لاعب الشطرنج
By ستيفان زفايج
()
About this ebook
Related to لاعب الشطرنج
Related ebooks
بين حبال الماء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنحن دونكيشوت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوأنا أحبك يا سليمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشيطان يعرف الحقيقة أيضاً Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص روسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsب ٤ م Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقبر الأبيض المتوسط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسيّد الكرز: وحكايات أخرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمكان لا تجوبه الكلاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمغامرة شوسكوم أولد بليس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقضايا المحقق يوجين فالمونت: مجموعة منتقاة من ألغاز روبرت بار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنهر عمّان الوحيد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة الملك آرثر وفرسانه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجولة في ربوع أوروبا: بين مصر وأيسلنده Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهَمْلِت: شكسبير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتجربة الدكتور أوكس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحلام مريم الوديعة: حكاية مصرع الساموراي الأخير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبوابات المواجيد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاقتلوا بطوط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدكستر - المتفاني بإخلاص Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنيتروجلسرين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآلة الزمن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفارس المجهول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمملكة هذا العالم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمغامرات الأب براون - الجزء الثاني: الجزء الثاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقلب لا يمتلئ بالذهب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأوديسة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوجع البيازين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمغامرات الأب براون - الجزء الأول: الجزء الأول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحبر الغراب Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for لاعب الشطرنج
0 ratings0 reviews
Book preview
لاعب الشطرنج - ستيفان زفايج
لاعب الشطرنج
ستيفان زفايج: لاعب الشطرنج، رواية مترجمة
طبعة دار دوِّن الأولى يناير ٢٠٢٠
رقم الإيداع: ٢٧١٥٣/٢٠١٩ - الترقيم الدولي: 978-977-806-214-9
جَميــعْ حُـقـــوقْ الطَبْــعْ والنَّشرْ محـْــــفُوظة للناشِرْ
لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة
بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.
© دار دَوِّنْ
عضو اتحاد الناشرين المصريين.
عضو اتحاد الناشرين العرب
القاهرة - مصر
Mob +2 - 01020220053
info@dardawen.com
www.Dardawen.com
نُشِرَت للمرة الأولى عام 1941م
ساد على متن سفينة الركاب الضخمة، المتجهة في منتصف الليل من مدينة نيويورك إلى بوينس أيرس، الحركة والنشاط المعتادان في الساعة الأخيرة قبل الإبحار. تزاحم الزائرون القادمون من البر رفقة أصدقائهم بجوار من يسعون بالبرقيات بأغطية الرءوس المائلة، والمهرولين في باحات الاستقبال، والصائحين بالأسماء وحمل الحقائب، وحملة باقات الزهور، والأطفال المدفوعين بحب الاستكشاف، يجرون على السلالم طلوعًا ونزولًا مع فرقة موسيقية في الخلفية تعزف ألحانها بلا انقطاع.
كنت واقفًا أتحدث إلى صديق بعيدًا عن الهرج والمرج على الممشى العلوي للسفينة؛ إذ تألق وميض كاميرات مرتين أو ثلاثًا بالقرب منا. كان أحد المشاهير على ما يبدو، يجري حوارًا صحفيًّا ويلتقط الصور على عجل قبيل السفر. نظر الصديق إليهم وتبسم قائلًا: «سيرافقكم عصفور نادر في السفينة. إنه تشينتوفيتش!». ولما ظهرت علامات عدم الفهم على وجهي إثر إعلانه هذا، أضاف شارحًا: «ميركو تشينتوفيتش، بطل العالم في الشطرنج! لقد طاف أمريكا من الشرق إلى الغرب؛ ليشارك في جميع المسابقات فيها، والآن يذهب إلى الأرجنتين؛ سعيًا لتحقيق انتصارات جديدة».
بالفعل تذكرت هذا البطل العالمي الشاب وبعض التفاصيل المتعلقة بمساره الصاروخي، وزودني صديقي – وهو أكثر اطلاعًا على الصحف مني – بسلسلة من الطرائف.
استطاع تشينتوفيتش منذ حوالي سنة أن يضع نفسه بضربة واحدة في مصاف أساتذة فن الشطرنج القدامى؛ كأليخين وكابابيانكا وتارتاكوفر وبوجوليوبو. لم يلفت ظهور مغمور، منذ الطفل المعجزة ذي السبع سنوات ريشيفسكي في بطولة عام 1922 للشطرنج في نيويورك، كل هذه الأنظار في عالم هذه اللعبة الرفيعة. إذ إن قدرات تشينتوفيتش الذهنية لم تبشر بهذا المسار المبهر على الإطلاق، وسرعان ما تسرب عنه سر أن هذا البطل في الشطرنج لا يجيد – بعيدًا عن عالمه الاحترافي – كتابة جملة واحدة بأي لغة كانت دون أخطاء إملائية؛ حتى إن أحد زملائه المستائين سخر منه ممتعضًا أن «جهله عم المجالات كلها بشكل متساوٍ».
كان ابنًا لبحار يوغوسلافي جنوبي على نهر الدانوب مدقع الفقر، ذات ليلة، صدمت سفينة بخارية حاملة للقمح قاربَه الصغير، والصبي في الثانية عشرة من العمر، فتولى أمره قسيس القرية النائية بعد وفاة والده بدافع الشفقة. كلف الرجل الطيب نفسه أن يعوض ما استعصى على فهم هذا الطفل البليد، كثير الصمت. عريض الجبهة في مدرسة القرية من خلال دروس منزلية.
إلا أن جهوده لم تُجدِ نفعًا؛ كان ميركو في كل مرة يعود ليحملق باستغراب في الأحرف بعدما شُرِحت له مائة مرة. حتى أبسط الدروس عجز مخه البليد أن يستوعبها. في الحساب كان يستعين حتى سن الرابعة عشرة بالعد على أصابعه، أما قراءة أي كتاب أو صحيفة فكانت ترهق الشاب شبه البالغ أيما إرهاق. ذلك مع توافر رغبة تامة من جانبه، فما كان أبدًا من الممكن أن يطلق عليه مشاكسًا؛ وطالما كان ميركو طيِّعًا ينفذ ما يطلب منه من مهام بدأب؛ كجلب الماء أو قطع الخشب أو العمل في الحقل أو تنظيف المطبخ، وإن كان يؤديه ببطء مثير للأعصاب.
لكن أكثر ما كان يضيق صدر القسيس الطيب بالفتى البليد هي لا مبالاته التامة. فهو لا يهم بعمل شيء إلا إذا طُلِب منه بوضوح، ولا يسأل سؤالًا ولا يلعب مع أقرانه ولا ينشغل بمشغلة دون أمر مباشر. وفور ما ينتهي ميركو من المهام المنزلية، يجلس متبلدًا في الحجرة بنظرة عين فارغة؛ كالغنم في المراعي دون أدنى اهتمام لما يدور من حوله.
في المساء، والقسيس يدخن الغليون الريفي، ويلعب كعادته ثلاثة أدوار من الشطرنج مع رئيس الشرطة، كان الصبي البليد ذو خصل الشعر الأشقر، يجلس إلى جانبهم مقرفصًا هامدًا، ينظر بعين تبدو ناعسة على الرقعة ذات المربعات، غير مكترث.
وذات ليلة شتوية، واللاعبان منهمكان في لعبتهم اليومية، سُمِع صوت صليل جرس زلاقة في الشارع تقترب أسرع فأسرع. دخل ريفي قد غطى الثلج قبعته مدبدبًا قدميه، يناشد القسيس أن يهرع معه إلى والدته العجوز التي تحتضر ويكرمها بتأدية طقوس الغفران الأخيرة قبل فوات الأوان، فما كان بالقسيس إلا أن يلبي الطلب دون تردد.
أما رئيس الشرطة، الذي لم يكن انتهى من كوب الجعة، أشعل غليونًا جديدًا للوداع، وأخذ يتهيأ لارتداء حذائه الثقيل المصنوع من جلد الغنم؛ وما أن لاحظ نظرة ميركو المسلطة على رقعة الشطرنج والدور المبدوء.
حتى سأله مازحًا «ما رأيك أن تكمل هذا الدور؟» وهو مطمئن تمام الاطمئنان أن الولد مثقل الجفنين لن يحسن نقل قطعة واحدة. نظر الولد في حياء، وأومأ بنعم، ثم جلس مكان القسيس. بعد أربع عشرة حركة، وجد رئيس الشرطة نفسه مهزومًا، وكان عليه أن يعترف أن هزيمته لم تكن نتيجة سهو. ثم جاء دور ثانٍ بذات