Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الحكاية الجديدة
الحكاية الجديدة
الحكاية الجديدة
Ebook250 pages1 hour

الحكاية الجديدة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

حين تصل رؤيا المؤلف مرحلة الاعلان، يزول وهم الازدواج في شخصيته، فمجهولية المؤلف هي ذاتها رؤياه المرئية، فكأنه هي أو كأنها هو، مجرّدة من اعراض التبدل والفساد. وما دام المؤلف يحتفظ بهذه القدرة على الاستبدال، فإنه لن ينكر حق المؤلفين الآخرين في أن يستأثروا بمدار لهم، أو أن يخرجوا منه إلى مدار مشترك، في حركة من الاقتراب والابتعاد، والتأثر والتأثير، تمثل هارمونية التأليف الخلاق لرموز الطبيعة والكون والحياة، التاريخ والابدية.ان دافعية التأمل وحدها تفصل بين الرؤيا ونقيضها، وما هذا النقيض سوى القصدية المنهجية للنقد الادبي في الهدم والبناء في حين ان الرؤيا تقلص الفاصل بين المنهج، باختصار الطريق نحو الغاية الاخيرة. ان طريق الرؤيا الهوائية متعددة الاتجاه. لكن سرعتها في اختيار البراهين الصائبة، تساعد القارئ المشارك على اختصار الطريق، وتشركه في متعه السفر إلى واحات النص وان هذا سفراً تأملياً ضوئياً
Languageالعربية
Release dateJun 10, 2024
ISBN9789922623290
الحكاية الجديدة

Related to الحكاية الجديدة

Related ebooks

Reviews for الحكاية الجديدة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الحكاية الجديدة - محمد خضير

    الحكاية الجديدة

    (رؤى نقدية)

    محمد خضيّر

    Y1110000000353-1.xhtml

    الحكاية الجديدة

    (رؤى نقدية)

    محمد خضيّر

    The New Tale

    (Critical Insights)

    By Mohammed Khudaier

    الطبعة الثانية: أكتوبر ـ تشرين الأول، 2019 (1000 نسخة)

    بيروت ـ لبنان

    Y1110000000353-1.xhtml

    ______________________________________________________________________________________

    تنبيه: إن جميع الآراء الواردة في هذا الكتاب تعبّر عن رأي كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الناشر.

    ISBN: 978 - 9922 - 623 - 29 - 0

    مقدمة الطبعة الثانية

    يشتمل هذا الكتاب على مجموعة المحاضرات التي استمعَ إليها جمهور من الأدباء وطلبة الكليات، في بغداد والبصرة، خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، ثم كان أن أعددْتُ منها مقالات نُشِر بعضها في الصحف والمجلات العراقية، وصدرت الطبعة الأولى منها في كتاب، عن دار أزمنة ــ عمّان ــ العام 1995. وأرى الوقت قد حان ليطّلع عليها جمهورٌ أوسع في وطننا العربي، بطبعة ثانية من دار الرافدين ــ بيروت.

    لم يسلب إعداد المحاضرات للنشر شيئاً من طبيعتها التأملية التي دُعِيتُ من أجلها إلى قاعات الجامعة واتحاد الأدباء، إذْ كنت أمثُلُ في هذه الأمكنة ملبّياً دعوة الداعي، فأعرض تجاربي الفنية في كتابة القصة القصيرة، باقتضاب أو استرسال، بتهيب أو انطلاق. وما زالت المقالات المعدّة عنها تحتفظ بذلك الطابع التجريبي المنفرد، فلم تدخل في حساب النقد الأدبي ومنهجيته، ولا في مداخل النظرية الأدبية ومصادرها، إلاّ بما سمحَ المدخلُ المشترك بين التجربة الخاصة والنظرية العامة. وما دامت حدود المقالات كذلك، فليتقبّلها القارئ على أنها «سيرة نظرية» تشتمل على رؤى وتجارب ذاتية، وإلا فهي خطرات وشذرات، أو نواتج ثانوية انفصلتْ عن التفاعل الأساسي لكتابة النصّ القصصي، واكتملت باكتمال التفاعل، لم تسبقْه بكشفٍ أو تُعِقْه بتصوّر مطلق. وكان هذا دفاعي أمام مَن سألني عن حظّ هذه المحاضرات من الرؤية النقدية المتماسكة، فلم أنكر أنّها شظايا الانفعال الداخلي وقد انبثقت في اثناء الكتابة، وأنّي بدلاً من ركود انفعالات الخلق في مجاريها الضيقة تركتها تنساب في مجرى واسع، مجاور لنهر النصّ القصصي، تنصبّ فيه آناً بعد آن، ودفقة بعد أخرى؛ فإذا هي مقولات وأفكار يجري بعضها في إثر بعض، لم أقصد إلى أن أجلس لكتابتها من أول سطر فيها حتى آخر هامش عليها. وقد جاءت الروابط والهوامش لتمنحها قوامَ المقالة، بعد أنّ استدعى التأمل أن أسلكَ بها طريقَ المحاججة والإقناع والمحاضرة.

    أتذكرُ أولَ جلوس لي على المنصّة لإلقاء محاضرة (ذاكرة العطار) في اتحاد أدباء بغداد عام 1987، وما استمتعتُ به من طلاقة في سرد وقائع لم أسجّلها في مُدوّنة المحاضرة، تتعارض تماماً والمواجهة الأولى لجمهور لم أتعرَّفه ولم يتعرَّفني. فقد كنت أحسبُ من قبل لشخصيتي مؤلفاً بعيداً، تأثيراً يفوق تأثيرها حاكياً قريباً، وقد جاءت النتائج لتخذل تصوّري وتلغي واحدةً من عاداتي التي درجتُ عليها زمناً، ودافعتُ عنها. كانت النتائج ـ ويا للروعة ـ مذهلة، فقد استدار أفقي نحو كشفٍ تجاوز نظرتي الأولى: إنّ حياة المؤلف في الحضور والمواجهة تعادل غيابَه في حياة النصّ الذي يُظهِرُه. أو أنّه يؤدي دورين مزدوجين يستبدل أحدهما بالآخر، شخصية المؤلف الحقيقية بشخصيته المجهولة، المتوارية، خلف نصّه. تحتمي الأولى بالثانية لكيلا تحترق الهوية المعلنة في مدار الادّعاء والشّهرة والانتقال في الزمان والمكان. فكأنّ المؤلف عقلٌ مُقنّع في مجرّة تتساقط عنه الصفات، بتبدّل الأحوال، فيتجلى شهابُه المتهيكل في الرموز المكتوبة أو المنطوقة، بأكثر من حضور أو ظهور. وحين تصل رؤيا المؤلف مرحلة الإعلان، يزول وهمُ الازدواج في تصوّره، فمجهولية المؤلف هي ذاتها رؤياه المرئية، فكأنه هي أو كأنها هو، مجرّدة من أعراض التبدل والفساد. وما دام المؤلف يحتفظ بهذه القدرة على الاستبدال، فإنه لن يُنكِر حقّ المؤلفين الآخرين في أن يستأثروا بمدار لهم، أو أن يخرجوا منه إلى مدار مشترك، في حركةٍ من الاقتراب والابتعاد، والتأثر والتأثير، تمثّل هارمونية التأليف الخلاّق لرموز الطبيعة والكون والحياة، التاريخ والأبدية. وهي أيضاً قدرة المواجهة مع جمهور، معروف أو مجهول، بطبيعة متبدلة مع الزمن والكتابة. وتستفيد هذه المقالات من هذه الاحتمالات كي تعلن عن نفسها في طبعة جديدة، أو طبعات عدة.

    إلى هذا الأفق من التحوّل العميق في عملية التأليف، والمحاضرة، أصبحَ مُنتظَراً من أفكار هذه المقالات أن تتجرد من خصوصية الدعوة الاسميّة، لترتقي إلى خاصيّة التأمل في إدراك النهاية المشتركة التي لا بدّ أن يصلها المؤلفون، واحداً بعد الآخر. إنّ دافعية التأمل وحدها تفصل بين الرؤيا ونقيضها، القصدية المنهجية للنقد الأدبي في الهدم والبناء، والحذف والتجديد. فالرؤيا التأملية تقلّص الفاصلَ بين النصّ ومصدره الأنطولوجي، وتختصر عمليات الاستدلال المنطقي، وتدمج الغاية بالوسيلة. إنها سبيل النصّ في السفر إلى واحات النصّ، بسبل غير مباشرة.

    بهذه الدافعية «غير المرئية» قدّم ألان روب غريبه رؤياه بخصوص (الرواية الجديدة)، وكتبَ ميشال بوتور (بحوثه) عنها، في حين ذهب أمبرتو إيكو إلى (أعماله المفتوحة) على تخوم النظرية وتمثيلاتها الخيالية، ثم أقنع ميلان كونديرا قراءه ب(فن الرواية) النظير للبناء الموسيقيّ... وأحسب أيَّ كاتب في أيّ مكان، سيقدّم براهينَه البسيطة على أعقد القضايا الأدبية الحديثة، بهذه الروح المسافرة وراء الأبعاد القارّية المجهولة، والألغاز الأدبية والعلمية والفلسفية، مستتبِعاً آثار سرفانتس وجول فيرن وويلز ورابليه وهيرمان هسه، إضافة إلى رهط مؤلفي الخيال العلمي والفنتازي، بعد أن استنفد أغراضه المباشرة في محاكاة الحياة الواقعية وتجاربها اليومية. وما يشغل الكاتب العربي من قضايا التحولات الكبرى للفن القصصي، بدرجة أساسية، يدعوه إلى تدوين رؤياه في الوقت المناسب، من الموقع المجهول للآخرين، أو المعروف لأقرب الناس إليه، قبل أن يستدركها الطارئون من قطاع طرق السفر والترحال، ويغتصبوا قِناعها الذاتي. وأفترضُ أنّ القاص العربيّ أقلّ المؤلفين العالميين حظاً في إشهار هويته المتبدلة مع تبدل المواقع واختلاط الهويات أو تفرّعها اللغوي والأنطولوجي، مع امتلاكه إرثاً خالداً من الرسائل والحكايات والرحلات بين أقاليم الأرض والسماء.

    ليس هناك ما يقال أكثر من نتائج الخطوات المتسارعة خارج محيط تلك التجارب ورؤاها المنعشة. أصدرتُ بعد هذا الكتاب، بأربعة عشر عاماً، مؤلَّفي النقدي الثاني (السرد والكتاب) ــ دبي 2009 ــ إلا أنني أشعر باستباق طروحات (الحكاية الجديدة) لأيّ رحلة على طريق التجربة الذاتية في التأمل والبرهان النقدي الذاتي. فهذا الكتاب يشتمل الأطروحات الأساسية لما قد يندرج في «الرؤى المرئية» لكتابة القصة القصيرة. إنه برهاني البسيط على عضويتي في «مجلس العالم» الذي تخيّله روّادُ السفر في قارات مجهولة؛ وعادوا بمثله أو أحسن منه. كما إنّه انتباهتي الأولى لـ«عصور الحكاية» الشاملة لمؤلفي الشرق والغرب، القدامى والمحدِثين، سواء بسواء.

    والحقيقة، فما أملكه من براهين وحوارات صار قليلاً. لا أملك طموحاً شديداً في التزام الموقف النقدي/ البرهاني بديلاً استراتيجياً عن «الرؤى المرئية» التي احتوتها نصوصي السردية، ذات النوى المحفزَّة ذاتياً ودلالياً. وإذْ عوّلتُ كثيراً على اختبارات مشغلي السردي في كشف اختباراتي الجانبية، فإن هدفي الأخير هو فسح الفضاء لرؤاي كي تتجول في أقاليمها الموزعة بين أزمنة السلم والحرب، من دون دفْع اضطراريّ لبنياتها. ولربما كانت مقالات هذا الكتاب، ورديفه الآخر (السرد والكتاب)، تدفعني أكثر إلى تمديد فضاء النصوص السردية زمنياً ومكانياً. ولربما يسعى الأديب العربي، مثلي، إلى هذا المطمح، ويتبع شعوره «المضطهَد» في البحث عن مدار يضع فيه نصوصه، بين مدارات السرد العالمية، ويتبادل معها التأثير والتأثر بخاصيات وكيفيات تحفظ له حقوق هويته التي تتناهبها الأهواء والجاذبيات. ولنا أن نحلم بعد كل تجربة لا تخلو من لذة المخاطرة!

    محمد خضيّر

    البصرة، حزيران 2019

    «ولذلك ورغبة مني في تعويض أولئك المستضعفات ـ كما ترى السيدات ذوات الكيان الرقيق ـ عما لحقهن من غبن الحظ إذْ ضنَّ عليهنّ بعونه، رأيتُ أن أخفّ لنجدة وتسلية أولئك اللواتي لا يجدن ـ كغيرهن ـ سلوى كافية في الإبرة، أو المغزل، أو المنسج، بأن أروي مئة قصة، أو أسطورة، أو أمثولة، أو حكاية ـ كيفما يحلو لنا أن نسميها ـ سُرِدَتْ في عشرة أيام على ألسنة جماعةٍ كريمة مؤلّفة من سبع سيدات، وثلاثة شبان، في أيام الوباء الفتاك، وكذلك بعض الأغنيات الّتي أنشدتها السيدات ليطربن بها الجماعة».

    ـ جيوفاني بوكاشيو / الديكاميرون ـ

    «إنّ أحسن الحكايات كما نعلم هي دائماً تلك الّتي كانت ما تزال تقع في العصر الأوتوقراطي، ففيها شيء من روعة الخرافة، والمجاز العتيق، وهو ما لا تستغني عنه حكاية حقة».

    ـ فيرنر برجنجرين / الخيال القديم ـ

    «إنّ سخافات عديدة تحدث في الكون. وأحياناً تحدث أشياء لا تطابق الواقع بحال من الأحوال».

    ـ غوغول / الأنف ـ

    «إذن هناك عدد كبير من الحكايات الجميلة في كتب الملوك ـ في كتب الملوك الحزينة المجلّدة بالحديد»

    ـ إدغار ألن بو / الصمت ـ

    «نحن ـ مخترعي الحكايات ـ الذين نؤمن بكل شيء، نُعطى الحق في التفكير بأن الوقت ليس متأخراً للانطلاق في خلق (يوتوبيا) مناقضة، سيكون فيها مستحيلاً على أيٍّ كان أن يختار للآخرين حتّى شكل موتهم، وتحصل فيها السلالات المحكومة بمائة عام من العزلة، على فرصة ثانية على الأرض وإلى الأبد».

    ـ ماركيز / خطاب نوبل ـ

    عصور الحكاية (1)

    للحكاية ثلاثة عصور، عصر النشأة، وعصر اكتشاف الحكاية، وعصر العودة إلى الحكاية. والأخير عصرنا، الذي عاد فيه أكثر من كاتب إلى النبع الأصلي، الذي انبثقت منه القصة المعاصرة، إلى كهوف الرمز المغلّفة بالأحداث الخيالية، حيث البشر يفقدون أنوفهم، أو يخترقون الجدران بسهولة، أو يتجاوزون جاذبية الارض دون عودة.

    وسواء أتتابعت العصورُ الثلاثة أم تداخلت، فقد كانت للحكاية ممالك وقصور في كل عصر. وأقدمها مملكة، بل قارة الخالقين الأوائل، التي تفوق بمجهوليتها وغموضها قارة «أتلانتس» الأسطورية الغريقة، وفي هذه القارة ـ قارة الحكاية ـ عاش أشخاص وهميون وحقيقيون، آلهة وأنصاف آلهة، بشر وأنصاف بشر، ممسوسون ونبوئيون، تكلموا جميعاً بلسان واحد، لسان الحقيقة المتخيلة. هنالك كان: لقمان وأيسوب وبيدبا وشهرزاد وحيّ بن يقظان وهوميروس وأوفيد.

    وفي العصور الأوتوقراطية والثيوقراطية الوسيطة ــ عصور الانتعاش الكلاسيّ والرومانسي ــ بُنِيت للحكاية قصور وقلاع توزّعت على سهوب الإقطاعيات الكبيرة، مثل قلعة (بوكاشيو) و(دانتي) الإيطالية، وقلعة (تشوسر) الإنكليزية، و(سرفانتس) الإسبانية، و(نرفال) و(دي ساد) الفرنسية، و(كريلوف) و(غوغول) الروسية، والأخوين (جريم) الألمانية، و(هانز كريستيان اندرسون) الإسكندنافية. ولم يشارك (إدغار ألن بو) أحدٌ في قلعة الأشباح التي ليس لها مكان، فلربما كانت تقع في المملكة التي صوّرها في حكايته المسماة (الصمت).

    أما قلاع الشرق الهندية والصينية والعربية

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1