ضمانات للمستقبل
By ممدوح حمادة
()
About this ebook
Read more from ممدوح حمادة
دفتر الهذيان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدفتر الأباطرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدفتر الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to ضمانات للمستقبل
Related ebooks
ملاك في خطر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsساحرة الرافدين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوردة قايين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزواج مع وقف التنفيذ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهاجس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأميرة الشريدة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحب يموت مرتين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلا يا قلب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهمسات الندم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsندى ساروق الحديد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرمال في الاصابع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطائر الظلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنعم أستطيع أن أعيش بدونك! Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلهيب الظل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالغرفة رقم -3 وسم مامون Rating: 5 out of 5 stars5/5القلب الذي عرف السر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأغنية .. كي يرحل! Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقلب في المحيـط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعشق واختيار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبعد النهاية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالانتقام الأخير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأنتظار المر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسائل لن تصل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأوديف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنت الثمن: روايات احلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعائد إلى الموت: مجموعة قصصیة Rating: 5 out of 5 stars5/5ليلة مع العدو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن اجل ولدي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsانين الساقية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسيف بيننا Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for ضمانات للمستقبل
0 ratings0 reviews
Book preview
ضمانات للمستقبل - ممدوح حمادة
ضمانات للمستقبل
ممدوح حمادة
نوڤيلا
Y1043000000070-1.xhtml\
ضمانات للمستقبل - نوڤيلا
تأليف: ممدوح حمادة
تصميم الغلاف: ديانا الخطيب
978 - 9933 - 540 - 85 - 2 :ISBN
الطبعة الأولى: 2020
دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
سوريا - دمشق - ص ب: /9838/
هاتف-فاكس: /6133856/ 11 00963
جوال: 00971557195187
البريد الإلكتروني: addar@mamdouhadwan.net
الموقع الإلكتروني: addar.mamdouhadwan.net
fb.com/Adwan.Publishing.House twitter.com/AdwanPH
جميع الحقوق محفوظة للناشر دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع. لا يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب، أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع، أو نقله، على أي نحو أو بأية طريقة سواء كانت الكترونية، أم ميكانيكية، أو بالتصوير، أو بالتسجيل، أو خلاف ذلك إلا بموافقة كتابية مسبقة من الناشر.
ضمانات للمستقبل
كان رودي يرى كثيراً من الأحلام، بعضها وهو نائم، وبعضها وهو مستيقظ. وأكثر شيء كان يراه في أحلامه هو النساء، نساء مختلفات، بعضهن لهن وجود حقيقي في العالم، وبعضهن من نسج خيالاته وأحلامه، ولكن ما يوحّدهنّ جميعاً هو جمالهن الخارق، حتى أولئك اللواتي لم يكنّ بذلك الجمال في الواقع كنّ يكتسبن في أحلام رودي جمالاً إضافياً؛ جوليا في الحقيقة كان طولها نحو 160 سم، ولكي يتمكّن رودي من تقبيلها كان عليه أن ينحني أو أن يرفعها إليه، وفي كلتا الحالتين سيسبّب له ذلك ألماً في الظهر. حلّ رودي الموضوع فجعلها في حلمه بطول 172 سم، أي أقصر منه بسبعة سنتمترات ونصف، لأن المرأة برأي رودي يجب أن تكون أقصر من الرجل بقليل؛ فأيّ قبلة تمنحها المرأة للرجل ولا تكون خلالها واقفة على رؤوس أصابعها هي قبلة لا معنى لها.
ولكن، لكي نكون أدقّ فيما نقول، فإن الذي يقوم بذلك ليس رودي نفسه، وإنما غرفة العمليات التي تقع في منطقة اللاوعي المسؤولة عن صناعة الأحلام لدى الإنسان. فيكتوريا بطلة فيلم «الهواء الأصفر»، التي كانت تعبر على البساط الأحمر متوجّهة إلى مركز الاحتفال، في افتتاح أحد أشهر المهرجانات السينمائية، الذي لم يُسمِّه رودي في حلمه ذاك، والتي أبعدت الجمهور عن طريقها لتصل إلى رودي، الذي كان يقف جانباً غير مكترث بها لكي تقبّله، كان فمها صغيراً وشفتاها رقيقتين، ومع أن رودي ليس من أنصار «الفيلر» والمواد المالئة، إلا أنه، أو بالأحرى، إلا أن مركز عمليات اللاوعي أجرى لها عملية بلمح البصر جعلت فمها كبيراً وشفتيها مكتنزتين، وقبّلها قبلة لم تمنحها لأيّ نجمٍ في الأفلام التي لعبت فيها أدوار البطولة، حتى أن رودي وضع راحته على مؤخرتها من دون قصد، في حركة التقطتها عدسات المصورين وانتشرت في مواقع التواصل والصحف الصفراء انتشار النار في الهشيم.
شاهد رودي في أحلامه واستدعى إليها كثيراً من النساء، من بينهن، إضافة إلى الممثلات الشهيرات ملكات ووزيرات، ساحرات، وحتى الجنيات كنّ يحضرن من الحكايات إلى أحلام رودي. راقصَ في إحدى المرات ملكة وداس على قدمها في أثناء الرقص، فابتسمت وغمزت له أن يتابع وتابع معها، ثم انتقل ليراقص ملكة أخرى ووضع يده على مؤخرتها أيضاً، ولكن قاصداً هذه المرة، ولم تمانع. طبعاً وكما هو معتاد، لا تُذكَر في أحلام رودي أسماء البلدان التي تحكمها تلك الملكات، وإذا ذُكر اسم البلد، فليس ضرورياً أن يكون له وجود على الخريطة. وكما أن فيلم «الهواء الأصفر» لم يسمع به أحد، فإن «كارانسو» التي راقص رودي ملكتها هي في الحقيقة مملكة لا وجود لها إلا في مخيلة رودي، وحصراً في تلك اللحظات التي راقص فيها رودي الملكة. وفي أحيان كثيرة تكون المرأة ذاتها لا وجود لها تماماً مثل ملكة كارانسو، ولكن ما يميز جميع أحلامه هو أن الفرح والمرح والسيطرة التامة على جميع الشخصيات كانت القاسم المشترك لجميع أحلامه. وكان كلما استيقظ تمنَّى لو أن حلمه لم ينتهِ، وكان يضحك عندما يتذكر تلك الأحلام في اليوم التالي، ويقول وعلى وجهه ابتسامة: «يا لي من شخص مضحك في الحلم!».
غير أن المرأة التي شاهدها اليوم في منامه لم تكن كبقية النساء، فقد شعر بوجودها كما لو أنه حقيقة، وأصيب بقلق لم يعرف سببه، أفاق من نومه يتصبّب منه عرق بارد ولم يتمكّن من النوم مجدداً، وحتى بعد أن استيقظ ظلَّ يشعر بشيء يطبِق على صدره، وبحالة من الضيق لم يعرف سببها. هذه المرأة، على الرغم من جمالها، كانت أشبه بساحرة شرّيرة، وهي بخلاف غيرها من النساء اللواتي كان يراهن في الحلم لم تكن مجهولة الهوية، كانت معروفة له جيداً، ولم تكن مشهورة ولا مكانة لها في المجتمع كما بقية نساء أحلامه.
المرأة التي رآها في حلم اليوم كانت هيلينا التي تعمل في دكّان القرية، وهي فتاة شابة من أمريكا اللاتينية، تتكلم الإنكليزية بصعوبة، ولكنها في الحلم كانت تتكلمها بطلاقة. كانت تغني له أغنيات الأطفال التي تسبق النوم، وتمسح على رأسه كما لو أنه طفلها. كان ذلك في الغابة، وحوله كانت آلافٌ من الصيصان الصفراء تخرج من البيض الذي كان يفقس للتوّ، وكانت أصوات صأصأتها تملأ الغابة. أمسكت به هيلينا من يده وقادته برفق إلى بيتها القريب من تلك الغابة. الذي لفت انتباهه أيضاً في ذلك المنام أنه كان عارياً إلا من حفّاض (بامبرز) يغطّي وسطه، وأن هيلينا عندما أدخلته إلى المنزل وضعته في حضنها وأخذت تُرضعه، ثم وضعته في سرير خشبي قديم من تلك التي كانت معروفة في بداية القرن العشرين، وأخذت تهزّه لكي ينام. لكنه بدلاً من النوم استيقظ من حلمه مرعوباً.
أشعل رودي النور ونهض من السرير، وقام بحركات غريزية بغاية التأكد من خلوّ المكان من كائنات أخرى، فهو على الرغم من عدم إيمانه بموضوع الجن والعفاريت والأشباح وبقية الكائنات غير الإنسانية هذه، إلا أنه كان دائماً يشعر كما لو أنها تسكن كل زاوية من بيته؛ فيشعر بالخوف ويخرج أحياناً من البيت، وأحياناً أخرى