Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الزير سالم البطل بين السيرة و التاريخ
الزير سالم البطل بين السيرة و التاريخ
الزير سالم البطل بين السيرة و التاريخ
Ebook157 pages1 hour

الزير سالم البطل بين السيرة و التاريخ

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الجدل الذي دار على صفحات الصحف والمجلات والندوات التلفزيونية حول مسلسل الزير سالم نقل هذا المسلسل من كونه مادة ترفيهية تنتهي عند (يعجبني أو لا يعجبني)، إلى كونه مادة ثقافية يحتاج نقاشها إلى مرجعية معرفية.
كانت النهاية التي انتهى إليها الزير سالم في المسلسل من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل. فالسيرة الشعبية تنتهي عند انتصار الزير وتمكن الجرو من قتل خاله جساس وإذلال بني بكر. لكن التاريخ لا يتوقف عند المزاج الشعبي التي تتفاعل معه السيرة.
الناس يدافعون عن الصورة النمطية التي في أذهانهم عن البطل. والحقيقة التاريخية تخرب هذه الصورة وتشوهها. ولذلك فإن إنكار هذه الحقيقة أسهل عليهم من تقبلها. ويأتي الإنكار إما من خلال اتهامنا بالتزوير، أو بالتحريف من أجل الإسقاط، أو بالجهل بالتاريخ أو بالسيرة. ناهيك عن الاتهام بمعاداة الأمة وتشويه صور أبطالها.
هذا كله ولّد لنا فرصة لمناقشة جدية حول الدراما وعلاقتها بالتاريخ وبالسيرة الشعبية، من خلال الرد على بعض الطروحات، لعل هذه المناقشة تعود بفائدة ما على القارئ، وتلقي الضوء على بعض الالتباسات التي حدثت.
Languageالعربية
PublisherMamdouh Adwan
Release dateJun 5, 2024
ISBN9789933540036
الزير سالم البطل بين السيرة و التاريخ

Read more from ممدوح عدوان

Related to الزير سالم البطل بين السيرة و التاريخ

Related ebooks

Related categories

Reviews for الزير سالم البطل بين السيرة و التاريخ

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الزير سالم البطل بين السيرة و التاريخ - ممدوح عدوان

    الزير سالم

    البطل بين السيرة والتاريخ والبناء الدرامي

    دراسة

    ممدوح عدوان

    جنون آخر

    تأليف: ممدوح عدوان

    الإخراج: لمى حويجة

    تصميم الغلاف:

    ISBN:

    الطبعة الثالثة: 2015

    دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع

    دمشق -ص ب: /9838/

    هاتف-فاكس: /6133856/ 11 00963

    جوال: 00971557195187

    البريد الإلكتروني: addar@mamdouhadwan.net

    الموقع الإلكتروني: addar.mamdouhadwan.net

    fb.com/Adwan.Publishing.House

    twitter.com/AdwanPH

    جميع الحقوق محفوظة للناشر دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع. لا يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب، أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع، أو نقله، على أي نحو أو بأية طريقة سواء كانت الكترونية، أم ميكانيكية، أو بالتصوير، أو بالتسجيل، أو خلاف ذلك إلا بموافقة كتابية مسبقة من الناشر.

    تقديم وتنويه

    الجدل الذي دار على صفحات الصحف والمجلات والندوات التلفزيونية حول مسلسل الزير سالم نقل هذا المسلسل من كونه مادة ترفيهية تنتهي عند (يعجبني أو لا يعجبني)، إلى كونه مادة ثقافية يحتاج نقاشها إلى مرجعية معرفية.

    كانت النهاية التي انتهى إليها الزير سالم في المسلسل من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل. فالسيرة الشعبية تنتهي عند انتصار الزير وتمكن الجرو من قتل خاله جساس وإذلال بني بكر.

    ولكن التاريخ لا يتوقف عند المزاج الشعبي التي تتفاعل معه السيرة.

    (عنتر) والزير وأبو زيد أكثر الشخصيات البطولية تردداً على ألسنة الناس، حتى في الأمثال والأغاني. وقد استفاد كثيرون من كون اسم الزير سالم شائعاً بين الناس ليدعوا ادعاءات معرفية غير دقيقة.

    ولنقف عند السيرة.

    إنني واثق من أن سيرة الزير لم تعد تُقرأ في المقاهي منذ نصف قرن على الأقل. كما أن نسبة من قرأها من الأجيال الجديدة ضعيفة جداً. التقط البعض الاسم من الثقافة العامة الشائعة على الألسن. والبعض الآخر قرأ شيئاً عنها في الكتيبات التي تنشر للأطفال أو اليافعين عن أبطال التاريخ والسير. وربما حكى القصة جد أو جدة للأحفاد في سهرة معينة.

    وهناك نسبة من الجيل القديم الذي جاوز الثمانينات من العمر ما تزال تحفظ مقاطع غنائية من السيرة في الصيغة الشعرية التي اسمها «المجروينة».

    ولا شك في أن هناك من قرأ عن حرب البسوس في كتب التراث. ولعل نسبة قليلة جداً قرأت السيرة في كتاب.

    ولكن في الجدل الذي أثير في الصحف لم يبقَ أحد إلا وادعى أنه سمع القصة في المقهى، أو سمعها أبوه أو جده. وقد أوحي في المداخلات التي نشرت حول الموضوع أن الريف والأحياء الشعبية عندنا ما تزال تسهر على قصة الزير أو عنترة أو غيرهما. علماً أن هذا انتهى من حياتنا منذ أكثر من نصف قرن على الأقل.

    وسأحتاج إلى جهد آخر لكي أستطيع أن أفهم سبب هذا الادعاء المعرفي عن طريق السرد أو القراءة.

    وأقول إنه ادعاء لأن المتقولين أوردوا أموراً ليست موجودة في كتب التراث، ولا في صيغ السيرة المطبوعة. بل أنكروا و تجاهلوا أحداثاً وشخصيات وردت في السيرة ذاتها وفي الكتب والمراجع، وبعضها ارتبطت فيه قصائد من ديوان الزير سالم نفسه حملت أسماء الأماكن والشخصيات والأحداث.

    ففي ديوان الزير سالم قصيدة عن المقايضة التي أجبر عليها التغلبيون بين الخيل والماشية. وفيه قصيدة عن اضطرار الزير سالم لتزويج ابنته مقابل جلود الماعز. وفيه أيضاً القصيدة التي يتغزل فيها بالتغلبية وهو في الأسر، ثم يستطرد ليبكي فيها على من فقدهم من أعزاء وأصحاب.

    بل ذهب بعضهم، وبينهم مثقفون يعتمد على ثقافتهم، إلى حد إنكار معركة «تحلاق اللمم»، التي أذل فيها الزير سالم واعتزل الحرب بعدها؛ وبالتالي فهم ينكرون شخصية الحارث بن عباد، وهو صاحب واحدة من أشهر قصائد التراث الشعري العربي في الجاهلية: «قربا مربط النعامة مني».

    ولعل هذه الضغوط هي التي أجبرت المخرج والممثل – المنتج – البطل على عدم تصوير الموقف المذل إلى نهايته (كما وردت في التاريخ، وكما أوردته في المسلسل). فالحارث بن عباد بعد أن يعد الأسير الذي بين يديه أنه سيطلق سراحه إذا دله على الزير سالم، يسقط في يده حين يعرف أن الأسير نفسه هو الزير. فيطلب منه أن يدله على كفء لابنه (أو ابن أخيه) يقتله به، فيدله الزير على امرئ القيس بن أبان. وبعدها «جز الحارث ناصية الزير وأطلقه».

    ولم يطاوع المخرج والمنتج – البطل قلباهما لتصوير جز الناصية لما تحمله من إذلال. ولست أدري ماذا كان يمكن أن يكون عليه رد الفعل لو أن المشهد قد صور كما كتب.

    فالناس يدافعون عن الصورة النمطية التي في أذهانهم عن البطل. والحقيقة التاريخية تخرب هذه الصورة وتشوهها. ولذلك فإن إنكار هذه الحقيقة أسهل عليهم من تقبلها. ويأتي الإنكار إما من خلال اتهامنا بالتزوير، أو بالتحريف من أجل الإسقاط، أو بالجهل بالتاريخ أو بالسيرة.. ناهيك عن الاتهام بمعاداة الأمة وتشويه صور أبطالها.

    والأمر الذي لم أحسب له حساباً، بالفعل، هو الحساسية القائمة (ما تزال قائمة) بين البكريين والتغلبيين، أو بين القيسيين واليمانيين. وقد انبرى أكثر من متعصب لإحدى الجهتين باتهامي بممالأة الجهة الأخرى، أو تعمد تشويه هذه القبيلة أو تلك. ولا حاجة بي إلى تكرار القول إن بكراً وتغلباً قبيلتان عريقتان مجيدتان نعتز بهما. ولكن الحرب بينهما قد وقعت. ولم ينكر وقوعها أحد، وعلى هذه الحرب بنيت السيرة. كما أن الحروب بين القيسيين واليمانيين في تاريخنا أشهر من أن يشار إليها. واستمرار الحرب يعني أنه لم يستطع طرف أن ينتصر على الآخر انتصاراً نهائياً. وهذا يعني أن الحرب كانت سجالاً. وأن هذا الطرف انتصر في معركة، ثم انهزم في غيرها.

    ولكن هذا كله ولَّد لدينا فرصة لمناقشة جدية حول الدراما وعلاقتها بالتاريخ وبالسيرة الشعبية، من خلال الرد على بعض الطروحات، لعل هذه المناقشة تعود بفائدة ما على القارئ، وتلقي الضوء على بعض الالتباسات التي حدثت.

    معلومات خاطئة

    نحن بنات طارق

    نمشي على النمارق

    المسك في المفارق

    والدر في المخانق

    إن تقبلوا نعانق

    أو تدبروا نفارق

    فراق غير وامق

    عرس المولي طالق

    والعار منه لاحق.

    هذه الأبيات لا يعرفها كثيرون منا، إلا حين قرأنا أن النساء القرشيات قد غنَّينها يوم غزوة «أحد». وأنا أعرف مسبقاً ماذا كان يمكن أن يكون عليه موقف بعضهم لو أنني أوردت هذه الأبيات في مسلسل الزير سالم. سيعتبرون على الأقل أنني أجهل التاريخ. أو أنني أقسر التاريخ مغافلاً القارئ أو المتفرج، لأنقل شعراً مرتبطاً بموقف معين إلى موقف سابق له بسنوات طويلة. إذ ما الذي يربط شعراً نقل إلينا من خلال معركة «أحد» التي كان فيها الرسول العربي (ص) إلى حدث جرى قبل ولادة الرسول بسنوات طويلة.

    ولكن التاريخ الموثق يقول إن هذه الأرجوزة، كما يورد صاحب «الأغاني»، قد رددتها النساء البكريات يوم «تحلاق اللمم»، التي خاضها البكريون ضد التغلبيين في أول لقاء بينهما بعد انضمام الحارث بن عباد إلى الحرب، وانتصروا فيها انتصاراً ساحقاً. وكان الحارث بن عباد، سيد بني بكر، قد اعتزل الحرب قبل هذه المعركة، وانضم إليها بعد مقتل ابنه جبير (أو بجير) – وقيل

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1