Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

جامع المسانيد لابن الجوزي
جامع المسانيد لابن الجوزي
جامع المسانيد لابن الجوزي
Ebook718 pages5 hours

جامع المسانيد لابن الجوزي

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب جامع المسانيد تأليف عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي أبو الفرج، وقد استوعب فيه غالب مافي مسند أحمد رحمه الله وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي، وهو من أتم المسانيد وأقربها إلى الاستعياب، وقد جمع مؤلفه ابن الجوزي بين أربعة من كتب الحدث، رأى أنها تحتوي على معظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن لها العلو في الإسناد فأحب أن يجعلها في كتاب واحد، وهي: مسند الإمام أحمد، وصحيحا الإمامين البخاري ومسلم، وجامع الإمام الترمذي. والكتاب يتكون من 8 أجزاء في 8 مجلدات
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateAug 19, 1901
ISBN9786476926617
جامع المسانيد لابن الجوزي

Read more from ابن الجوزي

Related to جامع المسانيد لابن الجوزي

Related ebooks

Related categories

Reviews for جامع المسانيد لابن الجوزي

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    جامع المسانيد لابن الجوزي - ابن الجوزي

    الغلاف

    جامع المسانيد لابن الجوزي

    الجزء 5

    ابن الجوزي

    597

    كتاب جامع المسانيد تأليف عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي أبو الفرج، وقد استوعب فيه غالب مافي مسند أحمد رحمه الله وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي، وهو من أتم المسانيد وأقربها إلى الاستعياب، وقد جمع مؤلفه ابن الجوزي بين أربعة من كتب الحدث، رأى أنها تحتوي على معظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن لها العلو في الإسناد فأحب أن يجعلها في كتاب واحد، وهي: مسند الإمام أحمد، وصحيحا الإمامين البخاري ومسلم، وجامع الإمام الترمذي. والكتاب يتكون من 8 أجزاء في 8 مجلدات

    (233) مسند شَدّاد بن أوس

    (1)

    (2448) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن أبي عديّ قال: حدّثنا حسين المُعَلِّم عن عبد اللَّه بن بُرَيدة عن بُشير بن كعب عن شدّاد بن أوس:

    عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم - قال: سَيِّدُ الاستغفار أن يقولَ العبدُ (2): اللهمّ أنت ربّي، لا إلهَ إلّا أنت، خَلَقْتَني وأنا عبدُك، وأنا على عهدك ووعدِك ما استطعتُ. أعوذُ بك من شرِّ ما صَنَعْتُ، أبوءُ (3) لك بنعمتك عليّ، وأبوءُ بذَنبي، فاغْفِرْ لي، فإنّه لا يغفِرُ الذنوبَ إلا أنت.

    قال: من قالها بعدما يُصْبحُ مُوقِنًا بها فماتَ من يومه، كان من أهل الجنّة، ومن قالها بعدما يُمسي مُوقِنًا بها فمات من ليلته، كان من أهل الجنّة.

    انفرد بإخراجه البخاري (4).

    (2449) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرني خالد عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شدّاد بن أوس:

    أنه مّر مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - زمنَ الفتح على رجل يحتجمُ بالبقيع لثمان عشرة خلت من رمضان، وهو آخذٌ بيدي، فقال: أَفْطَرَ الحاجِمُ والمَحجوم (5). (1) الطبقات 7/ 281، والآحاد 4/ 99، ومعرفة الصحابة 3/ 1459، والاستيعاب 2/ 134، والتهذيب 3/ 367، والسير 2/ 460, والإصابة 2/ 134.

    وفي مسنده - الجمع (62) حديثان: أحدهما للبخاري، والآخر لمسلم، وهو من المقدّمين بعد العشرة. وفي التلقيح 365 أنّه أُخرج له خمسون حديثًا.

    (2) أن يقول العبد ليست في رواية ابن أبي عديّ، ولكنها في رواية يحيى بن سعيد 4/ 122.

    (3) أبوء: أعترف.

    (4) المسند 4/ 124، ومن طريق حسين في البخاري 11/ 97 (6306). وابن أبي عدي، من رجال الشيخين.

    (5) المسند 4/ 122، رجاله رجال الشيخين عدا أبي الأشعث شراحيل بن آده، من رجال مسلم. والحديث من طرق عن أبي قلابة في ابن ماجة 1/ 537 (1681)، وأبي داود 8/ 302 (2369)، وصحيح ابن حبّان 8/ 303 (3534). وينظر المستدرك 2/ 428، 429, وصحّحه الألباني.

    (2450) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل عن خالد الحذّاء عن أبي قِلابة عن أبي الأشعث عن شدّاد بن أوس قال:

    ثِنتان حَفِظْتُهما عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - إنّ اللَّه عزّ وجلّ كَتَبَ الإحسانَ على كلِّ شيء، فإذا قَتَلْتُم فأحْسِنوا القِتْلَة، وإذا ذَبَحْتُم فأحسِنوا الذِّبْحة، ولْيَحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه، ولْيُرِحْ ذبيحتَه.

    انفرد بإخراجه مسلم (1).

    (2451) الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا الأوزاعيّ عن حسّان بن عطيّة قال:

    كان شدّاد بن أوس في سفر، فنزل منزلًا، فقال لغُلامه: ائْتِنا بالسُّفرة نَعْبَثُ بها، فأنكرْتُ عليه، فقال ما تَكَلَّمْتُ بكلمة منذ أسلمتُ إلا وأنا أخْطِمُها وأَزُمُّها غير كلمتي هذه، فلا تحفظوها عليّ، واحفظوا ما أقول لكم:

    سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: إذا كَنَزَ الناسُ الذهبَ والفضّةَ فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات: الّلهمّ إنّي أسألُك الثباتَ في الأمر، والعزيمةَ على الرُّشْد، وأسألك لسانًا صادقًا، وأسألك مِن خير ما تعلمُ، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرُك لما تعلم، إنّك أنت علّام الغيوب (2).

    * طريق آخر:

    حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو مسعود الجُريري عن أبي العلاء بن الشِّخِّير عن الحَنْظَلي عن شدّاد بن أوس قال:

    قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما من رجلٍ يأوى إلى فراشه فيقرأ بسورة من كتاب اللَّه عزّ وجلّ إلا بعثَ اللَّه مَلَكًا يحفظُه من كلِّ شيء يُؤْذيه حتى يَهُبَّ متى هَبَّ. (1) المسند 4/ 123، ومسلم 3/ 1548 (1955).

    (2) المسند 4/ 123. ورجاله ثقات، لكنه منقطع: فحسّان لم يرو عن شدّاد. وقد رواه المزّي في التهذيب 1/ 102 من طريق الأوزاعي عن حسان ورواه كذلك الطبراني 7/ 287 (7157) وأدخلا مسلم بن مشكم بين حسّان وشدّاد. وصحّح الحاكم الحديث 1/ 508 على شرط مسلم، من طريق عكرمة عن شدّاد، ووافقه الذهبي.

    قال: وكان رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يُعَلِّمُنا كلماتٍ ندعو بهنّ في صلاتنا - أو قال: في دُبُر صلاتنا: اللهمّ إنَي أسألُك الثّبات في الأمر, وأسألُك عزيمةَ الرُّشْد، وأسألك شُكْرَ نعمتِك، وحُسْنَ عبادتك، وأسألُك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأستغفرُك لِما تعلمُ، وأسألُك من خير ما تعلم، وأعوذُ بك من شرّ ما تعلم (1).

    (2452) الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: قال معمر: أخبرني أيّوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعانيّ عن أبي أسماء الرَّحَبي عن شدّاد ابن أوس:

    أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - قال: إنّ اللَّهَ زَوَى لي الأرضَ حتى رأيتُ مشارقَها ومغاربَها، وإن مُلْكَ أُمّتي سيبلغُ ما زُوِيَ لي منها، وإنّي أُعْطيتُ الكَنزين الأبيض والأحمر، وإنّي سألْتُ ربّي ألا يُهْلِكَ أمّتي بسنة بعامّة، وألا يُسلِّطَ عليهم عدوًّا فيُهْلِكَهم بعامّة، ولا يَلْبسَهم شِيَعًا، وألا يُذيقَ بعضَهم بأسَ بعض. فقال: يا محمّد، إنّي إذا قضيتُ قضاءً فإنّه لا يُرَدّ، وإنّي قد أعطيْتُك لأمّتك ألا أُهْلِكَهم بسنة بعامّة، وألا أُسَلِّطَ عليهم عدوًّا ممّن سواهم فيهلكهم بعامّة، حتى يكونَ بعضُهم يُهلك بعضًا، وبعضهم يسبي بعضًا (2).

    قال: وقال النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنّي لا أخاف على أُمّتي إلّا الأئمّةَ المُضِلِّين، فإذا وُضعَ السيفُ في أُمّتي لم يُرْفَعْ إلى يوم القيامة (3). (1) المسند 5/ 125. وأخرجه الترمذي 5/ 441 (3407) عن سفيان عن الجريري عن رجل من بني حنظلة. وقال: إنّما نعرفه من هذا الوجه. وذكر صدره الهيثمي في المجمع 10/ 123 وقال: رجاله رجال الصحيح. وأخرج قسمه الثاني النسائي 3/ 54، وابن حبّان 5/ 310 (1974) من طريق حمّاد ابن سلمة عن الجُريري عن أبي العلاء عن شدّاد، بإسقاط الحنظلي المجهول. وضعّف الألباني الحديث.

    (2) المسند 4/ 123. وهو حديث صحيح. قال الهيثمي في المجمع 7/ 224: رجال أحمد رجال الصحيح. وروى الإمام مسلم الحديث من طرق عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرّحبي عن ثوبان 4/ 2251 (2889). وينظر الجمع 3/ 3535 (3097).

    (3) المسند 4/ 123 وهو حديث صحيح. قال الهيثمي في المجمع 7/ 224: رجال أحمد رجال الصحيح. وروى الإمام مسلم الحديث من طرق عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرّحبي عن ثوبان 4/ 2251 (2889). وينظر المجمع 3/ 3535 (3097).

    (2453) الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هيثم بن خارجة قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن راشد بن داود الصّنعاني عن أبي الأشعث الصّنعاني:

    أنّه راح إلى مسجد دمشق وهجّرَ بالرَواح، فلقيَ شدّادَ بن أوس والصنابحيُّ معه فقلت: أين تريدان يرحمُكما اللَّه؟ قالا: نريد ها هنا إلى أخ لنا من مصر (1) نعودُه، فانطلقتُ معهما حتى دخلا على ذلك الرجل، فقالا له: كيف أصبحْتَ؟ قال: أصبحتُ بنعمة. فقال له شدّاد: أَبْشِر بكفّارات السَّيِّئات وحطِّ الخطايا:

    فإنّي سمعتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: إنّ اللَّه تعالى يقول: إنّي إذا ابْتَلَيْتُ عبدًا من عبادي مؤمنًا فحَمِدَني على ما ابْتَليْتُه فإنّه يقومُ من مَضجَعه كيوم وَلَدَتْه أمُّه من الخطايا، ويقول الربُّ عزّ وجلّ: أنا قَيَّدْتُ عبدي هذا وابتليتُه، فأجْرُوا له كما كُنتم تُجرون له وهو صحيح (2).

    (2454) الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحُباب قال: حدّثني عبد الواحد بن زيد قال: أخبرنا عبادة بن نُسَيّ عن شدّاد بن أوس:

    أنّه بكى، فقيل له: ما يُبكيك؟ فقال: شيء سَمِعْتُه من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكَرْتُه فأبكاني.

    سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: أتخوّفُ على أُمّتي الشّرك، والشّهوة الخفيّة قلت: يا رسول اللَّه، أتشرك أُمّتُك من بعدك؟ قال: نعم، أما إنّهم لا يعبُدون شمسًا ولا قمرًا ولا حجرًا ولا وَثَنًا، ولكن يراءون بأعمالهم.

    والشّهوة الخفية: أن يُصْبحَ أحدُهم صائمًا فتَعرِضُ له شهوة من شهواته فيترُك صومه (3). (1) في المسند والمعجم الكبير إلى أخ لنا مريض. وفي المجمع: إلى أخ لنا مريض من مصر.

    (2) المسند 4/ 123، والكبير 7/ 279 (7136)، وفي الأوسط 5/ 357 (4706) من طريق إسماعيل وقال: لا يروى هذا الحديث عن شدّاد إلا بهذا الإسناد، تفرّد به إسماعيل بن عيّاش. وقال الهيثمي في المجمع 2/ 306: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، كلُّهم من رواية إسماعيل بن عيّاش عن راشد الصنعاني، وهو ضعيف في غير الشاميين، وراشد بن داود الصنعاني -صنعاء دمشق - شامي، فروايته عنه صحيحة، ولكن راشدًا صدوق له أوهام. التقريب 1/ 168.

    (3) المسند 4/ 124. ومن طريق عبد الواحد في المعجم الكبير 7/ 284 (7144)، وصحّح الحاكم إسناده 4/ 330، فردّه الذهبي بقوله: عبد الواحد متروك. وأخرج ابن ماجة الحديث 6/ 1402 (2405) من طريق عامر بن عبد اللَّه عن الحسين بن ذكوان عن عبادة. قال البوصيري: في إسناده عامر بن عبد اللَّه، لم أرَ من تكلّم فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات. وضعّفه الألباني.

    عبد الواحد بن زيد متروك الحديث (1).

    * وقد روي مبسوطًا:

    حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النّضر قال: حدّثنا عبد الحميد -يعني ابن بَهرام - قال: قال شَهر بن حوشب: قال ابن غَنْم:

    لمّا دخلْنا مسجد الجابية أنا وأبو الدَّرداء لَقِيَنا عبادةُ بن الصامت، فأخذ يميني بشماله وشمالَ أبي الدَرداء بيمينه، فخرج يمشي بيننا ونحن ننتجي - واللَّه أعلم بما نتناجى، فقال عبادة بن الصامت: إنّ طال بكما عمرُ أحدِكما أو كليكما لتوشكان أن ترَيا الرَّجلَ من ثَبَج المسلمين -يعني من وسط - قرأ القرآنَ على لسان محمد -صلى اللَّه عليه وسلم - فأعاده وأبدأَه، وأحلَّ حلالَه، وحرّمَ حرامه، ونزل عند منازله، أو قرأه على لسان أخيه قراءة على لسان محمد، فأعاده وأبدأه، وأحلّ حلالَه، وحرّم حرامَه، ونزل عند منازله، لا يحورُ (2) فيكم إلا كما يحورُ رأسُ الحمار الميت.

    قال: فبينما نحن كذلك إذ طلع شدّاد بن أوسِ وعوف بن مالك، فَجلسا إلينا فقال شدّاد: إنّ أخوفَ ما أخاف عليكم أيُّها الناسُ لما سمعتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: من الشهوة الخفيّة والشّرك. فقال عبادة بن الصامت وأبو الدَّرداء: اللهمّ غَفرًا، ألم يكن رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - قد حدّثنا: أن الشيطان قد يَئِسَ أن يُعْبَدَ في جزيرة العرب؟ فأمّا الشّهوة الخفيّة فقد عرَفْناها: هي شهوات الدّنيا من نسائها وشهواتها، فما هذا الشّركُ الذي تُخَوِّفنا به يا شدّاد؟ فقال شدّاد: أرأيتُكم لو رأيْتُم رجلًا يصلّي لرجل أو يصومُ لرجل أو يتصدّقُ له، أترَون أنّه قد أشرك؟ قالوا: نعم واللَّه، إنّ من صلّى لرجل أو صام أو تصدّق له لقد أشركَ. فقال شدّاد: فإني قد سَمِعْتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: من صلّى يرائي فقد أشرك، ومن صامَ يُرائي فقد أشرك، ومن تصدّقَ يُرائي فقد أشرك. قال عوف بن مالك عند ذلك: أفلا يَعْمَدُ اللَّهُ عزّ وجلّ إلى ما ابتُغي به وجهُه من ذلك العملِ كلِّه فيقبل ما خَلَصَ له، ويَدَعُ ما أُشرك به؟ فقال شدّاد عند ذلك: فإني سَمِعْتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: "إنّ اللَّه عزّ وجلّ يقول: أنا خيرُ قسيم لمن أشرك بي، عن أشركَ بي شيئا، فإن (3) عملَه قليله وكثيره لشريكه (1) ينظر التعجيل 266، والضعفاء والمتروكون 2/ 155.

    (2) يحور: يرجع.

    (3) في المسند: فإنّ حَشْدَه عمله.. . .

    الذي أشرك به, وأنا عنه غَنِيّ" (1).

    عبد الحميد بن بهرام، وشهر ضعيفان (2).

    (2455) الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن راشد بن داود عن يعلى بن شدّاد قال: حدّثني أبي شدّادُ ابن أوس وعُبادةُ بن الصامت حاضرٌ يصدّقه، قال:

    كنّا عند النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - فقال: هل فيكم غريب؟ يعني أهل الكتاب، فقلنا: لا يا رسول اللَّه. فأمرَ بغلق الباب، وقال: ارفعوا أيديَكم وقولوا: لا إله إلا اللَّه فرفَعْنا أيديَنا ساعةً، ثم وضعَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يدَه ثم قال: الحمدُ للَّه، اللهمّ بَعَثْتَني بهذه الكلمة وأَمَرْتَني بها، ووعدْتَني الجنّةَ عليها، وإنّكَ لا تُخْلفُ الميعاد ثم قال: أَبْشِروا، فإنّ اللَّهَ قد غفرَ لكم (3).

    (2456) الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الحكم بن نافع قال: حدّثنا ابن عيّاش عن راشد بن داود عن أبي أسماء الرَّحَبي عن شدّاد بن أوس:

    عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - أنّه قال: سيكونُ من بعدي أمّةٌ يُميتون الصلاةَ عن مواقيتها، فصَلُّوا الصلاةَ لمواقيتها، واجعلوا صلاتَكم معهم سُبْحةً (4). (1) المسند 4/ 125. وفي المعجم الكبير 7/ 281 (7139) من طريق ابن بهرام: من صلّى يرائي فقد أشرك.. ومن صام.. ومن تصدّق.. . وقد نقل الحديث بطوله الهيثمي في المجمع 10/ 223 وقال: وفيه شهر ابن حوشب، وثّقه أحمد وغير واحد، وبقيّة رجاله ثقات.

    (2) شهر وعبد الحميد مختلف فيهما، وحولهما كلام. وقد أخذ على عبد الحميد كثرة روايته عن شهر. ينظر الضعفاء والمتركون 2/ 43، 84، والتهذيب 3/ 409، 4/ 346، والتقريب 1/ 247، 326.

    (3) المسند 4/ 124. ومن طريق إسماعيل في المستدرك 1/ 501، قال الحاكم: حال إسماعيل بن عيّاش يقرُبُ من الحديث قبل هذا، فإنّه أحد أئمة أهل الشام، وقد نسب إلى سوء الحفظ، وأنا على شرطي في أمثاله. وقال الذهبي: راشد ضعّفه الدراقطني وغيره، ووثّقه دُحيم. وقال الهيثمي 10/ 84: رواه أحمد، وفيه راشد ابن داود، وقد وثّقه دُحيم. وقال الهيثمي 10/ 84: رواه أحمد، وفيه راشد بن داود، وقد وثّقه غير واحد، وفيه ضعف، وبقيّة رجاله ثقات. وينظر التعليق على الحديث السادس من هذا المسند.

    (4) المسند 4/ 124، وفي إسناده راشد، كسابقه. ومن طريق إسماعيل بن عيّاش في المعجم الكبير 7/ 287 (7155). قال الهيثمي 1/ 329: فيه راشد بن داود، ضعّفه الدارقطني، ووثّقه ابن معين ودُحيم وابن حبّان.

    (2457) الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن إسحاق قال: أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرني أبو بكر بن أبي مريم عن ضَمرة بن حبيب عن شَدّاد بن أوس قال:

    قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: الكَيِّسُ من دانَ نفسَه وعَمِل لما بعدَ الموت، والعاجزُ من أتبعَ نفسَه هواها، وتمنّى على اللَّه عزّ وجلّ (1).

    (2458) الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم قال: حدّثنا عبد الحميد -يعني ابن بهرام - قال: حدّثنا ابن غَنم أن شدّاد بن أوس حدّثه:

    عن حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، لَيَحْملَنّ شرارُ هذه الأُمّة على سَنَن الذي خلَوْا من قبلِهم من أهل الكتاب حَذْوَ القُذَّة بالقُذَّة" (2).

    القُذَّة: ريشة السهم، وكل ريشة منه قذّة. وكل ريشةُ تُقَذُّ على قدر صاحبتها.

    (2459) الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن بن موسى قال: حدّثنا قَزَعة قال: حدّثني الأعرج عن الزّهري عن محمود بن لبيد عن شدّاد بن أوس قال:

    قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إذا حَضَرْتُم موتاكم فأَغْمِضوا البصرَ، فإن البصرَ يَتْبَعُ الرُّوحَ، وقُولُوا خيرًا؛ فإنّه يُؤَمَّنُ على ما قال أهل الميّت (3). (1) المسند 4/ 124 وأبو بكر ضعيف، التقريب 2/ 699. ومن طريق ابن المبارك أخرجه الترمذيّ 4/ 550 (2459) وقال: هذا حديث حسن. ومعنى قوله: من دان نفسه يقول: حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يُحاسب يوم القيامة. ومن طريق بقيّة عن ابن أبي مريم في ابن ماجة 2/ 1423 (4260). وأخرجه الحاكم 1/ 57 من طريق عبد اللَّه، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. قال الذهبي: لا واللَّه، أبو بكر واهٍ. وضعّفه الألباني.

    (2) المسند 4/ 125. وفي إسناده شَهر وابن بهرام - ينظر الحديث السابع. وهو في الكبير 7/ 281 (7140) قال الهيثمي 7/ 264: رجاله مختلف فيهم.

    (3) المسند 4/ 125. ورجاله رجال الصحيح عدا قزعة. وأخرجه ابن ماجة 1/ 468 (1455) من طريق قزعة، قال البوصيري: إسناده حسن، لأن قزعة بن سويد مختلف فيه، وباقي رجاله ثقات. وقد صحّحه الحاكم والذهبي 1/ 352 مع ضعف قَزَعة. وحسّنه الألباني في الصحيحة 3/ 84 (1092) لما روي عن أم سلمة في مسلم - ينظر الجمع 4/ 237 (3461).

    (2460) الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسن الأشيب قال: حدّثنا ابن لَهيعة قال: حدّثنا عبيد اللَّه بن المُغيرة عن يعلى بن شدّاد بن أوس قال: قال شدّاد بن أوس:

    كان أبو ذَرّ يسمعُ الحديثَ من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - فيه الشَّدّةُ، ثم يخرُجُ إلى قومه يُسَلِّم عليهم، ثم إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يُرَخِّصُ فيه بعد، فلم يسمعْه أبو ذَرّ، فتعلَّقَ أبو ذَرٍّ بالأمر الشديد (1).

    * * * * (1) المسند 4/ 125، ومن طريق ابن وهب عن ابن لهيعة في الكبير 7/ 290 (7166). قال الهيثمي 1/ 159: وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. ولكن رواية عبد اللَّه بن وهب عن ابن لهيعة صحيحة.

    (234) مسند الشَّريد بن سُوَيد الثَّقَفي

    كان اسمه مالكًا، فسمّاه رسول اللَّه الشَّريد، وذلك أنّه قتل قتيلًا من قومه ثم لَحقِ بمكّة فأسلم (1).

    (2461) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الصمد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن الشريد:

    أنّ أُمَّه أوصَتْ أن يُعْتِقَ عنها رقبةً مؤمنة، فسأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - عن ذلك فقال: عندي سوداءُ نُوبيّةٌ، فأُعْتِقُ عنها (2)؟ قال ائْتِ بها فدعَوْتُها، فجاءت، فقال لها: من ربُّك؟ قالت: اللَّه. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول اللَّه. قال: أعْتِقْها؛ فإنّها مؤمنة (3).

    (2462) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا وَبْرُ بن أبي دُليلة -شيخٌ من أهل الطائفِ - عن محمد بن ميمون بن مُسَيكة -وأثنى عليه خيرًا - عن عمرو بن الشّريد عن أبيه قال:

    قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ عِرْضَه وعقوبته.

    قال وكيع: عرضه: شكايته. وعقوبته: حبسه (4). (1) الطبقات 6/ 51، والآحاد 3/ 213، ومعرفة الصحابة 3/ 1484، والاستيعاب 2/ 159، والتهذيب 3/ 382، والإصابة 2/ 141.

    والشريد ممن أنفرد بالإخراج عنهم مسلم -روى له حديثين - الجمع (160). وروي له أربعة وعشرون حديثًا كما في التلقيح 367.

    (2) في المسند 4/ 222: فأعتقها؟ وفي 4/ 385 فأعتقها عنها؟ .

    (3) المسند 4/ 22، وهو من طريق حماد في سنن أبي داود 3/ 230 (3283)، والنسائي 6/ 252، وصحيح ابن حبّان 1/ 418 (189)، وقال الألباني: حسن صحيح. وحسّن محقّق ابن حبّان إسناده.

    (4) المسند 4/ 222، وابن ماجة 2/ 811 (2427)، والنسائي 7/ 316، وصحّحه ابن حبّان 11/ 486 (5089). وأخرجه أبو داود 3/ 313 (3628) من طريق وبر. وصحّح الحاكم إسناده 2/ 104، ووافقه الذهبي. وهو في البخاري 5/ 62 تعليقًا: ويذكر عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.. ونقل التفسير عن سفيان. وحسّن ابن حجر إسناده.

    (2463) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عليّ بن بحر قال: حدّثنا عيسى ابن يونس قال: أخبرنا ابن جُرَيج عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال:

    مرّ بي رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - وأنا جالسٌ هكذا، قد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتَّكَأتُ على أَلية يدي، فقال: أتَقْعُدُ قِعدة المغضوبِ عليهم! (1).

    (2464) الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: أخبرنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثَّقفي قال: سمعتُ عمرة بن الشريد يذكر عن أبيه قال:

    استنشدَني رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - من شعر أميّة فأنشدْتُه، فكلّما أنشدْتُه بيتًا قال: هِيه، حتى أنشدْتُه مائة قافية, فقال: إن كادَ لَيُسْلِم.

    انفرد بإخراجه مسلم (2).

    (2465) الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا رَوح قال: حدّثنا حسين المُعَلّم عن عمرو بن شُعيب عن عمرو بن الشَّريد عن أبيه الشَّريد بن سُويد:

    أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه، أرضٌ ليس لأحد فيها شِرك ولا قَسْم إلا الجِوار. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: الجارُ أحقُّ بسَقَبه ما كان (3).

    السَّقب والصَّقب: الملاصقة.

    (2466) الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: [حدّثنا رَوح قال] (4): قال: حدّثنا زكريا بن إسحاق قال: حدّثنا إبراهيم بن ميسرة أنّه سمع يعقوب بن عاصم بن عروة يقول: سمعتُ الشريد يقول: (1) المسند 4/ 388، ورجاله ثقات. وهو في سنن أبي داود 4/ 263 (4848). ومن طريق عيسى صححه الحاكم والذهبي 4/ 269، وابن حبّان 12/ 488 (5674)، وصحّحه الألباني.

    (2) المسند 4/ 388. ومن طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن أخرجه مسلم 4/ 1767 (2255)، والبخاري في الأدب المفرد 2/ 467 (869). وأبو أحمد الزبيري من رجال الشيخين.

    (3) المسند 4/ 389، وهو حديث صحيح، ورجاله ثقات. ومن طريق حسين بن ذكوان المعلّم أخرجه ابن ماجة 2/ 834 (2496)، والنسائي 7/ 320، وصحّحه الألباني. وذكر ابن حجر في الفتح 4/ 437 بعد حديث أبي رافع الذي رواه عمرو بن الشريد أنّه يحتمل أن يكون سمعه من أبيه ومن أبي رافع، وأن البخاري صحّح الحديثين. وينظر حديث أبي رافع (89).

    (4) تتمّة من المسند.

    أشهدُ لَوَقَفْتُ مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - بعرفات. قال: فما مسّت قدماه الأرضَ حتى أتى جَمْعًا (1).

    (2467) الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن الشَّريد عن أبيه قال:

    كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسلَ إليه النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: ارْجعْ فقد بايَعْناك.

    انفرد بإخراجه مسلم (2).

    (2468) الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الواحد الحدّاد أبو عبيدة عن خلف بن مِهران قال: حدّثنا عامر الأحول عن صالح بن دينار عن عمرو بن الشَّريد قال: سمعت الشّريد يقول:

    سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: من قَتَلَ عصفورًا عَبَثًا عجَّ إلى اللَّه عزّ وجلّ يومَ القيامة منه، يقول: يا ربّ، إنّ فلانًا قتلَني عَبَثًا ولم يَقْتُلْني منفعة (3).

    (2469) الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا زكريا بن إسحاق قال: حدّثنا إبراهيم بن ميسرة أنّه سمع عمرو بن الشَّريد يحدّث عن أبيه:

    أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم - تَبعَ رجلًا من ثقيف حتى هرول في أَثَره، حتى أخذَ ثوبه فقال: ارفعْ إزارَك فكشفَ الرجلُ عن ركبتيه فقال: يا رسول اللَّه، إنّي أَحْنَفُ وتَصْطَكُّ ركبتاي (4). فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: كلُّ خَلْقِ اللَّهِ عزّ وجلّ حَسَن.

    قال: ولم يُرَ ذلك الرجلُ إلا وإزارُه إلى أنصاف ساقَيه حتى مات (5).

    * * * * (1) المسند 4/ 389. ورجاله ثقات. وله شاهد رواه عن ابن عباس: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - أفاض من عرفة وأسامة ردفه، قال أسامة: فما زال يسيرُ على هيئته حتى أتى جمعًا. الجمع 3/ 344 (2810) مسند أسامة.

    (2) المسند 4/ 390، ومسلم 4/ 1752 (2231).

    (3) المسند 4/ 389، والنسائي 7/ 239، والمعجم الكبير 7/ 317 (7245)، وصحّحه ابن حبّان 13/ 214 (5891) وينظر تخريج المحقّق. وضعّفه الألباني. ويبدو أن ذلك لجهالة حال صالح.

    (4) الحنف: ميل أصابع الرجل نحو الأخرى. واصطكاك الركبتين: ضرب إحداهما الأخرى عند المشي.

    (5) المسند 5/ 390، وشرح المشكل 9/ 404 (1708) وصحّح المحقّق إسناده على شرط مسلم. وهو من طريق إبراهيم في المعجم الكبير 7/ 315، 316 (7240، 7241). وقال الهيثمي 5/ 127: رجال أحمد رجال الصحيح.

    (235) مسند شَكَل بن حُمَيد أبي شُتَير العَبْسي

    (1)

    (2470) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثني سعد بن أوس عن بلال بن يحيى عن شُتير بن شَكَل عن أبيه قال:

    قلت: يا رسول اللَّه، علِّمْني دُعاءً أنتفعُ به. قال: قُلْ: اللهمّ إني أعوذُ بك من شَرِّ سَمعي وبصري وقلبي ومنيّي (2).

    * * * * (1) ينظر الطبقات 6/ 111، والآحاد 2/ 467، ومعرفة الصحابة 3/ 1490، والاستيعاب 2/ 158، والتهذيب 3/ 405، والإصابة 2/ 150.

    ولم يرو غير هذا الحديث الواحد كما في التلقيح 381.

    (2) المسند 24/ 304 (15541)، وإسناده صحيح. وبهذا الإسناد في الأدب المفرد 1/ 347 (663)، وأبي داود 2/ 192 (1551)، وعن وكيع وغيره عن سعد عن النسائي 8/ 255، 259، 260، 267. وعن سعد في الترمذي 5/ 489 (3492) وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث سعد بن أوس عن بلال بن يحيى. وبه صحّح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي 1/ 532. وصحّحه الألباني، وصحّح محقّق المسند إسناده.

    قال وكيع - كما في المفرد: معنى منيّي: الزنا والفجور.

    (236) مسند شَمعون أبي رَيحانة الأزدي

    ذكره البخاري في حرف الشين. وقال أبو سعيد بن يونس: سمعون بالسين المهملة أصحّ عندي (1).

    (2471) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا حَريز قال: سمعتُ سعد بن مَرْثدَ الرَّحَبي قال: سمعت عبد الرحمن بن حَوْشب يحدّث عن ثوبان بن شَهر الأشعري قال: سمعت كُرَيب بن أبرهةَ وهو جالس مع عبد الملك بِدَير المُرّان، وذكروا الكِبْرَ، فقال كُريب: سمعت أبا ريحانة يقول:

    سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: لا يَدْخُلُ شيء من الكبر الجنّةَ قال: فقال قائل: يا رسول اللَّه، إني أُحِبُّ أن أتجمَّلَ بسَير سَوطي، وشِسْعِ نعلي. فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنّ ذلك ليس بالكبر، إنّ اللَّه جميلٌ يُحبُّ الجَمال، إنما الكبْرُ مَن سَفه الحَقَّ، وغَمَصَ النّاسَ بعينه (2).

    في معنى قوله: سَفِهَ الحقّ قولان: أحدُهما: سَفَّهَ الحقّ. والثاني: جهل الحقّ.

    وغمص بمعنى احتقر. ويروى: غَمَطَ، والمعنى واحد.

    (2472) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن غيلان قال: حدّثنا المُفَضَّل بن فَضالة قال: حدّثنا عيّاش بن عبّاس عن أبي الحُصين الهيثم بن شَفِىّ أنّه سمعه يقول:

    خرجت أنا وصاحب لي يُسَمّى أبا عامر رجل من المعافر لنصَلِّيَ بإيلياء، وكان قاصَّهم رجلٌ من الأزد يقال له أبو ريحانة، من الصحابة. قال أبو الحُصَين: فسبقَني صاحبي إلى (1) ينظر الطبقات 7/ 296، والآحاد 4/ 298، ومعرفة الصحابة 3/ 1488، والاستيعاب 2/ 158، والتهذيب 3/ 405، والإصابة 2/ 153.

    (2) المسند 4/ 133. قال الهيثمي 5/ 136: رجاله ثقات.

    المسجد ثم أدركْتُه، فجلسْتُ إلى جنبه، فسألَني: هل أدركتَ قَصَصَ أبي رَيحانة؟ فقلت: لا. فقال: سمعتُه يقول:

    نهى رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - عن عشرة: عن الوَشْر، والوَشْم، والنَّتْف، وعن مُكامَعةِ الرجلِ الرجلَ بغير شعار، ومُكامعةِ المرأةِ المرأةَ بغير شعار، وأن يجعلَ الرجلُ في أسفل ثوبه حريرًا مثلَ الأعلام، وأن يجعلَ على مَنكبه مثل الأعاجم، وعن النُّهْبَى، وعن رُكوب النُّمور، ولُبوس الخاتَمِ إلا لذي سلطان (1).

    الوَشْر: أن تَحِدَ طَرفَ الأسنان لتشبه أسنان الأحداث.

    والوَشم: أن يَغْرِزَ الجلدَ بإبرة ثم يحشى بكحل فيخضرّ.

    والنَّتف: نتف الشعر.

    والمكامعة: المضاجعة في ثوب واحد.

    وأما النُّمور: فقال القتيبي: النمرة بردة تلبسها الإماء. قلت: فيكون نهيُه إمّا لئلّا يتشبّه الرجل بالمرأة، وإما لكونها حريرًا.

    وأما النهي عن الخاتمَ فليتميَّز السلطان بما يَخْتِم به.

    (2473) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا أبو بكر بن عياش عن حُميد الكِندي عن عُبادة بن نُسَيّ عن أبي رَيحانة:

    أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - قال: من انتسبَ إلى تسعة آباءٍ كفّار يريدُ بهم عزًّا وكَرَمًا (2) فهو عاشرُهم في النّار (3). (1) المسند 4/ 134، ومن طريق المفضّل في النسائي 8/ 143، وأبي داود 4/ 48 (4049)، ورواه الطحاوي في شرح المشكل من طرق عن عيّاش 8/ 300 - 302 (3253 - 3256). وضعّف الألباني الحديث. وينظر تخريج محقّق المشكل.

    (2) في الأصل وكبرًا وما أثبت في المصادر.

    (3) المسند 4/ 134. ومن طريق أبي بكر بن عيّاش في مسند أبي يعلى 3/ 28 (1439). قال الهيثمي في المجمع 8/ 88: رجال أحمد ثقات. وهو كذلك، إلا أن البخاري ذكر في التاريخ الكبير 2/ 355، 356 بعد أن أخرج الحديث: ما أراه إلا مرسلًا.

    (2474) الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا زيد بن الحُباب قال: حدّثني عبد الرحمن بن شُريح قال: سمعت محمد بن سُمير الرُّعَيني يقول: [سمعتُ أبا عامر التُّجِيبي يقول] (1) سمعت أبا ريحانة:

    كنّا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - في غزاة، فأتَيْنا ذاتَ يوم إلى شَرَفِ فبِتْنا عليه، فأصابنا بردٌ شديد، حتى رأيت من يحفِرُ في الأرض حُفرَةٌ يدخلُ فيها ويلقي عليه بالحَجَفة - يعني التُّرس، فلما رأى ذلك رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - من النّاس نادى: مَنْ يَحْرُسُنا في هذه الليلة فأدعوَ له بدُعاء يكونُ فيه فَضل؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول اللَّه. قال: ادْنُه فدنا منه فقال: من أنت؟ فتسمّى له الأنصاري، ففتحَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - بالدُّعاء فأكثر منه، قال أبو ريحانة: فلمّا سمعتُ ما دعا به رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقلت: أنا رجل آخر، قال: ادْنُه: فدنوت، فقال: من أنت؟ فقلت: أنا أبو ريحانة. فدعا لي بدعاء هو دون ما دعا للأنصاري. ثم قال: حُرِّمَت النارُ على عين دَمَعَت -أو بَكَتْ - من خَشية اللَّه عزّ وجلّ. وحُرِّمَتِ النارُ على عينٍ سَهِرَتْ في سبيل اللَّه" (2).

    * * * * (1) تكملة من المسند. وقال: وقال غيره -يعني غير زيد: أبو علي الجنبي. وفيه اختلاف في المصادر.

    (2) المسند 4/ 134، والآحاد 4/ 301 (2325)، وهو باختصار في النسائي 6/ 15، وصحّحه الألباني. وقال الحاكم 2/ 83: صحيح، ووافقه الذهبي. على أن الذهبي ذكر الحديث في الميزان - ترجمة محمد بن شمير -أو سمير-3/ 580، وقال: لم يرو عنه سوى عبد الرحمن بن شريح، حديثه عن أبي علي الجنبي عن أبي ريحانة مرفوعًا. وقال الهيثمي 5/ 290: رجال أحمد ثقات.

    (237) مسند شَيبة بن عُتبة بن رَبيعة أبي هاشم القرشي

    (1)

    (2475) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن شَقيق قال:

    دخل معاويةُ على خاله أبي هاشم بن عتبة يعودُه، فبكى، فقال له معاوية: ما يُبكيك يا خال؟ أوجعًا يُشْئزُك؟ أحِرْصًا على الدّنيا؟ فقال: وكُلَّا لا، ولكن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - عهد إلينا فقال: يا أبا هاشم، إنّها لَعَلّك تُدْرِكُ أموالًا يُؤتاها أقوامٌ، وإنّما يَكفيك من جميع المال خادَمٌ ومَرْكَب في سبيل اللَّه تعالى. وأراني قد جمعت (2).

    ومعنى: يُشئزك: يقلقك.

    * * * * (1) الآحاد 1/ 402، ومعرفة الصحابة 3/ 1463، والاستيعاب 4/ 207، والتهذيب 8/ 446، والإصابة 4/ 199. وفي التلقيح 376 أنّه ممن روي له حديثان.

    (2) المسند 24/ 433 (15664). قال المحقّق: ضعيف لانقطاعه: شقيق بن سلمة لم يسمع من أبي هاشم، بينهما سمرة بن سهم الأسدي، مجهول. وقد أخرج الترمذي الحديث 4/ 488 (2327) من طريق منصور والأعمش عن أبي وائل قال: جاء معاوية.. . وذكر أنّه روى عن أبي وائل عن سمرة. قال: وفي الباب عن بريدة الأسلمي. وقد ذكر ابن حجر أن الترمذي روى حديث أبي هاشم بسند صحيح. وروي الحديث في سنن ابن ماجة 2/ 1374 (4103) من طريق أبي وائل عن سمرة بن سهم. وحسّنه الألباني.

    (238) مسند شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أبي عثمان الحَجَبيّ

    (1)

    (2476) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن واصل الأحدب عن أبي وائل قال:

    جلسْتُ إلى شيبةَ بن عثمان فقال: جلسَ عمرُ بن الخطاب في مجلسك هذا فقال: لقد هَمَمْتُ ألّا أدَعَ في الكعبة صفراءَ ولا بيضاءَ إلا قَسَمْتُها بين النّاس. قال: قلتُ: ليس ذلك لك؛ قد سبقَك صاحباك ولم يفعلا ذلك. قال: هما المَرْآن يُقْتدى بهما.

    انفرد بإخراجه البخاري (2).

    * * *

    آخر حرف الشين (1) الطبقات 6/ 6، والآحاد 1/ 438، ومعرفة الصحابة 3/ 461، والاستيعاب 2/ 155، والتهذيب 3/ 415، والسير 3/ 12، والإصابة 2/ 157.

    وقد أخرج له البخاري هذا الحديث. الجمع (141). وفي التلقيح 381 عدّه من أصحاب الحديث الواحد، ونقل عن البرقي أنّه له ثلاثة أحاديث.

    (2) المسند 24/ 102 (15382). ومن طريق سفيان في البخاري 3/ 456 (1594). ووكيع من رجال الشيخين.

    حرف الصاد

    (239) مسند صالح مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-

    ويعرف بشُقران (1).

    (2477) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسود بن عامر قال: حدّثنا مُسلم بن خالد عن عمرو ابن يحيى المازني عن أبيه عن شُقران مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - قال:

    رأيتُه -يعني النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم - مُتَوجّهًا إلى خَيبر على حمار (2)، ويُومِىءُ إيماء (3).

    * * * (1) الطبقات 3/ 36، والآحاد 1/ 339، ومعرفة الصحابة 3/ 1507، والاستيعاب 2/ 161، 193، والتهذيب 2/ 403، والإصابة 2/ 151، 168.

    (2) في المصادر يصلّي، يومىء.. . .

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1