Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

البئر
البئر
البئر
Ebook68 pages32 minutes

البئر

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يُتمّ صحفيٌّ مقيمٌ في بوينوس آيريس الأربعين من عمره، ويقرّر أن يكتب كتابه الأول، لكن عن ماذا سيكتب حقاً؟ عن الشعراء الحزانى؟ العشيقات السابقات؟ القوارب؟ يجاهد الرجل في إيجاد نقطة الانطلاق. يخطّ إشارات حول أحداثٍ حصلت، يتنقّل بين ذكريات وأحلام وحوارات، لكنه يشعر أن الحياة التي عاشها أغنى وأكثف من كل الذي كتبه، فهل كانت أغنى حقاً؟
في رواية "البئر" يكتب "خوان كارلوس أونِتّي"، عبر نصٍ متدفّق يحطّم الحواجز بين الأزمنة والأمكنة، والشعور واللاشعور، عن بطلٍ ذي طبع غريب، مهمّش، غاضب من دون سبب واضح، وواقع دوماً في نوعٍ من سوء الفهم الذي يجعله عاجزاً عن التواصل مع الآخرين.
في نهاية الرواية، يتركنا "أونِتّي" مع إحساس صادم، ونحن نتساءل عن طبيعة العمل الذي قرأناه: أكان رواية أم حلماً أم تراه مجرّد هذيان؟
Languageالعربية
PublisherMamdouh Adwan
Release dateJun 5, 2024
ISBN9789933641924
البئر

Related to البئر

Related ebooks

Related categories

Reviews for البئر

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    البئر - خوان كارلوس أونتي

    البئر

    رواية

    خوان كارلوس أونِتّي

    ترجمها عن الإسبانية: علي إبراهيم أشقر

    البئر - رواية El Pozo

    تأليف: خوان كارلوس أونِتّي Juan Carlos Onetti

    ترجمها عن الإسبانية: علي إبراهيم أشقر

    تصميم الغلاف: نجاح طاهر

    978 - 9933 - 641 - 92 - 4 :ISBN

    الطبعة الأولى: 2023

    © Juan Carlos Onetti, 1939, and heirs of Juan Carlos Onetti

    جميع حقوق الترجمة محفوظة للناشرين دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع ودار سرد للنشر. لا يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب، أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع، أو نقله، على أي نحو أو بأي طريقة دون موافقة الناشرَين الخطية.

    This work has been published within the framework of the IDA Translation Support Program.

    Y9789933641924-1.xhtml

    البئر

    منذ هنيهة وأنا أذهب وأجيء في الغرفة، فخطر لي فجأةً أنّي أراها أوّل مرة. فيها سريران سفريّان، وكراسيّ مخلّعة القوائم ومن غير مقعد، وصُحف حرقتها الشمس ومضى عليها أشهر مسمّرةً في النافذة بدلاً من الزجاج.

    كنت أتمشّى ونصف جسمي عارٍ، ضجِراً من الاضطجاع منذ منتصف النهار، نافخاً من الحرارة اللعينة التي تلتصق بالسقف، وتنسكب في الحجرة الآن، وفي أوقات المساء دائماً. أسير ويداي خلفي وأنا أسمع وقْع النعل على البلاط، وأشمّ رائحة كلّ إبطٍ من إبطيّ بالتناوب، وأحرّك رأسي من هذا الجانب إلى الجانب الآخر مستنشقاً الهواء، وهذا ما جعلني أضخّم تكشيرةً من الاشمئزاز على وجهي، وهذا ما كنت أحسّ به. فيما لحيتي غير الحليقة تحتكّ بمنكبي.

    وأتذكّر، قبل أن أثير ذكرى أيّ شيء آخر، شيئاً بسيطاً، هو أن عاهرة كانت تُريني منكبها الأيسر المحمرّ وجلده يوشك أن يتشقّق، قائلة: «اعلمْ أنّهم أولاد كلبة. يأتيني عشرون واحداً منهم في اليوم، ولا أحد منهم حليق الذقن!».

    كانت امرأة فتاة وأصابعها طويلة الأنامل، تقول قولها من غير سخط ومن غير أن ترفع صوتها، وبالنبرة الغنِجة ذاتها التي تحيّي بها حينما تفتح الباب. وأنا لا أستطيع تذكّر وجهها، ولا أرى غير منكبها الذي أثارته اللحى التي تحتكّ بهذا المنكب دائماً وليس بالمنكب الأيمن، وقد احمرّت البشرة بينما تشير إليه اليد ذات الأصابع الناعمة.

    بعد ذلك، أخذتُ أنظر من النافذة شارد الذهن، ساعياً لاكتشاف كيف هو وجه العاهرة. فبدا لي أن ناس الفناء أكثر إثارةً للاشمئزاز من أيّ وقت مضى. وهم كالعادة دائماً، المرأة السمينة التي تغسل في حوض صغير وهي تدمدم على الحياة وعلى صاحب المخزن، بينما الرجل يشرب «المتّة» مطأطئاً ومنديلٌ أبيض وأصفر معلّق إزاء صدره. أمّا الصبيّ فكان يحبو ويداه وخطمه ملوّثة بالطين. لم يكن عليه سوى قميص مشمور الكمّين. وبالنظر إلى مؤخّرته جعلني أفكّر: أنّى لناسٍ -كلّهم تقريباً- أن يكونوا قادرين على أن يشعروا بالحنان على هذا؟

    تابعت سيري بخطا قصيرة لكي يطرق النعل الأرض مرّاتٍ كثيرة في كلّ شوط. وكان عليّ أن أتذكّر حينئذٍ أنّي غداً سوف أُتمّ أربعين عاماً.

    وربّما ما كنت أستطيع أن أتصوّر الأربعين على هذا الشكل: وحيداً وسط القذارة محتبساً في الحجرة. لكنّ هذا الأمر لم يجعلني كئيباً. بل

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1