Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

اسمي جلال السعيد
اسمي جلال السعيد
اسمي جلال السعيد
Ebook223 pages1 hour

اسمي جلال السعيد

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

هذه قصة تستحق القراءة والاستقراء.. قصة حياة الأستاذ الدكتور
جلال السعيد مؤسس علم أمراض القلب الحديث في مصر، قصة عن
القدر، التحدي، العزيمة التي في قلوب الرجال، حكاية طفل صغير
يركض في شوارع المنصورة في النصف الأول من القرن الماضي
لينتهي الأمر بحلمه إلى جامعات أمريكا الكبرى ليكتب قصة مذهلة
عن الأمل والعزيمة.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2023
ISBN9789771461531
اسمي جلال السعيد

Related to اسمي جلال السعيد

Related ebooks

Related categories

Reviews for اسمي جلال السعيد

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    اسمي جلال السعيد - علاء عمر

    مقدمة الكاتب جراح القلب

    عــلاء عمــر

    كنت منذ سنوات نيابتي الأولى في قسم جراحة القلب والصدر بقصر العيني، أسمع عن التاريخ الحافل لأستاذنا الدكتور جلال السعيد؛ كونه من أهم المؤسسين لتخصص أمراض القلب الحديثة في مصر والعالم العربي، وكانت دهشتي دومًا تتعاظم عندما أعلم عن الحالة الفريدة للدكتور جلال؛ كونه متخصصًا في كلا الشقين الكبيرين لتخصص أمراض القلب لأمراض الكبار، وكذلك العيوب الخلقية للقلب..

    وظل الأمر غامضًا وخافيًا على مخيلتي لأعوام طوال حتى قيضني الله بضربة قدرية لكتابة مذكرات الأستاذ الكبير..

    وعبر مرات عديدة شرفت بالاستماع لصفحات من حياته الحافلة، وفوجئت بمدى دقة ذاكرته وتفردها، واندهشت من تلك الرحلة الجميلة المدهشة..

    أدركت من اللحظات الأولى أن الدكتور جلال السعيد شخص شديد التفرد والاستثنائية، وأنه عبر رحلة طويلة لا تزال مستمرة كان سببًا أساسيًّا ومحوريًّا في تقدم علم أمراض القلب وما يتعلق به في مصر وعدد من البلاد العربية..

    ومع الوقت وتراكم ساعات اللقاء والاستماع لتلك الرحلة المتفردة أدركت أنني أحببت الدكتور جلال، لم يعد الدكتور جلال السعيد أستاذًا كبيرًا يفرد ذكريات استثنائية أمام أحد تلاميذه، بل صار بمثابة الوالد، صرت أنتظر مرات اللقاء بمودة ومحبة وشوق..

    وعبر شهور متصلة انغمست في الرحلة المذهلة للدكتور جلال، كنت محظوظًا بسماع كل تلك الحكايات المدهشة..

    كانت الكلمات البسيطة التي يذكرها الأستاذ تفتح أمامي عشرات الكلمات والمسارات..

    قال لي ذات مرة إنه جلب إلى مصر منذ عقود جراحًا عالميًّا نعرفه جيدًا اسمه جورج رول من هيوستن تكساس لعمل جراحات قلب معقدة للأطفال في قصر العيني ومستشفى السلام الدولي، وشاء القدر بعد كلمته تلك بعدة أسابيع أن أقابل أحد هؤلاء الأطفال الذي أجرى له جورج رول جراحة منذ ثلاثين عامًا، وكان الدكتور جلال قد استقدمه لذلك، وجاء المريض الذي كان يتابع كل تلك السنوات الطويلة مع الدكتور جلال السعيد يحتاج إلى جراحة أخرى لاستبدال الصمام الأورطى، أجريتها له بنجاح والحمد لله..

    كانت الكلمات البسيطة التي يذكرها لي الدكتور جلال تاريخًا لأمراض القلب لهذا الوطن، وحيوات ورحلات متقاطعة متشابكة لآلاف من مرضاه الذين داواهم على مدار عقود ولا يزال..

    أشعر بسعادة حقيقية أن القدر أتاح لي تلك الفرصة المذهلة بالجلوس مع رجل عظيم مثل الدكتور جلال السعيد وكتابة مذكراته..

    كانت هذه إحدى أهم تجاربي الحياتية على الإطلاق..

    لقد تعرفت إلى جلال سعيد آخر لا يعرفه الكثيرون بكل تلك التفاصيل الملهمة لرحلة ممتعة..

    كان جلال السعيد رجلًا نادرًا..

    وكان الكنز الحقيقي في الاستماع لتفاصيل رحلته..

    عمر مديد سعيد بإذن الله يا دكتور جلال..

    لقد أحببتك كوالد حقيقي..

    وسأفعل دومًا..

    علاء عمر

    مقدمة الكاتب الصحفي

    شريف الشوباشي

    شاء القدر أن يكون طفلًا مريضًا معتل الصحة؛ فآلى على نفسه أن يهب حياته من أجل شفاء الآخرين وإنقاذ حياتهم وحمايتهم من الأمراض.. فكانت حياته أشبه برحلة كفاح دائم قضاها في صعود الجبال الشاهقة وتخطي الحواجز المنيعة ساهم خلالها مساهمة حاسمة في إحداث ثورة في علاج القلب عن طريق نقل التكنولوجيا الحديثة غير المعتادة في مصر وقتها، واستحق أن يكون أحد أساطين الطب في مصر والعالم العربي وأمريكا.

    إنه الدكتور جلال السعيد الذى منحته الطبيعة نفسًا راضية مطمئنة وإيمانًا عميقًا بأنه لا سبيل إلى الفكاك من القدر.. وقد دفعه هذا القدر بيد خفية لم يقوَعلى مقاومتها نحو قمة طب أمراض القلب في مرحلة كان فيها هذا التخصص يحبو في مصر وكان شفاء مرضى القلب ضربًا من المستحيل.

    وسرعان ما أدرك أن هناك إرادة عليا ترسم له الطريق، وأن هذا الطريق هو شفاء الأجسام السقيمة والتخصص في أهم عضومن أعضاء جسد الإنسان.. العضو الذى يضخ دماء الحياة في شرايين البشر ولا يتوقف عن العمل ما دام الإنسان على قيد الحياة.

    لكن القدر ليس مجرد قوة عمياء تجبر الإنسان على السير معصوب العينين إلى مصير محتوم، إنما القدر توليفة تفاعلية بين إرادة الله العليا وإرادة الإنسان. فإذا تلاقى الاثنان في قلب شخص صاحب عزيمة صلبة وحب للإنسانية فإنه يستطيع أن يصنع المعجزات.

    من رحم الضعف البدني والمعاناة تولدت لديه إرادة حديدية، وطرح على نفسه السؤال الوجودي الأبدي: ما فائدتي في الحياة؟

    كان من الممكن أن يصبح الطفل جلال السعيد كارهًا للحياة ورافضًا للآخرين كرد فعل تلقائي لآلام المرض الذي كان ينخر في جسده الصغير.. كان من الممكن أن ينغلق على نفسه ويرفض التفاعل مع المجتمع.

    لكن طبيعته المحبة للخير وفضيلة الإيثار التي حباه الله بها جعلتاه مقبلًا على الحياة محبًّا للآخرين وراغبًا في خدمة المجتمع الذي نشأ فيه إلى درجة أن يرفض ما يعتبره الكثيرون أقصى المنى والطموح وهو أن يكون طبيبًا ناجحًا في أمريكا.. أمريكا التي تعد منبع كل جديد في العلم الحديث والطب والشفاء. رفض أن يعيش في أمريكا وإنجلترا برغم كل المغريات، وقرر أن يعود إلى وطنه مصر برغم صعوبة الظروف وقلة الإمكانيات العلمية والتقنية ليكرس حياته من أجل خدمة الناس ونقل التكنولوجيا الحديثة في علاج أمراض القلب إلى وطنه والبلاد العربية.

    بين يديك في الصفحات التالية أيها القارئ الكريم مسيرة مليئة بالتضحيات والعرق والكفاح والأحلام والكوابيس، تناوبت فيها لحظات النشوة وأوقات الاكتئاب.. لحظات الشك وأوقات اليقين.. مسيرة مرصَّعة برجال ونساء أخذوا بيد جلال السعيد، وكانوا عونًا للقدر في دفعه دفعًا إلى أداء رسالته السامية في الحياة.. وعلى رأسهم والده محمد السعيد ووالدته عائشة البلتاجي وشقيقه صلاح السعيد والحكيم مشرقي والدكتور عبد العزيز الشريف والدكتورة عبلة المشد شريكة حياته وصاحبة الفضل الكبير في نجاحه وتألقه، وأولاده هويدا وأحمد وخالد الذين أعطوه دومًا دفعة للاستمرار والإبداع في رحلة الحياة.. وغير هؤلاء كثير من الشخصيات التي ستتعرف إليها أيها القارئ الكريم من خلال صفحات هذا الكتاب.

    هذه المذكرات التي صاغها بأسلوب شيق الطبيب الأديب علاء عمر تكشف الستار عن خبايا شخصية استثنائية تعد من جيل كبار الرواد في مجال الطب في مصر والعالم العربي وتحديدًا في أساليب علاج أمراض القلب. وقد نجح الدكتور علاء عمر في إبراز الظروف والملابسات التي جعلت من الطفل المريض عملاقًا من عمالقة الطب، وكأنه يأخذ القارئ من يده في رحلة نجاح قل أن نجد لها مثيلًا في عصرنا.

    وكانت مشكلة الدكتور جلال السعيد أنه محاط بدرع نفسىة من الحياء تجعله يتحاشى الأضواء ويكره الحديث عن نفسه وعن إنجازاته. وبقدر ما يستكشف دواخل أجساد مرضاه وينفذ إلى أعماق قلوبهم، بقدر ما يتعفف عن الكشف عن كوامن ذاته أمام الآخرين؛ لذلك تردد كثيرًا قبل الخوض في تجربة سرد حياته في كتاب مذكرات، وظل حتى اللحظة الأخيرة يسألني: «هل أصرف النظر عن هذا الكتاب؟ وهل يستحق أن يرى النور؟».

    واسمح لي أيها القارئ الكريم أن أقدم إجابتي الشخصية عن هذا السؤال فأقول: نعم بالتأكيد، بل إن مسيرة حياة الدكتور جلال السعيد تستحق أكثر من كتاب، وثقتي كبيرة أنه عندما تنتهي من الصفحة الأخيرة لهذه المذكرات فسوف تصل أيها القارئ الفاضل إلى نفس هذه النتيجة التي وصلت إليها.

    (1)

    أنظر للبحر فيجيبني الوشيش هادرًا..

    يشق الأزرق العميق في خط الأفق القريب قارب، يمضي في هدوء كأنه في نزهة فوق بحيرة وادعة رقراقة..

    تخاتلني الذكريات..

    لم تكن حياتي مثل ذلك القارب الذي يشق ماء شبه راكد في سهولة، كنت كمن ينحت الصخر، بل كان رخامًا، رحلة عمل مستمر من شق طريق في جبل من الرخام..

    أتذكر تلك السنوات البعيدة من أوائل ستينيات القرن الماضي، أنتشي الآن بلعبة الذكريات..

    لم تكن الأمور وقتها واضحة كما هي الآن، عندما ينظر الإنسان لرحلته الطويلة بعد أن أنهى شقها الأعظم تكون الأمور منطقية، أو هكذا تبدو

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1