الجوع والمجاعات
()
About this ebook
Related to الجوع والمجاعات
Related ebooks
على ضفاف النيل: في عصر الفراعنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمختصر حضارات العالم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمهد العرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبنت قُسطنطين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالنكبات: خلاصة تاريخ سورية منذ العهد الأول بعد الطوفان إلى عهد الجمهورية بلبنان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعبقري الإصلاح والتعليم: الإمام محمد عبده Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsما هي النهضة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأثر العرب في الحضارة الأوربية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتكوين مصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعجايب الآثار في التراجم والأخبار (الجزء الرابع) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكشف المُخبَّا عن فنون أوربا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقلب العراق رحلات وتاريخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبرنارد شو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسالة من الزمن القادم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الأول) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكلمات واشارات، الجزئين الأول والثاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمروج الذهب ومعادن الجوهر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحرب المياه على ضفاف النيل: حلم إسرائيلي يتحقق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآراء حرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجولة في ربوع الدنيا الجديدة: بين مصر والأمريكتين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمصر أصل الحضارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsSeparation: East Africa Through Arab Eyes Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsابن تيمية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوادي النطرون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحقيقة اللبنانية: خواطر وأحاديث Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبرنس في باريس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأبطال مصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة الحضارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعقد الثمين في محاسن أخبار بدائع وآثار الأقدمين من المصريين Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for الجوع والمجاعات
0 ratings0 reviews
Book preview
الجوع والمجاعات - أنطون الجميِّل
إهداء
على ذكر المجاعة في سوريا ولبنان سنة ١٩١٦
إلى رؤساء الطوائف الأجِلَّاء الذين شملوا مشروع الإعانة برعايتهم.
إلى أعضاء اللجان في مصر والخارج الذين نهضوا متكاتفين للعمل.
إلى المتبرعين بالدينار أو بالدرهم الذين جادوا عن كرم وسخاء.
أقدم هذا البحث الأدبي التاريخي إقرارًا بفضلهم ومروءتهم، في هذه النكبة المؤلمة.
الجميِّل
الجوع والمجاعات
كثيرًا ما قلتَ يا سيدي، وقد أبطأ غداؤك، أو تأخر عشاؤك: «أكاد أموت جوعًا!»
بل كثيرًا ما قلتِ يا سيدتي، وقد عدتِ من زيارة لصديقتك، أو رجعتِ من نزهة شحذ هواؤها معدتك: «أموت جوعًا!»
وقاكم الله ذلك!
قلتم وتقولون مثل هذا القول يا سادة، وإنْ هو إلا من قبيل المجاز؛ فإن «موتنا جوعًا» في مثل الأحوال التي ذكرتُ ليس إلا كناية عن توافر الشهية للطعام والشراب، وزيادة قابلية المعدة للتلذذ بشهي المأكولات وطيب الألوان.
الجوع في الحقيقة وفي المجاز
مرَّت مركبة إحدى السيدات الموسرات بكوخٍ حقير فيه امرأة ناحلة شاحبة، وحولها أطفالها، بأسمالهم البالية، يتضورون جوعًا، ويرتعشون بردًا، فأسرعت السيدة إلى قصرها، وأصدرت أمرها إلى أحد أتباعها، أن يجمع ما يلزم من الزاد والملابس، فيحمله إلى ذلك الكوخ. ثم دخلت مخدعها، وقد أُشعل فيه الموقد وأُحضر الشاي وأطباق الحلواء، فأكلت هنيئًا، وسرى الدفء في جسمها، فقرعت الجرس، وقالت للخادم: «لا حاجة إلى حمل الزاد والملابس إلى حيث أشرتُ؛ فقد دفئ الجو وسكن الجوع.»
دفئتْ فظنت المقرورين قد دفئوا، وشبعت فتوهمت الجياع قد شبعوا.
وكان أحد الأغنياء عائدًا في موعد العشاء إلى منزله؛ حيث كانت تنتظره المآكل الطيبة، ولم يكن على شيء من الشهية بعد ما أصاب في الغداء من المأكل والمشرب، فاعترضه فقير متكفف، وطلب إليه الإحسان قائلًا: «أنا جائع، يا سيدي!» فهز الغني كتفيه، وقال في نفسه: «قاتله الله، هو يشعر بالجوع ويشكو.»
هكذا أكثرُنا يفهم الجوع — أعني الجوع في طوره الأول حين لا يتعدى الحاجة التي نشعر بها لتناول الطعام، أو عندما تطول هذه الحالة ولا نلبي شهيتنا، فنشعر ببعض انزعاج، فيقول الواحد منا على سبيل المزاح: «غنت عصافير بطني.»
أما في الواقع، فمن منكم يدري ما هو الجوع في معناه الحقيقي لا المجازي؟ من منكم يعرف الجوع الذي يمزق الأمعاء تمزيقًا، فلا تغني عصافير البطن، بل تنهش أنياب السغب الأحشاء نهشًا؟
كلكم يجهله، وعسى أن لا تعرفوه إلا اسمًا.
أما في سوريا ولبنان، فقد