Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

فضحكت فبشرناها
فضحكت فبشرناها
فضحكت فبشرناها
Ebook250 pages1 hour

فضحكت فبشرناها

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

إنها قصص زوجات الأنبياء، وزوجات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.. اللاتي امتلكن جانباً إنسانيًّا يستحق الوقوف أمامه والتعلم منه.
في كتاب يمتاز بلغة بسيطة تتحدث رولا خرسا عن سير زوجات الأنبياء ودورهم في الدعوة, كما تتحدث عن زوجات النبي محمد وعن دورهم وأثرهم في حياته والنساء المؤمنات.
Languageالعربية
Release dateMay 12, 2024
ISBN9789778062243
فضحكت فبشرناها

Related to فضحكت فبشرناها

Related ebooks

Reviews for فضحكت فبشرناها

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    فضحكت فبشرناها - رولا خرسا

    فضحكت فبشرناها

    رولا خرسا: فضحكت فبشرناها، كتـــاب

    الطبعة العربية الأولى: يناير ٢٠٢٠

    رقم الإيداع: ٢٨٤٧٤ /٢٠١٩ - الترقيم الدولي: 3 - 224 - 806 - 977 - 978

    جَميــع حُـقـــوق الطبْــع والنَّشر محـْــــفُوظة للناشِر

    لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة

    بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.

    © دار دَوِّنْ

    عضو اتحاد الناشرين المصريين.

    عضو اتحاد الناشرين العرب.

    القاهرة - مصر

    Mob +2 - 01020220053

    info@dardawen.com

    www.Dardawen.com

    رولا خرسا

    فضحكت فبشرناها

    إهـــداء

    إلى السيدة مريم العذراء

    لا أستطيع أن أكتب عن النساء زوجات الأنبياء ولا أتحدث عنها؛ فهي وحدها في مرتبة الأنبياء

    ألهمتني سيدتنا مريم كثيرًا؛ فهي المرأة الوحيدة التي اختصها الله بسورة تحمل اسمها: مريم.

    ألهمني صبرها على معاناتها منذ أن اختارها الله لهذه الرسالة، ألهمني قدر المحبة الذي كان يحمله قلبها، ألهمتني روحها الطاهرة التقية.

    سيدتنا مريم امرأة لم يعرف التاريخ لها مثيلًا، أم النور، لها أهدي كتابي.

    مقدمة

    لست بعالمة في مجال الدين، هذه مرتبة لا أدعيها.

    إنما أنا مجرد واحدة من البشر الذين أتاحت لهم الظروف بعد تجارب مؤلمة كثيرة أن تتعلم أن أفضل منجى للإنسان في حالات الإحباط واليأس الشديدين، أو عندما نلمس القاع هو الله سبحانه وتعالى.

    لذلك وُجد رجال الدين أولاً بما حباهم الله من علم يستطيعون به الإجابة على أسئلتنا واستفساراتنا. خاصة عندما يتعلق الأمر بالفقه والشرع والأمور التي تحتاج إلى شرح أو فتوى مفصلتين ومستندتين على حجة ودليل وبرهان.

    أما أنا ككاتبة فهذه لم تكن مهمتي، مهمتي هي إعطاء معلومة صحيحة مع الحرص على مخاطبة الروح والقلب معًا جنبًا إلى جنب.

    أما علاقتي بالكتابة في القصص الدينية فقد بدأت منذ سنوات طويلة، عندما بدأت في نشر مقالاتي في الصحف والمجلات، وكنت حريصة في عملي التلفزيوني والصحفي في رمضان من كل عام على تقديم أو كتابة قصص الأنبياء وقصص سيدات بيت النبوة، وآل البيت؛ بيت رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.

    وهنا أصل إلى النقطة التي جعلتني أشرع في كتابة هذا العمل.

    أول أسبابي إحساسي أن النساء عبر التاريخ كنَّ أقل حظًا بكثير من الرجال في تتبع سيرتهن وأثرهن، نحن نعرف الكثير عن تفاصيل نبي من الأنبياء، ولكن عندما يتعلق الأمر بامرأة لها صلة به يجب أن نبحث كثيرًا ونلهث في الكتب لمعرفة اسم السيدة التي شاركته حياته ورحلته.

    بحثت كثيرًا عن زوجات الأنبياء الذين سبقوا سيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، بدءًا من حواء زوجة سيدنا آدم أبي البشرية.

    هذا الكتاب استغرق مني سنوات من البحث. كنت كمن يبحث عن إبر في أكوام قش..

    وأود هنا أن أشكر فضيلة الدكتور «علي جمعة»، العالم الجليل الذي لديه من العلم الغزير ومن التواضع الكثير.

    أشكره على تقديمه لي يد العون دومًا، كما أشكر مجمع البحوث الإسلامية على مراجعة واعتماد هذا الكتاب.

    مرة أخرى أشرح لمن لم يصله ما أفعله، ولكل من يقرأ لي مشكورًا.

    لست هنا بصدد إصدار فتوى أو تحليل لست أهلا له.

    لست هنا لأتكلم في أي قضايا خلافية.

    إنما أنا باحثة ناقلة لما كُتب، أجمع ما استطعت جمعه من معلومات لا تتخيلون كيف كانت صعوبة البحث عنها، فعندما يتعلق الأمر بالنساء، وجدت أن التعامل معهن حدث وكأنهن نسيًا منسيًا.

    وكان ما ساعدني في هذا البحث هو إتقاني للغات الفرنسية والإنجليزية، فعدت في بحثي أيضًا إلى بعض المراجع الأجنبية، وفي الخارج من الكتب العديدة التي كتبت عن قصص الأنبياء كما جاءت في العهدين القديم والجديد.

    بالطبع لم آخذ كل ما قرأته، بل كنت حريصة كل الحرص على كتابة ما يتفق مع احترامي الشديد لأي تفصيلة خاصة بالأنبياء والرسل وسيرتهم المقدسة، وكلما قرأت أكثر كلما تأكدت أننا في عالمنا العربي - باستثناء الدارسين والمتخصصين - لا نعرف تقريبًا شيئًا عن السيدات اللاتي شاركن حياة هؤلاء الأنبياء الذين كان لهم بالغ الأثر في أمم بأكملها.

    فعندما نسأل: ما اسم زوجة سيدنا زكريا، السيدة العاقر المسنة التي وعدها الله بالولد، فضحكت فبشرناها؟

    ما اسم زوجة سيدنا موسى التي قالت لأبيها إن خير من استأجرت القوي الأمين؟

    لا نعرف حتى أسماءهن، فما بالكم بتفاصيل حياتهن!

    هذا الكتاب اعتراف بسيط مني بدور أولئك النساء، واعتذار مني لهن لتجاهلهن عبر السنوات.

    أتمنى أن ينتفع به القرّاء فيدعوا لي.

    رولا خرسا

    نوفمبر ٢٠١٩

    القسم الأول

    زوجات الرسل

    ١ - حـــــواء

    سبحانه وتعالى، خالق السموات والأرض وما بينهما، الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، في حديث لي مع شاب غير مؤمن سألني لماذا أؤمن؟ أجبته بأن هناك طريقين أمامي: إما أن أؤمن وعندما أموت أكتشف أني كنت على حق وأذهب برحمته وعفوه وشفاعة حبيبي - رسول الله - إلى الجنة، أو لا أؤمن بأن هناك حياة أخرى وجنة ونارًا، وأموت، فأكتشف أن هناك فعلا حياة أخرى، فأُعاقَب على عدم تصديقي، وعندها لن أستطيع العودة لتغيير مصيري، اخترت الإيمان بالله أيضًا لسبب آخر، وهو الإحساس بالأمان، لعدم الإحساس بالوحدة، فلولا اليقين بأن الله موجود لكان كثيرون منا قد يئسوا، وربما انتحروا، تخلصًا من هموم الحياة ومن أعبائها، مجرد الإحساس بأن هناك مَن سيقدم الحل يعطينا أملا في الدنيا ويجعلنا نستمر على الأرض، بل يتمسك الغالبية بالحياة، مؤملين أن القادم أفضل، لماذا أؤمن بالله؟ لأنه بالنسبة لي العالِم بكل شيء، والقادر على كل شيء، وليس كمثله شيء، هو الحق العدل الرحيم الودود، إلى بقية أسمائه الحسنى التي نعرفها والتي لا نعرفها، والله سبحانه قادر على أن يقول لأي أمر: «كُنْ» فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت السموات والأرض وإليه تُرجعون، لو أراد خلق الكون في لحظة بأمر منه لفعل، ولكنه اختار أن تتم عملية الخلق في ستة أيام، لحكمة لا يعلمها غيره، وإن اجتهد العلماء في تفسير الأسباب، وتفاصيل عملية الخلق كما جاءت في التوراة أن الله سبحانه خلق في اليوم الأول النور، في دلالة على أن أول خطوة في طريق الإيمان به سبحانه وتعإلى أن نفرق بين ظلمة البعد عنه ونور الإيمان به، في اليوم الثاني خلق سبحانه وتعالى السماء، وفي اليوم الثالث خلق سبحانه الأرض، وقسّمها إلى يابسة ومياه، وفي اليوم الرابع خلق الشمس والقمر ليفصل بين الليل والنهار، أي لنعرف أن آخر أي عتمة نور، وبعد كل ليل نهار، وفي اليوم الخامس أمر الله البحار بأن تفيض بمخلوقاته، وخلق الطيور، وفي اليوم السادس أمر الله اليابسة بأن تُخرج مخلوقات حية، هي الدواب والوحوش، ثم خلق آدم، وأعطى البشر السيادة، وقصة الخلق في الإسلام جاءت في حديث رواه مسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: «أخذ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بيدي، فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه (أي الأذى والأمراض) يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل»، آخر المخلوقات إذن كان آدم «أبوالبشر» عليه السلام. وقبل أن يخلق آدم خلق الله أولاً الملائكة ليسبحوا بحمده ويستغفروا لأهل الأرض. وبعد الملائكة خلق الجن من مارج من نار، أي من أطراف لهب النار، و«إبليس» من الجن، لم يكن أبدًا من الملائكة؛ لأنهم من نور وهو من النار كحال الجن، ويُقال إن الجن كانوا قبل آدم بألفي عام، وسكنوا الأرض وملأوها شرًا، فبعث الله إليهم جيوشًا من الملائكة أخرجوهم من بقاع كثيرة من الأرض، وجعلوهم يسكنون في جزر على الماء حتى يومنا هذا، خلق الله الملائكة والجن قبل خلق آدم بألف سنة أو أكثر، وبعد أن أفسد الجن الأرض طردهم إلى الجزر ليأتي سبحانه بالبشر ويعمروا الأرض.

    ويتحدث القرآن عن عرش الله عز وجل: (وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا) [هود: ٧].

    آدم وقصة الخلق

    الله هو الأول والآخر، خلق الله أول ما خلق العرش، ثم خلق القلم ليخطّ به أقدارنا جميعًا، ولذا فإن «كل شيء خلقناه بقدَر»، فَلَو آمنّا بهذا واستسلمنا تمامًا وعرفنا أن لا شيء يغير القدر إلا الدعاء لارتحنا كثيرًا، وبعد أن خلق سبحانه السماوات والأرض والملائكة والجن قرر سبحانه أن يخلق البشر، أمر الله ملكًا من الملائكة بأن يذهب إلى تراب الأرض ويأخذ حفنة من كل ألوان التراب وأنواعه، لذا فالبشرية ليست من لون واحد أو طبع واحد، فكما التراب نحن، تختلف ألواننا وطباعنا، مِنّا مَن هو لين طيب كالطين، ومِنّا مَن هو قاسٍ كالصخر، وخلق الله آدم ومنه خرجنا جميعًا من تراب، كان ذلك في عصر يوم جمعة، لذا يُقال إن هذا الوقت تُستجاب فيه الدعوة، ثُم بلّل التراب بالماء، لذا جعل الله من الماء سببًا لكل شيء حي، فلا شيء أو أحد يحيا دون ماء، وبقي آدم على هذا الحال زمنا حتى تغيرت رائحته وهيئته وأصبح كالفخار، ويُقال إنه بقي سنوات على هذه الحال قبل أن ينفخ فيه الله سبحانه وتعالى الروح، كان الملائكة يترقبون الوقت الذي يقرره الله سبحانه وينتظرون إلى أن حانت اللحظة العظيمة، نفخ الله من روحه في آدم، وبدأت الروح تسري، في رأس آدم أولاً، ففتح عينيه، ثم وصلت إلى أنفه، فعطس، وعلّمه الملائكة قول: «الحمد لله» بعد العطس، فكانت بداية الكلام في الحمد، ثم سَرَت الروح في بقية جسمه، فقام ومشى حتى وصل للملائكة، فقال لهم: السلام عليكم، ليردوا عليه: وعليك رحمة الله وبركاته، لتكون أولى الكلمات هي الحمد، وثانيتها السلام، وثالثتها الرحمة، ولو فكرنا في تفاصيل حياتنا وملأناها حمدًا على نعم الله مهما كانت صغيرة، وأفشينا السلام حولنا مع أهلنا وأصحابنا وملأنا قلوبنا رحمة وأغدقنا بها على مَن حولنا لصلحت أحوالنا، وجاء أمر الله للملائكة أن اسْجُدُوا لآدم، فسجدوا جميعًا حتى جِبْرِيل تنفيذا لأمره سبحانه، إلا إبليس.

    ليكون الكِبْر أولى الخطايا الموجودة فينا جميعًا كبشر، رفض إبليس الانصياع لأمر الله؛ لأنه من نار، فكيف يركع لمَن خُلق من طين، وهنا يأتي أول الدروس التي يجب أن نعيها، وهي أن داخل كل واحد فينا كبرًا، وهو إبليسنا، الكِبْر الذي يعيش داخلنا، وعلينا أن نعمل جاهدين على التخلص منه يوميًا، ويأتي سؤال يؤرقني دومًا: لماذا لم يطلب إبليس الصفح، مع أنه عالِم تمامًا أن الله هو الرحمن الغفور؟ تقديري المتواضع أن هذه أيضًا إرادة الله، الله أراد لإبليس هذا، كي يقوم بمهمته إلى يوم البعث، يوسوس لنا، يُكبِّر الكِبْر الذي يعيش في نفوسنا، فالكِبْر مكانه النفس لا القلب؛ لأن القلب لا يكون موطنًا إلا للخير والحب، أراد الله - وهو العالِم بكل شيء - أن يكون توازن القوى ليس بالخير فقط وإلا تحول البشر إلى ملائكة وكنا قضينا وقتنا نسبح بحمده فقط ولا نخطئ أبدًا، ولا بالشر المطلق وإلا كنا تحولنا إلى جن نفعل ما فعلوه قبلنا عندما عاثوا في الأرض فسادًا، أراد الله أن يخلق عالمًا فيه الخير والشر، نخطئ فيه ونتوب، ويُخلق داخلنا صراع يومي بين النفس - بكل ما فيها من رغبات، والتي نجاهد كي نحوِّلها من أمّارة بالسوء

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1