إدارة المخاطر في الفكر السياسي الإسرائيلي المعاصر

By عماد على حمد

يعد حقل إدارة المخاطر من أحدث الاستراتيجيات المختصة في الشأن السياسي، نظرًا لحداثة الحقل، تعد من الموضوعات النادر كتابتها في الفكر السياسي، إذ لم يكتب في هذا الحقل في الشأن (الإسرائيلي)، ويمكن تعريفها بأنها إدارة المجازفة وقياسها، حيث اهتمت الأصولية الصهيونية، والأصولية اليهودية، المتمثلة في النخب السياسية داخل الكيان الصهيوني، لأجل ضمان حماية وأمن ووجود (إسرائيل).
يستعرض هذا الكتاب دراسة في الجانب النظري لإدارة المخاطر في داخل المجتمع (الإسرائيلي)، ومن ثم تحديد مستويات المخاطر في داخل هذا المجتمع، وكيف تتم معالجتها، وما طرق معالجة المخاطر (الكلاسيكية – الحديثة)، وما المرتكزات الفكرية التي وضعت من خلالها الرؤية الاستشرافية، وفق رؤى النخب السياسية لمستقبل إدارة المخاطر في داخل الكيان الصهيوني.

• Language: العربية
• Publisher: Tafaseel for Publishing
• Release date: Jun 9, 2024
• ISBN: 9789778697384

Book preview

الغلاف

القسم الثالث

معالجة المخاطر.

عملية إدارة المخاطر تتمثل من خلال مجموعة من الاستراتيجيات التي تقوم بها الدولة أو صانع القرار بهدف تفادي خطر معين أو محتمل في المستقبل القريب أو البعيد، إذ تختلف أساليب معالجة المخاطر من دولة إلى أخرى تبعًا للطبيعة المجتمعية، فقد تكون الأساليب المتبعة في الدول المتجانسة غير الأساليب المتبعة في الدولة غير المتجانسة ثقافيًا، يعقد ذلك مهمة صانع القرار السياسي لأي دولة كانت.

تختلف أساليب معالجة المخاطر من حيث الاستخدام فهناك أساليب تقليدية (كلاسيكية) تتبعها الدول ومتعارف عليها في العرف الدولي في القرن الماضي فيما أن هناك أساليب حديثة ظهرت مع بزوغ التطور التكنلوجي حاولت معالجة المخاطر التي تهدد أمن الكيان الصهيوني، كان التطبيع أول تلك الطرق، وهنا تطبيع لا يعنى به تطبيع العلاقات الصهيونية العربية إنما تطبيع العلاقات داخل المجتمع الصهيوني، بأن الدولة قائمة ولا مناص من معارضتها.

أيضًا أسلوب المثلية، وهنا المثلية يقصد بها بأن المجتمع الإسرائيلي هو مجتمع شأنه في ذلك شأن المجتمع المصري واليمني، من الناحية الدولية وأن الفرق التي تدين للأصولية الصهيونية هي شأنها شأن الفرق التي تتبع الأصولية اليهودية ومثيل لها في داخل المجتمع، يفضي إلى استعمال الأسلوب الآخير للمعالجة متمثل في علمنة الدولة من خلال جعل المجتمع يحمل ثقافة واحدة داخل المجتمع الصهيوني.

أولًا: أساليب المعالجة الكلاسيكية.

اتبع الكيان الصهيوني العديد من الأساليب التقليدية لمعالجة المخاطر التي تهدد أمن إسرائيل داخليًا وخارجيًا، تتمثل فيما يلي:

1. أسلوب عسكرة المجتمع.

يعد هذا الأسلوب من أقدم الأساليب التي تتبعها المجتمعات منذ القدم وإلى يومنا هذا؛ حيث اعتمدت إسرائيل عليه منذ بداية الإعلان عن قيام إسرائيل في العام (1948م) وإلى يومنا هذا، إذ لا يمكن تتخلى عنه ولا بأي شكل من الأشكال، نظرًا لوجود عدو عربي دائم يهدد وجود دولة إسرائيل، خاصة بعد الحروب العقائدية التي قام بها الكيان الصهيوني تجاه الدول العربية، منها مثل حرب دفاعية وأخرى حروب استباقية أظهرت أهمية عسكرة المجتمع.

العقيدة العسكرية في داخل الكيان الصهيوني تقوم على فكرة (أن إسرائيل تعيش في السيف)، الأمر الذي دفع الكيان الصهيوني من إشراك النساء داخل الجيش، بالرغم من أن الجماعات الأصولية اليهودية تحرم إشراك المرأة في الأعمال العسكرية، إلا أن  الأصولية الصهيونية عملت العكس؛ لأنها ترى بأن لا يمكن لأحد أن يدافع عن أرض اليهود غير اليهود أنفسهم، نظرًا