ما الذي يسبب الاحتباس الحراري؟

By ROGELIO PEREZ CASADIEGO

شرح الكتاب
يعد الاحتباس الحراري أحد أكثر الظواهر التي تمت دراستها ومناقشةها في عصرنا. لكن هل نفهم حقًا أسبابه وديناميكياته؟ في هذا الكتاب، يشكك المؤلف في النظريات التقليدية حول ظاهرة الاحتباس الحراري ويقترح رؤية جديدة.
من خلال تحليل شامل، تبين أن امتصاص الأكسجين الجوي للأشعة فوق البنفسجية يلعب دورًا أكثر أهمية في ظاهرة الاحتباس الحراري من تأثير الغازات الدفيئة. هذه النظرية الكاشفة مدعومة بالعديد من الدراسات والبيانات التي تتحدى النموذج السائد.
وبعيدًا عن الادعاء بامتلاك الحقيقة المطلقة حول هذه الظاهرة المعقدة، يسعى المؤلف إلى المساهمة في النقاش العلمي من خلال نهج مبتكر. ويدعو منظوره المجتمع الأكاديمي إلى إعادة النظر في الافتراضات الراسخة ومواصلة السعي الإنساني الدؤوب لفهم العمليات الطبيعية المعقدة التي تؤثر علينا جميعا.

• Language: العربية
• Publisher: ROGELIO PEREZ CASADIEGO
• Release date: Dec 2, 2023
• ISBN: 9798223018797

Book preview

إهداء

إلى جميع العلماء والباحثين الذين يبحثون بلا كلل عن توسيع المعرفة حول عالمنا. إن فضولهم غير المتعب وتفانيهم يتيح لنا فهم أفضل للعمليات المعقدة التي تحكم مناخ كوكبنا. ليلهم هذا الكتاب الأجيال الجديدة لمواصلة الاستكشاف بعقل منفتح عن الأسرار التي لا تزال بحاجة إلى الكشف عنها..

المحتوى

الشكر والتقدير

"كان من المستحيل إنجاز هذا الكتاب دون دعم ومساهمة العديد من الأشخاص والمؤسسات. أود أن أعرب عن أعمق امتناني لعائلتي، على حبهم غير المشروط ودعمهم الدائم لطموحاتي الأكاديمية والمهنية.

أخيرًا، أشكر جميع القراء، لإعطاء الحياة لهذا الكتاب. آمل أن توقظ صفحاته روح النقد لديكم وتقدم معرفة جديدة حول هذه الظاهرة التي تؤثر علينا جميعًا."

مقدمة في الاحتباس الحراري .1

أصبح الاحتباس الحراري واحدًا من أكبر التحديات التي تواجهها البشرية في القرن الحادي والعشرين . وتتمثل هذه الظاهرة في الارتفاع المستمر في متوسط درجة حرارة سطح الأرض والمحيطات الذي لوحظ في العقود الأخيرة .

على الرغم من حقيقة أن مناخ الأرض مر بدورات من الاحترار والبرودة على مدار تاريخها، مثل العصور الجليدية، إلا أنه منذ الثورة الصناعية يبدو أن التأثير البشري يغيّر نظام المناخ بشكل كبير.

لم تتوقف درجات الحرارة العالمية عن الارتفاع منذ بداية القرن العشرين، مع تسارع الوتيرة منذ خمسينيات القرن الماضي. في الواقع، حدثت أعلى 10 سنوات حرارة منذ بدء القياسات الحرارية منذ عام 1998. كل شيء يشير إلى استمرار هذا الاحترار خلال القرن الواحد والعشرين، ويمكن أن تكون آثاره مدمرة.

من بين العواقب المحتملة للاحتباس الحراري العالمي ذوبان القطبين والأنهار الجليدية، وارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة تواتر وشدة الأحداث المناخية المتطرفة مثل الأعاصير والفيضانات أو الجفاف، وتصحّر المناطق الخصبة، أو انقراض العديد من الأنواع التي لن تتكيف مع التغيرات.

تظل أسباب الاحتباس الحراري محل نقاش علمي مكثف. أقرت المجتمعات العلمية بأن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو ما يسمى "الاحتباس الحراري" الناجم عن انبعاث غازات الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون. وفقًا لهذه النظرية السائدة، فإن حرق الوقود الأحفوري يؤدي إلى زيادة تركيز هذه الغازات، مما يحبس حرارة الشمس وبالتالي يدفئ الكوكب.

توجد أيضًا نظريات بديلة تشير إلى أسباب طبيعية مثل التغيرات في الإشعاع الشمسي، وامتصاص الأشعة فوق البنفسجية من قبل الأكسجين في الغلاف الجوي، والعمليات المحيطية الداخلية، ودورات المناخ طويلة الأجل. يدور النقاش المحوري حول مقدار الاحترار المقاس الناجم عن عوامل طبيعية مقابل عوامل بشرية المنشأ. 

في الآونة الأخيرة، ظهرت آراء معارضة تشكك في أسس هذه النظرية السائدة. فعلى سبيل المثال، يشككون في أنه بغازات الاحتباس الحراري التي تمثل فقط 0.04٪ من الغلاف الجوي يمكن أن تسبب تأثيرًا بهذا الحجم على 100٪ من درجة حرارة الغلاف الجوي، بالإضافة إلى عدم مراعاة تأثير الـ 99.96٪ المتبقية من الغازات الجوية. كما أنهم لا يرون علاقة ارتباط واضحة بين المستويات التاريخية لثاني أكسيد الكربون، الذي يُعتبر الغاز الدفيئة الرئيسي، وتطور درجات الحرارة العالمية.

مع ظهور هذه الشكوك، يستحق الأمر استكشاف فرضيات بديلة قد تلقي بعض الضوء على أسباب الاحتباس الحراري. في هذا العمل، نستكشف إحدى هذه النظريات التي تشير إلى الأكسجين والأشعة فوق البنفسجية كعوامل