Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

بين عقلين
بين عقلين
بين عقلين
Ebook278 pages1 hour

بين عقلين

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

في هذا الكتاب يأخذكم الكاتب في رحلة استكشاف العقل البشري وقدراته، ومن ثم إلى العقل الصناعي ومحاولاته لمحاكاة العقل البشري، ومن ثم نبحر في مجال العلم والمعرفة للبحث عن الإجابة (هل يستطيع العقل الصناعي مجاراة العقل البشري، وهل سيكون هو البديل)

Languageالعربية
Publishertevoi
Release dateMar 3, 2024
بين عقلين

Related to بين عقلين

Related ebooks

Reviews for بين عقلين

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    بين عقلين - الدكتور خالد اللنقاوي

    إهداء

    إلى والدي رحمه الله الذي تعلمت منه الكفاح والعمل

    إلى والدتي حفظها الله

    التي تعلمت منها الإيمان والصبر

    إلي زوجتي ا تعلمت منها المثابرة والإبداع

    النجاح وحب القراءة

    ، منهم وساندني

    إلى كل من شجعني

    شكراً لكم من القلب

    مقدمة

    إبداع الخالق سبحانه وتعالى كبير؛ فقد وهبنا العقل ذا القدرات الكبيرة فهو المتحكم بالتفكير وبمفتاح الابداع والخيال، ومنه ننطلق نحو الحياة. ومنذ الطفولة تتجمع في العقل الخبرات والمهارات والمعارف والمشاعر والأحاسيس التي نستخدمها إلى يومنا الحاضر فهي انعكاس لمكتسباتنا على مر السنين. فكل نشاط نقوم به في يومنا يكون مرتبطا بالعقل الذي يستخلص من الكم الكبير من المعلومات ويحللها ويعطينا الحلول للتعامل مع أمور حياتنا العملية واليومية. فقدرته على التخزين والتحليل والربط في سرعات مختلفة جعلته من أعضاء الجسم التي تسير أمور الحياة.

    ومع التقدم التكنولوجي دأب العلماء على محاكاة العقل للقيام بالمهام الحياتية والعملية ففي اختراع أداة للقيام بالعمليات الحسابية بسرعة متناهية ومن ثم تخزين المعلومات والرجوع إليها والقيام بالمهام والأنشطة المرتبطة بالعمل، وكان الهدف تسهيل أمور الحياة، وجعل هناك شريكًا للعقل البشري لاطلاق قدراته الغير محدودة.

    وبعد ذلك قامت محاولات عديدة لمماثلة العقل البشري وتم ابتكار العقل الصناعي الذي يحاكي العقل البشري في أنماط التفكير والإبداع وحل المشكلات ولا زال العمل جارياً لتطوير العقل الصناعي: ليكون بديل العقل البشري في الأحاسيس والمشاعر فظهر لنا الإنسان الآلي الذي يعمل بطريقة عمل الإنسان، ونرى في زمننا هذا أن الإنسان الآلي أصبح يُظهر مشاعر الفرح والحزن والخوف ومشاعر أخرى وذلك عن طريق برمجة العقل الصناعي فيه؛ ليماثل الإنسان.

    في هذا الكتاب آخذكم في رحلة في استكشاف العقل البشري وقدراته، ومن ثم إلى العقل الصناعي

    ومحاولاته لمحاكاة العقل البشري، ومن ثم نبحر في مجال العلم والمعرفة للبحث عن الإجابة «هل يستطيع العقل الصناعي مجاراة العقل البشري، وهل سيكون هو البديل ؟»

    عزيزي القارئ:

    استمتع بالكتاب وأبحر في اكتشاف العقل البشري والعقل الصناعي.

    د.خالد اللنقاوي

    الفصل الاول

    العقل البشرى

    هو المحرك الذي يقود مشاعر صاحبه بين الواقع والخيال، وقد يجعل من الواقع خيالا ومن الخيال واقعًا.

    لطالما مثل الدماغ البشري سرًا حير العلماء طويلًا، إذ يتميز هذا الجزء من الجسم الذي يقع داخل جمجمة محصنة بقدرات هائلة تُمكّنه من القيام بأعمال حسابية فذّة، ومن الإبداع والفهم بطرق لم يسبق لها مثيل في الكون المعروف، وكل ذلك باستخدام قدر من الطاقة يكفي لتوهج مصباح كهربائي بقدرة 20 واطا. تمكن الإنسان من تحقيق طفرات كبيرة في فهم الدماغ البشري، ففي السنوات الأخيرة، اكتشفنا أنَّ خلايا الدماغ يمكن أن تتجدد، وحددنا ما يحدث في الدماغ عند البدء في الحديث، قبل معرفة ما نريد قوله. ومع ذلك، كلما تعلمنا أكثر، أدركنا أنَّ ثمة الكثير مما لا نعرفه.

    في هذه الكتاب سنحاول أن نستطلع أكبر الأسئلة المحيرة حول الدماغ للكشف عن آليات هذه الكتلة العجيبة وعن أسرارها. دقيقة الصنع ومقارنتها بالذكاء الاصطناعي. منذ منتصف القرن الماضي ظهرت ورقات بحثية تتساءل عن إمكانية تحقيق ذكاء اصطناعي للآلات يجعلها تفكر بطريقة بشرية وبدأت المؤسسات العلمية والبحثية بتدشين تجاربها وبرامجها سعيًا إلى حل هذه المعضلة.

    وفي علاقة الذكاء الاصطناعي بالعقل البشري يعمل عدد من العلماء على تطوير خوارزميات، يمكنها قراءة أفكار الإنسان ورؤية ما يدور داخل عقله.

    والسؤال هنا هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتفوق على العقل البشري ؟؟

    تاريخ العقل البشري

    يُعَدُّ العقل من المعاني التي أثير بشأنها الجدل قديما وحديثا، فما هو العقل؟ هل هو جوهر أم هو عرض؟

    وما وظيفته؟ وما علاقة العقل بالدماغ الإنساني؟

    هذه هي الأسئلة التي أثيرت حول العقل، وتعددت الإجابات حولها منذ عهد الفلسفة اليونانية وحتى العصور الحاضرة.

    إن مفهوم العقل مفهوم معقد وشائك، من حيث أنه يتعلق بأشرف وأسمى ما في الإنسان، بل والمخلوقات جميعًا، وقد استخدم الإنسان لفظة (العقل) استخدامات مختلفة عبر العصور، ففي الحضارات الشرقية القديمة كان العقل أو مفهوم العقل لديهم ينحصر في طريقة وسلوك الإنسان الأخلاقي، ولكن تطور هذا المفهوم في الحضارة اليونانية ليصبح بُعدًا إدراكيًا لا يحدُّه المفهوم الأخلاقي القديم.

    العقل عند الفلاسفة

    اختلف الفلاسفة قديمًا وحديثًا في تعريف العقل، وإن كانت أغلب التعريفات تصب في بعضها البعض، فهذا الفيلسوف ينظر إلى العقل من زاوية، والآخر من زاوية أخرى، وأعتقد أنَّ كلَّ تلك التعريفات تحدّد لنا إمكانية فهم واستيعاب ماهيّة العقل.

    وقد وردت فكرة العقل في اللهجات اليونانية اللاتينية التي ورثناها من خلال جذرين أساسيين: «لاقو» و «لوقوس» ومعناهما الأصلي: جَمَعَ ورَبَط وتطلق كلمة «لوقوس» باليونانية في آن واحد على الكلام والعقل والعلاقة الرياضية الدقيقة بين كميتين. وكذلك الشأن باللاتينية بالنسبة إلى المعنيين الأول والأخير، ومن هنا ندرك أنَّ فكرة العقل القديمة مرتبطة ارتباطا وثيقا بنشاطات الذكاء الأساسية.

    معنى العقل عند الفلاسفة من قبل أرسطو:

    إذا حاولنا البحث عن مفهوم للعقل قبل أرسطو فإننا نجد أن بارمنيدس (540-450 ق.م)، قد مثَّل نقطة البدء حين رفض المعرفة الحسية، واعتبر العقل مقدمًا على الحواس لأنها خادعة، وأنَّ الآلهة نبهته على طريق المعرفة العقلية التي تجعله يفوق الجميع عقلا وحكمة.

    ولكن قبل بارمنيدس نجد هيرقليطس (540-475 ق.م)، قد وحد بين العقل واللوغوس المتعالي، بوصفه المقياس الذي يحكم الحقيقة والعدالة، والحواس عاجزة عن النفاذ إلى ما بعد الظواهر الحسية.

    وكان إكسانوفان أول من أوضح العقل الإلهي على أساس عقلي لأنه ارتفع به إلى ما فوق حكايات قدماء الشعراء، ووصل إلى تحديد إله واحد كله فكر، وعقل * ولكن امباذوقليس ( ٤٩٣ - ٤٣٣ ق . م) قد وضع للعقل حدودًا معينة لا يتجاوزها، فساوى بينه وبين الحواس بوصفهما قادرين على إدراك الحقائق الكلية.

    بأننا قد وجدنا وفقًا للطبيعة، فقد اتضح أننا نعيش أيضًا لكي نفكر في شيء ولكي نتعلم».

    ويتضح من النص السابق أنَّ أرسطو قد عد العقل آخر ملكات النفس الإنسانية بل عده الهدف والغاية التي من أجلها نشأ الإنسان، وهو يقصد من هذا بالطبع إنَّ استخدام العقل في التفكير والأحكام والبراهين، هو ما يشكل ماهيّة الإنسان، ومن ثم الغاية من وجوده فللعقل وعملياته أهمية واسعة عند المعلم الأول. وقد انعكست هذه الأهمية على الفلسفة المتعلقة بالأخلاق خصوصا.

    وقد رفض أرسطو النظرة الفيزيقية للعقل التي كان الحسيون من السابقين عليه ينظرون إليه من خلالها، فهو يؤكد أن النفس ليست مفارقة للبدن ككل ومن ذلك، فليس ما يمنع من أن تنفصل بعض الأجزاء على الأقل؛ لأنها ليست كمالاً لأي جسم، وليس من

    الواضح كذلك أن النفس كمال أوك للجسم كالملاح في سفينة».

    ويوضح أرسطو معنى العقل من خلال مقارنته بالحس، فالأحاسيس القوية تضعف الحواس بينما المعقولات لا تضر بالعقل مهما قويت، مما يدل على أنَّ العقل لا يفتقر إلى عضو جسدي، ثم إن المرء يولد وملكة الحس قد اكتملت فيه، فيتسنى له إدراك المحسوسات منذ الولادة، بينما لا تكتمل قوة النطق فيه إلا بعد أن يشب، فليس له عند الولادة إلا قوة العقل الهيولانية والحس يدرك الموجودات الجزئية، بينما يدرك العقل الماهيات الكلية «الصـور العقلية» .

    ما عن وظيفة العقل، فهي تختلف في رأي أرسطو عن الإحساس، وإن كان يفسر طريقة أدائه لهذه الوظيفة بنحو يشبه تمامًا طريقة عمل الحواس، فكما تتأثر الحواس بالصور الحسية، فكذلك العقل يتأثر بالصور العقلية المجردة؛ أي إنَّ العقل يدرك الماهيات المعقولة، فنحن ندرك حسيا القلم بواسطة الحواس.

    أما حين ندركه بالعقل فإننا ندرك معناه المجرد.

    وأخيرا، فإنَّ العقل عند أرسطو هو القدرة على إدراك الصور الكلية والماهيّات المجردة إدراكا مباشرًا، وصورة توحّد بينه وبين جميع أفراد النوع.

    العقل عند فلاسفة المسلمين

    عرف الكندي العقل بأنه: «جوهر بسيط يدرك الأشياء بحقائقها، والعقل الإنساني له طاقة وقدرة محددة ينبغي أن يقف عندها».

    ونجد الكندي لا يثق في العقل ثقة مطلقة كما فعل أرسطو ولكنه أدرك أنَّ العقول متفاوتة، وهذا يُعدُّ دليلا على أنَّ لكل عقل قدرته وطاقته.

    والعقل عند الكندي ينقسم إلى أربعة أقسام : أولها: العقل الذي هو بالفعل دائمًا، وهو علة جميع العقول والمعقولات، ويصفه بالعقل الأول.

    ثانيها: العقل الذي هو في نفس الإنسان بالقوة.

    ثالثها: العقل كعادة وهو الذي في النفس بالفعل وتستطيع استعماله متى شئت كقوة الكتابة لدى الكاتب.

    رابعها: العقل هو فعل به تطهر النفس ما هو فيها بالفعل، والعقل الأخير عند الكندي فعل الإنسان ذاته.

    «أما إخراج القوة إلى العادة أو خروج العقل من القوة إلى الفعل، فيرى الكندي بأنه من فعل العلة الأولى، أعني العقل الذي هو بالفعل دائماً»

    ويرى الكندي أن العقل الذي يخرج من القوة إلى الفعل هو هبة من الله، ولذلك فإنَّ العقل الثالث

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1