الزير سالم البطل بين السيرة و التاريخ
By ممدوح عدوان
()
About this ebook
كانت النهاية التي انتهى إليها الزير سالم في المسلسل من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل. فالسيرة الشعبية تنتهي عند انتصار الزير وتمكن الجرو من قتل خاله جساس وإذلال بني بكر. لكن التاريخ لا يتوقف عند المزاج الشعبي التي تتفاعل معه السيرة.
الناس يدافعون عن الصورة النمطية التي في أذهانهم عن البطل. والحقيقة التاريخية تخرب هذه الصورة وتشوهها. ولذلك فإن إنكار هذه الحقيقة أسهل عليهم من تقبلها. ويأتي الإنكار إما من خلال اتهامنا بالتزوير، أو بالتحريف من أجل الإسقاط، أو بالجهل بالتاريخ أو بالسيرة. ناهيك عن الاتهام بمعاداة الأمة وتشويه صور أبطالها.
هذا كله ولّد لنا فرصة لمناقشة جدية حول الدراما وعلاقتها بالتاريخ وبالسيرة الشعبية، من خلال الرد على بعض الطروحات، لعل هذه المناقشة تعود بفائدة ما على القارئ، وتلقي الضوء على بعض الالتباسات التي حدثت.
Read more from ممدوح عدوان
نحن دونكيشوت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعدائي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتهويد المعرفة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدفاعاً عن الجنون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجنون آخر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحيونة الإنسان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخارجي قبل الأوان Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to الزير سالم البطل بين السيرة و التاريخ
Related ebooks
نحن دونكيشوت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجميل بثينة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsضجة فارغة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsضجة فارغة: شكسبير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعُطَيل: شكسبير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنظرة إجمالية في حياة المتنبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعبرة بالخواتيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبوابات المواجيد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالكلب الذهبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالطرائد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخريف، دماء.. وعشق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعطيل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحياة قلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعُطَيل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاعترافات حافظ نجيب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبياض الثلج وحكايات أخرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأبو جلدة وآخرون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإلى المنارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي ديار العمة ميركل: قص حكي سكوب بالأشعار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلا تسرقوا البارود Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعبرة بالخواتيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعجائب المقدور في أخبار تيمور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة كل ليلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنساء وارسو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجميل بثينة: عباس محمود العقاد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعنى الكلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتيتانيكات أفريقية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسودان بين يدي جوردون وكتشنر Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for الزير سالم البطل بين السيرة و التاريخ
0 ratings0 reviews
Book preview
الزير سالم البطل بين السيرة و التاريخ - ممدوح عدوان
الزير سالم
البطل بين السيرة والتاريخ والبناء الدرامي
دراسة
ممدوح عدوان
جنون آخر
تأليف: ممدوح عدوان
الإخراج: لمى حويجة
تصميم الغلاف:
ISBN:
الطبعة الثالثة: 2015
دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
دمشق -ص ب: /9838/
هاتف-فاكس: /6133856/ 11 00963
جوال: 00971557195187
البريد الإلكتروني: addar@mamdouhadwan.net
الموقع الإلكتروني: addar.mamdouhadwan.net
fb.com/Adwan.Publishing.House
twitter.com/AdwanPH
جميع الحقوق محفوظة للناشر دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع. لا يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب، أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع، أو نقله، على أي نحو أو بأية طريقة سواء كانت الكترونية، أم ميكانيكية، أو بالتصوير، أو بالتسجيل، أو خلاف ذلك إلا بموافقة كتابية مسبقة من الناشر.
تقديم وتنويه
الجدل الذي دار على صفحات الصحف والمجلات والندوات التلفزيونية حول مسلسل الزير سالم نقل هذا المسلسل من كونه مادة ترفيهية تنتهي عند (يعجبني أو لا يعجبني)، إلى كونه مادة ثقافية يحتاج نقاشها إلى مرجعية معرفية.
كانت النهاية التي انتهى إليها الزير سالم في المسلسل من أكثر الموضوعات المثيرة للجدل. فالسيرة الشعبية تنتهي عند انتصار الزير وتمكن الجرو من قتل خاله جساس وإذلال بني بكر.
ولكن التاريخ لا يتوقف عند المزاج الشعبي التي تتفاعل معه السيرة.
(عنتر) والزير وأبو زيد أكثر الشخصيات البطولية تردداً على ألسنة الناس، حتى في الأمثال والأغاني. وقد استفاد كثيرون من كون اسم الزير سالم شائعاً بين الناس ليدعوا ادعاءات معرفية غير دقيقة.
ولنقف عند السيرة.
إنني واثق من أن سيرة الزير لم تعد تُقرأ في المقاهي منذ نصف قرن على الأقل. كما أن نسبة من قرأها من الأجيال الجديدة ضعيفة جداً. التقط البعض الاسم من الثقافة العامة الشائعة على الألسن. والبعض الآخر قرأ شيئاً عنها في الكتيبات التي تنشر للأطفال أو اليافعين عن أبطال التاريخ والسير. وربما حكى القصة جد أو جدة للأحفاد في سهرة معينة.
وهناك نسبة من الجيل القديم الذي جاوز الثمانينات من العمر ما تزال تحفظ مقاطع غنائية من السيرة في الصيغة الشعرية التي اسمها «المجروينة».
ولا شك في أن هناك من قرأ عن حرب البسوس في كتب التراث. ولعل نسبة قليلة جداً قرأت السيرة في كتاب.
ولكن في الجدل الذي أثير في الصحف لم يبقَ أحد إلا وادعى أنه سمع القصة في المقهى، أو سمعها أبوه أو جده. وقد أوحي في المداخلات التي نشرت حول الموضوع أن الريف والأحياء الشعبية عندنا ما تزال تسهر على قصة الزير أو عنترة أو غيرهما. علماً أن هذا انتهى من حياتنا منذ أكثر من نصف قرن على الأقل.
وسأحتاج إلى جهد آخر لكي أستطيع أن أفهم سبب هذا الادعاء المعرفي عن طريق السرد أو القراءة.
وأقول إنه ادعاء لأن المتقولين أوردوا أموراً ليست موجودة في كتب التراث، ولا في صيغ السيرة المطبوعة. بل أنكروا و تجاهلوا أحداثاً وشخصيات وردت في السيرة ذاتها وفي الكتب والمراجع، وبعضها ارتبطت فيه قصائد من ديوان الزير سالم نفسه حملت أسماء الأماكن والشخصيات والأحداث.
ففي ديوان الزير سالم قصيدة عن المقايضة التي أجبر عليها التغلبيون بين الخيل والماشية. وفيه قصيدة عن اضطرار الزير سالم لتزويج ابنته مقابل جلود الماعز. وفيه أيضاً القصيدة التي يتغزل فيها بالتغلبية وهو في الأسر، ثم يستطرد ليبكي فيها على من فقدهم من أعزاء وأصحاب.
بل ذهب بعضهم، وبينهم مثقفون يعتمد على ثقافتهم، إلى حد إنكار معركة «تحلاق اللمم»، التي أذل فيها الزير سالم واعتزل الحرب بعدها؛ وبالتالي فهم ينكرون شخصية الحارث بن عباد، وهو صاحب واحدة من أشهر قصائد التراث الشعري العربي في الجاهلية: «قربا مربط النعامة مني».
ولعل هذه الضغوط هي التي أجبرت المخرج والممثل – المنتج – البطل على عدم تصوير الموقف المذل إلى نهايته (كما وردت في التاريخ، وكما أوردته في المسلسل). فالحارث بن عباد بعد أن يعد الأسير الذي بين يديه أنه سيطلق سراحه إذا دله على الزير سالم، يسقط في يده حين يعرف أن الأسير نفسه هو الزير. فيطلب منه أن يدله على كفء لابنه (أو ابن أخيه) يقتله به، فيدله الزير على امرئ القيس بن أبان. وبعدها «جز الحارث ناصية الزير وأطلقه».
ولم يطاوع المخرج والمنتج – البطل قلباهما لتصوير جز الناصية لما تحمله من إذلال. ولست أدري ماذا كان يمكن أن يكون عليه رد الفعل لو أن المشهد قد صور كما كتب.
فالناس يدافعون عن الصورة النمطية التي في أذهانهم عن البطل. والحقيقة التاريخية تخرب هذه الصورة وتشوهها. ولذلك فإن إنكار هذه الحقيقة أسهل عليهم من تقبلها. ويأتي الإنكار إما من خلال اتهامنا بالتزوير، أو بالتحريف من أجل الإسقاط، أو بالجهل بالتاريخ أو بالسيرة.. ناهيك عن الاتهام بمعاداة الأمة وتشويه صور أبطالها.
والأمر الذي لم أحسب له حساباً، بالفعل، هو الحساسية القائمة (ما تزال قائمة) بين البكريين والتغلبيين، أو بين القيسيين واليمانيين. وقد انبرى أكثر من متعصب لإحدى الجهتين باتهامي بممالأة الجهة الأخرى، أو تعمد تشويه هذه القبيلة أو تلك. ولا حاجة بي إلى تكرار القول إن بكراً وتغلباً قبيلتان عريقتان مجيدتان نعتز بهما. ولكن الحرب بينهما قد وقعت. ولم ينكر وقوعها أحد، وعلى هذه الحرب بنيت السيرة. كما أن الحروب بين القيسيين واليمانيين في تاريخنا أشهر من أن يشار إليها. واستمرار الحرب يعني أنه لم يستطع طرف أن ينتصر على الآخر انتصاراً نهائياً. وهذا يعني أن الحرب كانت سجالاً. وأن هذا الطرف انتصر في معركة، ثم انهزم في غيرها.
ولكن هذا كله ولَّد لدينا فرصة لمناقشة جدية حول الدراما وعلاقتها بالتاريخ وبالسيرة الشعبية، من خلال الرد على بعض الطروحات، لعل هذه المناقشة تعود بفائدة ما على القارئ، وتلقي الضوء على بعض الالتباسات التي حدثت.
معلومات خاطئة
نحن بنات طارق
نمشي على النمارق
المسك في المفارق
والدر في المخانق
إن تقبلوا نعانق
أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق
عرس المولي طالق
والعار منه لاحق.
هذه الأبيات لا يعرفها كثيرون منا، إلا حين قرأنا أن النساء القرشيات قد غنَّينها يوم غزوة «أحد». وأنا أعرف مسبقاً ماذا كان يمكن أن يكون عليه موقف بعضهم لو أنني أوردت هذه الأبيات في مسلسل الزير سالم. سيعتبرون على الأقل أنني أجهل التاريخ. أو أنني أقسر التاريخ مغافلاً القارئ أو المتفرج، لأنقل شعراً مرتبطاً بموقف معين إلى موقف سابق له بسنوات طويلة. إذ ما الذي يربط شعراً نقل إلينا من خلال معركة «أحد» التي كان فيها الرسول العربي (ص) إلى حدث جرى قبل ولادة الرسول بسنوات طويلة.
ولكن التاريخ الموثق يقول إن هذه الأرجوزة، كما يورد صاحب «الأغاني»، قد رددتها النساء البكريات يوم «تحلاق اللمم»، التي خاضها البكريون ضد التغلبيين في أول لقاء بينهما بعد انضمام الحارث بن عباد إلى الحرب، وانتصروا فيها انتصاراً ساحقاً. وكان الحارث بن عباد، سيد بني بكر، قد اعتزل الحرب قبل هذه المعركة، وانضم إليها بعد مقتل ابنه جبير (أو بجير) – وقيل