Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

فاي عملية تل ابيب
فاي عملية تل ابيب
فاي عملية تل ابيب
Ebook272 pages1 hour

فاي عملية تل ابيب

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

هذه القصة لم تحدث من قبل...
أو ربما حدثت..
أو أن بعضها حدث.. وبعضها لم يحدث..
ضعها في عقلك حسبما يتراءى لك..
ولكن المهم أنها تحمل توقيع الوطن...
توقيع "مصر"..
Languageالعربية
Release dateApr 3, 2024
ISBN9789778200744
فاي عملية تل ابيب

Read more from نبيل فاروق

Related to فاي عملية تل ابيب

Related ebooks

Reviews for فاي عملية تل ابيب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    فاي عملية تل ابيب - نبيل فاروق

    فاروق، نبيل. 1956 - 2020

    فاى «عملية تل أبيب»: رواية / نبيل فاروق.

    القاهرة : كيان للنشر والتوزيع، 2022.

    224صفحة، 20 سم.

    تدمك : 4-074-820-977-978

    -1 القصص العربية البوليسية

    -2 القصص الجاسوسية

    أ- العنوان : 813، 0872

    رقم الإيداع : 17603 / 2020

    الطبعة الأولي : يناير 2022.

    جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة ©

    _____________________

    كيان للنشر والتوزيع

    إشراف عام:

    محمد جميل صبري

    نيفين التهامي

    4 ش حسين عباس من شارع جمال الدين الأفغاني– الهرم

    هاتف أرضي: 0235918808

    هاتف محمول: 01000405450 - 01001872290

    بريد إلكتروني: kayanpub@gmail.com

    info@kayanpublishing.com

    الموقع الرسمي: www.kayanpublishing.com

    • إن الآراء الواردة في هذا الكتاب لا تعبر بالضرورة عن رأى الناشرين.

    ©جميعُ الحقوقِ محفوظةٌ، وأيُ اقتباسٍ أو إعادةِ طبع أو نشر في أي صورةٍ كانتْ ورقيةً أو الكترونيةً أو بأيةِ وسيلةٍ سمعية أو بصريةٍ دون إذن كتابي من الناشر، يعرض صاحبه للمساءلة القانونية.

    فاى

    عملية تل أبيب

    د.نبيل فاروق

    هذه القصة لم تحدث من قبل..

    أو ربما حدثت...

    أو أنَّ بعضها حدث، وبعضها لم يحدث...

    ضعها في عقلك حسبما يتراءى لك..

    ولكن المهم أنَّها تحمل توقيع الوطن..

    توقيع (مصر)..

    د. نبيل فاروق

    -١-

    العميل

    بدأ قرصُ الشمس رحلته اليومية نحو الأفق، وراح يهبط في بطءٍ، كعينٍ تغلب صفرتُها حمرتَها، مُلقيًا آخر خيوط الضوء الباهتة على مطار (تل أبيب) الحربي، حيث تراصت المقاتلات الصغيرة، من طراز (فانتوم – ١٥)، واستعدَّ الطيارون لمغادرة ممرات الهبوط والإقلاع، في حين اتجه طاقم الفنيين إلى الطائرات، لإجراء عمليات الصيانة والمتابعة الدورية، وانشغل عدد من الإداريين والضباط في مراجعة التقارير الواردة، ودراسة الخرائط الجديدة..

    وفي تلك اللحظة، التي يتضاعف فيها النشاط، وتتزايد الحركة، ويقل الوجود الأمني أو يرتبك إلى حدٍّ ما، تحرَّك أحد الفنيين عبر الممر الطويل، في برج المراقبة الرئيسي، في خطوات واسعة واثقة، وهو يحمل بعض قطع غيار المحركات الرئيسية، على نحو يوحي بأنَّه في طريقه إلى قسم الصيانة، لتسليم أو استبدال شيء ما، إلا أنَّه لم يواصل مسيرته حتى قسم الصيانة، وإنَّما توقف لحظة ليتأكد من أن أحدًا لا ينتبه إلى حركته، ثم انحرف في خفة إلى ممر آخر جانبي، واندفع عبره لثلاثة أمتار، قبل أن يتوقف أمام أحد الأبواب المغلقة في إحكام، ويخرج من جيبه أداة صغيرة، دسَّها في ثقب المفتاح، وراح يعالج الرتاج في سرعة، حتى استجاب له، فدفع الباب، ودلف إلى الحجرة في وثبة واحدة، وأغلق بابها خلفه، ثم اتجه مباشرة إلى أحد الأدراج، وراح يقلِّب ما فيه من ملفات في اهتمام، قبل أن يتوقف عند ملف بالتحديد، انتزعه من مكانه، ووضعه فوق المكتب المجاور، وأخرج من جيبه آلة تصوير صغيرة، وراح يلتقط صور صفحات الملف في عناية، حتى انتهى من تصويرها كلِّها، فوضع آلة التصوير في جيبه، وأعاد الملف إلى موضعه في عناية بالغة، ثم غادر الحجرة، وتلفَّت حوله في حذر، واتجه عائدًا إلى الممر الرئيسي، و...

    «ماذا تفعل هنا؟!..».

    انطلق السؤال بغتة من خلفه، بصوت يجمع ما بين الدهشة والغضب والاستنكار، فاستدار إلى مصدره في سرعة، ورأى أحد رجال الشرطة الحربية، يسحب مسدسه من غمده، ويندفع نحوه، مستطردًا في صرامة:

    - انتظر.

    ولكن الرجل لم ينتظر..

    كان من المستحيل أن يخاطر بالوقوع في قبضة الشرطة الحربية، وهو يحمل في جيبه آلة تصوير صغيرة، بداخلها (ميكروفيلم)، يحوي عددًا من الصور، تكفي واحدة منها لإلقائه خلف القضبان، حتى آخر العمر، ما لم يلق مصرعه من شدة التعذيب داخل زنزانة رطبة، في أعماق السجن الحربي الإسرائيلي..

    لذا فقد التفت إلى الجندي، وقال في حِدَّةٍ:

    - ماذا تريد مني؟

    رفع الإسرائيلي مسدسه، قائلًا:

    - ماذا كنت تفعل في هذا ال...

    قبل أن يتم عبارته، ألقى الرجل ما يحمله في وجهه، ثم انقضَّ عليه، وهوى على فكِّه بلكمة كالقنبلة، هاتفًا:

    - ليس هذا من شأنِكَ.

    بوغت الإسرائيلي بهذا الهجوم غير المتوقع، ودفعته اللكمة إلى الوراء في عنف، ولكنه تماسك بقوة عجيبة، وحاوَل أن يطلق النار على الرجل، الذي أمسك معصمه، ودفعه إلى أعلى في قوة، وهو يقول:

    - من الواضح أنَّك قوي الاحتمال.

    انطلقت الرصاصة بدوي خفيف، تردَّد صداه في المكان كله، فغاص الرجل بقضبته في معدة الإسرائيلي، مستطردًا:

    - ولكن حتى الثيران لها نقاط ضعف.

    شهق الإسرائيلي، وانثنى جسده كله إلى الأمام، فحطم الرجل أنفه بلكمة أخيرة، ألقته فاقد الوعي، في نفس اللحظة التي انطلقت فيها صفارات الإنذار في المكان، وراحت الأبواب تغلق آليًا، مع نداء يتردد بالعبرية..

    وبدا من الواضح أن الأمور قد تأزَّمت للغاية..

    وأنَّ الفرار لم يعد مضمونًا على الإطلاق..

    وفي سرعة، اختطف الرجل مسدس جندي الشرطة الحربية الإسرائيلي، وانطلق يعدو نحو باب المكان، الذي يغلق آليًا، ووثب يتجاوزه في مهارة، قبل أن يلتقي مصراعاه، ولكنه وجد ثلاثة من الإسرائيليين يعدون نحوه، وأحدهم يشير إليه، صائحًا:

    - ألقوا القبض على هذا الرجل.

    لم يكن هناك مجال للمناورة أو التظاهر، وخاصة مع دوي صفارات الإنذار، وما تصنعه من أعصاب متوترة، وأوتار مشدودة، فلم يُضِع الرجل وقتًا، وإنَّما رفع المسدس الذي اختطفه من الإسرائيلي، وأطلق النار نحو الإسرائيليين الثلاثة بلا تردد..

    وأصابت رصاصاته أحد الرجال، وأطاحت به في عنف، إلا أنَّ الرجلين الآخرين أطلقا رصاصاتهما بدورهما في نفس اللحظة..

    واخترقت رصاصة ذراع الرجل، وغاصت ثانية في فخذه، وعبرت الثالثة صدره وحطمت أحد أضلاعه، قبل أن تستقر داخل رئته اليمنى..

    وواصل الرجل إطلاق النار، على الرغم من إصاباته، وهو يعدو نحو منطقة تجمع الطائرات، وأسقط رجلين آخرين، إلا أنَّ أكثر من عشرة رجال كانوا يطاردونه في شراسة، ورصاصاتهم تنطلق نحوه بلا هوادة..

    واخترقت رصاصة أخرى ظهر الرجل، وخامسة كتفه، فاندفع جسده إلى الأمام، وسقط بين إطارات واحدة من طائرات (الفانتوم – ١٥)..

    وفي صرامة، ارتفع صوت يقول بالعبرية:

    - لا تطلقوا النار، حتى لا نتلف الطائرات.. لقد أصابته رصاصات عديدة.. حاصروه فحسب، وسينهار وحده حتمًا، بين حين وآخر..

    لهث الرجل في شدة، وهو يستمع إلى العبارة، وأدرك أن صاحبها مُحقٌّ تمامًا، فمع كل ما أصابه من رصاصات، كان من العجيب أن يحتفظ بوعيه، ولكنه لن يلبث أن يسقط حتمًا، مع ما يفقده من دماء..

    وعلى الرغم من دقة موقفه، انحصر تفكيره كله في ذلك (الميكروفيلم)، داخل آلة التصوير، وفي مدى أهمية ما يحويه من صور ومعلومات، فأخرج الآلة من جيبه، وانتزع منها (الميكروفيلم)، وهو يلهث في تهالك، واستخدم آلته الصغيرة، ليحل إحدى المفصلات الدقيقة، في منطقة الإطارات، ثم دفع داخلها (الميكروفيلم)، وعاد يربطها في إحكام، وهو يبذل جهدًا خرافيًا، للسيطرة على توافقه العصبي، والحفاظ على درجة من الوعي، تسمح له بالمضي في عمله..

    وكان من الواضح أنَّه يستمد قوته كلَّها من إصراره على إنقاذ (الميكروفيلم)؛ إذ لم يكد يطمئن إلى أنَّه في أمان، داخل تلك المفصلة الصغيرة، حتى تهاوت قوته كلها، وانهار جسده دفعة واحدة، وسقط فاقد الوعي..

    وفي بطءٍ حذرٍ، وبعد أن لاحظوا سقوطه فاقدا للوعي.. راح الإسرائيليون يقتربون من الرجل، ومدافعهم الآلية مشهرة متحفزة بشدة..

    ولكن الرجل لم يبد حراكًا أو مقاومة..

    لم يبد أيًّا منهما على الإطلاق..

    ***

    «عميل مصري؟..».

    هتف رجل (الموساد) الإسرائيلي، المسئول عن أمن المطار الحربي بالكلمة في مزيج من الغضب والسخط والاستنكار، وهو يقطع ممر المستشفى العسكري في (تل أبيب) في خطوات عصبية سريعة، ولوَّح بيده في حِدَّةٍ، مستطردًا:

    - وكيف تسلَّل عميل مصري إلى المطار الحربي؟!.. أين كان رجال الأمن؟!

    تنحنح مساعده (زلفي)، وهو يعدو خلفه، قائلًا:

    - إنَّه لم يتسلَّل إلى هناك يا أدون (بيجال).. إنَّه.. إنَّه..

    صاح به (بيجال يائيل) في عصبية:

    - إنَّه ماذا؟! تحدَّث.

    كان قد بلغ حجرة الطوارئ، التي يرقد داخلها ذلك العميل، عندما تنحنح (زلفي) في حرجٍ، وأجابه:

    - إنَّه يعمل هناك..

    تجمَّد (بيجال) في مكانه، واتسعت عيناه عن آخرهما، وجحظتَا حتى كادتَا تبرزان من محجريهما، قبل أن ينتفض في عنفٍ، ويلتفت إلى مساعده بحركة حادة، هاتفًا:

    - يعمل هناك؟!

    نطقها بأكبر قدر ممكن من السخط والاستنكار، فتراجع (زلفي) أمام ثورته، وارتبك أكثر، وهو يجيب:

    - نعم يا سيدي.. لقد كان يعمل هناك باعتباره.. باعتباره.

    لم يرق هذا التردد ل(بيجال)، فصرخ:

    - باعتباره ماذا؟

    شحب وجه (زلفي)، وازدرد لعابه في صعوبة، وهو يجيب:

    - باعتباره إسرائيليًّا.

    لو أن صاعقة هَوت فجأة من السماء، في يوم صحو، وانتخبت (بيجال يائيل) بالتحديد، من بين ملايين الأحياء، لتضرب رأسه بكل قوتها، لما تركت في نفسه ذلك الأثر، الذي تركه جواب (زلفي).

    لقد امتقع وجه (بيجال)، كما لو أنَّه لم يعد يحوي قطرة واحدة من الدم، وجحظت عيناه حتى برزتَا من محجريهما بالفعل، وانفرج فاهُه على نحو عجيب، واشرأب بعنقه كذَكَرِ أوزٍّ، وظلَّ على هذا الوضع لما يقرب من نصف دقيقة كاملة، قبل أن يتمتم في صعوبة، وكأنَّما ينتزع الكلمات من حلقه انتزاعًا:

    - إسرائيليًّا؟!..

    وارتسم الذهول على كل لمحة من ملامحه، وهو يتراجع، ويلصق ظهره بباب حجرة الطوارئ، مكررًا؟!..

    - باعتباره إسرائيليًّا؟!..

    شعر (زلفي) بالقلق، مع ذلك الانطباع العجيب، الذي ملأ وجه رئيسه، وتضاعف ارتباكه عشر مرات على الأقل، وهو يغمغم:

    - إنَّه يحمل هوية إسرائيلية، باسم (رافائيل أعانوت)، ويعمل في المطار الحربي منذ ما يقرب من العام، ولولا إصابته لما...

    قاطعه (بيجال) بصيحة هادرة:

    - منذ ما يقرب من عام؟!

    كان وجهه قد فقد امتقاعه، واحتقن في شدة، وكأنَّما عادت إليه دماؤه، مع كل ما تبقَّى في جسده من دماء، وجسده يرتجف في انفعالٍ مخيفٍ، وهو يستطرد:

    - هذا يعني وجود ثغرة في نظم الأمن.. ثغرة دفع المصريون من خلالها أحد عملائهم، لينتحل شخصية إسرائيلية، ويعمل في صفوفنا.. بل والأدهى أنَّه التحق بالعمل في مطار (تل أبيب) الحربي بعينه.. يا لها من كارثة!

    ثم استدار، ودفع باب حجرة الطوارئ، واندفع داخلها، قائلًا:

    - أين ذلك الجاسوس؟

    أشار إليه طبيب الحجرة بالصمت والهدوء، وهمس وهو يشير إلى المصري، الذي رقد فوق فراش صغير، وقد امتدت إليه عشرات الأنابيب والأسلاك الدقيقة، لفحص حالته طوال الوقت:

    - ها هو ذا.. ولكن حذار أن تبذل جهدًا زائدًا معه، فربما يلقى مصرعه.

    هتف (بيجال) في حِدَّةٍ، وهو يتجه إلى الفراش:

    - فليذهب إلى الجحيم.

    قالها، وهزَّ المصري في قوة، فهتف الطبيب:

    - هذه القسوة بالغة الخطورة.. الرجل مصاب بعدد من الرصاصات، وتجاوز على الفور جراحه بالغة الخطورة، وأي تعامل عنيف قد يؤدي إلى...

    قاطعه (بيجال) بصرخة كادت ترج المستشفى كله:

    - قلت لك فليذهب إلى الجحيم.

    انعقد حاجبَا الطبيب، وتراجع بضع خطوات، في حين قال (بيجال) للمصاب في غلظة عصبية:

    - استيقظ يا رجل.. استعد وعيك، وقل لي ماذا كنت تفعل عندما انكشف أمرك؟!.. ولماذا كنت تحمل آلة تصوير صغيرة خالية؟!.. أجِب أيُّها اللعين.. أجِب.

    ظلَّ المصاب مغلق العينين، ساكنًا في فراشه، على الرغم من أمارات الألم، التي ارتسمت على ملامحه، فتدخل الطبيب، قائلًا في صرامة:

    - لا فائدة مما تفعل.. الرجل فاقد الوعي، ولن يستعيده لمجرد أنَّك صارمٌ قاسٍ بلا قلب.

    صاح (بيجال):

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1