Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

المرأة في الجاهلية
المرأة في الجاهلية
المرأة في الجاهلية
Ebook69 pages33 minutes

المرأة في الجاهلية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

في سياق الحيادية يتناول هذا الكتاب مكانة المرأة في العصر الجاهلي بما يتوافر من مصادر تاريخية تطرقت إلى دراسة المرأة، فعلى الرغم من ندرة الموارد التي يمكن أن يُستَنَد إليها في تأريخ أي حدث في تلك الحقبة، تبرز على المؤلفات التي تتناول حال المرأة سمة الضبابية وقد تحمل في طياتها ضربًا من التناقض. أما الجوانب التي عكف الزيات على دراستها وإظهارها في هذا الكتاب تمثلت في جانبين لا ثالث لهما: 1-الحياة المادية: ونمط الحياة بشكل عام: فقد قامت المرأة في الجاهلية بأعمال رعي الإبل والشياه، وبيع السمن والتمر والطيب، وغيرها. أما الغناء فكان للحرائر من الأنفة ما يجعلهن يترفعن عنه، وفي إطار اللباس تمتاز الحرائر بحب الحلي والطيب والأناقة ومنهن من كانت تتخذ النقاب ومنهن من كنّ سافرات الوجه. 2-الحياة الأدبية: احتلت المرأة مكانة مرموقة في قلب الرجل الجاهلي والذي راح ينظم فيها أشعارًا بألفاظ جزيلة. وكان منهنّ من تناظر الرجال من دون حجاب بينهما. وعلى غرار الحيادية يقف الزيات ماسكًا للعصى من الوسط حيث يشير إلى من يئدون بناتهم خوفًا من الفقر أو العار أحدهما أو كلاهما (من الإنفاق أو السَبْي نظرًا لطبيعة الغزوات القَبَلِيّة ذلك الوقت) وهناك من تمرد على هذا الفكر ودعا إلى النهي عن وئدهنّ أمثال زيد بن عمرو النصراني وصعصعة بن ناجية جد الفرزدق، بالإشارة إلى وجود من أكرم بناته وتألم لأقل ما نابهنّ من ألم، ولم يخشَ بذلك فقرًا أو صيت عار. كما وتشير الظواهر إلى وجود العفة بين نساء الجاهلية كـليلى بنت لكيز الملقبة بالعفيفة، وعلى النقيض من ذلك هناك من دعتهن أنفسهن للفجور. يقف الزيات في خلاصة وصف المرأة في الجاهلية حائرًا لما امتلكته الغالبية منهن من عزة نفس والنزاهة ورفضها أن تكون مجرد محط نزوات للرجل، ويستنكر على الرجل في ذلك الزمن التعميم المتسرع على جميع النساء والحط من قدرها بالنظر إلى جميع النساء من نفس المنظور (لوجود قلة قليلة اتبعت هواها) ويعزي الزيات ذلك للغيرة الشديدة التي أحاطت بالعربي الجاهلي.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2017
ISBN9786355372290
المرأة في الجاهلية

Related to المرأة في الجاهلية

Related ebooks

Reviews for المرأة في الجاهلية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    المرأة في الجاهلية - حبيب الزيات

    القسم الأول

    معلوم أن العرب في جاهليتهم كانوا أكثرهم أهل بادية؛ معاشهم من القيام على الإبل يغتذون بألبانها، ويقتاتون بلحومها، ويكتسون بأوبارها، ويتخذونها ركائب يقطعون عليها مجاهل القفار، فكانت لذلك مخصَّصة عندهم بمزيد العناية، يتخيرون لها أطيب الأرض بقعةً، وأكثرها عشبًا، ويتتبعون لأجْلها مواقع الغيث على حسب اختلاف الفصول، فلا يزالون دَهْرَهُم في حلٍّ وترحال يطوفون الآفاق طلبًا للمرعى وارتيادًا للماء. غير أنهم كثيرًا ما كانوا يصابون بالقحط ويحتبس عنهم المطر، فيهلكون هم ومواشيهم جوعًا، أو تدفعهم الحاجة أو الطمع إلى الإغارة على من جاورهم فيقطعون السابلة، ويغزو بعضهم بعضًا فينهبون ويَسبُون، وربما أصاب أحدهم الفتاة العذراء أو المتزوجة أمَّ البنين فيحسبها غنيمةً باردة كسبها برمحهِ، ويختصها لنفسهِ دون تحرُّج ولا تورُّع، وربما سُبيت منهُ فيغتصبها غيرهُ، فلا تزال تنتقل من مالك إلى آخر إلى أن يتيسر لأهلها استرجاعها، فتعود إلى منزلها الأول وقد لزمها من العار ما يبقى سبةً لذويها مدى الدهر.

    وقد كانت السبيَّة لمعرفتها بمقدار الذل الذي يلحقها من امتلاكها بالسبي، وأنفتها من تعيير أهل مولاها ودعائهم إياها بالأمة؛ تتحين الفرص لمفارقتهِ وتعمل على الفرار من يديهِ، لا يثبطها عن ذلك طول صحبتها إياهُ مع إحسانهِ إليها، ولا يثني من عزمها ما يصلها بهِ من علاقة الولد، كما ذكر أبو عمرو الشيباني عن سلمى امرأة عروة بن الورد، وقد كان أصابها بكرًا من بني كنانة، وأعتقها وتزوجها واتخذها لنفسهِ، فمكثت عندهُ بضع عشرة سنةً، وولدت لهُ أولادًا، وهو لا يشك أنها أرغب الناس فيهِ، وهي تقول لهُ: لو حججت بي فأمرُ على أهلي، وأراهم. فحجَّ بها، ثم أتى المدينة، فلما همَّ أن يعود بها قالت سلمى لقومها: تعالوا إليه وأخبروهُ أنكم تستحيون أن تكون امرأةٌ منكم معروفةُ النسب صحيحتُهُ سبيةً وافتدوني منهُ؛ فإنهُ لا يرى أني أفارقهُ. فأتوهُ وسقوهُ الشراب فلما ثمل قالوا لهُ: فادِنا بصاحبتنا فإنها وسيطة النسب فينا معروفة، وإن علينا سبةً أن تكون سبيةً، فإذا صارت إلينا وأردت معاودتها فاخطبها إلينا. فامتنع ثم اشترط عليهم أن يخيروها، فاختارت أهلها ثم أقبلت عليهِ فقالت: يا عروة، أما إني أقول فيك — وإن فارقتُك — الحقَّ، والله ما أعلم امرأةً من العرب ألقت سترها على بعلٍ خير منك، وأغضَّ طرفًا وأقل فحشًا وأجود يدًا وأحمى لحقيقةٍ، وما مر عليَّ يوم منذ كنت عندك إلا والموت فيهِ أحب إليَّ من الحياة بين قومك؛ لأني لم أكن أشاء أن أسمع امرأة من قومك تقول: قالت أَمَة عروة كذا وكذا إلا سمعتهُ، ووالله لا أنظر في وجه غطفانية أبدًا، فارجع إلى ولدك راشدًا، وأحسن إليهم. فقال عروة في ذلك أبياتًا ذكرها صاحب

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1