Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

مرآة النساء فيما حسن منهن وساء
مرآة النساء فيما حسن منهن وساء
مرآة النساء فيما حسن منهن وساء
Ebook497 pages4 hours

مرآة النساء فيما حسن منهن وساء

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

اول كتاب من نوعه واجمع سفر في موضوعه، يبحث في النساء وما يحب فيهن وما يكره منهن وفي صفاتهن الفاضلة ونقائصهن الباطلة وما يجب لهن وعليهن مؤيداً ذلك بالآيات القرآنية والاحاديث النبوية وحكم وامثال العرب وروائع الخطب ولآلىء النثر ودراري الشعر
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateOct 3, 1903
ISBN9786619830672
مرآة النساء فيما حسن منهن وساء

Related to مرآة النساء فيما حسن منهن وساء

Related ebooks

Reviews for مرآة النساء فيما حسن منهن وساء

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    مرآة النساء فيما حسن منهن وساء - الأدهمي

    ما ورد في مدح النساء

    في ذكر بعض ما ورد في مدح النساء ، والأمر بالرفق بهن والاعتناء

    لم يذكر الله تعالى نساء الدنيا بصفة مدح لهن وحسن صورتهن، بل ذكرهن بما هو أرفع وأعلى من ذلك وهو الصلاح والعفة والأمانة وغير ذلك من الصفات الشريفة التي هي المطلوبة من المرأة فقال تعالى (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) وإنما ذكر نساء الجنة بأوصاف خلقية لأنها دار تشريف لا دار تكليف، وليكون ما وصفهن به وسيلة لاقتداء نساء الدنيا بهن مما يمكن الاقتداء به فقال تعالى (إنما أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا) أي أن الله سبحانه وتعالى أوجدهن مرة واحدة من غير ولادة آباء وأمهات وجعلهن أبكارا دائما كلما دنا منهن أزواجهن وجدوهن أبكارا من غير أن يجدن ألم البكارة عند التماس لأن الجنة منزهة عن الآلام والأقذار وقوله تعالى عربا أي متحببات لأزواجهن وأترابا أي بسن واحدة لا تفاوت بينهن. وفي هذه الآية دليل على أن المطلوب من الزوجة أن تكون بكرا وان تكون متحببة لزوجها متناسبة في السن معه وفي هذا حصول الألفة ودوام العشرة وقال تعالى (وعندهم قاصرات الطرف أتراب) أي إن نساء أهل الجنة لا يتطلعن لغير أزواجهن بل هن مقتصرات عليهم لا يردن بهم بديلا. وهكذا ينبغي أن تكون المرأة في الدنيا لا تطمح نفسها لغير زوجها كيفما كان وقال تعالى (حور مقصورات في الخيام لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) وصف الله تعالى نساء الجنة بملازمتهن لمساكنهن لا يخرجن منها وإنهن ليس لهن قبل أزواجهن أزواج غيرهم، وفيه الإشارة إلى لزوم النساء بيوتهن والاكتفاء بأزواجهن لا أن يخرجن من بيوتهن تابعات لأهوائهن، ولا أن يرغبن عن أزواجهن لغيرهن بأن يخاصمنهم حتى يحملنهم على تطليقهن ليتزوجن بغيرهم، فالمرأة ليست كفوطة الحمام تنقل من وسط مغتسل إلى وسط آخر، ولذلك كان البكر والثيب فرق في المعاملة في ابتداء الزواج بحكم الشرع، وهذا الفرق ناشئ عن التفاوت بين البكر والثيب. فعلى المرأة أن تكون زوجة لزوج واحد لا لأكثر فهو أكمل لها وأجمل بها وقال تعالى (ولهم فيها أزواج مطهرة) أي إن أزواج أهل الجنة ليس فيهن ما يؤنف منهن من حيض واستحاضة ونفاس ومرض رحم ونتن عرض وقذر بدن ووساخة ثوب أو مكان وغير ذلك، بل هن طاهرات نظيفات وفيه الإشارة إلى أنه يلزم النساء أن يكن كذلك فلا تتأخر الحائض عن التطهر عند ما ينقطع حيضها، وكذلك عند نفاسها، وفي جميع الأحوال التي تقتضي فيها النظافة وكل هذا ممكن لهن والذي ذكره الله تعالى عن النساء في القرآن إنما هو أمر لهن ونهي وإخبار عما سلف من أحوال النساء الحسنة والسيئة ليعتبرن وينصحن، لان المطلوب من المرأة الدين والأخلاق الحسنة وحسن الإدارة والإطاعة للزوج وحسن القيام على رؤية أمور المنزل وغير ذلك من الواجب عليها، وأما الجمال والمال والحساب والأصالة فهي في الدرجة الثانية بعد الدين، فإذا اجتمعت لها هذه الأربعة مع الدين كانت نورا كما قال الشاعر:

    ما أحسن الدين و الدنيا إذا اجتمعا ........ وأقبح الكفر والإفلاس بالناس

    وأما ما ورد من الأحاديث الشريفة في مدح النساء والأمر بالرفق بهن والعناية بشأنهن فمنها حديث: 'حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة' - رواه الإمام أحمد والنسائي والحاكم والبيهقي عن أنس بن مالك - وحديث: 'كلما ازداد المرء إيمانا ازداد حبا في النساء' وحديث: 'ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم' - رواه ابن عساكر عن علي بن أبي طالب - وحديث: 'إنما النساء شقائق الرجال' - رواه الإمام أحمد بن حنبل وأبو داود والترمذي عن عائشة والبزار عن أنس - 'الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة' - رواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي عن عبد الله بن عمرو ابن العاص - وحديث: 'هن أغلب' - رواه الطبراوي عن أم سلمة - وحديث: 'أمركن مما يهمني بعدي وليس يصبر عليكن إلا الصابرون' - رواه الحاكم عن عائشة - وحديث: 'الحياة عشرة أجزاء فتسعة في النساء وواحد في الرجال ولولا ذلك ما قوى الرجال على النساء' - رواه الديلي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما - وحديث: 'النساء خلقن من ضعف وعورة فاستروا عوراتهن بالبيوت وأعلنوا على ضعفهن بالسكوت' وحديث: 'حاملات مرضعات رحيمات بأولادهن لولا ما يأتين لأزواجهن دخل مصلياتهن الجنة ' - رواه الإمام أحمد وابن ماجه والطبراوي والحاكم عن أبي أمامة - وحديث: 'أمروا النساء في بناتهن' - رواه أبو داود والبهيقي عن عمرو بن الخطاب رضى الله عنهما - وحديث: 'اتقوا الله في الضعيفين المملوك والمرأة' - رواه ابن عساكر عن عبد الله بن عمر - وحديث: 'احملوا النساء على أهوائهن' - رواه ابن عدي عن عبد الله بن عمر - وحديث: 'إني أحرج عليكم حق الضعيفين المرأة واليتيم' - رواه الحاكم والبهيقي عن أبي هريرة - وحديث: 'استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل اعوج فاستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان 'أسيرات' عندكم لستم تملكون منهن غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن غير مبرح فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا' - رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة - وحديث: 'رفقا بالقوارير' - رواه البخاري - وحديث: 'عليكم باللطف والرفق بنسائكم لا تظلموهن ولا تضيقوا عليهن فإن الله يغضب للمرأة إذا ظلمت كما يغضب لليتيم' وحديث: 'أطعموهن مما تأكلون وأكسوهن مما تكسون ولا تضربوهن ولا تقبحوهن' - رواه أبو داود عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده - وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنهما أنه وجدت امرأة مقتولة في بعض المغازي فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلها فنهى عن قتل النساء والصبيان .وآخر ما وصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مرض موته أن قال: 'الله الله في النساء فأنهن عوان عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئا أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله واستوصوا بهن خيرا'.

    معنى أحاديث الرفق بالنساء

    قال الكمال أحسن الله تعالى إليه: وبعض الفسقة يحفظون من الأحاديث الشريفة أحاديث يؤولونها حسب أهوائهم، ويجعلونها حجة لهم ووسيلة إلى اقتناص أوابد النساء كحديث 'حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء' مقتصرين على هذين الشيئين من غير حفظ بقية الحديث وهي 'وجعلت قرة عيني في الصلاة ' وحديث 'كلما ازداد المر إيمانا ازداد حبا في النساء' وحديث 'ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم' وحديث 'إنما النساء شقائق الرجال' وحديث 'رفقا بالقوارير' ويتوسلون بها إلى إغواء النساء وإفسادهن تحت ستار الدين، والاستشهاد بقول رسول رب العالمين، وليس مورد الأحاديث المذكورة هو كما يؤولونه ويريدونه كلا وإنما حب النساء وإكرامهن والرفق بهن إنما يكون بتعليمهن أمور دينهن وحفظهن وصيانتهن من كل ما يلوث عفتهن ويدنس شرفهن لا بترك حبلهن على غاربهن وابتذالهن وهتك سترهن بإطلاق السراح لهن يغشين مسارح اللهو وبؤر الفسق والفجور، ويخالطن الرجال ويخاصرنهن ويرقصن معهم ويشربن الخمور. وهل يقال لمن عنده درة ثمينة ألقاها في المزابل إنه احترمها وصانها أم إنه هو ابتذلها وامتهنها ؟فاعلم ذلك ولا تصرف قول الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالهدى والنور إلى ما يوافق الهوى والشهوة. وعلى المرأة أن تعلم وتفهم أن كل معاملة لها يوافق الشرع علينا فهي إكرام لها وصيانة لعرضها وحفظ لشرفها سواء أكانت تلك المعاملة قاسية أو لينة، وأن كل معاملة لها لا يوافق الشرع عليها فهي إهانة لها وانتهاك لحرمتها وابتذال لشرفها سواء أوافقتها أم لم توافقها، والنفس أمارة بالسوء ميالة إلى اللهو إلا من رحم الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 'حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات' - رواه الإمام أحمد بن حنبل ومسلم والترمذي عن أنس ومسلم عن أبي هريرة أيضا وأحمد عن ابن مسعود أيضا -وأما ما ورد من مدحهن والعناية بهن من غير الآيات والأحاديث فكثير أيضا في القديم والحديث قال قونفوشيوش كبير البراهمة المتوفى قبل سيدنا عيسى عليه السلام بنيف أربعة قرون: المرأة كمل المخلوقات. وقال بعض الحكماء: ما آنس الإنسان ولا عمر المكان ولا سلى الأحزان ولا أعان على نوب الزمان مثل البيض العوان 'النساء' وقال آخر: المرأة مرآة الأمم. وقال آخر: المرأة ريحانة لا قهرمانة. وقال آخر: فاقت المرأة الرجل بحسن خلقها ولطف خلقها فإذا فاقته في العلم والفضيلة لم يبق للرجل عليها سوى قوة ضئيلة. وقال بعض الشعراء:

    إن النساء رياحين خلقن لنا ........ وكلنا يشتهي شم الرياحين

    وقال الكمال أحسن الله تعالى إليه: الدنيا دار سكني بالإجارة رجالها قاعة الزيارة والنساء فيها ضياء، وليس لأحد عن النور استغناء:

    ونحن بنو الدنيا وهن بناتها ........ وعيش بنيها في لقاء بناتها

    وقد اكثر الشعراء في القديم والحديث من ذكر النساء والتشبيب بهن فلا تخلا قصيدة من أن تفتتح بذكرهن، والناس يتلقون ذلك بالقبول والاستحسان حتى إن كعب بن زهير مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصيدته المشهورة ببانت سعاد وتغزل فيها بذكر سعاد وسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فلم ينكر عليه شيئا منها. وهذا من مطلعها:

    بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ........ متيم إثرها لم يفد مكبول

    وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ........ إلا أغن غضيض الطرف مكحول

    تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ........ كأنه منهل بالراح معلول

    هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ........ لا يشتكي قصر منها ولا طول

    ومن احترام النساء وتكريمهن أن أبا الفضل ابن العميد المتوفى سنة 360 والصاحب بن عباد المتوفى سنة 385 وغيرهما وهما من الأدب في المكانة العليا كانوا يكنون عن البنت الكبيرة بالكريمة، وعن البنت الصغيرة بالريحانة، وعن الأم بالحرة، وعن الأخت بالشقيقة وعن الزوجة بكبيرة البيت، أو بمن وراء الستار وعن الزفاف بتآلف الشمل، واتصال الحبل. والترك يعبرون عن الزوجة بالرفيقة، والعرب يكنون عنها بالحيلة والظغينة والقرينة والقعيدة، وقعيدة البيت والربض والحنة والطلة والكنة - بفتح الطاء والكاف - والعرس والسكن واللباس والإزار وقد جاء القرآن الكريم بوصف الزوجين باللباس فقال تعالى (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) وأهل مصر يخاطبون الزوجة ويعبرون عنها بالست فيقول الزوج لزوجته: يا ستي ويخبر عنها فيقول ستي قالت وستي فعلت. قال الشاعر الأديب بهاء الدين زهير المصري المتوفى سنة 656 هجرية:

    بروحي من أسميها بستي ........ فتنظر لي النجاة بعين مقت

    يرون بأنني قد قلت لحنا ........ وكيف وإنني لزهير وقتي

    ولكن غادة ملكت جهاتي ........ فلا لحن إذا ما قلت ستي

    وكل هذه الكنايات من حرص الرجال على أن لا تذكر النساء بالأفواه، وتبتذل بالأسماع، فضلا عن أن يطلع على مسمياتهن، أو يتعرض لهن بذاتهن. وإنما يضن بالضنين وينافس بالثمين .^

    باب في

    مدح النساء من حيث أنهن إناث

    وللحياة من أنفس الأثاث

    ليس في هذا الباب أفضل ولا أصدق من قول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم 'البنات هن المشفقات المجهزات المباركات، من كانت له ابنة واحدة جعلها الله له سترا من النار، ومن كانت عنده ابنتان أدخله الله الجنة بها، ومن كانت له ثلاث بنات أو مثلهن من الأخوات وضع عنه الجهاد والصدقة' وقوله: 'ما من مسلم له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه إلا أدخلتاه الجنة' - رواه ابن ماجة والحاكم وابن حبان عن ابن عباس - وقوله: 'من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو، وضم أصابعه أي معا' - رواه مسلم عن أنس - وفي حديث آخر 'إذا ولدت الجارية بعث الله عز وجل إليها ملكا يزف البركة زفا يقول ضعيفة خرجت من ضعيفة، القيم عليها معان إلى يوم القيامة، وإذا ولد الغلام بعث الله إليه ملكا من السماء فقبل بين عينيه وقال الله يقرؤك السلام' وفي حديث آخر 'من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن فله الجنة ' - رواه أبو داود عن أبي سعيد الخدري - وفي حديث آخر 'من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار' - رواه البخاري ومسلم والترمذي عن عائشة - .ودخل عمرو بن العاص المتوفى سنة 63 على معاوية بن أبي سفيان المتوفى سنة 60 رضي الله تعالى عنهم وعنده ابنته عائشة فقال: من هذه يا معاوية ؟فقال هذه تفاحة القلب وريحانة العين وشمامة الأنف، فقال له معاوية ولم ؟قال عمرو لأنهن يلدن الأعداء ويقربن البعداء ويورثن الشحناء ويرثن البغضاء، قال معاوية لا تقل ذلك يا عمرو فوالله ما مرض المرضى ولا ندب الموتى ولا أعان على الزمان ولا أذهب جيش الأحزان مثلهن، وإنك لواجد خالا قد نفعه بنو أخته، وأبا قد رفعه نسل بنته، فقال عمرو دخلت عليك يا معاوية وما على الأرض شيء أبغض إلى منهن وإني لأخرج من عندك وما عليها شيء أحب إلي منهن. وقال معن بن أوس المتوفى سنة 63:

    رأيت رجالا يكرهون بناتهم ........ وفيهن لا نكذب نساء صوالح

    وفيهن والأيام يفتكن بالفتى ........ خوادم لا يمللنه ونوائح

    وقال عمران بن حطان الدوسي المتوفى سنة89:

    لقد زاد الحياة إلي حبا ........ بناتي إنهن من الضعاف

    مخافة أن يذقن البؤس بعدي ........ وأن يشربن رنقا بعد صافي

    ولولاهن قد سومت مهري ........ وفي الرحمن للضعفاء كافي

    وقال حطان بن معلى الاسدي:

    لولا بنيات كزغب القطا ........ رددن من بعض إلى بعض

    لكان لي مضطرب واسع ........ في الأرض ذات الطول والعرض

    وإنما أولادنا بيننا ........ أكبادنا تمشي على الأرض

    إن هبت الريح على بعضهم ........ امتنعت عيني من الغمض

    وقال الكمال 'مؤلف الكتاب' أحسن الله تعالى إليه في ابنته أمة الرحيم وهي بنته الوحيدة العجبة وقتئذ أي اليتيمة الأم وقد ولدت سنة 1340هجرية - 1921م:

    يا رب بنتي من الضعاف ........ والحال عليك ليس خافي

    يا رب حطها وقم عليها ........ بالصون والستر والعفاف

    وقال فيها أيضا وقد ترعرعت:

    يا رب بنتي في حماك وديعة ........ من كل شيء في الحياة يشينها

    يا رب أنبتها نباتا طيبا ........ بجمال حال في الأنام يزينها

    وأتح لها بعلا إذا أبقيتها ........ بعفافه وتقاه رب يصونها

    ثم جاءته هبة الكريم من زوجة أخرى سنة 1352هجرية ابتلاها الله بيتمها من أمها وهي بنت سبعة أشهر جبر الله يتمها ورحم أمها. وقال رجل من العرب لامرأته وقد ولدت له بنتا: ولدتها تمان ولا تمون، وتصان ولا تصون، وتزدريها العيون فقالت بل ولدتها تكثر مال أهلها، وتعمر بيت بعلها، وتسره بدلها وغاضب رجل من العرب زوجته واعتزلها لأنها ولدت له بنتا فقالت:

    ما لأبي حمزة لا يأتينا ........ يظل في البيت الذي يلينا

    يغضب أن لا نلد البنينا ........ وإنما نأخذ ما أعطينا

    وباختيار الله قد رضينا

    فأعجبه قولنا واتعظ به فرضى عنها ورجع إليها. وعيرت إعرابية ببنت ولدتها فقالت:

    ماذا على إن ولدت جارية ........ تمش رأسي وتكون فالية

    خير من ابن عاره علانية ........ يجر في كل أوان داهية

    وقالت امرأة أخرى من العرب بهذا الخصوص:

    وما على أن تكون جارية ........ تحفظ بيتي وتضيء ناريه

    وترفع الساقط من خماريه ........ حتى إذا تمت لها ثمانية

    أو تسعة من السنين الوافية ........ زوجها مروان أو معاوية

    أزواج صدق ومهور غالية

    وقال بعض الشعراء:

    أحب البنات وحب البنا _ ت فرض على كل نفس كريمة

    فإن شعيبا من أجل ابنتيه ........ أخدمه الله موسى كليمه

    يشير إلى قوله تعالى (قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجيج فان أتممت عشرا فمن عندك) الآية. وليس سيدنا موسى عليه السلام بأول من آجر نفسه للخدمة في سبيل التزوج بدلا عن المهر، بل سيدنا يعقوب عليه السلام قبله تزوج ببنت خاله واسمها راحيل بخدمته لخاله سبع سنوات كما ذكره ابن الدنيوري المتوفى سنة 226 في كتابه المعارف .وقال الثعالبي المتوفى سنة 429 في كتابه سحر البلاغة: الدنيا مؤنثة والناس يخدمونها، والذكور يعبدونها. والأرض مؤنثة ومنها خلقت البرية، وفيها كثرت الذرية. والسماء مؤنثة وقد حليت بالكواكب، وزينت بالنجوم الثواقب، والنفس مؤنثة وهي قوام الأبدان، وملاك الحيوان. والحياة مؤنثة ولولاها لم تتصرف الأجسام، ولا تحرك الأنام. والجنة مؤنثة وبها وعد المتقون، وفيها ينعم المرسلون، وكتب الصاحب ابن عباد المتوفى سنة 385 مهنئا ببنت: أهلا وسهلا بعقيلة النساء وأم الأبناء، وجالبة الأطهار، والأولاد الأطهار، وتمثل بقول المتنبي المتوفى سنة 354

    ولو كان النساء كمثل هذي ........ لفضلت النساء على الرجال

    فما التأنيث لاسم الشمس عيبا ........ ولا التذكير فخرا للهلال

    وكتب أبو الفرج الببغاء عبد الله بن نصر المتوفى 398 مهنئا بأنثى: اتصل بي خبر المولودة المسعودة كرم الله غرتها وأنبتها نباتا حسنا، وما كان من تغيرك عند اتصال الخبر، وإنكارك ما اختاره الله تعالى لك في سابق القدر، وقد علمت أنهن أقرب من القلوب، وأن الله عز وجل بدأ بهن في الترتيب، فقال عز من قائل (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور) وما سماه الله تعالى هبة فهو فبالشكر أولى، وبحسن التقبل أحرى والعرب يقولون لمن تولد له الجارية: هنيئا لك بالنافجة 'النافاجة وعاء المسك'

    باب في

    مدح المرأة من حيث أنها زوجة عاقلة

    وربة بيت فاضلة

    في الحديث الشريف: 'خير النساء التي تسره إذا نظر وتعطيه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره' - رواه الإمام أحمد والنسائي والحاكم عن أبي هريرة - وفي حديث آخر 'خير نسائكم العفيفة الغلمة، عفيفة في فرجها، غلمة على زوجها - رواه الديلمي عن أنس - وفي حديث آخر 'من رزق حسن صورة وحسن خلق وزوجة صالحة وسخاء فقد أعطى حظه من خيري الدنيا والآخرة' وفي حديث آخر 'أربع من أعطيهن فقد أعطى خيري الدنيا، والآخرة، لسان ذاكر وقلب شاكر وبدن على البلاء صابر وزوجة صالحة لا تبغيه خوفا في نفسها ولا ماله صالحة تعين أحدكم على دينه' - رواه الطبراوي والبيهقي عن عبد الله بن عباس - وفي حديث آخر 'أربع خصال من سعادة المرء، أن تكون زوجته صالحة وأولاده أبرارا وخلطاؤه صالحين ومعيشته في بلده' - رواه بن عساكر والديلمي عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن جده - وفي حديث آخر 'أربع من السعادة، المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء'. وفي حديث آخر 'خير ما يكنز الرجل المرأة الصالحة إذا نظر إليها زوجها سرته وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته' وفي حديث آخر 'الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة' - رواه الإمام أحمد بن حنبل ومسلم والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص - وفي حديث آخر 'من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي' - رواه الحاكم عن أنس - وفي حديث آخر 'ما استفاد المؤمن بعد تقوي الله خيرا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله' - رواه بن ماجة عن أبي أمامة الباهلي - وفي حديث آخر 'إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي من أي أبواب الجنة شئت' - رواه ابن حبان عن أبي هريرة - .وفي حكمة سليمان بن داود عليهما السلام: المرأة العاقلة تبني بيتها والمرأة السفيهة تهدمه. وقال حكيم: الجمال كاذب والحسن مخلف وإنما تستحق المدح المرأة الموافقة. وقال آخر: الهناء كله موكل بالحليلة الصالحة، والبلاء كله موكل بالقرينة السوء. وقال الأصمعي المتوفى سنة 213: حدثني ابن أبي الزناد عن عروة بن الزبير قال ما رفع أحد نفسه بعد الإيمان بالله تعالى بمثل منكح صدق، ولا وضع نفسه بعد الكفر بالله بمثل منكح سوء. وقال الإمام الأعظم أبو حنيفة المتوفى سنة 150 رضى الله تعالى عنه: المرأة الصالحة تشبه الوالدة والأخت والصديق، والمرأة السوء تشبه الرابة 'زوجة أبي الولد' والعدو والسارق. وقال الحريري المتوفى سنة 516 في إحدى مقاماته: القرينة الصالحة ترب بيتك، وتلبي صوتك، وتغض طرفك، وتطيب عرفك، وبها ترى قرة عينيك، وريحانة أنفك، وفرحة قلبك، وخلد ذكرك. وقال الحجاج بن يوسف الثقفي المتوفى سنة 95 لأيوب بن القرية البليغ المتوفى سنة 84 ما تقول في التزويج ؟فقال: وجدت أسعد الناس في الدنيا وأقرهم عينا وأطيبهم عيشا وأبقاهم سرورا وأرخاهم بالا وأثبتهم شبابا من رزقه الله زوجة مسلمة أمينة عفيفة حسنة لطيفة نظيفة مطيعة إن ائتمنتها زوجها وجدها أمينة وإن قتر عليها وجدها قانعة وإن غاب عنها كانت له حافظة وقد ستر حلمها جهلها وزين دينها عقلها فزوجها ناعم وجارها سالم ومملوكها آمن وصبيها طاهر فتلك كالريحانة والنخلة لمن يجتنبها وكاللؤلؤة التي لم تفتق قوامه صوامه ضاحكة بسامة إن أيسرت شكرت وإن أعسرت صبرت فأفلح وأنجح من رزقه الله مثل هذه وإنما مثل المرأة السوء كالحمل الثقيل على الشيخ الضعيف بجره في الأرض جرا فبعلها مشغول، وجارها مبتول، وصبيها مرذول، وفي لسان العرب لابن منظور الأفريقي المتوفى سنة 711 خير النساء الخفرة في قومها المتبذلة لزوجها. يعني التي لا تتصنع له في قول ولا عمل. وقال مسلمة بن عبد الله المرأة الصالحة خير للمرء من عينيه ويديه. وقال السلف: المرأة الصالحة بإحدى الحسنيين. وقال حكيم: سعادة الأسرة تتوقف على المرأة أكثر من توقفها على الرجل. وقال آخر: المرأة الجميلة تملك القلوب والمرأة الفاضلة تسترق العقول وقال بعض العارفين: الزوجة قوت النفس، وسبب طهارة القلوب. وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقبل امرأته في رمضان فقال 'لا بأس ريحانة يشمها' وقال شاعر:

    سعادة المرء في خمس لقد جمعت ........ صلاح جيرانه والبر في ولده

    وزوجة حسنت أخلاقها وكذا ........ خل في ورزق المرء في بلده

    وقال بعض العارفين: المرأة الصالحة أقر متاع الدنيا لعين المرء ولا يسكن لشيء كسكونه لزوجته. وقد صدق فقد قال الله تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها) وقال عز وجل (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها) وللزوج من زوجته منزلة رفيعة لاسيما إذا كان موافقا لها في هواها، عاملا بما فيه رضاها، مجاريا لها على ما تريد. ففي الحديث الشريف 'إن للزوج من المرأة لشعبة ما هي لشيء' رواه الحاكم وابن ماجة عن محمد بن عبد الله ابن جحش - والمراد بما تقدم من ذكر الزوجة الصالحة ذات الدين والفكرة الطاهرة والشعور الشريف والخلق اللطيف والأخلاق الكريمة والصبر الجميل والعفة الحقيقية والنظافة الدائمة في نفسها وملبسها ومسكنها، وأولادها المواتية لزوجها الموافقة له المعينة في المنشط والمكره لما يريده، المؤدية ما يجب له عليها بعد تأدية واجبها لربها من طهارة وصلاة وصيام، القائمة بلازم بيتها من عمل بالذات أو نظارة عليه إذا كان لها خدم يقمن به، المحبة لزوجها محبة لا تبغي معها بدلا منه مهما يكن زوجها وضيعا وغيره رفيعا، فهذه هي المرأة الصالحة التي تكون سبب السعادة لزوجها وأولادها ولا يشترط فيها أن تكون غنية أو شريفة في قومها بل مجرد دينها وأدبها كافيان لها يغنيانها عن غيرهما. وكم أعلم من امرأة فقيرة بل خادمة تزوجت بفقير فكانت سببا في إنعاشه وإنقاذه من مخالب فقره حتى وصل إلى درجة الوجوه والأعيان، وصار منزله محطا لوفود الرجال من جميع الطبقات وأصبحت زوجته تلك

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1