Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم
صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم
صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم
Ebook959 pages6 hours

صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعرض المؤلف في هذا العمل تراجم لمجموعة من الصحابيات اللاتي التففن حول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والائي شملن المهاجرات والأنصاريات والروايات، اعتمادًأ على مراجع التراجم المعتمدة، وذلك رغبة في التأكيد على دور المرأة في الإسلام وكونها مشاركة في بناء الأمة وقت السلم.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2005
ISBN9788300535286
صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم

Related to صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم

Related ebooks

Related categories

Reviews for صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم - إصلاح عبدالسلام الرفاعى

    صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم

    مهاجرات

    أنصاريات

    روايات

    تأليــــــــف

    الدكتور                                       الأستاذة

    عبدالصبور شاهين              إصلاح عبدالسلام الرفاعى

    اسم الكتاب: صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم

    مهاجرات - أنصاريات - راويات

    الــــــــــــــــــمؤلــــــــــف: د. عبدالصبور شاهين - أ.إصلاح عبدالسلام الرفاعى.

    إشــــراف عـــــام: داليــــــا محمــــــــــد إبراهيــــــــم.

    تاريـــــــخ النشر: الطبعة الأولى - نوفمبر2005م.

    رقم الإيداع      18872/2005

    الترقيم الدولى: 7 -3225 - 14 - 977 ISBN

    الإدارة العامة للنشر: 21 ش أحمد عرابى - المهندسين - الجيزة

    ت: 3466434(02) - 3472864(02) فاكس: 3462576(02) ص.ب: 21 إمبابة

    البريد الإلكترونى للإدارة العامة للنشر: Publishing@nahdetmisr.com

    المطابع: 80 المنطقة الصناعية الرابعة - مدينة السادس من أكتوبر

    ت: 8330287(02) - 8330289(02) - فاكس: 8330296(02)

    البريد الإلكترونى للمطابع: Press@nahdetmisr.com

    مركز التوزيع الرئيسى: 18 ش كامل صدقى - الفجالة -

    القاهرة - ص. ب: 96 الفجالة - القاهرة.

    ت: 5909827(02) - 5908895(02) - فاكس: 5903395(02)

    مركز خدمة العملاء: الرقم المجانى:                 08002226222

    البريد الإلكترونى لإدارة البيع:      http://Sales@nahdetmisr.com

    مركز التوزيع بالإسكندرية: 408 طريق الحرية(رشدى)

    ت: 5462090(03)

    مركز التوزيع بالمنصورة: 47 شارع عبدالسلام عارف

    ت: 2259675(050)

    موقع الشركة على الإنترنت:      www.nahdetmisr.com

    موقع البيع على الإنترنت:              www.enahda.com

    وتمتع بأفضل الخدمات عبر موقع البيع: www.enahda.com

    جميع الحقوق محفوظة © لشركة نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

    لا يجوز طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين أى جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابى صريح من الناشر.

    الاهداء

           إلى حَمِيَّ وَحَمَاتِى..

           لَقَد أهدَيتمَانِى خَير مَا ضَاءَت بِهِ حَيَاتِى..

    عبدالصبور شاهين           إصلاح الرفاعى

    K

    (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)

    f

    [الفتح: ٢٩]

    مقدمة

    هذا الكتاب هو الثانى فى سلسلة أزمعنا إصدارها، نعالج فيها بعض الجوانب المجهولة فى السيرة، وفى تاريخ صدر الإسلام مما يتصل بالمرأة، نصف المجتمع فى كل زمان ومكان. كان الكتاب الأول هو(موسوعة أمهات المؤمنين) الذى قدَّم للقراء واقع البيت النبوى من الداخل، على لسان الشواهد اللائى اختارهن الله سبحانه لمعايشة نبته صلى الله عليه وسلم، فنقلن بشهادتهن الصادقة دقائق البيت النبوى وخباياه فى إطار من مهمة تبليغ الدعوة، وما كان لهذا البيت، وهو البيت القدوة، أن تخفى منه خافية عمن يطلبها، ثم كان أن انتقلنا إلى بقية النساء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لدراسة سيَرهن ومروياتهن، وهو موضوع لم تكتب فيه من قبل إلا شذرات عن بعض صحابيات شهيرات، أما الكثرة الساحقة منهن فلم يغادرن بطون المراجع؛ حيث يقبع جانب كبير من التأريخ لحركة المجتمع الإسلامى فى سير النساء.

    وقد اخترنا هنا أن نقدم الصحابيات الراويات؛ لتتجلى شخصياتهن من خلال مروياتهن، وهى كلها دائرة حول الواقع الذى عشنه تحت راية القرآن، ولكى نرى المجتمع الإسلامى الجديد فى موقفه من المرأة، والدور الذى اضطلعت به بعد أن تخلصت من ربقة الشرك وآثار الجاهلية، حيث كانت كمًّا مهملاً، وحياة مهددة دائماً بالموت؛ مخافة الفقر والعار.

    لقد أطلق الإسلام المرأة من عِقالها، ورفع عنها إصرها، وأتاح لها دوراً فريداً لم تقم به من قبل فى المجتمعات العربية وغير العربية، حين وضعها على قدم المساواة مع الرجل، وحين خصها باستقلال شخصيتها، وحين كرمها أُمًّا ورحماً، وعرضاً، ورمزاً للمودة والرحمة، فلا مجال إذن للقول بان الإسلام فرض على المرأة قيوداً، أو انتقص من حقوقها، أو أخر مكانتها، ولسوف يبين من خلال الشخصيات التى ترد فى هذا الكتاب مصداق ما نقول، لكنَّ للإسلام منهجاً يحتاج إلى بيان، وبقدر ما تتضح خطوط هذا المنهج يكون البرهان قاطعاً على صدق ملاحظاتنا.

    إن أهم سمات المنهج الإسلامى أنه استخرج الأمة المسلمة من أحشاء العصر الجاهلى، فصبغها بصبغة الله: )وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً(، ومن ثم باعد بينها وبين ماضيها الجاهلى، كأنما قطعها عنه قطعاً، وأعطى الإسلام الأمة - رجالاً ونساءً - مجموعة من القيم الجديدة التى أنشأ بها فى الناس واقعاً جديداً هو الأمة المسلمة، صار الرجال فيها غير ما كانوا، وصارت النساء غير ما كُنّ، وهو ما يتجلى فى شخصيات هذا الكتاب، ومن المؤكد أنه لو لم يجئ الإسلام لمرت الحياة العربية رتيبة، خاملة بليدة، كما مضت مئات القرون قبلها، ثم انطمرت فى الرمال، وغاصت فى قلب الزمن.

    هكذا كان الإسلام يصوغ بوحيه شخصيات الرجال والنساء صياغة تخرجها من الماضى تماماً، وتدخلها فى الجديد الجديد، وإذا كان عجيباً أن تبرز شخصيات من الرجال على مسرح الدعوة والأمة المسلمة بهذه الدرجة من التألق والعبقرية؛ فإن من الأعجب أن نجد نماذج هؤلاء النساء وهن يتسابقن إلى التبريز فى مجال الدعوة والأمة، منافسات للرجال، بل ربما تفوقت نماذجهن على كثير منهم، ولسوف يرى القارئ أن بعض النساء فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم تمثل حياتهن ملحمة مثيرة بكل عناصرها، ومن هؤلاء أسماء بنت أبى بكر، وفاطمة بنت رسول الله، ونُسَيْبَة بنت كعب.. وغيرهن، ولا ريب أن الجانب المثير فى سيرهن قد ينطوى على كثير من المشَاركات الرجالية، كما قد يكون مجرد مواقف نابعة منهن، وذلك ما حرصنا على استيفائه فى عرضنا لمختلف السير، فقد تقصينا كثيراً من التراجم للأزواج، والأبناء، لا على سبيل الاستطراد، بل هو من صلب المنهج الذى اتبعناه فى دراسة هؤلاء النساء، الرجل غالباً هو محور الشخصية، والرجل هو الذى يفرض عليها تنوع المواقف وثراءها.

    فإذا أضفنا إلى الترجمة التحليلية للشخصية مجموعة الروايات التى روتها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لوجدنا أن الفائدة من العمل تتضاعف، وأن بُعْدًا آخر للشخصية النِّسوية قد أخذ يتجلى بين يدى القارئ الكريم، وقد أخذنا من هذه الروايات بياناً لبعض الأحكام، أو تجلية لبعض المواقف التاريخية التى احتاجت إلى تعليق.

    وحسبك أن تتابع سيرة صحابية كأسماء بنت أبى بكر - مثلاً، تلك التى كانت من السابقين إلى الإسلام، فتسير معها خطوة خطوة حتى نهاية حياتها، وستجد بن يديك سلسلة طويلة صيغت حلقاتها من معدن الصدق، والبطولة، والشجاعة، والفقه العميق، يندر حقّاً أن يوجد لأسماء نظير بين شخصيات التاريخ الإسلامى!! وهكذا الحال بالنسبة إلى صحابيات أخريات، كأم ذر، وأم كلثوم بنت عقبة، وأم هانئ بنت أبى طالب، وأم سليم، وأم عمارة... الخ.. كلهن تخرجن فى مدرسة واحدة، وكل منهن نسيج وَحْدِها، وَحْدَةٌ فى تنوع، الصور مختلفات، ولكن المضمون واحد، هو آية على عظمة هذا المنهج الإسلامى.

    وإن المرء ليعجب لحال نسائنا المعاصرات، كيف لم يلتفتن إلى هذه السير، يُفِدْن من عطائها، وينتمين إلى مدرستها، بدلاً من التماس القدوة فى نساء الغرب، والسير وراء دعوات التغريب الغربية؟!

    وإذا كان من العبث أن يحاول إنسان تغيير جلده ليصير أكثر بياضاً أو سوادًا، فإن من أعبث العبث أن تحاول المرأة المنتسبة إلى الإسلام تقليد غيرها من النساء خارج إطارها الحضارى، متمنية أن تنتمى إلى أعراف خارجية، لا تمت بصلة إلى جنسها، أو حضارتها، إنها بذلك تفقد شخصيتها، ولا تدرك أمنيتها، تماماً كما لم يدرك الغراب ما تمناه من الاختيال بتقليد الطاووس، فما زاد على أن عرج فى مِشْيَتِه، وغرق فى حماقته.. ثم.. مَن الذى قال: إن النموذج الغربى هو النموذج الأمثل؛ وهو حافل بالنقائص والنقائص، ملىء بالشذوذ والرذائل، فارغ من أبسط القيم التى هى قوام الأسرة وبِنْية العلاقة بين الرجل والمراة؟! وهو مجتمع يعترف بالشذوذ، بل يجعله لا حرج فى مقارفته، ولا مانع من تقنينه، فهذا المجتمع الغربى غير متماسك أخلاقيًّا، وما يبدو عليه من تماسك هو فى الحقيقة أثر ظاهرى من آثار القوة المادية التى حققتها حضارته، ولعله لو فقد توازنه المادى - فى أية أزمة حضارية طارئة ومتوقعة - أن يؤول إلى مجرد بشر من الركام، أو ركام من البشر، سيَّان، كما آل المجتمع الماركسى فى الاتحاد السوثيتى إلى شراذم من الكيانات المهترئة لحظة سقوط الفكر الماركسى، ولا كذلك المجتمع الإسلامى رغم قساوة الظروف المادية التى تعرض لها، وهول التخلف الذى يعيش فيه، إنه رغم كل شيء مجتمع متماسك، يعرف معنى الأسرة، ويعرف الحب السوِىَّ بين الرجل والمرأة، وهو مجتمع يُحِّرم الزنا والفسوق، والشذوذ، ويحتقر الإباحية، ويجرِّم الداعين إليها والداعيات، ومازال المثل الأعلى للفتاة السوية عندنا هو التمسك بالعفاف والطهارة، والبعد عن مواطن الشبهات، والتحفظ فى العلاقة بينها وبين الفتيان، على الرغم من انتشار دعاة السوء وكتاب الانحلال، الداعين إلى الاختلاط بلا قيود، والانطلاق بلا حدود، وكلما أمعنوا فى نشر كتاباتهم الرديئة ازداد تيار العودة إلى قيم الإسلام، وتجلت الصحوة الإسلامية كما تتجلى العافية فى البدن.

    إن دستور القيم الأخلاقية المستمد من القرآن والسنة، والذى ورثناه عن أسلافنا، هو العاصم القوى، والسد المنيع فى وجه موجات التغريب، ودعوات الانحلال، ولئن ظهرت كتابات تهون من قيمة التراث، وتقلل من شأنه؛ فإن أصحابها ليسوا سوى مأجورين، أو موتورين، أو عبيد لوكالات المستشرقين والمبشرين وأغلبهم، إن لم يكن جميعهم، من أحلاس العلمانيين، وأذناب الماركسيين، وهى فتنة نسأل الله أن يقى الأجيال الناشئة شرها، وأن يجنبها وزرها، ولا يُنجى من ذلك ألا هو.

    ولسوف يبقى الإسلام صامدًا للتحديات، مقاوماً لنزعات الانحلال، غائظاً لأعدائه من منحرفى أبنائه، وأتباع الأديان والمذاهب المخالفة، لأنه أمل البشرية فى غدها، كما كان منقذها فى أمسها، بقطع النظر عن آلام الحاضر ومشكلاته وسلبياته.

    ويجدر بنا أن نقدم بعض الأفكار الأساسية التى قام عليها هذا العمل، وأهم هذه الأفكار معرفة المقصود بكلفة((صَحَابِىّ)).. ومع اختلاف الآراء فى تحديد المعنى المقصود، فإننا نكتفى بهذا التعريف الموجز، القائل بأن الصحابى هو «من لقى النبى صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، ولو ساعة، سواء روى عنه أم لا، وإن كانت اللغة تقتضى أن الصاحب هو من كثرت ملازمته، فقد ورد ما يدل على إثبات الفضيلة لمن لم يحصل منه إلا مجرد اللقاء القليل، والرؤية ولو مرة، ولا يشترط البلوغ لوجود كثير من الصحابة الذين أدركوا عصر النبوة، ورووا، ولم يبلغوا إلا بعد موته صلى الله عليه وسلم، كما لا تشترط الروية؛ لأن من كان أعمى، مثل ابن أم مكتوم، قد وقع الاتفاق على أنه من الصحابة، ويعرف كون المؤمن صحابيًّا بالتواتر والاستفاضة، وبكونه من المهاجرين، أو من الأنصار)). [انظر قواعد التحديث ١٨٣، وكذلك الإصابة ٦/١]. وبدهى أن ينطبق هذا التحديد على النساء والرجال معًا، وهو ما حرصنا على استيفائه فى اختيار الشخصيات المترجم لها.

    غير أننا فرقنا بين مجموعتين من الصحابيات:

    الأولى: من روى من طريقهن أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

    والثانية: من روى عن أشخاصهن أحاديث وأقاصيص فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوف نلحق بهن مجموعه من التابعيات اللاتى اشتهر عنهن روايات فى السنة.

    وسار المنهج على أساس عدم اشتراط كَمِّ من الأحاديث المروية، فقد نجد للصحابية عدداً كبيرًا من الأحاديث، وقد لا نجد لها سوى حديث واحد، وقد تكون حياتها مليئة بالأحداث، وقد لا يعرف عنها سوى اسمها أو كنيتها، غير أنهن جميعًا ارتبطن بأمر يعدُّ قاسمًا مشتركًا بينهن، هو اشتراكهن فى رواية شىء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسبنا أن نقرأ سيرة أسماء بنت أبى بكر، ونتوقف أمام موقفها من ولدها عبدالله بن الزبير، ومن الَحجَّاج قاتل ولدها، بل وموقفها من أمها التى جاءتها زائرة بالمدينة، وهى مشركة، حتى نزل فيها قول الله تعالى: )لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ (

    وإذا قرأنا سيرة الشفاء بنت عبدالله أعجبنا فيها تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم لها، ودورها فى تعليم كثير من الصحابيات الكتابة، ومنهن زوج النبى، وأم المؤمنين حفصة بنت عمر.

    وأم ذر، وهى نموذج للمرأة البطلة.

    وأم كلثوم بنت عقبة، وشجاعتها فى إسلامها وهجرتها.

    وأم هانئ بنت أبى طالب ومكانتها عند الرسول صلى الله عليه وسلم.

    وأم سليم وما اشترطت لنفسها ألا تتزوج إلا مسلمًا، فكان الإسلام صداقها فعلًا، من خاطبها أبى طلحة، وهو أمر عجيب ينبئ بتفتح الوعى العقائدى قبل الهجرة.

    وأم عمارة وملحمتها وجهادها.

    ودور المرأة فى قتال البحر، فى سيرة أم حرام بنت مِلحان... إلخ.

    وتكاد سير هؤلاء الصحابيات أن تروى لنا قصة الحقبة الأولى من التاريخ فى صدر الإسلام، حين كان الوحى حاميًا فى متابعة الأحداث، وحل مشكلاتها، فحياة هؤلاء الصحابيات هى فى الحقيقة جزء من التشريع، لاسيما حين يَكُنَّ من أسباب النزول، أو مناسبة لصدور الأحكام.

    يبقى أن نقول: إن هؤلاء الصحابيات بما ذكر من سيرهن دليل على أن المرأة فى الإسلام لا تختبئ فى البيت، ولا تنسحب من الحياة، بل هى دائمًا فى بؤرة الأحداث؛ كانت مشاركة فى بناء الأمة وقت السلم، ومقاتلة لأعدائها فى الحرب عند اللزوم، ودليل أيضًا على أن الرجل لم يكن عقبة فى طريق المرأة، ولم ينظر إليها باعتبارها عورة متحركة، على طريقة فرويد، ولم يتخذ من خروجها موضوعًا لإثارة الشهوات، بل كان متناغمًا دائمًا مع حركتها، مصاحبًا لها فى توجهها نحو الهدف المقصود، دون إسفاف، أو حساسية، أو سفسطة، كان ذلك والنبى صلى الله عليه وسلم شاهد حى، يتدفق الوحى من قلبه بالقول الكريم: )فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ(

    وكان ذلك أيضًا بعد رسول الله، حين انساح الإسلام فى الأرض يجتاح الظلام وينشر النور.

    سلام على ذلكم الجيل الشاهق من المؤمنين، رجالًا ونساءً، سلام عليهم فى الأولين، وسلام عليهم فى الآخرين.

    عبدالصبور شاهين

    إصلاح الرفاعى

    تقديم هذه الطبعة

    تصدر هذه الطبعة وقد اشتعلت فى سوق النشر دعاوى شاذة، تجهر بها بعض

    النسوة، وكأنما يتخذنها مركبًا إلى تحقيق الشهرة، ومطارًا إلى الذيوع والانتشار!! وإعلانًا بأنهن لم يعد يعجبهن الإسلام، بدافع أيديولوجى، أو بتاثير بعض الدوافع السياسية.

    ونخص منها ما جرى على لسان إحداهن من أن هدفها هو تحقيق المساواة فى حق الإرث بين الذكر والأنثى، ثم تتساءل فى نبرة بلهاء:

    إذا كان الإسلام قد أباح للرجل أن يتزوج بأربع نساء، فلماذا لا يباح ذلك ايضًا للمرأة، فتتزوج بأربعة رجال!!! إلى غير ذلك من دعاوى الإسفاف الشاذة التى تستهدف النَّيل من الإسلام، لحساب المذاهب الإلحادية!!

    وأخيرًا ظهرت نابتة شيطانية - فى أمريكا - تعلن عن تقدمها لإمامة المسلمين فى صلاة الجمعة، وخطبة الجمعة، وحين لم تجد مسجدًا يقبلها مع أشياعها توجهت إلى إحدى الكنائس فى كاليفورنيا، فخطبت الجمعة، وأمت المصلين، فى مشهد اختلطت فيه النساء بالرجال، أو الرجال بالنساء، للإعلان عن رفض ما شرعه الإسلام من نظام للعلاقات بين الجنسين وكأنه مخاض لشكل إسلامى مختلق جديد!!

    وقد عرف عن المرأة التى تقود هذا الاتجاه أنها تبيح الزواج – أو الاقتران بين المثلين، وتدعو إلى تشريعه، مع أنها كما تزعم أستاذة للشريعة أو للدراسات الإسلامية.

    والإسلام يرفض ما تدعو إليه تلك المرأة رفضًا قاطعًا..

    ونحن نرى أن جوهر المشكلة ليس تعبيرًا عن أزمة دينية، بل هى أزمة سياسية مفتعلة، وضعت خطوطها المخابرات الأمريكية، وجندت لها عملاءها بقيادة تلك المرأة، لهدف سياسى هو: صرف المسلمين عن التفكير فيما ترتكب القوى الأمريكية والصهيونية من جرائم فى العراق، وفلسطين ولبنان، وإغراق المجتمع العربى والإسلامى فى جدل حول جواز إمامة المرأة للرجال فى صلاة الجمعة... وقد كان، ونجحت المخططات التآمرية وانطلقت فتاوى المفتين تمنع أو تجيز أو تُحِلّ، أو تحرم.. وشهدت الصحافة العربية تضاربًا فى الآراء، توارت معه أحداث العدوان على أبناء العراق، وأبناء فلسطين، وأحداث لبنان، وما ينتظر سورية من عقاب عسكرى، أو عقوبات اقتصادية... الخ.

    ومع وضوح الحظ التآمرى الذى يحرك هؤلاء النسوة فى الداخل وفى الخارج، فإن ما ظهر من المؤامرة ليس كافيًا لتحقيق الأهداف المرسومة، إذ يبدو أن أمريكا لا تخوض حربًا واحدة فى الشرق الأوسط بل هى عدة حروب،

    من أهمها تهديم المبادئ الإسلامية، والقضاء على التربية والثقافة الإسلامية، فى حين توجد تعاليم الإسلام؛ فى المجتمع المسلم، فى المدارس، والمعاهد، والجامعات، باعتبارها مادة التطرف الإسلامى فى نظر قوى العدوان التى تحتشد لمحاربته.

    إن تقديمنا لهذا الكتاب(صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم) هو فى الواقع تحصين للعقل المسلم فى أزمته الراهنة، ومحنته بين أعدائه فى الداخل والخارج، فهو يتضمن سيرة تلك النماذج الفريدة من صحابيات الرسول صلى الله عليه وسلم، التى فارقت الشرك والوثنية انتصارًا لدعوة الوحدانية، وإقامة لدولة الإسلام.. ومازالت المرأة المسلمة - فى عصرنا - تواجه نفس التحدى من جانب الوثنيات المادية الحديثة، بل، ومن جانب أتباع الأديان المخالفة.

    ولا ريب أن دراسة سير هؤلاء الصحابيات تقدم للمرأة المعاصرة القدوة الصالحة، والمثل الأعلى لجهاد المرأة المسلمة فى عصرها الذهبى - المحمدى، وهو مثل باقٍ إلى يوم القيامة.

    القسم الأول

    المهاجرات...

    (1) أسماء بنت أبى بكر

    هى أسماء بنت أبى بكر عبدالله بن أبى قحافة بن عامر بن عمرو بن قيم، تلتقى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجد الخامس، مرة بن كعب.

    وأم أسماء: قتيلة بنت عبدالعزى بن أسعد، قرشية من بنى عامر بن لؤى.

    ولدت أسماء قبل البعثة(¹) بسنوات، وكان أبوها – أبو بكر - أول المستجيبين للدعوة، السابقين إلى الدخول فى الإسلام، وقد أسلم معه أفراد أسرته، إلا أم أسماء التى كانت قد طلقت قبل ظهور الإسلام وعاشت فى البادية، وقد أسلمت أسماء بعد سبعة عشر نَفْسًا - كما قال ابن إسحاق(²) - وكانت صبية صغيرة.

    وكان الزبير بن العوام(³) ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم - صفية بنت عبدالمطلب – قد ذكر أسماء لأبيها، ثم هاجر إلى الحبشة مع المسلمين الذين أوذوا واضطهدوا، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إليها - وهى أول هجرة فى الإسلام - ولم يكن الزبير قد بنى بأسماء بعدُ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر المهاجرين إلى الحبشة المتزوجين منهم أن يصحبوا زوجاتهم، فقد روى عن أسماء أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعثمان بن عفان زوج ابنته رقية، لما فكر فى الهجرة إلى أى مكان فى الأرض - هروبًا من اضطهاد المشركين - قال له:((أزمعت بذلك يا عثمان؟ فليكن وجهك إلى الرجل بالحبشة - يعنى النجاشى - فإنه ذو وفاء، واحمل معك رقية ولا تخلفها، ومن رأى معك من المسلمين مثل رأيك فليتوجهوا هناك، وليحملوا معهم نساءهم، ولا تُخَلِّفُوهُنَّ))(⁴).

    إذن فقد هاجر الزبير وحده وعاش فى الحبشة مع بقية المهاجرين، حتى وصلتهم أخبار بإسلام أهل مكة، وذلك بعد أن أسلم عمر بن الخطاب وحمزة بن عبدالمطلب، وبعد أن خرج المسلمون فى مكة جاهرين بالدعوة بعد طول اختفاء، وأسرع بعض مهاجرى الحبشة إلى ركوب البحر عائدين إلى مكة، وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    يقول ابن هشام: حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أن ما كانوا تحدثوا به من إسلام أهل مكة كان باطلًا، فدخلوها بجوار، أو مستخفين(¹)، وكان الزبير بين هؤلاء، والأغلب أنه دخلها فى جوار أحد رجالات قريش، من أمثال خاله أبى طالب.

    وبعد فترة من إقامة الزبير فى مكة عاود ذكر أسماء لأبى بكر، ولابد أن ذلك كان قبل وفاة السيدة خديجة، حتى إن خولة بنت حكيم عندما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة أن يخطب ابنة أعز الناس إليه، لم تقصد أسماء، التى كانت آنذاك مخطوبة للزبير، وكان الحديث عن عائشة.

    ودخل الزبير بأسماء قبل الهجرة إلى المدينة، وهاجر هو مع المهاجرين، وترك زوجه أسماء حاملًا، ثم هاجرت بعد ذلك مع بقية أهلها، تقول عائشة فى ذلك:

    لما هاجر النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة خَلَّفَنَا وخَلَّفَ بناتِه، فلما قدم المدينة بعث إلينا زيد بن حارثة، وبعث معه أبا رافع مولاه.. وبعث أبو بكر معهما عبدالله بن أريقط.. وكتب إلى عبدالله بن ابى بكر أن يحمل أهله: أُمِّى أمَّ رومان، وأنا، وأختى أسماء امرأة الزبير.. وخرج ابن حارثة وأبو رافع بفاطمة، وأم كلثوم، وسودة بنت زمعة، وحمل زيد أم أيمن، وأسامة بن زيد، وخرج عبدالله بن أبى بكر بأم رومان وأختيه(²)، ونزل الركب المهاجر فى قباء، ولم تمض أيام حتى كانت أسماء قد أتمت أشهر حملها فوضعت أول مولود فى الإسلام: عبدالله بن الزبیر ، تقول أسماء:

    خرجت وأنا مُتِم(³) فأتيت المدينة، فنزلت بقباء، فولدت بقباء ثم أتيت به النبى صلى الله عليه وسلم فأخذه ووضعه فى حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم وضعها فى فيه، فكان أول شىء دخل فى فيه ريق النبى صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه بالتمرة، ثم دعا وبَرَّك عليه وسماه(عبدالله)، وكان أول مولود فى الإسلام بالمدينة للمهاجرين، ففرحوا فرحًا شديدًا؛ لأنهم قيل لهم: أن اليهود سحرتهم فلا يولد لهم(⁴).

    وولدت أسماء للزبير بعد عبدالله: عروة والمنذر وعاصمًا والمهاجر، ولكل منهم دور مضىء فى تاريخ الدعوة الإسلامية، وكذلك ولدت من الإناث: عائشة وأم الحسن وخديجة الكبرى، وسميت الكبرى؛ لأن أختها خديجة الصغرى من أم ثانية، هى الحلال بنت قيس من بنى أسد.

    أسماء ذات النطاقين:

    حين أذن الله عزوجل لنبيه بالهجرة، جاء إلى أبى بكر وأعلمه بأمر الصحبة، وكانت أسماء - رغم ثقل حملها - ممن يشارك فى الإعداد للهجرة، قالت: صنعت سفرة النبى صلى الله عليه وسلم فى بيت أبى بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة، فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به، فقلت لأبى بكر: والله ما أجد شيئا أربطه به إلا نطاقى. قال: فشقيه اثنين فاربطى بواحد السقاء وبالآخر السفرة، ففعلت، فلذلك سميت ذات النطاقين، قال لها صلى الله عليه وسلم((أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين فى الجنة)). وفى رواية:((ذات النطاقين ونطاقاها فى الجنة)). وفى اخرى:((إن لك بنطاقك هذا نطاقين فى الجنة))(¹).

    أسماء الزوج والأم:

    وعاشت أسماء فى المدينة مع الزبير وأولادها، متحملة نصيبها من شظف الحياة وغيرة الزوج وشدته عليها، تقول أسماء: تزوجنى الزبير وما له فى الأرض مال، ولا مملوك، ولا شىء غير فرسه، فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤونته، وأسوسه، وأدق النوى الناضحة(²) وأعلفه، وأسقيه الماء، وأخرز غربه(³)، وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، فكان يخبز جارات لى من الأنصار، وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبیر - التى أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم - على رأسى، وهى على ثلثى فرسخ(⁴)، فجئت يومًا والنوى على رأسى، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه فدعا لى، ثم قال: إخْ إخْ(⁵)، ليحملنى خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبیر وغيرته - وكان من أغير الناس - فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنى قد استحييت فمضى، وجئت الزبیر وقلت، فقال: والله لحملك النوى كان أشد علىَّ من ركوبك معه. قالت: حتى أرسل إلىَّ أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتنى سياسة الفرس، فكأنما أعتقنى(⁶).

    وبعد ذلك أبدلها الله بشظف العيش رخاء وسعة فيما أفاءه على المسلمين الفاتحين، فكان للزبير فى كل بلد يشارك فى فتحه أرض يملكها، أو دار يسكنها.

    ومع تقدم سن الزبير بدأت غيرته على أسماء تخف حدتها، ولكن بقى فى طبعه حدة لم يستطع التخلص منها، مما جعل أسماء تشكو لأبيها بعض ما كانت تجد منه، فقال لها الصديق يومًا: يا بنية، اصبرى، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تزوج بعده جمع بينهما فى الجنة(¹).

    فصبرت أسماء حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياة أبيها الخليفة، حتى كانت أواخر أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فلم تستطع صبرًا، واستحالت الحياة الزوجية بينها وبين الزبیر ، وتم الطلاق بينهما، واتفقا على أن يأخذ هو عروة(²) الذى مازال صغيرًا، وتبقى هى مع بقية أولادها.

    أسماء أم الخليفة:

    عاشت أسماء مع ابنها عبدالله فى مكة بعد أن طلقت من الزبير، وكانت بمنأى عن أحداث الفتنة الكبرى فى المدينة، وتولى معاوية بن أبى سفيان الخلافة، ونقل عاصمة الحكم إلى دمشق، ولكن الظروف اضطرت أسماء إلى الانغماس فى الأحداث، مع ابنها الذى صار له دور كبر بعد خلافة يزيد بن معاوية، التى لم تدم إلا ثلاث سنوات وتسعة أشهر، فقد تولى الخلافة فى جمادى الآخرة سنة ٦٠هــــ، وتوفى فى ربيع الأول سنة ٦٤هــ، وأقام الناس بعده بغير خليفة شهرين وأيامًا، فما كان من أهل العراق إلا أن اختاروا عبدالله بن الزبير خليفة وبايعوه فى رجب سنة ٦٤هــ، وتبعهم أهل مصر والحجاز واليمن وخراسان، وجزء من الشام، وقد نقل الخليفة الجديد حاضرة ملكه إلى مكة المكرهة، وولى بعض إخوته على الأمصار، فجعل مصعب بن الزبير على العراق، وعبيدة بن الزبير على المدينة.

    وكان أول عمل قام به عبيدة أمر المدينة هو طرد مروان بن الحكم، فأمربإخراجه من المدينة هو وبنيه، فاتجهوا رأسًا إلى الشام حيث أسسوا الدولة المروانية امتدادًا للدولة السفيانية الأموية، وصار مروان بن الحكم خليفة على الشام، وعندما مات خلفه ابنه عبدالملك بن مروان، واعتبر عبدالملك عبدالله بن الزبير عدوًّا لدودًا له، واخذ يتربص به وينتهز الفرصة للانقضاض عليه، وساعدته الظروف، فقد كان قائد جيوشه الحجاج بن يوسف الثقفى، الذى بدأ ضَرْب ابن الزبیر بمحاربة واليه على العراق مصعب بن الزبیر ، ثم قتله فى جمادى الأولى سنة ٧٢ هـ، واقتطع العراق من خلافة مكة وضمها الى خلافة الشام.

    ولم يلبث الحجاج أن أوعز إلى عبدالملك أن يبعث به إلى ابن الزبیر فى مقر حكمه فى مكة، واستجاب عبدالملك وجهز جيشًا كثيفًا من أهل الشام، وتوجه به الحجاج إلى مكة فى أواخر سنة ٧٢ هــ، ودخل الحرم وحاصر ابن الزبیر وأصحابه قرابة ثمانية أشهر حتى إنه لم يكن هناك حج فى تلك السنة، ولما طال الحصار على الناس ضجوا ويئسوا من الفرج، واستأذنوا ابن الزبير فى طلب الأمان من الحجاج، ولم يجد بدًّا من إجابتهم، واستأمنهم الحجاج وعفا عنهم، يقول المؤرخون: حتى بلغ عدد المستأمنة عشرة آلاف، وكان فى جملتهم ابنا عبدالله ابن الزبير(¹).

    ولم ينس التاريخ أن يسجل لنا حوارًا رائعًا دار بين أسماء وابنها عبدالله، بين ابن بارٍّ تجاوز السبعين، وأُمٍّ اقتربت من المائة، فقدت بصرها ولا عون لها فى هذه الحياة إلا هذا الابن الذى تخلى عنه الجميع حتى أولاده، ولم يبق معه إلا النزر القليل من الصحاب، يقول أصحاب السير: ودخل عبدالله على أمه أسماء فقال: يا أمَّه، خذلنى الناس، حتى ولدى وأهلى، ولم يبق إلا اليسير ممن ليس عنده من الدفع إلا صبر ساعة، والقوم يعطوننى ما أردت من الدنيا، فما رأيك؟ فقالت: والله يا بنى أنت أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق فامض له فقد قتل عليه أصحابك، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك ومن قتل معك! وان قلت: إنى على حق فلما وهن أصحابى ضعفت، فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين، فدنا ابن الزبير فقبَّل رأسها وقال: هذا رأيى، ولكن أحببت أن أعلم رأيك، فزدتنى بصبرةً، فانظرى يا أماه إنى مقتول من يومى هذا، فلا يشتد حزنك لأمر الله، فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر، ولا عمل بفاحشة ولم يجُرْ فى حكم، ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد، اللهم إنى لا أقول هذا تزكية لنفسى، ولكن تعزية لأمى، لتسلو عنى، فقالت أُمُّه: إنى لأرجو أن يكون عزائى فيك حسنًا، اخرج حتى أنظر إلى ما يصير أليه أمرك، ودعت له قائلة: اللهم ارحم طول ذلك القيام فى الليل الطويل، وذلك التحنث والظمأ فى الهواجر بالمدينة ومكة، وبره بأبيه(¹) وبى، اللهم قد أسلمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت، فاثبنى فى عبدالله ثواب الشاكرين الصابرين، ثم شكا إليها خوفه من أن يُمَثِّل به بعد موته فقالت كلمتها المشهورة: إن الكبش أذا ذبح لم يأمن السلخ، أو لم يألم من السلخ.

    ثم دنا عبدالله من أمه فتناول يدها وقبَّلها وعانقها - وكان عليه درع – فلما عانقها وجدت(²) مس الدرع فقالت: ما هذا صنيع من يريد ما تريد، قال: ما لبستها إلا لأشد منك، قالت: فإنها لا تشد منى، فنزعها ثم أدرج كميه وأدخل أسفل قميصه جُبَّة خرٍّ كانت عليه من أسفل المنطقة وخرج وأمه تقول: اصبر إن شاء الله تعالى، أبواك أبوبكر والربير ، وأمك صفية بنت عبدالمطلب.

    وكان ذلك يوم الثلاثاء السابع عشر من جمادى الأولى سنة ٧٣هــ، وتقدم وصلى بالناس، ثم أمر أهله بالقتال، وقال: ألا من كان سائلاً عنى فإنى فى الرعيل الأول، احملوا على بركة الله وعونه، وحمل على الناسى كأنه أسد، حتى دَمِىَ وجهه، وهو يقول:

    فلسنا على الأعقاب تَدْمَى كُلُومُنَا ولكن على أقْدَامنَا تَقْطُرُ الدَّما(³)

    يقول ابن عبد ربه:

    وقتل ابن الزبير، وحزَّ الحجاج رأسه، وبعث به إلى عبدالملك بن مروان فى الشام، ثم اقبل على أم عبدالله أسماء بنت أبى بكر ليعزيها، فأذنت له، فقالت: يا حجاج قتلت عبدالله؟ قال: يا ابنة أبى بكر إنى قاتل الملحدين، قالت: بل قاتل المؤمنين الموحدين. قال لها: كيف رأيت ما صنعت بابنك؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، ولا ضير أن أكرمه الله على يديك، فقد أُهْدِىَ رأس يحيى بن زكريا ألى بغى من بغايا بنى أسرائيل(⁴).

    ولم يكتف الحجاج بالقتل، بل صلبه بغير رأسه قرابة الشهر، حتى تقطعت أوصاله، فدخلت أسماء على الحجاج وقالت: أما آن لهذا الراكب أن ينزل. قال: المنافق؟ قالت: لا، والله ما كان منافقا، وقد كان صوّامًا قوّامًا. قال: اذهبى فإنك عجوز قد خرفت. فقالت: لا، والله ما خرفت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((يخرج من ثقيف كذاب ومبير))(¹) فأما الكذاب فقد(²) رأيناه، وأما المبير فأنت هو، والآخر منهما شر من الأول(³) وغسلت أسماء ابنها وكفنته وصلّت عليه.

    وفاة أسماء:

    وبعد دفن عبدالله أحست أسماء بدنو أجلها فجعلت توصى قائلة: إذا أنا مت فاغسلونى وكفنونى وحنطونى(⁴) ولا تذروا على كفنى حنوطًا ولا تتبعونى بنار، وماتت أسماء ذات النطاقين ودفنت فى المعلاة. وكانت وفاتها بعد وفاة ابنها عبدالله بقليل، يقول صاحب الرياض النضرة: فما أتت عليها جمعة حتى ماتت(⁵) ويقصد أنها ماتت بعد دفن ابنها بقليل، وليس بعد قتله؛ لأنه ظل مصلوبًا فترة كما ذكرنا.

    يقول الإمام الفاسى: لم تلبث بعد إنزاله من الخشبة ودفنه إلا ليالى، فقيل: عاشت بعده عشرة أيام، وقيل: عشرين، حتى أتى جواب عبدالملك بإنزال ابنها من الخشبة(⁶).

    وكانت سنها عند وفاتها قد قاربت المائة، يقول ابن العماد الحنبلى: وهى فى عشر المائة(⁷).

    ويؤكد عروة ابنها أنها ماتت قوية سليمة ثابتة يقول: لم تسقط لها سن، ولم ينكر لها عقل. رضى الله عن اسماء.

    مكانة أسماء وسمات شخصيتها:

    كانت أسماء من أفقه الصحابيات، وأعلمهن بالدين، ورثت عن أبيها الخلق الكريم من نجدة وكرم وذكاء وحسن تصرف وشجاعة وقوة فى الحق، وتعلمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أختها أم المؤمنين الكثير الكثير، فطالما سألت رسو الله صلى الله عليه وسلم واستشارته فى كل ما غمض عليها من أمور دينها ودنياها، وإذا استحيت من السؤال جعلت أختها أم المؤمنين رسولًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تتبين كل ما غمض عليها.

    ومن ذكائها وحسن تصرفها وحضور بديهتها موقفها من جدها أبى قحافة يوم هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيها إلى المدينة، كان جدها على الكفر - لم يُسْلم إلا عام الفتح - وقد سمع بخروج ابنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على أحفاده مستفسرًا عما تركه أبوهم من مال لهم، تقول أسماء: ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج معه أبو بكر احتمل أبو بكر ماله كله - خمسة آلاف درهم - وانطلق بها معه، فدخل جدى أبو قحافة، وقد ذهب بصره، فقال: والله إنى لأراكم قد فُجعتم بماله مع نفسه، قلت: كلا يا أبت أنه ترك خَيرًا كثيرًا، فأخذت أحجارًا فوضعتها فى كوة من البيت، وهى التى كان أبى يضع ماله فيها، ثم وضعت عليها ثوبًا، ثم أخذت بيده فقلت: يا أبت ضع يدك على هذا المال، فوضع يده وقال: لا بأس إذا ترك لكم هذا فقد أحسن، وفى هذا بلاغ لكم. ولا والله ما ترك لنا شيئًا، ولكن أردت أن أسكت الشيخ بذلك(¹).

    وكانت - رضى الله عنها - شجاعة ثابتة جلدة، فقد شاركت زوجها الزبیر فى بعض الفتوحات التى خاض غمارها، وهذا ابن سعد يحكى موقفًا رائعًا لها يوم اليرموك يقول: وكانت أسماء بنت أبى بكر مع الزبیر ، قال أبو واقد الليثى – صاحب النبى صلى الله عليه وسلم فسمعتها وهى تقول للزبير: يا أبا عبدالله، والله إن كان الرجل من العدو ليمر يسعى فتصيب قدمه عروة أطناب خبائى، فيسقط على وجهه ميتًا ما أصابه السلاح(²).

    وكانت بطلة حتى أواخر حياتها، يذكر الحاكم عن عروة بن الزبير عن أسماء أنها اتخذت خنجرًا فى زمن سعيد(³) بن العاص فى الفتنة، فوضعته تحت مرفقها فقيل لها: ما تصنعين بها؟ قالت: إن دخل علىَّ لص بعجت بطنه، وكانت عمياء(⁴).

    وكانت بارّة بأمها، طالما تمنت إسلامها، وسألت نفسها: ماذا تفعل عند لقائها بها، وهى كافرة، هل تبرها أم تقطعها؟ حتى قدمت أمها((قتيلة)) يومًا من البادية لزيارة ابنتها أسماء، يقول ابن سعد:

    قدمت قتيلة بنت عبدالعزى على ابنتها أسماء بنت أبى بكر، وكان أبو بكر طلقها فى الجاهلية، وأتت معها بهدايا زبيب وسمن وقرظ، فأبت أن تقبل هديتها، أوتدخلها بيتها، وأرسلت إلى عائشة: سلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:((لتدخلها ولتقبل هديتها)). قال ابن الزبير: وأنزل الله تبارك وتعالى: )لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ((¹).

    وكانت أسماء كريمة سخية معطاءة، حتى فى أوائل أيام زواجها، عندما كان الزبير فقيرًا، وطالما تمنت أن تعطى وتتصدق، لكن أين السبيل؟ ولم تجد بدًّا من سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلة: يا نبى الله، ليس فى بيتى شىء إلا ما أدخل علىَّ الزبير، فهل علىَّ جناح أن أرضخ(²) مما أدخل علىَّ؟ فقال صلى الله عليه وسلم((ارضخى ما استطعت ولا توكى(³) فيوكَى عليك)).

    فبذرة الإنفاق والسخاء فى طبعها، رعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نمت وترعرعت، وصارت درسًا تلقنه أسماء بناتها وأهلها قائلة:

    أنفقن وتصدقن ولا تنتظرن الفضل فإنكن أن انتظرتن الفضل لم تفضلن شيئًا.

    وقد روت أسماء أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم رواها عنها ابناها: عبدالله وعروة وأحفادها: عباد بن عبدالله، وعبدالله بن عروة، وفاطمة بنت المنذر بن الربير، وعباد بن حمزة بن عبدالله بن الزبير ، وعبدالله بن عباس، ومولاها عبدالله، وصفية بنت شيبة، وغيرهم.

    الأحاديث التى روتها

    أسماء بنت أبى بكر

    الصلاة:

    ١ — عن أسماء: قال صلى الله عليه وسلم((ليس على النساء أذان ولا إقامة)). [أبو الشيخ فى كنز ٦٩٧/٧]

    ٢ - عن أسماء قالت: رآنى أبو بكر أميل فى الصلاة فزجرنى زجرة كدت أنصرف من صلاتى ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((إذا قام أحدكم فى الصلاة فَلْيسكن أطرافه، ولا يميل ميل اليهود، فإن تسكين الأطراف من تمام الصلاة)). [الحاكم وابن عدى وأبو نعيم وابن عساكر فى كنز 7/199.528]

    ٣ - عن أسماء قالت سمعت رسول ألله صلى الله عليه وسلم: يقول للنساء:((من كانت منكن تؤمن بالله واليوم الآخر فلا ترفع رأسها حتى يرفع الرجال رؤوسهم - كراهية أن يرين عورات الرجال)).

    وفى رواية:((من ضيق ثياب الرجال)). [أبو داود فى جامع 5/٦٤٣، وأحمد والطبرانى وأبو داود والخطيب فى كنز ٦٧٨/٧]

    ٤ - عن أسماء قال صلى الله عليه وسلم:((من قرأ بعد الجمعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الناس وقل أعوذ برب الفلق حفظ بينه وبن جمعة الأخرى)). [ابن أبى شيبة فى كنز ٧٦٨/٧]

    صلاة الكسوف

    والكسوف احتجاب الشمس وذهاب ضوئها لوقوع القمر بينها وبين الارض.

    ٥ - عن أسماء قالت: أتيت عائشة وهى تصلى فقلت: ما شأن الناس؟ فأشارت إلى السماء فقالت: سبحان الله، قلت: آية؟ فأشارت برأسها: أى نعم، وقام صلى الله عليه وسلم فأطال القيام، ثم ركع فأطال(¹) الركوع، ثم قام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع، ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع، ثم سجد فأطال السجود ثم قام فأطال القيام، حتى تجلانى الغَشْى، فأخذت قربة إلى جانبى فجعلت أصب الماء على رأسى، وأطال القيام حتى رأيتنى أريد أن أجلس، ثم ألتفت إلى المرأة الضعيفة فأقول: هذه أضعف منى فأقوم. وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس فخطب فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال:

    ((..أوحى إلىّ أنكم تفتنون فى قبوركم مثل أو قريبًا من فتنة المسيح الدجال يقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن - لا أدرى أيهما قالت أسماء - فيقول: هو محمد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد - ثلاثًا - فيقال: نم صالحا، قد علمنا إن كنت لموقنا به، وأما المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدرى، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته)).

    وقال:((ودنت منى الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها ودنت منى النار حتى قلت: أى ربى وأنا معهم؟ وإذا امرأة تخدشها هرَّة قلت: ما شان هذه؟ قالوا: حبستها حتى ماتت جوعًا لا هى أطعمتها ولا أرسلتها تأكل)).

    [البخارى ومسلم فى اللؤلؤ ١٧٩/١، ومسند أحمد ٣٤٦/٦، وأحمد والطبرانى فى كنز 15/635، البخارى ومسلم والنسائى ومالك فى الموطأ فى جامع ١٦٩/٦، ١١/635]

    ٦ - عن أسماء قالت:((كان صلى الله عليه وسلم يأمر بالعتاقة(¹) فى صلاة الكسوف)). [أبو داود والحاكم فى كنز ١٨٨/٧]

    الصوم:

    ٧ - عن أسماء قالت:((أفطرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم غيم ثم طلعت الشمس)). [البخارى ومسلم فى جامع 6/425، ومسند أحمد ٣٤٦/٦]

    الزكاة والصدقة:

    ٨ - عن أسماء قالت:((يا رسول الله مالى مال إلا ما أدخل علىّ الزبير، أفأتصدق؟)) قال:((أنفقى ولا تحصى فيحصى عليك، ولا توعى(²) فيوعى الله عليك)). [البخارى ومسلم والترمذى فى الكنز 6/473، والبخارى ومسلم والترمذى وأبو داود والنسائى فى جامع ٤٧٣/٦، والبخارى ومسلم فى اللؤلؤ 1/215]

    ٩ - عن أسماء قالت:((يا رسول الله إن الزبير رجل شديد، وياتينى المسكين فأتصدق عليه من بيته بغير أذنه؟))، قال صلى الله عليه وسلم:((ارضخى(³) ولا توعى فيوعى الله عليك)). [أبو داود والترمذى والنسائى فى تحفة 6/353، ومسند أحمد 6/3524]

    ١٠ - عن أسماء قالت:((كنا نؤدى زكاة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مُدَّين من قمح، بالمد الذى تقتاتون به))(والمدّ نصف القدح). [مسند أحمد ٣٤٧/٦، ٣٥٥، صحيح ابن خزيمة ٨٤/٤]

    الحج والعمرة:

    ١١ - عن أسماء قالت: خرجنا محرمين فقال صلى الله عليه وسلم:((من كان معه هدى فليتم وليقم على(¹) إحرامه، ومن لم يكن معه هدى(²) فليحلل)). قالت: لم يكن معى هدى فحللت، وكان الزبير معه هدى فلم يحل، قالت: فلبست ثوبى وحللت وجئت الزبير فقال: قومى عنى، فقلت: أتخشى أن أثب عليك. [مسند أحمد ٣٥١/٦]

    ١٢ - عن أسماء قالت: كنا بذى حليفه قال صلى الله عليه وسلم:((من أراد منكم أن يهل بعمرة فليهل ومن أراد أن يهل بالحج فليهل)) قالت: وكنت أنا وعائشة والمقداد والزبير ممن أهل بعمرة. [مسند أحمد ٣٥٠/٦]

    وسئل ابن عباس عن متعة الحج فرخص فيها، وكان ابن الربير ينهى عنها ويقول: أفردوا الحج ودعوا قول هذا - يعنى ابن عباس - فقال ابن عباس: هذه أم ابن الزبير تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص فيها فادخلوا عليها

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1