Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الحاوي في الطب
الحاوي في الطب
الحاوي في الطب
Ebook699 pages5 hours

الحاوي في الطب

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الحاوي في الطب يعتبر من أكثر كتب أبو بكر الرازي أهمية وقد وصف بأنَّه موسوعة عظيمة في الطب تحتوي على ملخصات كثيرة من مؤلفين إغريق وهنود إضافة إلى ملاحظاته الدقيقة وتجاربه الخاصة وقد ترجم الحاوي من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية وطبع لأول مرة في بريشيا في شمال إيطاليا عام 1486 وقد أعيد طبعه مرارًا في البندقية في القرن السادس عشر الميلادي وتتضح مهارة الرازي في هذا المؤلف الضخم ويكاد يجمع مؤرخو الرازي بأنَّه لم يتم الكتاب بنفسه ولكن تلاميذه هم الذين أكملوه.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateNov 6, 1900
ISBN9786383557386
الحاوي في الطب

Read more from أبو بكر الرازي

Related to الحاوي في الطب

Related ebooks

Reviews for الحاوي في الطب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الحاوي في الطب - أبو بكر الرازي

    الغلاف

    الحاوي في الطب

    الجزء 3

    أبو بكر الرازي

    311

    الحاوي في الطب يعتبر من أكثر كتب أبو بكر الرازي أهمية وقد وصف بأنَّه موسوعة عظيمة في الطب تحتوي على ملخصات كثيرة من مؤلفين إغريق وهنود إضافة إلى ملاحظاته الدقيقة وتجاربه الخاصة وقد ترجم الحاوي من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية وطبع لأول مرة في بريشيا في شمال إيطاليا عام 1486 وقد أعيد طبعه مرارًا في البندقية في القرن السادس عشر الميلادي وتتضح مهارة الرازي في هذا المؤلف الضخم ويكاد يجمع مؤرخو الرازي بأنَّه لم يتم الكتاب بنفسه ولكن تلاميذه هم الذين أكملوه.

    السعال الخاص بورم الكبد

    إنما يكون سعلات صغار يستريح إليها المريض ومتفاوتة فيما بينهما زمن طويل وهي يابسة. لي سعلات ذات الجنب أصلب وأعظم تواتراً .الفرق ؛قال: قد رأيناكم تفصدون في ذات الجنب من كان شاباً ولم أركم ولا غيركم فصد شيخاً فانياً ولا صبياً صاحب ذات الجنب إذا نام على الجانب الذي فيه العلة سعل ونفث أكثر، وذلك أن الرئة تلاصق الخلط ويتكيء عليه فتجد لذعاً أكثر، وافعل ذلك إذا أردت التنقية فإن جالينوس قال في الخامسة من حيلة البرء: إنا إذا زرقنا ماء العسل في الخراجات العفنة التي في الصدر أمرنا صاحبه أن يضطجع على جانبه العليل ويسعل، وربما هزّزناه هزّاً رفيقاً، وفي بعض الأوقات يمتص ماء العسل الذي زرقناه بالآلة التي تسمى جاذبة القيح. لي وهذا يدل على أنه إذا بقيت بقايا من ماء العسل الذي عسل ذلك الصديد قليلة تعجز عن مصها جاذبة القيح أنام العليل على ذلك الجنب وهزّه وسعّله ليسرع دخوله إلى الرئة ويصعد، وكان كلامه هاهنا في دخول الشيء من الصدر إلى الرئة، وقد رأيت غير واحد بهم علل في الصدر ذات جنب ونفث دم، وكلهم إذا نام على الموضع الذي يوجعه سعل أكثر. 'لي' فرّق بين ذات الجنب وورم الكبد، فإن اللون في المكبود رديء وفي المجنوب غاية الحسن وظهور الدم، وبأن البول في المكبود غليظ مائل إلى بول المستسقين، وفي المجنوب نضيج غير زائل عن خدود الصحة، واعلم أن الترقوة تنجذب في ذات الجنب ليميل الورم إلى الأجزاء العالية من الغشاء، وأما في ورم الكبد فإن الشعبة العظمى من العرق الأجوف وهو الذي يسمونه القيفال يتصل بالترقوة فلثقل الورم في الكبد تجره إلى أسفل ولذلك لا يكون إلا فيما كان عظيماً .'لي' رأيت فتى سكنت حمّاه في ذات الجنب واشتد به ضيق النفس ثم بدت به علامات التقيح ونفث مدة فسقيته ما يسهل النفث وكان يخرج منه من القيح بسهولة في سعلة أو سعلتين ألف ألف 92 ما يملأ مغسلاً حتى أنه كان يشكّكني في رأيي في سلوك المدة وكان يخرج في كل يوم مرة أو مرتين على هذا ثم سكن السعال البتة ونقي هذا الفتى وتخلص .ورأيت آخرين عسر خروجه منهم وكلهم ماتوا، وقدرت أنه خرج من هذا الفتى عشرون رطلاً من ذلك القيح، وقد قال جالينوس: إن أصحاب ذات الجنب يقذفون في كل يوم ستة إلى سبعة قوطولات من القيح، والقوطولي الواحد تسع أواق، قال ذلك في الخامسة من الأعضاء الألمة .قال ج في الأولى من الأمراض الحادة: الأدوية المخدرة إذا أعطيت في ذات الجنب إنما تخدر الحس وكأنه يومي إن قوماً يعطونها فأرى أنه خطأ عظيم، لأن المخدرة تحتاج أن تحتال بإعطائها حيث لا تضر أن يبقى ذلك الشيء الموجع إلا حيث بقاؤه خطر، وهي تمنع النفث والنضج، وذكر أن الدواء المتخذ بالفراسيون والإيرسا إذا أعطى العليل بماء العسل انضج علل الصدر والرئة إنضاجاً حسناً وسهل النفث .'لي' رأيت رجلاً به ذات الجنب سهل النفث جداً إلا أنه شديد انصباغ الماء وسرعة النض وخشونة اللسان ودامت به شدة الحرارة ولم تكد تقلّ ولا تجف مات في الرابع عشر ولم تك تطفيء عنه تطفئة قوية بليغة، فموت هذا كان من حمّاه المحرقة التي به لا من ذات الجنب فإنه قد كان اجتمع عليه حمى ذات الجنب وعفن قوي في العروق، ولما سقطت قوته البتة لم يمكنه أن ينفث على أنه كان سهل الخروج وفصد هذا العليل في أول علته وكان ذلك شرّاً له في تقوية المحرقة لأنه كان نحيفاً مرارياً، وإن كان قد نفعه في ذات الجنب ولو أسهل وقويت تطفئته لنجا، فتفقد شدة حمى ذات الجنب والسخنة واعمل بحسب ذلك .الأولى من الثانية من افيذيميا: قد يكون نفث ملون في الحميات الحادّة وليس ذات جنب ولا ذات الرئة، والفرق بينهما أن النفس لا يتغير عن حاله الطبيعية، قال: فذلك يكون إذا انجلبت إلى الرئة أخلاط يسيرة حتى لا تنتقل الرئة منها لكن تخرجه قليلاً قليلاً ويكون تجلب هذا من عضو مّا، وربما نزل من الرأس، وربما كان خراج يسير في أعلى موضع من الصدر فلا يكون حينئذ سوء نفس ولا وجع في الصدر ويكون نفث هذا بحاله هذه .^

    الرابعة من السادسة

    النفث الأحمر دالّ على أن الورم دموي. .

    والأصفر على أنه صفراوي، والأبيض على أنه بلغمي. 'لي' إذا كان النفث أصفر فليكن ميلك إلى إسهال الصفراء وشدة التطفئة، فإذا كان أحمر فملإلى إرسال الدم، وإذا كان أبيض فإلى الكماد. 'لي' قال: دقيق الشعير إذا خلط بإكليل الملك وقشر الخشخاش سكن وجع ألف ألف 93 الجنب بالضماد، والجيد بنفسج خطمى إكليل الملك قشر الخشخاش دقيق شعير بزر كتان بابونج حلبة دقيق باقلي كرسنة شحم الدب عجيب في ذلك ويستعمله العجم .مسيح ؛ذكر أضمدة كثيرة للشوصة: منها التي حمّاها حادة المسكنة للوجع بلا إسحان، والتي حمّاها أخف وضيق النفس شديد، والأدوية المنضجة والملينة، الأمخاخ والشحوم والمقل ونحوها، قال: وقد يكون شوصة شديدة بغير حمى ويضمد بالزفت والفلونيا والشمع ودهن النرجس .'لي' هذا رأيت من كان نفسه شديد الضيق ووخزه وحمّاه ألين يتشنجون، وأحسب أن هؤلاء ينفعهم أن تكب عليهم بالأضمدة المنضجة، وذكر بعد هذا أضمدة محللة فيها ملينة، دقيق الترمس وطبيخ التين والحلبة وبعدها أضمدة من حب الغار والقطران والأشق، قال: ويصلح للأوجاع القديمة والباردة .الخوز: ينفع من ا لضربة تقع على الجنب جداً الخيار شنبر ودهن اللون بماء الهندبا .بختيشوع: الماء البارد يضر بصاحب ذات الجنب جداً وقد ترتبك ريح غليظة في هذا الموضع توهم أنه ذات الجنب والتكميد يحلّه وينفع منه، ولذات الجنب الخالصة إن تحل من علك البطم درهمين في أوقية دهن بنفسج ويمرخ به الجنب وهو شديد الحرارة فإنه يفرق عليه إذا كمد بخرقة ودثر فيخف الوجع مكانه .أبقراط ؛في تدبير الأصحاء: يسقى من به شوصة شراباً أبيض كثير المزاج، ووصف ثلاثة أصناف: منه صنف معه نافض والنفث أبيض إلى الصفرة وآخر بلا نافض، والنفث أصفر أو أحمر، وآخر النفث فرفيري ويحمّر بين الكتفين ويشتد عاله إذا احتبس ويصفر البراز وينتن جداً وقد من يفلت منه، قال: وإذا كان التقيح يعسر انفجاره فاسقه خردلاً وماء عسل وأطعمه سمكاً مالحاً وشيئاً حريفاً وأجلسه على كرسي وانفض بدنه وهزّه في كتفيه بشدة وأعطه حلتيتاً في لبن ورق الفجل وكمد الجنب دائماً، فإن لم يسهل النفث فشقّ الجلد بقمادين ثم عمد بالميضع حتى تبدو المدة وأخرجه قليلاً قليلاً كل يوم مرة وصبّ فيه زيتاً وشراباً وأخرجه مع المدة كل يوم فإن كانت مدة جيدة ولونها أبيض تخلص، وإن كانت رديئة هلك بعد أن يعلم في أيّ جنب هو بالقرقرة والوجع وثم إذا نقي فأدمله، قال: وجع الجنب الذي يأخذ من ناحية الظهر يخالف الأول لأنه يتجع ظهره كأنه مضروب وينفث من ساعته ويخرج نفسه ضربة ويبول بولاً دموياً قيحياً ويموت في الخامس وإلى السابع في الأكثر، فإن أفلت عاش وقد يخاف عليه إلى غد، وصنف من ذات الجنب يكون البصاق نقياً والبول كالماء الجاري ويأخذ الضربان من الترقوة إلى المراق ويشتد جداً، فإن أفلت إلى السابع بريء، وإذا عرضت ذات الجنب فأحمر الظهر وتسخنت الكتفان وثقل عليه القعود وخرج منه براز أصفر منتن مات بآخره وإن جاوزه بريء، ألف ألف 93 ومتى عرض له سريعاً نفث كثير الأصناف واشتد به الوجع مات من الثلاث، وإن أفلت بريء، وكل من كان لسانه خشناً فإنه لابد أن يتقيح وإفلاته عسر، وإذا مال الوجع إلى الشراسيف فأحقنه بقدر ما ترى وحمّه بماء حار خلا رأسه ولا يصيبه ماء حار، وإذا بدأ النفث فأعطه ما يرطب ويسهل النفث، والشراب الكثير المزاج يرطب الرئة ويسهل النفث عليها ويقل الوجع، ولبن المعز والعسل جيدان في ذلك، وإن الرئة إذا ترطبت جداً خف الوجع والنفس وسهل النفث، واحذر على الناقه منهم الشمس والريح والملوحة والدسومة والشبع والدخان ونفخ البطن، وإن انتكس مات، والجماع والتعب، ومتى احتبس النفث واشتد الوجع والنفس فاسقه زنجاراً ملعقة بعسل وحلتيت ونور طريعان أو من فلفل خمس حبات وحلتيت كالباقلاة بعسل وخل وماء فاتر فإنه يسكن الضربان، وأعط هذا على الريق وحين يشتد الوجع أعني الفلفل والحلتيت، فأما الزنجار فحين يحتبس النفث، وإن بلغ الأمر في احتباس النفث إلى الغطيط والخشونة فخذ زنجاراً قدر باقلاة ومن النطرون مثله وليكن مشوياً وما يحمل ثلاث أصابع زوفا وصبّ عليه عسلاً وماء وزيتاً قيلاً وفتّره وألعقه لئلا يختنق، فإن لم يتنحنح ويترقى فخذ فقاح الكبر زنة درهمين وشيئاً من نطرون وفلفل وخل وعسل وماء ففتر ذلك كله واسقه في اليوم الأخر زوفاً مغلياً بخل وعسل افعل بكل من يغطّ ولا يقدر أن ينفث، فإذا أردت أقوى من هذا فغلّ زوفا وخردلاً وحرفاً بماء وعسل وصفّه واسقه أصفر البيض وهو فيه بقدر ما يتحسى جيد للشوصة. 'لي' شراب البنفسج وشراب النيلوفر أجود في ذات الجنب وفي الشوصة من الجلاب .ابن ماسويه: متى شرب من عصارة الجنطيان درهمان نفع من ذات الجنب .د: جاؤشير نافع من ذات الجنب، بزر الجزر البري يوافق الشوصة متى شرب، وقال: شحم الخنزير إذا خلط برماد أو بنورة نفع من الشوصة إذا ضمد به، وقال: دقيق الشعير إذا تضمد به مع إكليل الملك وقشر الخشخاش نفع منها .د: استخراج لي: إنما كتبت هذا لأن هذا ينفع من ابتداء الشوصة .بولس: الذُرة يستعمل في أنواع الشق الذي يعرض للحجاب .إسحاق ؛قال: استفرغ في علة الشوصة الجسم متى كان الوجع يتصل بالترقوة بالفصد، وإن كان يتصل بالشراسيف فالإسهال وفصد الباسليق أيضاً، واستعمل من المسهلة في هذه العلة ما لا حرارة فيه ولا خشونة كاللبلاب وماء الفاكهة والخيارشنبر والترنجبين، وإن كان الوجع في الجنب شديداً فليضمد بدقيق الشعير وبنفسج وورد وصندل ونحو ذلك وشمع مصفى ودهن، وإن كان خفيفاً فكمد بكماد، وليكن مثانة فيها ماء حار أو دهن يسخن، واسقه في الابتداء ماء شعير بحساء رقيق يتخذ من الباقلي والسكر فإذا نضجت فأعطه طبيخ زوفا، فإن عسر ألف ألف 94 قذف ما يجتمع في الصدر وسكنت الحمى فاجعل مع طبيخ الزوفا إيرسا .مجهول: يكون في الشوصة حمى لقرب الورم من القلب وتحس لأن الورم في الحجاب وسعال لأنه في آلات النفس وضيق النفس .روفس في كتابه ؛في ذات الجنب: إنه ورم في العضلة التي فوق الأضلاع وهي كثيرة العصب ومن أجل ذلك كثر وجعه، وربما أخذ إلى أضلاع الخلف ويعرض منها سلعة يابسة، وربما كان في الندرة في أول الأمر رطبة وحمى دائمة وتشتد بالليل وضيق النفس ويضطجع على الجانب الوجع ولا يكاد يتحول إلى الآخر، وأكثر ما يعرض في الجانب الأيسر وقل ما يعرض في الأيمن، وإن قذف بالنفث أصفر فهو رديء والأحمر وأبيض سليمان، وأردأ من الأصفر الأسود، فإن لم يقذف شيئاً ولم تسكن الحمى وكان ضيق النفس شديداً جداً ويغطّ غطيطاً عالياً مع حمى لهبة قوية هلك سريعاً، وإن حدث النفث في أول مرضه أسرع بحرانه وبالعكس، وأكثر ما يعرض في الخريف والشتاء، وقلّ ما يعرض في الصيف، ولا تعرض للشتاء وخاصة إذا صح طمثها وعلى ما ينبغي، وأكثر ما يعرض مع هبوب الشمائل الدائمة، وقلّ ما يعرض مع هبوب الجنوب فمتى انفجر سكنت الأوجاع وأجود حالاته أن يسهل نفثه ويخف عليه ما به ويستريح به، وإذا عرض للحوامل كان مهلكاً بسرعة، وقد يعرض من شرب الشراب الصرف ومن القيء أيضاً، ولاسيما إذا كان على السكر من كثرة التخم ويعرض فيها برد الأطراف وتعرق صدورهم ورقابهم، ولاسيما إذا ناموا وتشتد حماهم أنصاف النهار، ومن كانت أعراضه أقوى كان أسرع بحراناً .من كتاب العلامات المنسوب إلى ج ؛قال: يكون مع ذات الجنب وجع شديد يأخذ الترقوة أجمع والكتف وحماه حادة وضيق نفس وسعلة يابسة أول ذلك ثم ينفث نفثاً زبدياً ثم يقذف قذفاً دموياً ويضطجع على جانب وجعه ويسهر وييبس لسانه ويخشن، فإذا هدئت هذه الأعراض وبردت أطرافه واستطلق بطنه واحمرت وجنتاه وعيناه وصارت مجسته كثيفة سريعة ونفسه عالياً فقد انتقل إلى وجع الرئة وينام حينئذ على قفاه .الأعضاء الألمة: صاحب ذات الجنب يعرض له ضيق النفس وعسره وسعال ووجع ناخس لأن العضو العليل غشائي وعسر النفس والسعال لأنه في أحد آلات النفس، والنبض يكون منشارياً لأن العلة في عضو صلب ولأن العلة ورم بعضه نضيج وبعضه غير نضيج ولذلك صارت أجزاء الشريان فيه مختلفة النبض ومعه حمى حادة لقرب العضو الذي فيه ورم من القلب .ذات الجنب تنفصل من ذات الرئة، إن الوجع في ذات الجنب ناخس لأنه في غشاء، وفي ذات الرئة ثقيل لأنه في عضو غير حسّاس، والنبض في ذات الرئة ليس موجي، وفي ذات الجنب صلب منشاري لأن العلة في غشاء صلب يابس، المادة التي تنصبّ إلى العضو في ذات الجنب وذات ألف ألف 94 الرئة إن كان دماً كان النفث أحمر، وإن كان بلغماً كان أبيض، وإن كان صفراء كان النفث أصفر، وإن كان سوداء فأسود، والمادة التي يحدث عنها الورم الحاد في ذات الجنب على الأكثر هو من جنس المرار، وذلك لأن الغشاء بسبب كثافته لا يقبل إلا مادة لطيفة في أكثر الأحوال، والمادة التي عنها يحدث الورم في الرئة فهي في أكثر الأمر من جنس البلغم، وإذا كانت الرئة من أجل تخلخلها في نفسها لا تقبل في الأكثر إلا مادة غليظة، لأن المادة اللطيفة لا يمكن أن يحتبس فيها لأنها تجري وتنحلّ منها سريعاً، وما يفرق بينه وبين ذات الجنب ووجع الكبد في باب الكبد، قال: إذا كان الورم في ذات الجنب في الأجزاء العالية من الغشاء المستبطن للأضلاع فاستعمل الفصد، فإن كان في أسفل فالإسهال .ووجع الجنب أربعة أصناف: إما أن يتورم الغشاء المستبطن للأضلاع ويقال لهذه العلة ذات الجنب وتلزمه الأعراض وهي الحمى الحادة والوجع الناخس والنبض المنشاري الصلب والسعال بلا نفث أوّلاً، ويتورم العضل الداخل ويكون معه وجع عند دخول النفس فيدل على تورم العضل الخارج الذي ينبسط الصدر، وإما عند خروجه فيدل على تروم العضل الذي يقبض الصدر، وإما أن يتورم الجلد مع العضل الظاهر وهو يعرف باللمس إذا حدث في الغشاء المستبطن للأضلاع ورم، فإن كان نفث استدل بلونه على الخلط الفاعل، فإن لم يكن معه نفث كان المرض أعني ذات الجنب لا نفث معه، ففرق بين الورم الداخل والخارج أن ضيق النفس والحمى والوجع في الداخل أشد، والخارج أيضاً رأس يلمس خارجاً .قال في أصناف الحميات: إنه ينفث معه شيء ربما كان أصفر أو أبيض أو أحمر أو أسود، فهذا إنما هو صديد الموضع الوارم الذي لا يضبطه الموضع لكن يرشح ويخرج هذا، قال: والأسود لا يكون من أوّل الأمر لكن بعد أن يقذف قبله في أكثر الأمر شيء أصفر، قال: وحميات ذات الجنب إذا كان النفث أحمر غيّبه الدور، ومتى كان الأرق واختلاط الذهن وذهاب الشهوة وشدة العطش في ذات الجنب أعظم فهي أعظم، السهر واختلاط الذهن يحدث في آخر الأمر في ذات الجنب ليس دائماً، جودة التنفس وظهور النضج علامة جيدة في ذات الجنب وبالضد، النفث الصحيح يدل على النضج، والنفث الأبيض اللزج والذي يضرب إلى الصفرة والذي يخالط الدم يدل على عظم النضج، والبصاق المشبع الحمرة والمشبع الصفرة والناري يدل على الخطر، والنفث الأسود إذا كان معه نتن فهو أقوى الدلالة على الهلكة، وإذا لم يكن معه نتن فهو أقل رداءة، وعسر النفس علامة رديئة وكذلك شدة الوجع وبالضد، النفث الغير نضيج فإنه إذا كان أحمر ناصعاً والناري فهو في الغاية من الشر، إذا كان ما يخرج بالنفث يسيراً نضيجاً فإنه إذا كانت أعراض المرض قائمة ألف ألف 95 بعد يدل على تزيد المرض، وإن كانت سكنت تدل على انحطاط أحوال النفث في أصحاب أوجاع آلات التنفس وذات الجنب خاصة كالبول في المحمومين، فمتى لم يصعد في علل ذات الجنب وذات الرئة شيء ينفث فذلك نظير البول المائي في المحمومين، ومتى صعد لكنه رقيق غير نضيج فهو نظير البول المائي في المحمومين الذي يبال ثخيناً ويبقى على حاله، ومتى نفث بزاقاً أبيض نضيجاً لكنه يسير غير متصل فإن المرض قد تجاوز حد الابتداء وأخذ في التزيد وهو نظير للبول الذي فيه غمامة مراء أو تعلق أحمر أو رسوب أحمر، ومتى كان النفث أبيض نضيجاً كثيراً متصلاً سهل الصعود فإن التزيد قد انقضى والمنتهى قد حضر وهو نظير البول الذي فيه رسوب أبيض أملس مستوياً، وإما أن لا ينفث المريض شيئاً أو ينفث غير نضيج رقيق فإنهما يدلان على أن المرض في ابتدائه .أزمان الأمراض ؛من دلائل عظم المرض في ذات الجنب وذات الرئة البصاق الأسود والشديد الحمرة والزبدي والشديد النتن والعسر النفث مع وجع شديد وسوء تنفس .اليهودي ؛قال: هو في الشيوخ قاتل وانقضاءه يكون على مقدار تقدم النفث وتأخره، والفصد يجب أن يكون في أوائله، وأصلح شيء له ماء الشعير قد جعل فيه شيء من أصول السوس وحبات عناب وسكر طبرزد ودهن لوز حلو، والطعام سرمق ومرق الماش وصفرة بيضة نيمرشت ويلين البطن ويخبص الجنب بدقيق شعير وبنفسج وبابونج وخطمى ونحوهما مما يسكن الوجع مع تطفئة .ج في رسم الطب بالتجارب ؛قال: الحمى حادة مع سوء التنفس والسعال والبصاق الملون يعمّ ذات الرئة وذات الجنب، فإن انضمّ إلى هذه وجع ناخس في الجنب وصلابة النبض مع تواتره فإنها ذات الجنب فإن انضمّ إليها أن لا يكون النبض صلباً وأحسّ كأنه يختنق فإنه ذات الرئة .من علامات الموت السريع: من نفث الدم مع وجع الجنب إن لم يبرؤا في أربعة عشر يوماً احتقنت في رئاتهم مدة وماتوا بالسل، الذين بهم ورم فوق الحجاب فيختفي بغتة بلا سبب معروف فإنه يتحول إلى رئاتهم وهم يموتون قبل السابع أو بعده، إذا عرض من استطلاق البطن مع ذات الجنب وذات الرئة فذلك شر لأنه يدل على موت القوة الطبيعية إذا عرض الكزاز مع ذات الجنب والرئة، وبالجملة جميع الأورام دل على الموت .من علامات الموت السريع: إن نفث امرؤ دماً وأدمن به ثم صار ذلك مدة وانطقع بغتة مات بغتة، علامات الوثوب والاستواء جالساً يدل على ورم في الحجاب أو في الرئة أو عضلات الأضلاع .إفيذيميا ؛ألف ألف 95 قال: رأيت مرات من به مدة فيما بين الرئة فبالوها، وآخرون مشوهاً فنقوا بذلك فينبغي أن تعلم أن خروج هذه من عضو إلى عضو، وانتقال الأخلاط لا يكون بالأعضاء المجوفة فقط لكن بجميع أعضاء البدن وحتى بالعظام والأوتار، قد يحدث من عظم الطحال بالورم العظيم جداً وجع حتى يبلغ إلى الترقوة اليسرى والمنكب، فلذلك يجب أن يبحث على ذلك لئلا يقع غلط .من كتاب العلامات ؛قال: تعرض حمى حادة ووجع شديد دائم يأخذ من الجنب إلى الترقوة والكتف بنخس شديد وضيق نفس وسعال يابس في أول الأمر ثم أنه بعد ذلك ينفث بصاقاً زبدياً ثم يقذف بعد ذلك بصاقاً دموياً أو مرياً وينام أبداً على الجانب الوجع، ويعرض لهم سهر ويبس في اللسان وخشونة فيه، فإذا ازدادت أعراضه وانتهت بردت الأطراف فاحمرت الوجنتان والعينان واستطلق البطن وخفيت المجسة وأسرعت وكذلك النفس، ويعرق عرقاً منقطعاً، وقد يعسر عليه النفث، وربما سهل، وربما كان أسود وأحمر وأصفر ويشبه الوردي أو أخضر، وربما كان منتناً والمجسة مختلفة ووجع الأيمن أشد من الأيسر، لأن الرئة أقرب إليه، وقال بعضهم: وجع الأيسر أشد لأنه أقرب إلى القلب، فإذا خفت هذه الأعراض ويستلقي المتقيح على القفا دائماً ولا تسخن أطرافه وتحمر وجنتاه فقد انتقل إلى ذات الرئة .من كتاب البحران ؛قال: نوائب الحمى في الأكثر في ذات الجنب يكون غبّاً، وقال في البحران: الوجع الناخس يعرض في ذات الجنب، لأن الورم في غشاء، وهذه حال الأوجاع العارضة في الأغشية الحسّاسة، ولأن هذا الغشاء جزؤ من بعض آلات النفس وجب أن يعرض تغير النفس، ولأنه أيضاً قريب من القلب وجب بسبب أن القلب يناله شيء من ذلك الالتهاب أن يكون حمى، ولأنه قريب من الرئة وكانت الرئة سخيفة متخلخلة وجب أن ينال الرئة بعض الصديد الراسخ من ذلك الورم الحار، وإذا كان كذلك فلا بد من سعال لأنه يحرك الرئة بخروج ذلك عنها ولا تجيب إلى النفث من أول الأمر لقلة ذلك ووتاحته ولا يكون النفث حتى يجتمع الكثير وينضج وعلى قدر صلابة الورم وقلة رشحه يكون تأخر النفث لأنه لا يرشح منه ما يدخل الرئة، وإذا كان يلين سريعاً وينضج جاء النفث سريعاً لأنه يسيل منه شيء كثير وتعلم من أيّ خلط الورم من لون الذي ينفث، وذلك أنه ربما كان زبدياً أو أحمر ناصعاً أو أصفر مشبعاً أو فيه صفرة رقيقة أو أحمر قاني أو أسود، فالزبدي يدل على أن الورم بلغمي، والأحمر الناصع يدل على أنه صفراء صرفة، والأصفر الرقيق يدل على أنها صفراء يخالطها بلغم كثير بحسب نقصان الصفرة، والأسود على ألف ألف 96 فضلة سوداوية، والأحمر القاني أقل رداءة من هذه، ولذلك يدل على فضلة دمها أكثر من الصفراء، ولذلك هذا النفث أقل مكروهاً من جميع أصناف النفث المتقدمة كما أن النفث الأسود أعظمها بلية وأدلّها على التلف، وقوة هذه تدل على قوة المرض وضعفها على ضعفه، والنبض فيه من طريق ما هو صلب مع تمدد يدل على أن الورم في عضو عصبي، ومن طريق أنه منشاري يدل على أن العلة ورم، ومن طريق ما هو سريع متواتر عظيم يدل على حمى .إفيذيميا ؛قال: الورم الذي في الجنب إذا كان غائراً كثيراً ما ينتفع بالمحجمة إذا كان السيلان قد انقطع لأنه يجذب من داخل إلى خارج فيكون حينئذ أمكن للتحليل، إذا كان النفث في ذات الجنب مرارياً كان أحوج إلى الفصد ممن نفثه دموي، قال: وذلك أنه هذا أسلم وذلك أردأ، قال: من لم يكن به سعال مع ورم وجع الجنب والصدر فليس به هناك ورم ولا خراج لأن الورم لا بد أن يرشح منه شيء فيهيج السعال والأخلاط، قال إذا كان النفث أحمر فالعلة فلغموني، وإذا كان ناصعاً فالعلة حمرة، وإذا كان النفث زبدياً فالدم ممازج للبلغم، والأسود يدل على أن الورم سوداوي، والتمدد إذا كان أكثر من الوخز دل على كثرة الخلط، والوخز يدل على كيفيته وارعف مقدار العلة وصغرها من مقدار الحمى والوجع، ورداءة النفث وتأخره وعسره رديء لأن تقدمه وسهولة خروجه جيد، وبطلان الشهوة وقلة النضج الظاهر أو عدمه والنفس وقلة السهر واختلاط العقل وقلة احتمال المريض لمرضه .مثال ؛قال: ضع أن الحمى والسهر والاختلاط في هذه العلة قوي إلاّ أن النفث ليس ناصعاً صرفاً والأسود لكنه في أول العلة إما أحمر وإما أصفر وإما زبدي ثم أنه يتغير عن قليل إلى النضج، أقول: إنه لا يجب لك إلى حينئذ أن تجزع من شدة الحمى وسائر الأعراض، لأن جميعها إنما يحدث من أجل جمع الورم لأنه في وقت الجمع تعظم الأعراض وتشتد ولذلك لا يلبث العليل أن يتبديء ينفث نفثاً كثيراً، ويسرع من جميع الأعراض المتقدمة وجميع علل الصدر والرئة، وظهور النضج في الذي ينفث نفثاً يقاوم جميع الأعرض المهلكة، فإن أعانه على ذلك قوة عضل التنفس فإن المريض يتخلص لا محالة .قال ج في الأمراض الحادة: إذا كان النفث على ما ينبغي ولم يكن بالمريض حاجة إلى حقنة ودواء مسهل فاحقنه بماء كشك الشعير لأنه ينبغي أن يسقى ماء كشك الشعير بعد أن لا تكون به حاجة الفصد والإسهال والحقنة لأنه يكون قد عولج به أوّلاً لأنه لا يحتاج إليه .ج: يكون عن سقي ماء الشعير لهم بعد هذه الأحوال منافع عظيمة وذلك أنه يسهل النفث ويقوي المعدة وينقي آلات النفس ويجتنب القابضة لأنها تمنع النفث فيختنق العليل وقد ألف ألف 96 جرب ذلك، ومتى لم يشرب العليل ماء الشعير أو ماء العسل فإن ماء العسل ربما فعل فِعلَ ماء الشعير إلا أنه لا يقوي القوة كما يقوي ماء الشعير فأطعمه السمك الصخري مسلوقاً بماء كراث وشبت وملح وزيت مقداراً معتدلاً والسكنجبين إلا أن يكون العصب أو الرحم فيها علة وأصل السوس، أو الفارسيون إذا شرب مع ماء العسل أنضج الفضول التي في الصدر إنضاجاً حسناً ويسهل نفثها بالبصاق، قال: والذين يموتون في هذه العلة بسرعة الاختناق ترى منهم موضع الجنب كان به ضرباً، وذلك أن الدم المنصبّ إلى هناك الذي كان سبب الورم إذا مات هناك كموت القوة الحيوانية خضّر ذلك الموضع من خارج .ج: التكميد يجفف وجع ذات الجنب لأنه يسخف الجلد ويحلل طائفة من الدم، لكنه إن كان الجسم ممتلئاً جذب إليه أكثر مما يحلل وجعل ما هناك بخارياً فيتمدد ويزيد في الوجع، فمتى لم يتحلل الوجع في ذات الجنب بالتكميد فاستفرغ الجسم استفراغاً قوياً إما بالفصد وإما بالإسهال، واقرء باب التكميد لتعلم كيفية التكميد، وإذا كان الوجع أسفل فالتكميد يعمل فيه، وإذا كان الوجع يبلغ التراقي فالفصد يحله، والذي يسفل فالفصد فيه أقل نفعاً، قال وإذا لم يتحلل الوجع بالتكميد فلا تطل اللبث فيه لكن انتقل إلى الاستفراغ، وذلك أن التكميد يجفف الرئة ويجمع المدة، قال: ومتى بلغ الوجع إلى الترقوة وجدت في الساعد ثقله أو نحو الثدي أو فوق الحجاب جملة فافصد الباسليق واستفرغ من الدم مقداراً كثيراً إلى أن يتغير لون الدم وذلك أن الورم حينئذ في الأجزاء العالية من أجزاء الغشاء المستبطن للأضلاع، وإذا كان الورم في هذه الناحية شاركته في الوجع الترقوة والساعد، ومتى كان الوجع يمتد نحو الشراسيف فاستفرغ بالأدوية المسهلة لأن الفصد للباسليق يجذب الدم من هذه الناحية جذباً ولا بسرعة، ولذلك لا ينتفع به بسرعة لأن الناحية السفلى من الصدر تغتذي من شعب تخرج من العرق العميق قبل أن يبلغ إلى القلب، وأما تغير الدم فيدلّك على أن الدم كان في الورم قد نفذ أكثره وصار يخرج الدم الذي في العروق، ولأن الدم قد يسقط القوة، وإن كان عظيم النفع فليكن نظرك في حفظ القوة أكثر .قال أبقراط: وإذا بلغ الوجع الموضع الذي دون الشراسيف فاستعمل المسهل .قال جالينوس: إذا كان مع الشوصة حمى قوية فاجتنب المسهلة واستعمل الفصد فإن الفصد في هذه الحال يؤمن من ذات الجنب أعني الذي يكون الوجع من السفلى، وإن كان لا يعظم نفعه كنفعه للمائل ووجعه إلى فوق فإنه لا خطر فيه، وأما المسهل فعظيم الخطر وخاصة إذا لم تعرف طبيعة من تسقيه وكم القدر الذي يسهله فإنه من ذلك يجتلب مضاراً عظيمة، فمتى كانت به حمى لأنه إما أن يفرط في إسهاله أو يحرك خلطه ولا يسهله، فإن أقللت من الدواء فتعظم ألف ألف 97 المضرة لكن إن كنت عارفاً بطبيعته حق معرفته وكمية ما يصلح له من دواء فأسهله، قال: وأحمد ما يسهل به هؤلاء الأيارج، وإن كان فيه خربق فهو خير من أن يقع فيه سقمونياً، وإذا احتبس الإسهال فاسقه ماء الشعير لأنه يعدّل المزاج الذي حذّره الدواء ويخرج بقاياه من الجسد وليكن أقل مما جرت به العادة في ذلك اليوم أني من ماء الشعير ثم يرجع إلى العادة فإذا سكن الوجع فزد فيه أيضاً بقدر ذلك واستعمل الاستحمام بعد النضج فإنه حينئذ يعين جداً وينفع لأنه حينئذ يسهل نفث الأخلاط .من جوامع النبض الكبير ؛قال: الورم الحادث في الحجاب يتبعه وجع ناخس وغشى وتشنج إن أفرط ونبض صلب منشاري، قال: منشارية النبض في ذات الجنب إن كان يسيراً فإن الورم سهل النضج والعلة سريعة البحران، وإن كان قوياً جداً بيّناً عظيماً دل على عسر نضج الورم وردائته، فإن كانت قوة العليل مع ذلك قوية آل إلى جمع المدة والسل والذبول، وإن كانت ضعيفة فهو يموت، ومتى كان تواتر النبض شديداً فيها فالأمر يؤول إلى ذات الرئة أو الغشي، وإن كان قليلاً آل إلى السبات أو إلى آفة تحدث في العصب، قال: الورم الحار المسمى فلغموني إذا حدث في الغشاء المستبطن للأضلاع فهو ذات الجنب، فإن جمع هذا الورم وقاح وانفجر سمي جمع المدة، ومتى حدث هذا الورم في الرئة سمي ذات الرئة، فإن قاح وانفجر سمي سلاً .من تقدمة المعرفة: أجود النفث في علل الرئة والأضلاع السهل الخروج السريع، أعني بالسريع ما يبتديء بعد وقت قليل من ابتداء العلة لأن ذلك يدل على قرب وقت العلة وقصرها، والسهل الخروج يدل على أن الخلط ليس بغليظ ولا رقيق، لأن الغليظ لا يخرج إلا بكدّ ويحتاج إلى قوة قوية حتى تخرجه بجهد شديد، والرقيق يفلت عند الضغط ويزلق إلى أسفل ويتقطع ويتفرق فيعسر خروجه، النفث الجيد إذا رأيت فيه الحمرة مخالطة للبياض، وأما غير المخالط فإنه يدل على أنه من صفراء محضة، ومتى تأخر النفث عن أول العلة تأخراً كثيراً ثم كان أحمر أو أصفر ليس بشديد المخالطة للريق كان نفثه بسعال كثير متدارك فذلك رديء .النفث الأحمر الصرف دالّ على خطر إذا لم يكن ممازجاً للبلغم، والأبيض اللزج المستدير يحدث عن البلغم المحترق، وهذان جميعاً إذا كانا بسبب الورم في الأضلاع فليس بجيد، والأخضر والزبدي رديئان لأن أحدهما يدل على أن سبب الورم المدة الحادة، والآخر يدل على ريح مشتبكة برطوبة غليظة يعسر تخلصها منه أو على حرارة نارية على نحو ما يكون الزبد خارجاً فإنه إنما يكون عن هذين السببين، فإن كان أسود فهو أردأ من هذين لأن ذلك ألف ألف 97 يدل على أن سبب الورم مرة سوداء وهو شر القروح وأطولها بقاء وأعسرها انحلالاً، قال: ومتى لم يرتفع من الحلق شيء حتى يخرج ولكن يبقى الحلق ممتلئاً حتى يحدث فيه شبيه بالغليان فذلك رديء، فأما الزكام والعطاس فإنه في جميع علل الصدر رديء قبل العلة كان حدوثه أو بعدها، وذلك أن الزكام يسيل إليها أخلاطاً، والعطاس فإنه يحرك ويزعزع، فإذا عرضت هذه بعد طول المرض أنذرت بطول العلة وعظمها في الرئة، وإن الرأس قد ناله ضرر، والبصاق الذي يخالطه شيء من الدم ليس بالكثير وهو أحمر ناصع في ذات الرئة فهو في أول العلة يدل على السلامة جداً، فإن أتى عليه سبعة أيام أو أكثر وهو بتلك الحال فليكن رجاؤك فيه أقل، لأن الأورام الحادثة في الأعضاء يسيل منها صديد من جنس ذلك الخلط المحدث للورم، فإن كان الخلط صفراء كان النفث أصفر، وإن كان أحمر فهو دم، وإن كان أحمر ناصعاً كان الخلط مختلطاً من الصفراء والدم، وإن كان أحمر فإن به المولد للورم دم وهو أحد الدلائل المحمودة، والفرق بين هذا وبين من ينقطع عرق في رئته أن النفث يكون دماً خالصاً محضاً ويكون كثير الكمية، فأما في هذا فليس بدم خالص لكنه مخالط لرطوبات ومقدار قليل وهذا النفث الذي ينضج في الأكثر في الرابع وإلى السابع، فلذلك يتغير النفث ولا يبقى بحاله، فإن لم ينضج ولا في السابع بقي النفث بحاله فحينئذ ينذر بطول المرض، لأن نضجه عسر ولذلك لا يؤمن في طول هذه المدة أن تسقط القوة أو يحق عليه أعني على المريض طبيبه فلذلك يجب أن تقوى القوة، وكل نفث لا يكون به سكون الوجع فهو رديء والأسود رديء جداً وهو أردأها كلها وما كان به سكون الوجع على أيّ وجه كان فه أجود إلا أن يختلط عقل العليل فلا يحس بالوجع إذ ذلك، والنفث الأحمر والأصفر أقل خطراً، والأسود شديد الخطر، ويجب أن تجمع دلائل اللون وسهولة النفث والقوة وانتفاع العليل بالشيء الذي ينفث

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1