Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

دون حدث
دون حدث
دون حدث
Ebook92 pages35 minutes

دون حدث

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

إهداء :
إلى كل من يتمسك بالأمل رغم أنه يعيش في مصر.. ويشجِّع الزمالك!

أنتحر...
يعودُني أبنائي فيحدِّقون في جثَّتي المدلاة من عنقها بحبلٍ غليظٍ مربوطٍ في ذراع حديديٍّةٍ تبرز كعيبٍ خِلْقِيٍّ من جدار حجرتي، لم أستفد منها قط، قبل الآن. يجدون جثتي مطعونةً بسكينٍ في قلبِها، تمسك يدي بالسكين باستماتةٍ لا تفلته يجدون أجزاءً صغيرةً من مخِّي متناثرةً فوق السرير الذي تتمدد جثتي عليه، بينما المسدس على الأرض أمامي، ويلحظ أطباءُ شرعيونَ علاماتِ حروقٍ على صدغي تثبت أن السلاح كان قريبًا للغاية. يجدون جثتي متيبِّسةً ويدي اليمنى قابضةً على محقنٍ مغروسٍ في وريد رسغ اليسرى، ويعرفون بعد ذلك بيومين أنَّ ما كان في المحقن هو السيانيد. يجدون جثتي في بحرٍ متجلِّطٍ من الدماءِ القانية، وخيطٌ من اللون ذاته يمتد من البحر إلى شرياني المقطوع بموس. يجدون جثتي يشوب لونَها اسودادٌ في بعضِ أماكنِ الجلدِ الظاهرة، ثم يفهمون بعد أن يلحظ أحدهم سلكًا عاريًا في يدي.
يبكون...
يقرر أحدهم أن يحرقوا جثتي وينثروا الرماد في البحر تكريمًا لي. يبدأون بالفعل في تنفيذ ما اقترحه. يجتمعون بأمهم في فلوكةٍ يستأجرونها من مرسى صغير. يجدِّف الابن الأصغر. يلهث. يَصِلُونَ إلى منطقةٍ بعيدةٍ عن الشاطئ. يُخرج الأكبر حقيبة بلاستيكيةً فيها رمادي. يهمُّ بإفراغ الحقيبة في البحر، لولا أني أنهض من رمادي مرةً أخرى. أنبعث، لا كعنقاء أسطورية، بل كجحيمٍ مصبوبٍ يغيِّرُ لون البحرِ إلى الأحمر.
يغرقون...
Languageالعربية
Release dateApr 3, 2024
ISBN9789776376755
دون حدث

Related to دون حدث

Related ebooks

Related categories

Reviews for دون حدث

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    دون حدث - أحمد يحيى

    دون حدث

    يحيى

    مجموعة نصوص

    دون حدث

    مجموعة نصوص

    تأليف:

    يحي

    مراجعة لغوية:

    عزة أبو الأنوار

    رقم الإيداع: 2015/5378

    الترقيم الدولي: 978-977-6376-75-5

    إشراف عام:

    محمد جميل صبري

    نيفين التهامي

    ***

    كيان للنشر والتوزيع

    22 ش الشهيد الحي بجوار مترو ضواحي الجيزة – الهرم

    هاتف أرضي: 0235688678

    هاتف محمول: 01005248794-01000405450-01001872290

    بريد إلكتروني: kayanpub@gmail.com - info@kayanpublishing.com

    الموقع الرسمي : www.kayanpublishing.com

    © جميعُ الحقوقِ محفوظةٌ، وأيُ اقتباسٍ أو إعادةِ طبع أو نشر في أي صورةٍ كانتْ ورقيةً أو الكترونيةً أو بأيةِ وسيلةٍ سمعية أو بصريةٍ دون إذن كتابي من النـاشـر، يعرض صاحبه للمساءلة القانونية.

    تداعيات

    أغمضُ عينيَّ لثوانٍ فأرى فوَّهة المسدس. أفتحهما مذعورًا فتتراءى لي زوجتي تشاهد التليفزيون بملل. أغمض ثانيةً فأرى المسدس. أفتح فيجري الولد والبنت في الشقة بصخبهما المعتاد. أغمض فيصدمني المعدن اللامع قريبًا للغاية. أفتح فأستكمل حلاقةَ ذقني بموسٍ صدئٍ على مرآةٍ مكسورةٍ في غرفة المدينة الجامعية القذرة. أغمض عينيَّ فيكاد الظلام يخفي المسدس. أفتحهما فتحرقاني ولا أستطيع النظر في كتاب النحو بجانبه مَجِّ النسكافيه. أغلق فيعود المسدس حقيقةً وحيدةً أمامي. أفتح هربًا منه فلا أجد ملاذًا سوى هند، التي جعلتني أبكي لأول مرة في حياتي. تصعب عليَّ نفسي فأغمض ليقابلني المسدس. أفتح هاربًا فيضربني والدي قلمًا عظيمًا ترنُّ له أذني. يجبرني القلم على إغماض عيني فتصدمني الفوَّهة. أفتح فتعطيني أمي عشرة قروش مصروفًا، أقرر أن أحفظ نصفها في علبةٍ معدنيةٍ ذات فتحةٍ صغيرة. أغمض عينيَّ متوقعًا أن أحلم بما سأبتاعه بالمال في الحصَّالة فأرى المسدس. أفتح فيدسُّ الطبيب شيئًا زجاجيًّا طويلاً لا أعرفه تحت لساني، وتبدو أمي قلقة. يزعجني الجسم الصلب في مكانٍ لم يقتحمه شيءٌ من قبل فأغمض لأواجه الفوَّهة المرعبة. أفتح وقد بدأت أملُّ فينسكب اللبن رائقًا من حلمة صدر أمي على ملابسي، وتبلل سخونته صدري. ألعق اللبنَ من على الصدر العظيم وأغمض عينيَّ فأشعر بسخونة الفوهة تلامس صدغي. أفتح مع شعوري بسخونةٍ وبللٍ آخرين في أسفلي ورائحةٍ سيئة. أعود إلى الإغماض فيقتحم المسدس مساحة الرؤية. أنزلق بمجرد أن أفتح عينيَّ من فرجٍ رطبٍ ملوثًا بدم. أغمض فلا أرى شيئًا. ترتسم ابتسامةٌ مرتاحةٌ على شفتيَّ وأفتح مستشعرًا سكينةً تغمر روحي، فيخترق دويُّ الرصاصة أذني وتمرُّ من رأسي، وأهوي.

    مشاهد قليلة تعلق بذاكرتي

    مشهد

    أعبث بأناملي في مفرش المائدة. أشرد في الرغاوي الصابونية للكابتشينو أمامها. أنقل أصابع يدي اليمنى بدون أن ألحظ في حركاتٍ دائريةٍ على المائدة. يدخل وجهُها في إطار تفكيري ببطء. ابتسامةٌ ترسم ملامحها على وجهِها بأكمله. تتحرك اليدان لتستقرا فوق يدي العابثة. بثقةٍ ينتقل الإحساس بالدفءِ إلى باقي جسدي. تختلج الشفتان الورديتان تلك الاختلاجة..

    - أينَ أنت؟

    أرفع عينيَّ إلى عينيها وأغمغم أن لا شيء. أتفادى العينين وأهبط إلى المفرش ثانية.

    مشهد

    أستند إلى الحاجزِ الزجاجيِّ في تلك المكتبة الشهيرة تاركًا إياها تبحث عن كتابٍ ما. تتقافز برشاقةٍ بين الأرفف، تاركةً انطباعًا قويًّا لدى من يراها بأنها تعرف ما تريد. تنتقي شيئًا أو اثنين. تعيد كتابًا لمكانه وتترك الآخرَ على الطاولة. تسأل العاملَ عن شيءٍ ما. تعاود التحليق بين الكتب. لا تفوتني النظرات التي يختلسها العامل الشاب خلف الكاونتر. يصطنع الانشغال بالكمبيوتر أمامه، لكنه لا يفعل سوى مراقبتها.

    تعود مرةً أخرى إلى حيث أقف. تريني ما اختارته. أوافقها بابتسامةٍ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1