Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

رسائل الغيب والشهادة
رسائل الغيب والشهادة
رسائل الغيب والشهادة
Ebook291 pages1 hour

رسائل الغيب والشهادة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

روحان يتقابلان في عالم الغيب..يجمعهما التيه ..ويخوضان رحلة من المفارقات والمقابلات بأرواح هائمة عديدة ويتذكران بالتدريج كنههما وهويتهما ...عبر العديد من المفارقات يسترد إحدهما وعيه ويعود لعالم الشهادة ليستعيد ملامح الرحلة الغيبية ويتتبع أثرها وانعكاساتها على عالمه الواقعي.

   

 

 

Languageالعربية
Release dateJun 24, 2024
ISBN9798227111364
رسائل الغيب والشهادة

Related to رسائل الغيب والشهادة

Related ebooks

Reviews for رسائل الغيب والشهادة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    رسائل الغيب والشهادة - حنان محمد فولي

    دار حروف منثورة للنشر والتوزيع

    رسائل الغيب والشهادة

    للناشئين والشباب

    حنان محمد فولي

    This is a work of fiction. Similarities to real people، places، or events are entirely coincidental.

    الأسيرة

    First edition 2019.

    . حنان محمد فولي 2019© Copyright

    . حنان محمد فوليWritten by

    إهداء

    إلى كُلِّ الأرواحِ التى شارَكَتْني رحلتي الدُّنيَويَّة

    عسى أن نَلتقي جميعًا بِجَنَّةِ الخُلد

    همسة لزوجي العزيز: أنتَ القَلبُ الذي تَمنَّيتُ على الله أن يَمنَحهُ لي ليأخُذَ بيدي إلى الجنة..أتَفهَّمُ مُعاناتِكَ مع روحي المُضطربة.. عسى أن تُؤجَرَ عَليها.

    أبي العزيز.. فَارَقْتَنا بالجسد.. ولَمْ تُفارِقنا روحُكَ قَيدَ أنملة٠

    شكر خاص

    للمراجع اللغوي الأستاذ / ياسر فتحي

    لنصائحه القيمة وجهده المميز

    وتحية تقدير للنقد الموضوعي البناء  للناقد الأستاذ / أحمد أبو شادي

    الجزء الأول

    في الجَنَّةِ إن شاءَ الله

    حلم يَقَظة

    روحٌ غَريبة

    أينَ نَحنُ؟!

    أصدقاءُ جُدُد مِن الماضي

    أوَّلُ الخَيط

    عُدْنا وَحيدَيْنِ

    الهَديَّة

    رِحلَةُ عَبرَ الزَّمَن

    الاختِيارُ الصَّعبْ

    تَعارُف الفراق

    لَمُّ الشَّمل

    الجزء الثاني

    بَينَ الغَيبِ والشَّهادَة

    اسْتِفاقَة

    تَأبين

    اكتِشافْ

    حِيرَة

    العَودَة

    على حافَّةِ الغَيبِ والشَّهادَة

    حُوريَّة الصَّغيرَة

    الفصل الأول

    حلم يقظة

    تَملمَلْتُ في فِراشي غافيةَ العَينينِ بعدما اخترقَت حواسي رائحةٌ زَكيةٌ لم أستنشِق شبيهًا لها من قبل.

    رَباه... تَغلْغَل العطر الزكي أنفي مُدَغدِغًا شُعيراته، أشعر بِحَكَّةٍ لذيذةٍ و.. و.. و...

    - إتشووووووو...أشهد أن لا إله إلا الله وأن مُحمدًا رسول الله.

    استفَقتُ بِفعل العطسة، وانتفضتُ جَالسةً بعدما فتحتُ عيني

    ماهذا؟! ربي..أين أنا؟من أنا؟كيف أتَيتُ لهذا القصر الفخم..ياإلهي ماهذا!! مَن هذه الحورية!!

    سقَط بصري على صورةٍ مواجهةٍ لي لحوريةٍ رائعة الجمالِ خَمريةُ البشرة مع  طيفِ احمرارٍ  تكاد بشرتها  تَشِفُّ من فَرط  الرِّقة والنعومة.

    شفتانِ ورديتانِ وعينانِ سوداوان واسعتان سبحان من صورهما،

    شَعرٌ لَيليٌ مخملي مُنسَدل،ملامحُ  لطيفة رقيقة تكاد تكون مألوفة، ربما قابلت شبيهةً لها من قبل وإن كانت أقل حسنا، مابهذه  الفاتنة مشدوهة حائرة؟

    وكيف لِمثلها بهذه الفتنة والأناقة والترف، بِردائِها الحريري بَديع الرقة والأنوثة والجمال، وَرديَّ اللونِ كَلَونِ شفتيها الناعمتين أن تسمح لأشباح  القلق والاضطراب والصدمة بمُلامسةِ قلبها الفَتيّ؟

    هَمَمْتُ بالنهوض من مخدع منامتي محاولة الوصول لصورة الفاتنة الشابة.

    لِمَ اختار لها الفنان قاسيَ القلبِ هذه التعبيرات الكئيبة الصادمة؟

    ألم يكن الأجدر به أن يرسم إبتسامة هادئة وديعة من ذلك الثغر البهي ويبرز لمعة عينيها البريئتين الفاتنتين؟!

    ياالله!!ماهذا؟!إنه ليس مخدعي..لَم أختبِر يومًا الاتكاءَأو الرُّقودَ على مخدعٍ بهذه الفخامة والرُّقي..إنه وثير..ناعِم. ولَيِّنٌ لدرجة أن يدايَ تغوصان بِسَطحه.

    لا يمكن أن تكون حشوته قطنيةً ولا اسفنجية،لايشبِهُ أي مَخدعٍ آخر ولا يمكنني استنتاج  مادة حشوته.

    أنزَلت ساقي محاولةً النهوض،وانتصبت وقوفًا بحركة رشيقة وغاية في الخفة  لم أعتدها بالفترة الأخيرة،لامسَتْ قدمي برودة  مريحة لا علاقة لها ببرودة السيراميك  الذي اعتدته والذي يغطي أرضية حجرتي بل ألطف كثيرًا،ملمسهُ ناعمٌ لايشبه ملمس الباركيه الخشبي الذي استبدلناه بالسيراميك من قبل.

    انحنيتُ برأسي في فضولٍ كبير لفحص أرضية الحجرة..

    أوه..لا..كيف هذا؟!

    بحركة عفوية سريعة تناوبت رفع قدمي واحدةً تلو الأخرى مع طرف الفستان الحريري ال...وردي!! رِداءٌ حَريريٌ وردي!!.. نفس لون وطراز رداء الحورية الفاتنة في ال..صورة!!

    التَفَتُّ بحركةٍ فُجائية لمراجعة صورة الحسناء المواجهةِ للمخدع..

    يا ربي!!ماذا يحدث؟!الفتاة كانت تجلسُ مُواجِهةً لي والآن هي  واقفةٌ تُبَحلِقُ باتجاهي و.. و..تبدلت ملامحها من الحيرة للذعر.

    حاولت التقدم للأمام، تذكرت اللُجَّة التيأدوسها بقدمي..كيف أخطو فوق البحر والأسماك الملونة تتحرك أسفل قدمي؟!

    أعدْتُ التركيز على  قدمي، وطرف الرداء الذي أرفعه

    ياسبحان الله!! الرداءُ جافٌ وقدمايَ لم يَبتلا!

    أهو رسمٌ مُجسَّمٌ ثُلاثي الأبعاد من المعتاد في الأرضيات العصرية؟

    رغم أنني لا أتذكرأننا اقتنينا مثل هذه التقنية بالديكور المنزلي!

    انحنيت لأتحقق مما تحت قدمي.

    الأسماك الملونة الرائعة  تتحرك بالفعل، والمياه كذلك، لا نهاية لعمقها ولا شبيه لصفاء لونِها.

    الغريب أنني أرى تفصيلاتٍ عميقةٍ للغاية حتى قاع البحر السحيق وقواقعه ولون حبيبات رماله، والأغربُ أنه مُنيرٌ حتى القاع لا تتخلل طبقاته ظُلمةٌ تعوق البصر!

    تحسست عيناي لأصحح من وضع النظارة الطبية التي اعتدت ارتداءها مع علمي أ نها أضعف كثيرًا من توضيح مثل تلك التفصيلات وإلى هذا المدى البعيد.

    لم  أجد لها أثرا!

    إنني أرى كل تلك التفصيلات لهذه المسافة بلا مساعدة طبية... ياللعجب!

    ماذا يحدث؟ ما هذا المكان؟أين أنا؟التفتُّ يمنةً ويسرة أستطلع  ماحولي.

    مكان بديع وغريب!واسع الأرجاء،جدرانه من زجاج شفاف.

    يا ويلي...هل كنت نائمة بهذا الرداء الشفاف بمكان مكشوف جدرانه زجاجية..ياللفضيحة!

    المكان خالٍ الآن ولكن من يضمن أن يكون كذلك طوال الليل؟ أو..فترة استلقائي،تُرى كم مَكثت بهذا المكان؟وكم ليلةًأمضَيتُها مستلقية بلا حراك؟ومن أتى بي إلى هنا؟ وهل هناك من أحدٍ سواي؟

    الجدران الزجاجية تكشف خلفها بستانًا رائعًا، أشجار الكروم والفواكه المتدلية من الغصون بأنواعٍ شتى بعضها لم أعهده من قبل.

    تُظلِّلُ بغصونها الفارعة أشكالاً منمَّقة رائعة من الشجيرات.

    وأحواض الزهوربديعةُ التنسيق  والألوان  موزعةٌ بأناقة حول نوافير مياه جميلة من المرمرالأبيض بتصميماتٍ فنية راقية تنسكب منها المياه  الملونة لبركة واسعة جميلة.

    دفعني الفضول  وتأثيرسحرالمكان للبحث عن بوابة الولوج للحديقة الغنَّاء.

    انطلقت مذهولةً شبه مُخدَّرة لدرجة أنْسَتْني اللجة الصاخِبة التي أطَؤها بقدمي.

    حانَت مني التفاتة في طريق البحث عن  مخرجٍ لفاتنة الجدارالمعلقة، ياللدهشة! أين ذهب البورتريه؟! الإطارالذهبي فارغ!

    ماهذا؟ ماالذي أراه؟كيف يحدث؟ حين وصلت بمحاذاة الصورة، تضاعَف ذهولي، إن الفاتنة تتحرك،نعم ... لِمَ تُحدِّق بي بهذه الطريقة؟ كيف تتناغم حركاتها مع ما يصدرعني من حركات؟ اقتربت منها .. ياإلهي، إنهاتقترب ... مَدَدْتُ رأسي نحو البورتريه، الحسناء فعلت ذات الشيء تجاهي!

    مددت الخُطى نحوالجدار...رفعت يدي نحوه.. ياالله..إنها مرآة...

    مرآة! كيف هذا؟! وأين الفاتنة الحسناء التي تنعكس صورتها بتلك المرآة؟!

    تلفتُّ حولي

    لا أحد بالمكان سِواي

    تحسَّستُ جسدي

    أهذا الجسد النحيل الممشوق ملكي أنا؟

    عَقَدتِ الدَّهشةُ حاجبي.

    ذاكرتي مشوشة...لكنني أتذكرأن جسدي كان أكثرَ امتلاءًا.

    رفعت رأسي أتأمل تفاصيل فاتنة المرآة المقابلة لي.

    هذه الحسناء..جسدها الغَضُّ،قوامها الممشوق،إنها فتاة شابة بِمُقتبل العمر، ذاكرتي الباهتة المضطربة تُحيلُني لسيدةٍ بمنتصف العمر، ممتلئة القوام إلى حد ما،أميل لقصرالقامة، هذه النسخة التي أتذكرها مني.

    لم أكُن يومًا فارِعَةَ الطول أو مثالية الرشاقة.

    ولم أكُن بارعة الجمال.

    كنت متوسطة الصفات عمومًا.

    عادية الملامح وإن كانت لطيفة تُرضيني دون لَفت الأنظار،الأمر الذي كان يريحني، وإن كنت أعلم أنني جذابة.

    على الأقل  بالنسبة لذوي الحِس المُرهف، والذوق الراقي المتأثر بالجوهر الذي يَنفرُ من التصنع وادعاءِ الكمال والجمال الصاخب المُلفِت المُثير.

    وكان هذايكفيني ويرضيني.

    أتذكر أنني كنت أختبئ خلف نظارتي الطبية وحجابي

    اللذين كانا يضيفان سنوات ٍلِعمري الظاهري.

    بحركة أنثوية تلقائية رفعت يدي أمررها على

    شعري، وبالتبعية التي ماعادت تسبب ذات الذهول السابق

    تحركت الصورة وأتَت ذات الفعل.

    أهذاالشعرالانسيابي الحريري الأسود شعري؟!

    لَم يَكُن شعري كما بهذا الطول وتلك الكثافة والانسيابية الخالية من التموجات!

    إنه أروع من أحلامي الدنيوية جميعًا.

    لم أفكر يومًا باللجوء لعمليات التجميل،أو تقنيات الزينة (المكياج) المعقدة التي تغير من ملامح الوجه وتُعيدُ رَسمَ تَفصيلاتهِ وإخفاءَعيوبهِ، أو استخدام  شعرٍ مُستعار،كُنت دومًا أطمئنُّ لِرؤية التفصيلات التي تعكس شخصيتي وملامحي كما هي، وإن شابَها مع  الزمن تغيرات طفيفة كنت أستمتع بها، ولَم تكنْ بفضل الله مُنفرة أو قبيحة بل تزيد  من  مظهر الطيبة والسماحة واللطف التي كنت أزهو وأعجب بها أكثر كثيرًا من سمات الأنوثة الصاخبة المتفجرة التي تتهافت النساء للحصول عليها وتصنعها ورسمها وفق أحدث الصيحات ومقاييس الجمال والإثارة المتغيرة تبعًا لأذواق رجالٍ مُغرضين.

    كنت أعتبرُها سفاهةًأنثوية تحركها ضعة ووقاحة الذكور. 

    رباه..

    ماهذا الحلم البديع الغني بالتفصيلات والألوان والحياة والجمال الطاغي؟!

    لوتخيلت يومًا جنَّتي ماكانت لِتَكون أروع من هذاالحلم الذي أتمنى خلوده وخلودي به وفيهِ.

    لكن..أمَا مِن صُحبة؟!هل بُعِثتُ وحيدة؟!أهو حلم أم يقظة؟!أيُّ عالَمٍ بُعِثْتُ بهِ؟!أهي جنة الخلود؟

    مرةً أخرى أحارِب...

    ألهَثُ خلف صورٍباهتةٍ..مُبهَمة

    أجاهِدُ ذاكِرتي لإحيائها مِن سُباتِها

    من أنا؟ مااسمي؟ ماذا حدث لي؟ما تفصيلاتُ حياتي؟ كيف عِشتُ؟ وكيف انتهيت؟

    أين أنا؟وكيف تحولتُ؟وفيمَ ارتقيت؟

    عبثًا جاهَدْتُ ذاكرةً عنيدةً بليدة،وهدرًا انسكَبَت تساؤلاتي لِتُفضي بي لحيرةٍ أعمق.

    لابأس..

    لِنؤجِّل التفسيرات.

    ولأبدأ جولة تفقدية للمكان الخيالي رائع  الحُسْن.

    اقتربتُ من الجدارالزجاجي المجاورللمَخدع أتفقَّدُ فتحةً ما تسمحُ لي بالولوج مِن خلالها للبستان  شَجيِّ  الحُسْن بالخارج.

    عبثًا أهدرتُ محاولتي للبحث عن مخرج.

    كان الزجاج مُصمتًا لا أثرفيهِ لفتحةٍأو بوابة.

    ما السبيل للخروج إذًا؟

    اقتربت أكثرحتى كِدتُ ألامِسُ الجِدار.

    انفرجَ الزجاج حينَ لامَسْتُهُ..

    انزاح جانبًا مُخَلِّفًا بوابة فسيحة..

    لابأس، اعتدت مثل تلك التقنية بالمولات التجارية الفخمة وأبواب الفنادق الحديثة.

    مع أول خطواتي نحو الفردوس الغامض لم أتمالك أنفاسي المُتسارعةَ من فرط الانبِهار، وعقَدَت الدهشة لساني وتسمرت مُرغمة.

    لَم يخترع البشر في كافة لُغاتِ تواصلهم عبرالزمن كلمات يمكنها وصف ما أراهُ بعيني.

    ولا ما أسمع بأذني ولا ما أُحِسُّهُ بِكافَّةِ حواسي بذات اللحظة.

    تغريدٌ لطيورٍ تَصدَحُ بألحانٍ شَجيَّةٍ ونغماتٍ لا مجال لتشبيهها فلا مثيل لها وفق خِبرات البشر، لا يمكن نَعْتُها إلا بأنها أنغامٌ سماوية.

    هذا الوصف الذي  تذكرته من الروايات الإنجليزية التي اعتدت قراءتها  عادة مايطلق الغربيون وصف

    (From heaven) على ما يرونه من أشياءَ بالغة الروعة والحسن.

    أما شذى الزهور العذب فقد انساب من ثنايا شُعيراتي  الأنفية وتخلل

    كافة مسامي حتى

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1