Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

منحة الباري بشرح صحيح البخاري
منحة الباري بشرح صحيح البخاري
منحة الباري بشرح صحيح البخاري
Ebook949 pages4 hours

منحة الباري بشرح صحيح البخاري

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

تحفة الباري أو منحة الباري بشرح صحيح البخاري لشيخ الإسلام أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي، هو شرح لصحيح البخاري كثير الفوائد، تفرد بأشياء لم يأت بها سابقوه مع أنه عبارة عن ملخص لعشرة شروح على الصحيح كما قال الغزي، يكشف عن معاني الصحيح، ويبرز عن مباني إعرابه
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJul 14, 1902
ISBN9786629957963
منحة الباري بشرح صحيح البخاري

Read more from زكريا الأنصاري

Related to منحة الباري بشرح صحيح البخاري

Related ebooks

Related categories

Reviews for منحة الباري بشرح صحيح البخاري

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    منحة الباري بشرح صحيح البخاري - زكريا الأنصاري

    الغلاف

    منحة الباري بشرح صحيح البخاري

    الجزء 13

    زكريا الأنصاري

    926

    تحفة الباري أو منحة الباري بشرح صحيح البخاري لشيخ الإسلام أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي، هو شرح لصحيح البخاري كثير الفوائد، تفرد بأشياء لم يأت بها سابقوه مع أنه عبارة عن ملخص لعشرة شروح على الصحيح كما قال الغزي، يكشف عن معاني الصحيح، ويبرز عن مباني إعرابه

    باب قَوْلِهِ: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} الأعراف:

    161]

    (باب) ساقط من نسخة. (قوله: ({حِطَّةٌ}) أي: مسألتنا حطة.

    4641 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: {ادْخُلُوا البَابَ سُجَّدًا، وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} [البقرة: 58]، فَبَدَّلُوا فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ.

    [انظر: 3403 - مسلم: 3015 - فتح 8/ 304]

    (إسحاق) أي: ابن إبراهيم الحنظلي. (عبد الرزاق) أي: ابن همام.

    (معمر) أي: ابن راشد. (عن همام) أي: ابن منبه.

    (في شعرة) بفتحات وفي نسخة: في شعيرة ومرَّ الحديث في سورة البقرة (2). (1) سبق برقم (3661) كتاب: فضائل الصحابة، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت متخذا خليلا.

    (2) سبق برقم (4479) كتاب: التفسير، باب {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ}.

    6 -

    باب {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الأعراف:

    199]

    {العرف} [الأعراف: 199]: المَعْرُوفُ.

    (باب: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)}) أي: بيان ما جاء فيه ({العرف}) أي: (المعروف).

    4642 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَال: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَال: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الحُرِّ بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ القُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ، كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا، فَقَال عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ: يَا ابْنَ أَخِي، هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأَمِيرِ، فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ، قَال: سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ، قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ الحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَال: هِيْ يَا ابْنَ الخَطَّابِ، فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الجَزْلَ وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ، فَقَال لَهُ الحُرُّ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالى قَال لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، وَإِنَّ هَذَا مِنَ الجَاهِلِينَ، وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ.

    [7286 - فتح 8/ 304]

    (أبو اليمان) هو الحكم بن نافع. (شعيب) أي: ابن أبي حمزة.

    (يدنيهم) أي: يقربهم. (كهولًا) بضم الكاف، والكهل: الذي خالطه الشيب، قيل: وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة. (أو شبانًا) بضم الشين وتشديد الموحدة وجمع شاب، وفي نسخة: شبابًا بفتح الشين وبموحدتين أولاهما مخففة. (هِيْ) بكسر الهاء وسكون الياء: كلمة تهديد، وقيل: هي ضمير وثَمَّ محذوف أي: داهية، وفي نسخة: هيه بهاء في آخره، وفي أخرى إيه وهما بمعنى كما قال ابن الأثير (1). يقال: إيه بالكسر بلا تنوين أي: زدني من الحديث المعهود بيننا، وإيهٍ بالتنوين، أي: زدني من حديثٍ ما غير معهود. (الجزل) أي: العطاء الكثير.

    4643 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، {خُذِ العَفْوَ} [الأعراف: 199] وَأْمُرْ بِالعُرْفِ قَال: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إلا فِي أَخْلاقِ النَّاسِ.

    [4644 - فتح 8/ 305]

    (يحيى) أي: ابن موسى المعروف بخت، أو ابن جعفر البيكندي ورجحه شيخنا (2). (وكيع) أي: ابن الجراح. (عن هشام) أي: ابن عروة.

    (ما أنزل الله) أي: هذه الآية إلا في أخلاق الناس، جمع خلق وهو ملكة تصدر بها الأفعال بلا رؤية.

    4644 - وَقَال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَرَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَال: أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْخُذَ العَفْوَ مِنْ أَخْلاقِ النَّاسِ، أَوْ كَمَا قَال.

    [انظر: 4643 - فتح 8/ 305]

    (أبو أسامة) هو حماد بن أسامة، أو كما قال: شك من الراوي.

    (سورة الأنفال). قوله: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ساقط من نسخة (1) النهاية في غريب الحديث 1/ 87.

    (2) الفتح 8/ 305.

    8 - سُورَةُ الأنفَالِ

    1 -

    باب قَوْلُهُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} الأنفال:

    1]

    قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: الأَنْفَالُ: المَغَانِمُ، قَال قَتَادَةُ: {رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]: الحَرْبُ يُقَالُ نَافِلَةٌ عَطِيَّةٌ".

    (باب قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} أي: عن حكمها. {قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} أي: الحالة التي بينكم و (باب) ساقط وحده من نسخة، ومع ما بعده من أخرى.

    {رِيحُكُمْ} معناه: الحرب. نافلة، أي: (عطية).

    4645 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَال: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سُورَةُ الأَنْفَالِ، قَال: نَزَلَتْ فِي بَدْرٍ {الشَّوْكَةُ} [الأنفال: 7]: الحَدُّ، (مُرْدَفِينَ): فَوْجًا بَعْدَ فَوْجٍ، رَدِفَنِي وَأَرْدَفَنِي: جَاءَ بَعْدِي. ذُوقُوا: بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْقِ الفَمِ، {فَيَرْكُمَهُ} [الأنفال: 37]: يَجْمَعَهُ شَرِّدْ: فَرِّقْ، {وَإِنْ جَنَحُوا} [الأنفال: 61]: طَلَبُوا، السِّلْمُ وَالسَّلْمُ وَالسَّلامُ وَاحِدٌ، {يُثْخِنَ} [الأنفال: 67]: يَغْلِبَ وَقَال مُجَاهِدٌ: {مُكَاءً} [الأنفال: 35]: إِدْخَالُ أَصَابِعِهِمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ. {وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: 35]: الصَّفِيرُ، {لِيُثْبِتُوكَ} [الأنفال: 30]: لِيَحْبِسُوكَ.

    (سعيد) أي: ابن سليمان. (هشيم) أي: ابن بشير الواسطي. (أبو بشر) هو جعفر بن أبي وحشية.

    (سورة الأنفال)

    أي: ما سبب نزولها. (نزلت في بدر) أي: في غزوة بدر، وقيل: فيمن سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا من المغنم قبل قسمته فلم يعطه {الشَّوْكَةِ} (الحد) ساقط من نسخة، ومعنى الآية: تحبون أن الطائفة التي لا حد لها ولا منعة ولا قتال تكون لكم وهي العير. ({مُرْدِفِينَ}) أي: (فوجًا بعد فوجٍ) يقال: (ردفني وأردفني) أي: (جاء بعدي) فردف بالكسر وأردف بمعنى: وجعلهما الجوهري بمعنيين، حيث جعل ردف بمعنى: تبع أي: ركب خلف غيره وأردف بمعنى: أركب غيره خلفه (1). (ذوقوا) أي: في قوله تعالى: {ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ} معناه: (باشروا وجربوا. وليس هذا من ذوق الفم). بَيَّن بهذا أن في تفسير الذوق المتعلق بالأجسام بالمباشرة والتجربة اللذين هما معنيان تجوزًا كما في قوله تعالى: {فَذَاقُوا وَبَال أَمْرِهِمْ} ({فَيَرْكُمَهُ}) (يجمعه). (شَرِّد) أي: في قوله تعالى: {فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} معناه: (فرق) وفسره غيره بقوله: غلظ عقوبتهم؛ ليخاف غيرهم من الأعداء. {وَإِنْ جَنَحُوا} أي: (طلبوا) ({يُثْخِنَ}) أي: (يغلب). {مُكَاءً} معناه: (إدخال أصابعهم في أفواههم) ({وَتَصْدِيَةً}) معناه: (الصفير)، وفسر غيره المكاء: بالصفير، والتصدية: بالتصفيق. ({لِيُثْبِتُوكَ}) أي: (ليحبسوك). وهذه الألفاظ وقعت في النسخ مختلفة بتقديم بعضها على بعض وبالعكس.

    2 -

    باب {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} الأنفال:

    22]

    (باب) ساقط من نسخة. ({إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ}) أي: بيان ما جاء فيه. (1) الصحاح مادة [ردف] 4/ 1363.

    4646 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ البُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: 22] قَال: هُمْ نَفَرٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ.

    [فتح 8/ 307]

    (ورقاء) أي: ابن عمرو بن كليب. (عن ابن أبي نجيح) هو عبد الله.

    3 -

    باب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)} الأنفال:

    24]

    {اسْتَجِيبُوا} [الأنفال: 24] أَجِيبُوا {لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24] يُصْلِحُكُمْ.

    (باب) ساقط من نسخة. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)} فيجازيكم على ما اطلع عليه في قلوبكم، وفي نسخة: الآيةبدل قوله: ({وَاعْلَمُوا}) إلى آخره ({اسْتَجِيبُوا}) أي: (أجيبوا) فالسين زائدة؛ للتأكيد ({لِمَا يُحْيِيكُمْ}) أي: يصلحكم.

    4647 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَال: كُنْتُ أُصَلِّي فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي، فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَال: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَ؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} [الأنفال: 24] ثُمَّ قَال: لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ، فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَخْرُجَ فَذَكَرْتُ لَهُ.

    وَقَال مُعَاذٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعَ حَفْصًا، سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا، وَقَال: هِيَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالمِينَ السَّبْعُ المَثَانِي.

    [انظر: 4447 - فتح 8/ 307]

    (إسحاق) أي: ابن إبراهيم كما في نسخة، ابن راهويه. (روح) أي: ابن عبادة (شعبة) أي ابن الحجاج.

    (أعظم سورة) أي: في ثواب قراءتها أولما تجمع من الثناء والدعاء والسؤال. ومرَّ الحديث في تفسير سورة الفاتحة (1). (وقال معاذ) أي: ابن معاذ العنبري. (السبع المثاني) بدل من (الحمد لله) أو عطف بيان له.

    4 -

    باب قَولِهِ: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَو ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32)} الأنفال:

    32]

    قَال ابن عُيَيْنَةَ: مَا سَمَّى الله تَعَالى مَطَرًا في القُرْآنِ إلا عَذَابًا، وَتُسَمِّيهِ العَرَبُ الغَيْثَ، وَهْوَ قَوْلُهُ تَعَالى: {يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} [الشورى: 28].

    (باب: قوله) ساقط من نسخة: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَو ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32)} أي: مؤلم، وفي نسخة: الآية بدل قوله: (علينا) إلى آخره. (قال ابن عيينة: ما سمى الله مطرًا في القرآن إلا عذابًا) أي: إلا قوله (1) سبق برقم (4474) كتاب: التفسير، باب: ما جاء في فاتحة الكتاب.

    {أَذًى مِنْ مَطَرٍ} فإن المراد هنا: المطر المعروف قطعًا ومعنى التأذي به: البلل والوحل وغيرهما الحاصلة منه ومطرت وأمطرت بمعنى، عند كثير وقال أبو عبيدة: مطرت في الرحمة وأمطرت في العذاب.

    4648 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الحَمِيدِ هُوَ ابْنُ كُرْدِيدٍ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَال أَبُو جَهْلٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَو ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، " فَنَزَلَتْ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ، وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ} الآيَةَ [الأنفال: 33، 34] [4649 - مسلم: 2796 - فتح: 8/ 308]

    (أحمد) أي: ابن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري. (شعبة) أي: ابن الحجاج. (عن عبد الحميد) أي: ابن دينار.

    5 -

    باب وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)} الأنفال:

    33]

    (باب قوله) ساقط من نسخة {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)} [الأنفال: 33] هذا مع حديث الباب تقدم في الباب السابق.

    4649 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الحَمِيدِ، صَاحِبِ الزِّيَادِيِّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَال: قَال أَبُو جَهْلٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ، أَو ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} فَنَزَلَتْ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ، وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ، وَمَا لَهُمْ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34)} الآية [الأنفال: 33، 34] [انظر: 4648 - مسلم: 2796 - فتح: 8/ 309]

    6 -

    باب {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}

    (باب) ساقط من نسخة. {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ} فسر ابن عباس الفتنة: بالشرك.

    4650 - حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَجُلًا، جَاءَهُ فَقَال: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَلا تَسْمَعُ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} [الحجرات: 9] إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ لَا تُقَاتِلَ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ؟ فَقَال: يَا ابْنَ أَخِي أَغْتَرُّ بِهَذِهِ الآيَةِ وَلَا أُقَاتِلُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَغْتَرَّ بِهَذِهِ الآيَةِ، الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ تَعَالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} [النساء: 93] إِلَى آخِرِهَا، قَال: فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 39]، قَال ابْنُ عُمَرَ: قَدْ فَعَلْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ كَانَ الإِسْلامُ قَلِيلًا، فَكَانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فِي دِينِهِ إِمَّا يَقْتُلُونَهُ وَإِمَّا يُوثِقُونَهُ، حَتَّى كَثُرَ الإِسْلامُ فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لَا يُوَافِقُهُ فِيمَا يُرِيدُ، قَال: فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ؟ قَال ابْنُ عُمَرَ: "مَا قَوْلِي فِي عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ؟ أَمَّا عُثْمَانُ: فَكَانَ اللَّهُ قَدْ عَفَا عَنْهُ فَكَرِهْتُمْ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ، وَأَمَّا عَلِيٌّ: فَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَتَنُهُ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ - وَهَذِهِ ابْنَتُهُ - أَوْ بِنْتُهُ - حَيْثُ تَرَوْنَ.

    [انظر: 3130 - فتح 8/ 309]

    (حيوة) أي: ابن شريح. (عن بكير) أي: ابن عبد الله بن الأشجع. (أن رجلًا) هو حبان، أو نافع بن الأزرق. (إما يقتلوه وإما يوثقوه) بحذف النون فيهما بلا ناصب ولا جازم في لغة (وختنه) هو روح ابنته.

    ومرَّ الحديث في تفسير سورة البقرة (1).

    4651 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا بَيَانٌ، أَنَّ وَبَرَةَ حَدَّثَهُ، قَال: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَال: خَرَجَ عَلَيْنَا - أَوْ إِلَيْنَا - ابْنُ عُمَرَ، فَقَال رَجُلٌ: كَيْفَ تَرَى فِي قِتَالِ الفِتْنَةِ؟ فَقَال: وَهَلْ تَدْرِي مَا الفِتْنَةُ؟ كَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَاتِلُ المُشْرِكِينَ، وَكَانَ الدُّخُولُ عَلَيْهِمْ فِتْنَةً وَلَيْسَ كَقِتَالِكُمْ عَلَى المُلْكِ.

    [انظر: 3130 - فتح 8/ 310]

    (زهير) أي: ابن معاوية. (بيان) أي: ابن بشر. (أن وبرة) أي: ابن عبد الرحمن السلمي.

    7 -

    باب {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65)} الأنفال:

    65]

    (باب) ساقط من نسخة. {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ} الآية) في نسخة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ} الآية) وساق في أخرئ: الآية بتمامها.

    4652 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}، وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ فَكُتِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ - فَقَال سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ: أَنْ لَا يَفِرَّ عِشْرُونَ مِنْ مِائَتَيْنِ - " ثُمَّ نَزَلَتْ: {الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} [الأنفال: 66] الآيَةَ، فَكَتَبَ أَنْ لَا يَفِرَّ مِائَةٌ مِنْ مِائَتَيْنِ، وَزَادَ سُفْيَانُ مَرَّةً: نَزَلَتْ: {حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ، إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ} [الأنفال: 65]، قَال سُفْيَانُ: وَقَال ابْنُ (1) سبق برقم (4514) كتاب: التفسير، باب: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}.

    شُبْرُمَةَ: وَأُرَى الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ مِثْلَ هَذَا.

    [4653 - فتح 8/ 311]

    (سفيان) أي: ابن عيينة. (عن عمرو) أي: ابن دينار.

    8 -

    باب {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} الأنفال: 66 إِلَى قَوْلِهِ: {وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} الأنفال:

    66]

    4653 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ المُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَال: أَخْبَرَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَال: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} شَقَّ ذَلِكَ عَلَى المُسْلِمِينَ، حِينَ فُرِضَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَفِرَّ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ، فَجَاءَ التَّخْفِيفُ، فَقَال: (الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضُعْفًا، فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) قَال: فَلَمَّا خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنَ العِدَّةِ نَقَصَ مِنَ الصَّبْرِ بِقَدْرِ مَا خُفِّفَ عَنْهُمْ.

    [انظر: 4652 - فتح 8/ 312]

    (باب) ساقط من نسخة. {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} الآية) وساق في نسخة الآية بتمامها. {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}. وهو خبر بمعنى الأمر أي: قاتلوا مثليكم واثبتوا لهم.

    9 -

    سورة بَرَاءَةَ

    {وَلِيجَةً} [التوبة: 16]: كُلُّ شَيْءٍ أَدْخَلْتَهُ فِي شَيْءٍ، {الشُّقَّةُ} [التوبة: 42]: السَّفَرُ، الخَبَالُ: الفَسَادُ، وَالخَبَالُ: المَوْتُ، {وَلَا تَفْتِنِّي} [التوبة: 49]: لَا تُوَبِّخْنِي، {كَرْهًا} [النساء: 19] وَ {كُرْهًا} [النساء: 19]: وَاحِدٌ، {مُدَّخَلًا} [النساء: 31]: يُدْخَلُونَ فِيهِ، {يَجْمَحُونَ} [التوبة: 57]: يُسْرِعُونَ، {وَالمُؤْتَفِكَاتِ} [التوبة: 70]: ائْتَفَكَتْ: انْقَلَبَتْ بِهَا الأَرْضُ ، {أَهْوَى} [النجم: 53]: أَلْقَاهُ فِي هُوَّةٍ، {عَدْنٍ} [التوبة: 72]: خُلْدٍ، عَدَنْتُ بِأَرْضٍ: أَيْ أَقَمْتُ، وَمِنْهُ: مَعْدِنٌ، وَيُقَالُ: فِي مَعْدِنِ صِدْقٍ، فِي مَنْبَتِ صِدْقٍ، {الخَوَالِفُ} [التوبة: 87]: الخَالِفُ الَّذِي خَلَفَنِي، فَقَعَدَ بَعْدِي، وَمِنْهُ يَخْلُفُهُ فِي الغَابِرِينَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ النِّسَاءُ مِنَ الخَالِفَةِ، وَإِنْ كَانَ جَمْعَ الذُّكُورِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُوجَدْ عَلَى تَقْدِيرِ جَمْعِهِ إلا حَرْفَانِ فَارِسٌ، وَفَوَارِسُ وَهَالِكٌ وَهَوَالِكُ، {الخَيْرَاتُ} [البقرة: 148]: وَاحِدُهَا خَيْرَةٌ وَهِيَ الفَوَاضِلُ (مُرْجَئُونَ): مُؤَخَّرُونَ، الشَّفَا: شَفِيرٌ، وَهُوَ حَدُّهُ، وَالجُرُفُ مَا تَجَرَّفَ مِنَ السُّيُولِ وَالأَوْدِيَةِ، {هَارٍ} [التوبة: 109]: هَائِرٍ، يُقَالُ: تَهَوَّرَتِ البِئْرُ إِذَا انْهَدَمَتْ، وَانْهَارَ مِثْلُهُ. {لَأَوَّاهٌ} [التوبة: 114]: "شَفَقًا، وَفَرَقًا، وَقَال الشَّاعِرُ:

    إِذَا قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ ... تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الحَزِينِ

    (باب) ساقط من نسخة ولم يذكر له ترجمة {وَلِيجَةً} أي: بطانة وإليه أشار بقوله: (كل شي أدخلته في شيء) أي: آخر. ({الشُّقَّةُ}) أي: (السفر). والمراد به: مسافته.

    (الخبال) أي: الفساد والخبال أيضًا (الموت) قيل صوابه: الموته بضم الميم وبهاء آخره: وهي نوع من الجنون والصرع. ({وَلَا تَفْتِنِّي}) أي: (لا توبخني) في نسخة: لا توهني بهاء ونون مشددتين من الوهن وهو الضعف {كرها} بفتح الكاف {وكرها} بضمها. (واحد) أي: في المعنى {مُدَّخَلًا} أي: موضعًا يدخلون فيه، أي: للتحصين. {يَجْمَحُونَ} أي: (يسرعون) في مشيهم. ({والمؤتفكات}) قرى قوم لوط وأشار إلى بيان وضعها بقوله: (أئتفكت) أي: القرى أي: (انقلبت بها الأرض). ثم استطرد فقال: {أهوى} في قوله في سورة النجم: {والمؤتفكة أهوى (53)} أي: (ألقاه في هوة) بضم الهاء أي: مكان عميق. ({عَدنٍ}) أي: (خلد) يقال: (عدنت بأرض أي: أقمت) بها وعدن بفتح الدال يعدن بضمها كنصر وينصر. ({الْخَوَالِفِ}) معناه: (الخالف) أي: المتخلف عن القوم قيل: الخوالف جمع خالفة كما ذكره بقوله: بعد. (ويجوز أن يكون النساء من المخالفة) لا جمع خالف إذ جمعه خالفون لا خوالف كما في قوله تعالى {فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ} [التوبة: 83] ويرد بمنع ذلك فإنه يجمع أيضًا علي خوالف كسابق وسوابق وداجن ودواجن، وكاهل وكواهل، وناكس ونواكس وبهذا علم بطلان الحصر في قوله: بعد. (وإن كان) أي: الخوالف (جمع الذكور فإنه لم يوجد علي تقدير جمعه إلا حرفان فارس وفوارس وهالك وهوالك). (الذي خلفني فقعد بعدي) تفسير للخالف.

    ({مُرْجَئُونَ}) أي: (مؤخرون) لأمر الله أي: ليقضي فيهم ما يشاء وهذا ساقط من نسخة: (الشفا) بفتح الشين والقصر في قوله: {شَفَا جُرُفٍ هَارٍ} [التوبة: 109] معناه: (الشفير وهو حدّه) أي: حرفه كما في نسخة. (والجرف) معناه (ما تجرف من السيول والأودية). ({هَارٍ}) أي: (هائر). ({لأواه}) أي: متأوه ومتضرع. (شفقًا وفرقًا) أي: لأجل الشفقة والفرق وهو الخوف. (وقال الشاعر) هو حجاش بن عائد بن محصن. (إذا ما قمت أرحلها بليل) بفتح الهمزة من رحلت الناقة أي: شددت الرحل عليها. (تأوه) أي: تتأوه بحذف إحدى التاءين (آهة الرجل الحزين) يريد ذلك الاحتجاج على أن أواه بالتشديد من التأوه وقوله: آهة بالمد ويروى بالقصر وتشديد الهاء من قولهم: آه، أي: ليس توجع.

    1 -

    باب قَوْلِهِ {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} التوبة:

    1]

    {أَذَانٌ} [التوبة: 3]: إِعْلامٌ وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: {أُذُنٌ} [التوبة: 61]: يُصَدِّقُ، {تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103]: وَنَحْوُهَا كَثِيرٌ، وَالزَّكَاةُ: الطَّاعَةُ وَالإِخْلاصُ، {لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [فصلت: 7]: لَا يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ (يُضَاهُونَ) يُشَبِّهُونَ.

    (باب توله: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)}) أي: بيان ما جاء في نزولها. {وأُذُنٌ} أي: (إعلام). ({أُذُنٌ}) أي: في قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} أي: يصدق كل من حدثه بشيء. (وقال ابن عباس: {لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} أي: (لا يشهدون أن لا إله إلا الله) وغيره أبقاه علي ظاهره وهو الظاهر وهذا مذكور في فصلت فذكره هنا استطرادًا. ({يضاهون}) أي: (يشبهون).

    4654 - حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَال: سَمِعْتُ البَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: "آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ: اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الكَلالةِ} [النساء: 176] وَآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَرَاءَةٌ.

    [انظر: 4364 - مسلم: 1618 - فتح: 8/ 316]

    (أبو الوليد) هو هشام بن عبد الملك. (عن أبي إسحاق) هو عمرو بن عبد الله السبيعي. (آخر آية نزلت) إلى آخره بشرحه في سورة البقرة (1).

    2 -

    باب قَوْلِهِ {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ

    (1) سبق برقم (4544) كتاب: التفسير، باب: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}.

    اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2)} [التوبة: 2]. {سيحوا} [التوبة: 2]: سِيرُوا. (باب قوله عزَّ وجلَّ: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2)}) أي: مزلهم ومعذبهم. ({فَسِيحُوا}) أي: سيروا هذا مذكور في نسخة عقب قوله: {فِي الْأَرْضِ}.

    4655 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَال: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَال: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَأَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَال: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ فِي تِلْكَ الحَجَّةِ فِي مُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ يَوْمَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بِمِنًى، أَنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، قَال حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ثُمَّ أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ، قَال أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَذَّنَ مَعَنَا عَلِيٌّ يَوْمَ النَّحْرِ فِي أَهْلِ مِنًى بِبَرَاءَةَ، وَأَنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.

    [انظر: 369 - مسلم: 1347 - فتح 8/ 317]

    (عقيل) أي: ابن خالد الأيلي.

    (أن يؤذن ببراءة) أي: ببعضها. ومرَّ الحديث في الصلاة، والحج وغيرهما (1).

    3 -

    باب قَوْلِهِ {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

    (3)} (1) سبق برقم (369) كتاب: الصلاة، باب: ما يستر العورة. وبرقم (1622) كتاب: الحج، باب: لا يطوف بالبيت عريان ولا يحج مشرك. وبرقم (3177) كتاب: الجزية والموادعة، باب: كيف ينبذ إلى أهل العهد.

    [التوبة: 3]، آذَنَهُمْ: أَعْلَمَهُمْ.

    (باب: قوله) عزَّ وجلَّ لفظ: (قوله عزَّ وجلَّ) ساقط من نسخة. {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} إلى {الْمُتَّقِينَ} ساق في نسخة الآية بتمامها.

    4656 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، قَال ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَال: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي تِلْكَ الحَجَّةِ فِي المُؤَذِّنِينَ، بَعَثَهُمْ يَوْمَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بِمِنًى، أَنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، قَال حُمَيْدٌ: ثُمَّ أَرْدَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ، قَال أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَذَّنَ مَعَنَا عَلِيٌّ فِي أَهْلِ مِنًى يَوْمَ النَّحْرِ بِبَرَاءَةَ، وَأَنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ.

    [انظر: 369 - مسلم: 1347 - فتح 8/ 317]

    (آذنهم) أي: أعملهم. ومرَّ حديث الباب والذي بعده بشرحهما في الحج (1).

    4 -

    بَابُ {إلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ المُشْرِكِينَ} التوبة:

    4]

    4657 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَعَثَهُ فِي الحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا قَبْلَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، فِي رَهْطٍ يُؤَذِّنُونَ فِي النَّاسِ: أَنْ لَا يَحُجَّنَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ فَكَانَ حُمَيْدٌ يَقُولُ: يَوْمُ النَّحْرِ يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ، مِنْ أَجْلِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

    [انظر: 369 - (1) سبق برقم (1622) كتاب: الحج، باب: لا يطوف بالبيت عريان ولا يحج مشرك.

    مسلم: 1347 - فتح 8/ 320]

    (إسحاق) أي: ابن منصور. (عن صالح) أي: ابن كيسان.

    5 -

    بَابُ {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ} التوبة:

    12]

    (باب قوله عزَّ وجلَّ: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ} بفتح همزة أيمان جمع: يمين، وقري بكسرها على أنه مصدر أمن.

    4658 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، قَال: كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ، فَقَال: مَا بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ هَذِهِ الآيَةِ إلا ثَلاثَةٌ، وَلَا مِنَ المُنَافِقِينَ إلا أَرْبَعَةٌ، فَقَال أَعْرَابِيٌّ: إِنَّكُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُخْبِرُونَا فَلَا نَدْرِي، فَمَا بَالُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَبْقُرُونَ بُيُوتَنَا وَيَسْرِقُونَ أَعْلاقَنَا؟ قَال: أُولَئِكَ الفُسَّاقُ، أَجَلْ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إلا أَرْبَعَةٌ، أَحَدُهُمْ شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَوْ شَرِبَ المَاءَ البَارِدَ لَمَا وَجَدَ بَرْدَهُ.

    [فتح: 8/ 322]

    (يحيى) أي: ابن سعيد القطان. (إسماعيل) أي: ابن أبي خالد.

    (هذه الآية) أي: أنه وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم. (إنكم أصحاب محمد) بنصب (أصحاب) بدل من الضمير في (إنكم) أو منادى حذفت منه الأداة. (تحبرونا) بسكون الحاء وكسر الباء مخففة، وبفتح الخاء وكسر الباء مشددة وبحذف نون الرفع على لغة، وفي نسخة: تحبروننا بثبوت النون علي الأصل. (يبقرون) بفتح التحتية وسكون الموحدة وضم القاف، وبضم التحتية وفتح الموحدة وكسر القاف مشددة، أي: يفتحون. (أعلاقنا) بمهملة جمع علق أي: نفائس أموالنا.

    (لما وجد برده) أي: لذهاب شهوته، وفساد معدته.

    6 -

    بَابُ قَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} التوبة:

    34]

    (باب) ساقط من نسخة. (قوله: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} أي: مكنوزاتهما. ({فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}) أي: مؤلم.

    4659 - حَدَّثَنَا الحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ قَال: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ.

    [انظر: 2371 - مسلم: 987 - فتح 8/ 322]

    (شعيب) أي: ابن أبي حمزة. (أبو الزناد) هو عبد الله بن ذكوان.

    (أن عبد الرحمن) أي: ابن هرمز.

    (شجاعًا أقرع) أي: ثعبانًا تمعط شعر رأسه؛ لكثرة السم وطول العمر. ومرَّ الحديث في الزكاة في باب: إثم مانع الزكاة (1).

    4660 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَال: مَرَرْتُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ فَقُلْتُ: مَا أَنْزَلَكَ بِهَذِهِ الأَرْضِ؟ قَال: كُنَّا بِالشَّأْمِ فَقَرَأْتُ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ، وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: 34] قَال مُعَاويَةُ: مَا هَذِهِ فِينَا، مَا هَذِهِ إلا فِي أَهْلِ الكِتَابِ، قَال: قُلْتُ: إِنَّهَا لَفِينَا وَفِيهِمْ.

    [انظر: 1406 - فتح 8/ 322]

    (جرير) أي: ابن عبد الحميد. (عن حصين) أي: ابن عبد الرحمن. (عن أبي ذر) هو جندب بن جنادة.

    (بالربذة) موضع قريب من المدينة. (قال معاوية) أي: ابن أبي (1) سبق برقم (1403) كتاب: الزكاة، باب: إثم مانع الزكاة.

    سفيان. (ما هذه) أي: نزلت (إنها لفينا وفيهم) أي: نزلت، ومرَّ الحديث في الزكاة في باب: ما أدى زكاته فليس بكنز (1)

    7 -

    بَابُ قَوْلِهِ: {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ، هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} التوبة:

    35]

    (باب) ساقط من نسخة. (قوله عزَّ وجلَّ: {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} أي: جزاء الذي كنتم تكنزون، وفي نسخة، بدل (جباههم) إلى آخر الآية.

    4661 - وَقَال أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَال: خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1