الخلاف والمناظرة

By شركة إثراء المتون

مقررٌ تعليمي في الخلاف والمناظرة، متوافقٌ مع مفردات كليات الشريعة في السعودية، محكَّمٌ، ومكتوبٌ بلغةٍ جامعة بين العمق والسهولة، ومدعمٌ بقراءات إثرائية، وأنشطةٍ استهلاليةٍ وختاميةٍ تنمي مهارات التفكير العليا وتحفز جانب التعليم الذاتي.

• Language: العربية
• Publisher: إثراء المتون المحدودة
• Release date: May 19, 2024
• ISBN: 9786038348840

Book preview

الخلاف والمناظرة

كتاب تعليمي متوافق مع توصيف كليات الشريعة

ومدعم بالأنشطة والقراءات الإثرائية

إعداد

شركة إثراء المتون

الإصدار ١.١

أ

مقدمة إثراء المتون

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله العليم القدير، الخالق اللَّطيف الخبير، الذي يسنُّ المناهجَ والشَّرائع ويبيِّن الطَّرائق، وينصب الأعلام الطَّوالع لكشف الحقائق، أحمده ثناءً عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وشكرًا له على نِعَمِه البواسق، وأشهد ألَّا إله إلَّا الله وحده لا شريك له ربُّ المغارب والمشارق، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله المؤيَّد بالمعجزات الخوارق، الموضِّح لسبيل الحقِّ في الجلائل والدَّقائق، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم صلاةً وتسليمًا باقِيَيْنِ ما بقيت الخلائق، أمَّا بعد:

فإنَّ مِن أعظم النِّعَم نعمة نشر العلم وخدمته، والسَّعي في تطوير سبل تعليمه وتقريبه؛ وقد يسَّر الله لشركة «إثراء المتون» المساهمة في هذا الشأن من خلال سلسلة مقرراتٍ جامعيةٍ لتكون مناسبةً للتَّدريس في البيئة الأكاديميَّة، ومتوافقةً مع معايير الاعتماد الأكاديميِّ، ومتماشيةً مع التَّوصيفات المعتمدة في الأقسام العلميَّة.

وتتميَّز هذه السلسة بأربعة أمورٍ:

الأوَّل: المحتوى التَّعليميُّ المطوَّر الذي يهدف إلى الجمع بين يُسر المادَّة العلميَّة وعمقها وأصالتها.

الثَّاني: الوسائل التَّعليميَّة المساندة للأستاذ على الشَّرح والبيان، وللطُّلاب على استيعاب المادَّة العلميَّة وترغيبهم فيها؛ وقد توخَّينا في ذلك الجمع بين الجمال الفنِّيِّ، والدِّقَّة العلميَّة، والالتزام بالمعايير التَّربويَّة.

الثَّالث: الأنشطة المهاريَّة التي تقدح زناد الفكر، وتوسِّع مدارك النَّظر، وتصقل الملكات العلميَّة.

الرَّابع: البيئة الإلكترونيَّة التي تفتح آفاقًا جديدةً، وتتيح لأهل العلم الوصول إلى مصادر المعرفة بيسرٍ وسهولةٍ، وتعزِّز التَّواصل العلميَّ بين المختصِّين؛ وذلك من خلال منصَّة إثراء (ithraa.io) والتي نرجو أن تكون بيئةً تعليميَّةً إلكترونيَّةً محفِّزةً.

ب

ويُعد مقرر «الخلاف والمناظرة» الإصدار «العاشر» من سلسلة هذه المقرَّرات التَّعليميَّة، وقد هدفت شركة «إثراء المتون» من خلاله إلى خدمته وَفْق منهجيَّتنا المتَّبعة في تطوير المقرَّرات التَّعليميَّة.

المنهجية العامة في إعداد المحتوى العلمي:

سعت شركة «إثراء المتون» على اتِّباع منهجيَّةٍ دقيقةٍ في إصداراتها العلميَّة، مراعيةً أعلى المعايير العلميِّة والتَّربويَّة، وقد التزمنا في إعداد هذا المقرر المنهجيَّة التَّالية:

١- جمع المادَّة العلميَّة الموثوقة التي تستوعب جميع المفردات والمعايير الصَّادرة من هيئة الاعتماد الأكاديميِّ والكلِّيَّات الشَّرعيَّة في المملكة العربيَّة السُّعوديَّة.

٢- ملاءمة أجزاء المقرِّر ومحتوياته مع الأهداف التَّفصيليَّة التي وضعتها الكلِّيَّات لمقرَّر «الخلاف والمناظرة»؛ ليكون الكتاب محقِّقًا لهذه الأهداف في مختلف الكلِّيَّات التي يدرَّس فيها الخلاف والمناظرة.

٣- مناسبة المقرَّر للتَّدريس الجامعيِّ في مختلف الكلِّيَّات؛ من حيث عدد صفحاته، والسَّاعات المخصَّصة لتدريسه.

٤- صياغة الكتاب بأسلوبٍ يجمع بين العمق والأصالة والوضوح؛ حتَّى يستفيد الطَّالب منه الاستفادة المرجوَّة.

٥- حُسن التَّصرُّف في المادَّة العلميَّة، والجدَّة في الطَّرح، وتحرِّي الدِّقَّة، والاختيار بين النُّصوص والمعلومات حين اختلافها، مع الاستفادة من الكتب التراثيَّة والمعاصرة في التَّحضير والإعداد للمقرَّر سواءً في أصل المادَّة العلميَّة أو الحواشي أو الإثراءات أو الأنشطة.

٦- الاهتمام بضرب الأمثلة وتنوُّعِها، وسلاسة تقسيمات الموضوعات.

مميزات الكتاب:

بالإضافة إلى الميزات المنهجيَّة العامَّة المتَّبعة في إعداد المحتوى العلميِّ لهذا الكتاب، فقد شمل جملةً من المميِّزات الخاصَّة التَّالية:

١- تنوُّع فريق العمل؛ مِن حيث الرُّتبة العلميَّة، وجامعة التَّدريس، واختلاف المهام؛ وقد تضمَّن فريق العمل: الإعداد، والمراجعة، والإشراف، والبحث، وإعداد الأنشطة العلميَّة المهاريَّة والأهداف التَّربويَّة، والصِّياغة؛ فكان بحقٍّ عملًا جماعيًّا، تكاتفت فيه الجهود، واجتمعت عليه العقول.

ت

٢- تعداد عناصر كلِّ مَعْلَمٍ، وأبرز أهدافه قبل الشُّروع فيه؛ ليتهيَّأ القارئ له، ويتصوَّر محتوياته إجمالًا، ولِيَعْلَم الأستاذ والطَّالب ما ينبغي الحرص عليه من الغايات التي يحقِّقها المَعْلَم.

٣- إضافة جملةٍ من القراءات الإثرائيَّة الأصيلة خلال دروس المقرَّر مدمجةً في صورة (QR) رغبةً في تقليل حجم الكتاب ومادَّته؛ وقد هدفنا من هذه الإثراءات إلى زيادة تعمُّق الطَّالب في المادَّة العلميَّة، واعتياده على الاطِّلاع على نصوص العلماء؛ وقد بلغ عددها أكثر من (٨٠) إثراءً.

٤- إعداد أنشطةٍ استهلاليَّةٍ في بداية كلِّ مَعْلَمٍ، يُشوِّق الطَّالب لمحتوى الموضوع، ويُسهم في بناء تصوُّرٍ أوليٍّ لما هو مُقبلٌ على قراءته.

٥- بناء أنشطةٍ مهاريَّةٍ ختاميَّةٍ، تساعد على تنمية مهارات التَّفكير العليا، وتُحفِّز على التَّعلُّم الذَّاتيِّ عند الطَّالب، وقد بلغ عدد الأنشطة أكثر من (٥٥) نشاطًا.

٦- تحكيم المقرَّر عدَّة مرَّاتٍ من نخبةٍ من الأساتذة الجامعيِّين المختصِّين والباحثين، وتطويره في جميع المراحل التي مرَّ بها.

أبرز الصُّعوبات:

كان مِن المأمول صدور هذا الكتاب قبل مدَّةٍ بعيدةٍ، لكن حال دون ذلك عدَّة أمورٍ مجتمعةٍ، من بينها:

١- طبيعة المقرَّر الذي يجمع بين قِسمَين مختَلِفَين، وموضوعَيْن متغايِرَين، هما «الخلاف» و«المناظرة»؛ ولكلٍّ من هذين القسمين خصائصه وسماته وأسلوبه ومراجعه وطريقته؛ لذا فيُعدُّ هذا المقرَّر بمثابة كتابة مقرَّرَين في الحقيقة.

٢- كثرة المراجع التي اقتضت جردًا واسعًا للأبحاث والمؤلَّفات القديمة والمعاصرة في شتَّى دروس وموضوعات المقرَّر بقسمَيه الخلاف والمناظرة.

٣- تعدُّد وجوه الخلاف العلميِّ في المراجع، والتي اقتضت مزيدًا من التَّمحيص والتَّفتيش للخروج بأفضل صيغةٍ وجودةٍ علميَّةٍ في تقرير القضايا الخلافيَّة التَّفصيليَّة.

٤- تداخل بعض الفنون في بعضٍ، ولا سيَّما في قسم «المناظرة» الذي تتداخل مسائله وموضوعاته مع علم الجدل وعلم أصول الفقه والمنطق، ممَّا اقتضى الاستفادة قدر الطَّاقة من المصادر على تنوُّع فنونها، خاصَّةً ممَّا له صلةٌ بموضوعات المقرَّر ومفرداته.

٥- الحاجة للاختصار وعدم إثقال الكتاب؛ حتَّى يكون مناسبًا لعدد السَّاعات التَّدريسيَّة.

ث

وبعد، فهذا الكتاب مقرَّرٌ تعليميٌّ للطَّلبة الجامعيِّين في الكلِّيَّات الشَّرعيَّة، ومن طبيعة المقرَّرات التَّعليميَّة التَّحديث والتَّطوير؛ لذا تحرص «شركة إثراء المتون» على تحديث مقرَّراتها باستمرارٍ، ورافدها الأهمُّ في ذلك ملحوظات القرَّاء والمستفيدين مِن أساتذةٍ وطلَّابٍ، فنلتمس من قرَّائنا الكرام إمدادنا بملحوظاتهم وتصويباتهم عبر وسائل التَّواصل المثبتة في أوَّل الكتاب.

وفي ختام هذه المقدِّمة: نحمد الله على إتمام هذا العمل، والشُّكر بعد شكر الله موصولٌ لكلِّ من ساهم معنا في إخراجه؛ سواءً أكان ذلك بمقترحٍ، أو توجيهٍ، أو تصحيحٍ، أو كتابةٍ، أو بحثٍ، أو تحريرٍ، أو تحكيمٍ، أو مراجعةٍ، أو متابعةٍ، أو تنسيقٍ؛ فنشكر للجميع جهودهم، ونقدِّر لهم صبرهم.

ونتقدم بالشكر الجزيل لمؤسَّسة عبد الله الرَّاجحي الخيريَّة على رعايتهم الإعداد العلمي لهذا الكتاب، ونسأل الله أن ينفع بجهود القائمين عليها وأن يبارك في أعمالهم.

والحمد لله أوَّلًا وآخِرًا.

وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *

١

القسم الأوَّل: الخلاف

● المَعلَم الأوَّل: حقيقة الخلاف وأنواعه.

● المَعلَم الثَّاني: الحكمة من الخلاف وحكمه.

● المَعلَم الثَّالث: أسباب الخلاف بين الفقهاء.

● المَعلَم الرَّابع: مراعاة الخلاف والخروج منه.

● المَعلَم الخامس: مراحل بحث المسألة الخلافيَّة.

● المَعلَم السَّادس: آداب الخلاف ونماذجها.

٣

المَعلَم الأوَّل:

حقيقة الخلاف وأنواعه

• حقيقة الخلاف:

○ تعريف الخلاف لغةً واصطلاحًا.

○ المصطلحات ذات العلاقة بالخلاف.

• أنواع الخلاف:

○ باعتبار مادته وموضوعه.

○ باعتبار حقيقته وعلاقة الأقوال ببعضها.

○ باعتبار أثره.

○ باعتبار بقائه.

○ باعتبار مرتبته.

○ باعتبار درجته.

○ باعتبار حكمه.

٥

أهداف المَعلَم

بعد الانتهاء من هذا المَعلَم يُتوقَّع من الطَّالب أن:

* * *

٦

نشاطٌ استهلالي

صِلْ كلَّ تقسيمٍ في العمود الأوَّل بالأنواع المتفرِّعة منه في العمود الثَّاني، ثمَّ قارن إجابتك بإجابة زميلك:

* * *

٧

أولا: حقيقة الخلاف

وعلاقته بالمصطلحات المشابهة

وقوع الخلاف بين النَّاس أمرٌ قدريٌّ، وما دام النَّاس يفكِّرون فإنَّهم يختلفون؛ «إذْ كان الاختلاف مركوزًا في فِطَرنا مطبوعًا في خِلَقِنا، وكان لا يُمكن ارتفاعه وزواله إلَّا بارتفاع هذه الخِلْقة، ونقْلِنا إلى جِبلَّةٍ غير هذه الجِبلَّة» (¹) ؛ ولأن الخلاف أمرٌ واقعٌ بين علماء هذه الأمة كان متعينًا فَهْم حقيقته، وبيان أنواعه، والتَّمييز بين القدر السَّائغ منه وغير السَّائغ، والوقوف على آدابه، إلى غير ذلك من المسائل المهمَّة التي يعتني بها هذا المقرَّر.

ولتحديد المصطلحات وبيان حقائق المفاهيم وربطها بما يشابهها أثرٌ كبيرٌ في تصورها تصورًا صحيحًا، وتمييزها عن غيرها ممَّا قد يشتبه بها من المصطلحات، والتَّعرف على ما يندرج تحتها من أقسامٍ وأحكامٍ؛ لذا فإنَّ تأسيس التَّعامل الصَّحيح مع (الخلاف) ينطلق من تحرير معناه، ومعرفة ما يتقاطع معه من مصطلحاتٍ ذات صلةٍ.

تعريف الخلاف لغةً واصطلاحًا:

أ- (الخلاف) لغةً:

الخلاف: المضادَّة، مصدر خالَف، يقال: خالفته مخالفةً وخلافًا، وتخالف القوم واختلفوا: إذا ذهب كلُّ واحدٍ إلى خلافِ ما ذهب إليه الآخر، وهو ضدُّ الاتِّفاق (²) .

ب- (الخلاف) اصطلاحًا:

عَرَّف العلماء مصطلح (الخلاف) بتعريفاتٍ متعدِّدةٍ ما بين مُضيِّقٍ وموسِّعٍ، منها تعريفه بأنه:

○ «الذَّهاب إلى أحد النَّقيضَين مِن كلِّ واحدٍ من الخصمين» (³) .

○ «منازعةٌ تجري بين المتعارضين؛ لتحقيق حقٍّ أو إبطال باطلٍ» (⁴) .

---

(1) «الإنصاف» لابن السِّيد البَطَلْيُوسي (ص٢٧).

(2) ينظر مادة (خلف) في: «لسان العرب» لابن منظور (٢/ ١٢٤١)، «المصباح المنير» للفيومي (ص١٧٨).

(3) «الجدل» لابن عقيل (ص٢٤١).

(4) «التعريفات» للجرجاني (ص١٠١).

٨

○ «تقابلٌ بين رأيين فيما ينبغي انفراد الرَّأي فيه» (⁵) .

○ «ذهاب أحد الخصمين إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر» (⁶) .

وحقيقة الخلاف تتَّسِع لتشمل الخلاف في المسائل التي تتناقض الأقوال الواردة فيها أو تتنوَّع دون تناقضٍ، والمسائل التي قَصَد أصحابها الوصول للحقِّ أو مجرَّد الإلزام والإفحام؛ لذا يُعَرَّف الخلاف وَفْق هذا بأنَّه: (تعدُّد الآراء في المسألة العلميَّة الواحدة).

تعريف الاختلاف وعلاقته بالخلاف:

(الاختلاف) مصدر اختلف، وهو ضدُّ الاتِّفاق (⁷) ، وأصل مادَّة الخلاف والاختلاف واحدٌ، فالاختلاف على صيغة (افتعالٍ) من (الخلاف) (⁸) ؛ لذا يقول الرَّاغب -رحمه الله- في «المفردات» (ص٢٩٤): «والاختلافُ والمخالفة: أن يأخذ كلُّ واحدٍ طريقًا غيرَ طريق الآخر في حاله أو قوله» (⁹) ، فمعناهما في اللُّغة ضدُّ الاتِّفاق.

وأمَّا في الاصطلاح فالشَّائع الذي عليه غالب العلماء أنَّهما بمعنًى واحدٍ، وإن كان بعض الحنفيَّة يرى اختلافًا بينهما في العرف العلميِّ المستعمل في التآليف؛ إذْ أطلقوا (الاختلاف) على القول المبنيِّ على دليلٍ، و(الخلاف) على القول الذي لم يُبْنَ على دليلٍ أو على القول المرجوح (¹⁰) .

ج- الخلاف باعتباره لقبًا على علمٍ (علم الخلافيَّات):

ويعرّف الخلاف باعتباره لقبًا على علم بأنه: «عِلْمٌ يُعرَف به كيفيَّة إيراد الحجج الشَّرعيَّة في المسائل الفقهيَّة، ودَفْع الشُّبَه وقوادح الأدلَّة الخلافيَّة؛ لرعاية الرَّأي الفقهيِّ وإلزام الخصم» (¹¹) .

ولتوضيح المراد من علم الخلاف، نذكر طرفًا من مقدِّماته (¹²) :

---

(5) «التوقيف» للمناوي (ص٤١).

(6) «الفروق اللغوية» لأبي هلال العسكري (ص١٥٧)، ونحوه تعريف ابن حزم في «الإحكام» (١/ ٤٦).

(7) ينظر مادة (خلف) في: «لسان العرب» لابن منظور (٢/ ١٢٤٠)، «القاموس المحيط» للفيروزابادي (ص٨٠٨).

(8) ينظر: «التوقيف» للمناوي (ص٤١).

(9) وينظر: «بصائر ذوي التمييز» للفيروزابادي (٢/ ٥٦٢)، وتعريف الفيومي السابق، حيث جمع بين الخلاف والاختلاف.

(10) ينظر: «الدر المختار مع حاشية ابن عابدين» (٥/ ٤٠٣)، «الكليات» للكفوي (ص٦١)، «كشاف اصطلاحات الفنون» (١/ ١١٦).

(11) ينظر: «أبجد العلوم» للقِنَّوجي (ص٣٩٢)، «المدخل» لابن بدران (ص٤٥٠)، «كشف الظنون» (١/ ٧٢١)، «جامع العلوم في اصطلاحات الفنون» للتهانوي (٢/ ٢٦٢).

(12) ينظر: «أبجد العلوم» للقِنَّوجي (ص٣٩٢).

٩

○ فائدته وثمرته: دفع الشُّكوك والاعتراضات عن الرَّأي الفقهيِّ، وإيرادها على القول المخالف.

○ استمداده: يستمدُّ قواعدَه من علم البحث والمناظرة، ويستفيد مادّته مِن عِلمَي الفقه وأصوله.

○ نسبته إلى غيره: علم الخلاف نوعٌ خاصٌّ من علم المناظرة؛ إذْ يختصُّ بالجانب الفقهيِّ منه، فهو «الجدل الواقع بين أصحاب المذاهب الفرعيَّة، كأبي حنيفة والشَّافعيِّ -رحمهما الله-، وأمثالِهما» (¹³) .

والمراد من (الخلاف) في هذا القسم من الكتاب معناهُ الاصطلاحيُّ السَّابق وهو: (تعدُّد الآراء في المسألة العلميَّة الواحدة)؛ من حيث التَّأصيل على وجه العموم لأنواع الآراء الفقهيَّة، وأسباب تعدُّدها، وحكمها بتمييز ما يسوغ منها وما لا يسوغ، وحكم الخروج من الخلاف النَّاشئ بسبب تعدُّدها أو مراعاة بعضها، والآداب التي ينبغي مراعاتها بين المختلفين من أصحاب الآراء المتعدِّدة، إلى غير ذلك من