Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس
إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس
إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس
Ebook806 pages6 hours

إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس للمؤلف عبد الرحمن بن زيدان العلوي تتكون هذه الموسوعة من 5 أجزاء تتحدث عن "مكناسة الزيتون" و من حل بها من أفذاذ الرجال وفطاحلة العلماء وأخيار الصلحاء.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateSep 26, 1903
ISBN9786458859902
إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس

Related to إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس

Related ebooks

Reviews for إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس - ابن زيدان

    الغلاف

    إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس

    الجزء 2

    ابن زيدان

    1365

    كتاب إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس للمؤلف عبد الرحمن بن زيدان العلوي تتكون هذه الموسوعة من 5 أجزاء تتحدث عن مكناسة الزيتون و من حل بها من أفذاذ الرجال وفطاحلة العلماء وأخيار الصلحاء.

    أحمد أبو العباس ابن الحاج عبد القادر بن علال

    العرائشي المكناسي النشأة والدار والإقبار

    حاله: له معرفة بالفقه والنحو والفرائض، ومهارة تامة في الحساب والتوقيت والتعديل، ومعرفة الطوالع وأحكام النجوم والأوفاق والرمل، تولى خطة الكتابة مع شيخه العلامة الحاج المختار ابن عبد الله، ثم الأمانة على أمراس خزن الحبوب والزيوت المولوية التي تجبى من أعشار الإيالة المغربية ثم الكتابة مع محتسب مكناس الحاج محمد بن العربي أجانا، ثم انسلخ عن ذلك كله وأقبل على تدريس الحساب والتوقيت والتعديل، ودرس القلصادي، ومنية ابن غازي، والمقنع وروضة الأزهار، وعمل الربع المجيب، والرسالة الستينية في الضرب، والقسمة، وتسهيل المطالب، ومنهاج ابن البنا، وابن العاشر، والجرومية، والألفية وغير ذلك فنفع الله به أقواماً .مشيخته: أخذ عن العلامة الحاج المختار مختصر خليل والألفية، وعلى غيره ممن هو في طبقته من أعلام وقته، وأخذ التعديل والحساب والتوقيت وغير ذلك عن موقت مكناس السيد الجيلالي الرَّحالي، وعن ميقاتي فاس السيد إدريس الحبابي، وبه كان كامل انتفاعه .الآخذون عنه: أخذ عنه الأستاذ المعدل أبو محمد عبد القادر بن المعطي دعى الصبيع بالتصغير، والوجيه الميقاتي الطالب العلمي بن رحال والعدل الفقيه أبو علي الحسن المنوني، والطالب مصطفى بن موسى وخلق .وفاته: توفي رحمه الله في ذي الحجة عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف ودفن بالزاوية الناصرية من الحضرة المكناسية.

    أحمد بن الطالب بن سودة المَرِّي

    قاضيها أبو العباس، وسودة بفتح السين وسكون الواو كما في شرح القاموس، وضم السين هو الجاري على الألسنة .حاله: كان أعجوبة الدهر، وفريد العصر، فقيهاً مشاركاً بحراً لا يدرك له ساحل، جبلاً راسخاً في العلم والإتقان والتحرير والتحبير، عزيز المماثل، فارس مقدمة الفنون، محيط بعنوان تراجمها وأبواب وأسرار سرها المصون، عارفاً بمعانيها وبديع محاسنها مع بيان ما انطوت عليه من فصيح الكلام وبليغه، من غير تنافر ولا مخالفة قياس في تأديته وتبليغه، حسن الإلقاء والتعبير، لا تكدر قاموس إملاءاته دلاء الباحثين، جهبذ حلاحل، بعيد الشأو في تحرير عويص المسائل .تولى نيابة قضاء مكناسة الزيتون بطلب من أخيه قاضيها أبي عيسى المهدي حسبما وقفت على جواب الوزير إذ ذاك للقاضي المذكور بإسعاف رغبته ونصه بعد الحمدلة :'محبنا الأرضى، العلامة الأحظى، السيد المهدي بن سودة، سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته عن خير مولانا نصره الله، وبعد: فقد أنهينا لمولانا أيده الله ما ذكرت لنا في شأن ما أردت من إستنابة أخيك الفقيه السيد أحمد فيما يكون من الدعاوى الصغار، فأذن لك في ذلك أثمر الله غرسه والسلام، في رابع رجب الفرد عام خمسة وسبعين ومائتين وألف محمد الصفار وفقه الله' .ثم تولى خطة القضاء بآزمور مؤقتاً عام خمسة وثمانين ومائتين وألف على عهد السلطان سيدي محمد، ودونك نص ظهير توليته بعد الحَمْدَلة والصلاة والطابع السلطاني المحمدي :'أحباؤنا أهل آزمور كافة أعانكم الله وسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد: فإننا قلدنا الفقيه السيد أحمد بن سودة خطة القضاء بذلك الثغر السعيد على سبيل قضاء الحاجة مدة محدودة، وأياماً معدودة، وأمرناه بفصل الخصوم، ومطالعة الرسوم، والحكم بمشهور مذهب الإمام مالك، أو بما به العمل سالكاً في ذلك أوضح المسالك، فعليه بتقوى الله العظيم ومراقبته، في سره وعلانية، وعليكم بالسمع والطاعة، وتنفيذ جهده قدر الاستطاعة، والله ولي التوفيق، والهادي إلى سواء الطريق، والسلام في متمم رجب الفرد عام خمسة وثمانين ومائتين وألف' .ثم طلب الإعفاء بواسطة الحاجب السلطاني إذ ذاك موسى بن أحمد فأسعف السلطان رغبته، وقفت على جواب الحاجب المذكور له عن طلبه ولفظه بعد الحمدلة والصلاة :'محبنا الفقيه العلامة القاضي أبا العباس سيدي أحمد بن الطالب بن سودة سلام عليكم ورحمة الله عن خير مولانا نصره الله، وبعد: فقد وصلنا كتابك مجدداً العهد بنا وسائلاً عن أحوالنا، فأنا سائل عنك كذلك ونطلب الله أن يسلك بنا وبكم أحسن المسالك، وعلمنا أنك تتشفع لنا بمولانا نصره الله في نقدك مما كلفت به لأنك أتيت على الأمر المحدود وطالباً أن تكون من العلماء الناشرين للعلم بالقرويين إذ هو الأسلم لدينك والأزكى لدنياك، ومستغيثاً أن تحشر في زمرة ورثة الأنبياء لا زمرة القضاة، فقد أنهينا ذلك لمولانا نصره الله ويسر الله في قضاء الغرض، وكتب مولانا أيده الله لنجله وخليفته الأسعد مولانا الحسن حفظه الله بأن ينظر من مراكش فقيهاً يصلح للغرض المذكور، وقد توجه له كتاب سيدنا أعزه الله بذلك وعلى محبتكم وطالب صالح دعائكم، والسلام في رابع قعدة عام 1285، موسى بن أحمد لطف الله به' .ثم عين في جملة من عين من الأعلام للتوجه لطنجة بقصد فصل قضايا الأجانب مع الأهالي .ثم في سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف ولي قضاء ثغر طنجة في ثاني ربيع الثاني حسبما يظهر توليته ودونك لفظه :الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ثم الطابع السلطاني الشريف بداخله الحسن بن محمد وليه ومولاه :يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره، وجعل فيما يرضيه سبحانه لفه ونشره، أننا بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته، ولينا خطة القضاء بثغر طنجة المحروس بعناية الله الفقيه الأجل الأرضى السيد أحمد بن سودة لما علمناه فيه من الجد والتحري والوقوف في حقوق العباد، وإتباع طريق الرشاد، وأسندنا له النظر في فصل الخصوم، وتصفح الرسوم والحكم بمشهور مذهب الإمام مالك، رضي الله عنه أو ما به العمل، فنعهد إليه أن يراقب الله تعالى في ذلك، وأن يسلك فيه أحسن المسالك، وأن يقوم بأمره في حق المشروف والشريف، والقوي والضعيف، فنسأل الله أن يسدده ويوفقه لما فيه رضاه أمين، والسلام في ثاني ربيع الثاني عام 1292' .ثم في ثالث قعدة الحرام عام ثلاثة وتسعين - بتقديم المثناة على السين - ومائتين وألف أسند إليه النظر في جميع القبائل المضافة لطنجة وفوض له في قضاة باديتها بالتولية والعزل، ودونك نص الظهير الصادر له بذلك :الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه، ثم الطابع الشريف بداخله الحسن بن محمد بن عبد الرحمن، الله وليه وبدائرته :

    ومن تكن برسول الله نصرته ........ إن تلقه الأسد في آجامها تجم

    من يعتصم بك يا خير الورى شرفاً ........ الله حافظه من كل منتقم

    يتعرف من كتابنا هذا أسمى الله قدره، وأعز أمره، وجعل فيما يرضيه سبحانه لفه ونشره، أننا بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته .ولينا الفقيه السيد أحمد بن الطالب بن سودة خطة القضاء بطنجة حرسها الله وبجميع القبائل المضافة إليها المحسوبة من عمالتها، وأذنا له في تصفح الرسوم، والفصل بين الخصوم، والحكم من مذهب الإمام مالك بالمشهور أو ما به العمل عند الجمهور .وفي تفقد أحوال قضاة بادية العمالة المذكورة، وعزل من لم يصلح منهم، وتولية من يصلح فعليه بتقوى الله ومراقبته، والتحري جهد استطاعته، وليتذكر ما ورد في حق أهل العدل من الوعد بالثواب والجنة، وفي حق أهل الجور من الوعيد بالعقاب والمحنة، وقوله عليه الصلاة والسلام قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة، ويعلم أن الله تعالى يراه، وأن جميع أحكامه تعرض عليه في أخراه، ونطلب الله أن يسدده ويوفقه لما يحبه ويرضاه .والسلام في 3 ثالث قعدة الحرام عام 1293 .ثم ولي قضاء مكناسة الزيتون والخطابة بجامع قصبتها السلطانية عام أربعة وتسعين ومائتين وألف، وفق ما بظهير توليته ونصه بعد الحَمْدَلة والصلاة والطابع السلطاني الحسني :يعلم من كتابنا هذا الراقي في أوج اليمن والسعادة قدره، النافذ بعزة الله في البسيطة نهيه وأمره، أننا بقوة الله وحوله، ومنته وطوله، ولينا الفقيه الأرضى السيد أحمد بن الطالب بن سودة خطة القضاء بمكناسة الزيتون وزهون، وأذنا له في تصفح الرسوم، وفصل الخصوم، والحكم بينهم من مذهب الإمام مالك بالمشهور، أو بما جرى به العمل عند الجمهور فعليه بتقوى الله ومراقبته، والتحري جهد استطاعته، وليتذكر وعداً منجزاً ووعيداً، {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً}، ويعلم أن الله تعالى سائله عما حكم به وقضاه، وأنفذه وأمضاه، {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}، ونطلب الله تعالى أن يوفقه لما يحبه ويرضاه .والسلام في عاشر رمضان عام أربعة وتسعين ومائتين وألف .وأسند له تولية النظر في محاسبة نظار جبل زرهون ومكناس وقفت على إقرار السلطان المولى عبد العزيز له على ذلك، ودونك لفظه بعد الحَمْدَلة والصلاة والطابع السلطاني :أقررنا بحول الله وقوته ماسكه الفقيه الأرضى القاضي السيد أحمد بن سودة على ما تضمنه كتاب سيدنا المقدس الذي بيده من الإذن له في محاسبة كافة نظار مساجد مداشر زرهون على نسق محاسبته مساجد مكناس ومسطرتها عندهم إقراراً تاماً، وفي خامس عشري صفر الخير عام اثني عشرة وثلاثمائة وألف .كما كان تولى قبل ذلك الخطابة بضريح الإمام الأشهر، مولانا إدريس الأزهر، وبقيت بيده إلى أن لبى داعي مولاه ثم صارت لولده من بعده إلى الحين الحالي .ورحل المترجم إلى الحج عام سبعة وستين ومائتين وألف على عهد السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام في رفقة أنجاله المذكورين في ترجمة أخيه القاضي أبي عيسى المهدي رحمه الله فحج وزار، ولقي فطاحل مشايخ تلك الديار، ودخل مصر والإسكندرية وتونس وأفاد واستفاد .مشيخته: أخذ بفاس عن أخويه الحاج المهدي، والحاج عمر، وعن الشيخ الطالب بن الحاج، والقاضي ابن كيران، والشيخ بدر الدين الحَمُّومي والفقيه الكردودي، والفقيه ابن عبد الرحمن، وسيدي عبد السلام بو غالب وغيرهم .وبمكة عن الحافظ العارف أبي عبد الله محمد بن علي السنوسي الجغبوبي الطرابلسي .وبالإسكندرية عن الشيخ مصطفى بن محمد الكبابطي الجزائري المتوفى بالإسكندرية سنة ثمان وستين ومائتين وألف .وبتونس الشيخ محمد بن أحمد النيفر وأجازه الثلاثة الأخيرون عامة وغيرهم .الآخذون عنه: أخذ عنه جل بل كل شيوخ العلم بمحروسة فاس ومكناس وغيرهما من بلاد المغرب كشيخنا أبي عيسى المهدي الوزاني العمراني مفتي الديار الفاسية، وشيخنا العلامة أبي العباس أحمد بن المأمون الشريف البلغيثي قاضي مكناسة الحالي، وشيخنا الناقد الخبير أبي العباس أحمد بن الجيلالي الفيلالي الأمغاري ومن في طبقاتهم، وشيخنا العلامة أبي عبد الله محمد بن عبد السلام الشريف الطاهري المكناسي قاضي مكناسة سابقاً انتفع به كثيراً، وكان يخصه بدروس بداره كما أخبرني لذاك قدس الله ثراه شفاهياً، وشيخنا الفقيه العلامة السيد الحاج المختار بن عبد الله، وحبنا المعقولي الناظم الناثر الغالي بن المكي السنتيسي، وشيخنا أبي عبد الله محمد بن الحسين العرائشي، ووالدنا روح الله روحه، وخلق .تآليفه: منها حاشية على صحيح البخاري حكى لي غير واحد من شيوخي أنها في أعلى طبقة من النفاسة والتحرير، وتحرير المقال، وشرح على الشمائل، وحاشية على المنطق لم تكمل، وشرح على الهمزية إلى قوله ليته خصني برؤية وجه، وختمته لصحيح البخاري وغير ذلك .ومن بديع ما وقفت عليه من استنباطاته ما نقلته من خطه على هامش رحلة العياشي لما تكلم على تاريخ أخذ السلطان سليم مصر: قد رام بعض الناس استخراج دولة سيدنا ومولانا وإمامنا المنعم علينا بكل طارف وتليد مولانا الحسن أبقى الله فخره وعلاه، من حديث: (لا تزال طائفة من أمتي ). .. إلخ فاستخرج من ذلك ما تمجه الأسماع، ففكرت في ذلك فألفيت على طائفة من أمتي هو عدد دولة الحسن ابني وبنيه بعد فانتظم الحديث هكذا: لا تزال دولة الحسن ابني وبنيه بعد ظاهرين على الحق. .. إلخ، ولما أطلعته أعزه الله ونصره على ذلك أثابني عليه بعطية سنية لها بال، كثر الله خيره وأدام عزه ونصره ومتعني والمسلمين بطول حياته آمين، وذلك في شوال عام 1305 .ومن مفاداته أيضاً الدالة على عنايته بالتقييد ما لفظه ومن خطه نقلت :الحمد لله الذي استقر عليه عمل سيدنا ومولانا أمير المؤمنين، مدة تنيف على العشر سنين، في سرده لصحيح الإمام البخاري في الثلاثة الأشهر أنه يقرأه في ستة وثلاثين نصاباً، وبيان أول كل نصاب هكذا، 1 بدء الوحي 2 الوضوء 3 التيمم 4 المواقيت 5 الصف الأول 6 أبواب العيدين 7 فضل الصلاة بمسجد مكة 8 الزكاة 9 سقاية الحاج 10 فضائل المدينة 11 يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا 12 كتاب الشرك 13 الهبة للولد 14 وابتلوا اليتامى 15 الجهاد بإذن الأبوين 16 بدء الخلق 17 ولقد آتينا لقمان الحكمة 18 مناقب عثمان 19 هجرة النبي صلى الله عليه وسلم 20 غزوة الحديبية 21 حديث كعب بن مالك 22 سورة الأنعام 23 سورة لقمان 24 سورة والشمس وضحاها 25 قو أنفسكم وأهليكم ناراً 26 وهزي إليك بجذع النخلة 27 الرقي بالقرآن 28 الأدب 29 أحب الأسماء إلى الله 30 الوضوء عند الدعاء 31 الأيمان والنذور 32 فمن لم يستطع منكم طولاً 33 تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح 34 كتاب التمني 35 عالم الغيب والشهادة 36 والله خلقكم وما تعلمون .ولادته: وجدت بخطه أنه ولد ليلة الثلاثاء تاسع عشري رجب عام واحد وأربعين ومائتين وألف :وفاته: في فاس عن خطته إثر شروق شمس صبيحة يوم الجمعة في الساعة السابعة عاشر رجب عام واحد وعشرون وثلاثمائة وألف، ودفن بعد العصر من يومه بزاوية الشرادي قبالة درب الدرج من فاس.

    أحمد بن إدريس الخطابي أبو العباس المرابط الزرهوني

    من زاوية مولانا إدريس .حاله : فقيه ماجد ، تولى نيابة القضاء بزاوية زرهون عن أبي عباس بن سودة المترجم قبله يليه واستمر على نيابته إلى أن توفي عنها .مشيخته : أخذ عن جمع من شيوخ فاس ، وسمع البخاري على العلامة سيدي الفضل الحسني الشبيهي بزرهون .وفاته : توفي ببلدة ليلة يوم الأربعاء الخامس أو السادس من جمادى الثانية عام ثلاثة وعشرين وثلاثمائة وألف .

    أحمد بن الفاطمي بن محمد بن محمد بن النقيب

    مولاي عبد القادر الشريف الإدريسي الشبيهي

    من زاوية زرهون .حاله: نشأ في عفاف وصيانة، ومهر في علم الحساب، وله معرفة بالهيئة والتعديل والتنجيم والجدول والأسماء حسبما ذلك بخط ولده المولى محمد، تولى رياسة فن الحساب في وقته، وأكب في آخر عمره على العبادة والتلاوة والأذكار، والتهجد في الأسحار، والاعتكاف وملازمة الزاوية الدرقاوية والمسجد الجامع ولم يزل على ذلك إلى أن لبى داعي مولاه .مشيخته: أخذ عن الشيخ عبد الله بن الخياط العطار شهر بـ 'اسى الخياط' وعن الإمام النظار شيخ الجماعة بفاس سيدي محمد بن عبد الرحمن الفيلالي الحجرتي، وأبي العباس أحمد بن محمد المرنيسي، وسيدي أحمد بناني، وسيدي عبد السلام بو غالب، وسيدي محمد بن حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي ومن في طبقتهم من شيوخ فاس وقاداته، وكان يحضر دروس أخيه العلامة مولاي الفضيل، وأخذ الطريقة الدرقاوية عن سيدي مالك بن خدة دفين الزاوية .الآخذون عنه: أخذ عنه علم الحساب ولده سيدي محمد، وجماعة من طلبة الزاوية الإدريسية .ولادته: كانت ولادته قبل ولادة أخيه سيدي الفضيل بثلاثة أعوام، وذلك أواسط العشرة الخامسة من المائة الثالثة بعد الألف .وفاته: توفي رحمه الله بفاس القرويين سادس عشري قعدة الحرام عام أربعة وعشرين وثلاثمائة وألف، ودفن بروضة بنونة بسيدي علي بو غالب، رضي الله عنه وأرضاه.

    أحمد بن محمد بن عزوز أبو العباس

    حاله : كان فقيهاً وجيهاً عدلاً مبرزاً موثقاً فرضياً حيسوبياً ماهراً ، له معرفة حسنة بالنوازل ، ويحفظ التحفة ولامية الزقاق حفظاً متقناً ، من أجل الناس وأتقاهم ، يقصده وجهاء بلده وغيرهم في مهمات إشهاداتهم .مشيخته : أخذ عن السيد الحاج المهدي بن سودة ، وأخيه الحاج أحمد ، والحاج مبارك ، وابن الجيلالي السقاط ، والمفضل بن عزوز ، والسيد المختار الأجراوي ومن في طبقتهم من جلة الشيوخ .وفاته : توفي في ربيع الثاني عام ثلاثة وعشرون وثلاثمائة وألف ودفن بالزاوية الجيلالية من بلدة مكناسة الزيتون .

    أحمد بن شيخ الجماعة في وقته بمكناس

    السيد مبارك بن عبد الله السلجلماسي

    حاله: كان فقيهاً عالماً نحريراً أستاذاً، رحل إلى درعة واستوطنها واستفاد فيها وأفاد .مشيخته: أخذ عن والده وغيره ممن في طبقته من الشيوخ، يروي عن والده دلائل الخيرات، وهو يرويه عن أبي حفص عمر بن المكي الشرقاوي عن شمهروش الجني، عن مؤلفه ابن سليمان وبالسند إلى شمهروش عن النبي صلى الله عليه وسلم يروي: اللهم صل وسلم على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين، وأن مرة واحدة منها تعدل بستمائة فدية من النار. انتهى. أجاز له والده عامة .الآخذون عنه: منهم صديقنا المؤرخ الناقد السيد عبد الحفيظ بن الطاهر الفاسي أنه أجازه عامة .وفاته توفي بدرعة عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف.

    أحمد بن الحاج رحال البخاري

    حاله : لين العريكة رقيق الطبع حسن الخلق والخلق مزحه جد مشتغل بما يعنيه عدل رضي وجيه نزيه ، حيي نبيه فقيه ، مجود تال ذاكر خاشع ناسك ، محب في آل بيت الرسول ، لا يفارق نبهاء أعيانهم حتى كان يعتقد من لا يعرفه أنه شريف النسبة ، تولى خطة العدالة عام سبعين ومائتين وألف وكان يقرئ الصبيان ، وينوب عن أمين أمناء الحضرة المولوية المكناسية السيد بوعزة بن العربي الفشار في خطة أبي المواريث وغيرها ، نسخ بخط يده كتاباً عديدة ، وكان له إلمام بالحساب والتوقيت ، أخبرني ولده العدل الرضي السيد العلمي أنه أخبره أنهم من ذرية ولي الله سيدي عبد القادر المدعو بوالكرينات - بالكاف المعقودة دفين دار أم السلطان وأحاله في رفع نسبهم إليه على عمه شقيق المترجم الأستاذ السيد عياد ، ومع الأسف فإنه لم يلق بالاً للسؤال عن ذلك ، وفات استدراك تحقيق ذلك بموت الوالد وشقيقه .مشيخته : أخذ عن شيخ جماعة القراء في وقته بالحضرة المكناسية الأستاذ السيد اليزيد والعدل البركة السيد ابن يشو البخاري وغيرهم .الآخذون عنه : منهم ابن عمنا العلامة الأصيل مولاي إدريس بن السلطان مولانا سليمان المترجم فيما يأتي كان يكتب له كل يوم نصف حزب من القرآن في لوحه ويكرر معه كذلك خمسة أحزاب مياومة بضريح سيدي محمد الغماري المترجم في المحمدين .وفاته : توفي أواخر شوال الأبرك سنة تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف ودفن بوسعة ضريح سيدي عمرو الحصيني رضي الله عنه .

    أحمد بن محمد بن المأمون بن هشام بن محمد

    أحمد بن محمد بن المأمون بن هشام بن محمد بن عبد الله بن فخر الملوك وجد سلاطين المغرب المولى إسماعيلحاله : كان وجيهاً نبيهاً حيياً أريحياً تالياً لكتاب الله ذا تؤدة وصوت حسن مائلاً إلى الأدب ماهراً في الحساب ومعرفة أحكام الزناتي والرمل والجدول ومخالطة فن التنجيم .مشيخته : أخذ عن شيوخنا الجلة منهم السيد محمد القصري ، والسيد محمد بن الهادي الفيلالي ، وسيدي حسن بن اليزيد وشيخنا العرائشي ، وعن السيد فضول العرائشي موقت مسجد الضريح العلمي وغيرهم .وفاته : توفي رحمه الله عام ثلاثين وثلاثمائة وألف ودفن بالضريح الإسماعيلي .

    أحمد بن الجيلالي الطَّهَاري

    من أهل الزاوية الإدريسية .حاله : كان فقيهاً عدلاً تولى نيابة القضاء ببلده مرتين ثم أعفى ومات فجأة وذلك أنه صبيحة يوم وفاته خرج للتفسح مع عياله في بستان له بضواحي الزاوية وظل به مع أهله في أنس ونشاط وبعد أن تناول الغذاء معهم تقدمهم في الرجوع لمنزله فأدركته منيته في الطريق فمات من حينه قبل وصوله لمنزله .وفاته : توفي عشية يوم الخميس سادس عشري رجب عام ثلاثة وثلاثين وثلاثمائة وألف .

    أحمد بن القائد محمد الشاذلي البخاري

    حاله : كان فقيهاً حيسوبياً ماهراً متضلعاً في جميع أنواعه وله إلمام تام بمهمات فن الهندسة وجهه السلطان سيدي محمد لقراءة الفنون المذكورة بحاضرة فاس .مشيخته : أخذ عن الولي أحمد الصويري المتوفى بمراكش عام ثمانية عشر وثلاثمائة وألف وعمن في طبقته من المتضلعين المشار لهم في الفن .الآخذون عنه : منهم السيد محمد بن المدني المكلف في دور الدولة العزيزية بخزائن العدة والسيد محمد الرجراجي وغيرهما .وفاته : توفي عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف بالحضرة المكناسية .

    أحمد بن العالم - اسماً - ابن عبد الله الشريف القادري

    الرباطي النشأة والدار والوفاة .حاله : كان علامة نقاداً أديباً نزيهاً وقوراً حيياً متواضعاً ذا سكينة وتؤدة بساماً في وجوه الطلبة ، صدر لخطة الشهادة أواخر المائة الثالثة عشرة ، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي ، وكان من ذوي الوجاهة التامة مبجلاً عند سائر قضاة بلده وحكامها وكافة أهاليها واستخدم خدمات سلطانية في بعض البلدان كطنجة والعرائش والحديدية ومراكش ومكناسة الزيتون وكانت خدمته بمكناسة أواخر الدولة العزيزية ورحل لحج بيت الله الحرام ، وزيارة روضة الحبيب الأعظم عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ، أواخر هذه المائة .مشيخته : أخذ عن شيخ الجماعة برباط الفتح أبي إسحاق السيد إبراهيم التادلي المتوفى بعد غروب يوم الخميس لسبع عشرة خلت من ذي الحجة عام أحد عشر وثلاثمائة وألف ، ودفن بمحل درسه من دار سكناه رحمه الله تعالى ورضي عنه لازمه في كثير من دروسه الفقهية والحديثية والعربية ، وأخذ عن الفقيه المفتي السيد الجيلالي بن إبراهيم الرباطي المتوفى في أواسط جمادى الأولى عام ستة وثلاثين وثلاثمائة وألف ، وعن الفقيه الصوفي العلامة الشهير السيد الحاج عمر عاشور المتوفى في ذي الحجة عام أربعة عشر وثلاثمائة وألف ، وعن العلامة الأجل القاضي السيد علي دنية الرباطي المتوفى عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف .تآليفه : منها شرح على المرشد المعين من مطولات الشروح أكثر فيه من النقول .وفاته : توفي رحمه الله أواخر عام سبعة وثلاثين وثلاثمائة وألف ، ودفن بزاويتهم القادرية من رباط الفتح ، أفادني بجميع ما ذكر عنه بلديه العلامة النظار أبو حامد المكي البطاوري مكاتبه .

    أحمد بن الصديق المعروف بالتواتي

    نسبه لتوات البلدة الشهيرة الشريف الحسني العلوي .حاله : شاب نشأ في عبادة الله عالي الهمة ذو نفس أبية ، وأخلاق نبوية مصطفية ، فقيه نبيه ، علامة مشارك وجيه نزيه ، ذو مروءة وديانة ، وعفة وصيانة ، رحل إلى الحج عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف ، وهاجر لمدينة جده عليه الصلاة وأزكى التسليم ، وطاب له بها المثوى ، ودرس بمسجدها النبوي وأفاد واستفاد ، لقيته أيام رحلتي لتلك الديار المشرفة وكان لي خير رفيق ، وأجل صديق ، مدة مقامي بالمدينة المنورة على مشرفها أفضل صلاة وأزكى سلام ما فارقني ولا فارقته مدة من ثلاثة أشهر كملاً .مشيخته : أخذ بمكناسة عن علمائها الجلة كشيخنا العرائشي ، وشيخنا السوسي ، وسيدي محمد الشبيهي وغيرهم .وبفاس عن شيخنا العلامة الناسك السيد الفاطمي الشرادي حفظه الله وغيره .وبالمدينة المنورة عن عالمها ومسندها شيخنا السيد أحمد البرزنجي ، وعن شيخنا البركة القدوة سيدي محمد بن جعفر الكتاني أبقى الله وجوده ، والعلامة المحدث المفسر شيخنا الشيخ توفيق الأيوبي الأنصاري الشامي ، وعن صديقنا العلامة المفضال الشيخ عمر حمدان المحيرثي التونسي ، وخلنا الشيخ الزاهد الناسك المعقولي عبد الباقي الهندي وغيرهم من فطاحل أهل العلم الجلة .الآخذون عنه : منهم الفقيه النجيب حسن الأخلاق محبنا في ذات الله حمزة التكريتي وجماعة .وفاته : توفي بالأرض المقدسة دمشق الشام بعد خروج المجاورين بالمدينة وغيرهم من أهاليها في الحادثة الشهيرة التي تتفطر لها الأكباد .

    أحمد بن العربي بن الحنفي بن الطالب بن العربي

    ابن الطالب الشريف الحسني العلوي الأمْراني يدعى صميم

    حاله: مجذوب مصطلم ساقط التكليف، ورد من بلدة تافيلات وهو بأتمه وكان يتعاطى حرفة الدباغة في أول أمره مشتغلاً بما يعنيه تاركاً لما لا يعنيه إلى أن حل به ما حل فسار لا يكلم أحداً ولا يأوي إلى أحد، يسكن دكاناً خرباً متهدماً حدثني غير واحد أنه كان يأتي لمن يبيع الخبز ويأخذ منه ما شاء من غير أن يؤدي له ثمناً ولا يجد ذلك البائع نقصاً في مدخوله، دام معه على ذلك أعواماً، وأنه جاءه يوماً بعض أوباش الأخلاط وسار يهزأ به ويسخر منه وهو يطلب البعد منه فلما لم يرعو رفع يده يهدده وأومأ لبطنه كأنه يريد أن يطعنه من غير أن يمسه، فصاح ذلك المستهزئ وخر مغشياً فحمل لمحله فمات من حينه .وفاته: توفي عشية يوم الخميس عاشر ربيع الثاني عام واحد وأربعين وثلاثمائة وألف، ودفن من الغد بالضريح الإسماعيلي بعد أن صلى عليه بالجامع الأعظم بعد خطبة الجمعة، ولم يتخلف أحد من أهل الفضل والدين عن تشييع جنازته رحمه الله رحمة واسعة .^

    إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل

    أحد رجال صحيح البخاري ذكره في سنده مرة واحدة في أواخره - ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، ومولاتنا فاطمة الزهراء البتول، بنت أجل نبي وأفضل رسول صلى الله عليه وعلى آله وحزبه .حاله: ماذا عسى أن أقول فيمن كان جبريل لجده خديماً، والله صلى عليه وملائكته، وأمرنا أن نصلي عليه ونسلم تسليماً، واختاره على وحيه أميناً، وقرن طاعته بطاعته وجعل حبه ذخراً ثميناً، وماذا عسى يحبر اليراع، في محامد من طبقت مفاخره البقاع، ولو حاول المثنى عليه أقصى ما يحاول، فأين الثريا من يد المتناول، وبأي لسان أُعرب، عن فضائل من محا آية الشرك من لوح المغرب. وأزاح ظلام الكفر والطغيان، بنور الهدى والإيمان. . ورضع عباب العلم غضاً طرياً، وجعل إمامه الكتاب والسنة ولم يأت شيئاً فرياً، وجاهد في الله حق جهاده، وصير كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله العليا وذلك أقصى مراده .وأبوه دنية ديباجة بني هاشم ورؤوس قريش على سيادته فيهم شدت منهم الحيازم، وجده الحسن روى عنه إمامنا مالك، طائر الصيت في سائر المسالك، وقال: إنه ممن يقتدى بفعله، اعترافاً منه بورعه وفضله، وأخرج له البخاري في الصحيح، ووثقه الأئمة المرجوع إليهم في التعديل والتجريح، ورث ولده المترجم المجد لا عن كلالة، وتردى برداء الوقار والجلالة، تهيأت له الخلافة العظمى. إذ رأت مكانته أفخم وأسمى، فأمهرها القبول، ونهج فيها نهج جده خير رسول .كان في علم الكتاب والسنة من البحور الزواخر، لا تكدره المواخر بلغ مرتبة أهل الاجتهاد، وعلم جلالته ومكانته في العلم كل من ساد في أقطار البلاد. حاضرها والباد. كان لا يتقيد بمذهب شأن السلف الصالح ذوي السعي الرابح. عاصر مالكاً وغيره من صدور الأمة، المهتدي بهديهم في كل مدلهمة .فر بنفسه في وقعة فخ التي كانت في أيام موسى الهادي بن محمد المهدي العباسي على ما قاله غير واحد من أعلام هذا الشأن، وصححه الحلبي في دره .وفخّ بفتح الفاء وتشديد الخاء - وقد وهم من أبدل الخاء جيماً، وكانت هذه الوقعة الشنعاء يوم السبت وصادفت يوم التروية سنة تسع وستين ومائة، وكان هذا الإمام العظيم المقدار ممن حضرها هو وشقيقاه سليمان ويحيى في جملة أبناء عمه وغيرهم .ولما قتل فيها من قتل منهم ومن جملتهم شقيقه سليمان كما في (تاريخ ابن جرير) و (مروج الذهب) للمسعودي و (الدر السني) للقادري وفر من فر، كان صاحب الترجمة ممن فر ناجياً بنفسه وفي معيته مولاه راشد فتوجها من مكة شرفها الله إلى مصر ثم إلى إفريقية فأقاما بالقيروان مدة ثم سارا إلى تلمسان واستراحا بها أياماً، ثم ارتحلا عنها قاصدين طنجة فعبرا في طريقهما وادي ملوية، ودخلا بلاد السوس الأدنى والسوس الأقصى وتجولا في جبل درن إلى أن وصلا مدينة طنجة، ثم رحلا عنها إلى مدينة وليلى، ونزلا على أميرها الأوربي إسحاق بن محمد بن عبد المجيد، وذلك غرة ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين ومائة باتفاق. قال علامة الآفاق ابن غازي في رجزه الذي ذكره في (تكميله) :

    وعقدت راياته في القصب ........ وجاءنا إدريس عام قعب

    إلى وليلى المغرب القصي ........ إذ قام صنوه على المهدي

    وبعد ما سم سما النجل الأبي ........ واختلط فاسناً لعام قضب

    وما وقع في (الدرر البهية) من أن ذلك كان سنة سبعين وهم .وقد كان الأوربي على مذهب الاعتزال، فرغب عنه رغبة في التمذهب بمذهب هذا الإمام العظيم الشأن الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة، فتمذهب به، قال الحلبي: صرح بذلك جمع من المؤرخين .ثم جمع إخوانه وقبائل البربر فعرفهم بحسب ونسب هذا البضعة النبوية الطرية وما حوته من الأوصاف الحميدة وقرابتها من رسول الله، وأشار عليهم ببيعته فأجابوا بالسمع والطاعة، وكان ممن أسرع لبيعته غمارة وزواغة ولواته وصدراتة ومكناسة ونفزة وغياثة وفي مقدمتهم قبائل أوربة أهل القوة والشوكة لذلك العهد، وكافة البرابر المخالفين لبرغواطة، فبايعوه على السمع والطاعة ولم يتخلف أحد منهم عن بيعته .وقد اتفقوا على أن بيعته كانت سنة قدومه وهي سنة اثنتين وسبعين ومائة، واختلفوا في شهر ويوم بيعته منها .فقيل فاتح ربيع الأول، وعليه جرى ابن أبي زرع في (الأنيس) وابن القاضي في (الجذوة) كلاهما في ترجمة الحسن ابن قاسم آخر ملوك الأدارسة .وقيل عند دخول رمضان وعليه اقتصر البكري، والجزنائي، والحلبي .وقيل رابع عشر منه، وعليه جرى أولاً ابن أبي زرع، وابن القاضي .ثم بعد مبايعة الناس له قام خطيباً فقال: أيها الناس، لا تمدوا الأعناق إلى غيرنا، فإن الذي تجدون من الحق عندنا لا تجدونه عند غيرنا .ثم بعد ذلك أتته قبائل زناتة وأصناف قبائل البربر وبايعوه على المنشط والمكره، فتمكن سلطانه وقوى أمره، ووفدت عليه الوفود من سائر الجهات وقصد إليه الناس من كل صوب وصقع .ثم حشد الجيوش وخرج غازياً إلى بلاد تامسنا، ففتح أولاً مدينة شالة ثم بعد سائر بلاد تامسنا، ثم سار إلى بلاد تادلا، وقد كان أكثر أهلها على دين النصرانية واليهودية والمجوسية، وكان قد بقي منهم بقية متحصنون بالمعاقل والجبال والحصون المنيعة، فلم يزل يستنزلهم ويقفو أثرهم حتى اعتنقوا الإسلام بالطوع والكره، وأباد من بقي منهم متعصباً بعد أن فتح مدائنهم ومعاقلهم .ولما امتد نفوذه بتلك الأصقاع رجع لمدينة وليلى فدخلها في النصف الآخر من جمادى الثانية سنة ثلاث وسبعين ومائة، فأقام بقية الشهر بها، والنصف الأول من رجب .ثم ظعن برسم غزو تلمسان، ولما وصل إليها أقام بظاهرها حتى أتاه أميرها محمد بن خزر بن صولات المغراوي الخزري، وطلب منه الأمان فأمنه وبايعه هو ومن معه بتلمسان من قبائل زناتة وغيرهم، فدخل المدينة صلحاً، وأمن أهلها وبنى مسجدها وأتقنه وصنع فيه منبراً، وكتب عليه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أمر به إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وعنا به .فتم له الأمر ودانت له رقاب أهل المغرب، ونشر الإسلام فيه على يده، ولم يتفق هذا الفتح الباهر الباهض قبله لأحد حتى لعظماء القياصرة ذوي العدة والعدد والقوة والبأس الشديد، ورجع إلى وليلى وقد امتدت إمارته ما بين نهر شلف إلى وادي نفيس، وقد وفد هذا الإمام للقطر الإفريقي الوافر العمران المتعدد الشعوب والقبائل واختلاف ألسنتها وأديانها وأهوائها وآرائها وتمنعها وعصبيتها، وهم أكثر من أن يحصوا، قال ابن خلدون: وكلهم بادية وأهل عصائب وعشائر، وكلما هلكت قبيلة عادت الأخرى مكانها وإلى دينها من الخلافة والردة .والحال أن مولانا إدريس في هذا الوطن غريب (ناء عن الأهل صفر الكف منفرداً) لا زاد ولا مال، ولا استعداد ولا عشيرة، ولا تقدم له معرفة بأحوال البلاد ولا يعلم لهم لساناً، ولا يعرف منهم إنساناً، ودولة بني العباس في عنفوان شبابها ذات سطوة قاهرة، وأساطيل متكاثرة وجيوش ذات قوة وبأس شديد، وكلمة نافذة مسموعة، سوت بين الأحرار والعبيد، ولم تأل جهداً في اقتفاء أثره والرغبة في إلقاء القبض عليه، والبطش به حيثما وجد، وبالغت طاقتها في الإغراء حتى سموه في مشموم مسموم كما هو معلوم، فلم تقدر عليه، حماية وعناية من الله له، وأتاح له سبحانه من النصر والتمكين ما لم يعهد نظيره لأحد في غابر الأزمان، فاستولى على كثير من بقاع المغرب، وبدل لغة أهلها من البربرية إلى العربية ودياناتهم العديدة إلى التوحيد الحق، فأشرقت أنوال الإيمان بأرجاء قلوبهم، وفتح به في أقرب مدة أعينا عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً، وهدى به الملايين من الخلق وأنفذهم من ظلام الإلحاد والإشراك، إلى ضياء الحق، وآثروه على أنفسهم وآبائهم وأبنائهم وإخوانهم وعشائرهم .وقد غزاهم قبله من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً فلم يأخذهم رواؤه، ولا نجح فبهم دواؤه، إذ قد عاد وأبعده للثورة والردة حتى قال ابن خلدون نقلاً عن ابن أبي زيد: ارتدت البرابر بالمغرب اثنتي عشر مرة ولم تستقر كلمة الإسلام فيهم إلا لعهد ولاية موسى بن نصير فيما بعده .ويعبجني هنا قول صديقنا العلامة الحافظ الشريف السيد المدني بن الحسني الرباطي من قصيدة في عظماء المغرب مما أملى في حفلة مدرسية عام 1341هـ.

    وفاز الغرب بالقدح المعلى ........ إذا استبق الجميع إلى السهام

    فطارق قد بدا علماً تسامى ........ بحد سنانه وظبا الحسام

    قد اعترفت شعوب الأرض طرا ........ بفضل من مآثره الجسام

    وحاز لسان صدق في البرايا ........ تضوع نشره بعد الرجام

    ألست تراه يعرض كل حين ........ أساطيل العباد على الدوام

    وموسى قد تسامى في سماء ........ بنشر العدل فينا والسلام

    وأحيا دارساً إدريس لما ........ بدا فينا كتاج فوق هام

    له فضل عظيم ليس يحصى ........ على أبناء مغربنا العظام

    به الإسلام قر في قراه ........ وأعطته البرابر بالزمام

    وأتباع الهداة على هداهم ........ بميزان لهم بعد الحمام

    وسل سليله إدريس سيفا ........ لإرغام العداة على الرغام

    بنى فاساً فكان العلم فيها ........ ينير لنا دياجير الظلام

    فكم حبر وكم بحر تسامى ........ ومد عبابه كالبحر طام

    وإن الجامع القروي فينا ........ كنبراس يضيء لذي اعتصام

    به للمغربي على سواه ........ فخار لا كفخر بالوسام

    جميع مدارس الدنيا تبدت ........ متابعة كتلو للإمام

    وقد ضربت له آباط إبل ........ لشيخ أو لكهل أو غلام

    ومن آفاق أوروبا خصوصاً ........ بنى التاميز من فرط الغرام

    وراهب رومة قد رام فيه ........ علوم الكون من دون انتقام

    أقر بذا الجحود وليس يخفى ........ هلال الأفق من تحت القتام

    وإن الحق ما شهدت عداه ........ أقر الخصم من بعد الخصام

    انتهى الغرض .ولا يعزب عن علمك أن مولانا إدريس ممن جاء بعد ابن نصير وأنه وجد قبائله أي المغرب ذات عقائد زائغة، وبدع فاشية، وأن استقرار الإسلام فيهم إلى الحين الحالي إنما هو على يد هذا الفاتح الأعظم، الذي هو أول قادم من آل البيت المطهرين من الرجس تطهيراً لقطرنا المغربي، وذلك فضل عظيم يعظم به مجده، ويطول به باعه، والمرء في ميزانه اتباعه .وهو من تابعي التابعين على الصحيح وقيل من التابعين وعليه جرى بعض قدماء العلماء الذين مدحوه حيث قال:

    زرهون أشرف ما في الأرض من بقع ........ إذ فيه قبر عظيم من ذوي الكرم

    وذاك قبر الإمام التابعي الذي ........ من آل بيت الرسول سيد الأمم

    إدريس أفضل خلق الله فيه إذا ........ وهو الإمام لهم في الحشر والعلم

    وضرب السكة بتدغة عام أربعة وسبعين ومائة نقش في وسط وجه منها لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وبدائرته باسم الله ضرب هذا الدرهم بتدغة سنة 174، ونقش في وجه صورة هلال، ثم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحت ذلك على ثم مما أمر به إدريس بن عبد الله: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، انتهى .رأيت هذه السكة من فضة وزنها أكرمان اثنان وتسع وستون 2، 69 - وعلى ذكر هذه السكة الإدريسية أذكر كلاماً لصاحب (لدوحة المستكة في أحكام دار السكة) ونص الغرض منه :الفصل الأول في أول من ضرب الدينار والدرهم قبل الإسلام وبعده وأول خليفة كتب اسم الله تبارك وتعالى وعين الأماكن لضربها وشدد في تخليصها، قال القاضي أبو الحسن بن لبال في شرحه (لمقامات الحريري ): إن الناس في أول الزمان كانوا يتبايعون بالعروض فيما بينهم كالحنطة والشعير والحبوب والفواكه وما أشبه ذلك، فشكوا إلى ملكهم ما ساءهم من ذلك وما يخافون من إتلاف أموالهم إن بقوا على هذه الحالة، فأمرهم أن يختاروا ما لا يفسد على مكث الزمان، فاختاروا حجر الذهب الذي هو أبقى جواهر الأرض، وكلما بقي تحت الأرض صلح وطاب، وكلما دخل النار تخلص وحسن، وأمر بضرب الدنانير وطبعها بطابع الملك، ونهى أن تفسد وأن يكسر طابعها، وأن من فعل ذلك تقطع يده يريد على سنتهم، وأخبروه أيضاً أنهم يحتاجون

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1