Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

رجل بلا تفاصيل
رجل بلا تفاصيل
رجل بلا تفاصيل
Ebook66 pages25 minutes

رجل بلا تفاصيل

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

رجل بلا تفاصيل، هي مجموعة قصصية من تأليف جمال ناجي ونشرت في العام 1994 وهي ثاني مجموعة قصصية للكاتب. تتكون هذه المجموعة القصصية من اثني عشر قصة: 1. الديك الآخر. 2. العيد الذي لا يحبه أبي. 3. ذلك الجزار. 4. عيون الذئاب، عيون الآخرين. 5. المنذور. 6. تفاصيل. 7. صيف 1989. 8. رأس الدور.9. حب. 10. نسيان. 11. شوط الخطأ. 12. عزلة الأسود.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2017
ISBN9786349535410
رجل بلا تفاصيل

Read more from جمال ناجي

Related to رجل بلا تفاصيل

Related ebooks

Related categories

Reviews for رجل بلا تفاصيل

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    رجل بلا تفاصيل - جمال ناجي

    الإهداء

    إلى بشار.. بلا تفاصيل

    الديك الآخر

    لا بد من وسيلة تمكنني من مقارعته، او التعايش مع وجوده المكثف.

    انه ديك قوي ذكي،ولماح ايضا.

    لست انا من يقرر هذه الحقيقة، هو الذي يفرضها بطريقته الصامتة.

    حين يمشي، تتحرك عضلات فخذيه وظهره بوضوح، على الرغم من غابة الريش اللامع المحيط ببدنه.

    من ينظر اليه لحظة وقوفه الشامخ، لا بد أن يتحرك بدنه بطريقة ما، على الأغلب، فان من يشاهده في وقفته تلك، سيتذكر ان في الحياة ما هو اهم من مجرد اللغو واللهو والعبث: في الحياة هذا الاعتداد العارم بالنفس، وهذا التماسك الجميل.

    لسبب لا اعرفه، أطلقت عليه اسم أبو العبد، غير ان هذه التسمية ايقظت في نفسي صخبا عارما، ورجعا مبهما:

    اصغيت الى ذاكرتي، لم اسمع سوى الصخب، والهدير الماحق السحيق.

    أبو العبد، ليس مجرد واحد من الطيور الداجنة السخيفة، ففي عينيه المستديرتين بريق وبأس ومراوغة قلما رأيتها حتى في عيون

    الرجال.

    حين يقترب من داري، حيث دجاجاتي الأربع، تظل عيناه ترقبانني، كأنما تنطقان:

    إني أراك!

    هو لم لم يهبط من كوكب آخر، انه ديك أرضي، غير ان هذا لا يقلل من غرابة نظراته الصقرية الحادة:

    الا يمكن ان تكون امه انجبته اثر استسلامها لرغبة صقر جامح محروم؟.

    أبو العبد اعتاد غزو دجاجاتي في عقر داري، وانا لم استطع التفلت من احساسي بان في هذا الغزو انتهاكا لما يخصني امام عيني!

    هكذا يقتحم الدار:

    يقترب من بوابتها، يلتفت الي، يتلكأ قليلا، كأنما يريد طمأنتي الى ان وجوده لا يحمل اية نوايا خبيثة تجاه دجاجاتي! واذ تحين اللحظة الحاسمة، يعاود النظر الي، ثم يعبر العتبة ببطء وعادية، كمن ينفذ تقاليد يومية لا تحتمل التأويل او الشك.

    احيانا، اتفهم رغبة الذكر او الأنثى، لكنني لا احتمل اقتران الرغبة بالتنافس، هذا الأمر يغيظني، يدعوني الى احتقار دجاجاتي اللآئي يتقربن منه ويتهافتن عليه حال اقتحامه عتبة الدار.

    اجل! لقد احتقرتهن.

    فهن لا يكتفين بالالتفاف حوله

    كجاريات الرشيد، انما يتقاتلن ويتناقرن أمامه بطريقة مشينة، وحين يختار احداهن، يجتذبها بطريقة رخيصة:

    ينقر الحبوب عن الأرض، يضعها أمامها برقة وحنان مفتعلين، فتلتقطها بتواطؤ مكشوف، ثم تنقاد وراءه!

    حينها يحدق الي بعينين تطالبانني بالتفهم، ويؤدي حركة توحي بالبراءة: يصغر عينيه، او يصدر من منقاره صوتا رقيقا مطمئنا، ثم يمضي.

    الامر يحتاج الى حل، اذ لا يجوز ان يستحوذ ديك على تفكيري الى هذا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1