Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

إختلاط الأنساب- الدم المختلط
إختلاط الأنساب- الدم المختلط
إختلاط الأنساب- الدم المختلط
Ebook320 pages2 hours

إختلاط الأنساب- الدم المختلط

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الظلم صعب والانسان الذي يتعرض للظلم قد لا يملك شيئا الا ان يصبر وما عليه الا الصبر لرية يوم النصر

Languageالعربية
Release dateMay 17, 2023
ISBN9798215746882
إختلاط الأنساب- الدم المختلط

Related to إختلاط الأنساب- الدم المختلط

Related ebooks

Reviews for إختلاط الأنساب- الدم المختلط

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    إختلاط الأنساب- الدم المختلط - Juman Al Rihani

    إختلاط الأنساب

    الدم المتخلط

    د. جُمان الريحاني

    رسم جُمان الريحاني

    إهداء..

    إهداء إلى كل الأرواح المظلومة والتي ظلمت يوما

    إهداء إلى كل شخص مظلوم عليه الصبر عله يرى النصر يوما..

    إهداء الى تلك الروح التي شعرت بأن العالم منتهي بتلك الالام ولكن قد يكون هناك يوم للحرية

    يوم للنصر

    يوم للسعادة الأبدية

    إهداء للصبر

    إهداء للنصر

    إهداء للقيم والأخلاق

    جمان الريحاني

    IMG_20201109_0001.jpg

    حسنا وحمدي لكحل

    حسنا سيدة فقيرة من طبقة اجتماعية تعاني الفقر والعجز المادي، ولدت حسنا في عائلة مكونة من ستة أخوات وسبع إخوة ذكور، عانوا جميعا من وضعهم المادي الصعب، فلا البنات تزوجن في سن مبكرة، ولا حتى تقدم لهن عرسان مناسبون، بل حتى أحدا لم يطرق الباب  لأجل أي منهن.

    كانت أخوات حسنا كل تعمل لسد جوعها بنفسها، فوالدهم كان قد تزوج بعد وفاة والدتهم بسيدة شريرة، لم تكن زوجة أبيهم تعاملهم معاملة جيدة، أما إخوانهم الذكور فكل كان قد تابع حياته غير مهتمٍ بغيره.

    أحدهم هاجر ولم يسمعوا عنه أي خبر منذ غادر البلد، ومنهم من تزوج واهتم ببيته وأولاده وزوجته وحياته فقط، ومنهم من قُطعت أخباره عنهم ولم يعرفوا عنه شيئا، ومنهم من كان عذر غيابه عن عائلته وعن مساعدته لهم أن الحياة مشاغل.

    أما حسنا فقد كانت تعمل خادمة في البيوت، تسعى للحصول على لقمة الحلال، رغم ان أولاد الحرام لم يتركوا لأولاد الحلال شيئا.

    تبلغ حسنا اليوم من العمر اثنان وأربعون سنة، وهي سيدة  سمراء طويلة القامة، ممتلئة الجسم، عيناها بنيتان، شفتاها ورديتان بازرقاق، وهناك سواد تحت عيونها دائما من شدة التعب، يداها خشنة تتسم بالخشونة من كثرة العمل الشاق، ولها طاقة تحمُّلٍ جيدة، شعرها ناعم بني قصير تجدله جديلة قصيرة للوراء.

    تضع غطاء صغير (بوندانة) على رأسها دائما، تلبس الخمار فوق العصابة عند مغادرتها للبيت، تلبس فستان طويل بني فاتح وبني غامق فيه ورود مرسومة لونها وردي، وتضع فوقه معطفا عند الخروج، وحذاؤها عبارة عن صندل قديم تنتعله صيفا شتاء.

    تمتاز حسنا بالصبر، قلة الكلام، عدم الشكوى، لا تحب ان تترك اي عمل من يدها حتى تنهيه، لا أصدقاء كثيرون لها ، تحب عملها رغم التعب الموجود فيه، تبذل جهدا كبيرا في البحث عن الرزق الحلال والستر.

    عانت حسنا كثيرا في حياتها وتعرضت للإساءة كثيرا جراء الخدمة في البيوت، ولكن ما العمل فهذا هو العمل الوحيد الذي استطاعت أن تتحصل عليه، فهي لم تدخل المدرسة على الإطلاق، ولا حتى أخواتها البنات كن قد ذهبن إلى المدرسة، أما إخوانها فلم يكملوا دراستهم.

    لذا عملت في بيوت كثيرة عند أناس أشكال ألوان، هناك المحترمون من الأسياد وأرباب العمل، وهناك من لا يفرقون بين الطيب والإجبار، فهناك من ينتهكون حقوق الناس، هناك من لا يحترمون العمال لديهم، وهناك من لا يعتبرون العاملين عندهم من الناس.

    صبرت حسنا وتحملت وعانت وغيرت المنازل وأماكن العمل بحثنا عن الراحة والاستقرار المهني، لتحظى بقليل من الاحترام، أو حتى مجرد الشفقة لحالها.

    وأخيرا أعطاها الله ما تتمناه، لقد التحقت حسنا بمنزل محترم لتعمل كخادمة، عند أشخاص محترمين، ولكن الحظ لم يبتسم لها طويلا، فبعد سنة ونصف من العمل، انتقل أصحاب الشقة التي تشتغل عندهم إلى فيلا بعيدة عن شقتهم.

    ولكنهم أصروا على حسنا لتبقى في خدمتهم، مع إن الفيلا بعيدة عن بيتها كثيرا، ولحاجتها اضطرت حسنا أن توافق على العمل والذهاب يوميا إلى الفيلا وتتكبد عناء الطريق والمشقة كل يوم، وطبعا لأمانتها لم يتخلوا عن خدمتها، وقد وفروا لها غرفة في الفيلا لتنتقل للسكن معهم.

    ولكن للأسف حسنا رفضت السكن عندهم، لأن زوجة أبيها خافت أن تستقل حسنا بنفسها وتصبح لها شخصية مستقلة، وقد تقطع المصروف عنهم لذا منعتها زوجة أبيها من الانتقال للسكن في الفيلا.

    عندما رفضت حسنا العيش في الفيلا قام السيد شاكر وهو صاحب الفيلا بزيادة الراتب الذي كانت تتقاضاه حسنا وتركوها على راحتها، فأصبحت تنهض باكرا عن وقتها المعتاد بساعة، لتسرع في ظلام الصبح الباكر، وتعود في ظلام الليل بين مغرب وعشاء، إذا كانت المواصلات جيدة.

    خافت حسنا من هذا الوضع الصعب الذي لا يطمئن بخير، فهي تخرج في الظلمة وترجع في الظلمة، وهي فتاة لا حيلة بيدها، ولا احد يحميها، خافت على شرفها وعلى نفسها.

    ولكن ما العمل، ما هو الحل؟  

    فمن واجبها أن تعمل وتحضر المصروف لبيتها ووالدها وزوجة أبيها.

    بعد أسبوع من العمل بدأت حسنا تتأقلم مع الوضع الجديد، وظروف العمل الجديدة، قد تكون صعبة ولكنها أصبحت تتحملها قليلا، صحيح أن الفيلا تقع في مكان مقطوع نوعا ما.

    ولكن حسنا أصبحت تعرف الطريق جيدا، ولم ترى ما يدعوا للقلق الكثير أو التفكير، فقد تعودت نوعا ما على الطريق، وأصبحت تعرف مواقيت المواصلات والمواقف التي تنتظر فيها. 

    ولكن في يوم من الأيام وأثناء مغادرتها للفيلا، لاحظت شخصا من بعيد، قادم في اتجاهها، وعندما مرت بجانبه راح يتفحصها، ثم لحق بها وراح يتبعها، إلى أن وصلت إلى الشارع العام.

    وهذا الشخص هو رجل ضخم، قوي البنية، طويل القامة، عريض المنكبين، اسود البشرة تقريبا حنطي الوجه.

    وجهه مربع الشكل، شعره مجعد، أصلح من الامام قليلا بشكل نصف دائرتين على مقدمة رأسه، شكله مريب، وكأنه من المجرمين أو قطّاع الطرق.

    خافت حسنا كثيرا، وبدأت تقرأ ما تحفظه من آيات قرآنية لحمايتها، ثم عندما ابتعدت عنه أصبحت تدعوا الله أن لا تصادفه في حياتها مرة ثانية لا هو بشخصه ولا أمثاله أو أي شخص يشبه لأنها لم تطمئن لمظهره.

    في اليوم الثاني خرجت حسنا من فيلا السيد شاكر هي والطباخة، فاليوم الخميس والطباخة تهاني

    (تهاني هي سيدة أربعينية، سمراء، قصيرة القامة، بدينة نوعا ما شعرها قصير بني غامق اللون، عيناها صغيرتين ولها خداها ممتلآن، محجبة، متوسطة الحال، متزوجة ولها ثلاث أولاد وهي حامل في الشهر السادس) تقيم في الفيلا، وتذهب إلى بيتها  في نهاية الأسبوع.

    وإذا بهما تصادفان في طريقهما ذلك الرجل المخيف والمريب الذي رأته حسنا البارحة وهي مغادرة، كان الرجل يجلس غير بعيد، تحت الحائط المقابل لفيلا السيد شاكر.

    خافت حسنا كثيرا عندما رأت هذا الرجل المخيف ، ثم أخبرت السيدة تهاني عنه وقالت لها بأنها كانت قد رأته بالأمس، فذعرت تهاني ثم حذرتها منه ، أمرتها بالإسراع قدر الامكان.

    وقالت لها بأنها تعرف هذا الرجل، وإنه حقا مجرم معروف وقد خرج من السجن منذ أيام قليلة، والمعروف عنه انه يقوم بسرقة البيوت، والسطو على الشقق والفيلات التي اهلها مسافرون، كما أنه يقوم  باغتصاب البنات، خاصة الفتيات الصغيرات وحتى الأطفال، حتى أنه أُتهم قبل سنوات باغتصاب طفلة صغيرة تبلغ أربع سنوات، ويقال أنها ماتت بعد ذلك. 

    زاد خوف حسنا خوفا على خوف، وهلعت للأخبار التي سمعتها من السيدة تهاني، ودب الرعب في فؤادها، لم تهدأ ولم تذق طعم الراحة، وباتت طول الليل تفكر فلم يغمض لها جفن ولم تجد للهدوء والراحة من طريق، وهي تفكر في حل، لكي تبتعد عن طريق هذا الرجل المجرم، فلا يؤذيها ولا يتعرض لها، أو يقطع عليها عملها ويغلق في وجهها باب الرزق الذي تعيش منه.

    ولكن على ما يبدو أن هذا الرجل المجرم والذي اسمه حمدي لكحل قد وضع حسنا في باله، وأنه يضمر لها شيئا ما، ولكن لن يكون هذا الشيء أو هذه النية جيدة بالطبع.

    أخذت حسنا من تفكير حمدي لكحل الذي خرج من السجن منذ ايام قليلة فقط الكثير، فقد سأل عن حسنا وعرف كل أخبارها وكل تفاصيل حياتها، وأكثر ما نال إعجابه من معلومات حياتها الدقيقة، أنها لم يسبق لها الزواج، وهي فتاة شريفة ومحترمة، تقدر قيمة نفسها.

    في اليوم الموالي، استقبل السيد شاكر وزوجته ابنتهما عُلا التي رجعت من أمريكا في إجازة، هي وزوجها وأولادهما سامي ورامي، فأقاموا لهم وليمة وقاموا بدعوة لبعض أقاربهم على العشاء الذي تأخر كثيرا بالنسبة لحسنا، فقد استغرقت في العمل حتى تجاوزت ساعة مغادرتها لهم، وزادت على وقتها المعتاد ساعات إضافية.

    فلم تنتبه حسنا للوقت، إلا عندما أكملت عملها على أكمل وجه، هنا ارتدت حسنا ملابسها وعزمت على المغادرة، فتذكرت ذلك الرجل المجرم الذي كانت قد صادفته أكثر من مرة، فملأ قلبها الخوف والقلق، وعندما وصلت إلى بوابة الفيلا خطرت في بالها فكرة، فطلبت من البواب أن يرافقها إلى أول الطريق خوفا من الرجل، في حالة ما إذا قام باعتراض طريقها.

    ولما انتصفت الطريق أحست حسنا بالأمان لأن لا احد في الشارع فهو خال تماما، فقامت بشكر البواب وطلبت منه إن يرجع إلى عمله لأنها تعتبر نفسها قد استغلته في وقت عمله وخافت أن يفتقده أصحاب الفيلا وينتبهوا لغيابه، منا أنها ستتابع طريقها لوحدها، ولا داعي للقلق، وسارت.

    وبعد أن اختفى البواب، فأصبحت حسنا في الشارع لوحدها، وبعد قليل وصلت إلى الشارع العام، ولكنها لم تجد أية وسيلة مواصلات، لأن الوقت متأخر جدا، حتى عن الوقت الذي تعودت حسنا أن تغادر فيه.

    بينما هي تجلس في الكرسي في موقف الحافلات الذي على الشارع العام في هدوء تام والظلام حالك وهي تجلس بقرب عمود للانارة وقليل ما تمر سيارة ولا يوجد اثر للحافلات ولا لسيارات الاجرة التي لا تلجأ لركوبها الا قليلا جدا في مرات لا تكاد تذكر بل وتعد على أصابع اليد الواحدة.

    وبعد لحظات معدودة، سمعت حسنا صوتا ينادي، أنه صوت رقيق يرتجف من البرد، ويبدو المنادي من خلال رعشة في الصوت كأنه خائف من شيء ما.

    إلتفت حسنا لتجده طفل صغير يبلغ حوالي تسع سنوات، يظهر عليه أنه فقير، ملابسه ممزقة، يرتدي معطفا لا يكاد يقيه من البرد وسروالا قصيرا عليه وممزق على جانبه الايسر.

    لا ينتعل حذاءا في رجليه، شعره أسود تكسوه طبقة من التراب وكأنه كان في عراك، عيناه عميقتين وكأنه أحول بعض الشيء، على أنفه أثر جرح عميق، شفتاه كبيرتان وإحدى اسنانه الامامية مكسورة نصفين، يظهر من شكله انه ولد فقير في مأزق ويحتاج المساعدة، وراح يناديها بقلق وتوتر وكأنه يوشك على البكاء، وهو يقول:

    الطفل(رشيد):

    يا خالة.. يا خالة..

    حسنا: (بعد ان التفتت حسنا للطفل الذي كان يناديها) وقالت له:

    نعم، ياحبيبي.. ماذا تفعل هذا لوحدك في هذا الوقت المتأخر؟  

    وماذا تريد؟

    الطفل رشيد:

    يا خالة ساعديني والدتي عجوز كبيرة، وهي في أول الشارع، لقد سقطت من طولها، ولا أعرف ماذا أفعل، ساعديني أرجوك لأوصلها لأول الشارع لكي أقوم بإسعافها.

    حسنا:

    أين هي؟

    هيا بنا.

    أسرعت حسنا دون أن تدري حقيقة ما يجري، وهرعت لمساعدة الطفل الصغير، الذي حالته تدعو للشفقة، ورأت من بعيد وكأن شخصا بعيدا عنهم فعلا ساقط على الأرض متكئا على الحائط وهو لا يظهر من ملامحه شيء، والطفل يستعجلها.

    الطفل رشيد:

    هيا يا خالة لقد وصلنا، هاهي والدتي انها مرمية على الأرض وقد أغمي عليها.

    وفجأة ينهض ذلك الشخص الذي كان متكئا على الحائط مع اقترابهما منه، وإذا به حمدي لكحل، ذلك الرجل المجرم الذي تخافه حسنا، كان يقوم بدور تمثيلي بمساعدة ذلك الطفل رشيد وهو طفل شوارع، كان قد أجّره حمدي لكحل، ودفع له مبلغا من المال.

    شكر حمدي لكحل الطفل رشيد وأمره بالانصراف، بعد أن انقض على حسنا وامسكها بكل قوة، وضربها على رأسها، حتى انها لم تأخذ فرصتها في الصراخ والدفاع نفسها.

    انصرف الطفل رشيد بعد ان أتم مهمته وأخذ أجره وغادر ذلك المكان الموحش وهو لا يكاد  يتسائل حتى عما سيجري لتلك السيدة التي وقعت في فخ حمدي

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1