استخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية -ليبيا نموذجا-
()
About this ebook
قديما،كانت الحضارات الإنسانية تمجد امتلاك القوة العسكرية ومقوماتها التقليدية، على سبيل المثال لا الحصر. المقولة الرومانية المشهورة:" إذا أردت السلم استعد للحرب"؛ بمعنى أن السلام يُصنع بالحروب، التي تخاض بالقوة وامكانيات الدولة العسكرية، مماجعله محط اهتمام العديد من المفكرين فقد اهتموا بظاهرة القوة العسكرية،كأفكار القديس أوغستين الذي روّج لفكرة الحرب العادلة، وقدم شروطا للقيام بها ،منها انه لابد من وجود سبب عادل. لازالت حتى وقتنا الحاضر ميزة لعدة حالات تم استخدام القوة في العلاقات الدولية مثل الحالة الليبية رغم تصنيف النظام كدولة مارقة لكن كان الهدف البراغماتي هو الحصول على المقدرات الطاقوية لها . تم تأسيس قواعد عُرفية للحرب، وكان المنتصر يفرض قواعده على المهزوم، حتى القوى المنتصرة تقسّم العالم ومناطق النفوذ بينها في ظل توازن قوى تقليدي وداخل أوروبا نفسها، مثل معاهدة فرساي التي ـ أدت لخسارة ألمانيا لبعض من أراضيها ومستعمراتها لصالح الحلفاء وتحميلها مسؤولية الحرب وتعويضات للأطراف المتضررة. بمعنى يمكن القول أن القوة هي المنظم الأساسي لفوضوية النظام الدولي.
Related to استخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية -ليبيا نموذجا-
Related ebooks
The Arab Revolt and the Imperialist Counterattack Rating: 5 out of 5 stars5/5Cataclysm:: Secrets of the Horn of Africa Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsConflict and Change in the Horn of Africa Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsOn My Own Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe US Foreign Policy in the Horn of Africa: The Cold War Era 1945-1990 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe War for the Oil of Libya: 1955-2015 Rating: 3 out of 5 stars3/5Libya and the United States, Two Centuries of Strife Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsSlouching Towards Sirte: NATO's War on Libya and Africa Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsSummary of Rory Medcalf's Indo-Pacific Empire Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Struggle for Libya Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsStates and Power in Africa: Comparative Lessons in Authority and Control - Second Edition Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Gulf monarchies after the Arab Spring: Threats and security Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsOman's Insurgencies: The Sultanate's Struggle for Supremacy Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsLibya - Culture Smart!: The Essential Guide to Customs & Culture Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsNon Warfare Military Operations: Strategic Maneuvers, Decoding the Modern Battlefield Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Sunni Tragedy in the Middle East: Northern Lebanon from al-Qaeda to ISIS Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsSummary of Peter Zeihan's The Accidental Superpower Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsPerilous Desert: Insecurity in the Sahara Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsAngry Africa Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Rising Gulf: The New Ambitions of the Gulf Monarchies Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsLibya: From Colony to Revolution Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Sacking of Fallujah: A People's History Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Two 2011 NATO-led Military Operations in Libya Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsFrom Slaves to Oil: United States Role in the Plunder of Africa Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Conquest of Sinai: N.A. Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsBiafra: The Nigerian Civil War 1967-1970 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThis Is Africa Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsHells to Hate: Escaping Man Made Hells Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsSummary of Tamim Ansary's Destiny Disrupted Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Social History For You
Whore Stories: A Revealing History of the World's Oldest Profession Rating: 4 out of 5 stars4/5A People's History of the United States Rating: 4 out of 5 stars4/5Barracoon: The Story of the Last "Black Cargo" Rating: 4 out of 5 stars4/5The Day the World Came to Town: 9/11 in Gander, Newfoundland Rating: 4 out of 5 stars4/5Slaves in the Family Rating: 4 out of 5 stars4/5The Electric Kool-Aid Acid Test Rating: 4 out of 5 stars4/5The Emperor of All Maladies: A Biography of Cancer Rating: 5 out of 5 stars5/5Devil in the Grove: Thurgood Marshall, the Groveland Boys, and the Dawn of a New America Rating: 4 out of 5 stars4/5King, Warrior, Magician, Lover: Rediscovering the Archetypes of the Mature Masculine Rating: 4 out of 5 stars4/5Wordslut: A Feminist Guide to Taking Back the English Language Rating: 4 out of 5 stars4/5The Library Book Rating: 4 out of 5 stars4/5Becoming Cliterate: Why Orgasm Equality Matters--And How to Get It Rating: 4 out of 5 stars4/5Bowling Alone: Revised and Updated: The Collapse and Revival of American Community Rating: 4 out of 5 stars4/5The Seven Basic Plots: Why We Tell Stories Rating: 4 out of 5 stars4/5The Mother Tongue: English and How it Got that Way Rating: 4 out of 5 stars4/5Flight of the WASP: The Rise, Fall, and Future of America’s Original Ruling Class Rating: 4 out of 5 stars4/5The Lost Continent: Travels in Small Town America Rating: 4 out of 5 stars4/5Stories of Rootworkers & Hoodoo in the Mid-South Rating: 5 out of 5 stars5/5Scapegoat: A History of Blaming Other People Rating: 4 out of 5 stars4/5The Untold History of the United States Rating: 4 out of 5 stars4/5Three Women Rating: 4 out of 5 stars4/5made in america: An Informal History of the English Language in the United States Rating: 4 out of 5 stars4/5A History of Magic and Witchcraft: Sabbats, Satan & Superstitions in the West Rating: 5 out of 5 stars5/5The Gay Revolution: The Story of the Struggle Rating: 4 out of 5 stars4/5The Gulag Archipelago [Volume 2]: An Experiment in Literary Investigation Rating: 4 out of 5 stars4/5Defining Moments in Black History: Reading Between the Lies Rating: 4 out of 5 stars4/5
Reviews for استخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية -ليبيا نموذجا-
0 ratings0 reviews
Book preview
استخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية -ليبيا نموذجا- - د. بومدين وسيلة
Table of Contents
استخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية -ليبيا نموذجا-
أولا: الوضع السياسي في ليبيا (2011-2014)
ثانيا : التوجهات الخارجية للنظام السياسي الليبيّ
1-العلاقات الليبية مع الدول الغربية:
2-العلاقات الليبية مع الدول العربية:
3-العلاقات الليبية مع الدول الافريقية
ثالثا: خلفيات التدخل العسكري للحلف الأطلسي
1- مبررات استخدام القوة العسكرية في ليبيا
2- الدولة الليبية ما بعد التدخل: بين الفشل والانهيار
ب-جهود بناء الدولة الليبية:
الخاتمة و الاستنتاجات
الهوامش
الفهرس
د. بومدين وسيلة
استخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية
-ليبيا نموذجا-
––––––––
––––––––
اسم الكاتب: د.بومدين وسيلة
عدد الصفحات :
الحجم : 14/20سم
ISBN : 978-9931-246-25-1
إخراج: فريق دار الموج الأخضر للنشر
قديما،كانت الحضارات الإنسانية تمجد امتلاك القوة العسكرية ومقوماتها التقليدية، على سبيل المثال لا الحصر. المقولة الرومانية المشهورة: إذا أردت السلم استعد للحرب
؛ بمعنى أن السلام يُصنع بالحروب، التي تخاض بالقوة وامكانيات الدولة العسكرية، مماجعله محط اهتمام العديد من المفكرين فقد اهتموا بظاهرة القوة العسكرية،كأفكار القديس أوغستين الذي روّج لفكرة الحرب العادلة، وقدم شروطا للقيام بها ،منها انه لابد من وجود سبب عادل. لازالت حتى وقتنا الحاضر ميزة لعدة حالات تم استخدام القوة في العلاقات الدولية مثل الحالة الليبية رغم تصنيف النظام كدولة مارقة لكن كان الهدف البراغماتي هو الحصول على المقدرات الطاقوية لها . تم تأسيس قواعد عُرفية للحرب، وكان المنتصر يفرض قواعده على المهزوم، حتى القوى المنتصرة تقسّم العالم ومناطق النفوذ بينها في ظل توازن قوى تقليدي وداخل أوروبا نفسها، مثل معاهدة فرساي التي ـ أدت لخسارة ألمانيا لبعض من أراضيها ومستعمراتها لصالح الحلفاء وتحميلها مسؤولية الحرب وتعويضات للأطراف المتضررة. بمعنى يمكن القول أن القوة هي المنظم الأساسي لفوضوية النظام الدولي. صحيح أنها في معظم الأوقات غير شرعية، لكن بالتأكيد أن من يملكها يصنع التاريخ.
عرفت مرحلة الحرب الباردة محورية البعد العسكري في العلاقات الدولية
، ببلورة استراتيجيات بين المعسكرين من أجل السباق نحو التسلح والسعي لبناء ترسانة نووية تفوق نظرتها ، لكن إثر تفكك الكتلة السوفيتية ظهرت ملامح لفترة جديدة ،اتبعت الولايات المتحدة إستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية وحقوق الانسان. كان الغرو الأمريكي للعراق تأكيدا بأن منطق القوة العسكرية في الشؤون العالمية أساسي، حتى وان تغيرت طبيعة الحروب ومن يخوضها بعدما كانت دولة تهدد دولة ؛ فتحت تحولات ما بعد الحرب الباردة باب لظهور تفاعل وتأثير فواعل أخرى كالمؤسسات الدولية، الشركات متعددة الجنسيات ، حتى الأفراد ، وأصبحت الحروب تأخذ مسمى التدخلات الإنسانية مثل في أفغانستان ، باكستان...الخ ،وصولا الى الحراك الاجتماعي والسياسي الذي عرفته المنطقة العربي والدولة الليبية تعد نموذج دراستنا أنها الحالة التي تم استخدام القوة العسكرية لإسقاط النظام السياسي وتبعات على المرحلة الانتقالية بتحول الصراع الى حرب أهلية .
تركز الدراسة على تحليل استخدام القوة العسكرية في الحالة الليبية، تتناول الدوافع الظاهرة والخفية التي أدت إلى استخدام القوة العسكرية فيها ، إذا ما تمت مقارنة الوضع الليبي مع باقي الدول العربية التي اجتاحها تسونامي التغيير السياسي .
وأن محرك المصلحة تتمثل في الاحتياطات النفطية الهامة وراء تحريك الدول الغربية على رأسها فرنسا وبريطانيا بتجنيد سياساتها الخارجية من أجل استصدار قانونين 1970وقانون 1973 برخصة أممية وتجاوز نصيين من التدابير اللازمة لحماية المدنيين إلى استخدام الحلف الشمال الأطلسي القوة العسكرية ضد الأهداف المدنية،وتجاهل مبدأ التناسب في القانون الدولي.
و إضافة إلى الانتهاكات الخطيرة جراء تسليح المعارضة من طرف فرنسا و قطر الذي شكل واقع جديد أفرزته خصوصية الحالة الليبية من جهة، وعدم قدرة السلطة المركزية المتشكلة في المجلس الانتقالي السيطرة على مشاكل وأزمات الفترة الانتقالية.
أضحت تصنف من طرف الأكاديميين دولة فاشلة
كونها تحمل مؤشرات الفشل بوجود صراع قبلي وانتشار فوضى الأسلحة ،وخلقت ارتدادات أمنية على دول الجوار والساحل الإفريقي بسبب موقعها الجيوستراتيجية القريب من أوروبا ، وتتوسط العالم العربي بين مشرقه ومغربه ، وبوابة نحو الصحراء الكبرى.
أولا: الوضع السياسي في ليبيا (2011-2014)
نركز على استكشاف متغيرات الداخلية والخارجية للنظام السياسي الليبي من وصول معمر القذافي الى السلطة، وعن أهم سياساته الداخلية في تسيير الدولة خصوصا أنها ذات طابع قبليّ، وأيضا سياساته الخارجية نحو الدول العربية والافريقية والغربية أيضا، وشخصيته في تسيير النظام ككل، ثم الحديث عن ليبيا في وسط الحراك الاجتماعي .
1. أسباب الحراك الليبّي: النموذج العنيف للانتقال السياسي
إن أهمية الاستراتيجية ليبيا لموقعها الجيوستراتيجية الحساس القريب من أوروبا بإطلالة على البحر الأبيض المتوسط، وتتوسط العالم العربي بين مشرقه ومغربه، وبوابة نحو الصحراء الكبرى.
أ-الموقع الجغرافي لدولة الليبية: بالاطلاع على الخريطة رقم (01) يظهر لنا أن الدولة الليبية تقع في شمال أفريقيا، ليبيا تطل على البحر الابيض المتوسط، إنها رابع أكبر دولة في أفريقيا، وسابع عشر أكبر بلد في العالم. أما الدول المتاخمةBordering Countries لها، ليبيا تحد تونس والجزائر إلى الغرب، مصر من الشرق، والنيجر، تشاد والسودان من الجنوب.[1]
الخريطة (01): تظهر الموقع الجغرافي لدولة الليبية حدودها الوطنية.
Source :Libya Political Map with capital Tripoli, with national borders and most important cities Illustration with English labeling and scaling ;URL : https://urlshortner.org/HwfzK Date :03/07/2019t time : 11.15
كما يظهر في الخريطة حسب الخريطة رقم (01) تعد بوابة من المشرق العربي الى المغرب الكبير، أحد أهم المنافذ الاستراتيجية نحو الصحراء الكبرى ، هذا ما جعلها تاريخيا قطب نشط في التجارة البينية المتوسطية منذ العصور القديمة -كما هو مبين باللون الأحمر في الخريطة ذاتها-، وكذلك بين البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على الأقل منذ العصور الوسطى. لذلك أثارت باستمرار تقريبا الجشع وتمكنت في عدة مناسبات من أن تصبح كيانًا (ذاتيا) مكتفًا ذاتيًا أو حتى مستقلًا ومع ذلك يسبق البناء السياسي الأصلي الوحدوي الدائم للدولة الليبية الحالية، التي ولدت في عام 1951. أصبحت معروفة كمركز للنشاط البحري، في العصر الحديث، وتجارة الرقيق (الأفارقة والأوروبيين)، عززت الحرب الباردة موقعها الرئيسي بين شرق البحر المتوسط والبحر الأبيض المتوسط كما بين أوروبا وأفريقيا. ثم أصبحت منفذا إستراتيجيا من خلال منشآت عسكرية مع بريطانيا العظمى والولايات المتحدة.[2]
الخريطة رقم (02): تظهر الامتدادات الجغرافية تجاه محيطها الاقليمي والدولي.
Source :L’analyse géopolitique « libye »,P.07 URL: https://www.sciencespo-aix.fr/wp-content/uploads/2015/03/1-0-Analyse-g%C3%A9opolitique-M%C3%A9thode-exemple-Libye.ppt.pdf
تنقسم ليبيا إلى عدة مناطق متميزة في الشمال الغربي، طرابلس ، التي كانت مرتبطة سابقًا بالمغرب الكبير حيث تقع طرابلس ، العاصمة الحالية السياسية والاقتصادية. مع منفذ له أهمية تجارية واستراتيجية يعود تاريخه إلى في العصور القديمة، استفادت من مزايا النظام المنهار على جانبي المدينة يقع السهل الشاسع مزرعة جيفارا الساحلية التي يسيطر عليها هضبة السهوب الطويلة في جبل نفوسة إلى الجنوب، تتوقف المنطقة على حافة بلدة غدامس الحدودية الهامة مع تونس والجزائر.[3]
تقع فزان في الجنوب الغربي، وهي منطقة عبور شاسعة إلى الساحل (ولايات تشاد والنيجر الحالية) والجزائر التي تطمع إليها فرنسا عندما كانت تتمتع بإمبراطورية استعمارية. فالمنطقة معروفة بالواحات، مع المدينة الرئيسية سبها (200.000 نسمة). هذا المركز التجاري الرئيسي متعدد ، أيضا المركز الإداري في المنطقة وموطنا للمنشآت العسكرية الهامة جدا تتواجد جزء من قبيلة القذادفة يقيمون هناك، والتي ساعد في جعلها واحدة من معاقل الديكتاتورية، وهي من أصغر القبائل، فقدت غدامس مكانتها مع تراجع تجارة القافلة، ولكن لا يزال مكانا استراتيجيا هاما يربطها مع الجزائر وتونس، مثل الغط، جنوبًا، في قلب بلد الطوارق، تشكل صحراء سرت، الغنية بالمواد الهيدروكربونية (ترسبات الضهرة)، حدودًا طبيعية
حوالي 500 كيلومتر بين طرابلس وبرقة على ساحلها نجد محطات النفط في رأس لانوف والسدرة،سرت هي مدينة قديمة ومحطة القوافل والتجارة، إنه قريب من قصر أبو هادي، مهد عائلة القذافي. [4]
أ-المساحة: تبلغ مساحة ليبيا 1759540 كيلومتراً مربعاً، لكن لديها واحدة من أقل المناطق كثافة في العالم الكثافة السكانية تقدر بـ 3.6 أشخاص لكل كيلومتر مربع، تختلف بين الشمال والجنوب. الساحل الشمالي له كثافة سكانية أعلى من باقي المناطق البلد، مع حوالي 50 شخصا لكل كيلومتر مربع. الساحل الشمالي يضم اثنين من ليبيا المدن الكبرى، طرابلس وبنغازي. على طول هذا الساحل، أكثر من نصف السكان في المناطق الحضرية. في أماكن أخرى، وعلى وجه التحديد في جميع أنحاء المناطق الصحراوية، فهي قليلة السكان بأقل من شخص واحد في المتوسط لكل كيلومتر مربع.[5]
يتميز مناخ معظم أراضي ليبيا بالجفاف مع اختلاف كبير في درجة الحرارة، وتعتبر منطقة الصحراء الكبرى في الجنوب والبحر المتوسط في الشمال بمثابة العوامل الرئيسية التي تحدد المناخ في البلاد، ففي المنطقة الساحلية يعتبر فصل الشتاء معتدلا رغم تساقط الثلج في بعض المناطق المرتفعة أحيانا، ولا ينخفض معدل درجة الحرارة عن 5 درجات مئوية، أما فصل الصيف فيعتبر حارا نسبيا حيث تبلغ درجة الحرارة أقصاها في شهر اؤت
ولا يتجاوز معدل الحرارة الشهري خلال هذه الفترة 30 درجة مئوية، كما أنه لا تسقط أمطارٌ خلال فصل الصيف، في المناطق الجبلية كالجبل الغربي والجبل الأخضر يكون للارتفاع والقرب من البحر تأثير معدل لدرجة الحرارة.أما فيما يتعلق بالمنطقة الصحراوية فإن معدل درجة الحرارة العام يزيد عن 30 درجة مئوية خلال فصل الصيف ولا يتجاوز 5 درجات مئوية خلال فصل الشتاء.وبينما يعتبر سقوط الأمطار غير شائع في المناطق الصحراوية تحدث أحيانا عواصف مطرية بل يسقط الثلج في بعض الأحيان وعموما فإن ليبيا تتميز بمناخ معتدل يتسم بالتنوع من مناخ البحر المتوسط في الساحل إلى المناخ الصحراوي في الجنوب مما يجعله عامل جذب و مقوم هام من مقومات صناعة السياحة بها[6].وأهم العوامل التي أعطت لموقع ليبيا أهميته في ميدان السياسة الدولية[7]:
1-أنها تمثل حلقة وصل رئيسية بين أقطار المشرق العربي وأقطار المغرب العربي، خصوصاً وأنها ترتبط بها بروابط تاريخية وثقافية بحكم الامتدادات الجغرافية.
2-إن موقع ليبيا المطل على البحر المتوسط يعطيها أهمية استراتيجية بامتداد ساحلي قدره1.700 كيلو متر مربع(1.100 ميل) أطول بلد افريقي مطل على البحر المتوسط ، وما يمكن أن يدور فيه من نشاط بحر، كما يجعل منها قاعدة هامة لتوزيع الجيوش وقيادة العمليات الحربية وتخزين الأسلحة بمختلف أنواعها، لنقلها بسرعة وسهولة إلى أي ميدان للقتال في شمال أفريقيا وجنوبي أوروبا والشرق الأوسط، وقد برزت أهمية موقع ليبيا واضحة بالفعل خلال الحرب العالمية الثانية عندما كانت توجد قاعدة أمريكية فيها.
3- تتوغل أراضي ليبيا في داخل القارة الأفريقية لمسافة تتراوح بين 1900 و2000 كم، وتتصل بنطاق السودان وغربي أفريقيا بمجموعة من طرق القوافل التي لعبت تاريخيا أدوارا هامة في النقل والتجارة بين البحر المتوسط وبلاد جنوب الصحراء الكبرى، وعلى الرغم من أن أهميتها نقصت في الوقت الحاضر بسبب تقدم الملاحة الجوية، فان أجزاء كبيرة منها قد تم رصفها وتحولت إلى طرق للنقل بالسيارات بين الساحل ومراكز العمران الصحراوية، ولا شك أن استكمال رصف هذه الطرق (طرق القوافل القديمة بين ليبيا ودول الصحراء) ومد خطوط للسكك الحديدية، سيعمل على إحيائها من جديد، ومن تم تتعاظم أهمية الموقع الجغرافي لليبيا، والمنطقة ككل.
أما من ناحية الثروات الطبيعية فإن ليبيا تحتل المرتبة الخامسة عربياً في مجال النفط باحتياطي يبلغ نحو 48.36 مليار برميل، بينما يبلغ احتياطيها من الغاز نحو 54.6 تريليون قدم مكعب، ما يضعها في المرتبة 21 عالمياً من حيث احتياطات الغاز.[8] يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على قطاع النفط الذي يمثل حوالي 69 في المائة من عائدات التصدير. علاوة على ذلك، يمثل قطاع النفط والغاز حوالي 60 في المائة من إجمالي الناتج المحلي. الإيرادات الكبيرة من قطاع الطاقة، إلى جانب قلة عدد السكان، تجعل ليبيا واحدة من أعلى نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إفريقيا.[9]
تمتلك ليبيا من أكبر احتياطيات النفط في العالم، هي مورد البترول الرئيسي للدول الأوروبية. يقدر إنتاج النفط في البلاد حاليًا بنحو مليون برميل يوميًا، ولكن لوحظ أن كمية إنتاج النفط تختلف بسبب الصراع الداخلي الحالي وعدم الاستقرار السياسي. تبنت ليبيا إنتاج النفط في عام 1959 بعد التنقيب الناجح، كانت ليبيا في السابق واحدة من أفقر دول العالم قبل أن ترتفع لتصبح واحدة من أكبر منتجي النفط. بحلول عام 1969 ، أنتجت ليبيا حوالي 3 ملايين برميل من النفط يوميًا، ظل إنتاج النفط كبيرًا في ظل حكم معمر القذافي ، تأثر إنتاج النفط بشدة بالحرب الأهلية التي أثرت