Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

مملكة هذا العالم
مملكة هذا العالم
مملكة هذا العالم
Ebook200 pages1 hour

مملكة هذا العالم

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

بعد هرب "ماكندال" ومطاردته، يستفيد من القدرات العجيبة التي زُوّد بها، فيتخذ مظهر حيوانات مختلفة، منتفعاً بموهبته في الانتقال فوراً من مكانٍ إلى آخر، وبسبب إيمان معاصريه به فإنه يشجّع بهذا السحر على أكثر الانتفاضات درامية وغرابة في التاريخ.
بقي من "ماكندال" ميثولوجيا كاملة تصاحبها أناشيد سحرية يحفظها الشعب كله، وما تزال تنشد في احتفالات ديانة "الفودو". وفي هذه الرواية يستلهم "آلخو كاربانتييه" من هذه الميثولوجيا سلسلة من الوقائع فائقة الغرابة حدثت في هاييتي، في عصر محدّد لا يبلغ مدى حياة بشرية قصيرة، فيقدّمها من خلال شخصية "تي نويل"، الذي يدرك أخيراً كيف يمكن للإنسان أن يجد عظَمته ومداه الأقصى في مملكة هذا العالم.
Languageالعربية
PublisherMamdouh Adwan
Release dateJun 5, 2024
ISBN9789933641108
مملكة هذا العالم

Read more from آلخِو كاربنتييه

Related to مملكة هذا العالم

Related ebooks

Related categories

Reviews for مملكة هذا العالم

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    مملكة هذا العالم - آلخِو كاربنتييه

    مملكة هذا العالم

    رواية

    آلِخو كاربنتييه

    ترجمها عن الإسبانية:

    علي إبراهيم أشقر

    مملكة هذا العالم - رواية El reino de este mundo

    تأليف: آلِخو كاربنتييه Alejo Carpentier

    ترجمها عن الإسبانية: علي إبراهيم أشقر

    تصميم الغلاف: نجاح طاهر

    978 - 9933 - 641 - 10 - 8 :ISBN

    الطبعة الأولى: 2020

    Table

    © Alejo Carpentier, 1949 and Fundación Alejo Carpentier

    جميع حقوق الترجمة محفوظة للناشرين دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع ودار سرد للنشر. لا يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب، أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع، أو نقله، على أي نحو أو بأي طريقة دون موافقة الناشرَين الخطية.

    مقدّمة

    «ما يجب أن يُعلم عن هذا التحوّل إلى ذئاب هو أنه يُوجد مرض يسمّيه الأطباء الجنون الذئبي».

    أعمال ب ِ ر ْ س ِ يل ِ س وس ِ خ ِ س ْ م ُ وندا (*)

    شاء لي الحظّ في أواخر عام 1943 أن أتمكّن من زيارة مملكة هنري كريستوف، وخرائب سان سوسي الشاعريّة جدّاً؛ كانت كتلة قلعة لافِرْيير سليمةً إلى حدٍّ كبير، على الرغم من الصّواعق والزلازل؛ وأنْ أعرِفَ مدينة الكابو النورماندية، أو الكاب الفرنسيّة في المستعمرة القديمة، حيث شارع ذو شرفات طويلة جدّاً يقود إلى القصر الحجري الذي قطنَته في ما مضى من الزمان بولين بونابرت. فبعد أن شعرتُ بفتنة أراضي هاييتي غيرِ المكذوبة، ووجدت علاماتٍ سحريّة في طرق الهضبة المركزيّة الحمر، وسمعت طبول البِتْرو والرادا، وجدتُ نفسي مسوقاً للاقتراب من الواقع العجيب الذي عشناه حديثاً، على وقع الزعم المُستهلك بإثارة العجيب الذي ميّز بعض اﻵداب الأوروبيّة في هذه السنوات الثلاثين الأخيرة؛ وهو العجيب الذي يُبحث عنه في كليشيهات غابة بروثِلْياندا، أو فرسان المائدة المستديرة والساحر مِرْلين وحلقة آرثر؛ العجيب الذي يثيره بشكلٍ بائس أشخاصُ الاحتفالات بأعمالهم وتشويهاتهم؛ أوَلا يملّ الشعراء الفرنسيّون الشبّان من ظواهر الاحتفال الشعبويّ ومهرّجيه، أولئك الذين طردهم رامبو من «كيمياء الكلمة»؟ العجيب الذي يُنال بحيل مشعوذين يجمعون أشياء لا تلتقي في العادة أبداً، كالقصّة القديمة الكاذبة، قصّة لقاء المظلّات الفجائيّ وآلة خياطة على طاولة تشريح، وطبيب يولّد ملاعق من قاقَم والحلزونات في تاكسي ممطور، ورأس أسد على عانة أرملة ومعارض السورياليّين. أو هو العجيب الأدبي: ملك جولييت لساد Sade، و«الذكر اﻷعلى» لجاري Jarry والراهب للويس Lewis، والرواية الإنكليزية السوداء المثيرة للقشعريرة: عن أشباح وكهّان في سجنٍ مطبق، وتقمّصاتٍ بصورة ذئاب، وأيادٍ مسمّرة على باب قصر.

    لكنّ صانعي المعجزات أصبحوا بيروقراطيّين لفرْط الرغبة في إثارة ما هو عجيب. ولئن أثير هذا بواسطة صيغ معروفة تجعل من بعض الرسوم كومةً من الساعات الرخيصة المحلّاة، و«مانوكانَ» للخياطة ونصُباً غامضة للعضو الذكري، إلّا أن العجيب يظلّ في مظلّات أو جرادة بحر أو آلة خياطة، أو أيّاً يكن، على طاولة تشريح داخل حجرة حزينة أو في صحراء من الصخور. وإنه لفقرٌ في الخيال أن يعلم المرء القوانين والقواعد بلا تبصّر، كما كان يقول أونامونو(**) Unamuno. واليوم توجد قواعد للفانتازيا قائمة على مبدأ الحمار الذي تلتهمه ثمرة تين، كما عرضته «أناشيد مالدورور»(***)،

    على أنه أعظم قلبٍ للواقع، أناشيد ندين لها كثيراً بـ«أطفال تهدّدهم البلابل»، أو «الجياد التي تلتهم عصافير»، لآندرِه ماسّون André Masson. لكن، لاحظوا أن آندره ماسّون لمّا أراد أن يرسم غابة جزيرة المارتينيك، بتشابك نباتاتها الفائق واختلاط بعض الثمار ببعضها اختلاطاً وحشيّاً، التهمتِ الرسّامَ حقيقةُ الأمر العجيب وجعلته عاجزاً إلى حدٍّ ما إزاء الورق الأبيض. وكان على رسّامٍ من أميركا هو وُيْفرِدو لام Wifredo Lam الكوبيّ أن يبيّن لنا سحر النبات المداري، وإبداع غابتنا الأشكالَ بكلّ تحوّلاتها وتعايشها، إبداعاً طليقاً في لوحاتٍ تذكاريّة ذواتِ تعبيرٍ فريد في فنّ الرسم المعاصر(****). وإزاء فقر الخيال المزعج لدى تانغي Tanguy مثلاً، الذي ما فتئ يرسم منذ خمسة وعشرين عاماً اليرقاتِ المتحجّرة ذاتها وتحت السماء الرماديّة ذاتها، راودتني الرغبة في أن أردّد جملةً كان يتباهى بها سُرْياليّو الدفعة الأولى: «أنت الذي لا ترى جيداً، فكّر في الذين يرون!». وما يزال كثير من: «المراهقين يجدون لذّة في اغتصاب جثث نساء جميلات تُوفّين حديثاً»، (لاوتريامون Lautréamont)، من غير أن يلاحظ أنّ العجيب أن يغتصبوهنّ وهُنّ على قيد الحياة. ذلك أنّ كثيرين ينسون، وقد تقنّعوا بأقنعة سَحَرةٍ بكلفة زهيدة، أنّ العجيب يأخذ بأن يكون عجيباً بشكل لا يُخطئ حينما ينبثق من تغيّرٍ غيرِ مُنتَظر في الواقع (المعجزة)، ومن كشفٍ مميّز للواقع، ومن إلهامٍ غير مألوف، أو من استنهاضٍ فريد لثروات الواقع المهملة، ومن توسيع درجات الواقع وطبقاته التي تُلمَح بشدّة خاصّةٍ، بمقتضى تمجيد الروح الذي يقود إلى شكلٍ من «حالةٍ حدّية»(*****).

    والشعور بالعجيب يفترض في البدء إيماناً. فالذين لا يؤمنون بالقدّيسين لا يمكن لهم أن يُشفوا بمعجزات القديسين، ولا الذين ليسوا كِيخوتيّين يمكنهم أن يتغلغلوا جسماً وروحاً وخصالاً في عالم آماديس دِغولا، أو تيرانتِه الأبيض(******). وتبدو صادقةً بشكل عجيب بعض جمل رُوتِلْيو في «أعمال برسِيْلِس وسِخسْموندا»، عن رجال تحوّلوا إلى ذئاب، لأنهم كانوا يؤمنون في زمن ثربانتس بوجود أناس مصابين بهوسٍ ذئبي، وكذلك سفر المرء من توسكانا إلى النرويج فوق معطف ساحرة. وكان ماركو بولو يُقرّ أن بعض الطيور تطير حاملةً فيلةً بين مخالبها، ولوثر قد رأى الشيطان وجهاً لوجه فرماه بمحبرة على رأسه. أمّا فيكتور هوغو الذي طالما استغلّه أصحاب كتب العجائب، فكان يؤمن بالأشباح لأنه كان على يقين بأنه قد تحدّث في جزيرة غِرْنِزي إلى شبح ليوبولدين. وكان يكفي فان غوخ الإيمان بعبّاد الشمس حتّى يركّز إلهامه على لوحة قماشيّة. ومن هنا فإن العجيب المجلوبَ من غير إيمان، كما فعل السورياليّون إبّان أعوام كثيرة، لم يكن قطّ إلّا حيلة أدبيّة جدّ مملّة لمّا طالت، كما هو حال بعض أدب الأحلام «المنظّم»، أو بعض مدائح الجنون من تلك التي طالما عدنا إليها. ولا نستصوب بسبب ذلك بعضاً معيّناً من أنصار «العودة إلى الواقع»، مفردة تكتسب حينئذ معنى سياسيّاً مبتذلاً. فهؤلاء لا يعملون إلا على أن يستبدلوا بحيل المشعبذين كلاماً مطروقاً، كلامَ أديب (ملتزم أو منخرط)، أو ما يتلهّى به بعض الوجوديّين بأمور الحشر والنشر. لكن، لا ريب أنه يوجد دفاع بائس لشعراء وفنّانين يمتدحون الساديّة من غير أن يمارسوها، ويُعجبون بالذكر الأعلى لعجزهم، ويستحضرون الأشباح من غير إيمان بأن تستجيب لرُقاهم، ويؤسّسون جمعيّات سريّة ونِحَلاً أدبيّة، وفرقاً فلسفيّة غامضة مع كلمات تعارف وأسرار لم تُدرك قطّ، من غير أن يكونوا قادرين على تصوّر صوفيّة صالحة، ومن غير أن يتخلّوا عن أبأس العادات ليلعبوا بأرواحهم على خارطة إيمان مهيب.

    وهذا ما جعلني بصيراً على وجه خاصّ إبّان إقامتي في هاييتي، لمّا وجدت نفسي في احتكاك يوميّ بشيء يمكن أن نسمّيه «الواقع العجيب». كنت أطأ أرضاً حيث الألوف من البشر التوّاقين إلى الحريّة، آمنوا بقدرات ماكَنْدال التقمّصيّة، إلى حدّ أن هذا الإيمان الجمعي أحدث معجزة يوم إعدامه. وكنت أعرف قصّة عالم الأسرار الجامايكي، العجيبة. وكنت في قلعة لافِرْيير، وهي عمل لا سابقة معمّارية له إلّا ما عُرف في رسم «السجون الخياليّة»، لبِيْرانزي(*******). ولقد تنسّمت الجوّ الذي خلقه هنري كريستوف، وهو ملك ذو طموحات خارقة، ويثير الدهشة أكثر كثيراً من كلّ الملوك القساة الذين أبدعهم السورياليّون المناصرون جدّاً لأشكال الطغيان الخيالية، وإن لم يعانوها. وفي كلّ خطوة كنت أجد الواقع العجيب، لكنّي كنت أفكّر أن حضور الواقع العجيب ونفوذه، ليس امتيازاً تنفرد به هاييتي، وإنّما هو إرث أميركا كلّها التي لم ننتهِ بعدُ من إجراء إحصاء للكائنات فيها مثلاً. ونجد الواقع العجيب في كل خطوة، في حيوات البشر الذين سجّلوا وقائع مؤرّخة في تاريخ القارّة. وخلّفوا كُنىً ما يزال الناس يُسمّون بها: بدءاً من الباحثين عن يَنبوع الشباب الخالد، ومدينة مانوا الذهبية، حتّى بعض المتمرّدين في الساعة الأولى، أو بعض الأبطال العصريين في حروب استقلالنا من ذوي الأثر الميثيولوجي كالكولونيل خوانا آثورداي. وقد بدا لي ذا مغزى أن بعض العقلاء الإسبان اندفعوا لمّا خرجوا من أنغوستورا عام 1780، باحثين عن الإلدورادو؛ وأن الكومبوستولي فرانثيسكو مِنِنْدِث سار أيام الثورة الفرنسية -وليحيَ العقلُ والكائن الأعلى! - في أراضي باتاغونيا باحثاً عن مدينة القياصرة المسحورة. وإذا سلّطنا الضوء على مظهر آخر للمسألة، لرأينا أنّ فولكلور الرقص كما هو حاله في أوروبا الغربيّة مثلاً، فَقَدَ كلّ طابع سحريّ أو ابتهاليّ له. أمّا في أميركا فقلّما تجد رقصاً جماعياً إلّا ويتضمّن معنى طقسيّاً عميقاً، خالقاً في ما حوله عمليّة سحرية، كما هو رقص عُبّاد الإيقونات الكوبيّين، أو النسخة العجيبة من عيد الجسد التي ما تزال تُرى في بلدة سان فرنثيسكو في (يارِه Yare) في

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1