته ومدفنه وقد توسع في الخلفاء الراشدين، ويعتبر هذا الكتاب وثيقة هامة جدا حيث أنه من تصنيف رجل حافظ كبير ( ابن حبان البستي ) يتمحص الأخبار ويتحرى في نقلها

    السنة الثامنة من الهجرة

    حدثنا أحمد بن علي بن المثنى التميمي بالموصل ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة عن قتادة وثابت وحميد عن أنس قال: غلا «1» السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! سعّر لنا، فقال: «إن الله هو القابض والباسط المسعر «2» الرزاق، وإني أرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة في نفس ولا مال» .

    قال: في أول هذه السنة غلا «1» السعر على المسلمين فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم يسعر لهم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ثم قال: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا» ؛ثم قال: «لا يسوم الرجل على سوم أخيه. ولا يبيع حاضر لباد، دعو الناس يرزق بعضهم من بعض» .

    ثم طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة، فقعدت له على طريقه بين المغرب والعشاء ثم قالت: يا رسول الله! ارجعني، فو الله ما بي حب الرجال! لكني أحب أن أحشر في أزواجك ويومي لعائشة! فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ثم توفيت زينب بنت رسول الله، غسلتها سودة بنت زمعة وأم سلمة بنت أبي أمية زوجتا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الليثي سرية إلى بني ليث في بضعة بالنبل ولم يسمعوا قولهم، وقالوا: لا حاجة لنا إلى ما دعوتم إليه، فراموهم ساعة، وجعلت الأمداد تأتي حتى أحدقوا بهم من كل ناحية، فقاتل القوم قتالا شديدا حتى قتل عامتهم، وأصيب صاحبهم ابن أبي العوجاء جريحا مع القتلى، ثم تحامل حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم - اه» وفي الطبري «... فأصيب بها هو وأصحابه جميعا، قال أبو جعفر: أما الواقدي فإنه زعم أنه نجا ورجع إلى المدينة وأصيب أصحابه - اه» .

    (1) في ف «علا» .

    (2) في مجمع بحار الأنوار: وفيه: قالوا: سعر لنا، فقال: «إن الله هو المسعر»، أي إنه هو الذي يرخص الأشياء ويغلبها فلا اعتراض لأحد عليه. ط: منع من التسعير مخافة أن يظلم في أموالهم، وفيه تحريك الرغبات والحمل على الامتناع من البيع وكثيرا يؤدي إلى القحط.

    عشر رجلا «1»، فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم وساق نعمهم ومواشيهم إلى المدينة.

    ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى جيفر وعبّاد «2» ابني الجلندي «3» بعمان «4»، فصدقا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأقرا بما جاء به، وصدق عمرو بن العاص أموالهم، وأخذ الجزية من المجوس.

    ثم صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن ساوى «5» العبدي «6» وكتب إليه كتابا مع العلاء بن الحضرمي «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المنذر ابن ساوى «5»، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإن كتابك جاءني ورسلك، وأنه من صلى صلاتنا «7» واستقبل قبلتنا فإنه مسلم، له ما للمسلم «8» وعليه ما على المسلم «9»، ومن أبى فعليه الجزية. فصالحهم «10» العلاء ابن الحضرمي [على] «11» أن على المجوس «12» الجزية، لا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم» .

    ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن عمير «13» الغفاري سرية في خمسة عشر رجلا (1) وفي الطبري «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الكلبي كلب ليث إلى بني الملوح بالكديد وأمره أن يغير عليهم ... »

    (2) التصحيح من الطبري، وفي ف «عبرا» .

    (3) التصحيح من الطبري، وفي ف «الجليد بن» خطأ.

    (4) من الطبري، وفي ف «نعمان» خطأ.

    (5) التصحيح من الطبري، وفي ف «شادي» .

    (6) التصحيح من الطبري، وفي ف «العهدي» .

    (7) زيد في الطبري بعده «وأكل ذبيحتنا» .

    (8) في الطبري «للمسلمين» .

    (9) في الطبري «المسلمين» .

    (10) في الطبري «فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن على المجوس الجزية ... »

    (11) زيد من الطبري.

    (12) من الطبري، وفي ف «المجوسي» كذا.

    (13) في ف «كعب بن عمرو» وفي الطبري «عمرو بن كعب» كذا، والتصحيح من الإصابة.

    حتى انتهى إلى ذات أطلاح «1» من ناحية الشام قريبا من مغار «2» وكانوا من قضاعة، فوجد بها جمعا كثيرا فدعاهم «3» إلى الإسلام، فأبوا أن يجيبوا وقتلوا أصحاب كعب جميعا، ونجا هو بنفسه حتى قدم المدينة «4» .

    ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب سرية إلى بني عامر قبل نجد في أربعة وعشرين رجلا فأغار عليهم، فجاءوا نعما وشاء، فكانت سهمانهم «5» اثني عشر «6» بعيرا، ونفلهم النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا.

    ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى مؤتة»

    ناحية الشام، فأوصاه بمن معه من المسلمين خيرا وقال: «إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس»، وتجهز الناس معه فخرج معه قريبا من ثلاثة آلاف من المسلمين ومضى حتى نزل معان «8» من أرض الشام، فبلغهم أن هرقل قد نزل مآب «9» من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم «10»، فأقام المسلمون بمعان ليلتين ينظرون في أمرهم، فشجّع الناس عبد الله بن رواحة (1) في معجم البلدان «أطلاح - بالحاء المهملة ذات أطلاح، موضع من وراء ذات القرى إلى المدينة أغزاه رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن عمير الغفاري فأصيب بها هو وأصحابه» .

    (2) مغار - بالضم وآخره راء: جبل فوق السوارقية في بلاد بني سليم في جوفه أحساء - راجع المعجم.

    (3) وفي الطبري «فدعوهم» .

    (4) وفي الطبري «وتحامل حتى بلغ المدينة وقال الواقدي: وذات، أطلاح من ناحية الشام وكانوا من قضاعة ورأسهم رجل يقال له سدوس» .

    (5) في الطبري «سهامهم» .

    (6) كذا في ف، وفي الطبري «خمسة عشر بعيرا لكل رجل» ويؤيده ما في المغازي 2/ 753.

    (7) وفي الطبري «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمانية ...» .

    (8) بالفتح وآخره نون، والمحدثون يقولونه الضم وإياه عني أهل اللغة ... قال الأزهري: وميمه ميم مفعل، وهي مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء - معجم البلدان.

    (9) من الطبري، وفي ف «مئاب»، قال ياقوت: بعد الهمزة المفتوحة ألف وباء موحدة بوزن معاب.. وهي مدينة في طرف الشام من نواحي البلقاء - معجم البلدان.

    (10) من الطبري، وفي ف «القوم» .

    وقال: يا قوم! والله إن التي تكرهون هي «1» التي خرجتم من أجلها - الشهادة! ولا نقاتل «2» الناس بعدد ولا قوة، إنما نقاتلهم بهذا الدين [الذي] «3» أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي «4» إحدى الحسنيين: إما ظهور وإما شهادة؛ فقال [الناس: قد والله] «3» صدق ابن رواحة! ثم رحلوا، فلما كانوا بالقرب من بلقاء «5» لقيهم «6» جموع هرقل في الروم «7»، فلما دنا العدو انحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة، فتعبأ لهم المسلمون وجعلوا على ميمنتهم رجلا من بني عذرة يقال له قطبة بن قتادة، وعلى ميسرتهم رجلا [من الأنصار] «8» من بني سعد بن هريم يقال له عبادة «9» ابن مالك، ثم التقى الناس فاقتتلوا قتالا شديدا فقاتل «10» زيد بن حارثة «10» براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى «11» ألحمه القتال فاقتحم عن فرسه الشقراء وعرقبها وقاتل حتى قتل وفيه اثنتان وسبعون ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح، ثم أخذ عبد الله بن رواحة الراية وتقدم بها وهو على فرسه فقاتل حتى قتل وأخذ الراية ثابت بن أقرم «12» وقال: يا معشر المسلمين! اصطلحوا على رجل منكم، قالوا: أنت، قال: ما «13» أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، (1) في ف «هو»، وفي الطبري «إن الذي تكرهون للذي خرجتم تطلبون الشهادة» .

    (2) من الطبري، وفي ف «يقاتل» كذا.

    (3) زيد ما بين الحاجزين من الطبري.

    (4) من الطبري، وفي ف «هو» .

    (5) كذا في ف، وفي الطبري «حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء ...» .

    (6) وفي الطبري «لقيتهم» .

    (7) في الطبري «من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاء ويقال لها مشارف» .

    (8) زيد ما بين الحاجزين من الطبري.

    (9) كذا في ف وهامش الطبري، وفي متن الطبري «عباية» وفي الإصابة: عباية بن مالك الأنصاري ذكره ابن إسحاق وقال: إنه كان على ميسرة المسلمين يوم مؤتة وقال ابن هشام: يقال هو عبادة.

    (10 - 10) من الطبري وهو الصواب، وفي ف «ابن رواحة» خطأ.

    (11) زيد في الطبري «إذا» .

    (12) في ف والطبري والمغازي «أرقم»، والتصحيح من الإصابة والطبقات ج 3 ق 2 ص: 36.

    (13) التصحيح من الطبري، وفي ف «إنما» خطأ.

    فأخذ خالد الراية ودافع «1» القوم وحاشى بهم «2» ثم انصرف بالناس فنعى رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة قبل أن يجيء خبرهم، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «اصنعوا لآل جعفر طعاما، فإنه قد جاءهم ما يشغلهم» ؛وقدم خالد بن الوليد بالمسلمين فتلقاهم «3» رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون «4» والصبيان «5» يحثون على الجيش التراب ويقولون: أفررتم «6» في سبيل الله! ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليسوا «7» بالفرارين «8» ولكنهم الكرارون» «9» .

    ثم بعث «10» رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل وهم قضاعة، وكانت أم العاص بن وائل قضاعية «11» فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتألفهم بذلك «12» فخرج في سراة «12» المهاجرين والأنصار، ثم استمد «13» رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي عبيدة ابن الجراح على المهاجرين والأنصار فيهم «14» أبو بكر وعمر فلما اجتمعوا واختلف (1) من الطبري، ووقع في ف «واقع» مصحفا.

    (2) زيد في الطبري «ثم انحاز وتحيز عنه» .

    (3) في الطبري «لما دنوا من دخول المدينة تلقاهم» .

    (4) التصحيح من الطبري، وفي ف «المسلمين» .

    (5) زيد في الطبري «ولقيهم الصبيان يشتدون ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل مع القوم على دابة فقال: خذوا الصبيان فاحملوهم وأعطوني ابن جعفر، فأتي بعبد الله بن جعفر فأخذه فحمله بين يديه، قال: وجعل الناس» .

    (6) وفي الطبري، «يا فرّار» .

    (7) التصحيح من الطبري، وفي ف «ليس» كذا.

    (8) في الطبري «بالفرار» .

    (9) في الطبري «ولكنهم الكرار إن شاء الله» وفي ف «ولكنهم بالكرارين» كذا.

    (10) وفي الطبري 3/ 104 «فمما كان فيها من ذلك توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في جمادى الآخرة إلى السلاسل من بلاد قضاعة في ثلاثمائة» .

    (11) من الطبري، وفي ف «قضاعة» كذا.

    (12 - 12) وفي الطبري فوجهه في أهل الشرف من» .

    (13) التصحيح من الطبري، ووقع في ف «استمر» مصحفا.

    (14) التصحيح من الطبري، وفي ف «فهم» .

    أبو عبيدة وعمرو بن العاص في الإمامة، فقال المهاجرون: أنت أمير أصحابك وأبو عبيدة أميرنا، فأبى عمرو بن العاص وقال: أنتم لي مدد، فقال أبو عبيدة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: إذا قمت على أصحابك فتطاوعا «1» ؛وإنك إن عصيتني لأطيعنك، فأطاعه أبو عبيدة بن الجراح وكانوا يصلون خلف عمرو بن العاص؛ وفيها صلى بهم وهو جنب. فلما قدموا على رسول الله أخبره الخبر، فقال عمرو:

    لقيت من البرد شدة وإني لو اغتسلت خشيت الموت! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمرو: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال الله وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ»

    - الآية.

    وفي هذا الشهر كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خزاعة بن بديل وبشر وسروات بني عمرو يدعوهم إلى الله ويعرض عليهم الإسلام.

    ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة «3» سرية إلى غطفان في ستة عشر رجلا، فبيتوهم وأصابوا نعما وشياه ورجعوا إلى المدينة.

    ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار قبل جهينة «4» وزودهم «5» جراب تمر، فأصابهم جوع شديد وكان أبو (1) كذا في ف، وفي الطبري 3/ 104 «لا تختلفا» ولفظه: فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح في المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر رضوان الله عليهم وقال لأبي عبيدة حين وجهه: لا تختلفا، فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو بن العاص: إنما جئت مددا لي، فقال له أبو عبيدة: يا عمرو! إن رسول الله قد قال لي: لا تختلفا، وأنت إن عصيتني أطعتك: قال: فأنا أمير عليك وإنما أنت مدد لي، قال: فدونك، فصلى عمرو بن العاص بالناس.

    (2) سورة 4 آية 29.

    (3) وفي الطبري 3/ 106 «إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ابن أبي حدرد في هذه السرية مع أبي قتادة وأن السرية كانت ستة عشر رجلا وأنهم غابوا خمس عشرة ليلة وأن سهمانهم كانت اثني عشر بعيرا يعدل البعير بعشر من الغنم وأنهم أصابوا في وجوههم أربع نسوة ...» .

    (4) وفي الطبري 3/ 104 «قال الواقدي: وفيها كانت غزوة الخبط وكان الأمير فيها أبو عبيدة بن الجراح، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب منها في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار قبل جهينة فأصابهم فيها أزل شديد وجهد حتى اقتسموا التمر عددا» .

    (5) في ف «زودوهم» وفي الطبري «زودنا» .

    عبيدة يعطيهم حفنة حفنة، ثم أعطاهم تمرة تمرة، ثم ضرب لهم البحر بدابة «1» يقال لها العنبر فأكلوا منها شهرا، ثم أخذ أبو عبيدة ضلعا «2» فنصبه فمر راكب البعير تحته؛ فلما رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه فقال: «هو رزق رزقتموه من الله، هل عندكم منه شيء» ؟وسمى هذا الجيش جيش الخبط «3» وذلك أنهم جاعوا فكانوا يأكلون الخبط «4» حتى صارت أشداقهم كأشداق الإبل.

    ثم استشار عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم «5» أن لي «5» أرضا بخيبر لم أصب مالا قط هو أنفس «6» عندي منه فما تأمرني؟ قال: «إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها»، فحبس عمر أصلها وتصدق بها - ولا تباع ولا توهب ولا تورث - في الفقراء والغرباء، وما بقي أنفق في سبيل [الله] وابن السبيل، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف وأن يعطي طريفا «7» عنه غير متمول فيه.

    ثم إن بكر بن عبد مناة بن كنانة خرجت على خزاعة وهم على ماء لهم بأسفل مكة فقاتلوا، فلما «8» بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال للمسلمين: «كأنكم بأبي سفيان قد قدم لتجديد العهد بيننا»! وكان بديل بن ورقاء بالمدينة فخرج إلى مكة (1) وقع في ف «براية» كذا مصحفا.

    (2) في الأصل «ضلفا» كذا بالفاء خطأ.

    (3) التصحيح من الطبري، وفي ف «الحنط» .

    (4) من الطبري، ووقع في ف «الجنة» مصحفا.

    (5 - 5) في الأصل «إني» وقبله بياض بقدر كلمة.

    (6) في ف «نفس» .

    (7) في ف «طريقا» كذا بالقاف، والطرف والطريف والطارف: المال المستفاد - لسان العرب.

    (8) وفي الطبري 3/ 110 عن ابن إسحاق «قال ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد بعثه إلى مؤتة جمادى الآخرة ورجبا ثم إن بني بكر بن عبد مناة بن كنانة عدت على خزاعة وهم على ماء لهم بأسفل مكة يقال له الوتير وكان الذي هاج ما بين بني بكر وبني خزاعة رجل من بلحضرمي يقال له مالك بن عباد وحلف الحضرمي يومئذ إلى الأسود بن رزن خرج تاجرا فلما توسط أرض خزاعة عدوا عليه فقتلوه وأخذوا ماله فعدت بنو بكر على رجل من خزاعة فقتلوه فعدت خزاعة قبيل الإسلام على بني الأسود بن رزن الديلي وهم منخر بني بكر وأشرافهم سلمى وكلثوم وذؤيب فقتلوهم بعرفة عند أنصاب الحرم» .

    راجعا، فلما بلغ «1» عسفان لقيه أبو سفيان وكانت قريش قد بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتجديد العهد، فقال له أبو سفيان: من أين أقبلت يا بديل؟ قال: سرت إلى خزاعة، قال: جزت بمحمد؟ قال: لا، ثم خرج أبو سفيان حتى قدم المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته «2» عنه، فقال: يا بنيتي «3»! ما أدري أرغبت بهذا «4» الفراش عني أم رغبت بي عنه؟ قالت:

    هذا «5» فراش رسول الله «6» صلى الله عليه وسلم «6» وأنت رجل مشرك نجس! فلم أحب أن تجلس على فراش «7» صلى الله عليه وسلم «7»، ثم «8» خرج أبو سفيان حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فلم يرد عليه شيئا، فذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم «9» رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أنا بفاعل، ثم خرج حتى أتى عمر فكلمه فقال عمر: أنا أشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم! والله لو لم أجد إلا الذرّ لجاهدتكم بهم «10»! ثم خرج أبو سفيان حتى دخل على علي بن أبي طالب وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندها الحسن ابنها «11» يدبّ فقال: يا علي! إنك أمس القوم بي رحما وأقربهم منى قرابة وقد جئت في حاجة فلا أرجعن كما (1) في ف «بلغا»، وفي الطبري 3/ 112 «ومضى بديل بن ورقاء وأصحابه فلقوا أبا سفيان بعسفان قد بعثته قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشدد العقد ويزيد في المدة وقد رهبوا الذي صنعوا، فلما لقي أبو سفيان بديلا قال: من أين أقبلت يا بديل؟ وظن أنه قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سرت في خزاعة في هذا الساحل وفي بطن هذا الوادي، قال: أو ما أتيت محمدا؟ قال: لا» .

    (2) من الطبري، ووقع في ف «طوعته» مصحفا.

    (3) في الطبري «يا بنية والله» .

    (4) في ف «هذا»، وفي الطبري «أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني» !

    (5) في الطبري «بل هو» .

    (6 - 6) ما بين الرقمين ليس في الطبري.

    (7 - 7) في الطبري «رسول الله» .

    (8) زيد في الطبري «والله لقد أصابك يا بنية بعدي شر» !

    (9) زيد في الطبري «له» .

    (10) ليس في الطبري.

    (11) وفي الطبري «بن علي غلام» .

    جئت «1»، اشفع لي «2» إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ويحك يا أبا سفيان! لقد «3» عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه؛ فالتفت إلى فاطمة فقال: هل لك أن تأمري «4» ابنك «5» هذا «6» أن يجير «6» بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر، قالت: ما بلغ «7» ذلك ابني «7» أن يجير بين الناس «8»، قال: يا أبا الحسن! إني أرى الأمور قد اشتدت عليّ، «9» ما تنصح لي «9» ؟قال: والله! ما أعلم شيئا يغني 1»

    عنك «11» ولكن قم «13» فأجر بين الناس و «12» الحق بأرضك «13»، قال: و «14» ترى ذلك يغني «15» عني شيئا؟ قال: والله «16» ما أدري «17»! فقام أبو سفيان في المسجد فقال:

    أيها الناس! إني قد أجرت بين الناس - ثم خرج «18». فلما قدم على قريش مكة «19» (1) زيد في الطبري «خائبا» .

    (2) في ف «بي» وفي الطبري «لنا» .

    (3) زيد في الطبري «والله» .

    (4) في ف «أن تأمرين» .

    (5) كذا في ف، وفي الطبري «بنيك» .

    (6 - 6) وفي الطبري «فيجير» .

    (7 - 7) كذا في ف، وفي الطبري «بنيي ذلك» .

    (8) زيد في الطبري «وما يجير على رسول الله أحد» .

    (9 - 9) كذا في ف غير أن فيه: يصح مكان: تنصح، وفي الطبري: فانصحني.

    (10) من الطبري، وفي ف «يعني» كذا.

    (11 - 11) في الطبري «شيئا ولكنك سيد بني كنانة فقم» .

    (12) في الطبري «ثم» .

    (13) التصحيح من الطبري، ووقع في ف «يرضاك» .

    (14) زيد في الطبري «أ» .

    (15) في ف «يعني» وفي الطبري «مغنيا» .

    (16) زيد في الطبري «لا» .

    (17) في الطبري «ما أظن ولكن لا أجد لك غير ذلك» .

    (18) في الطبري «ثم ركب بعيره فانطلق» .

    (19) ليس في الطبري.

    قالوا: ما وراءك؟ قال: جئت محمدا فكلمته، قال «1»: فو الله ما رد علي بشيء «2»! ثم [جئت] «3» ابن أبي قحافة «4» فلم أجد فيه «5» خيرا، ثم جئت ابن الخطاب فوجدته أعدى «6» العدو «7»، ثم جئت عليا فوجدته ألين القوم، وقد أشار علي برأي «8» صنعته، فو الله! ما أدري هل يغنيني «9» شيئا أم لا! قالوا: وبماذا أمرك؟

    قال: أمرني أن أجير بين الناس، ففعلت؛ قالوا: فهل أجاز محمد ذلك؟ قال: لا، قالوا: ويحك! والله إن زاد «10» علي بن أبي طالب على أن لعب بك! والله ما يغني عنك «11» ما فعلت «12» !.

    ثم عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسير إلى مكة وأمرهم بالجد والتهيؤ «13» وقال:

    «اللهم! خذ «14» العيون والأخبار «14» عن قريش» «15»، «16» فلما صح ذلك منه ومن المسلمين «16» كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى قريش يخبر بالذي قد أجمع عليه (1) ليس في الطبري.

    (2) في الطبري «شيئا» .

    (3) زيد من الطبري.

    (4) من الطبري، ووقع في ف «محافة» كذا مصحفا.

    (5) في الطبري «عنده» .

    (6) من الطبري، وفي الأصل «أعداء» .

    (7) في الطبري «القوم» .

    (8) وقع في الطبري «بشيء» .

    (9) من الطبري، وفي ف «يعني» .

    (10) من الطبري، وفي ف «راد» .

    (11) وفي الطبري «عنا» .

    (12) وفي الطبري «قلت» وزيد فيه بعده» قال: لا والله ما وجدت غير ذلك» .

    (13) التصحيح من الطبري، ووقع في ف «النهي» مصحفا.

    (14 - 14) من الطبري، وفي ف «العيال والأخيار» .

    (15) زيد بعده في الطبري «حتى نبغتها في بلادها» .

    (16 - 16) كذا في ف، وفي الطبري «لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكة» .

    رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أعطاه امرأة «1» من مزينة «2» وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا، فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه «3» قرونها ثم خرجت «4»، وأخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بما فعل حاطب، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وقال:

    أدركا امرأة «5» من مزينة «5» قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش يحذرهم ما «6» قدمنا عليه «6»، فخرجا حتى أدركاها بالحليفة»

    فاستنزلا «8» والتمسا في رحلها فلم يجدا شيئا، فقال لها علي: إني أحلف بالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ما كذب ولا كذبنا] «9» «10» إما أن تخرجي الكتاب وإلا نكشفنك «10» فلما رأت الجد «11» قالت: أعرض عني، فأعرض عنها علي، فحلت قرون رأسها واستخرجت الكتاب «11» فدفعته «12» إليه، فجاء به «13» رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا فقال: «يا حاطب! ما حملك على هذا» ؟قال. يا «14» رسول الله! والله إني لمؤمن بالله ورسوله، ما غيرت «15» ولا بدلت ولكني كنت امرأ ليس لي في القوم أصل ولا عشيرة وكان لي (1) زيد في الطبري «يزعم محمد بن جعفر أنها» .

    (2) زيد في الطبري «وزعم غيره أنها سارة مولاة لبعض بني عبد المطلب» .

    (3) من الطبري، وفي ف «عليها» .

    (4) زيد في الطبري «به» .

    (5 - 5) ليس في الطبري.

    (6 - 6) كذا في ف، وفي الطبري «قد أجمعنا له في أمرهم» .

    (7) التصحيح من الطبري، وفي ف «بالحامة» خطأ؛ وزيد بعده في الطبري «حليفة ابن أبي أحمد» .

    (8) في الطبري «فاستنزلاها» .

    (9) زيد من الطبري ولفظه «ما كذب رسول الله ولا كذبنا» .

    (10 - 10) وفي الطبري «ولتخرجن إلى هذا الكتاب أو لكنكشفنك» .

    (11) زيد في الطبري «منه» .

    (12) من الطبري، وفي ف «ولا دفعته» كذا.

    (13) زيد في الطبري «إلى» .

    (14) زيد في ف «والله»، وفي الطبري 3/ 114 «فقال: يا رسول الله! أما والله إني لمؤمن بالله» .

    (15) من الطبري، وفي ف «غرت» خطأ.

    بينهم «1» أهل وولد «2»، فقال عمر: دعني «3» أضرب عنقه، فإن الرجل قد نافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وما يدريك يا عمر! لعل الله قد اطلع «4» يوم بدر إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» «5» .

    ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة واستخلف على المدينة أبارهم كلثوم بن حصين «6» بن عبيد «7» بن خلف «8» الغفاري، وذلك لعشر مضين من رمضان، فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصام المسلمون، «9» ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة «9» آلاف من المسلمين، ولم يعقد الألوية ولا نشر «10» الرايات، فلما بلغ الكديد - والكديد ما بين عسفان [وأمج] «11» أفطر وأفطر المسلمون [وقد كان] «11» عيينة بن [حصن] «12» الفزاري [لحق رسول الله بالعرج ولحقه الأقرع] «12» بن حابس التميمي «13» في نفر من أصحابهما فقال عيينة: يا رسول الله! والله ما أرى آلة الحرب ولا تهيئة «14» (1) وفي الطبري «بين أظهرهم» .

    (2) زيد في الطبري «فصانعتهم عليهم» .

    (3) زيد في الطبري «يا رسول الله» .

    (4) التصحيح من الطبري، وفي ف «اقطع» .

    (5) زيد في الطبري «فأنزل الله عز وجل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ - إلى قوله: وَإِلَيْكَ أَنَبْنا - إلى آخر القصة» .

    (6) في ف «الحصن»، والتصحيح من الطبري والإصابة.

    (7) ليس في الطبري، وفي ف «عيينة» .

    (8) قال ابن حجر «اسمه كلثوم بن حصين بن خالد بن العميس بن زيد بن العميس بن أحمس بن غفار، وقيل: ابن حصين بن عبيد بن خلف بن حماس بن غفار - الإصابة.

    (9 - 9) وفي الطبري «حتى إذا كان بالكديد ما بين عسفان وأمج أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة ...» .

    (10) في الطبري «ولم ينشر» .

    (11) زيد ما بين الحاجزين من الطبري، وقد سقط من ف.

    (12) زيد من الإصابة.

    (13) زيد في الطبري «بالسقيا» .

    (14) من الطبري، وفي ف «هيئة» .

    الإجرام، فأين تتوجه «1» ؟قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حيث شاء الله»، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران قد عمّيت الأخبار على «2» قريش فلا «3» يأتيهم خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يدرون ما هو فاعل خرج «4» أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتجسسون «5» الأخبار وينظرون هل يرون خبرا أو يسمعون به، فقال العباس بن عبد المطلب: «6» يا صباح «6» قريش! والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنوة قبل أن يأتوه فاستأمنوه إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر! فركب العباس بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء ومضى عليها حتى

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1