في الحب والحب العذري
By صادق العظم
()
About this ebook
ويأتي صادق جلال العظم في هذا الكتاب ليمزق القناع عن وجوه العشاق العذريين، وليكشف بالمنطق والفكر الفلسفي العميق، أنهم كانوا في حقيقتهم نرجسيين وشهوانيين..."
نزار قباني
Related to في الحب والحب العذري
Related ebooks
دراسات في الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsازاى تحب صح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكشكول الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب جنس بلا قيود: كيف تحافظ على الإثارة في العلاقات طويلة الأمد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصُنِعَ بِحُب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحب والخوف: محاولة لفهم الصراع بين مخاوفنا ومشاعرنا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالنرجسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعاصير مغرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratings50 سؤال في الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكلام في الصميم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحب والكراهية: أحمد فؤاد الأهواني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن أدبنا المعاصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطوق الحمامة لابن حزم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحب والكراهية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكلمات أعظم من الحب Rating: 4 out of 5 stars4/5من بعيد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحب في التاريخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدليل الأفراد مفرطي الحساسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخواطر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمطلوب حبيب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإلى نفسي وأشياء أخرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب طوق الحمامة Rating: 4 out of 5 stars4/5ملخص كتاب الجرأة بعظمة: كتاب عن شجاعة تقبل الضعف وكيف يؤثر ذلك على حياتنا وعلاقاتنا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدراسات سيكولوجية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخطوة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجوامع الكلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب كيف تعالج قلبا جريحا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفصول في الأدب والنقد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي تدبيرحبنا للنفس .الجزء الثاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمكعب ثلج Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for في الحب والحب العذري
0 ratings0 reviews
Book preview
في الحب والحب العذري - صادق العظم
في الحُبِّ وَالحُبِّ العذريّ
د.صادق جلال العظم
Y0.xhtmlفي الحُبِّ وَالحُبِّ العذريّ
تأليف: د.صادق جلال العظم
تصميم الغلاف: فادي العساف
978 - 9933 - 540 - 80 - 7 :ISBN
الطبعة الأولى: 1968
الطبعة العاشرة: 2019
دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
سوريا - دمشق - ص ب: /9838/
هاتف-فاكس: /6133856/ 11 00963
جوال: 00971557195187
البريد الإلكتروني: addar@mamdouhadwan.net
الموقع الإلكتروني: addar.mamdouhadwan.net
fb.com/Adwan.Publishing.House twitter.com/AdwanPH
جميع الحقوق محفوظة للناشر دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع. لا يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب، أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع، أو نقله، على أي نحو أو بأية طريقة دون موافقة الناشر الخطية.
«The weight of his sad time we must obey,
Speak what we feel, not what we ought to say.
The oldest hath borne most; we that are young
Shall never see so much, nor live so long»
King Lear
تمهيد
من المتعارف عليه أن يبدأ الباحث، في مثل هذه الموضوعات الدقيقة، بتعريف أوّليّ للظاهرة التي ينوي معالجتها، ليمدّ القارئ بفكرة مبدئية وتقريبية، على أقل تقدير، عن الموضوع الذي تدور حوله دراسته، وتترتّب حوله الآراء والتصورات المتشعّبة التي يتفتق عنها بحثه في سيره وتقدّمه. ولا أجد ضرورة للقول إنه حين يكون موضوع الدراسة ظاهرة الحب نفسها، يتعذّر الابتداء على هذا النحو، بسبب تعذّر الحصول على تعريفٍ مقبول ومتكامل لها.
وليس بخافٍ على أحد أن الفلاسفة والمفكّرين درسوا الحب وتأمّلوا طبيعته منذ أقدم العصور، وعالجوه من جميع وجوهه وعلى مستوياته كافة، ابتداءً بالحب الجنسي العادي وانتهاءً بمستوى الحب الصوفي للذات الإلهية، مروراً بمحبة الإنسانية جمعاء ومحبة الحقيقة والجمال والمثُل العليا، وغيرها من الموضوعات التي ربطها الفلاسفة بعاطفة الحب، وأدخلوها في صلب فلسفاتهم ونظراتهم إلى الكون والحياة. ولكنْ ما من مفكّر كبير تطرّق إلى دراسة ظاهرة الحب ظنَّ أنّ في استطاعته أن يضع تحديداً دقيقاً جامعاً مانعاً يعبّر عن ماهيتها مرةً واحدة وبصورة نهائية، فيشمل بذلك جميع تجلّياتها وجوانبها. والحق يقال إن من عرف الحب بالتجربة والمعاناة هو بغنىً عن كلّ التعريفات الفلسفية والتحديدات النظرية لماهيّته، مهما دقّت في عبارتها واتّسعت في شمولها، كما أن من حُرِم هذه النعمة، بما فيها من مرارة وخيبة، لن تُجديه النظريات المجردة نفعاً، ولن تزيده الشروح الفلسفية علماً بطبيعة الحب، لأن العلم به قائم على التجربة الحية والمعاناة الوجدانية الشخصية المباشرة. وقد قال الإمام ابن حزم القول الفصل في هذا الموضوع، حين كتب في رسالته المشهورة عن الحب: «دقَت معانيه لجلالتها عن أن توصف. فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة»(1).
لكن صدق هذا الرأي ينبغي ألا يعني أننا سنضطرّ إلى الدخول في ثنايا هذه الدراسة من دون أدنى محاولة لتكوين فكرةٍ شبه واضحة عن النواحي والوجوه التي سنهتمّ بها في ظاهرة الحب. فإذا كان ابتكار تعريفٍ مقبول وشامل لظاهرة الحب هو من باب المستحيل، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أننا عاجزون عن ذكر بعض خصائصها. لنبيّن، بشيء من الوضوح، نواحي الحب التي سنركّز عليها اهتمامنا في هذا البحث. غير أنه يجب ألا ننزلق في محاولاتٍ للتدقيق الصارم في أمور لا تعطي نفسها لمن يتوخّى فيها هذا النوع من الدقة والتحديد، ولا تطاوع إلا من كان مستعدّاً لتقبّلها، على ما فيها من غموضٍ وإبهام.
1 - إن الحب الذي يعنيني بصورة رئيسة، في هذه الدراسة، ليس حب البحث عن الحقيقة المجردة، أو حب المثل الأفلاطونية السرمدية، كما أنه ليس حب الوطن أو المال. أو حب الأخ لأخيه أو الأم لولدها، مع ما بين هذه الأنواع من المحبة من صلات القربى. بدأت على هذا النحو السلبي في تضييق نطاق الموضوع الذي أريد معالجته، لأبيِّن أن كلمة «حب» ليست اسماً علَماً دلالته جوهرٌ فرد أو ماهية واحدة لا تتغيّر.
تشير هذه الكلمة المجردة، في الواقع، إلى أطيافٍ من المشاعر والأحاسيس والانفعالات المتقاربة المتشابهة المترابطة ترابطاً عضوياً في النفس الإنسانية، ومن العبث البحث عن ماهية واحدة تكمن خلف تكاثرها وتعدّدها ووجودها.
2 - على صعيد الإيجاب، الحب الذي يهمّنا في هذا البحث هو الشهوة والحاجة والتنوع والميل إلى امتلاك المحبوب، بصورةٍ من الصور، والاتحاد به بغية إشباع هذا النهم، وتحقيق الشعور بالاكتفاء والرضا، والتغلّب على نقصٍ كان يضايقنا ويقضّ مضجعنا، فلا نعرف سبيلاً إلى العيش الهنيء من دونه ومن دون البحث المستمر عمّا يسدُّه ويُسكته ويفي بحاجاته ومتطلباته. ويرتبط هذا الحب، بالنسبة إلينا، ارتباطاً مباشراً وأساسياً وعضوياً بالشهوة الجنسية في الإنسان وبسعيه إلى إرضائها. وردّاً على أيّ التباس قد ينتج عن هذا الكلام، أسرعُ لأبيّن أنني لا أريد التوحيد بين الحب والرغبة الجنسية البحت، ولا أن أنظر إلى الحب على أنه ليس إلا ظاهرة محض جنسية، أو حاجة عضوية تتطلّب نوعاً من التفريغ لطاقاتها، مثلها في ذلك كمثل الجوع والعطش أو أيّ وظيفة فيزيولوجية أخرى.
لا شكّ في أن ظاهرة الحب أشدّ تعقيداً بكثيرٍ من أن تسمح، لمن يريد فهمها، بتبسيطها إلى هذا الحدّ. فإذا كانت الرغبة الجنسية هي الشرط اللازم للحب، كما نفهمه، فهي من دون ريب ليست الشرط الكافي لبزوغه وازدهاره في قلب الإنسان. وليس أدلّ على ذلك من أن الرغبة الجنسية بحدّ ذاتها لا تطلب إلا تفريغ طاقة معينة، أو مجرّد الإشباع لإزالة توتّرٍ عضويّ متراكم في الجسم، بصرف النظر عن طبيعة الموضوع الجنسي الذي يحقق هذه الغاية. أي تكون جميع الموضوعات الجنسية، على مستوى الرغبة المحض، على قدم من المساواة ما دامت قادرة على إزالة التوتر المتراكم. بينما نجد، من ناحية أخرى، أن الإنسان العاشق حقاً لا يحبّ أياً كان أو كيفما اتفق، بل يصطفي المحبوب عن بقية الأشخاص، ليركّز عليه أحاسيسه وعواطفه وغرامه، كما لو كان هو الشخص الوحيد في الكون الذي في إمكانه أن يفي بمتطلبات هواه وحبه دون غيره من بقية الكائنات. أي أن الحب يُميّز وينتقي ويفرِّق، بخلاف الرغبة الجنسية المحض التي تعتبر جميع الموضوعات الجنسية سواءً بسواء ما دامت تزيل توتّرها وتخفّف من حدّة هياجها. وعلى سبيل المثال، نرى أن الرجل العاشق يضرب صفحاً، في فترة دوام عشقه، عن مفاتن النساء ومحاسنهن، ولا يعيرهن كثيراً من الاهتمام العاطفي أو الحماسة الغرامية، بسبب شعوره بالاكتفاء بحبيبته. أي أنه يكتسب نوعاً من المناعة ضد غيرها من النساء، على الرغم من أنّهنّ كلّهنّ صالحاتٌ لإشباع الرغبة الجنسية المحض. كذلك نجد أن المرأة (وأعني المرأة المتحرّرة والمعافاة نفسياً واجتماعياً) قد تشعر بالانجذاب الجنسي البحت إلى عددٍ من الرجال، بينما لا ينصبُّ حبها، في أيّ فترة معينة، إلَّا على رجل واحد دون سواه من الرجال، أو قد تكون صاحبة صلات جنسية عديدة في حياتها، ولكنها لم تحب حقاً إلا رجلاً أو رجلين ممن عرفتهم طول حياتها.
تؤدي التفرقة التي بيَّنتُها بين الحب والرغبة الجنسية المحض إلى نتيجة مهمة، هي أن الإنسان الذي يعاني من الكبت المستمر والحرمان الجنسي الطويل يكون عاجزاً، في الحقيقة، عن التمييز بين حالات الشعور بمجرد الانجذاب الجنسي والميل إلى إشباع رغبته فحسب، والحب باعتباره حالةً تتخطّى حالة الانجذاب الأولى. وكثيراً ما يقع هذا الشخص في هيام وحب أول إنسان يبدي نحوه