Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

انت مالك
انت مالك
انت مالك
Ebook174 pages1 hour

انت مالك

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

ومن هنا بدأت الكارثة.. عرض الناس حيواتهم على (السوشيال ميديا) كعرض الملابس الداخلية على منشر الغسيل، وفرحوا بلعبة (الرأي والرأي الآخر) فقالوا (الرأي) ولعنوا أعضاء (الرأي الآخر). تعاظمت ذواتهم، وصار كل منهم عالما مفتيا أديبا سياسيا اقتصاديا مدربا لكرة القدم، والملايين غيره من الأنعام بل هم أضل سبيلا. والسؤال هنا: لماذا يقبل الناس مثل هذه التدخلات من الآخرين في حياتهم الشخصية؟ ولماذا لا تكون إجابتهم دائما على مثل هذه التدخلات هي الإجابة العظيمة السحرية.. "انت مالك؟"؟
Languageالعربية
Release dateApr 3, 2024
ISBN9789778201406
انت مالك

Related to انت مالك

Related ebooks

Reviews for انت مالك

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    انت مالك - أشرف توفيق

    انت مالك؟

    توفيق، أشرف.

    أنت مالك؟ : مقالات /أشرف توفيق.

    القاهرة : كيان للنشر والتوزيع، 2023.

    140 صفحة، 20 سم.

    تدمك : 6-140-820-977-978

    -1التطفل الاجتماعي.

    -2 السلوك الاجتماعي.

    -3الأخلاق الاجتماعية.

    أ- العنوان : 301.1

    رقم الإيداع : 27451 / 2022

    الطبعة الأولي : يناير 2023.

    جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة ©.

    _____________________

    كيان للنشر والتوزيع

    إشراف عام:

    محمد جميل صبري

    نيفين التهامي

    4 ش حسين عباس من شارع جمال الدين الأفغانيالهرم

    هاتف أرضي: 0235918808

    هاتف محمول: 01000405450 - 01001872290

    بريد إلكتروني: kayanpub@gmail.com

    info@kayanpublishing.com

    الموقع الرسمي: www.kayanpublishing.com

    • إن الآراء الواردة في هذا الكتاب لا تعبر بالضرورة عن رأى الناشرين.

    ©جميعُ الحقوقِ محفوظةٌ، وأيُ اقتباسٍ أو إعادةِ طبع أو نشر في أي صورةٍ كانتْ ورقيةً أو الكترونيةً أو بأيةِ وسيلةٍ سمعية أو بصريةٍ دون إذن كتابي من النـاشـر، يعرض صاحبه للمساءلة القانونية.

    انت مالك؟

    لماذا يدسُّ البعض أنفه في شئون الآخرين؟

    أشرف توفيق

    إهداء

    إلى مَن تركونا في حالنا

    كُلُّ الحُب!

    مقدمة

    يُحكَى أن جحا كان يعلو صوته بالدعاء كل صلاة في بيته وهو يسأل الله أن يعطيه مائة دينار، وكان يصر في دعائه على أنه لن يأخذ من الله أقل من المائة ولو نقصت دينارًا واحدًا. يدعو جحا ربه فيسمع جاره دعاءه، فيسخر الجار من جحا ويقرر أن يختبره، وفي الصلاة التالية علا صوت جحا وهو يدعو الله دعاءه المعتاد بأن يرزقه مائة دينار كاملة، وإن أعطاه تسعة وتسعين دينارًا فلن يأخذها، وهنا رمى عليه جاره من على السطح كيسًا به دنانير، أخذ جحا يعدها، فلما وجدها تسعة وتسعين دينارًا فكر قليلًا ثم قال لنفسه: إن الذي رزقني بتسعة وتسعين دينارًا لقادرٌ على أن يرزقني بالدينار الباقي، ووضع الدنانير في جيبه.

    أسرع الجار، وطرق باب جحا وقال له: هات نقودي، فقال له جحا: أي نقود؟ فقال له الجار: الدنانير التي ألقيتها عليك، لقد سمعتك تدعو الله في بيتك أن يرزقك بمائة دينار غير منقوصة، فأردت أن أداعبك وأعرف صدق ما تدعيه في دعائك، فقاله له جحا: لقد طلبت من الله ولم أطلب منك، ثار الجار قائلًا: ولكنها نقودي، فقال جحا: إنها من عند الله. واحتدم الأمر حتى أراد الجار أن يحتكم إلى القاضي.

    قال له جحا: وأنا أقبل أن أذهب إلى القاضي، ولكنني رجل عجوز، والجو بارد، ولن أستطيع الخروج، فأحضِر لي ما أرتديه وما أركبه، فأحضر له الجار فروة ليرتديها وبغلة ليركبها، وذهبا معًا إلى القاضي.

    وعند القاضي حكى الجار حكايته، فالتفت القاضي إلى جحا وقال له: ما رأيك فيما يقول؟ فقال جحا: إنه كذاب أشر، رآني أعدُّ نقودي فادعى أنها ملكه، إنه مجنون، وأنا لا أستبعد أن يدعي ملكية البغلة التي أركبها. هنا انتفض الجار خشية على بغلته فصرخ في وجه جحا: أتنكر أنها بغلتي التي أعطيتها لك لتركبها؟ فقال جحا للقاضي: أرأيت يا سيدي القاضي؟ أرأيت جنونه؟ إنني لا أستبعد أن يدعي ملكية الفروة التي أرتديها، فصاح الجار: أتنكر أن الفروة التي ترتديها هي فروتي؟ فوقف القاضي غاضبًا وقال للجار: إنك رجل مجنون، ادعيت ملكية الدنانير، ثم البغلة، ثم الفروة، اخرج من هنا وإلا حبستك.

    وخرج الجار من عند القاضي وهو يلعن نفسه على ما فعله، أراد أن يسخر من جحا فسخر منه جحا وأخذ دنانيره وبغلته وفروته. جلس في بيته متحسرًا، وفجأة سمع طرقات على بابه، ففتحه فإذا هو جحا يلقي في وجهه دنانيره وفروته ويعطيه بغلته ويقول له: إياك بعد ذلك أن تتدخل بين الخالق والمخلوق.

    تمر الأيام والسنون، وتتغير أحوال الدنيا، ويبقى أبطال القصة كما هم، جحا ما زال في بيته، منكفئًا على نفسه في دعائه وفرحه وشكواه مبتعدًا عن الناس، وزوجة جحا ظهرت على مسرح الأحداث وأخذت حظها من التطور، فعملت وخرجت إلى الشوارع وارتدت ما تراه مناسبًا لها، غطَّت شعرها وكشفَته، تعبَّدت في المساجد ورقصت في الحفلات، حاولت أن تكون كما هي دون تصنُّع أو وصاية، وابن جحا أصبح شابًّا من حقه أن يتكلم، فأدلى بحكمته التي لا تهم أحدًا غيره، وأعلن آراءه في كل مجالات الحياة: في السياسة والأدب والفن والاقتصاد والدين وغيرها، عارضًا ما يراه دون أن يجبر أحدًا على اعتناق معتقداته.

    وعلى الجانب الآخر ما زال الجار حاضرًا، بل إنه أصبح أكثر شراسة، فهو بين جحا وربه، وبين زوجة جحا وطموحاتها، وبين ابن جحا وآرائه، لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، يتغذى على الأذى، ينتشي مع كل ألم يسببه لآخر بسخريته واتهاماته ورميه له بالباطل، يفرح إذا ذلَّ غيره، وينتابه الغيظ إذا حقَّق غيره نصرًا ما. ساعاته المعدودة في الدنيا يقضيها في دسِّ أنفه في شئون غيره وملابسه وآرائه وأفعاله مكتفيًا بذلك عن تطوير نفسه، فهو لا يشغله أن يدخل الجنة قدر أن يثبت أن غيره سيدخل النار، ولا يهمه أن يكون شريفًا قدر أن يعلن أن الآخر أفَّاقٌ فاسدٌ، ولا يقبل رأيًا مختلفًا عن رأيه لأن رأيه قطعي الثبوت، وكأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لا يَغمَض له جفن إلا بعد أن يرى نظرة الانكسار في أعين فرائسه، حينها ينام قرير العين بعد أن أدى مهمته في الحياة.

    كانت العلاقة السَّامة بين مَن هو (جحا) ومن هو (الجار) تتطور تدريجيًّا بمرور الزمن، حتى ظهرت (السوشيال ميديا). وبعدها تطورت الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية في كل دول العالم، وتغيرت مهام (السوشيال ميديا) من مواقع للعلاقات الاجتماعية وتكوين الصداقات إلى مواقع لتفجير الثورات والأحداث، واكتشف الناس أن من حقِّ كل منهم أن يكتب وأن يعبِّر وأن يصبَّ جامَّ غضبه على الجميع، لا فرق هنا بين صغير وكبير، بين كاتب وقارئ، بين عالم وجاهل، فأنت لديك (أكاونت) وأنا لديَّ (أكاونت)... ونشوف مين هيجيب دم الأول!

    ومن هنا بدأت الكارثة... عرض الناس حيواتهم على (السوشيال ميديا) كعرض الملابس الداخلية على منشر الغسيل، وفرحوا بلعبة (الرأي والرأي الآخر) فقالوا (الرأي) ولعنوا أعضاء (الرأي الآخر)، تعاظمت ذواتهم، وصار كل منهم عالمًا مفتيًا أديبًا سياسيًّا اقتصاديًّا مدربًا لكرة القدم، والملايين غيره من الأنعام بل هم أضل سبيلًا.

    ولهذا فأصبح من حقه أن يرشد الناس إلى رأيه القويم، وأن ينصحهم بسبِّ آبائهم وأمهاتهم، وأن يعلِّمهم بنهش أعراضهم، وأن يأسف لجهلهم وهو يعيِّرهم بأخطائهم.

    وللإنصاف، فإن عملية دسِّ أنف الناس في شئون بعضهم البعض ليست وليدة العصر الحديث، فهي منذ بدء الخليقة، فلو عدنا إلى العالم الأول، عندما كانت الأرض بكل ما فيها مرتعًا لعائلة آدم فقط، وعندما قرَّب كل من قابيل وهابيل قربانًا إلى ربه، وقَبِل الله قربانَ هابيل ولم يقبل قربان قابيل، هنا لم يهتم قابيل بمعرفة سر رفض الله لقربانه، ولم يهتم بتصحيح أخطائه، ولم يهتم بسؤال أبيه عن سرِّ ما حدث وما الذي يحتاج لفعله ليقبل الله قربانه، وإنما -فورًا- نظر إلى قبول الله لقربان هابيل، وقتل أخاه.

    والخلاصة أن الذي يتحسس أفعال الناس وهيأتَهم وأقوالهم، ويقابلها بالغمز والسخرية القاتلة والتنمر الواضح ونبش الماضي إنما يفعل ذلك من أجل نفسٍ مريضة لا من أجل نصيحة مفيدة.

    فتقديم النصيحة له من القواعد والشروط ما يجعلها خالصة لصالح الناس، رغبة في مساعدتهم وهدايتهم وتوضيح ما خفي عنهم من معلومات، وليس من أجل كشف سترهم، والسخرية من ضعفهم، وعدم التغاضي عن زلاتهم وفشل تجاربهم.

    وفي هذا الكتاب أحاول أن أجيب عن هذا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1