العاصفة

By وليام شكسبير

تدور أحداث رواية العاصفة، وهي إحدى أعمال الشاعر والكاتب المسرحي الإنكليزي وليام شكسبير (1564 - 1616)، والتي يُعتقد أنها كُتبت في وقت ما بين العامين 1610 و1611، على متن سفينة تتعرّض لعاصفة هوجاء في عرض البحر، ثمّ تتوالى بقية أحداثها في جزيرة نائية يحكمها بروسبيرو ولا يقطنها أحد غيره وابنته الجميلة ميراندا وخادميه الجنّيين ك

• Language: العربية
• Publisher: Sameh Publishing
• Release date: Nov 9, 2023
• ISBN: 9789198681178

Book preview

دراسة تحليليّة لأهم أشخاص الرّواية

بروسبيرو: كان محبّاً للعلوم حتی آثرها على الغايات الدنياويّة وقد قام على تعليم وحیدته خير قيام على قلّة الوسائل التي لديه في الجزيرة المهجورة وأنشأها النّشأة التي تليق بالأميرات وصرف جزءًا من عنايته إلى كاليبان ليسلس من طباعه ويعلّمه الكلام وبلغ من إحسانه إليه أنه أسكنه معه وكان حريصاً على الأدب شدید التمسّك بمبادئ الفضيلة وأمّا نصيحته لفرديناند بعد خطبته لميراندا بوجوب كبح هوى النفس إلى أن يأخذ الزّواج صيغته الشرعيّة وضرورة عدم التّمادي في المغازلة لأن أغلظ الإیمان کالهشيم للنّار التي في الدّم ناموس أدبي ينبغي على الشّباب أن يتّبعوه. وكان شديد الوفاء لأصدقائه لا ينسى لهم أفضالهم أو يهمل أن يكافئهم بها فإنه لمّا علم أن جونزالو صديقه في خطرٍ من كيد أنطونيو وسباستيان أرسل إليه أريل فأيقظه وردّ كيدهما إلى نحريهما وكان على خلق عظيم لا يقابل الشرّ بالشرّ فقد استخدم السّحر ودانت له قوى الطبيعة لكنه لم يستخدمها للشرّ إلا لأسر أعدائه فلمّا وقعوا في قبضة يده لم يشأ أن ينكّل بهم جزاءً لهم بما فعلوا لكنه مال مع العقل على الهوى وآثر فضيلة العفو على شهوة الانتقام فوسّع لهم في عفوه وتجاوز عن سيّئاتهم. ولم يكتف بهذا وهو كثير لكنه أعطى فردیناند وهو ابن ألونزو عدوّه اللّدود خيطاً من خيوط حياته أي الطّفلة التي يعيش من أجلها.

میراندا: خرجت من وطنها ميلان في الثالثة من عمرها وقضت زهرة شبابها إلى الخامسة عشرة من عمرها مع والدها في جزيرة غير مأهولة. والرّاجح أن أمّها ماتت عنها عقب وضعها فتركت لعناية المرضعات وعناية والدها فنشأت لذلك شديدة التعلّق به تسكن إليه سكونها إلى الأمّ الرؤوم ولقد بكت لمّا انتزعت من مهدها ليلاً لكن سرعان ما أوكفت دمعها إذ ألفت نفسها في السفينة التي تسير بها إلى مصير مجهول في حجر والدها وسكنت برغم هياج البحر وابتسمت وكلّ شيء حولها غاضب. ابتسمت ابتسامة يصف والدها أثرها في نفسه أبلغ وصف إذ يقول «لقد کنتِ الملك الحارس إذ ابتسمتِ بينما كنت أذرفُ في البحر دمعاً أجاجاً من ثقل ما أحمل من الهموم فسكبت ابتسامتك في قلبي قوّة من السّماء» وهي تمثّل في الرّواية البراءة والطّهارة ورقّة القلب وتراها في أول موقف لها تتوسّل إلى والدها أن يهدّىء العاصفة إشفاقاً على الذين سمعت استغاثتهم من السفينة وعندما يقع نظرها على فردیناند، وهو أول إنسان تراه بعد والدها تحسبه روحاً ويقع من نفسها لأوّل وهلة وتتّضح بساطتها على أتمّها عندما يقسو والدها في معاملته فتقول دفاعاً عنه «إنه أول رجل خفق قلبي له». كذلك عندما يصرّح لها فردیناند بحبّه فتبكي ثمّ تنتهر نفسها على البكاء لما يفرحها جاهلة أن البكاء يكون للفرح كما يكون للحزن وتبلغ الذّروة من الفتنة حين تقسم بعفّتها وهي حلية شوارها أنها لن تستطيع أن تتخيّل صورة محبّها غير صورة فردیناند وأبلغ ما توصف به هو قول فردیناند «أنت كاملة منقطعة النّظير مخلوقة من خير ما في الخلق