Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

استمارة 6
استمارة 6
استمارة 6
Ebook370 pages2 hours

استمارة 6

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الخلاصة الكتاب ده فيه خبراتي في الحياة العملية والإنسانية والإدارية، سكتي اللي مشيتها كبني آدم كانت غلط ساعات وصح ساعات تانية. حكيت فيه اللي حصل في كل مرة من غير ما أطلع نفسي مثالي.. ياريت تقرؤه وتشوف المواقف في حجمها .. اتعلم منها خبرة مش لازم تعيشها.. وضيف عليه من خبراتك ومواقفك أنت.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2017
ISBN9789771455592
استمارة 6

Read more from خالد حبيب

Related to استمارة 6

Related ebooks

Related categories

Reviews for استمارة 6

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    استمارة 6 - خالد حبيب

    الغلاف

    #تفائل

    For_EPEB.xhtml

    أيام الحلال والحرام، بين البزنس والإعلام

    For_EPEB.xhtmlArabic_DNM_Logo_Black

    إشـراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن

    أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 9789771455592

    رقـــم الإيــــداع: 21468 / 2017

    الطبعــة الأولى: أكــتـوبـر 2017

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    (ثم إن كل اللي بيحاولوا يبعدوك عن الراجل الكبير بيبقوا صغيَّرين قوي...)

    1 - الحادثة.. ليس لك من الأمر شيء..

    كانت أيام ملخبطة قوي، فيها كل حاجة. نجاح كبير في شغلي، بس مستنّي ترقية ما بتجيش، عشان مديري قافل عليّا. وبرنامج تليفزيون ناجح ونزل في رمضان بعد الفطار، بس صفر دعاية وصفر فلوس. محبط ومش طايق نفسي وحاسس إني جامد جدًّا ومش واخد حقي؛ النموذج المثالي للأناني اليائس اللي مش شايف غير روحه، ومش حاسس بقيمة كل النعم اللي عنده.

    الخميس الساعة حداشر بالليل راجع مع مراتي من 6 أكتوبر، والدنيا زحمة وكله جميل. كان مفروض أسافر يومها للأردن في اجتماع شغل، وبعدين حصل انفجار هناك، وأنا ساعتها قلت ميّة ميّة؛ كده مش هاسافر، وأكييييد يوم السبت بالليل هاكون في بيتي ومعايا الشلّة وبنتفرّج على ماتش الأهلي في نهاية بطولة إفريقيا. بس ما قلتش إن شاء الله. قبل ميدان لبنان كان معادنا مع القدر، راجل طيب جاي في الاتجاه العكسي بسرعة تمانين، جاتله أزمة قلبية، ومات، فقد السيطرة على العربية طبعًا، وطارت بيه في الاتجاه بتاعنا. ما شفتهاش أساسًا. اصطدام رهيب بالناحية الشمال اللي أنا كنت فيها، وفي لحظتها رحت في غيبوبة بين الموت والحياة. بيحكولي إن الدنيا اتقلبت، والأمن جه بسرعة، ومحاولات مستميتة إنهم يخرّجوني من العربية، كنت تقريبًا مطحون بين الحطام. والعسكري الطيب جه بسرعة وبعدين بصّ عليّا وقال للظابط في اللاسلكي( لا يا أفندم ده واحد عادي، مش مهم يا فندم)، ومشي بعيد وقعد يتفرّج مع الناس. مش مهم فعلًا.

    ساعتين لغاية ما خرّجوني من الأشلاء، وطيران على المستشفى، وعملية طويلة 9 ساعات مع طبيب شاب ونابغة، بكل إصرار قرر يعمل أسلوب جديد، وقال لهم لو ما عملناش كده عمره ما هيمشي تاني. عملها، ومن أول ثانية بدأت رسايل ربّي. بدأت أفوق بعد العملية بيومين، على يوم السبت بالليل، عشان ألاقي جنبي تلاتة، اتنين أصحاب عمر ومديري. التلاتة ما سابونيش لحظة، ليلتين كاملتين لغاية ما فقت. بتعرف الناس ومعادنهم في الأيام الصعبة. كانوا جوّه قلبي قبلها، ومن يومها ملكوني تمامًا. السبت بالليل كان الأهلي بيلعب، وأنا مش شايف أي حاجة، ابقى قول إن شاء الله يا ابني بعد كده، مش بتاعتك. تاني يوم كنت متحمس بقى وعايز أرجع للحياة، ومدام جيهان الجميلة اللي معايا في الشغل جايّة وجايبالي ورق عشان أمضيه، عينيها بتقوللي قوم وما تستسلمش، في قلبي هي قوي. بس كلام الدكتور كان صدمة. احتمال كبير إنك عمرك ما تمشي تاني، ولا تستخدم إيدك الشمال تاني. الحادثة كبيرة قوي. ومحتاج إرادة من حديد وتحمّل آلام تفوق الجبال، وقبل وبعد كل حاجة إن ربّك يريد. في لحظة الزمن وقف، والسكون قتل كل أصوات الحياة. كنت متحمس وعايز أرجع بقى وأكمّل على نجاح برنامج التليفزيون، ومستعد خلاص أقبل عرض السفر للخليج وأعمل فلوس. كله مات. مش هامشي تاني.

    في لحظة كل أحلامي تضاءلت للغاية، ولقيت حلم حياتي تقلّص في إن إيدي الشمال تلمس وشّي من جديد. الحركة اللا إرادية اللي بنعملها كل يوم باستهانة شديدة، طلع وراها منظومة عضلية عصبية مرتبطة بمليون خلية وشريان وعظم وروح.سبحانك يا ربّي، وقت الإيمان جد.. كأني باشوف معجزة الحياة والخلق من جديد. هديت.. ونسيت كل الحاجات اللي كانت حارقة دمي، صغيّرة قوي جنب أصغر نعم ربّي. وتقبّلت ورضيت. وبدأت رحلة العلاج، ليل مع نهار، وتحمّل لآلام غير طبيعية. أربع شهور بعدها وكانت إيدي الشمال بتلمس وشّي.. وبكائي كالسيل المنهمر.. تسليم بقدرة رّبي، وقلب بينوّر بالإيمان. بنبقى فاكرين إننا مؤمنين لغاية ما تيجي حاجة تهزّنا، وساعتها تبدأ رحلة الإيمان الحقيقي.

    تدريجيًّا رجعت للحياة، لكن الرسايل كانت لسه مش كاملة. في يوم ربيعي مشرق كلّموني من الشغل وقالولي سيب البيت حالًا، أصل فيه احتمال يقبضوا عليك، حكم حبـس 3 سنين بســبب الحادثـة، أصلك إنت قتلـت الراجـل. يا رااجل! طلع كان فيه قضية، والمحامي بتاع الشركة ما راحش الجلسة، والعادي إنهم بيشوفوا العربية الأكبر والأغلى، ويحمّلوا صاحبها المسئولية عشان التاني ياخد التأمين، حكم بشري إلهي كده. عملنا استئناف، وبدأنا رحلة تانية قمة في الرعب والقلق.، أصل حضرتك مش مستوعب، لو في الاستئناف حكموا عليّا بليلة واحدة سجن لازم أترحّل فورًا. وأنا مش هاستحمل ليلة ولا حتى ساعة في الحبس، متدلّع أنا. جبت محامي محترف، وقاللي طبعًا إنت لابس القضية رسمي، الورق بيقول كده. أملك الوحيد غرامة، أو إنّك توصل لبتوع النجدة يمكن يكون عندهم المحضر الصحيح. كان فات ست شهور على الحادثة، أخدت بعضي ورحت على مقر النجدة، وبكل ثقة دخلت على الراجل الكبير، وطلبت منه أشوف محضر النجدة في الليلة المشؤومة بتاعت 9 نوفمبر. بصّلي باستغراب وقاللي إنت مجنون؛ عايزني أفتح الدفتر، وألاقي إن الظابط بتاعي ما كتبش التقرير زي العادة، طبعًا لأ، انسى.

    نسيت وقمت على الباب، وقّفني تاني وسألني إزّاي أبقى راجل محترم ومتعلم وأسيب المحاضر تتعمل غلط، إزّاي ما ادفعش للعسكري في لحظتها عشان يكتب اللي أنا عايزه. أصلي كنت باموت يا فندم. برضه، اقعد معايا واحكيلي أدينا بنتسلّى. مش ناقص أنا بس ماشي، والراجل قاعد في الحر ومنديل على رقبته عشان العرق، ومروحة عتيقة صوتها مذلّ، لغاية ما قام فجأة وقاللي أنا عرفتك! إنت مذيع صح؟! خفت أنا، مش ناقص، رفع السمّاعة وكلّم حد في التليفون وحطّها على مكبر الصوت؛ فاكرة يا لولو الجدع المذيع الغلس اللي كان بيعمل برنامج ساخر في رمضان؟ ولولو ردّت بسرعة وقالت له يا بابا إنت بتموت فيه، وبتتفرّج عليه في الإنجليزي وإنت مش فاهمه. وبابا قال لها طب أنا جبت لك أنكل خالد هنا بنفسه، وإن شاء الله هو اللي هيشغلك في الإعلام بعد الجامعة. وأنا في ثانية أخدت التليفون وقلت لها يا لولو يا حبيبتي إنتي من النهارده نجمة إعلام، بس بابا يخلّص. بابا ما خلّصش، قعدنا بعدها تلت شهور بأروح له كل ليلة، يجيبلي رجال أعمال وظباط يحكولي عن حواديت الفساد والبلاوي، وأنا مش عايز أعرف يا ولاد، عايز المحضر، وأمشي جنب الحيط وبس. كان وقتها بيجيلي مكالمات جميلة كمان، بتقوللي خفّف بقى النقد اللي بتعمله في البرنامج، وإلّا هتلاقي ورق القضية بيقول إنّك كنت مع فتاة ليل وسكران طينة ووشّ الفجر وقت الحادثة. مش عايز دوشة أنا. وقبل ما أيئس تمامًا، رحت له مرة، ودخل علينا ظابط شاب وقاللي أنا عارفك، إنت بتاع حادثة المحور، فاكرك كويس، أنا اللي أنقذت حياتك لمّا قلت لهم إزّاي يطلّعوك من العربية بدل ما يقطعوا رجليك. هاكتب لك المحضر حالًا. أصلي مش دايمًا باكتب، بس بأسيب صفحات فاضية احتياطي. حلم يا ربي. أخدت نسخة رسمي من المحضر، وقدّمناه للمحكمة.. كان لسه فيه شوية دراما. القاضي أصرّ يشوف الظابط ويسمع شهادته، ويوم الجلسة الأخيرة من الفجر عدّيت على المحامي في بيته وبعدها الظابط في القسم وطلعنا على المحكمة، عايز أضمن كل حاجة. الظابط طلع ناسي الكارنيه، والقاضي أصرّ وقال له قدّامك لغاية آخر الجلسة وإلّا التأجيل. والظابط ساكن في عين شمس. شويّة والمحامي بتاعي طلبوه في حاجة مستعجلة. اختفى هو كمان. كل التخطيط راح في ثانية.. لقيتني بأضحك.. التوتر الرهيب اختفى، وحلّ محلّه تسليم لا نهائي بقضاء الله. مش أنا اللي باتحكّم في أي حاجة. فعلًا.. ليس لك من الأمر شيء.. هديت بقى، وقعدت أقرأ سورة ياسين، يومها قريتها 42 مرة. وربّك بقى لمّا يريد. الظابط وهو نازل لقى الكارنيه بتاعه واقع جنب العربية، وطلع تاني. والمحامي الكبير بعت ابنه المحامي الشاب، والقاضي شافه وقال له تعالى إنت وهات الشاهد، أصل أبوك بيحرق دمي. في خمس دقايق كانوا في غرفة القاضي، وفي عشر دقايق كان الحكم صادر. براءة. يااااه..... اتولدت من جديد.. كمّ رسايل وعبر مالهاش مثيل..

    يا ربّ مانساش تاني.. عشان الدنيا هتاخدني.. ولو نسيت يا رب رجعني.. ولو ما رجعتش قوي يا رب اغفرلي.. عارف إنك هتغفرلي.. النبي موسى قتل وكان هيقتل تاني.. ورحمتك وسعت كل شيء.. واحنا فعلًا صغيّرين قوي.. وليس لنا من الأمر شيء.. لو بس نرضى ونسّلم.. الحمد لله...

    2 - مِنْ أبو كام ده؟!

    كانت أول تجربة بعد سنين مع الشركات العالمية، رجوع بقى للمحلي، وإغراءات الفلوس والسلطة المطلقة. الاستشاري اللي جابلي الشغلانة قاللي شعر في صاحب الشركة، الراجل الكبير، وقعدت معاه ولقيته قمة في الذكاء والألمعية والحماسية والروح. محترم وعايز يعمل حاجة بجد. قلقت شوية لأنه داخل في السياسة، بس قاللي لو ما دخلناش في السياسة هنموت، هيقتلونا الحيتان الكبيرة. المهم إنت ما تقلقش، خلّيك في شغلك وحوّلنا لشركة عالمية، أنا عايز نجيب أبطال العالم في كل إدارة يبقوا عندنا هنا. قلقت أنا على طول، قلت له مش لازم أجمد واحد في حتة تانية يبقى جامد عندك، ولا مؤاخذة اللعب البلدي محتاج مهارات خاصة، ناس صايعة ونضيفة، ويقدروا يلعبوا كل الألعاب، ودي مش سهلة قوي، خلّينا في تاني مستوى، شباب محترف وخبرات معقولة وشخصيات بتقدر تستحمل وتكبر معانا. قاللي لأ. الكبير قوي، بطل العالم. طب يا سيدي مش دايمًا بطل العالم هييجي يلعب في فرقة لسه صغيرة ومالهاش نظام، واللي جوّه عندك مش هيستمتعوا كل يوم وهمّا شايفين ناس جايّة من برّه بأضعاف مرتباتهم. قاللي ما أنت جيت وأنت بطل عالم، اشمعنى يعني. أنا مغفل سعادتك ووضعي مختلف، وباحب ألعب الماتشات الصعبة وأعمل تغيير في حياة الناس. مش كتير النوع ده. وبعدين حضرتك تاني يوم بعد دخولي المكان، كان فيه ورقة متعلقة عند مدخل الشركة فيها مرتبي، عملوا عليّا فرح سعادتك. يعني الموضوع مش هزار. صحيح أنا تعاملت وجمعت المديرين، واستعرضت الأسباب الاحترافية اللي تخلّي مرتبي أعلى والأسباب غير الاحترافية اللي تخلّي مرتباتهم قليلة، لكن برضه.

    ولا سمعني أساسًا، قاللي خالد بيه، هاتلي بطل العالم. بدأنا نشتغل على الوظايف الكبيرة، وقدرنا نجمع فريق معقول. بس كان فيه وظيفة معصلجة شويّة؛ رئيس تنفيذي لشركة من الشركات بتاعتنا. عشان نجيب بطل العالم قعدنا 3 شهور، قلبنا الدنيا وجبنا أحسن لعّيبة في البلد، وأجانب كمان، والراجل الكبير مش عاجبه حاجة. الجميل في الموضوع إنه كان بيقعد ساعة واتنين وخمستاشر في مقابلات وتحليل وتدقيق، ويطلب من المرشح للوظيفة إنه يعمل خطة متكاملة وتسويق وإدارة استراتيجية وكلام كبير. وبعدين في الآخر يقوللي نشوف غيره. ليه يا كابتن، أصله مش عاجبني، عنده مشاكل نفسية، مش مريّحني، أسباب اللي هي من نوعية عايز منه باللون الفوشيا لو سمحت.

    وأخيرًا في يوم دخل عليّا بواحد ابن حلال، وقاللي وقّع العقد مع سمير بيه. صدمة بالنسبة لي، أصلي أنا أعرف سمير بيه كويّس، وعمره ما اشتغل الشغلانة دي. بس الراجل الكبير مصرّ، وشايف إنه ييجي منه، اختياره وانتصاره، وبيثبت إنه فاهم أحسن من كل شركات التوظيف، وطبعًا فاهم أحسن منّي. بعد كلامي معاه رجعت لسمير بيه، سعادتك سايب وظيفة مستقرة في شركة عالمية، وجاي عندنا في وظيفة إنت عمرك ما اشتغلتها، ووسط مناخ عمرك ما جرّبته. حضرتك متخيل ممكن يحصل فيك إيه؟ سمير بيه مش سهل برضه، قاللي يا خالد بيه دي لعبتي، شغلتي ألعب مع الكبار. أحب الثقة والغرور الشخصي ده، عملت اللي عليّا، يبقى على خيرة الله. بدأ سمير بيه، البداية القوية بتاعت المديرين الكبار، سكرتيرة ومكتب كبير وتكييف وسواق وكروت، أساسيات البهوات في عالم الإدارة. ما سمعتش عنه حاجة في الشغل، لكن عادي، لسه مرحلة جس النبض والتعارف، والراجل قاللي إنه محترف لعب مع الكبار. وبعدين كانت المكالمة الرومانسية، طلبني رئيس مجلس الإدارة بصوت هادي - باقلق على طول من الصوت الهادي - رحت له. قاللي عايزين نرفد سمير بيه. يا راجل! حضرتك ده لسه معانا بقاله شهر ونص. قاللي بطيء قوي. مش سريع زيك. قلت له أنا وضعي مختلف. الموارد البشرية دائمًا تقدر تطلّع قماش بسرعة. لكن الراجل ده رئيس تنفيذي، يعني قدّامه وقت وشغل كتير، والقرار عنده بحساب والغلطة تمنها كبير. والاستراتيجية محتاجة وقت. قاللي من أبو كام ده. نعم؟ من أبو كام، كررها. فهمت قصده، مرتبه. قلت له، وكان رقم كبير. قاللي لا لا لا. خالد بيه؛ يمشي فورًا. بس سعادتك ده ما كمّلش 3 شهور. قاللي بالظبط! يعني لسه في فترة الاختبار، يعني كمان ما ياخدش تعويض. يا بيه، يا فندم، سمعتنا، الراجل وبيته، مش هنعرف نجيب أبطال عالم تاني. خالد بيه؛ ترفده حالًا لو سمحت، أشوفك عالغدا. 

    خرجت من عنده وطواحين بتضرب في دماغي، براجع كل كلمة في الحوار. عايز أتأكد إني عملت اللي عليّا. كان مفروض أساسًا أصرّ على رفض التعيين، الراجل مش شغلته. بس برضه أنا دافعت عن الراجل في حدود مسئوليتي وسلطتي، وهو ما ساعدنيش بنتايج شغله. نتايج إيه يا بتاع النتايج، دول 6 أسابيع! اعترف أحسن لك إنك بتربط الحمار مطرح ما يعوز صاحبه، في الآخر الكلمة لصاحب المال والقرار. على الأقل قلت رأيي ونصحت. ودلوقتي لازم أنفّذ، ومش هاقدر أقول له ده كلام الراجل الكبير وغصب عني وكده. دلوقتي أنا بأمثّل الشركة كلها.

    طلبته في مكتبي، وبكل هدوء وبرود بلّغته. الشركة شايفة إنك ما ينفعش تكمّل معانا. الهدوء بتاعي غالبًا انعكس عليه. مع الذهول والصدمة الحوار بدأ واستمر. ما كانش فيها منطق. في الحالات دي بتحاول تنهي الحوار بأسرع ما يمكن. قرار شركة. ممكن تكون أحسن لعّيب في العالم لكن مش منسجم معانا. لأ، مش من حقك أي مكافأة. قرارك بالانضمام كان فيه مخاطرة ليك ولينا. ده التطبيق النادر لفكرة فترة الاختبار. مع كل كلمة بأقولها كل الشياطين بترقص قدّامي. متخيل مراته وولاده. ومتخيل مكانهم مراتي وولادي. كمّلت بالسكينة الحامية. مفيش داعي تستمر أكتر من النهارده. هنجيبلك حاجتك من مكتبك. عشان نوفّر الألم والإحراج. ومن عندي التزمت بالمرتب لنهاية التلت شهور. ومعاها شهادة إنه مشي بقراره ولعدم انسجامه. أقل حاجة. حتى لو مش هتفرق قوي.

    خرج من عندي واحنا الاتنين بنبصّ في الفراغ. كل واحد فينا بيفكّر هيعمل بكره إيه؛ هو في الشارع وأنا أكيد هاحصّله.. غصّة في القلب.. أصحاب المال اللي بيوزنونا بالمال.. بأسأل نفسي لو مكان صاحب المال كان يمكن أعمل زيّه ولّا مبادئي هتصمد في الواقع. بس الحمد لله أنا مش مكانه، وغالبًا عمري ما هاكون مكانه.. مش بتاع كلمة من أبو كام ده، اللي بيحسبها بالفلوس بس، عمره ما يحترم غيرها.. هتوحشنا يا سمير بيه..

    3 - الإشاعة.. لما كشفت نفسها..

    أجمل حاجة وإنت داخل أي مكان جديد لمّا الناس تشجعك وتثق في قدرتك على التغيير. وأسهل إثبات لكده هو الإشاعة الدائمة المستمرة إنك ماشي ومش قادر

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1