Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

ذكريات
ذكريات
ذكريات
Ebook132 pages29 minutes

ذكريات

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يطوف بنا الشاعر في رحلة عبر نسيج ذكرياته العميقة، مصورًا اللوعة التي تثيرها أيام الشباب والصبا المفعمة بالأحلام المثالية والعواطف الجياشة التي تميز هذه المرحلة من الحياة. يتأمل في مدى تأثير تلك المشاعر الخام والمتقدة على شخصيته، حيث يشعر بألم الخيانة من حبيبته ويستعرض تأثره البالغ بأول زيارة له إلى المسرح، حيث سُحر بالفن الراقي والإبداع المسرحي. كما يشاركنا الشاعر مجموعة من القصائد التي كتبها في مناسبات مختلفة خلال شبابه، تلك القصائد التي تحمل روح التحدي وكسر القيود واكتشاف الذات والعالم. هذه السردية الشعرية تكشف لنا عن جمال التجارب الإنسانية وعمق التحولات العاطفية التي تركت بصمتها على روحه.
Languageالعربية
Release dateMay 20, 2024
ISBN9781006066726
ذكريات

Read more from إبراهيم زيدان

Related to ذكريات

Related ebooks

Related categories

Reviews for ذكريات

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    ذكريات - إبراهيم زيدان

    الناظم

    figure

    لَقَدْ كَانَ كَاللَّيْلِ شَعْرِي فَلَمَّا

    مَضَى اللَّيْلُ أَشْرَقَ صُبْحُ الْمَشِيبْ

    كَذَلِكَ يَتْلُو الْمَسَاءَ صَبَاحٌ

    وَيَحْلُو سَنَا الْبَدْرِ بَعْدَ الْمَغِيبْ

    لِبَدْءِ الْحَيَاةِ خِتَامٌ وَلَا بُدَّ

    لِلشَّمْسِ إِنْ بَزَغَتْ أَنْ تَغِيبْ

    المقدمة

    ذكريات الماضي أشهى الذكريات، يستعرض فيها المرء مراحل حياته، وهو كأنه يعيش في كل مرحلة منها بين مَنْ تَخَيَّلَهُم مِنْ أترابه، ومَنْ عاشَرَهُم من لِدَاته وأصحابه، فتتمثل له رياضٌ طالما تمشَّى بين أشجارها، وقَطَفَ من ثمارها، وتنشَّقَ أريج أزهارها، وقد فاح عبيرها، وزهت ألوانها، فأفسحت للشباب جوًّا يسرح فيه خياله، فيستلهم من عالم الوحي ما تجود به القريحة، فيَسْطُره خشية أن تَمْحُوَه يد الكهولة، فيفقد أعز ما ارتسم في خاطره من ذكريات الصبا. حتى إذا طوى صفحات الشباب، وذَكَرَ ما احتوته سطورها، خفق قلبه، واختلجت جوارحه كما يختلج جناح الطائر، حَرَّكَتْه نسائم الفجر، وهذا ما دعاني لنشر هذه الذكريات.

    وقد أَضَفْتُ إليها بعض قصائد نَظَمْتُها أخيرًا في شتى المناسبات.

    إبراهيم زيدان

    تَحِيَّةُ الرَّايَةِ

    يَا رَايَةً لَوْلَاكِ مَا رَهِبَ الْعِدَا

    رُوحِي الْفِدَاءُ لَوَ انَّهَا تَرْضَى الْفِدَا

    خَضْرَاءُ كَالْوَادِي الْخَصِيبِ يَزِينُهَا

    نُورُ الْهِلَالِ بَدَا كَسَيْفٍ جُرِّدَا

    وَعَلَى جَوَانِبِهِ النُّجُومُ كَأَنَّهَا

    حَرَسٌ عَلَيْهِ إِذَا أَحَاطَ بِهِ الْعِدَا

    قَالَ فِي صِبَاهُ:

    رَعَى اللهُ أَيَّامَ الصِّبَا مَا أَلَذَّهَا

    وَأَلْطَفَ ذِكْرَاهَا عَلَى مَسْمَعِ الصَّبِّ

    تَقَضَّتْ وَأَغْصَانُ الْحَيَاةِ جَنِيَّةٌ

    فَمَا كَانَ لِي مِنْهَا سِوَى ثَمَرِ الْحُبِّ

    ثِمَارٌ لَعَمْرِي لَمْ يَذُقْهَا أَخُو الْهَوَى

    عَلَى الْبُعْدِ إِلَّا هَامَ شَوْقًا إِلَى الْقُرْبِ

    هُوَ الْحُبُّ لَا لَفْظٌ يُقَالُ وَإِنَّمَا

    عَوَاطِفُ يُهْدِيهَا الْعَفَافُ إِلَى الْقَلْبِ

    وَيَنْقُلُ مَعْنَاهَا إِلَى صُحُفِ الْهَوَى

    لِحَاظٌ تَعَوَّدْنَ الْكِتَابَةَ بِالْهُدْبِ

    فَمَنْ لَمْ يَذُقْ طَعْمَ الْغَرَامِ وَمَا عَسَى

    يُلَاقِيهِ أَهْلُ الْعِشْقِ مِنْ أَلَمِ الْكَرْبِ

    وَرَاجَعَ مَا قَدْ خَطَّ فِي صَفَحَاتِهِ

    إِذن لَبَكَى الْعُشَّاقُ بِالْمَدْمَعِ الصَّبِّ

    وَقَالَ:

    زُرْتُها وَالْفُؤَادُ بِالْحُبِّ طَافِحْ

    فَأَفَاضَتْ مِنِّي الدُّمُوعُ الْفَوَاضِحْ

    ظَبْيَةٌ بَيْنَ لَحْظِهَا وَفُؤَادِي

    كَمْ مُحِبٍّ غَدَا لَعَمْرِي يُكَافِحْ

    وَهْوَ كَالْغُصْنِ بَيْنَ بِيضِ الصَّفَائِحْ

    حيثُمَا يَنْثَنِي يُصَادِفُ جَارِحْ

    لَيْسَ بِدْعًا فَلَحْظُهَا ذُو نِبَالٍ

    وَفُؤَادِي مُدَرَّعٌ بِالْجَوَارِحْ

    لَيَالِي مِصْرَ

    أَمَا وَلَيَالِي الْبَدْرِ فِي الْخَمْسِ وَالْعَشْرِ

    تَمِيسُ بِهَا الْغَادَاتُ خَصْرًا إِلَى خَصْرِ

    وَعِفَّةِ بَثْنٍ١ إِذْ تُنَاجِي جَمِيلَهَا

    بِرَائِقِ لَفْظٍ دُونَهُ رِقَّةُ الْخَمْرِ

    وَلَيْلٍ سَرَى الْعُشَّاقُ فِي ظُلُمَاتِهِ

    وَقَدِ ثَمِلُوا مِنْ عَذْبِ مِبْسَمِهَا الدُّرِّي

    وَصَوْلَةِ نَابُلْيُونَ فِي حَوْمَةِ الْوَغَى

    وَحِكْمَةِ لُقْمَانٍ وَأَيْدِي ذَوِي الْبِرِّ

    وَمَثْوَى كِرَامٍ أَيْنَعَتْ فِي ظِلَالِهِمْ

    ثِمَارُ النَّدَى إِنَّ اللَّيَالِيَ فِي مِصْرِ

    لَأَزْهَى مِنَ الزُّهْرِ٢ الْمُنِيرَةِ إِنَّمَا

    بِمَا فَوْقَ تِلْكَ الْقُبَّعَاتِ مِنَ الزَّهْرِ

    أَزَاهِرُ تَحْكِي وَهْيَ بَيْنَ غُصُونِهَا

    خُدُودَ ظِبَاءٍ لُحْنَ فِي الْحُلَلِ الْخُضْرِ

    أَجَلْتُ بِهِنَّ الطَّرْفَ لَيْلًا فَخِلْتُنِي

    وَأَسْتَغْفِرُ الرَّحْمَنَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ

    لَيَالٍ حَوَتْ مِنْ كُلِّ غَادٍ لِغَادَةٍ

    هِيَ الشَّمْسُ لَوْلَا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1