Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

شذرات في وجود الخالق
شذرات في وجود الخالق
شذرات في وجود الخالق
Ebook218 pages1 hour

شذرات في وجود الخالق

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

عقيدة وجود الخالق وصفاته، لطالما كانت مثار اهتمام الكثير من الناس.. وقد يرفضها البعض - الملحدون خاصة - بحجة أن لا دليل عليها، وهذا نابع عن عدم البحث الجاد في هذه المسألة المصيرية، وكانت بحوث هذا الكتاب تناقش، وتنقد، وتثبت، ما يخص هذه القضية.. فمن يدعي البحث عليه أن يبحث بشكل صحيح، بعيداً عن الميول النفسية، والمزاجات الخاصة والعامة، والأحداث الاجتماعية، وتقاليده، وموروثاته.. فلو تجرد الإنسان عن كل ذلك سيصل إلى نتيجة، بشرط أن يستخدم عقله بشكل صحيح، وأن يكون جاداً في بحثه، فسوف يصل الى قضية محورية تبين له حقيقة الأمر، والعبرة ليست بالكلمات، وإنما بطريقة التفكير.. والناس مختلفون في أديانهم، وتوجهاتهم الفكرية. ولكن يشتركون في شيء فريد وهو العقل.. وهو الذي يميز بين القضايا الفكرية، ويكون الأساس الذي ينطلق به للوصول إلى النتيجة الواقعية، التي تمثل الحقيقة، والتي ينشدها كل إنسان عاقل.
Languageالعربية
Release dateJun 9, 2024
ISBN9789778698626
شذرات في وجود الخالق

Related to شذرات في وجود الخالق

Related ebooks

Related categories

Reviews for شذرات في وجود الخالق

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    شذرات في وجود الخالق - خالد الزكي

    شَذَرَاتٌ فِي وُجُودِ الْخَالِقِ

    جل جلاله

    دراسة تتعلق بوجود الخالق وصفاته وبعض ما يذكر من قبل الملحدين

    (أنا أقف مع العلم)

    (استعمل العقل فإنه مجاني)

    المؤلف

    خالد الزكي

    الإهداء

    أهدي هذا الجهد المتواضع الى طلاب الحقيقة


    المقدمة

    في الآونة الأخيرة وجدت البعض ممن يدعي الثقافة والتحضر والانفتاح وممن يحمل شعار العلم من قبيل ( أنا أقف مع العلم ) وفي مقولة أخرى ( استعمل العقل فإنه مجاني ) وبهذه الحجة وضمن هذين الشعارين يلجأ الى إنكار وجود الخالق مع أن الجميع يتبنون القضايا العلمية سواء كانوا متدينين أم لا، ويأخذ طريقه في حياته ضمن هذا الحال، وكأنه يريد أن يقول: إنني بحثت ووصلت الى نتيجة مفادها أن الخالق غير موجود وبالتالي يحق لي أن لا التزم بالأديان وتشريعاتها، فيسلك سلوك عدم الالتزام وكأنه كان في السابق مقيداً وخرج بعد ذلك عن قيوده فيفعل ما يحلو له بلا حساب ورقيب، على أي حال فما يرفع من شعار العلم وأمثاله هو مجرد اشتباه منه ولم يكن بحثاً واقعياً وجدياً من قبل هؤلاء وأجد أن البعض لا يتجاوز عمره (18) عاماً ويقول إنني بحثت في ذلك! والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو مقدار البحث الذي قام به هذا المراهق؟ وهل التزم بأصول البحث العلمي والعقلي بحيث طبقه بشكل صحيح أم أنه تصفح في بعض الكتيبات فقط وانبهر في بعض الشعارات البراقة واتخذ سبيله في الدنيا على هذا الأساس؟ ومن أمثاله الكثير الذين انحرفوا عن طريق الحق بحجة أنه بحث مع أن بحثه لم يكن بشكل صحيح أو حتى بشكل عقلائي.

        فمن يدعي البحث عليه أن يبحث بشكل صحيح بعيداً عن الميول النفسية والمزاجات الخاصة والعامة فلو تجرد الإنسان عن ميوله النفسية والأحداث الاجتماعية وتقاليده وموروثاته سيصل الى نتيجة بشرط أن يستخدم عقله بشكل صحيح وأن يكون جاداً في بحثه فسوف يصل الى قضية محورية تبين له حقيقة الأمر والعبرة ليست بالكلمات وإنما بطريقة التفكير والناس مختلفون في أديانهم وتوجاهتهم الفكرية ولكن يشتركون في شيء فريد وهو العقل وهو الذي يميز بين الأمور والقضايا الفكرية فإن الله تعالى حينما خلق الإنسان وزوده بالعقل جعل له أساساً للبحث ينطلق به للوصول الى النتيجة الواقعية التي تمثل الحقيقة والتي ينشدها كل إنسان عاقل.

       قد يقول البعض: إن هذا يجرنا الى القول إن الصواب ليس في إتجاه واحد على اعتبار أن البحث سيوصلنا الى نتائج متعددة حسب الأفكار المختلفة للأشخاص.

         والجواب عن ذلك: بأن الحقيقة واحدة والحق واحد فلو افترضنا أن هناك شخصين جادين ومنصفين وعاقلين بحثا في الأديان فتوصل أحدهما الى نتيجة أن الإسلام هو الصواب وتوصل الآخر الى أن المسيحية هي الصواب مع وجود تضاد بين الإسلام والمسيحية نعلم حينها أن أحدهما لم يبحث بشكل صحيح وتوجد خلل في إحدى مقدمات البحث أو كلها لأن الصواب في إتجاه واحد لأن الحق واحد وحينها لا بد على الإنسان الواعي أن يعرف كيف يبحث بحيث يؤدي بحثه الى النتيجة الصحيحة وهذا يعتمد على درجة ثقافة الإنسان العقلية وفهمه للأمور بشكل صحيح وأن يستعين بأهل الخبرة في مثل هذه الأمور كي يمكنه أن يصل الى الصواب.

    سؤال آخر : البحث الجاد يستلزم الدخول والغوص في هذه الاتجاهات المتضاربة الكثيرة وهذا يسلتزم الوقت الكبير والتفرغ التام والزمن الطويل لكي يصل الى نتيجة يمكن أن يتبناها الفرد ولعله لا يمكن له أن يخرج بنتيجة لأن جزئيات البحث في تلك الاتجاهات كثيرة جداً فهل يمكن للإنسان أن يدخل في هذا الطريق مع اختلاف الكفاءات البشرية وهي تختلف من فرد لآخر فمنهم الإنسان البسيط جداً في معرفته وتفكيره ومعلوماته ومنهم العالم ومنهم ما بين ذلك، فكيف يتسنى للإنسان البسيط أن يخوض بمثل هكذا بحوث؟

    الجواب :

    أولاً : ما تم ذكره لا يعطي مبرراً للإنسان بأن يترك البحث الجاد من الأساس كي يتعرف على الحقيقة التي يبحث عنها العقلاء من الناس.

    ثانياً : يمكن للإنسان أن يبحث في كليات الأمور وهي كفيلة في بيان الحقيقة، وأما الغوص في الجزئيات فهي تشتت البحث ولا يمكن الوصول بها الى نتيجة، وكليات الأمور يمكن أن تدرج في قضايا مهمة وهي:

    القضية الأولى : وجود الخالق وعدمه.

    القضية الثانية : وجود الخالق يستلزم وجود دين فلا يمكن تصور عدم ذلك والسبب فيه يكمن في إتصاف الخالق بالحكمة كما سيأتي في طيات هذه البحوث وليس من الحكمة إيجاد الخلق بلا هدف وبشكل عبثي فلا بد من وجود هدف لذلك وكان من الواجب أن يبين هدفه للخلق ويكون ذلك من خلال بعث الرسل والأنبياء للناس كافة ليبين لهم الغرض ويسيروا في دائرته.

    القضية الثالثة : في تشخيص الدين الحق، ويكون ذلك في مطابقة ما توصل اليه الدليل العقلي من نتائج مع مضمون الدين فيما يخص الخالق من صفات.

        وهذه القضايا الثلاث هي التي ينبغي على الإنسان الجاد الخوض فيها والخروج بنتيجة من خلال الأدلة العقلية كما سيتم بيانها في هذه البحوث، ومن الواضح أنها ليست بتلك الصعوبة التي يتصورها البعض وإنما يحتاج الى بعض الوقت والجدية في البحث والمضي في هذا المسعى ومحاكمة الأدلة بإنصاف وبشكل صحيح وكل إنسان بحسبه فالإنسان البسيط يمكن أن يصل الى نتيجة بتدبر الأدلة بشكلها البسيط. على أي حال فلا أريد الإطالة على القارئ الكريم بقدر ما أريد بيان أمور أجد من الأهمية بمكان طرحها لمن يريد الدخول في مثل هذه البحوث وأرجو التركيز حين القراءة والمطالعة لكي تتبين الحقائق بأجلى صورها وأن لا تكون قراءة ومطالعة سريعة بلا تركيز، كما أن ما ورد في هذه البحوث مختصر وجزء من أبحاث أخرى ولكنها كافية في بيان الحقيقة لمن تدبر وتعقل ووافية للمنصفين ولعلنا نوفق في إدراج بحوث أخرى في دراسة أكثر عمقاً وتوسعاً في وقت لاحق إن شاء الله تعالى، وقبل الخوض في هذه المباحث أرجو التنبه لأمور مهمة تنفع طلاب الحقيقة والمنصفين:

    أولاً : إن عدم نقض الدليل نقضاً عقلياً يدل على تمامية الدليل.  

    ثانياً : يستطيع كل شخص أن يدعي ما يريد ولا يثبت شيء إلا بدليل فلا يقبل القول المرسل بلا دليل ثابت.

    ثالثاً : الخروج عن موضوع البحث يدل على محاولة خلط الأوراق وهذا دليل عدم القدرة على النقد.  

       هذا وأتمنى من القارئ الكريم أن يكون على مستوى عالٍ من التركيز لما يطرح في هذه البحوث. وكلي أمل أن يرجع الإنسان العاقل الى طريق الحق وألا يغتر بالدنيا وزخرفها فإنها زائلة أولاً وآخراً، وتقبلوا مني خالص تحياتي وأمنياتي لكم بالتوفيق.    

    خالد الزكي

                                                           29/ 3/ 2021 م  

                                             15/ شعبان / 1442 هـ


    البحث الأول (العقل وأحكامه)

        أول بحث يمكننا التحدث عنه هو ما يتعلق بالعقل وهو موضوع هام وكثيراً ما يحصل فيه الخلط وعدم القدرة على التمييز بين الدماغ والعقل والفرق بينهما وأعطي نبذة مختصرة عنهما فنلاحظ:

    دماغ الإنسان : يُقدَّر أن الدماغ الإنسان البالغ يحتوي على(billion 86)  خلية عصبيِّة، مع عدد متساوٍ تقريبًا (billion 85 ) من الخلايا غير العصبية، [1]  من بين هذه الخلايا العصبية، 16 مليار (19%) تقع في القشرة المخية و69 مليار (80%) في المُخيخ. [2]

    المخ:  هو قسم من أقسام الدماغ يهتم بشكل عام بالوظائف الإدراكية والحسية والعقلية ووظائف اللغة، ويتكون من الخلية العصبية قابلة للإستثارة كهربائياً ويمكنهاً معالجة ونقل المعلومات عبر إشارات كهربائية وكيميائية، تتصل الخلايا العصبية مع بعضها البعض فتتشكل شبكات عصبونية، وهذه الخلايا العصبية هي المكونات الأساسية للمخ وللجهاز العصبي وتحدد الإشارات الكهربائية التي تحملها العَصَبات، وتقوم بإرسالها عبر الألياف العصبية جميع نشاطات الدماغ والحبل الشوكي، مثل التفكير والذاكرة والعواطف والنطق وحركة العضلات.

        كل ما تقدم من وصف الدماغ والمخ يتعلق بقضايا مادية بحتة وحتى الإشارات الكهربائية والكيميائية فكل ذلك له أسبابه المادية فيحدث التأثير المادي في الإنسان.

    العقل:  مصطلح يستعمل عادة كوصف القدرة على التمييز والإدراك واتخاذ القرارات والاستفادة من بيانات الدماغ البشري وخاصة تلك الوظائف التي يكون فيها الإنسان واعياً بشكل شخصي مثل: الشخصية والتفكير والجدل والذاكرة والذكاء والتحليل، ومن الواضح أن هذا ليس من المادة في شيء وإنما من المجرد عن المادة فالقوة والقدرة على التمييز إنما هي مجردة وليست مادية فهذه القوة هي القابلية على التمييز والتحليل والحكم.

        نلاحظ أخوتي الكرام أن هناك ترابطاً بين العمليات التي يقوم بها المخ بين الخلايا العصبية وبين العقل، فهذه المعلومات تصل من الدماغ والمخ الى العقل ليبدأ هذا الأخير بتحليلها وتمييزها بقدرة خاصة فيعطي الحكم على هذه المعلومات الواصلة من الجزء المادي (المخ). وهنا يأتي السؤال وهو هل الأفكار التي تطرأ على الإنسان هي من الجزء المادي التي تطرأ على الدماغ أم من الجزء المجرد الذي يكتنفها العقل؟  فمثلاً حينما يتصور الإنسان البحر فهو بوجوده المادي كبير جداً وحينما تحدث التفاعلات الكيميائية في المخ يحدث التصور، ولكن هذا التصور هل ينطبع على الدماغ والمخ؟ بمعنى هل أن صورة البحر وفكرة البحر إنطبعت في دماغ ومخ الإنسان؟ لا أعتقد ذلك لأنه لو كانت هذه الصورة المادية منطبعة في الدماغ:

    لكان يظهر لها مكان ويمكن مشاهدتها وتحديدها ويمكن الإشارة اليها ونقول هذه هي صورة البحر، لكن لا وجود لهذا الشيء المادي في دماغ الإنسان

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1