Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الأسيرة: قلعةُ النسيانِ, #3
الأسيرة: قلعةُ النسيانِ, #3
الأسيرة: قلعةُ النسيانِ, #3
Ebook331 pages2 hours

الأسيرة: قلعةُ النسيانِ, #3

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

تدور أحداث الرواية التي بين أيدينا حول شاب وفتاه كانا يتنزهان في إحدى أحراش الغابات

تركت الفتاه يد حبيبها ثم اختفت، أسرع يجري باحثًا عنها في كل مكان حوله، خلال رحلة بحثه عنها رأى كوخًا من الخوص فوق إحدى التلال، اتجه إليه، قرع الباب فأجابه ساكن الكوخ وكان شيخًا لا يجيد
الكلام، سأله الفتى عن حبيبته، فأجاب بأنه لم يرها، بل لم يرَ إنسانًا في هذا المكان من أزمان ونصحه بالبحث عنها
في ردهات "قلعة النسيان" ندخل مع بطلنا في دائرة ملحمة جديدة..ملحمة الأميرة الأسيرة "ورد شان" ورحلة أسرها ..
ملحمة مشوقة جديدة يصحبنا فيها الكاتب عمرو أنور

Languageالعربية
Release dateJun 20, 2024
ISBN9798227012722
الأسيرة: قلعةُ النسيانِ, #3
Author

عمرو أنور

عمرو أنور، الكاتب والروائي البارز وعضو في إتحاد الكتاب. يتمتع بموهبة استثنائية في كتابة القصص والروايات. يتميز بأسلوبه السلس والجذاب وقدرته الفريدة على خلق عوالم خيالية تأسر القلوب وتثير العقول. يتميز عمرو بإبداعه اللافت وقدرته على إيصال المشاعر والأفكار بطريقة مميزة وعميقة. كما يتمتع بخبرة واسعة في مجال الكتابة والنشر، حيث قام بنشر العديد من الروايات المشهورة والمحبوبة من قبل القراء. Amr Anwar, the renowned writer and novelist, is a member of the Writers' Union. He possesses an exceptional talent for storytelling and novel writing. His writing style is smooth and captivating, with a unique ability to create imaginative worlds that captivate hearts and stimulate minds. Amr is known for his remarkable creativity and his ability to convey emotions and ideas distinctively and profoundly. He also has extensive experience in the field of writing and publishing, having published numerous popular novels that have been beloved by readers.

Related to الأسيرة

Titles in the series (3)

View More

Related ebooks

Related categories

Reviews for الأسيرة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الأسيرة - عمرو أنور

    (مقدمة)

    تدور أحداث الرواية التي بين أيدينا حول شاب وفتاة، كانا يتنزهان في أحد أحراش الغابات، حيث تركت الفتاة يد حبيبها، ثم اختفت؛ أسرع يجري باحثاً عنها في كل مكان حوله، وخلال رحلة بحثه عنها، رأى كوخًا من الخوص فوق أحد التلال؛ اتجه إليه، وقرع الباب؛ فأجابه ساكن الكوخ، وكان شيخاً لا يجيد الكلام. سأله الفتى عن حبيبته، فأجاب بأنه لم يرها، بل لم ير انسانًا في هذا المكان من أزمان، ونصحه بالبحث عنها في (قلعة النسيان)، وأشار إلى قصرٍ فوق الجبل.

    ذهب الفتى مسرعًا إلى هناك، وما إن اقترب من أسوار القلعة حتى سمع صوتًا يطالبه بالابتعاد، وإلا سيحترق المكان.

    عاد الفتى إلى الشيخ، وقص عليه ما كان؛ فقال له:

    -  أعرف سرداباً يؤدي إلى حديقة القصر مباشرة، هيا بنا.

    رافقه الشيخ حتى وصلا إلى نهاية السرداب، ثم طلب منه أن يكمل هو البحث عن حبيبته على أن يعود الشيخ إلى كوخه، لأنه لا يستطيع أن يتحمل مشاق البحث عن الفتاة، ونصحه بأن يستمر في البحث عنها.

    وصل الفتى إلى حديقة القلعة عبر السرداب، وما إن وطئت قدمه المكان، حتى سمع أصواتًا غريبة ليست لانسان، وشعر بأن هناك من يراقبه، كلما دخل غرفة من غرف القصر، استمع إلى قصة أو أسطورة حدثت في غابر الزمان.

    في الغرفة الأولى، محور الجزء الأول (قلعة النسيان)

    وجد ابنة ملك، أحبت حطاباً أنقذها من الموت على يد ذئب حاول افتراسها، أسره الأعداء خلال دفاعه عن المملكة، ومازالت تنتظر عودته إليها بسلام.

    وفي الغرفة الثانية، محور الجزء الثاني (التابوت)

    وجد طفلة صغيرة كلما اقتربت من ساحرة عجوز تعالى صراخها، واستمر بكاؤها على جرم اقترفته في حق هذه الطفلة.

    وفي الغرفة الثالثة محور هذا الجزء (الأسيرة)

    وجد فيها فتى مقيدًا في الجدار، يدعى الأمير أصلان، يحاول فك القيود والأغلال؛ لينقذ حبيبته الأميرة ورد شان التي اختطفها قطاع طرق وباعوها في سوق الجواري.

    *******

    الأسيرة

    عمرو أنور

    انتهت الأميرة الصغيرة حسناء من سرد قصتها لي، وتطرقت خلال سردها لقصة زوجة أبيها المرأة الخرقاء ذات الرداء، التي أوحت لوصيفتها الساحرة الصغيرة الصماء القيام بأعمال سوداء، وذلك لوأد الأميرة. كان ذلك قبل ولادتها ربما بأيام، وتطرقت في سردها لما فعله السحرة للوقوف بقوة أمام جبروت هذه الساحرة، والتي مازالت ترقد أمامي على فراش من الأشواك بعد أن قضى الملك الأب أمرًا كان مفعولًا، بوضعها في كوخ خشبي على هيئة توابيت الأموات أعلى ربوة في أحراش إمارة ساموراء.

    أشعر الآن أن الأحداث كلها قد تداخلت في بعضها البعض، من اختفاء حبيبتي، إلى تركها عنقود معلق على أحد أغصان الأشجار، إلى هذا القصر العجيب الذي منعني الحراس الأشداء من الاقتراب منه، إلى السرداب الذي دلفت فيه؛ فقادني إلى غرفة الأميرة علياء، إلى قصتها مع حبيبها ابن الحطاب شهاب، إلى نزولي إلى قبو مظلم، ثم ظهور الأميرة الصغيرة حسناء في رداء طفلة لم يتعدى عمرها أيام وهي تمسك بشمعة قاربت على الانتهاء، إلى هذه السيدة العجوز التي جاوزت المائة عام وترقد على فراش من الأشواك، وهي ترفع يدها وتصرخ كلما اقتربت منها الأميرة حسناء.

    لقد تداخلت كل الأحداث في بعضها البعض في تناغم غريب وعجيب، ولكن....... إلى الآن لم يدلني أحد ما على مكان حبيبتي التي اختفت دون سابق إشارة أو إنذار سوى هذا العنقود.

    أخشى أن يكون هذا الحادث قد جعلني مشوش التفكير ومضطرب الوجدان، أحيانًا أريد أن أرفع صوتي بالصراخ في هذه الغرفة، وأطلب المساعدة ممن فيه للعثور على حبيبتي التي اختفت، أحيانًا أخرى تتدافع الخواطر وربما الأسئلة في ذهني، كيف اختفت حبيبتي؟

    هل اختفاؤها كان قسرًا؟ أي أُجبِرَت على الاختِفاء! بمعنى آخر اختطفها أحد ما! ولكن كيف؟ لم يكن أحد في المكان الذي كنا نتنزه فيه غيرنا. ربما كان أحد ما يراقبنا دون أن ندري!

    شيء ما بداخلي يدفعني لئلا أرجح هذا الاحتمال، لأن حبيبتي كانت تمسك بيدي وهي تسير إلى جانبي، ثم توقفت، واستدارت، ووضعت إصبعها على فمي ثم قالت:

    -  أريد للطفلة بداخلي أن تلهو، ابحث عني!

    هذا المشهد المتواضع يؤكد أن حبيبتي كانت تلهو، أو كانت تريد أن تلهو، ثم تحولت الملهاة إلى كابوس مرعب لكلينا.

    لا شك أن تدافع الأسئلة على ذهني قد ساهم إلى حد كبير في شل تفكيري.

    لقد استقر الرأي الآن على أن حبيبتي اختفت بإرادتها الكاملة، حسنًا...... أين هي الآن؟

    هل وقعت في فخ ما نصبه أحد الصيادين في الأحراش التي كنا نتنزه فيها؟ ولكن، عندما نظرت إلى البلورة السحرية ووضعت يدي عليها، لم أر شيئًا سوي حبيبتي تجري في الأحراش ومن وراءها تعدو الذئاب.

    ما زلت أذكر جيدًا ما قالته، الأميرة علياء حينما سألتها عن حبيبتي......

    (أخلص الفعل قبل القول يهديك الديان، وتنتصر على اللئام وتظل حبيبتك في أمان! )

    إن أكثر الأسئلة إلحاحًا على ذهني هو، إلى متى سأظل أبحث عنها؟ ففي هذا القصر عشرات من الغرف، في أحدها التقيت بالأميرة علياء، وطلبت مني ألا أيأس من البحث عنها، وفي الغرفة الثانية التقيت بالأميرة حسناء ورأيت الساحرة الصماء، بل وسمعت صراخها كلما اقتربت منها الأميرة الصغيرة.

    إلى متى سأظل أتنقل بين غرف هذا القصر اللعين؟

    لقد اعتقدت في البداية أن خروجي من غرفة الأميرة علياء سوف يشعرني بالراحة، لأنني استطعت بمساعدتها الهرب من حراس القصر الأشداء الذين كانوا يطرقون على باب غرفتها، ولأنها بثت في نفسي الطمأنينة على حبيبتي عندما قالت (مازالت بأمان) ولكن هناك شيء آخر، لقد ذكرت أنها مازالت في أمان ـ رغم أنها تجري ومن وراءها الذئاب..

    أي ذئاب هنا تعنيهم الأميرة علياء؟

    هل هي ذئاب من بني البشر أم ضواري؟

    تطلعت للوجه الصبوح للأميرة الصغيرة حسناء، ثم عدت أتفحص وجه الساحرة الصماء التي عاقبها الملك الأب بحرمانها من نعمة البصر.

    عندما أدخلتني الأميرة حسناء إلى الغرفة الثانية، لم أكن أتخيل أنني لن أجد فيها حبيبتي التي اختفت، لم أكن أعتقد أنني سأجد امرأة عجوز تنام على فراش مملوء بالأشواك، يعلو صوتها بالصراخ كلما اقتربت منها الأميرة الموءودة.

    تداخلت الأحداث في بعضها البعض وتشابكت بشكل يثير الدهشة، حتى هذه اللحظة أصبحت أشك في كل شيء حولي، حتى تلك الصغيرة والتي تقف أمامي وهي تمسك بشمعة صغيرة، مازالت الشمعة كما هي لم تنتهي!!!

    لم تحدثني الأميرة الصغيرة حسناء عن حبيبتي التي اختفت، سواء بالإشارة أو بالرمز، كما فعلت الأميرة علياء، بل، على العكس، لقد تجاهلت سؤالي، واستمرت في سرد قصتها، وقصة أبيها الأمير علاء وقصة جدها الملك الأب، حتى ظننت أنني موجود في هذا القصر فقط لأستمع لشكوى كل مُعَذب من حبيبة مكلومة أو طفلة موءودة، ولكن من سيسمع شكواي؟ أنا أيضًا معذب مثلهم، ولكني لم أجد إلى الآن من يستمع لشكواي أو يدلني على مكان حبيبتي التي اختفت فجأة!

    كانت الأميرة الموءودة تتحرك كثيرًا أثناء سرد قصتها، كلما جاء ذكر الساحرة الصماء، كانت تقترب منها وتشير إليها بإصبعها؛ فيتعالى صراخ الساحرة؛ شعرت ساعتها أن إحساس الساحرة يتأرجح بين احتمالين، إحساس بالذنب مما اقترفته في حق هذه الطفلة الصغيرة، وإحساس آخر بالخوف الشديد من اقتراب هذه الطفلة منها وبخاصة بعد أن عاقبها الملك الأب، وبعد أن أمرها الأمير علاء بعدم الخروج من كوخ أمر بصنعه خصيصا لها، يشبه إلى حد كبير توابيت الموتى، وبعد أن أمر الكاهن بقطع إحدى قدميها.

    لقد كان عقاب الساحرات في العصور الغابرة عنيفا، لإجبارهم على العودة إلى رشدهم ويتوقفوا عن أفعالهم الشريرة تجاه البشر، لقد نالت هذه الساحرة، العقاب على ثلاث مراحل، كان عقابها مركبًا، بتر القدم، والتسبب لها في العمى، وحبسها أبد الدهر في كوخ لا تخرج منه إلا إلى القبر.

    السؤال الذي يلح على ذهني الآن: هل يشعر السحرة بتأنيب الضمير؟ أم أن صراخ الساحرة كلما اقتربت منها الأميرة حسناء كان بسبب الخوف الشديد من تكرار العقاب الذي سوف يجعلها تسترجع الإحساس بالألم الذي عانت منه قبل ذلك بعد أن أمسكوا بها وهي عائدة مع الأميرة ذات الرداء إلى قصرها في مملكة ساموراء.

    أشعر الآن بتأنيب الضمير إلى حد ما بسبب أنني شُغِلت عن البحث عن حبيبتي بالاستماع لقصة الأميرة علياء ولقصة الأميرة الصغيرة حسناء.

    لن أنفي عن نفسي هذه التهمة، لأنها ليست في الأصل تهمة، يمكن أن تندرج تحت بند الخيانة، أنا لم أخن حبيبتي بالانشغال عنها، بل على العكس، فأنا طوال الوقت أفكر فيها، وأفكر في الإجابة عن السؤال المهم، أين أجدها؟

    لا أعرف سببًا منطقيًا لإحساسي بتأنيب الضمير، لقد عرًضت نفسي لكثير من الأخطار وأنا أبحث عنها، ولم أضج بالشكوى مما أتعرض له أو مما أبذله من مجهود في سبيل العثور عليها، إني أعاهدها بأن أستمر في البحث عنها حتى لو كلفني الأمر حياتي، مازلت أشعر أنه لا حياة لي بدونها.

    الأمر الذي يسترعي الانتباه الآن في هذه الغرفة هو، هذا التفاوت الشديد بين سني الساحرة الصماء ـ والتي بلغت من العمر أرذله ـ وبين الأميرة حسناء التي سقطت من رحم أمها الأميرة إسراء قبل ولادتها ربما بأيام. الأميرة حسناء التي تقف أمامي الآن، وتمسك بشمعة بيدها الصغيرة لا يتعدى عمرها الخمسة أعوام أو ربما أقل، والساحرة الصماء التي ترقد على فراش مليء بالأشواك تعدي عمرها المائة عام، يتضح ذلك من تجاعيد وجهها، شعرها الأبيض الذي يشبه العِهْن المنفوش على رأسها، فمها الخالي من الأسنان، كل شيء فيها يؤكد أنها عابرة للأزمان.

    الأحداث أمامي تبدو غير مترابطة. هناك خلل ما.

    عندما أوحت الأميرة ذات الرداء إلى ساحرتها الصماء القيام بأعمال سوداء لإجهاض جنين الأميرة إسراء، كان عمر الساحرة لا يتجاوز العشرين عامًا.

    أي أن الفارق الزمني بين عمرهن، لا يجب أن يصل بأي حال إلى ثمانين عاما وأكثر!!!

    إذن لماذا اتسع الفارق بهذا الشكل الكبير والغير مبرر؟

    لقد أثار هذا الفارق علامات الدهشة في ذهني ثانية، وأثار علامات استفهام كثيرة.

    هل الطفلة الصغيرة الماثلة أمامي الآن، وتدعى الأميرة حسناء، هي من وحي خيال أطلقه عقلي الباطن بقوة لكي يستقر أمام عيني كأنه حقيقة ماثلة؟ وبالضرورة أيضًا تكون الساحرة العجوز الصماء الراقدة على فراش الأشواك أمامي مجرد خيال، ولكن صوت صراخها الذي أسمعه كل بضع لحظات، هل هو أيضًا خيال؟........ مستحيل!!

    هل من الممكن أن يهيئ لي عقلي الباطن أشياء غير موجودة، ربما......... ولكن لماذا؟

    هل يريد أن يبث الطمأنينة في نفسي؟ ويدفعني للبحث عن حبيبتي؛ لذلك هيأ لي الدخول إلى هذا القصر، والاستماع لقصة الأميرة علياء وما تعانيه في سبيل رؤية حبيبها شهاب، والإنصات أيضًا للأميرة حسناء وهي تحكي معاناة أبيها الأمير علاء وأمها الأميرة إسراء لكي يهون على نفسي المعاناة التي من المتوقع أن أتعرض لها خلال بحثي عن حبيبتي....... ربما!

    فقد كنت قبل لقاء الأميرة علياء أشعر بأنه لا قائمة لي بعد أن فقدت حبيبتي، ولكن بعد أن استمعت لقصتها، أصبحت أرى أنني أكثر قوة من ذي قبل، بمعنى آخر، إن قصتها بما تحمله من مشاعر جميلة لحبيبها الغائب ساهمت إلى حد كبير في أن تحرك بداخلي المشاعر الجميلة تجاه حبيبتي، وحينما استمعت إلى قصة الأميرة حسناء، أصبحت أرى الوجه الآخر من الحياة! وأقصد بذلك الوجه القبيح منها، المليء بالدسائس والمؤامرات والاغتيالات، ورغم أنني أكره هذا الوجه لأنه يفضح نفوسنا الضعيفة المليئة بالعورات، إلا أنه في هذه الحالة، يمثل دافعًا آخر للبحث عن حبيبتي، دافع الخوف عليها، ولكن إلى متى يظل هذان الدافعان ـ الحب والخوفـ ـ يستحثاني على أن أكون دؤوبًا؟ وأن أقاوم لحظات اليأس التي تنتابني كل حين وتفت في عضدي، وأن أستمر في البحث عنها دون كلل أو ملل.

    بينما إنا أفكر فيما يحدث وفيما سأفعله بعد أن استمعت إلى قصة الأميرة حسناء، صرخت الساحرة الصماء صرخةً، أحسست معها بأن جدران الغرفة تهتز، نظرت لها فوجدتها تحرك إحدى يديها يمينًا ويسارًا، أدركت أنها تريد أن تقول شيئًا معينًا.

    اقتربنا أنا والأميرة حسناء ببطء من الساحرة الصماء.

    لا أنكر أنني كنت أشعر طوال وجودي في هذه الغرفة بانفعالات مختلفة، مع استماعي للجزء الخاص بالأمير علاء ومغامراته مع أميرات ودوقات المملكة، شعرت بأنني مازلت في ريعان شبابي، وبأنني مازلت أخوض غمار هذه المرحلة من تقلبات مزاجية حادة واستعداد لخوض المغامرات العاطفية، وحينما استمعت إلى محاولة اغتيال الملك الأب، ونجاحه في الانتقام من الكاهن الخائن أحسست بالسعادة تغمرني، وحينما إنتقلت الأميرة إلى الحديث عن الأعمال السوداء التي قامت بها هذه الساحرة؛ أحسست بالنقمة الشديدة عليها وبالعطف الشديد على الأميرة حسناء، ولكنني لم أشعر بالخوف الشديد على حبيبتي كما أشعر به الآن، وبخاصة بعد أن نظرت الأميرة حسناء إليّ وقالت:

    -  إنها تريد منك أن تقترب منها، هي تشعر بوجودك، تريد أن تقول لك شيئًا!

    بالفعل اقتربت قليلًا وبحذر من أن يحدث ما لا يحمد عقباه.

    مدت الساحرة العجوز يدها ببطء تتحسس مكان يدي، وما ألامست يدي، أمسكت بأناملي، وارتفع صوتها بصرخات مختلفة، متقطعة أحيانًا ومتصلة أحيانًا أخرى، وهي تشير بيدها الأخرى يمينًا ويسارًا.

    أدركت في هذه اللحظات أنها تريد أن تقول شيئًا ليس للأميرة حسناء، بل لي أنا!!!

    نظرت للأميرة حسناء في هلع، وحاولت أن أخلص يدي من القبضة الحديدية التي أمسكت بأناملي، لقد أطبقت على أناملي بقوة لا أعرف من أين استمدتها، نظرت الأميرة للساحرة ثم نظرت إليّ، ولسان حالها يقول، لا تخش شيئًا، فهي بلا حيلة الآن، ثم قالت:

    -  تريد أن تقول لك، لولا أنهم عاقبوها على ممارسة أعمال السحر لكانت ساعدتك الآن على الوصول إلى مكان حبيبتك، ولكن كل ما تستطيع قوله الآن: (عيون اللئام تتربص بها، هي تراهم ولكن تعجز عن الكلام).

    أثارت هذه الكلمات الرعب في نفسي على مصير حبيبتي، ماذا تقصد الساحرة الصماء باللئام؟ هل تعني ما كانت تعنيه الأميرة علياء حينما قالت: ( حبيبتك تعدو ومن وراءها الذئاب)

    ما أحسست به وما زلت أشعر به إلى الآن، أن حبيبتي تعاني من شيء ما! ولكن ما الذي أستطيع أن أفعله الآن؟

    ********

    لقد أبدت الساحرة الصماء استعدادها للمساعدة على الوصول إلى حبيبتي وإنقاذها من الأخطار المحدقة بها، ولكنها في نفس الوقت عاجزة عن القيام بذلك لأنهم منعوها من ممارسة أعمال السحر مرة أخرى، ولكن ماذا لو توجهت برجاء للأميرة حسناء أن تعفو وتصفح عنها؟ وتدعها

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1