نظرية العدالة عند جون رولز: الابعاد السياسية والاخلاقية

By شيماء عبد العزيز الشامي

يمكن ان نسرد مجموعة من النتائج لبحثنا تشكل تلخيصا لما بدا من نظرية رولز في العدالة هي : ــ جميع الناس احرار ومتساوون ولهم الحق في ان يكونوا جزءا من النسق الموسع للحريات الاساسية بالتساوي /> ــ من الطبيعي ان تنتج عن النسق الموسع للحريات فوارق اجتماعية واقتصادية هائلة بين الناس لكن شريطة ان تنظم بالكيفية التالية : ــ ان تكون نابعة من مبدأ تكافؤ الفرص في الوظائف لا يرى رولز مانعا في بقاء اللامساواة لكن شرط ان تكون مصلحة الأكثر حرمانا والاقل حظا من الناس و اذا كانت ايضا حصيلة تكافؤ الفرص التي يتيحها النظام الليبر الي الذي قد قبل بمبدأ العدالة كإنصاف

• Language: العربية
• Publisher: Dar Alrafidain
• Release date: Jun 10, 2024
• ISBN: 9781988295084

Book preview

الغلاف

نظرية العدالة عند جون رولز

الأبعاد السياسية والأخلاقية

شيماء عبدالعزيز الشامي

Y1110000000019-02.xhtml

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نظرية العدالة عند جون رولز

الأبعاد السياسية والأخلاقية

John Rolls's Theory of Justice

Ethical and Political Dimentions

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المؤلف: شيماء عبدالعزيز الشامي

الطبعة الأولى، لبنان/كندا، 2016

First Edition، Lebanon/Canada، 2016

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Y1110000000019-02.xhtmlY1110000000019-02.xhtml

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هام: إن جميع الآراء الواردة في هذا الكتاب تعبّر عن رأي كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي الناشر.

ISBN: 978 - 1 - 988295 - 08 - 4

إهداء

أهدي هذا العم ل المتواضع إلى كل مفكّرٍ حر التفكير، حسن التدبير، يتحرر من الأفكار المسبقة لبلوغ الحقيقة.

شــكـر

حمداً لمن له عليّ سلطة الربوبية والألوهية والعبودية، فهو الأحق بالشكران، والأولى بالعرفان، شكراً للعائلة التي لها عليّ سلطة الحنان والرعاية، وللأستاذ المشرف الذي له عليّ سلطة العلم والتقويم والدراية، وللأساتذة الذين لهم عليّ سلطة التعليم والتكوين، وللطلبة الذين لهم عليّ سلطة الصداقة والسير في طريق العلم والهداية، ومن مدّ لي يد العون من قريب أو بعيد.

المقدمة

إن إشكالية البحث عن العدالة ليس إلا أطروحة للتحول الحضاري والنهضة والبحث عن صياغة جديدة لتاريخ الأمم والشعوب، فلقد كان البحث عن ماهية العدالة، ومحدداتها، بمثابة الشغل الشاغل للإنسان على مر العصور، غايته وهو بصدد البحث الدائم عن هويته في صياغة لنموذجه الحضاري، ولا يصبح الإنسان باحثا عن هويته إلا في عالم التحولات وتقييم النماذج الإرشادية الحاكمة وتبدل المسلمات، وما دمنا نعيش في هذا العصر الذي يتسم بالتحولات والتغيرات المتسارعة، فليس غريبا أتكون مسألة العدالة التساؤل الحيوي الذي يطرح نفسه بإلحاح في عصر التغيرات وتمييع الهويات وذلك من أجل تأكيد الذات.

فلقد شغلت فكرة العدالة بتجلياتها السياسية والأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية العالم كله، وقد كان لها الأثر الكبير في التأثيرات التي تعرفها مختلف المجالات، ولعل أبرازها مشكلات الهوية والتعددية السياسية والثقافية في ظل واقع تستغله الدول الكبرى التي تحاول أن تدفع بالعولمة كعملية تاريخية في اتجاه التبني البشري لأوضاع الدول بما يخدم مصالحها القومية.

من هنا اتجهت المشاريع الفكرية الغربية في محاولة تشخيص هذه ألازمه نتيجة المد الجارف لفتوحات العولمة، وطرح مجموعة من القضايا والتساؤلات لإيجاد حل للأزمة السياسية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية وهذا ما نستشفه من أعمال الفلاسفة والمفكرين أمثال يرغين هابرماس، ومارتا نوسباوم، سلافوي جيجيك.

إلا أن دراستنا التحليلية ستقف عند أهم شخصية فلسفية في الفلسفة الغربية المعاصرة استطاع أن يحدث مفصلاً في تاريخ العدالة الغربية، وعلى مستوى الخطاب الفكري ونقصد به الفيلسوف الأمريكي جون رولز (1921-2002)الذي قطع هيمنة الرؤية النقدية على مفهوم العدالة

إذ نتعرض في هذا البحث لإشكاليه العدالة على وجه التحديد «الأبعاد السياسية والأخلاقية عند رولز ومن هذا المنظور ينصب اهتمام الباحثة بشكل أساسي ومباشر في دراسة وتحليل نظرية العدالة عند جون رولز بأبعادها السياسية والأخلاقية، ولعل كتاب «نظرية العدالة «لـ جون رولز أول بصمة في الفلسفة السياسية التحليلية، وأحد الأعمال الهامة التي ساهمت بشكل أساسي في هيكلة مجال البحث في الفلسفة السياسية في النصف الثاني من القرن العشرين، فلا يقاس تأثره فقط بعدد المنشورات التي تحيل على رولز، رغم أنه مؤشر له دلالته، بل يقاس أساسا بالطريقة التي تمت بها معالجة الإشكالات السياسية في الفلسفة بعد صدور هذا الكتاب مباشرة، إذا أصبح التبرير المعياري لمبادئ التعاون الاجتماعي وتحليل قضية الحقوق من القضايا الأساسية في الفلسفة السياسية، على حساب التفكير في ممارسة السلطة، وتقنيات الحكم والهيمنة الإيديولوجية، التي شكلت نواة الفلسفة السياسية المسماة بالفلسفة (القارية) (أدورنو، وهاركهايمر، وماركيور، وفوكو، وألتوسير، إلخ)(1)

ويمكن تلخيص الدوافع الموضوعية الأخرى في النقاط الآتية: .

ـ الوقوف على الأدوات النقدية والبنائية التي توسل بها الفيلسوف في هذه القراءة النقدية الجادة.

ـ التعرف على الأساليب البرهانية والقواعد الاستدلالية التي استعان بها رولز في خطابه ومشروعه النقدي، بعيدا عن التوصيفات العاطفية والتناولات المذهبية أو الشمولية.

ـ التعرف على خط فكري فلسفي صاعد وجاذ لفيلسوف مجدد في مجال الفلسفة الغربية المعاصرة في مقابل إنتاجان غربيه أخرى غشاها التقليد، والمحاكاة، واستحكمت عليها التقنيات المذهبية والفكرية.

وفي سبل الوقوف على موقف جون رولز من أزمة العدالة والتحديات التي تواجهها في ظل التغيرات،و التبدلات التي يشهدها عالمنا المعاصر.

إن الإشكالية - التي سنحاول الإجابة عنها في هذا العمل- يمكن صياغتها بالشكل الآتي:

• كيف يمكن أن نقارب لمفهومي العدالة والعدالة كإنصاف والحرية والمساواة عند جون رولز؟

• ما هي المرجعيات والأدوات النقدية والبنائية التي توسل بها جون رولز في مشروعه الفلسفي؟

• كيف شكلت رؤيته النقدية تصوره الخاص للعدالة كإنصاف في ظل التحديات؟

وكمحاولة للإجابة على هذه الإشكاليات المقدمة للبحث ارتأينا فهم ومعالجة الموضوع من خلال خطة البحث التي حاولنا تقديمها على النحو الاتي:

مقدمة: وهي بمثابة الإطار العام الذي ترتسم فيه ملامح الموضوع، وهذا من خلال الإحاطة بمعالمه الكبرى، وتحديد الإشكالية المحورية التي لا يمكن فهمها إلا في سياقها الفكري، والتاريخي.

العرض: من أجل التوسع في مضامين الموضوع، ومحتويات عناصره فقد قسم الباحث البحث عل أربعة فصول، كل فصل يحتوى على مباحث بعناوينه ومشكلاته، وعناصره التي تتفرع منه.إضافة إلى الفصول والمباحث، فافتتحنا بحثنا هذا بتمهيد جاء مباشرة بعد المقدمة

ثم الفصل الأول جعلناه بعنوان: مدخل إلى فلسفة (جون رولز) فعرضنا فيه ثلاثة مباحث خصصنا المبحث الأول في (جون رولز) حياته ومسيرته الفكرية وأعماله الفكرية والفلسفية، ثم عرض مكانة رولز في الفكر الغربي المعاصر، أما المبحث الثاني فخصصناه لمصادره الفكرية والفلسفية التي من خلالها شيد رولز نظريته في العدالة (وبناء نظرية العقد الاجتماعي على أساس ذلك) وبعدها انتقلنا إلى الفصل الثاني الذي بدوره تم تقسيمه إلى ثلاثة مباحث تناولت فيه الباحثة الإطار النظري والمفاهيمي لنظرية العدالة كإنصاف: فتطرقنا إلى أهم أفكار جون رولز في كتابه نظرية العدالة وهي كالتالي:

فكرة المجتمع بوصفه نظاماً تعاونياُ منصفاً، وفكرة مجتمع جيد التنظيم، وفكرة البنية الأساسية التي تتعلق بالمؤسسات السياسية والاجتماعية، وفكرة الوضع الأصلي التي تعتبر أحد المفاصل الرئيسية في بنية العدالة كإنصاف، وفكرة الأشخاص الأحرار والمتساوين، وفكرة التسويغ العام التي تترافق مع فكرة المجتمع جيد التنظيم، أما المبحث الثاني فتم عرض فكرة قانون الشعوب فتناولنا مبادئ قانون الشعوب وتقسيم رولز للمجتمعات بشكلها الهرمي، وأنواع المجتمعات وعلاقتها ببعض أما الفصل الثالث من هذا البحث عالجنا كيفية الانتقال بنظرية العدالة كإنصاف من الطرح الفلسفي إلى السياسي، إعطاء أولوية للسياسي على الفلسفي، وضرورة الإبقاء على الفلسفة السياسية وارتباطها الوثيق بالأخلاق فتناولنا فيه المباحث التالية (أولوية العدالة)، وأولوية الحق على الخير، و«إشكالية العلاقة بين الحق والخير» و«أولوية السياسي على الفلسفي والأخلاقي ثم الانتقال إلى الفصل الرابع والأخير تم طرح الآراء النقدية لفلسفة جون رولز، لنصل إلى ما أثارته نظرية العدالة كإنصاف من جدل وردود أفعال متباينة فيما بينها فكان البحث الأول بعنوان في «النقاشات والانتقادات لنظرية العدالة عند جون رولز» ثم تناولنا (ماكيل ساندل) ناقداً لطروحات رولز ونقاشات أمارتيان سن النقدية ومن ثم تناولنا نقاشات (يورغين هابرماس) النقدية للمفاهيم النظرية والسياسية عند جون رولز ومن ثم قمت بعرض أراء وانتقادات أخرى لنظرية رولز كنقد فكرة الوضع الأصلي عند جون رولز ونقد فكرة التوزيع العادل والنقد النسوي لنظرية العدالة ثم انتقلنا لللخاتمة والتي تحتوي على أبرز النتائج التي توصل إليها الباحث.

أما فيما يتعلق بالمنهج الذي اعتمدناه في معالجة هذا الموضوع فإننا استندنا إلى المنهج التحليلي كونه يتناسب مع طبيعة الموضوع، وهذا بتتبع مراحل هذه الرؤية النقدية وأسسها المنهجية، والمعرفية، وكأن هذا البحث وفق المنهج التحليلي يتجه تدريجيا نحو تزكية النقد الذي يمارسه على جون رولز الذي يتجاوز نحو فكرة البناء وذلك عن طريق اقتراح البدائل والحلول.

كما يجب التأكيد على أن القيام بعمل أكاديمي وتقديم بحث منهجي ليس بالأمر السهل، بل تواجهه صعوبات جمة وعراقيل مختلفة، وهذا ما وقع لنا في هذا البحث فعلى قدر المتعة التي عشناها في التعامل مع فكر جون رولز، والتعاطي مع فلسفته ومنهجه على قدر المعاناة التي كابدناها جراء العوائق التي واجهتنا والتي ليس من السهل تذليلها ويمكن حصرها في نقطتين هما:

1 - قلة الأعمال والأبحاث حول فكر جون رولز، وافتقار الساحة الفكرية العربية تحديدا اليمنية إلى دراسات فكرية وعلمية معمقة تحلل وتقيم فكر جون رولز، ما عدا بعض الأعمال والمقالات التي اتخذت من الطريقة السردية لمؤلفاته.

2 - الطابع الأكاديمي لأعمال جون رولز جعلتنا من الصعوبة التعامل معها خصوصا من جانب البناء اللغوي والمنطقي، ولا يمكن استيعاب دلالاتها ومعانيها إلا بعد عدة قراءات لعدة مرات.

لكن رغم هذه العوائق والعراقيل إلا أنه تم بعون اﷲ انجاز هذا العمل المتواضع الذي نأمل أن يكون قد ساهم ولو بقليل في تعليل بعض الجوانب من فلسفه جون رولز

(1) جون رولز: تحليل العدالة، ترجمة المقال: مارك – انطوان ديلاك، مجلة المخاطبات، ص211-212.

تمهيد عام

إن ولوج مجال البحث يشترط تحديد الوسائل والأدوات الضرورية التي يحتاجها الباحث، والتي من دونها يتعذر التقدم في البحث بطريقة منهجية وعلمية تساعد على معالجة، وبناء الموضوع المطروق، وفهمه بأكثر قدر ممكن من الدقة والوضوح، شريطة أن تكون تلك الأدوات ومنها بوجه خاص المفاهيم الأساسية المرتبطة بموضوع البحث الذي سنخصص له هذه الدراسة وهو (نظرية العدالة عند جون رولز الأبعاد السياسية والأخلاقية) مثل مفاهيم: العدالة والعدالة كإنصاف، الحرية والمساواة والبنية الأساسية والوضع الأصلي.....الخ.وسنتعرض لكل هذه المفاهيم في أصولها الاصطلاحية لنصل إلى مقاربته بما يتلاءم مع رؤيتنا النقدية التحليلية لإشكالية نظرية العدالة في سياق الفلسفة الغربية المعاصرة، وهكذا نرسم لأنفسنا طريقة منهجية تساعدنا على تكوين وبناء رؤية متكاملة ومتناسقة في معالجتنا لإشكالية البحث.

اخذين بعين الاعتبار الافتراضات الأساسية التي انطلقنا منها دون التشبث بمضمونها أو تبريرها أو نقدها نقد آليا وميكانيكيا، بل سنترك مجال البحث مرتبطا بميدانه الأصلي، أي النصوص الأساسية من جهة وبالدراسات التي أثمرتها تلك النصوص من جهة أخرى.

إن هذا الاختيار المنهجي نتوخى فيه أصالة الطرح وعملية المعالجة والمناقشة مما يجعل البحث الذي بين أيدينا قائما على روح المساءلة ومستندا في أساسه إلى إرادة المعرفة والتحري الدقيق لإشكالية البحث المتمحورة حول العدالة كقيمة أساسية ومدى ارتباطها بقيم أخلاقية وسياسية محددة