علامات الحب السبعة
By غادة كريم
()
About this ebook
للحب علامات وأسرار تكتب عنها غادة كريم برؤية مختلفة ومن زوايا خاصة لم يصل لها الكثير .. انها علامات الحب السبعة.
Read more from غادة كريم
مكعب ثلج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسائل حريمي جدًا الجزء الثاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسرار القلوب المغلقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكتالوج الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسائل حريمي جدًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratings50 سؤال في الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to علامات الحب السبعة
Related ebooks
مكعب ثلج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفاصيل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاغتصاب حرف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبريد لم يصل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسرمد Rating: 0 out of 5 stars0 ratings50 سؤال في الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنبضات على الورق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوأشرقت شمس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأمية المشاعر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقرصانة الحب Rating: 5 out of 5 stars5/5علها تمطر لقاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratings#إرهاصات_وردية_الليل Rating: 4 out of 5 stars4/5شروق روح Rating: 5 out of 5 stars5/5سور البكائين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإلى نقطة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsما لا تقوله النساء للرجال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأمنيات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزخارف بايدي جزائرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعزيزي يا صاحب الحضور المشرق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملائكة أونلاين Rating: 0 out of 5 stars0 ratings7 أعوام من الخريف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإلى نفسي وأشياء أخرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزوج التنتين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزعيمة الروح الحلوة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsموعدنا في هذا المكان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين البوح والكتمان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطيف قلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالثمرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكشكول الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغرباء ما بعد محبة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for علامات الحب السبعة
0 ratings0 reviews
Book preview
علامات الحب السبعة - غادة كريم
غادة كريم: علامات الحب السابعة كتاب
الطبعة الأولى :يناير 2016
رقم الإيداع :2016/17942
الترقيم الدولي :9789776426795
تصميم الغلاف: أحمد مراد
جَميعْ حُـقـوقْ الطَبْعْ والنَّشرْ محـْفُوظة
© دار دَوِّنْ
تليفون: 01020220053
E-mail: info@dardawen.com
www.dardawen.com
علامات الحب السابعة
غادة كريم
إلى أمى..
ملائكية التكوين
رحمك هو وطنى الأول.. حضنك هو ملاذى الأخير
إهداء
غادة كريم .. سيدة الإبداع الجميل
قبل غادة كريم لم يكن هناك تاريخ يُحكى للشمع فى مصر.. هذه الجملة تختصر كثيرًا فى تعريف صاحبة الأنامل الذهبية التى تجعلك تتجاوز فوائد الشمع العملية؛ من وسيلة إنارة ومصدر رائحة ذكية، إلى براح فنى يسرقك لتتأمل لوحات فنية، كما عذراء تتهادى فى جنة خضراء على موسيقى حالمة.
ولم يكن الشكل الفنى الجميل الإضافة الوحيدة لسيدة الشمع؛ لأنها حوَّلت القضية هنا من كتلة جماد رائعة الشكل إلى كائن حى تشعر أنه يشاركك أفراحك وذكرياتك الجميلة، وتستعيد معه زمن الأصالة والتراث المصرى المميز، وأيضًا لحظاتك العائلية السعيدة.
ورغم انبهار الجميع بقدرة غادة على الإبداع فى عالم الشمع، فإننى تجاوزت هذه النقطة بمراحل، ورأيت فيها مشروع كاتبة اجتماعية من طراز مميز يستطيع استشعارالأحاسيس والأحداث الإنسانية، وتحويلها إلى قطعة إبداع مكتوبة، يستمتع بها المتلقى بنفس درجة إعجابه بإنتاجها الفنى فى عالم الشمع.
وكسرت غادة كريم مع أول مقال لها عبر بوابة روزاليوسف
، التى أشرف برئاسة تحريرها حاجزًا وهميًا كانت تضعه أمام نفسها، وجاءت ردود الفعل لتؤكد صدق توقعى؛ وأن عالم الكتابة النسائية انضمت له نجمة جديدة تجيد العزف على أوتار المشاعر الإنسانية، وتستطيع نقل الحياة اليومية وما يحدث فيها لواقع مكتوب من وجهة نظر نسائية خالصة لوجه حواء وقضاياها، لكنها تتمتع فى نفس الوقت بعين الناقدة، ومصلحة الأحوال إذا ما رأت اعوجاجًا.
ورغم وجود كثيرات يكتبن فى نفس المجال، فإن حساسية غادة تمنحك أجنحة لتحلق بها فى فضاء إبداعها، وتسرقك من كل شيء لتقرأ ما سطرته يد مشاعرها حتى النهاية.
وكان طبيعيًا أن تخطو إلى عالم الاحتراف بكتاب يضم مقالاتها، التى تتعامل مع كل واحدة منها باعتبارها مولود جديد، ومجددًا أرى أن موهبة غادة كريم لا تتوقف عند كونها سيدة الشمع وأيقونة الكتابة النسائية؛ ولذلك أنتظر وأنا أهنئها بكتابها الأول أن أراها على شاشة التلفزيون مقدمة برامج فى منطقة لا يجيدها أحد مثلها؛ لأنها باختصار شديد سيدة الإبداع الجميل.
عبدالجواد أبوكب
رئيس تحرير بوابة روزاليوسف
القاهرة فى 30/ 4/ 2014
علامات الحب السبعة
الحب معجزة السماء، يبدو نزار قبانى محقًّا عندما كتب الحب فى الأرض بعضُ من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه
.. الحب له سبعة علامات سحرية ندرك بها وجوده داخلنا: رائحة التعود، والحضن، والمرض، والخلافات، وكيمياء الجسد، والغياب، وطاقة القلب
.
وبداخل كل علامة، هناك مواقف كثيرة تأخذنا فى جولة لاستكشاف أنفسنا واستكشاف الآخر.
أشعر بالدهشة من نساء لم تحب، عندما يكون خط القلب قصير داخل كف امرأة، تبدو ملامحها شاحبة حزينة، لم تعرف حياتها سوى حب لون شعرها الجديد أوذلك الفستان الفرنسى الأنيق، وربما أفنت عمرها بين عملها وأطفالها لتبدو مثالية، لكنها سترحل دون اختبار قشعرة خلايا جسدها عندما ينظر لها رجلا تحبه، ويبدو لى الرجال فى حالة فوضى إنسانية مزرية عندما يقعون فى حب أجساد النساء فقط، كيف سيرحلون دون اختبار أقوى العلاقات الجسدية متعة عندما ينصهر الجسد مع الروح؟!
العشاق سحرة هذا الكوكب، وحدهم قادرون على إخفاء الدمار داخل القلب، وزراعة أزهارعشقية تشيع البهجة.
العلامة الأولى.. رائحة التعود
التعود أقوى من الحب ذاته، إذا تسلل إليك الملل؛ فهو ضوء أحمر لخلل يخترق العلاقة.. إذا تصنَّع طرف الإصغاء للآخر غير مبالٍ بالتفاعل؛ فهو ليس فى حالة حب.. الوقوع فى الغرام يعنى الاستمتاع بالتفاصيل ومشاركته يومه وعمله وأحلامه وطعامه وحزنه وفرحه، دون الشعور بأن ذلك يشكِّل عبء؛ بل إنه فى سلاسة يخلق انسجام يتحول إلى عشرة بالوقت.
التعود هو ارتباط برائحة الحبيب وصوته وعاداته الصغيرة، التعود اليومى هو طريق مختصر لقلبك، عندما تقع فى الحب؛ تنمو أزهار داخل قلبك تُلوِّن الدنيا، ولوأنك محظوظ ستدوم رائحة الزهور ذكية، تتسلل ليومك كل صباح، ولو فشلت الحدوتة ستصطدمك رائحة الدخان حولك من داخل قلبك المحترق.
إذا لم تسطع امرأة أن تختار مع رجل لون قميصه أوتستمع لمشكلة فى عمله.. فهى لا تحب، وإذا لم يتسطع رجل أن يتحمل بكاء امرأة لأكثر من خمس دقائق.. فهو لا يحب؛ فالحب صداقة فعلية بين رجل وامرأة يتخللها الكثيرمن التفاصيل والمشاركة والشغف.
الاعتراف بالحب جريمة
سأظل أردد: أن الشعراء صوروا لنا الحب على أنه أوكسجين هذا الكوكب الذى لن نحيا بدونه، أعطوه كل تلك المساحات بوضع اليد داخل القلب؛ لنجد أنفسنا نزرعها ألمًا وفى النهاية نحصد الندم.
لماذا يجب أن أقر أن هناك حب على هذا الكوكب؟ من منا يصحو صباحًا وينام ليلا ساكنة داخله نفس المشاعر لإنسان؟! من منا بعد سنوات يظل ينظر للآخر نظرات الإعجاب الأولى دون أن ينتقد فشله أومرضه أو شعرة رأسه البيضاء؟!
لماذا يجب أن نقف أمام من نحب ونزرع بأيدينا هذا الضعف والاشتياق داخلنا، نعترف أن يومنا قاسى بدونهم، نعترف أن السعادة لحظات حصرية خضعت للتأميم بنظرة عين منهم، نعترف باجتياحهم لعالمنا من كل اتجاه رغم الغياب، لماذا يجب أن نضعف ونتزلج على قلوبهم كحبات الندى كى نمنح قلوبنا نعومة الصباح؟!
أين القوة فى الحب؟.. تلك التى يتكلمون عنها أن من يحبك يجعلك أقوى ولا يتركك وحيدًا ويشاركك آلامك ويتعثربمشاكلك ليحلها معك، حتى وإن وجدت ذلك الإحساس الساحر، يبقى السؤال لكم من الوقت سيستمر؟؟.. ثم يرحل وتبقى وحدك بعد أن أرهقك التعود على المشاركة، وأصبح الحنين فى الغياب عذاب.
تعريف الحب عند البشر، يتغير باختلاف الأفكار والمشاعر والتجارب، كل منهم يحلو له تعريفه على طريقته الخاصة وعلى مقاس قلبه.. وكم مخيفًا هوالاختلاف الهائل فى أحجام قلوب البشر!
أتذكر دائمًا جملة من أغنية سيرة الحب لأم كلثوم كتبها العبقرى مرسى جميل عزيز: ياللى ظلمتوا الحب وقلتوا وعدتوا عليه قولتوا عليه مش عارف إيه.. العيب فيكم يا فى حبايبكم أما الحب يا روحى عليه.. فى الدنيا مفيش أبدًا أبدًا أحلى من الحب
، ربما كان محقًا أن الحب شيء سحرى يدنسه البشر بالاستخفاف بأهميته، وجعله علاقات عابرة، تشعر بأنك فى حالة حب كلما رأيت ما تشتهيه نفسك لأيام، لا ما يحتل عقلك وقلبك لسنوات.
لا تعترفوا بالحب وتعتادوه حتى يعترف هو أنكم عشاق
؛ ليست نزوة عابرة أو اشتهاء مؤقت، لا تسمح لإنسان بعبور الحدود حول قلبك، واحتلال مساحة بداخله ربما يزرعها عذاب ويمضى ويحرق خلفه الكثير داخلك، أدرك جيدًا أن من أسخف الأشياء أن تغلق باب قلبك بالمفتاح، ولكن تمهَّل؛ إن كان الحب صادقًا سيغلب الأيام ويعيش ويشعل القلب بالدفء، وإن لم يكن فيجب أن تتجاهل ما بداخلك وتظل فى حالة صمت ولا تعترف أبدًا.. فعندها؛ الاعتراف بالحب سيكون جريمة بشعة فى حق قلبك، فلا تفقد خصوبة أراضيه يوم بعد يوم وتقضى العمر فى إصلاح ما أفسدوه أسوأ العشَّاق، وتفقد إيمانك بالحب كلما تألمت أكثر.
اتبع قلبك
نأتى لهذا العالم فى رحلة نظنها طويلة رغم قصرها، وأن العمر سيعطينا مع كل نهار فرصًا أخرى فى الحياة؛ ولكننا فى مرحلة النضج نندهش من كم الفرص الضائعة، لماذا لم نتمسك يومًا بهؤلاء، متى رحلوا ولماذا؟!
عندما يتسلل أحد إلى أطراف قلبك ليؤسس بيتًا جديدًا على شواطئك ويصطاد الأسماك من عينيك، فهل تحتفظ به رغم العواصف، ويخطفك من الجميع، وتحلم أن تختفى معه لتهمس فى أذنه بين أمواج البحر كم تحبه؟
إنها الحياة؛ لا نملك كل الخيارات فهو ترف لا يحظى به الجميع، ربما تكون قويًا لتهدم عالمك وتعيد بناءه من جديد، ولا تنقصك القوة؛ بل تنقصك شجاعة مواجهة ألم الآخرين
. فهل ستتحمل بناء أعمدة سعادة مستقبلية مغروسة فى أجساد بشر من ماضيك؟ من منا لم يحلم أن يستيقظ ويرحل ولا يحمل معه كل تلك الأفكارالبالية والمشاعرالتى تعقدت مع مرورسنوات؟ من منا لم يحلم فى الصباح بأشخاص جدد وبيت جديد وعمل آخر واسم آخر؟! ولكننا ننتهى بشراء سيارة أو صبغ الشعر مع الاحتفاظ بكافة حقوق الحزن داخلنا ممنوعة من النشر.
لماذا يبحث الإنسان عن مسميات ليصنِّف كل إحساس يشعر به داخله تجاه أشخاص فى عالمه، ويُعلِّق على أعناقهم كارت مرور لداخل قلبه لحضور مؤتمر عشقى صاخب، وكأننا نعرف متى يبدأ ومتى ينتهى؛ مشاعر الإنسان هى الشيء الوحيد الذى أزعم أنه غير قابل للتنبؤ به كل صباح كما نتنبأ بالطقس؛ هى متعلقة بما يحدث داخلك وحولك، فكيف تزعم أنك ستحكم قبضتك على الهواء فى كفك كى لا يطير، وتزعم أنك ستعطى لقب لإنسان لن يتغير داخل قلب يتغير تلقائيًا مع كل طلعة شمس؟!
قصيرة هى الحياة وأقصرمن تأملاتنا وأحلامنا، فلا تمضى وراء قلبك إلى عالم يصنِّف البشر بألقاب كى يروق لهم عالمك المثالى، لا تتبعه أيضًا لتخطئ ضاربًا عرض الحائط بكل قوانين العقل من أجل نزوة
ثم تندم، ولا تتبعه عندما يدخل فى صراع مع عقلك ليحول أيامك إلى ساعات ملل يلتهمها الحزن بالتفكير، ولا تسعى إلى التصالح مع أحد أكثر من هذا الذى تراه فى المرآة.
كل منا بداخله حلم معلَّق بين السماء والأرض يرفعه إلى الله بالدعاء ليتمنى أن ينزله له قدرًا، كل منا يعيش تجربة بتفاصيلها الكاملة داخل عقله، وكم يتمنى أن تنتقل حتى بأقل التفاصيل إلى واقعه؛ الأمل الذى يربطنا دائمًا بالحياة هو نفس الأمل الذى يؤلم قلوبنا أحيانًا بتعلقنا به.
ولقد تساءلت كثيرًا كم من هذه الأحلام يتحقق؟ أهى إرادة الإنسان ومحاولاته المضنية للوصول إليها، قادرة وحدها على أن تحركها للاقتراب نحوه؟ أم هى مشيئة الله وحده ولا نملك مهما اقتربنا منها أن نصل إليها؟ هذه الأحلام داخل قلوبنا تسعدنا وداخل عقولنا تشقينا، فى اللاوعى نعشقها وفى الوعى تدمينا، كم منا لا يملك رفاهية الاقتراب من أحلامه!.. الاقتراب من الأماكن التى نتمنى أن نعيش فيها، والأشخاص الذين نتمنى أن نعيش بالقرب من قلوبهم ليحتضنونا بشدة، والألقاب التى نتمنى أن نضعها قبل أسمائنا ولا نستطيع.
عندما تعيش فى واقع مؤلم، يصبح الحلم هو الواحة التى تهفو إليها نفسك فى صحراء اليوم بأكمله، ولكن هناك أحلام مريحة على هيئة أشياء تسعى بنفسك لتحقيقها، وهناك أحلام مرهقة؛ تلك التى داخل إطارات القدر؛ فهى تبعث على الشقاء، قدرك المحفور داخل خطوط يدك مهما حاولت محوه، هو جزء من تاريخ هذا العالم قبلك، لتأتى أنت وترحل متتبعًا فقط الخطوط الرفيعة فى كف يدك الصغير داخل حدود هذا الملكوت الكبير.
اتبع قلبك وامنح كل الاشياء داخلك فرصة للإزهار أوالذبول
، اتبعه وامنحه فرصة الصداقة مع عقلك لتشعر وتفكر بانسجام لا تشوبه أزمة القرارات، امنح أيامك فرصة استكشاف الحقائق ببطء؛ فليس هناك كاشف حقيقى غير الزمن
، كن رحيمًا بقلبك وحتمًا سيدلك يومًا متى تبقى، ومتى ترحل، ومتى تهدم، وأين تبنى؛
فقط كن صبورًا ومستمعًا جيدًا.
خطوة أولى غرام
هذا الارتباك الممزوج بالسحر، قبل أن يعترف صديقان أنهم سقطوا فى بئر الحب؛ هو أحلى اللحظات فى العلاقة؛ فكلاهما يقف مسحورًا يستكشف عمق الآخر، ويقف مندهشًا كيف تسلل بدفء هذا الآخر إلى يومه، وأصبح صوته الصباحى دليل على شروق الشمس، ومكالمته المسائية دليل على تسرب حنية المساء إلى القلب.
لطالما آمنت أن أخطر علامات الحب هى أن يغير شخص عالمك، فقدرة إنسان على زرع قنبلة فى يومك وتسبب دويًّا غير مسبوق من السعادة؛ هى أروع ما يحدث على خط العمر.
لكن يبقى الخوف سيد المرحلة والقلق من التعود والتعلق هاجسك اليومى، اعتيادك سماع رأيه يفجر داخلك أزمة الانتماء
التى لا تلاحظها فى البداية، حتى يصبح بتلقائية قرارك يولد من بين خلايا عقله، وينتقل تفكيرك فى هجرة غير شرعية إلى داخل هذا العقل؛ لتصبح أفكارك مبعثرة تحتاجه ليرتبها وتغلق عينيك وترى بعينيه.. ويبدأ السحر!!
ربما تبدو ثومة محقة وهى تغنى: ياسلام على الدنيا وحلاوتها فى عين العشاق
.. ودرويش الشعراء هو الآخر أصاب سهم فى قلبى عندما كتب: لا أريد من الحب سوى البداية
.. تولد العلاقات بريئة كالأطفال وممزوجة بسحرهم، ولا أعرف أين يذهب السحر مع الأيام، ما الذى يتغير؛ فتفقد رونقها وقدرتها على إبهارنا.
لكن يبقى الاعتراف بالغرام، ولادة معجزة يجب تدوينها بين لحظات العمر الاستثنائية على طول جدار القلب.
حبها بودانك يا سيدى
تكلم حتى أراك!!
ربنا خلقنا بنتكلم من مكان واحد وبنسمع بودنين.. حكمة إلهية واضحة عن أهمية السمع التى تفوق الكلام، وخلق اللغة للتواصل؛ وبالتواصل تنمو المحبة.
أعظم راجل على كوكب الأرض اللى بيعرف يسمع الست، وخصوصًا وهى بتتكلم فى موضوع مش مهم.. زى أنها اتخانقت مع الكوافيرة اللى عملتلها كيراتين وراحت عند الكوافيرة مديحة.. فيقوم بعد نص ساعة هرى فى القصة يقولها.. عادى الكوافيرات غلسين حبيبتى المهم شعرك طالع حلو أوى على فكرة.. فيديها طاقة إيجابية لمدة أسبوع قدام، ماحدش لا فى الشغل ولا المجتمع ولا العيال يقدر ينكد عليها بعد الجملة دى.. أوتحكيله أن الطماطم خضرا وسعر البامية واللمون نار، وتنقل الرغى فجأة على حوار الجزمة اللى طلبتها من على الانستجرام زى بتاعة سمر فى العشق الممنوع.. أوريهالك؟.. ولا هو عارف مين سمر ولا شاف العشق الممنوع بس يقولها ماشى حبيبى ورينى.. الراجل اللى بيسمع الست ويشاركها فى يومها من غير ملل ولا اهتمام ظاهرى ولا غلاسة من نوع هص بقى وأنا مالى الكيراتين على الجزم على اللمون.. أنا مصدع ماترغيش
، أو بيبص فى تليفونه، أو هربان طول الوقت برة البيت؛ بيخسرها وبيخسر معاها سنين عمر بتعدى، وبتتغير من غير ما يفهم هى اتغيرت ومابقتش بتحبه ليه.. اسمعها تكسبها.
وكذلك أعظم ست هى اللى بتسمع هموم الراجل وهو راجع من شغله تعبان، وبيتكلم عن ارتفاع سعرالبنزين، أو خناقة فى الشغل، أوعربيته اللى اتخبطت، من غير ما تقوله أنا مصدعة، ولا كفاية عليا مشاكلى ومشاكل عيالك، أو تنتقده بسخرية؛ لحد ما يبطل يوم ورا يوم يفضفض معاها ويستبدلها بأصحابه على القهوة؛ الست الذكية تشارك الراجل فكرة سياسية، أو تتفرج معاه على مباراة كرة قدم بيصرخ ويزعق قدام التليفزيون علشان فريقه يكسب، من غير ما تقول لنفسها وأنا مالى بالسياسة أوالكورة أو بصور أحدث العربيات.. اسمعيه هتكسبيه.
أحيانًا البشر بتكتفى بالرغى عن الاهتمامات المشتركة بينهم فقط، مش بتحاول تقتحم دايرة الآخر الغير مشتركة وتسمعه، فبالتالى الست بتحكى لأمها وأختها وصاحبتها وهو بيحكى لأبوه أوصحابه.. وبالسنين هيصحى كل واحد منهم الصبح مش عارف هو التانى بقى مين؟!
كنت عند الكوافيرة وواحدة مخطوبة بتعمل شعرها جنبى.. فرن التليفون فاتلبشت، وقالت: بس بس ده خطيبى ومش عايزة أقوله أنى هنا.. وطلعت اتكلمت برة ورجعت.. ودار حوار بصوت عالى بين البنت الفضولية اللى بتعملى شعرى وبينها:
مش عايزة تقولى لخطيبك أنك فى الكوافير ليه؟
أصله مش بيحبنى أعمل حواجبى ولا أصبغ شعرى، مش فاهماه الصراحة، واتعاركنا كتير ومفيش فايدة، وبيقول أنى كدة طبيعية أكتر.
يا شيخة أريح بعد الجواز، بدل الزهق ويقولك كل يوم اصبغى لون واعملى تاتو.
فردت واحدة تالتة بتعمل مانكير قالتلها: عينه هتزوغ منك ماتسمعيش كلامه.. اعملى وزغللى عينه.. فقالتلها: لا مش بسمع بس "بنريح