15 قانونًا لحياةٍ سعيدةٍ

By أنس إبراهيم معابرة

هذا الكتاب يقدم 15 قانونًا لحياة سعيدة مكتوبة بأسلوب شيق وملهم وواقعي من قبل المؤلف م. أنس إبراهيم معابرة. يهدف الكتاب إلى تزويد القارئ بمجموعة من القواعد والقوانين العملية التي يمكن تطبيقها في حياته اليومية لتحقيق السعادة والنجاح.

 الكتاب لا ينحصر في النصائح المجردة، بل يقدم أمثلة واقعية ومستوحاة من القرآن والسنة والقصص الحكيمة لتوضيح كل قانون. كما أنه ينظم هذه القوانين في ثلاث مجموعات رئيسية: تلك التي تنظم علاقاتنا مع الآخرين، والتي تنظم حياتنا الشخصية، والتي تتناول السنن الكونية.

بهذا الأسلوب الموضوعي والواقعي والقابل للتطبيق، يسعى الكتاب إلى أن يكون دليلاً عمليًا للقارئ الباحث عن السعادة والنجاح في الحياة. إنه كتاب يستحق القراءة من قبل كل من يرغب في تحقيق التوازن والسكينة في حياته.

   

 

 

• Language: العربية
• Publisher: KINZY PUBLISHING AGENCY
• Release date: Apr 18, 2024
• ISBN: 9798224572120

أنس إبراهيم معابرة

Eng. Anas Ibrahim Maabreh is a distinguished author from Jordan, approved trainer by Qatar University, and approved project manager by the amarican Project  Management Institute. he has BS'c and a high diploma in electrical engineering, He is a writer in many Jordanian and Qatari newspapers, and he has hundreds of published articles and researchs.

Book preview

15

قانونًا لحياةٍ سعيدةٍ

تأليف:

م. أنس إبراهيم معابرة

صورة تحتوي على رسم, شعار, أبيض, الرسومات تم إنشاء الوصف تلقائياً

2024

15

قانوناً لحياة سعيدة 

م. أنس إبراهيم معابرة

While every precaution has been taken in the preparation of this book, the publisher assumes no responsibility for errors or omissions, or for damages resulting from the use of the information contained herein.

15

قانوناً لحياة سعيدة

First edition. 2024.

Copyright © 2024 أنس إبراهيم معابرة.

Written by أنس إبراهيم معابرة.

الإهداء

الى كُلِّ من دفعني يوماً للكتابة .....

الى كُلِّ من يسعى الى النجاح والتفوق في حياته ...

الى كُلِّ من يبحث عن الطرق المناسبة للنجاح ...

الى كُلِّ من يفتقر الى من يقوده في هذه الحياة .....

الى كُلِّ من كتب على نفسه النجاح أو الفشل في تجاربه ....

أُهدي هذا الكتاب

مقدمة

على مدى سنوات عمري؛ مررتُ بظروف مختلفة، عسيرة في بعض الأحيان، وميسَّرة في كثيرها، أصبت في اختياراتي أحياناً، وأخفقت أحياناً أخرى، ولكن من المؤكد أنني تعلمت الكثير من تلك التجارب التي وضعتني بها الظروف.

إن ما يضمن للدول البقاء والاستمرار والنجاح؛ هو مدى جدّية القوانين التي تسنها السلطة التشريعية، وجدّية السلطة التنفيذية في تطبيق تلك القوانين على أرض الواقع، وفي النهاية؛ جدّية النظام القضائي في محاسبة المقصرين في تطبيق تلك القوانين، أو يقومون بتجاوزها وكسرها.

والشيء بالشيء يُذكر؛ فإن أسباب نجاح الإنسان وتفوقه وسعادته في حياته لا يختلف كثيراً عن نجاح الدول، بل هو مرهون كذلك في إيجاد مجموعة من القوانين التي تحكم حياة الشخص، وتوضح له حقوقه وواجباته، وتنظم علاقته مع مَن هم حوله، وترسم من حوله خطوطاً حمراء يُمنع تجاوزها، وأهدافاً يسعى الى تحقيقها. ولقد وجدت أن الناس اليوم بحاجة الى قواعد وقوانين يضعونها لأنفسهم، ويطبقونها بحذافيرها ما استطاعوا الى ذلك سبيلا، بل ويعاقبون أنفسهم في حال مخالفتهم لتلك القواعد، وإذا ما تمت تلك العملية بخطواتها الثلاث؛ وضع القوانين، وتطبيقها، والعقاب في حال مخالفتها، تحققت سعادة الإنسان.

من المعلوم للجميع اليوم أن غياب القدوة في حياة الشباب سبب لهم الضياع في زحمة الحياة، تاهوا بين المتشدقين والمتفيقيهين والمدعين للعلم في كل المجالات، وبات الشباب اليوم بحاجة الى خطة توجيهية تقودهم الى بر الأمان، بعيداً عن الانجرار مع السيل، والميل حيث يميل العموم.

وغاب التوجيه في المناهج التعليمية أيضاً؛ المدرسية منها والجامعية، تلك المناهج المحشوة بالأرقام والحسابات والإحصائيات والتاريخ والأدب والفلسفة والعلوم، ولكنها للأسف؛ غير مُعدة لتكوين شباب ناجح، قادر على صناعة سعادته وتحقيق نجاحه، بل وقيادة من حوله من أجل نجاحهم وسعادتهم. لقد أصبح الطبيب اليوم بحاجة الى من يطبب له جراحه النفسية، والمهندس بحاجة الى علم هندسة الحياة، والمعلم بحاجة الى علم الواجبات والحقوق.

ولملء الفراغ الناتج عن غياب القدوة، وفقدان المناهج لمادة قادرة على قيادة الشخص لسعادته ونجاحه؛ برز علينا علم تطوير الذات، والتنمية البشرية، والتفكير الإيجابي، والتي تهدف الى النهوض بقدرات الإنسان الكامنة بداخله، وإطلاق العنان لإمكانياته وشحذها، واستخدامها على الوجه الأمثل، وتوجيهها نحو سعادته ونجاحه.

ومن هذا الباب أيضاً، إدعى الكثير من الأشخاص قدرتهم على القيام بهذا الدور من خلال دورات للتنمية البشرية وتطوير الذات بمسميات مختلفة، خضتُ غمار التجربة بحضور مجموعة منها، وجنيتُ منها خيبة الأمل الكبيرة. وجدتُ أن تلك الدورات في الحقيقة هي غالباً مسميات مضخمة ووهمية ولا تمت الى الحقيقة بصِلة، وكافة الأمثلة والتمارين التي يعرضونها بها لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع.

في هذا الكتاب حاولت أن أتجنب تلك السلبية التي استحوذت على تلك الدورات، بأن يكون الطرح موضوعياً ومنطقياً وقابلاً للتطبيق على أرض الواقع، وذلك من خلال أن أضع مجموعة من القواعد التي يجب على الإنسان الذي يسعى للسعادة أن يتبعها، مصحوبة بالأمثلة الحقيقية لأشخاص كانت لهم نفس ظروفنا، بل وأصعب في بعض الأحيان.

ربما قد يُصنف هذا الكتاب على أنه من فئة تطوير الذات والتنمية البشرية، ولكن الفرق بينه وبين تلك الكتب غير الواقعية هو نفس الفرق بين كتاب الرجال من المريخ، والنساء من الزهرة للكاتب جون جراي، وكتاب للرجال فقط للكاتب أدهم شرقاوي، فكلاهما يتحدثان عن كيفية نجاح العلاقة بين الرجل والمرأة، والصِعاب التي تواجههم، ولكن الأول يطرح من الأمثلة ما لا يمكن تطبيقه واقعياً في ظل تعاليم ديننا الحنيف، وعاداتنا وتقاليدنا، بينما وُضِع الكتاب الثاني في قالب عربي إسلامي، وتضمَّن امثلة من السهل تطبيقها في حياتنا.

يحتوي هذا الكتاب على خمسة عشر قانوناً خاصة بجزئيات مهمة من حياتنا، وتعمل على تنظيمها، وتتكامل فيما بينها لتخلص في النهاية الى تحقيق السعادة المنشودة.

من الممكن تقسيم القوانين الواردة في هذا الكتاب الى مجموعات ثلاث؛ الأولى تعمل على تنظيم علاقاتنا مع الآخرين، مثل قانون المسافات، وحلقات الناس، والتجاهل، والمحبة، وإتيكيت التواصل.

المجموعة الثانية تعمل على تنظيم حياتنا الشخصية، وترتيب أفكارنا لمواجهة المتغيرات من حولنا، وإعداد الإنسان ليكون ناجحاً في حياته، مثل قانون الأرزاق، والعقول – القلوب، والنجاح والتفوق، وإدارة المال، والصحة، والاستمتاع، والمكافأة.

وتضم المجموعة الثالثة مجموعة من القوانين والسنن الكونية، التي من الممكن أن تلاحظها وترى تأثيرها في الكثير من التفاصيل من حولنا، مثل قانون البركة، والألم، والصواب والخطأ، والتغيير.

كما أنني عملت على إثراء الموضوعات المختلفة بمجموعة من القصص مستخدماً أسلوب الوعظ القصصي، لرفع نسبة المتعة والتشويق، وتوضيح الأفكار وترسيخها، بعضها من القرآن الكريم؛ كون ثلثه من القصص كما قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف، 111]، أو من السنة النبوية الشريفة، ومن حياة الصحابة الكرام، والبعض الآخر حقيقي وواقعي، وغيرها من قصص الحكمة في الأمم السابقة.

كما عمدت الى تقسيم القانون الى عدة موضوعات فرعية، لتجنب الملل، وتخصيص الحديث، وإبعاده عن التشعب.

إن تطبيق ما جاء في هذا الكتاب سيقودك إن شاء الله نحو السعادة المنشودة، وأنا متأكد من أنك ستلاحظ العديد من التغييرات في أفكارك وسلوكك بعد قراءة هذا الكتاب، ولكن يجب عليك أن تجتهد في تطبيقها بحذافيرها، ولذلك أطلقت عليها مسمى قوانين، وفي حال مخالفتك لأي من تلك القوانين ستعرض نفسك للعقوبة، والتي ستكون عبارة عن فشل وتعاسة في حياتك.

أتمنى على القارئ الكريم أن يحاول دراسة القوانين بعد قراءتها، ووضع الخطط لتطبيقها في حياته ما أمكن، وأسأل الله العلي القدير الذي أعانني على كتابته أن يكون مرجعاً للباحثين عن تحقيق السعادة.

الكاتب

القانون الأول

قانون المسافات

––––––––

ابدأ هذا الكتاب بعون الله بقانون المسافات، ولقد اخترت هذا الموضوع كبداية نظراً لأهميته، ولأنه سيرسم الإطار العام لحياتنا وتعاملاتنا مع الناس، وسيحدد ضرورة التحكم في مدى قُرب وبُعد كل منهم عنا، وسيوضح كيفية الإبقاء على مسافة مناسبة من كافة الناس، كلٌ حسب وضعه ومركزه من حياتنا، ومدى تأثيره فيها.

وجدتُ قصة رمزية تقول أن مجموعة من القنافذ اقتربت من بعضها في إحدى ليالي الشتاء الباردة طلباً للدفء، وهرباً من الجو الجليدي شديد البرودة، لكنها لاحظت أنها كلما اقتربت من بعضها أكثر، شعرتْ بوخز الأشواك التي تحيط بأجسادها، مما يسبب لها المزيد من الألم، وأنها كلما ابتعدت عن بعضها البعض شعرت بالبرودة تُجمِّد أطرافها.

ونظراً لحاجتها للدفء في أحضان أصدقائها؛ بقيتْ على هذه الحال؛ بين ألم الاقتراب، وهجير الانفصال؛ إلى أن توصلوا إلى المسافة المناسبة التي تقيهم من برودة الجو الجليدي وتضمن لهم أقل درجة من ألم وخز أشواك الأقارب.

ربما تكون النصيحة الأشهر لمدربيّ قيادة السيارات هي ضرورة المحافظة على المسافة الآمنة بين سيارتك وسيارات مَن هم حولك في الشارع، لكي تتمكن من تدارك أخطاءك، أو حتى أخطاء الآخرين لو لا قدر الله وحصلتْ قبل فواتْ الأوان، وبالتالي تجنب حصول حادث قد ينتج عنه خسائر في الأرواح لا سمح الله، أو الممتلكات على أقل تقدير.

وإذا كنت من هواة العلوم، أو على معرفة بسيطة بخصائص المغناطيس، ستلاحظ أنه لا يُؤثر أو يتأثر في أي معدن أو مغناطيس آخر يُوضع حوله، إلا إذا إقترب منه مسافة كافية ليدخل مجاله، فتجد أنه يعمل على التجاذب مع المتضاد معه، ويتباعد مع من يُشابهه.

وبالمثل للشحنات الكهربائية، فهي تستقر في الغيوم لفترات طويلة، ولكن إذا حدث واقتربت غيمة تمتلك شحنة سالبة من غيمة تمتلك شحنة موجبة الى مسافة كافية، فسترى لمعان البرق المُبهر للأبصار، وستسمع دوي الرعد المُرعب للقلوب.

وفي عالم الطبيعة؛ رؤيتكَ للبحر عن بُعد أجمل بكثير من غوصِك فيه، ولو سافرتَ للقمر الذي تغنَّى به الشعراء وهام به الكُتَّاب، فلن ترى إلَّا حجارة وصخور وجبال وأودية سحيقة. ولو اقتربت الشَّمسُ إلينا قليلًا لاحترقنا، والمصباح على الرغم من ضوءه الساطع المفيد، إلا أنه يحرِقُ الفراشةَ إنْ لامسَتْ سطحَه، والبحرُ لو استمرَّ في حالة مَدٍّ دائمة لأغرقنا.

تلك المسافة التي يتوجب الحفاظ عليها أثناء قيادتنا للسيارات، وتمنع المغناطيس من التجاذب والتنافر، وتحول بين إصطدام الشحنات في الغيوم؛ والتي ترينا جمال البحر والقمر، وتعطينا دفء الشمس ونور المصباح دون الاحتراق؛ هي ذاتها المسافة التي يُحبذ تواجدها بين شخصياتنا في أثناء تعاملاتنا وإختلاطنا ببعضنا، وهي نفسها المسافة التي قد تجنبنا إصطدام الشخصيات أو تنافرها، وصراع الأنفس وكيد القلوب.

أكَّد هذا المفهوم عالِم الاتصال الإنسانيِّ إدوارد هول بقوله: إنَّ إدراك المسافة والمحافظة عليها مسألة مُهمة لإبقاء الودِّ والاحترام المتبادل في العلاقات ما بين الأشخاص، ونفقِد علاقتَنا بالآخرينَ عندما نخطئ في احتساب تلك المسافة.

لا بد أن يُحيطَ الشخصُ نَفسه بمجموعةٍ من المسافات التي تحدد ملامح شخصيته، والتي من خلالها يتم توضيح ما هو خاص وما هو عام، وتُعرِّف جميع من حوله ضرورة عدم تجاوز تلك المسافات إلا بموافقته المسبقة على تلك التجاوزات.

مسافات في الأسرة

الإخوة في نفس الأسرة مثلاً يلزمهم مسافات آمنة بينهم، صحيح أنهم يشتركون في الأب والأم ووجبات الطعام وسهرات المساء، ولكن يبقى لكلٍ منهم شخصيته المستقلة، وخططه المستقبلية، وتطلعاته وأحلامه، وآراءه السياسية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة، وبالتالي فإن اقترابهم من بعضهم البعض الى حد كبير قد يسبب خِلافاً متنامياً، وربما يصل الى القطيعة.

قد نُجمل المسافة بين أفراد الأسرة الواحدة بمفهوم الخصوصية، فربما تتكون مُطّلعاً على الكثير من تفاصيل الحياة الأسرية لوالديك وإخوتك، ولكن يبقى في صدر كل منهم مجموعة من الأسرار لا يحب أن يتشاركها معكم، ويبقى لكلٍ منهم حدوده الشخصية الخاصة التي لا يحب أن يزاحمه فيها أحد.

ربما تدرك ولو بعد حين أن هنالك عدداً لا بأس به من المواضيع الجارية في الأسرة ولم تكن تعلم عنها شيئاً، وذلك لأن صاحبها وضع مسافة بينك وبينه بخصوصها، وإذا ما حاولت تجاوز تلك المسافة قد تلاقي الصد الواضح منه، كدفاع عن شخصيته واستقلاليتها.

لا بد من مسافات بين أفراد العشيرة الكبيرة، صحيح أنكم تنتمون