Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

في ظلال رمضان
في ظلال رمضان
في ظلال رمضان
Ebook177 pages1 hour

في ظلال رمضان

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

هذا الكتاب محاولة تدبر في القرآن وفي رمضان ... نظرات في المعاني والمدارات والمقاصد ... في علاقة الإنسان بأركان دينه؛ وبالكون؛ وما تحدثه العبادة من تغيير في وعيه بالكون وبالزمن؛ والأبعاد الاجتماعية لهذا الركن من دين الإسلام؛ ومسار الشهر؛ وحكمة العيد؛ ومعني الأمة.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2014
ISBN9789771450801
في ظلال رمضان

Related to في ظلال رمضان

Related ebooks

Related categories

Reviews for في ظلال رمضان

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    في ظلال رمضان - هبة رءوف عزت

    في ظلال رمضان

    هبة رءوف عزت

    العنوان: في ظلال رمضان

    تأليف: هبة رءوف عزت

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.

    الترقيم الدولي: 978-977-14-5080-1

    رقم الإيداع: 11714 / 2014

    الطبعة الثانية: يوليو 2014

    Section00002.xhtml

    أسسها أحمد محمد إبراهيم سنة 1938

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفون: 33466434 - 33472864 02

    فاكس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    إهداء وشكر

    أهدي هذا الكتاب لوالدي رحمه الله واسأل الله أن يجعله في ميزانه ويجزيه عني خيرًا.

    وشكر واجب للشاب الأزهري أحمد عبد الجواد زايدة الذي ينهي دراسة الماجستير في الشريعة والقانون على ما بذله من جهد في التحرير والمراجعة..

    هبة رءوف

    رمضان.. وأيام اللَّه

    يهل علينا كل عام.. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر..أي عمر بأكمله.. يأتي ليجدد للمؤمن عقيدته في أيام نفحات: فريضة ورحمة..عبادة ومغفرة..تهجد وعتق. شهر يجدد للأمة معرفتها برسالتها فتجتمع على خير وبِر وعبادة وتستشعر أمانتها تجاه عالم الغيب وعالم الشهادة، أيام جلاء للفطرة وشحذ للوعي برسالة التوحيد الخالص لله تعالى…وقراءة للوحي واتباع لهدي المصطفى [ واستباق للخيرات.

    والحق أن رمضان مدرسة جامعة؛ ففيه أداء شهادة العقيدة المتجددة؛ لأن الصوم صلة بين العبد وربه.. لله وهو يجزي به. وفيه صلاة القيام تُقوِّي معنى «إقامة الصلاة» في حياة المسلم، وفيه ترويض الجسد وتهذيبه بالامتناع عن الطعام وعن الشهوات في نهار رمضان.. فلا رهبانية في الإسلام، بل فيه هذا الجهاد المتجدد المشتبك مع الكدح.. وفيه تجديد النية، وفيه معنى التزكية للذات وللمال بنافلة تزيد على الفريضة، ويختار البعض أداء زكاته في رمضان ليزيد الله له في الأجر، وفيه توجه المسلمين للقبلة وتوحيدها برابطة عبادية وروح ربانية وتهذيب للألسنة والأفئدة، ففيه ملمح من فيوضات الحج.. ودروسه.. والهجرة ومعانيها.

    side_fame05a

    يدرك المسلم أن فردية الصوم في علاقة الفرد بربه موصولة بجماعية المقاصد، فإسلام يرى خلاص الفرد يوم القيامة عبر صلاح الجماعة يكرس في فرائضه هذا التلاحم بين الفردي والجماعي، والخاص والعام، والعبادي والاجتماعي.. والخير المبسوط الكف لمن لا نعرف.. من عرب وعجم.. مسلمين ومؤمنين من أهل العقائد الأخرى، ففلسفة الصوم مشتركة بين الأديان.. والأوطان مساحات جامعة لتجليات الشعائر.. شعائر الله.

    side_fame05a

    ورمضان مراجعة لمسيرة التاريخ، ففيه تذكِرة بنزول الوحي، وبنصر الله للمجاهد الصائم في بدر، وأمة لا تعرف تاريخها فتفاخر بانتصاراته وتتعلم من دروسه وتسترجع فلسفته وتجدد أمره - هي أمة منبتَّة الصلة بجذورها تسيح في تيه «الآن وهنا»، والإسلام برؤيته للتاريخ: مبتدأ..ورُجعى، أزل.. وأبد، دورات .. وسنن، تدبير حكمة وجدلية تَدَافع ومسعى تعارف، إرادة الإنسان.. ومدد الله، قوة الحق وضعف كيد الشيطان، عزم أولي البصيرة والصدق ووهن وهوان إرادة الباطل.. فمنطق رمضان يستدعي الغيب لساحة المادية ليحقق فلسفة الميزان ..بمثل ما الحج تذكير بأنبياء الله ومسيرة الإسلام وشعائر الله عبر النبوات ومسار دعوتها في التاريخ، فالرؤية الإسلامية تحتفي بقيمة التاريخ وتواصله كما تحتفي بالزمن وفلسفته، وبالروح ومركزيتها، فتلك الأيام هي «أيام الله».. وكل الأيام أيام الله .. منها أيام الابتلاءات ومنها أيام الآيات ومنها أيام النفحات، والله فضل بعض الأيام على بعض وبعض البقاع على بعض وبعض الأفعال على بعض.

    يصوم المؤمن في رمضان ويجاهد جهاد النفس في موسم من مواسم المغفرة ، فيدرك أن الزمن ليس آلة ميكانيكية تدق في إيقاع رتيب، بل هو فيض من اللحظات وعطاء من الإشراقات ، وهو رأسمال العمر .. ومنه ليلة هي بعمر.. فيملأ أيامه ولياليه بالطاعات، والاستغفار عما فات.

    ورمضان استعادة لمركزية الغيب في التصور الإسلامي؛ ذلك الغيب الذي يوقن به المسلم فيدفعه للتخلي عن المتع العاجلة ابتغاء مرضاة الله، ولولا ذلك لما كان للصوم من قيمة، فالإنسان الذي يسعى للمتعة العاجلة، ولتعظيم منفعته المباشرة المادية لا يرى في الصوم إلا معاناة لا جدوى منها ولا طائل من ورائها، فالصوم مدرسة اليقين وأحد مدارج السالكين في عالم مركزية ال«أنا» وتلبيس منطق الحياة وهوس المتعة الاستهلاكية، فيأتي رمضــان

    side_fame05a

    رمضان مفردة من نموذج توحيدي جامع متكامل، وهو في الوقت ذاته يحمل في داخله كل عناصر هذا النموذج مصهورة ومصقولة.

    side_fame05a

    ليكون ومضة نورانية تعيد توازن الدنيا والآخرة، من «الأنا»..للأمة، ومن ال«هنا».. للملأ الأعلى.

    وهو شهر يجتمع فيه الناس على الإفطار والسحور فتتوثق عرى الأسرة وتتواصل الأرحام وتنصهر الفوارق، وتسري في الجماعة روح من البر والمودة والتراحم، فيدرك المسلم أن فردية الصوم في علاقة الفرد بربه موصولة بجماعية المقاصد، فإسلام يرى خلاص الفرد يوم القيامة عبر صلاح الجماعة يكرس في فرائضه هذا التلاحم بين الفردي والجماعي، والخاص والعام، والعبادي والاجتماعي..والخير المبسوط الكف لمن لا نعرف.. من عرب وعجم.. مسلمين ومؤمنين من أهل العقائد الأخرى، ففلسفة الصوم مشتركة بين الأديان..والأوطان مساحات جامعة لتجليات الشعائر.. شعائر الله.

    side_fame05a

    كيف تنهض أمة تتشظى أفرادًا وأحزابًا فلا تصطف كالبنيان المرصوص.. هذا الاصطفاف الذي ترمز له صفوف المصلين في ساحات المساجد قيامًا وركوعًا وسجودًا؟

    side_fame05a

    فرمضان مفردة من نموذج توحيدي جامع متكامل، وهو في الوقت ذاته يحمل في داخله كل عناصر هذا النموذج مصهورة ومصقولة، ومن الأهمية بمكان أن يفهم الإنسان المسلم أن كل مفردة من مفردات الجزء تحمل مجمل خصائص الكل، كما تحمل الخلية في جسد الإنسان بصمته الجينية وخريطتها الكاملة؛ لذا فإن معاني رمضان تسري في غيره من العبادات والشعائر.

    يبقى أن نستوعب أن رمضان شهر للنهضة، فمفتاح النهضة في الرؤية الإسلامية وعي وتعاون وقيام وقوامة وحساب لقيامة:

    - وعيٌ برسالية المسلم ومسئوليته عن العالم، وكيف ينهض بالعالم بغير قلب موصول بالله وروح تستلهم منه القوة، وتعاونًا على الحق والصبر، وكيف تنهض أمة تتشظى أفرادًا وأحزابًا فلا تصطف كالبنيان المرصوص.. هذا الاصطفاف الذي ترمز له صفوف المصلين في ساحات المساجد قيامًا وركوعًا وسجودًا؟

    - وقيامٌ بالأمانة: فكيف يقوم بالقسط ويقوم لله ليكون شهيدًا على الناس من لا يستطيع أن يقوم مصليًا فيقهر كسل النفس وأثقال الجسد ويصبر على العبادة ويتخذ منها الزاد ليكون من القوامين الشهداء؟

    - وتذكِرة بقيامة .. واستشرافًا لعالم غيب.. فتجلو العبادة مرآة الروح ليبصر فيها المؤمن ما لا تراه العيون فتكون جائزة الدنيا «ليلة قدر» هي قبس الغيب بملائكته

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1