Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

كيف تكون طبيباً متميزاً - الانتماء والتمكن في الطب وما لا يسمع الطبيب جهله أو تركه من المهارات والقيم: كيف تكون طبيباً متميزاً
كيف تكون طبيباً متميزاً - الانتماء والتمكن في الطب وما لا يسمع الطبيب جهله أو تركه من المهارات والقيم: كيف تكون طبيباً متميزاً
كيف تكون طبيباً متميزاً - الانتماء والتمكن في الطب وما لا يسمع الطبيب جهله أو تركه من المهارات والقيم: كيف تكون طبيباً متميزاً
Ebook427 pages3 hours

كيف تكون طبيباً متميزاً - الانتماء والتمكن في الطب وما لا يسمع الطبيب جهله أو تركه من المهارات والقيم: كيف تكون طبيباً متميزاً

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

هذا كتاب عن الطبيب المنتمي إلى مجتمعه المتمكن في شتى المهارات التي يتطلبها عمله، علاوة عن المهارات العلاجية ليصل بذلك الى مرحلة الانتماء والتميز
هذا كتاب عن الطبيب المنتمي إلى مجتمعه المتمكن في شتى المهارات التي يتطلبها عمله، علاوة عن المهارات العلاجية ليصل بذلك الى مرحلة الانتماء والتميز
Languageالعربية
PublisherObeikan
Release dateJan 1, 2021
ISBN9786035090919
كيف تكون طبيباً متميزاً - الانتماء والتمكن في الطب وما لا يسمع الطبيب جهله أو تركه من المهارات والقيم: كيف تكون طبيباً متميزاً

Related to كيف تكون طبيباً متميزاً - الانتماء والتمكن في الطب وما لا يسمع الطبيب جهله أو تركه من المهارات والقيم

Related ebooks

Reviews for كيف تكون طبيباً متميزاً - الانتماء والتمكن في الطب وما لا يسمع الطبيب جهله أو تركه من المهارات والقيم

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    كيف تكون طبيباً متميزاً - الانتماء والتمكن في الطب وما لا يسمع الطبيب جهله أو تركه من المهارات والقيم - حسن بلّه محمد الأمين

    شركة العبيكان للتعليم، 1438هـ

    فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر

    محمد الأمين، حسن بله

    كيف تكون طبيبًا متميزًا؟./ حسن بله محمد الأمين - الرياض 1438 هـ

    ردمك: 9-091-509-603-978

    1 - الطب (مهنة). أ. العنوان

    ديوي: 610,9 رقم الإيداع: 7765/ 1438

    الطبعة الثانية

    1439هـ - 2018م

    نشر وتوزيع

    المملكة العربية السعودية - الرياض -

    طريق الملك فهد - مقابل برج المملكة

    هاتف: 4808654 11 966+ فاكس: 4808095 11 966+

    ص.ب: 67622 الرياض 11517

    www.obeikanpublishing.com

    جميع الحقوق محفوظة. ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو نقله في أي شكل أو واسطة،

    سواء أكانت إلكترونية أو ميكانيكيـــة، بما في ذلك التصوير بالنسخ (فوتوكوبي)، أو التسجيل،

    أو التخزين والاسترجاع، دون إذن خطي من المؤلف.

    إهداء

    إلى كل طبيب يسعى إلى التميز والتمكّن في الطب، ويحرص على الانتماء في ممارسته؛ ليكون الرائد الذي لا يخذل أهله.

    وأهدي الكتاب إلى روح والديّ وجدتي، وأخي الأستاذ الدكتور عبد المنعم بلّه، وأفراد أسرتي الذين هيؤوني وأهّلوني لمثل هذا العمل، وكانوا مصدر إلهام لي في مسيرة حياتي.

    شكر وعرفان

    الشكر والعرفان هنا أكثر من مجرد تزيين للكتاب، إذ لم يكن لهذا الكتاب أن يخرج بهذه الصورة لولا فضل الله أولًا، ثم فضل نفرٍ كريمٍ من العلماء الأصدقاء الذين اطلعوا على الكتاب، وأبدوا ملاحظات قيمة، ولا سيما معالي الأستاذ الجليل الدكتور عبدالله الربيش - مدير جامعة الدمام، الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا بالكتاب، بل اقتطع من أجله وقتًا عزيزًا، وشرفني بتقديم موفق للكتاب، وهو قائد المؤسسة التي أنتسب إليها. وأيضًا صديقي وزميلي الأستاذ الجليل الدكتور الزين عبد الرحيم كرار- أستاذ طب الأطفال ورئيس المجلس الطبي السوداني، الذي قرأ فصول الكتاب قراءة ناقدة، وأبدى ملاحظات قيمة، وشرفني بكتابة تقديم ثان للكتاب أعدّه إضافة قيمة. كذلك الأستاذ الدكتور فهد عبدالعزيز المهنّا - استشاري أمراض الكلى ووكيل جامعة الدمام، الذي راجع الكتاب مراجعة تحليلية دقيقة؛ فكان ما كتب جديرًا بالتوقف عنده والإفادة منه.

    الشكر موصول لأخي الأستاذ الدكتور عبد العزيز القرين - أستاذ واستشاري أمراض الجهاز الهضمي، ورئيس هيئة تحرير المجلة السعودية للطب والعلوم الطبية، الذي تدارس معي الكتاب؛ ما جعله أكثر سلاسة وبساطة. وأيضًا لأستاذنا البروفسير أحمد محمد الحسن - أستاذ واستشاري علم الأنسجة، الذي قرأ مسودة الكتاب بعناية، وأرسل إليّ - مشكورًا - اقتراحاتٍ مكتوبة شكلت إضافة حقيقية لأحد فصول الكتاب.

    كما أشكر صديقي الأستاذ الدكتور زهير أحمد السباعي - أستاذ طب الأسرة والمجتمع بالجامعات السعودية، فقد قرأ الكتاب بعين الرضا التي هي عن كل عيبٍ كليلةٌ؛ فجاءت ملاحظاته تنضح محبة، وخير النقد ما جاء عن محبة. والشكر أيضًا للصديق الدكتور الشيخ الصديق بدر -الأمين العام للمجلس القومي للتخصصات الطبية في السودان، الذي قرأ الكتاب بمحبة، وأرسل إشارات طمأنة أن الكتاب سيسد ثغرة في موضوعه. ولصديقي وزميلي الأستاذ الدكتور حسن موسى إسماعيل - أستاذ واستشاري الأمراض العصبية، حيث بذل جهدًا كبيرًا في مراجعة الكتاب، ووضع كثيرًا من علامات الترقيم حيثما تكون هذه ضرورية للفهم الصحيح. أما اللغوي الجهبذ الدكتور جمال نور الدين فقد اعتنى بتصويب لغة الكتاب وضبطها، فله شكري وجزيل امتناني.

    والشكر أيضًا لأخي وصديقي الأستاذ الدكتور عصام محمد عبد الماجد، الذي بذل جهدًا عقليًّا في تحويل الأفكار والمفاهيم التي تضمنها الكتاب إلى شكل إيضاحي يلخص فصول الكتاب كلها في صفحة واحدة، ومهارة تحويل الأفكار والمفاهيم إلى أشكال إيضاحية من المهارات العظيمة التي تبسط أعقد الأفكار، وتسهل فهمها، فله مني التهنئة والشكر. والشكر موصولٌ لأخي وزميلي الدكتور عبد الحليم بلّه الذي قرأ الكتاب بعنايةٍ واهتمام، وقدم لي مقترحات لإضافات جيدة. وفي الختام لا يفوتني أن أشكر من نسخ الكتاب على الآلة الكاتبة الأستاذ علي عيسى الحربي، الذي لم يكلّ ولم يملّ من التصحيح وإعادة التصحيح، فله خالص شكري. واللهَ أدعو أن يثيب كل من أعانني على هذا العمل ممن ذكرت ومن لم أذكر.

    تقديم

    أ.د عبدالله محمد الربيش

    يسعدني أن أقدم للقارئ الكريم هذا الكتاب الذي يعنى بأهم الأولويات في التعليم الطبي التي تتمثل في العنوان الفرعي للكتاب الانتماء والتميز في الطب، ويرى أهل الاختصاص في التعليم الطبي أن الانتماء والتميز في ممارسة الطب هما المتطلبان الرئيسان لخريجي كليات الطب، ولم يكتف المؤلف بهذين بل استطرد في العنوان الفرعي؛ ليبين هدف الكتاب وهو استكمال المعارف والمهارات التي تجعل منه طبيبًا متميزًا.

    عرَّف المؤلف الطبيب المتميز والمنتمي لمجتمعه بما يمتلك من خصائص وقدرات وقيم، وعرض أمثلة لذلك، وخصص فصلًا لرسالة الطب لدى الطبيب المتمكن وفصلًا آخر لأخلاقيات المهنة التي لا يتم التميز والانتماء إلا بها، وقد عدَّد المؤلف صفات الطبيب المتميز، وأنه ليس مجرد كاتب وصفة أو مضمد جرح.

    اختار الدكتور بله عناوين فصول كتابه بعناية فائقة؛ لمعرفته المتعمقة أن علوم الطب ومهاراته أكبر من أن تكتسب في سنوات الدراسة الجامعية؛ ولذا تطرق لموضوعات يعتقد أنها لا تعطي المساحات الكافية في المناهج الطبية في كثير من كليات الطب في البلاد العربية؛ ولذا فإن هذا الكتاب يسد ثغرة مهمة في المكتبة الطبية العربية.

    ومما لا شك فيه أن الدكتور حسن بله مؤهل لمثل هذه المهمة الكبيرة؛ لخبرته الطويلة بوصفه أستاذًا بكلية الطب بجامعة الملك فيصل، والتي تغير اسمها لجامعة الدمام، وحديثًا جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل؛ ولاهتمامه الكبير بالتعليم الطبي، وقد أسهم سعادته عبر سنوات عمله بالجامعة بوصفه عضوًا في لجان المنهج والتعليم الطبي وتطويره.

    اهتم المؤلف بموضوعات عدة تشغل بال اختصاصيي التعليم الطبي؛ كالمهنية في الطب والمسؤولية المجتمعية لكليات الطب والأطباء؛ ففي مفهوم المهنية الذي تكرر كثيرًا في ثنايا الكتاب يضيف الدكتور بله بُعدًا جديدًا، ألا وهو البعد العقدي، عادًّا مفهوم المهنية مطابقًا لمفهوم (الإحسان) والإتقان، مما يستدعي مراقبة الله في عمل الطبيب، فالإحسان كما ورد في الحديث الشريف ((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)). وأورد المؤلف ما يدعم رأيه بحديث آخر عن الإتقان ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه))، ولا شك أن كل ذلك يشكل إضافة تميز عمل الطبيب في المجتمع الذي يخدمه، بالإضافة إلى ذلك عرض المؤلف الأسباب التي دعت لانحسار المهنية في الطب وتراجعها في أيامنا هذه، ومنها التغيرات السلبية في أنظمة المهنة، والظروف الاقتصادية، والتقنية، والصناعة الطبية، فضلًا عن أنه أشار إلى الأوضاع المتردية للأطباء في بعض البلدان.

    في الفصل السابع دعا المؤلف الأطباء في التخصصات كلها إلى ممارسة الوقاية والعلاج، وتقديمهما في طبق واحد للمرضى، وأن الوقاية وتعزيز الصحة ليستا مهمة اختصاصيي طب المجتمع أو الصحة العامة فقط، وإنما مهمة كل طبيب في تخصصه.، وكما ذكر المؤلف فإن استجابة المرضى والمراجعين تكون أكبر حين يُقدَّم النصح والتوعية من الطبيب المعالج، بالإضافة إلى ذلك عرض المؤلف أمثلة لخروج بعض أصحاب التخصصات السريرية إلى المجتمع، ونجاحهم في العمل بما ينصحون به، أيضًا دعا المؤلف إلى أهمية التدريب لاكتساب مهارات التثقيف الصحي، وتعزيز الصحة، وتقديم ما أسماه (وصفة العافية). وقد أحسن المؤلف صنعًا إذ أعطى حيِّزًا كافيًا للاستشارة الطبية بوصفها مهارة أساسية، وأفرد فصلًا كاملًا لمهارة تكاد تكون منسية، وهي طمأنة المريض، وفصَّل الخطوات العلمية اللازمة لممارستها، ولاشك أن ما أورده الدكتور بلّه في هذا الفصل يشكل إضافة علمية متميزة.

    خصص الدكتور بله فصلًا عن (الطبيب العالم)؛ حيث إن امتلاك مهارات البحث العلمي هي ما يجعل الطبيب عالمًا، ودعا إلى (إحلال العلم في الطب)، وهذه دعوة للقيام بأبحاث أصيلة تشكل إضافة حقيقية، وترفع من المكانة العلمية للأطباء والجامعات في بلادنا على المستوى العالمي.

    إن اهتمام الدكتور بلّه بموضوع البحث العلمي في محله؛ فقد أصبح البحث العلمي اليوم ضرورة ليس للأكاديميين فقط، وإنما لكل طبيب ممارس؛ حتى يستطيع الاستفادة من الأرقام والبيانات التي تتوافر له خلال الممارسة، بل أصبح نشر الأبحاث شرطًا للالتحاق ببرامج التخصصات الطبية في بعض الدول، ويذكر المؤلف أن مهارات البحث العلمي ضرورية لممارسة الطب المبني على البرهان، وهي ضرورية أيضًا للقراءة الناقدة للأبحاث، وقد أحسن المؤلف إذ لفت نظر القارئ إلى شهادة المنصفين من علماء الغرب أن أصول الازدهار الأوروبي تعود إلى إسهام البحث العلمي عند العرب والمسلمين. وأورد نصًّا لبريفولت في كتابه بناء الإنسانية يؤيد ذلك؛ إذ يقول النص: ((ليس ثمة ناحية واحدة من نواحي الازدهار الأوروبي إلا يمكن إرجاع أصولها إلى مؤثرات الثقافة العربية الإسلامية، وإلى المصدر القوي لازدهاره؛ أي في روح البحث العلمي)). وليس من المستغرب أن يهتم الدكتور بله بالبحث العلمي؛ فقد كان لمدد طويلة منسقًا لدورات البحث العلمي بكلية الطب.

    اهتم الدكتور بلّه بالمهارات الشخصية للطبيب المتميز، والمهارات المكملة لعمله، وأهمها مهارات التواصل مع المرضى والزملاء والمجتمع، ولاشك أن اهتمام المؤلف بهذه المهارات دليلٌ ليس فقط على أهمية هذه المهارات، ولكن على مواكبته للمناهج الحديثة في الطب؛ فهذه المهارات يحتاجها الأطباء في شتى التخصصات، بل ويحتاجها جميع العاملين في المهن الطبية وغيرها.

    لقد سرني أن المؤلف خصص فصلًا كاملًا عن عمل المرأة في الطب، داعيًا إلى دعمها وتمكينها، وهي دعوة تجد القبول لدى أصحاب النظر في المهنة الطبية وغيرها؛ إذ إن معظم الطبيبات في بلادنا متميزات، ويؤدين رسالة حساسة ظل يؤديها الأطباء الذكور للمجتمع في غياب الكادر النسائي الطبي المؤهل. وقد ذكر المؤلف في الفصل الثاني من كتابه بعض ما يميز عمل النساء في الطب والفضائل التي يتحلين بها؛ فهن كما يقول المؤلف: ((يمتلكن فضائل الصبر والانضباط وتكامل الشخصية، ويظهر ذلك كله في مقدرتهن الفائقة على الاستماع والتبسيط والإقناع، ويدركن أهمية القيام بالعمل الذي يحتاج إلى تكرار، ويجدن فيه رضىً وراحة نفسية، ومثل هذا الخاصية لا يمكن الاستغناء عنها في رعاية الصغار والضعفاء)).

    وأخيرًا أود أن أشير بأن هذا العمل ما كان ليخرج بهذا الثوب لولا خبرة الدكتور حسن بله الطويلة في مجال التحرير الطبي، بجانب اطلاعه الواسع على آخر المستجدات في الطب، وقد كان رئيسًا لهيئة تحرير مجلة طب الأسرة والمجتمع لأكثر من عشر سنوات، وهو الآن الرئيس المشارك لهيئة تحرير المجلة السعودية للطب والعلوم الطبية، وهي الإصدار العلمي في التخصصات الصحية بجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل، وعلاوة على ذلك حَرِص المؤلف على الاستشهاد بأقوال المتقدمين من الأطباء ومن التراث الطبي العربي الإسلامي، الذي لا يستغني أطباء الحاضر عنه، مما جعل كتابه هذا مرجعًا حديثًا في كثير من الموضوعات التي تطرق إليها.

    وختامًا أود أن أهنِّئ الدكتور حسن بله على هذا الكتاب القيِّم، وأسأل الله أن ينفع به طلاب الطب والأطباء في بلادنا العربية والعاملين في المجال الصحي، وأن يكون الجهد الذي بذله في ميزان حسناته.

    تقديم

    أ.د زين العابدين عبد الرحيم كرار

    شرفني أخي وصديقي الأستاذ الدكتور حسن بلّه الأمين بكتابة تقديم لكتابه كيف تكون طبيبًا متميزًا؟ وهو يلج بذلك ساحة جديدة للعطاء فى مجال المهنة، والتعليم الطبي يسبقه عطاء سابق في: التوثيق، والسرد التاريخي، والتعريف بما قدمته القابلات السودانيات للخدمة الطبية فى السودان، ألا وهو كتاب أطباء السودان الحفاة، الذي وجد قبولًا وتقييمًا منصفًا من كبار الأساتذة والأطباء والمثقفين في السودان، وهم يحتفون به أيّما احتفاء بوصفه إضافة متميزة للمكتبة السودانية.

    فى هذا الكتاب نجد وجهًا آخر للدكتور حسن بلّه - خبير التعليم الطبي والأستاذ المتميز وهو يتناول المحاورالأساسية فى تكوين الطبيب الجيد، والكفاءات التي يجب أن يتقنها عند التخرج وولوج ساحة الممارسة الطبية التي يجب عليه تنميتها وتطويرها في أثناء مسيرته المهنية، وذلك عن طريق: التعلم الذاتي، والتطوير المهني المستمر.

    تأتي هذه المساهمة على خلفية متغيرات كبيرة فى مجال التعليم الطبي والمهنة، حيث كانت تلك الكفاءات والقيم ممارسات يكتسبها الطبيب تلقائيًّا عن طريق التشبه والاستهداء بالقدوة فى مجال المهنية، متمثلة فى أساتذته وزملائه وذوي الخبرة من أفراد الفريق الطبي، ويضيف إليها من خلال ممارسته ونضجه المهني وخبرته المكتسبة؛ ليتواصل عطاؤه للأجيال اللاحقة من الطلاب والأطباء. إن السياق الحالي للتعليم الطبي، والممارسة المهنية، والنظام الصحي، وما استجد فيه من تفرع للتخصصات الدقيقة، وتطور تكنولوجي، ومتغيرات فى المفاهيم والسياسات على مستوى المهنة والمجتمع، والأعداد الكبيرة من كليات الطب وطلبتها، وما استجد من تأطير لمفاهيم الممارسة الطبية الجيدة، وتحديد لكفاءاتٍ قيمية وسلوكية ومهنية مرتبطة بحقوق الإنسان والمجتمعات وموروثاتها وأعرافها؛ ذلك كله جعل من ترك أمر اكتسابها من خلال التأسي بالقدوة أمرًا لا يمكن الاعتماد عليه دون دعمه باكتساب المعارف والتدريب والممارسة بصورة منتظمة في أثناء المراحل المختلفة لإعداد الأطباء.

    تبلورت مفاهيم المسؤولية الاجتماعية لكليات الطب والمهنة عبر مفهوم العقد الاجتماعى بين المهنة والمجتمع، والذي حدد إطارًا اجتماعيًّا للعلاقة بين الأفراد والمجتمعات والمهنة الطبية، خلوصًا إلى ميثاق مهنية الطبيب فى العام 2002م، الذي وضع إطارًا مكّن التعليم الطبي من تحديد نموذج تربوي؛ يشكل أخلاقيات المهنة، وأسس الممارسة الطبية الجيدة، ومهارات التواصل مع الأفراد والمجتمع أساسًا له، إضافة إلى المعارف والمهارات، ويقوم عماده على القيم الإنسانية والأخلاقية من: أمانة، ونزاهة، وتفانٍ، ومراقبة للذات، والالتزام بحقوق الأفراد والمجتمعات.

    وحال تشكل ذلك الإطار حددت المناهج الكفاءات والقدرات الواجب اكتسابها، وشكلت تلك الكفاءات أساسًا تبنى عليه رؤية المناهج ورسالتها، وتتشكل أهدافها ووسائل تدريسها وتقويمها، ويتبلور ذلك فى تغيير فلسفة المناهج وتخطيطها، حيث برز مفهوم المناهج الطبية المرتكزة على الكفاءات.

    وكان تفاعل المجالس الرقابية فى المجال الطبي مشابهًا، حيث حُددت الكفاءات المطلوبة من الأطباء قبل التسجيل للممارسة المهنية، وضمنتها فى التقويم المهني للأطباء ومعايير اعتماد كليات الطب. وتطورت برامج التدريب المهني المستمر على جميع مستويات الممارسة؛ للتأكيد على تلك الكفاءات والمحافظة عليها، وتطويرها عن طريق التعليم الذاتي، وبرامج التدريب المهني المستمر الذي يؤهل الطبيب لمواكبة المستجدات واستيعابها.

    تناول الكتاب محاور عدة، يمكن تلخيصها على النحو الآتي:

    1. المحور الأول: فيه عرض تفصيلي لمفهوم الصحة بأبعادها المختلفة، والمحددات الاجتماعية والمجتمعية للصحة، والمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، وضرورة ربط المناهج بالمجتمع وموروثاته ومعتقداته. وخلص إلى أن: التزام الطبيب المهني والمجتمعي، والعمل من أجل تحسين الصحة للأفراد والمجتمعات، وتوفير الرعاية الصحية الجيدة بأبعادها الوقائية والتعزيزية والعلاجية والتأهيلية، يشكل التزامًا واجبًا على الطبيب.

    وتضمن المحور أخلاقيات الممارسة الطبية وأهميتها، وقد تم تناولها من المنظور الأخلاقي، ومتطلبات المجتمع من الأطباء والمهنة، وفصل فى مفرداتها القيمية وضرورة الالتزام بها وتأصيلها، ومراعاة السياق المجتمعي، واحترام موروثاته.

    ثم تناول مفهوم مهنية الطبيب، والذى بني على مفاهيم العقد الاجتماعي بين المهنة والمجتمع والطبيب والمريض، وشكل أساسًا للتغيير فى مناهج كليات الطب والعلوم الطبية، فقد أصبحت مفردات أخلاقيات الممارسة والممارسة الطبية الجيدة ومهارات التواصل تشكل ركائز أساسية فى تخطيط المناهج، وأصبحت هذه الكفاءات إحدى مطلوبات المجالس المهنية الرقابية الواجب اكتسابها لتسجيل الممارسة.

    2. المحور الثاني: تناول تعريف الطبيب الجيد، وتناول أيضًا الكفاءات التي يجب اكتسابها، وفصل مفرداتها الأخلاقية والقيمية الواجب الالتزام بها، والمهارات المهنية، ومهارات التواصل، والالتزام المهني بحقوق المرضى، والعمل مع قيادة الفريق الطبي، والالتزام بمواكبة التطور العلمي والمهني عن طريق التعلم الذاتي والتطوير المهني المستمر. وأفرد حيزًا كبيرًا لمهارات التواصل وأهميتها. وتضمن هذا المحور إفادات مختلفة من شخصيات عالمية مؤثرة، وعرض تجارب متعددة.

    كذلك تناول المحور المسؤولية الاجتماعية للطبيب على مستوى الأفراد والمجتمع، وضرورة التزامه بالمنافحة عن مفاهيم حق الصحة للجميع، وإتاحتها للشرائح الضعيفة دون حواجز جغرافية أو مادية أو اجتماعية، وعدالة النظام الصحي وكفاءته وفق الأولويات الصحية للمجتمعات. وقدم تفصيلًا عن الكفاءات المطلوبة وكيفية العمل لاكتسابها.

    3. أما المحور الثالث، فقد تناول مفهوم حقوق المرضى، وأكد حق المرضى فى الصحة بوصفه حقًّا إنسانيًّا أصيلًا وليس منحة، وحق المرضى فى التعامل الإنساني والمهني الملتزم، وفى اتخاذ قراراتهم فى المعالجة بعد تنوير الطبيب ومساندته، وحقهم في حفظ أسرارهم، وصون كرامتهم، وعزز ذلك ببعض الأمثلة من مؤسسات مهنية رفيعة المستوى.

    وتناول الكتاب عمل المرأة فى مجال الطب والصحة، منافحًا عن ذلك ومعززًا للدعوة لإتاحة الفرص المتكافئة، ومشيدًا بالتوجه نحو تمكين المرأة في المجالات كافة، وقد تضمن هذا الجزء أمثلة من عمل المرأة في الطبابة والتمريض من التراث الإسلامي.

    استند الكتاب إلى أكثر من تسعين مرجعًا، منها مراجع إسلامية وعربية، وتضمنت بعض الكتب والمقالات المنشورة.

    وقد أتى السرد سلسًا وشائقًا، وربط المؤلف بين حلقاته المختلفة بصورة جيدة عكست تمكنه وطول باعه، وقد برزت شخصية المؤلف وروحه في المحاور كلها، فهناك الانحياز الواضح للصحة بمفهومها الأوسع، والدعوة إلى الالتزام بتوفير الصحة بوصفه حقًّا إنسانيًّا وليس منحة، والدعوة إلى التزام الأطباء بنظم صحية ذات كفاءة وعدالة، والتزام مهني واجتماعي نحو الفئات الضعيفة، والعمل مع فرق طبية متجانسة ومتعاونة؛ لتحقيق هدف موحد، هو ترقية صحة الأفراد والمجتمعات بمشاركتهم، واحترام موروثاتهم ومعتقداتهم، وهي روح الدكتورحسن بلّه والتزامه.

    وحين تطالع محاور مهنية الطبيب المختلفة والدعوة للسعي إلى اكتسابها والتمكن من وسائلها، ترى بعد الخبرة والبعد التربوي والتمكن فى الجوانب المختلفة للتعليم الطبي، وتبرز شخصيته أستاذًا ملهمًا، والتزامه بالدعوة إلى تعليم طبي متطور أكثر التزامًا بمسؤوليته الاجتماعية على مستوى المؤسسات والخريجين.

    ورغم أهمية المحاور التي يتناولها هذا الكتاب لتوفير تعليم طبي متطور ومواكب، وأكثر التزامًا ومساندة للأفراد والشرائح الضعيفة، وأجزل احترامًا للمجتمعات ومعتقداتها وموروثاتها، إلا أن المكتبة الطبية فى العالم العربي ما تزال بعيدة عن الإسهام الواجب في هذا المجال، وهنا تكمن أهمية هذه المساهمة من الأستاذ الدكتور حسن بلّه.

    يوفر الكتاب مرجعية يُطلب توفيرها في مكتبات كليات: الطب، والعلوم الصحية، والعلوم الإنسانية المرتبطة بالتعليم الطبى، وهو كتاب لا غنى عنه لكل طبيب ولكل فرد من أفراد الفريق الصحي يسعى إلى أن يكون طبيبًا ومهنيًّا جيدًا ذا أبعاد ومقدرات تتعدى الكفاءة المهنية إلى آفاق إنسانية واجتماعية،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1