Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

البوح العظيم
البوح العظيم
البوح العظيم
Ebook594 pages4 hours

البوح العظيم

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

نه كتاب يرصد ويحلل الخالة النفسية للشعب المصري بعد الثورة حتى الآن.. وكذلك الصحة العامة للمصريين وأبعادجها الاجتماعية والسياسية، ورؤية الأجيال للصحة النفسية للمصريين، وسيكولوجية رجل الأمن والدولة العميقة... ةغيرها من الظواهر والتحليلات النفسية.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2015
ISBN9789771453352
البوح العظيم

Related to البوح العظيم

Related ebooks

Related categories

Reviews for البوح العظيم

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    البوح العظيم - خليل فاضل

    Bo7_Title.png

    «2011 - 2015»

    إشـراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن

    أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 2-5335-14-977-978

    رقـــم الإيــــداع: 2015/22379

    طبعة يـنــايــر 2016

    Arabic_DNM_logo_Color_fmt

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    الإهداء

    إلى شيماء الصبَّاغ(1)

    (1) شيماء الصباغ، أمين العمل الجماهيري لحزب التحالف الاشتراكي بمحافظة الإسكندرية؛ قتلت خلال فض المظاهرة التي نظمها الحزب في ميدان طلعت حرب ليلة 24 يناير 2015. شاعرة وناشطة عمالية وحقوقية، وفنانة مسرحية. حاصلة على ماجستير في الفنون الشعبية من أكاديمية الفنون، وباحثة في الفن الشعبي، وهي زوجة الفنان التشكيلي «أسامة الشهيلي»، وأم لـ«بلال»، 4 سنوات، تركت كل ذلك من أجل التفرغ للدفاع عن حقوق عمال الإسكندرية. بعد طلقات متلاحقة للخرطوش، لفظت الشهيدة أنفاسها الأخيرة في ميدان طلعت حرب، وكانت تحمل إكليل الورود في يدها مع زملائها من أعضاء حزب التحالف الشعبي الاشتراكي حين أرادوا وضعه على النصب التذكاري لشهداء ثورة يناير بميدان التحرير، أصدر النائب العام المستشار هشام بركات لاحقًا بيانًا كشف فيه عن ملابسات مقتلها، وأكد أن مقتلها جاء إثر خرطوش أطلقه ضابط أمن مركزي، وتمت إحالة الضابط إلى المحاكمة الجنائية.

    مفاهيم أساسية

    إن محاولة التأريخ النفسي الاجتماعي تستمد قوتها من قدرتها على كشف المختبئ والسماح له بالطلوع حرًّا، نفسها هي تلك القدرة على المعرفة وعلى الارتياب، في حديثٍ يومي نلوكه ولا نهتم به.

    محاولة هي إذن للتأريخ لمصر والمصريين، محاولة للرصد -فعليًّا- ما جرى لنا كمصريين، ما يجري لنا وبنا. هنا عينة لفئاتٍ عمرية منذ نهاية التسعينيات ومن أول عام النكبة 1948م، تاركًا للقارئ إدراك الفروق والمتماثلات من رؤًى ودراسات للبشر، في حاضرِهم وماضيهم، من واقعهم المعيش، وليس من على أريكة التحليل النفسي.

    محاولة لفهمٍ شامل وكامل لهذا الاجتياح الطوفاني للقماشة المصرية المُعقَّدة بكل تفرعاتها، ارتباكاتها، تقاطعاتها.. تداخلاتها وتناقضاتها، العصيِّة منها على الفهم، وتلك الغريبة.

    المصري فيها ذلك الذي لا يُحدَّد، الغامض المركَّب، إنها محاولة لفهم «مصر والمصريين» من خلال تمهيد ورؤًى عبر سبعة محاور؛ الأول:الصحة النفسية للمصريين «2011 - 2015»، الثاني: الصحة العامة للمصريين وأبعادها الاجتماعية والسياسية، الثالــث: سيكولوجية رجـل الأمـن والدولة العميقة، الـرابع: ينايـر 2011 وما بعده، الخـامس: الدين والتديين/ الهوية والإرهاب، السادس: الفساد والاقتصاد، السابع: العلم والتعليم.

    مشكلات جمّة تواجهنا فردية وجمعية، عامة تخص الوطن وأخرى تخص الحكم والحكام، حاولنا قدر الإمكان أن تلتحم الرؤى لتشمل مناحي الحياة.

    الناس حينما يكتبون أو يتحدثون في الشارع، أو على المقهى أو في وسائل المواصلات أو داخل غرف العمل المشتركة أو على مساحات إلكترونية، بوح الناس قد تكون له صفة إطلاق الطاقة المعروفة Catharsis، وأحيانًا تُنكأ الجراح وتقلب المواجع.

    مصر ظلت تغلي لسنوات وصلت لأوجها ما بين 2011 و2015، خبَّطَت فيها «أمُّنا الغولة» على البيوت لتخيف الكبار قبل الصغار، لعب الساحر الورق في الشارع وفي الحكومة ومعه لعب النصَّاب الثلاث ورقات مع الخفير والعمدة والخواجة، رقص الأولاد على دماءِ آبائهم المُتخثرة، ومشت الزوجات والحبيبات والأحفاد في جنازات جثث ذويهم المُتفحِّمة، امتدَّت الحشود بألفِ لونٍ ولون، اتسعت الدوائر وانتشرت النار في الهشيم، خرج الناس إلى الحدائق في شم النسيم يلعبون مع القردة ويشدون ذيل الأسد.

    مقارباتٌ مختلفة جاءت عبر صفحات الكتاب، حاول المتشبثون بالمبدأ أن يؤصلوا للمجتمع، في إطار توثب الأحداث، حينما تناثرت البلد في صراع الطبقات والسياسات.

    يقول الفيلسوف الاقتصادي كارل ماركس: «إن جذر الإنسان هو الإنسان»، من هذا نفهم أن من يفرض سلطته «أيـًّا كانت تلك السلطة»، يفرض سطوته وحججه ومنطقه في التعامل مع أمور الأرض المصرية ومن عليها، من أرض وعرض، ناس وبهائم، أملاك وأوراق ومصارف وأسواق سوداء وموازية، إعلام وصحف وإذاعات وتليفزيونات، بل ونكات و«قفشات» كذلك، وبعد حين، يظن، هو يظن، أنه أنتج سلوكيات وخطابات مشوهة مضحكة لها منطق «البلياتشو».

    إن الفساد والبيروقراطية ينشران العفن والتخلف والرداءة، الاكتئاب والجنون، الظلم يؤجل المستقبل والرؤية لجيل قادم يطرق الباب مستعجلًا.

    العواجـيز يماطـلون، يسوِّفون، يؤجلون، لكن الصورة ليست قاتمة هكذا، وإن كانت تبدو -فعلًا- كذلك.

    إن الفوضى والعشوائية تغطيان على الجوهرة الكامنة في شخصية المصريين، فوضى العنف، السياسة، والعلاقات الاجتماعية، تبتلع الإنسان والإنسانية، فبدونا كأطفال سُذَّج، كثير من الدهشة، قدرٌ كبير من البراءة، سرعة التصديق. والحكماء يقدِّمون المفاجآت للمزيف والنصاب، الذي يكرر نفسه في نفس العرض مرةً تلو الأخرى بعد أن نجح كرسي الحكم في شقنا وكشفنا وتعريتنا إلى حدٍّ كبير.

    زمنٌ عسير يعرض فيه تلفزيون الدولة الرسمي للأمهاتِ والأطفال صورًا لرءوسٍ مشجوجة، تتناثر منها أنسجة المخ، يمضغ العنف اللفظي وقبح المعنى رجالٌ ونساء في أوجِ زينتهم، في الظهيرةِ والمساء يكذبون وتحمرّ آذانهم أحيانًا من بعض وخزاتِ الصدق النادرة، حيث لا إحساس بالذنب، لا ضمير، ولا شيء إلا البؤس الذي يعُم.

    إنها أزمنةٌ حاضرة وماضية، لأناس مشغوفين بمفردات الحياة، بعضهم ينتظر الموت، والبعض الآخر يتمناه، أو يبحث عن بلدٍ آخر يعوِّض مفهوم الوطن!

    ها هو «البوح العظيم» عظيمٌ بقدر مشاركيه، بقدر صدقه، جزؤه الشعوري واللاشعوري نصوصه مبثوثة في إجابات الناس، ومنها قد ننسج ونغزل قماشة جديدة لكي نفهم، ربما.

    خليل فاضل

    فهرس المحاور

    المحور الأول: الصحة النفسية للمصريين «2011-2015»

    المحور الثاني: الصحة العامة للمصريين وأبعادها الاجتماعية والسياسية

    المحور الثالث: سيكولوجية رجل الأمن والدولة العميقة

    المحور الرابع: يناير 2011 وما بعده

    المحور الخامس: الدين والتديين / الهوية والإرهاب

    المحور السادس: الفساد والاقتصاد

    المحور السابع: العلـم والتعليم

    المشاركون

    مواليد التسعينيات

    أحمد سامي: من مواليد1993، طالب بجامعة حكومية، يدرس فيها السياسة والاقتصاد، له آراء مختلفة في شتى شئون الوطن، شارك في فعاليات 25 يناير 2011، شارك 6 إبريل في بعض الفعاليات، وله أنشطة أخرى في الجامعة، التقيته وجهًا لوجه مرات عدة، أجاب عن الأسئلة إلكترونيًّا.

    أتيحت له فرصة السفر خارج مصر للتعلم والخبرة في أمور الحياة.

    حفيظة رامي «اسم مستعار»: صحفية بجريدة يومية معروفة، خريجة إعلام القاهرة. من مواليد 1993 تمت المقابلة عبر موقع الفيس بوك فقط.

    سارة رياض: كاتبة ومخرجة، من مواليد 1991، من أم يابانية وأب مصري، عاشت حوالي نصف عمرها في اليابان، والنصف الآخر في مصر، ألفت كتابًا مهمًّا بعنوان «عيب ولّا حرام؟» تناقش فيه المفاهيم الدينية المغلوطة ومدى انتشارها بين الناس، أخرجت فيلم «بلا روح» اختيار اللجنة الرسمية لمهرجان سينما الشباب NFFTY بالولايات المتحدة 2014، التقيتها وجهًا لوجه، وتمت إجابة الاستبيان عبر البريد الإلكتروني.

    عبد القادر محمود «اسم مستعار»: من مواليد 1990 «من أبناء الخليج» مهندس، حديث التخرج، جامعة خاصة، القاهرة، نشأ في جو أسري أتاح له خلفية يسارية ووعيًا أدبيًّا وإنسانيًّا عاليًا، التقيته وجهًا لوجه، وتمت إجابة الاستبيان عبر البريد الإلكتروني.

    منة الله أشرف: طالبة علوم سياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. من مواليد 1991 التقيتها وجهًا لوجه.

    * * *

    مواليد الثمانينيات

    آلاء سكينة: من مواليد 1983، التقيتها عدة مرّات، تلقت استمارة الأسئلة وأجابت عنها إلكترونيًّا.

    أحمد الحادقة: مواليد عام 1983، خريج جامعة M I U الخاصة بمصر، دارس لعلوم إدراك الموسيقى وكيف تؤثر على مخ الإنسان بـ Berklee School of Music. من كتاباته على الإنترنت: جغرافيا الأب، اغتراب عن الألم، خطأ شائع في كتابة وفهم التاريخ، بعض من أوراقي السوداء!، جحا يحكم الشعب!، تلاقينا عدة مرات، أجاب عن استمارة الأسئلة مرةً واحدة في شكل بيان أدبي، التقيته عدة مرات وجهًا لوجه.

    أحمد رياض أبوهميلة: من مواليد 1984، صحفي متميز في جريدة المصري اليوم، من ذوي الاحتياجات البصرية، تخرج في كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2006، يحضر لرسالة الماجستير حاليًّا في نفس الكلية، التقيته وجهًا لوجه، تلقى استمارة الأسئلة وأجاب عنها إلكترونيًّا. يهوى الكتابة والسفر وله عدة مشاركات في الحياة السياسية.

    إدريس السنوسي: طالب فنون تطبيقية وكاتب، جامعة خاصة، من مواليد 1987، التقيته عدة مرّات، تلقى استمارة الأسئلة وأجاب عنها إلكترونيًّا.

    دينا عبد العظيم: «مُعيدة لغة إنجليزية»، مترجمة مبدعة من العربية إلى الإنجليزية وبالعكس، من مواليد 1981، مهتمة بمجال حقوق الإنسان والحيوان، شاركت في فعاليات وتظاهرات كثيرة منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن، تلاقينا عدة مرات، أجابت عن استمارة الأسئلة وأرسلتها بالبريد الإلكتروني.

    حمدي مسعود «اسم مستعار»: صحفي من مواليد 1986 «خريج إعلام» جامعة حكومية، التقيته مرةً واحدة وجهًا لوجه، أجاب عن الاستبيان من خلال موقع الفيس بوك.

    كارولين كامل: خريجة إعلام القاهرة، صحفية، متعددة النشاطات، من مواليد 1986. التقيتها عدة مرّات، تلقت استمارة الأسئلة وأجابت عنها إلكترونيًّا.

    جلال المليجي «اسم مستعار»: من مواليد 1988، خريج كلية الهندسة جامعة خاصة بالقاهرة، حصل على الماجستير من جامعة في برلين، ألمانيا التي يقيم بها حاليًّا منذ 4 سنوات، التقيته عدة مرّات.

    منار عمران: من مواليد 1983، إخصائية مكتبات، خريجة علوم مكتبات، جامعة القاهرة، تعمل معي في عيادتي بالقاهرة، تلقت استمارة الأسئلة وأجابت عنها إلكترونيًّا.

    مينا ناجي: كاتب مصري له نكهة خاصة في كتاباته، ولد في الكويت عام 1987، وحصل على بكالوريوس هندسة الاتصالات من الجامعة الألمانية بالقاهرة عام 2014، تمت المقابلة وجهًا لوجه.

    مُنى جابر: ماجستير علم نفس، إخصائية طفولة مبكرة، من مواليد 1981، مُعالجة أطفال نفسية متميزة، تعمل معي منذ سنوات طويلة، نظمت وشاركت في ورش ثقافية وعلاجية وتدريبية كثيرة.

    نيرمين الذهبي: من مواليد 1983، صحفية، خريجة إعلام القاهرة، التقيتها وجهًا لوجه، تلقت استمارة الأسئلة وأجابت عنها إلكترونيًّا.

    هالة سمير «اسم مستعار»: من مواليد 1984، إعلامية تعمل في محطة عالمية ناطقة باللغة العربية، التقيتها عدة مرّات، تلقت استمارة الأسئلة وأجابت عنها إلكترونيًّا.

    هاجر علي: من مواليد 1986 تربت في الكويت، من أبناء الخليج، خريجة علوم الكمبيوتر جامعة عين شمس، التقيتها عدة مرّات، تلقت استمارة الأسئلة وأجابت عنها إلكترونيًّا.

    هشام علام: من مواليد 1983، خريج جامعة الأزهر، كاتب، صفحته على موقع الفيس بوك تقول «أنا أحكي عن الحرية، التي لا مقابل لها... التي هي نفسها المقابل»، ويعرِّف نفسه بأنه صاحب رأي على شمال السلطة، وهو صحفي استقصائي أيضًا، من أهم كتاباته المتميزة «داعش ..مسافة السكة، عزيزتي أم الدنيا: لماذا تعشقين الذل، عفاريت مرسي، العراق: النفط مقابل داعش، موسى وعيسى.. لا نفرق بين أحد منهما، سبع سواقي، الإسلام هو الفخ».

    * * *

    جيل السبعينيات

    باسم عبد الغفار: محلل نفسي، عملنا معًا لسنوات في عيادتي بالقاهرة، يعمل الآن في دولة الإمارات، أجاب عن استمارة الأسئلة إلكترونيًّا.

    جميلة عبد الهادي «اسم مستعار»: من مواليد 1979 خريجة كلية الألسن جامعة حكومية، التقيتها وجهًا لوجه لعدة سنوات، أجابت عن الأسئلة مباشرةً.

    عماد على العادلي: من مواليد 1975، المستشار الثقافي لمؤسسة «أ»، تخرج في كليتي الآداب «قسم الفلسفة» والحقوق، جامعة عين شمس، وعمل في مجالي الصحافة الأدبية «جريدة الدستور الأولى» والنشر «مدير دار إشراق للنشر والتوزيع»، حاصل على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية، التقيته وجهًا لوجه في مكتبة «أ» وفي مكتبي عدة مرّات، تلقّى استمارة الأسئلة وأجاب عنها إلكترونيًّا.

    مروة نبيل: شاعرة مصرية، ولدت سنة 1978، تعرفت عليها من موقع الفيس بوك فقط، أجابت عن استمارة الأسئلة إلكترونيًّا.

    * * *

    أجيال الستينيات وما قبلها

    نوال حسان «اسم مستعار»: أستاذة علم نفس بجامعة مصرية حكومية، محللة نفسية ومُعالجة، تمت إجابة الاستبيان عبر البريد الإلكتروني.

    ثائرة شعلان: مصرية يمنية، دكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية بمرتبة الشرف الأولى حول التداخل بين مفهومي الطبقة والفئة الاجتماعية في المجتمع اليمني، جامعة باريس العاشرة، نانتير، 1993. شغلت عدة مناصب لها أهمية خاصة: مديرة إدارة البرامج بالمجلس العربي للطفولة والتنمية، يونيو 2004 حتى أغسطس 2014، مديرة برامج حماية الطفل باليونيسف في اليمن بداية من تأسيسه في 1999 حتى مايو 2004، رئيس إدارة الدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية، مركز الدراســات والبحوث اليمني، 1994-1999.التقيتها وجهًا لوجه عدة مرات، تمت إجابة الاستبيان عبر البريد الإلكتروني.

    سليمة عبد الفتاح «اسم مستعار»: صحفية في جريدة قومية، من مواليد 1974، من بنات شبه جزيرة سيناء.

    سامي الشوربجي «اسم مستعار»: من مواليد 1961، أستاذ في جامعة مصرية، محلل سياسي يبحث في شئون الوطن، التاريخ، والزعامة، له كتابات مهمة جدًّا عن 25 يناير 2011.

    سلمى شهاب «اسم مستعار»: سيدة مصرية ولدت عام 1948، تعمل في مجال الأعمال الثقافية الحرة، درست عديدًا من التخصصات، قد يرى البعض أن لا علاقة تربطها، تقول: «لكني أرى أن جميع تخصصاتي تتعلق بتحليل الخطاب -إذا وسعنا دلالة الخطاب بحيث يتجاوز ما يقال ويكتب - قد أشخص مرضًا وأعالجه بتحليلي لجسد الإنسان، أو أن أرصد ظاهرة اجتماعية بتحليلي لثقافة أهل هذا المجتمع، أو أنقد عملًا فنيًّا بتحليلي له وفقًا لأدواته، أو أن أشخص شخصية إنسانية بتحليلي لأبعادها النفسية والاجتماعية والجسدية. أما في حالة الكتابة الإبداعية، فيأتي التركيب بعد التحليل، أو قل إنهما يتضافران».

    فتحي عبد السميع: شاعر رائع له مذاق خاص، ناقد أدبي، من مواليد محافظة قنا في 1963، ترجمت بعض نصوصه للإنجليزية وللألمانية عن طريق الورشة الإبداعية ببرلين بالاشتراك مع معهد جوته. شارك في عدد كبير من المهرجانات والمؤتمرات الثقافية، صدر له في مجال الشعر: الخيط في يدي تقطيبة المحارب، خازنة الماء، فراشة في الدخان، تمثال رملي، الموتى يقفزون من النافذة، كما صدر له كتاب نقدي بعنوان «الجميلة والمقدس» عن دار الهلال 2014، وكتاب بعنوان «القربان البديل» عن طقوس المصالحات الثأرية في جنوب مصر. لم ألتق به قط، تمت إجابة الاستبيان عبر البريد الإلكتروني.

    نفيسة مؤمن «اسم مستعار»: صحفية من مواليد 1967، التقيتها وجهًا لوجه منذ فترة بعيدة، أجابت عن استمارة الأسئلة إلكترونيًّا.

    * * *

    المحور الأول:

    الصحة النفسية للمصريين «2011-2015»

    «1»

    الأحوال النفسية للمصريين منذ «2015»

    جاء في دراسة مهمة(2) أن أكثر ما خيب آمال الشباب الناشطين، في كل من تونس ومصر وليبيا، هو استئثار الفاعلين العسكريين والسياسيين - الأكبر سنًّا والأكثر خبرة - باتخاذ القرار في مرحلة إعادة البناء الوطني. هذا في الوقت الذي كان الشباب، الذي قاد الثورة، يتوقع الإنصات إلى صوته وتلبية احتياجاته.

    وذكرت الدراسة التي استمرت عبر الشهور الثمانية الأخيرة من عام 2012، وهي بعنوان «الوعد الثوري: التحول في مفاهيم الشباب في مصر وليبيا وتونس»، أن المصريين من الشباب الذين قادوا الثورة ضد نظام حسني مبارك بلغ بهم الإحباط مداه حتى أصبحوا يتساءلون: «هل قمنا بثورة؟».

    ووصف الشباب المصريون -الذين شاركوا في هذه الدراسة- وسائل الإعلام بأنها «منحازة وتفتقر إلى المصداقية والموضوعية، تنقل أكاذيب وافتراءات وتساهم في بث الانقسام في المجتمع المصري». ويتهم الشباب وسائل الإعلام هذه بتهميشهم وترسيخ صورة بأنهم يفتقرون إلى الخبرة رغم وصفها لهم بأنهم أبطال الثورة.

    * * *

    في الإسكندرية قالت إحدى المشاركات في ثورة يناير 2011، قالت من مكانها على الشيزلونج بصوتٍ مبحوح «ثورة يناير طلعتنا لسابع سما ثم وبخبطة ضخمة، تدريجيًّا، وبطريقة حقيرة نزلتنا لسابع أرض، كانت أيقونتنا «خالد سعيد» وأيقونتهم كانت «سما المصري»(3)، الآن بعد أربع سنوات من الشتات المُمنهج لشباب الثورة، بتشويههم المُتعمَّد من قبل الآلة الإعلامية، وصل بهم الإحباط إلى درجة اليأس، وكأنه الصراع بين «الأنا» التي شاركت وساهمت، اعتصمت وتظاهرت، استشهدت وأُصيبت واعتقلت وعُذبت، وبين «الأنا الأعلى» إرهاصات الثورة، الضمير، الحلم، الأمل، اليوتوبيا، اصطدم الاثنان بصخرة الواقع القاسية، تولد الاكتئاب العميق.

    أربع سنوات انحدر فيها منحنى الثورة من «ارفع راسك فوق إنت مصري» رمزية العزة والكرامة، حب الحياة، التطلع لمستقبل أفضل، إلى «تسلم الأيادي»(4). ما حدث قبل الثورة وأثناءها ولمدة سنة كان نوعًا من الزخم والاستدماج لرؤية عصرية لمجتمع متخلف، ثم جاءت الشاشات الفظة لتخرج منها تلك الوجوه الكالحة والأبواق المسعورة، تشوهها وتغتال ما تبقى من رموزها معنويًّا؛ فيحنون إلى الميدان، إلى لحظات الغاز والمياه والخرطوش، فيجدون المدرعات والأسلاك الشائكة والأبواب الحديدية الإلكترونية توصد الميدان إلا للغوغاء المؤجرين. على الكنبة، في غرفةٍ مظلمة، أمام كمبيوتر أو موبايل أو Tablet تختزل الثورة بعد 4 سنوات في مشاهد فيديو ودموع وألم يعصر النفس ويشتتها. بعد أن اعتدى الجنود على الثوار، اكتأب الناس، تحديدًا الثوار على مختلف أعمارهم، والاكتئاب عدوان على الذات، يقود ذلك البعض إلى «العدمية»: الكل باطل وقبض الريح، ينام في وضع الجنين، ينهض يضع وردة على صورة شهيد.

    «هذا مشهد جرى الإعداد له في مطبخ الدولة العميقة، أسقطوا 25 يناير، بـ 30-6 سجنوا الثوار وحاكموهم، زوّروا وعي الناس، سحلوا البنات في الشارع»(5)، أما إيمان عوف فتقول «أيوه لسه الفرصة موجودة، نعم حلمنا بالوطن الرومانسي كسرنا السور وخرجنا للشارع، مع بضعة أوراق وأغاني للشيخ إمام، اتفق الديابة مع الخرفان علينا، خونَّا بعضًا وسُرق الحلم بكل هدوء»(6).

    يطفح المشاركون مرارة وقنوطًا واضحين في هذا البوح «نعم أنا واحد ممن يطلقون عليهم «نحانيح 25 يناير»، لكن يا تُرى هل أنا من السوقة التي «خربت البلد» وأخرجت أسوأ ما فيها؟، أنا الابن المتمرد الذي خرج ليلة 28 يناير ولم يخبر والدته أنها لن تراه مجددًا، وستتسلم نعشه من مشرحة زينهم بجانب ميدالية ذهبية باسم الثورة»(7).

    وهكذا.. لم يكن المدافعون عن الدولة، هم أصحاب اللُّغد السميكة والأصوات المُتحشرجة، الذين قاموا بالنضال التليفزيوني لقتل الثوار في الشارع(8) «هكذا حاول الشباب ومن معهم حماية الدولة من الانهيار في عهد مبارك «انهيار كل شيء»، فعادت الأمور إلى ما كانت عليه وأسوأ، إن القلب يعتصر والنفس في لوعتها لا ترى إلا انكفاءً على الذات أو هروبًا أو انتحارًا».

    * * *

    ( أ ) رصد وتحليل عوامل حالة المصريين النفسية

    أفرزت ثورة يناير أربع سنوات، عجينة غريبة، كأنها نتاج الطاحونة «الدوامة - البئر العميقة - الترعة المُخضَّبة بالوسخ - المعجونة بالطحالب والديدان ومياه الصرف الصحي - تروي زرع الأرض - ويشرب منها الناس والماشية ويستحمون فيها». هكذا حال بلدنا وصل فيها الخلل إلى ذروته، وتراكمت فيها العتامة والجاهلية القاسية شديدة الوطأة، تجلَّى ذلك في مشهد غاية في الغرابة والجنوح، شركة عدد الموظفات فيها قليل والرجال كُثر، لم يعِر شبابها «المغاوير» اهتمامًا للبنات فلقد «زهدوهن»، اتجهوا إلى رجل ثلاثيني له صدرٌ بارز مكتنز، تحرشوا به وقرصوه في صدره، اضطر هو بالمقابل، إلى التحرش بهم في صُلب مؤخراتهم «جهارًا نهارًا» في ممرَّات الشركة.

    هكذا بعدما أظهرت الثورة أجمل وأنبل ما فيها، طفح الغث منها، طار كالخفاش والذباب، طيلة أربع سنوات، ليكوِّن مأساة، مجموعة من السلوكيات الاجتماعية الجانحة والعلاقات شبه الإنسانية البشعة.

    الناس لا تسأل عن الثورة ولا متى قامت!! هم في حالة إلهاء شديد، حُمَّى الأسعار، عبوسٌ شبه دائم على الوجوه، في الشارع، في المترو، في القرى في النجوع، والثورة «مشيت.. راحت.. غارت»، تركت وراءها مجموعة من الاضطرابات النفسية، بعضها غائر عميق مؤلم، وبعضها واضـح صريح فاضح، يسـمَّى بعضها في أخف درجاته الاكتئاب الحياتي، والآخر ذُهان صريح، جنونٌ كالغول يحتل مساحة القلب والرئتين ولا يتركها، يتمحور حول الثورة وأحداثها.

    أتاني مريض «بالمازوخية المرتبطة بالفيتيشية ..عشق المحبوبة بدرجة مُذلة واستعذاب الألم معها»، هذا حدث مع عينات من المصريين، وضح جدًّا في السنوات الأربع، التي مضت من عمر الثورة الأولى لأولاد مبارك، والثانية حالة عشق الحزب الوطني المرتبطة بالمصلحة، ثم حالة العشق المجنون للمجلس العسكري بصرف النظر عما يرتكبه من أخطاء، ثم أنصار الإخوان مع جماعتهم، وهذا الشكل الأعمى من التقديس الذي جعلهم ينكرون ولا يرون.

    أخذ هذا ذروته القصوى مع السيسي، فإذا كان جلُّ ما يفعله المريض العاشق المجنون هو أن يتشمم ويتمسح بملابس حبيبته

    أو يلعق أحذيتها، فإن الذين يعشقون رموزهم حدث لهم عمى عن وعي أو لا وعي شعوريًّا، لكن في المقابل كانت هناك حالات شجاعة، لكن الإعلام «المنحط» دأب على تخوين كل من لا يعشق أو يقدِّس أو يعظم الرئيس ومن حوله، ونعته بأقذر الصفات واتخاذ أسلوب الردح والصراخ، إعلام صار له خصيان أشبه بصبيان العالمة، هذه الحالة خلقت جوًّا من الإحساس الاضطهادي التآمري، لدى كثير من الناس، حتى هؤلاء المتفرجين المتذمرين، لأي أمر يسير خطأ في أحوال البلاد.

    تقول وفاء صندي في رسالةٍ إلكترونية للمؤلف «ملاحظتي التي كنت أبحث عنها بشغف وأنا أقرأ بين دفات تحليلك، هذا الارتباط غير المسبوق بالسيسي، والذي عبرت عنه بصورة الأب المنقذ لأولاده التائهين.. أرى هذه النقطة أو هذا التعلق بالأب المُنقذ تستوجب بحثًا وتحليلًا مطولًا، خصوصًا بعد حالة الهوس التي أصابت الكثير من المصريين بهذه الشخصية، وما يمكن أن يكون لهذا الهوس من تداعيات على نفسية مجتمـع بأسره، إذا لم يرتقِ المنقذ إلى مستوى تطلعاتها، أو ما مدى تأثير هذا الهوس على الشخصية المصرية... شخصيًّا اهتم بهذه النقطة وأخاف أن يكون لها تداعيات على شخصية المصري وخصوصًا بعد أربع سنوات من الفوضى والارتباك النفسي.

    إن أهم ما يقلقني في الموضوع «الإعجاب إلى حد الهوس بالحاكم الجديد... لماذا؟ وما هي خلفيته؟ وماذا يمكن أن ينتج عنه؟ وما تأثيره على شخصية الحاكم نفسه وأسلوب حكمه؟». إن الزعيم «البطل» الذي استمد كل حقه البطولي من الجماعة التي أسبغت عليه صفاته، رمزًا مستعليًا، بعد أن تجذرت أفعاله وأقواله في تربة المجتمع، وفي وعي ولا وعي الجماهير، تفخَّمت صورته وأخذت حيزًا وحضورًا مؤثرًا وفعالًا(9).

    إن البعد السيكولوجي لهذه الظاهرة مُعقَّد ومتشابك، حيث يندمج بها الفردي والجماعي والأسطوري والتاريخي المقدس بالمدنس، لهذا يحتاج إلى تأطير من خلال دراسات يتلاقح فيها السياسي بالاجتماعي، والنفسي بالتاريخي، والكشف عن النواة المحورية التي تمحورت حولها تصورات أي جماعة بشرية.

    إن الكثير من الجماعات لا تقدر أن تعيش بدون زعامات قومية أو دينية أو سياسية، ولو فرغت ساحتها من الزعيم، فإنها تسعى لخلق زعيمها ورمزها الخاص بها، الذي يعبر «في رأيها ربما...» عن تطلعاتها أو أحلامها «حتى بوجود خيبات الأمل، الزعيم يصبح قدرًا لابد منه»، فأغلب الجماعات تعيش أو تريد أن تعيش في ظل «النموذج التبعي» الذي تستمد منه الكثير من أنماط حياتها.

    ويشتد لدى تلك الجماعات هوس بالزعامة لا يقارع، بل يصبح على أشده، إذا كانت تمر بأزمات شديدة تهدد هويتها وكيانها ومعتقداتها، كما حدث في مصر مؤخرًا؛ فنرى الجماعات تركن إلى زعيم ما بدون تبصر واختيار واع ودقيق، متخذة منه معبرًا أو جسرًا للخروج من أزمتها الوجودية أو الظرفية التي تعصف بها، لعله يعيد إليها التوازن الذي فقدته أو يمنحها الرجاء والأمل في مستقبل ما.

    ويمثل الزعيم «البطل» من المنظور النفسي «الأنا القيمية العليا» للجماعة، لهذا تلحق به كل الصفات الجيدة والخارقة ويكون مُحصنًا من العوامل العارضة، ولا يتأثر بها مباشرة بل يشكل جسمه وعقله وروحه وأفعاله وحدة خالصة لا تدانى أو تقرن في شيء من ظواهر الدنيا وقواهرها ويشكل تاريخه، متخذًا أبعادًا قيادية.

    في مجتمعاتنا التي لا تزال مجتمعات بطريركية «أبوية» والعلاقات فيها عمودية، في جعلها تخضع لمسارات التبعية والخضوع من أعلى إلى أسفل، لهذا نرى الإنسان المسحوق في ظل تلك الجدلية الاجتماعية والمحكوم بها منذ نشأته الأسرية «داخل العائلة» وتعلم من خلالها الوضعية الاتكالية - غير قادر على مواجهة الواقع بقدراته، فسيبحث عن أبطال لمنحهم ما يريدون من امتيازات فائقة في سبيل أن يصبحوا وكلاء له أمام الأحداث، ويتصرفوا نيابة عنه، في حاضره ومستقبله ومصيره وقدراته، فهو مثل الطفل الذي يركن إلى جبروت أبيه في ساعات الضعف ليطلب حاجة يتمناها مع فارق في نوعية الحاجة والمتطلبات.

    إن هذه الاتكالية التي تخلقها المجتمعات «وحتى المتقدمة، لكن بدرجات متفاوتة»، والتي لم تنضج لديها بعد الخيارات الإرادية الواعية، في تقرير المصير، ولم تؤسس بعد مؤسساتها المدنية التي تكون بديلًا عن مؤسسة الزعيم الفريدة والوحيدة، هي لب المشكلة.

    فلو كانت هذه المجتمعات لديها المؤسسات التي تحميها وتدافع عن حقوقها لما احتاجت أو ركنت إلى الزعيم المنقذ والمخلص لها، الذي تمشي في ركابه الحشود متطلعة لأقواله عله يرمي لها فتات أمانيها في عسر دنياها ومأزق وجودها، عله يمن عليها من عليائه ويجود عليها بكرمه الفائض، لهذا تتجمع حول شخص الزعيم وتتمحور حوله كل أماني المجتمع وخلاصاته، وكل إشباعاته النفسية الوهمية.

    إذن الزعامات تخلقها المجتمعات لحاجات نفسية عميقة في وجدانها، مع مؤازرة عوامل داخلية وخارجية، استراتيجيات منظورة وغير منظورة، وكذلك تمليها سياقات تاريخية محددة.

    ولذا تمر الزعامة بدور النمو والاحتضان، وتحصيل ما يمنحها التأكيد الكامل والمطلق من شرائح متنفذة في المجتمع، وبعدها، تمر بمرحلة تالية، هي الانفصال عن تلك الشرائح ذات النفوذ التي أعطتها الشرعية، وغذّتها بأسباب القوة والشرعية، وامتلاك القاعدة الجماهيرية والشعبية.

    إذن مهما كانت خصائص الزعيم في فترة حكمه إيجابية أو سلبية، فهو يمثل رمزًا بالنسبة لشعبه، سواء كانت شرعيته بإرادة أو من دونها «قسرية». إلا أن هذه العلاقة والتبعية تشوبها «جدلية مشوهة»، بين الزعيم ورعيته، «وهذه الوضعية تعد مأزقًا بالضرورة لكل من الزعيم والجماعة على حد سواء».

    فالزعيم لا بد أن يفشل، ويكرر فشله ويتراكم عجزه مُفجرًا التناقضات بينه وبين جمهوره. فإذا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1